ج5.وج6وج7وج8.وح9..كتاب : الترغيب
والترهيب من الحديث الشريف المؤلف : عبد
العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
ج5.كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ملعون من فرق بين والدة وولدها
قال أبو بكر يعني ابن عياش هذا مبهم وهو عندنا في السبي
والولد
رواه الدارقطني من طريق طليق بن محمد عنه وطليق مع ما
قيل فيه لم يسمع من عمران
ورواه ابن ماجه والدارقطني أيضا من طريق إبراهيم بن
إسماعيل بن مجمع وقد ضعف عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى قال لعن رسول
الله صلى الله عليه و سلم من فرق بين الوالدة وولدها وبين الأخ وأخيه
الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوج أن ينويا
الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت
2765 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول أعوذ بالله من الكفر والدين
فقال رجل يا رسول الله أتعدل الكفر بالدين قال نعم
رواه النسائي والحاكم من طريق دراج عن أبي الهيثم وقال
صحيح الإسناد
2766 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الدين راية الله في الأرض فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
قال الحافظ بل فيه بشر بن عبيد الدارسي واه
2767 - وروي عنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم وهو يوصي رجلا وهو يقول أقل من الذنوب يهن عليك الموت وأقل من
الدين تعش حرا
رواه البيهقي
2768 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها
قالوا وما ذاك يا رسول الله قال الدين
رواه أحمد واللفظ له وأحد إسناديه ثقات وأبو يعلى
والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد
وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من فارق روحه جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة الغلول والدين والكبر
رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظه
والحاكم وهذا لفظه وقال صحيح على شرطهما
قال الترمذي قال سعيد بن أبي عروبة الكنز يعني بالزاي
وقال أبو عوانة في حديثه الكبر يعني بالراء
قال ورواية سعيد أصح وقال البيهقي في كتابه عن أبي عبد
الله يعني الحاكم الكنز مقيد بالزاي والصحيح في حديث أبي عوانة بالراء
2770 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا من تداين بدين
وفي نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء ومن تداين بدين وليس في
نفسه وفاؤه ثم مات اقتص الله عز و جل لغريمه يوم القيامة
رواه الحاكم عن بشر بن نمير وهو متروك عن القاسم عنه
ورواه الطبراني في الكبير أطول منه ولفظه قال من ادان
دينا وهو ينوي أن يؤديه ومات أداه الله عنه يوم القيامة ومن استدان دينا وهو لا
ينوي أن يؤديه فمات قال الله عز و جل له يوم القيامة ظننت أني لا آخذ لعبدي بحقه فيؤخذ
من حسناته فيجعل في حسنات الآخر فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فيجعل
عليه
2771 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ أموال
الناس يريد إتلافها أتلفه الله
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
2772 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من حمل من أمتي دينا ثم جهد في قضائه ثم مات قبل أن يقضيه فأنا
وليه
رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط
2773 - وعنها رضي الله عنها أنها كانت تداين فقيل لها ما
لك وللدين ولك عنه
مندوحة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما
من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون
وفي رواية من كان عليه دين همه قضاؤه أو هم بقضائه لم
يزل معه من الله حارس
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيه انقطاعا
ورواه الطبراني بإسناد متصل فيه نظر وقال فيه كان له من
الله عون وسبب له رزقا
2774 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال كانت
ميمونة تدان فتكثر فقال لها أهلها في ذلك ولاموها ووجدوا عليها فقالت لا أترك
الدين وقد سمعت خليلي وصفيي صلى الله عليه و سلم يقول ما من أحد يدان دينا يعلم
الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه في الدنيا
رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
2775 - وعن صهيب الخير رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أيما رجل تدين دينا وهو مجمع أن لا يوفيه إياه لقي الله سارقا
رواه ابن ماجه والبيهقي وإسناده متصل لا بأس به إلا أن
يوسف بن محمد بن صيفي بن صهيب قال البخاري فيه نظر
ورواه الطبراني في الكبير ولفظه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول أيما رجل تزوج امرأة ينوي أن لا يعطيها من صداقها شيئا مات
يوم يموت وهو زان وأيما رجل اشترى من رجل بيعا ينوي أن لا يعطيه من ثمنه شيئا مات يوم
يموت وهو خائن والخائن في النار
وفي إسناده عمرو بن دينار متروك
2776 - وعن القاسم مولى معاوية رضي الله عنه أنه بلغه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من تدين بدين وهو يريد أن يقضيه حريص على أن
يؤديه فمات ولم يقض دينه فإن الله قادر على أن يرضي غريمه بما شاء من عنده ويغفر للمتوفى
ومن تدين بدين وهو يريد أن لا يقضيه فمات على ذلك ولم يقض دينه فإنه يقال له أظننت
أنا لن نوفي فلانا حقه منك
فيؤخذ من حسناته فيجعل زيادة في حسنات رب الدين فإن لم
يكن له حسنات أخذ من سيئات رب الدين فجعلت في سيئات المطلوب
رواه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلا
2777 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قالا قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته ليس ثم دينار ولا
درهم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والطبراني في الكبير
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدين دينان
فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه ومن مات وهو لا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من
حسناته ليس يومئذ دينار ولا درهم
2778 - وعن محمد بن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعدا حيث توضع الجنائز فرفع رأسه قبل السماء
ثم خفض بصره فوضع يده على جبهته فقال سبحان الله سبحان الله ما أنزل من التشديد
قال فعرفنا وسكتنا حتى إذا كان الغد سألت رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقلنا ما التشديد الذي نزل قال في الدين والذي نفسي بيده لو قتل
رجل في سبيل الله ثم عاش ثم قتل ثم عاش ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى
دينه
رواه النسائي والطبراني في الأوسط والحاكم واللفظ له
وقال صحيح الإسناد
2779 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار
فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فائتني بالكفيل
قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى
فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبه ويقدم عليه للأجل الذي أجله فلم
يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبها ثم زجج
موضعها ثم أتى بها البحر فقال اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلانا ألف دينار فسألني
كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك فسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وإني
جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر
حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا
يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا
قد جاء بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها لاهله حطبا فلما نشرها وجد المال
والصحيفة
ثم قدم الذي كان أسلفه وأتى بالألف دينار فقال والله ما
زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي جئت فيه
قال هل كنت بعثت إلي بشيء
قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه
قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة فانصرف
بالألف الدينار راشدا
رواه البخاري معلقا مجزوما والنسائي وغيره مسندا
قوله زجج بزاي وجيمين أي طلى نقر الخشبة بما يمنع سقوط
شيء منه
2780 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من تزوج امرأة على صداق وهو ينوي أن لا يؤديه إليها فهو
زان ومن ادان دينا وهو ينوي أن لا يؤديه إلى صاحبه
أحسبه قال فهو سارق
رواه البزار وغيره
2781 - وعن ميمون الكردي عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو
كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها لقي الله يوم القيامة
وهو زان وأيما رجل استدان دينا لا يريد أن يؤدي إلى صاحبه حقه خدعه حتى أخذ ماله
فمات ولم يؤد دينه لقي الله وهو سارق
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواته ثقات وتقدم حديث
صهيب بنحوه
2782 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف
بين يديه فيقال يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين وفيم ضيعت حقوق الناس فيقول يا رب
إنك تعلم أني أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم ألبس ولم أضيع ولكن أتى علي إما حرق وإما
سرق وإما وضيعة فيقول الله صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك فيدعو الله بشيء فيضعه في
كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته
رواه أحمد والبزار والطبراني وأبو نعيم أحد أسانيدهم حسن
الوضيعة هي البيع بأقل عما اشترى به
2783 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الدين يقتص من صاحبه يوم القيامة إذا مات إلا من
تدين في ثلاث خلال الرجل تضعف قوته في سبيل الله فيستدين يتقوى به على عدو الله وعدوه
ورجل يموت عنده مسلم لا يجد بما يكفنه ويواريه إلا بدين ورجل خاف على نفسه العزبة
فينكح خشية على دينه فإن الله يقضي عن هؤلاء يوم القيامة
رواه ابن ماجه هكذا والبزار
ولفظه ثلاث من تدين فيهن ثم مات ولم يقض فإن الله يقضي
عنه رجل يكون في سبيل الله فيخلق ثوبه فيخاف أن تبدو عورته أو كلمة نحوها فيموت
ولم يقض دينه ورجل مات عنده رجل مسلم فلم يجد ما يكفنه به ولا ما يواريه فمات ولم يقض
دينه ورجل خاف على نفسه العنت فتعفف بنكاح امرأة فمات ولم يقض فإن الله يقضي عنه
يوم القيامة
العنت بفتح العين والنون جميعا هو الإثم والفساد
2784 - وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما
يكرهه الله
قال وكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه اذهب فخذ لي بدين
فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي بعد إذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه و
سلم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد وله
شواهد
2785 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره
ومن مات وعليه دين فليس ثم دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل
وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة
الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال
رواه الحاكم وصححه ورواه أبو داود والطبراني بنحوه ويأتي
لفظهما إن شاء الله تعالى
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقال هاهنا أحد من بني فلان فلم يجبه أحد ثم قال هاهنا أحد من بني
فلان فلم يجبه أحد ثم قال هاهنا أحد من بني فلان فقام رجل فقال أنا يا رسول الله فقال
من منعك أن تجيبني في المرتين الأوليين
قال إني لم أنوه بكم إلا خيرا إن صاحبكم مأسور بدينه
فلقد رأيته أدي عنه حتى ما أحد يطلبه بشيء
رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال إن صاحبكم
حبس على باب الجنة بدين كان عليه
زاد في رواية فإن شئتم فافدوه وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب
الله
فقال رجل علي دينه فقضاه
قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
قال الحافظ عبد العظيم رووه كلهم عن الشعبي عن سمعان وهو
ابن مشنج عن سمرة وقال البخاري في تاريخه الكبير لا نعلم لسمعان سماعا من سمرة ولا
للشعبي سماعا من سمعان
2787 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال صاحب الدين مأسور بدينه يشكو إلى الله الوحدة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه المبارك بن فضالة
2788 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى
الله عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء
رواه أبو داود والبيهقي
2789 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون ما بين
الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول بعض أهل النار لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا
على ما بنا من الأذى
قال فرجل معلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل
يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا
على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس لا يجد لها قضاء أو
وفاء
الحديث رواه ابن أبي
الدنيا والطبراني بإسناد لين ويأتي بتمامه في الغيبة إن
شاء الله تعالى
2790 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه وابن حبان
في صحيحه ولفظه قال نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين
والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
2791 - وعن جابر رضي الله عنه قال توفي رجل فغسلناه
وكفناه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي عليه فقلنا تصلي
عليه فخطا خطوة ثم قال أعليه دين قلنا ديناران فانصرف فتحملهما أبو قتادة فأتيناه فقال
أبو قتادة الديناران علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوفى الله حق
الغريم وبرىء منهما الميت قال نعم فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيومين ما فعل
الديناران قلت إنما مات أمس
قال فعاد إليه من الغد فقال قد قضيتهما فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الآن بردت جلدته
رواه أحمد بإسناد حسن والحاكم والدارقطني وقال الحاكم
صحيح الإسناد ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحه باختصار
2792 - وروي عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا أتي بالجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل ويسأل عن دينه فإن
قيل عليه دين كف عن الصلاة عليه وإن قيل ليس عليه دين صلى عليه فأتي بجنازة فلما
قام ليكبر سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم هل على صاحبكم دين قالوا ديناران فعدل
عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال صلوا على صاحبكم فقال علي رضي الله عنه
هما علي يا رسول الله برىء منهما فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى عليه
ثم قال لعلي بن أبي طالب جزاك الله خيرا فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك
إنه ليس من ميت يموت وعليه دين إلا وهو مرتهن بدينه ومن
فك رهان ميت فك الله رهانه يوم القيامة فقال بعضهم هذا لعلي خاصة أم للمسلمين عامة
قال بل للمسلمين عامة
رواه الدارقطني ورواه أيضا بنحوه عن طريق عبيد الله الوصافي
عن عطية عن أبي سعيد
وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
أتي بجنازة ليصلي عليها قال هل عليه دين قالوا نعم فقال النبي صلى الله عليه و سلم
إن جبريل نهاني أن أصلي على من عليه دين فقال إن صاحب الدين مرتهن في قبره حتى
يقضى عنه دينه
رواه أبو يعلى والطبراني ولفظه قال كنا عند النبي صلى
الله عليه و سلم فأتي برجل يصلي عليه فقال هل على صاحبكم دين قالوا نعم
قال فما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره لا
تصعد روحه إلى السماء فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فإن صلاتي تنفعه
قال الحافظ قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان
لا يصلي على المدين ثم نسخ ذلك
فروى مسلم وغيره من حديث أبي هريرة وغيره أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه قضاء
فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه وإلا قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه
الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه ومن ترك مالا
فلورثته
الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين
2794 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
أتبع بضم الهمزة وسكون التاء أي أحيل
قال الخطابي وأهل الحديث يقول اتبع بتشديد التاء وهو خطأ
2795 - وعن عمرو بن الشريد عن أبيه رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال لي الواجد
يحل عرضه وماله
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
لي الواجد بفتح اللام وتشديد الياء أي مطل الواجد الذي
هو قادر على وفاء دينه يحل عرضه أي يبيح أن يذكر بسوء المعاملة وعقوبته حبسه
2796 - وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول لا يحب الله الغني الظلوم ولا الشيخ الجهول ولا الفقير
المختال
وفي رواية إن الله يبغض الغني الظلوم والشيخ الجهول
والعائل المختال
رواه البزار والطبراني في الأوسط من رواية الحارث الأعور
عن علي والحارث وثق ولا بأس به في المتابعات
2797 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فذكر الحديث إلى أن قال والثلاثة
الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه واللفظ لهما ورواه
بنحوه النسائي وابن حبان في صحيحه والترمذي والحاكم وصححاه
2798 - وروي عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب
رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قدس الله أمة لا يأخذ
ضعيفها الحق من قويها غير متعتع ثم قال من انصرف غريمه عنه وهو راض صلت عليه دواب الأرض
ونون الماء ومن انصرف غريمه وهو ساخط كتب عليه في كل يوم وليلة وجمعة وشهر ظلم
رواه الطبراني في الكبير
2799 - وعنها رضي الله عنها قالت كان على رسول الله صلى
الله عليه و سلم وسق من تمر لرجل من بني ساعدة فأتاه يقتضيه فأمر رسول الله صلى
الله عليه و سلم رجلا من الأنصار أن يقضيه فقضاه تمرا دون تمره فأبى أن يقبله فقال
أترد على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم ومن أحق بالعدل من رسول الله صلى
الله عليه و سلم فاكتحلت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بدموعه ثم قال صدق
ومن أحق بالعدل مني لا قدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها ولا يتعتعه ثم
قال يا خولة عديه واقضيه فإنه ليس من غريم يخرج من عند غريمه راضيا إلا صلت عليه
دواب
الأرض ونون البحار وليس من عبد يلوي غريمه وهو يجد إلا
كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثما
رواه الطبراني في الأوسط والكبير من رواية حبان بن علي
واختلف في توثيقه ورواه بنحوه الإمام أحمد من حديث عائشة بإسناد جيد قوي
تعتعه بتاءين مثناتين فوق وعينين مهملتين أي أقلقه
وأتعبه بكثرة ترداده إليه ومطله إياه
ونون البحار حوتها
وقوله يلوي غريمه أي يمطله ويسوفه
2800 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا قدست أمة لا يعطى الضعيف فيها حقه غير متعتع
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح
ورواه ابن ماجه بقصة ولفظه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى
الله عليه و سلم يتقاضاه دينا كان عليه فاشتد عليه حتى قال أخرج عليك إلا قضيتني
فانتهره أصحابه فقالوا ويحك تدري من تكلم فقال إني أطلب حقي فقال النبي صلى الله عليه
و سلم هلا مع صاحب الحق كنتم ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها إن كان عندك تمر
فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك فقالت نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله فاقترضه
فقضى الأعرابي وأطعمه فقال أوفيت أوفى الله لك فقال أولئك خيار الناس إنه لا قدست
أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع
رواه البزار من حديث عائشة مختصرا والطبراني من حديث ابن
مسعود بإسناد جيد
9 - الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب
والمأسور
2801 - عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال إني
عجزت عن مكاتبتي فأعني فقال ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه و
سلم لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني
بفضلك عمن سواك
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب والحاكم وقال
صحيح الإسناد
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى
الله عليه و سلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة جالسا
فيه فقال يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم
لزمتني وديون يا رسول الله
قال أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله عز و جل همك
وقضى عنك دينك فقال بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ
بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من
غلبة الدين وقهر الرجال قال فقلت ذلك فأذهب الله عز و جل همي وقضى عني ديني
رواه أبو داود
2803 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لمعاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا
لأداه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن
تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع
منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد
2804 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
أتى معاذا فقال يا معاذ ما لي لم أرك فقال يا رسول الله ليهودي علي أوقية من تبر فخرجت
إليك فحبسني عنك فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معاذ ألاأعلمك دعاء
تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك
وصبير جبل باليمن فادع الله يا معاذ قل اللهم مالك الملك
تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير
إنك على كل شيء قدير
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من
الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما
تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
وفي رواية قال معاذ كان لرجل علي بعض الحق فخشيته فلبثت
يومين لا أخرج ثم خرجت فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معاذ ما خلفك
قلت كان لرجل علي بعض الحق فخشيته حتى استحييت وكرهت أن يلقاني
قال ألا آمرك بكلمات تقولهن لو كان عليك أمثال الجبال
قضاه الله قلت بلى يا رسول الله
قال قل اللهم مالك الملك فذكر نحوه باختصار
وزاد في آخره اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين
وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك
رواه الطبراني
2805 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي أبو بكر
فقال سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاء علمنيه قلت ما هو قال كان عيسى
ابن مريم يعلم أصحابه قال لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه
الله عنه اللهم فارج الهم وكاشف الغم ومجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما
أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكانت علي بقية من
الدين وكنت للدين كارها فكنت أدعو الله بذلك فأتاني الله بفائدة فقضى عني ديني
قالت عائشة كان لاسماء بنت عميس رضي الله عنها علي دينار وثلاثة دراهم وكانت تدخل
علي فأستحيي أن أنظر في وجهها لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إلا
يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي ولا ميراث ورثته فقضاه الله
عني وقسمت في أهلي قسما حسنا وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق من ورق وفضل لنا
فضل حسن
رواه البزار والحاكم والأصبهاني كلهم عن الحكم بن عبد
الله الأيلي عن القاسم عنها وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ عبد العظيم كيف والحكم متروك متهم والقاسم مع
ما قيل فيه لم يسمع من عائشة
2806 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك
وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو
أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل
القرآن ربيع قلبي
ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز و جل
همه وأبدله مكان حزنه فرحا
قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات
قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم
كلهم عن أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود وقال
الحاكم صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن عن أبيه
قال الحافظ لم يسلم وأبو سلمة الجهني يأتي ذكره
وروى هذا الحديث الطبراني من حديث أبي موسى الأشعري
بنحوه وقال في آخره قال قائل يا رسول الله إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات
قال أجل فقولوهن وعلموهن فإنه من قالهن وعلمهن التماس ما
فيهن أذهب الله كربه وأطال فرحه
2807 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال كلمات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح
لي شأني كله
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
وزاد في آخره لا إله إلا أنت
2808 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا
ورزقه من حيث لا يحتسب
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم
والبيهقي كلهم من رواية الحكم بن مصعب وقال الحاكم صحيح الإسناد
2809 - وروي عن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله قبل كل شيء ولا إله إلا
الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء عوفي من الهم والحزن
رواه الطبراني
2810 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء
أيسرها الهم
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم
كلاهما من رواية بشر بن رافع أبي الأسباط وقال الحاكم
صحيح الإسناد
2811 - وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت قال لي
رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب أو في الكرب
الله ربي لا أشرك به شيئا
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه
ورواه الطبراني في الدعاء وعنده فليقل الله ربي لا أشرك
به شيئا ثلاث مرات وزاد وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز عند الموت
2812 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا
الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم
رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال في الأولى لا
إله إلا الله العلي الحليم
والنسائي وابن ماجه إلا أنه قال لا إله إلا الله الحليم
الكريم
سبحان الله رب العرش العظيم
سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم
2813 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبياء 78
فإنه لم يدع رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم وقال صحيح
الإسناد
وزاد الحاكم في رواية له فقال رجل يا رسول الله هل كانت
ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تسمع إلى قول
الله عز و جل ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين الأنبياء 88
41 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ألا أعلمك الكلمات التي تكلم بها موسى عليه السلام حين جاوز البحر
ببني إسرائيل فقلنا بلى يا رسول الله
قال قولوا اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان
ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم
قال عبد الله فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى
الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد
2814 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا نادى المنادي فتحت له أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به
كرب أو شدة فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة
قال حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب هذه
الدعوة التامة الصادقة المستجابة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها
وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسأل الله
حاجته
رواه الحاكم من رواية عفير بن معدان وهو واه وقال صحيح
الإسناد
2815 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال يا محمد قل توكلت على
الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن
له ولي من الذل وكبره تكبيرا
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
وروى الأصبهاني عن إبراهيم يعني ابن الأشعث قال سمعت
الفضيل يقول إن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أسره العدو فأراد أبوه
أن يفديه فأبوا عليه إلا بشيء كثير لم يطقه فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه و
سلم فقال اكتب إليه فليكثر من قوله توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي
لم يتخذ ولدا إلى آخرها قال فكتب بها الرجل إلى ابنه فجعل يقولها فغفل العدو عنه
فاستاق أربعين بعيرا فقدم وقدم بها إلى أبيه
قال الحافظ وهذا معضل وتقدم في باب لا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم
2816 - وعن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال جاء مالك
الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أسر ابن عوف فقال له أرسل إليه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله
فذكر الحديث
10 - الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس
2817 - عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من حلف على مال امرء مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان
قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه و
سلم مصداقه
من كتاب الله عز و جل إن الذين يشترون بعهد الله
وأيمانهم ثمنا قليلا آل عمران 77
إلى آخر الآية
زاد في رواية بمعناه قال فدخل الأشعث بن قيس الكندي فقال
ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فقلنا كذا وكذا قال صدق أبو عبد الرحمن وكان بيني وبين
رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم شاهداك أو يمينه قلت إذا يحلف ولا يبالي فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله
وهو عليه غضبان ونزلت إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
إلى آخر الآية
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه مختصرا
2818 - وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال جاء رجل من
حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال الحضرمي يا رسول الله إن
هذا قد غلبني على أرض كانت لابي فقال الكندي هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق
فقال النبي صلى الله عليه و سلم للحضرمي ألك بينة قال لا قال فلك يمينه
قال يا رسول الله إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه
وليس يتورع عن شيء فقال ليس لك منه إلا يمينه فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لما أدبر لئن حلف على مال ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
2819 - وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه أن رجلا من كندة
وآخر من حضرموت اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أرض من اليمن فقال
الحضرمي يا رسول الله إن أرضي اغتصبنيها أبو هذا وهي في يده قال هل لك بينة قال لا
ولكن أحلفه والله ما يعلم أنها أرضي اغتصبنيها أبوه فتهيأ الكندي لليمين فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يقتطع أحد مالا
بيمين إلا لقي الله وهو أجذم فقال الكندي هي أرضه
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه مختصرا قال من حلف
على يمين ليقتطع بها مال امرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله أجذم
2820 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال اختصم رجلان إلى
النبي صلى الله عليه و سلم في أرض أحدهما من حضرموت
قال فجعل يمين أحدهما فضج الآخر
قال إذا يذهب بأرضي فقال إن هو اقتطعها بيمينه ظلما كان
ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم
قال وورع الآخر فردها
رواه أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار والطبراني في
الكبير ورواه أحمد أيضا بنحوه من حديث عدي بن عميرة إلا أنه قال خاصم رجل من كندة
يقال له امرء القيس بن عابس رجلا من حضرموت فذكره ورواته ثقات
قال الحافظ عبد العظيم وقد وردت هذه القصة من غير ما وجه
وفيما ذكرناه كفاية
ورع بكسر الراء أي تحرج من الإثم وكف عما هو قاصد ويحتمل
أنه بفتح الراء أي جبن وهو بمعنى ضمها أيضا والأول أظهر
2821 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين
الغموس
وفي رواية أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم
فقال يا رسول الله ما الكبائر قال الإشراك بالله قال ثم ماذا قال اليمين الغموس
قال وما اليمين الغموس قال الذي يقتطع مال امرىء مسلم
يعني بيمين هو فيها كاذب رواه البخاري والترمذي والنسائي
قال الحافظ سميت اليمين الكاذبة التي يحلفها الإنسان
متعمدا يقتطع بها مال امرىء مسلم عالما أن الأمر بخلاف ما يحلف
غموسا بفتح الغين المعجمة لأنها تغمس الحالف في الإثم في
الدنيا وفي النار في الآخرة
2822 - وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين
الغموس والذي نفسي بيده لا يحلف رجل على مثل جناح بعوضة إلا كانت كيا في قلبه يوم القيامة
رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط وابن حبان في
صحيحه واللفظ له والبيهقي إلا أنه قال فيه وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها
مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة
وقال الترمذي في حديثه وما حلف حالف بالله يمين صبر
فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة
2823 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نعد من الذنب
الذي ليس له كفارة اليمين الغموس
قيل وما اليمين الغموس قال الرجل يقتطع بيمينه مال الرجل
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
2824 - وعن الحارث بن البرصاء رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحج بين الجمرتين وهو يقول من اقتطع مال أخيه
بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار ليبلغ شاهدكم غائبكم مرتين أو ثلاثا
رواه أحمد والحاكم وصححه واللفظ له وهو أتم
ورواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه إلا أنهما
قالا فليتبوأ بيتا في النار
2825 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال اليمين الفاجرة تذهب المال أو تذهب بالمال
رواه البزار وإسناده صحيح لو صح سماع أبي سلمة من أبيه
عبد الرحمن بن عوف
2826 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ليس مما عصي
الله به هو أعجل عقابا من البغي وما من شيء أطيع الله
فيه أسرع ثوابا من الصلة واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع
رواه البيهقي
2827 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من لقي الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها
نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله
وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق
رواه أحمد وفيه بقية ولم يصرح بالسماع
2828 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من حلف على يمين مصبورة كاذبة فليتبوأ مقعده من النار
رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما
قال الخطابي اليمين المصبورة هي اللازمة لصاحبها من جهة
الحكم فيصبر من أجلها إلى أن يحبس وهي يمين الصبر وأصل الصبر الحبس ومنه قولهم قتل
فلان صبرا أي حبسا على القتل وقهرا عليه
2829 - وعن عبد الله بن ثعلبة أنه أتى عبد الرحمن بن كعب
بن مالك رضي الله عنه وهو في إزار خز ذي طاق خلق قد التبب به وهو أعمى يقاد قال
فسلمت عليه فقال هل سمعت أباك يحدث بحديث قلت لا أدري
قال سمعت أباك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من اقتطع مال امرىء مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء في قلبه لا يغيرها شيء
إلى يوم القيامة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
2830 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله جل ذكره أذن لي أن أحدث عن ديك قد فرقت رجلاه الأرض
وعنقه مثني تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما علم ذلك من حلف
بي كاذبا
رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد
وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من اقتطع مال امرىء مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب
له النار
قيل يا رسول الله وإن كان شيئا يسيرا
قال وإن كان سواكا
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والحاكم وقال صحيح
الإسناد
2832 - وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب
له النار وحرم عليه الجنة قالوا وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله فقال وإن كان
قضيبا من أراك
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
ورواه مالك إلا أنه كرر وإن كان قضيبا من أراك ثلاثا
2833 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على
سواك رطب إلا وجبت له النار
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
2834 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين آثمة عند قبري هذا فليتبوأ مقعده
من النار ولو على سواك أخضر
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه لم يذكر
السواك
قال الحافظ كانت اليمين على عهد رسول الله صلى الله عليه
و سلم عند المنبر ذكر ذلك أبو عبيد والخطابي واستشهد بحديث أبي هريرة المتقدم
والله أعلم
2835 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إنما الحلف حنث أو ندم
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه أيضا
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه افتدى يمينه بعشرة
آلاف ثم قال ورب الكعبة لو حلفت حلفت صادقا وإنما هو شيء افتديت به يميني
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
وروى فيه أيضا عن الأشعث بن قيس رضي الله قال اشتريت
يميني مرة بسبعين ألفا
الترهيب من الربا
2837 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف
المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
الموبقات المهلكات
2838 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى
الله عليه و سلم رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا حتى
أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل
الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء
ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت ما هذا الذي رأيته في النهر قال آكل
الربا
رواه البخاري هكذا في البيوع مختصرا وتقدم في ترك الصلاة
مطولا
2839 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لعن رسول الله
صلى الله عليه و سلم آكل الربا ومؤكله
رواه مسلم والنسائي ورواه أبو داود والترمذي وصححه وابن
ماجه وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه
ولم يسمع منه وزادوا فيه وشاهديه وكاتبه
2840 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لعن
رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء
رواه مسلم وغيره
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الكبائر سبع أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل
مال اليتيم وفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته
رواه البزار من رواية عمرو بن أبي شيبة ولا بأس به في
المتابعات
2842 - وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه رضي الله عنه قال
لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ونهى عن
ثمن الكلب وكسب البغي ولعن المصورين
رواه البخاري وأبو داود
قال الحافظ واسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي
2843 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال آكل
الربا وموكله وشاهداه وكاتباه إذا علموا به والواشمة والمستوشمة للحسن ولاوي
الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وزاد في آخره يوم القيامة
قال الحافظ رووه كلهم عن الحارث وهو الأعور عن ابن مسعود
إلا ابن خزيمة فإنه رواه عن مسروق عن عبد الله بن مسعود
2844 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر
وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
رواه الحاكم عن إبراهيم بن خثيم بن عراك وهو واه عن أبيه
عن جده عن أبيه وقال صحيح الإسناد
2845 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال الربا ثلاث وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل
أمه
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم ورواه
البيهقي من طريق الحاكم ثم قال هذا إسناد صحيح والمتن
منكر بهذا الإسناد ولا أعلمه إلا وهما وكأنه دخل لبعض
رواته إسناد في إسناد
2846 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الربا بضع وسبعون بابا والشرك مثل ذلك
رواه البزار ورواته رواة الصحيح وهو عند ابن ماجه بإسناد
صحيح باختصار والشرك مثل ذلك
2847 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الربا سبعون بابا أدناها كالذي يقع على أمه
رواه البيهقي بإسناد لا بأس به ثم قال غريب بهذا الإسناد
وإنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة يعني ابن عمار
قال وعبد الله بن زياد هذا منكر الحديث
2848 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين
زنية يزنيها في الإسلام
رواه الطبراني في الكبير من طريق عطاء الخراساني عن عبد
الله ولم يسمع منه
ورواه ابن أبي الدنيا والبغوي وغيرهما موقوفا على عبد
الله وهو الصحيح ولفظ الموقوف في أحد طرقه
قال عبد الله الربا اثنان وسبعون حوبا أصغرها حوبا كمن
أتى أمه في الإسلام ودرهم من الربا أشد من بضع وثلاثين زنية
قال ويأذن الله بالقيام للبر والفاجر يوم القيامة إلا
آكل الربا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
2849 - وروى أحمد بإسناد جيد عن كعب الأحبار قال لأن
أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من أن آكل درهم ربا يعلم الله أني أكلته حين
أكلته ربا
2850 - وعن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد
من ستة وثلاثين زنية
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح
قال الحافظ حنظلة والد عبد الله لقب بغسيل الملائكة لأنه
كان يوم أحد جنبا وقد غسل أحد شقي رأسه فلما سمع الهيعة خرج فاستشهد فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لقد رأيت الملائكة تغسله
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله
صلى الله عليه و سلم فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال إن الدرهم يصيبه الرجل من
الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وإن أربى الربا
عرض الرجل المسلم
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة والبيهقي
2852 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برىء من ذمة الله
وذمة رسوله ومن أكل درهما من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار
أولى به
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبيهقي لم يذكر من أعان
ظالما وقال إن الربا نيف وسبعون بابا أهونهن بابا مثل من أتى أمه في الإسلام ودرهم
من ربا أشد من خمس وثلاثين زنية
الحديث
2853 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن
أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عمر بن راشد وقد وثق
2854 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه
رواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن أبي معشر وقد وثق عن
سعيد المقبري عنه ورواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن سعيد وهو واه عن أبيه عن
أبي هريرة وتقدم بنحوه
الحوب بضم الحاء المهملة وفتحها هو الإثم
2855 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله
صلى الله عليه و سلم أن تشترى الثمرة حتى تطعم وقال إذا ظهر الزنا والربا في قرية
فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
2856 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه ذكر حديثا عن النبي
صلى الله عليه و سلم وقال فيه ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب
الله
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
2857 - وعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ما
من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة وما من قوم
يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب
رواه أحمد بإسناد فيه نظر
السنة العام المقحط سواء نزل فيه غيث أو لم ينزل
2858 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوقي
فإذا أنا برعد وبروق وصواعق
قال فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من
خارج بطونهم قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء أكلة الربا
رواه أحمد في حديث طويل وابن ماجه مختصرا والأصبهاني
كلهم من رواية علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة
2859 - وروى الأصبهاني أيضا من طريق أبي هارون العبدي
واسمه عمارة بن جوين وهو واه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا فإذا رجال بطونهم
كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سابلة آل فرعون يوقفون على النار
كل غداة وعشي يقولون ربنا لا تقم الساعة أبدا
قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا
يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
قال الأصبهاني قوله منضدون أي طرح بعضهم على بعض
والسابلة المارة
أي يتوطؤهم آل فرعون الذين يعرضون على النار كل غداة
وعشي
انتهى
2860 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
2861 - وعن القاسم بن عبد الواحد الوراق قال رأيت عبد
الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما في السوق في الصيارفة فقال يا معشر الصيارفة
أبشروا قالوا بشرك الله بالجنة بم تبشرنا يا أبا محمد قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أبشروا بالنار
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
وروي عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إياك والذنوب التي لا تغفر الغلول فمن غل شيئا أتي به يوم القيامة
وآكل الربا فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط ثم قرأ الذين يأكلون الربا
لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس البقرة 572
رواه الطبراني والأصبهاني من حديث أنس ولفظه قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يأتي آكل الربا يوم القيامة مخبلا يجر شقيه
ثم قرأ لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من
المس
قال الأصبهاني المخبل المجنون
2863 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد وفي لفظ له قال
الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قل
وقال فيه أيضا صحيح الإسناد
2864 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم
يأكله أصابه من غباره
رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما من رواية الحسن عن أبي
هريرة واختلف في سماعه والجمهور على أنه لم يسمع منه
2865 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر
ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر
وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده
2866 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحوا قد
مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني
فلان وخسف الليلة بدار فلان ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط
على قبائل فيها وعلى دور
ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل
فيها وعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعة
الرحم وخصلة نسيها جعفر
رواه أحمد مختصرا واللفظ له
القينات جمع قينة وهي المغنية
12 - الترهيب من غصب الأرض وغيرها
2867 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
رواه البخاري ومسلم
2868 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال من أخذ من الأرض
شبرا بغير حقه طوقه من سبع أرضين
رواه أحمد بإسنادين أحدهما صحيح ومسلم إلا أنه قال لا
يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة
قوله طوقه من سبع أرضين قيل أراد طوق التكليف لا طوق
التقليد وهو أن يطوق حملها يوم القيامة وقيل إنه أراد أنه يخسف به الارض فتصير
البقعة المغصوبة في عنقه كالطوق
قال البغوي وهذا أصح ثم روى بإسناده عن سالم عن أبيه رضي
الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه خسف
به يوم القيامة إلى سبع أرضين
وهذا الحديث رواه البخاري وغيره
2869 - وعن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى
الله عليه و سلم يقول أيما رجل ظلم شبرا من الأرض كلفه الله عز و جل أن يحفره حتى
يبلغ به سبع أرضين ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضي بين الناس
رواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه
وفي رواية لأحمد والطبراني عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر
وفي رواية للطبراني في الكبير من ظلم من الأرض شبرا كلف
أن يحفره حتى يبلغ الماء ثم يحمله إلى المحشر
2870 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أخذ شيئا من الأرض بغير حله طوقه من سبع أرضين لا
يقبل منه صرف ولا عدل
رواه أحمد والطبراني من رواية حمزة بن أبي محمد
2871 - وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
أي الظلم أظلم فقال ذراع من الأرض ينتقصها المرء المسلم من حق أخيه فليس حصاة من
الأرض يأخذها إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض ولا يعلم قعرها إلا الله الذي
خلقها
رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناد أحمد حسن
2872 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال أعظم الغلول عند الله عز و جل ذراع من الأرض تجدون الرجلين
جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا إذا اقتطعه طوقه من
سبع أرضين
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير
2873 - وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من غصب رجلا أرضا ظلما لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني
2874 - وعن الحكم بن الحارث السلمي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء به يوم القيامة
يحمله من سبع أرضين
رواه الطبراني في الكبير والصغير من رواية محمد بن عقبة
السدوسي
وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا يحل لمسلم أن يأخذ عصا بغير طيب نفس منه
قال ذلك لشدة ما حرم الله من مال المسلم على المسلم
رواه ابن حبان في صحيحه
قال الحافظ وسيأتي في باب الظلم إن شاء الله تعالى
13 - الترهيب من البناء فوق الحاجة تفاخرا وتكاثرا
2876 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن عند
رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد
سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه
و سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن
الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت
إليه سبيلا
قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه
قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فقال صدقت
قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن
لم تكن تراه فإنه يراك
قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من
السائل
قال فأخبرني عن أماراتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى
الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان
قال ثم انطلق فلبثت مليا
ثم قال يا عمر أتدري من السائل
قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم
دينكم
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
2877 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم سلوني فهابوه أن يسألوه فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول
الله ما الإسلام قال لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان
قال صدقت
قال يا رسول الله ما الايمان قال أن تؤمن بالله وملائكته
وكتابه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر وتؤمن
بالقدر كله قال صدقت
قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تخشى الله كأنك تراه
فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك
قال صدقت
قال يا رسول الله متى تقوم الساعة قال ما المسؤول عنها
بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها
وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها وإذا رأيت رعاء البهم
يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها
الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ له وهذا الحديث له
دلالات كثيرة ولم نذكره إلا في هذا المكان حسبما اتفق في الإملاء
2878 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم خرج يوما ونحن معه فرأى قبة مشرفة فقال ما هذه
قال أصحابه هذه لفلان رجل من الأنصار فسكت وحملها في
نفسه حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلم عليه في الناس فأعرض
عنه صنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه فشكا ذلك إلى أصحابه فقال
والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا خرج فرأى قبتك فرجع إلى قبته
فهدمها حتى سواها بالأرض فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فلم يرها
قال ما فعلت القبة قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه
فأخبرناه فهدمها فقال أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه أخصر منه ولفظه قال
مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقبة على باب رجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا
قبة بناها فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل ما كان هكذا فهو وبال على صاحبه
يوم القيامة فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمر النبي صلى الله عليه و سلم بعد فلم يرها
فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه فقال يC يC
ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا أيضا أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم مر ببنية قبة لرجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا قبة فقال النبي
صلى الله عليه و سلم كل بناء وأشار بيده على رأسه أكثر من هذا فهو وبال على صاحبه
يوم القيامة
قوله إلا ما لا أي إلا ما لا بد منه مما يستره من الحر
والبرد والسباع ونحو ذلك
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا وأشار بكفه وكل علم وبال
على صاحبه إلا من عمل به
رواه الطبراني وله شواهد
2880 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن والطين حتى يبني
رواه الطبراني في الثلاثة بإسناد جيد
2881 - وروى في الأوسط من حديث أبي بشير الأنصاري أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان
2882 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من بنى فوق ما يكفيه كلف أن يحمله يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير من رواية المسيب بن واضح وهذا
الحديث مما أنكر عليه وفي سنده انقطاع
2883 - وعن أبي العالية أن العباس بن عبد المطلب رضي
الله عنه بنى غرفة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم اهدمها فقال أهدمها أو أتصدق
بثمنها فقال اهدمها
رواه أبو داود في المراسيل والطبراني في الكبير واللفظ
له وهو مرسل جيد الإسناد
2884 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم كل معروف صدقة وما أنفق الرجل على أهله كتب له صدقة وما وقى به
المرء عرضه كتب له به صدقة وما أنفق المؤمن من نفقة فإن خلفها على الله والله ضامن
إلا ما كان في بنيان أو معصية
رواه الدارقطني والحاكم كلاهما عن عبد الحميد بن الحسن
الهلالي عن محمد بن المنكدر عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ ويأتي الكلام على عبد الواحد
2885 - وعن حارثة بن مضرب قال أتينا خبابا نعوده وقد
اكتوى سبع كيات فقال لقد تطاول مرضي ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول لا تتمنوا الموت لتمنيت وقال يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب أو قال في
البناء
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه
رواه الترمذي
2886 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه
رواه الترمذي
2887 - وعن عطية بن قيس رضي الله عنه قال كان حجر أزواج
النبي صلى الله عليه و سلم بجريد النخل فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في مغزى له
وكانت أم سلمة موسرة فجعلت مكان الجريد لبنا فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما هذا
قالت أردت أن أكف عني أبصار الناس فقال يا أم سلمة إن شر
ما ذهب فيه مال المرء المسلم البنيان
رواه أبو داود في المراسيل
2888 - وعن الحسن رضي الله عنه قال لما بنى رسول الله
صلى الله عليه و سلم المسجد
قال ابنوه عريشا كعريش موسى
قيل للحسن وما عريش موسى قال إذا رفع يده بلغ العريش
يعني السقف
رواه ابن أبي الدنيا مرسلا وفيه نظر
2889 - وعن عمار بن عامر رضي الله عنه قال إذا رفع الرجل
بناء فوق سبع أذرع نودي يا أفسق الفاسقين إلى أين
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا عليه ورفعه بعضهم ولا يصح
14 - الترهيب من منع الأجير أجره والأمر بتعجيل إعطائه
2890 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته
رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم
يعطه أجره
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
2891 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه
رواه ابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد
وثق
قال ابن عدي أحاديثه حسان وهو ممن احتمله الناس وصدقه
بعضهم وهو ممن يكتب
حديثه انتهى
وبقية رواته ثقات ووهب بن سعيد بن عطية السلمي اسمه عبد
الوهاب وثقه ابن حبان وغيره
2892 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه
رواه أبو يعلى وغيره ورواه الطبراني في الأوسط من حديث
جابر وبالجملة فهذا المتن مع غرابته يكتسب بكثرة طرقه قوة
والله أعلم
15 - ترغيب المملوك في أداء حق الله تعالى وحق مواليه
2893 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
2894 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه
من الحق والنصيحة والطاعة له أجران
رواه البخاري
2895 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه و
سلم والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن
تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران
رواه البخاري والترمذي وحسنه ولفظه قال ثلاثة يؤتون
أجرهم مرتين عبد أدى حق الله وحق مواليه فذاك يؤتى أجره مرتين ورجل كانت عنده
جارية وضيئة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها ثم تزوجها يبتغي بذلك وجه الله فذلك
يؤتى أجره مرتين ورجل آمن بالكتاب الأول ثم جاء الكتاب الآخر فآمن به فذلك يؤتى
أجره مرتين
الوضيئة بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة ممدودا هي الحسنة
الجميلة النظيفة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم للعبد المملوك المصلح أجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في
سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك
رواه البخاري ومسلم
2897 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال عبد أطاع الله وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين
خريفا فيقول السيد رب هذا كان عبدي في الدنيا قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال تفرد به يحيى بن
عبد الله بن عبد ربه الصفار عن أبيه
قال الحافظ لا يحضرني فيهما جرح ولا عدالة
2898 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن عبدا دخل الجنة فرأى عبده فوق درجته فقال يا رب هذا
عبدي فوق درجتي قال نعم جزيته بعمله وجزيتك بعملك
رواه الطبراني في الأوسط
2899 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة شهيد وعفيف متعفف وعبد
أحسن عبادة الله ونصح لمواليه
رواه الترمذي وحسنه واللفظ له وابن حبان في صحيحه
2900 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال نعما لاحدكم أن يطيع الله عز و جل ويؤدي حق سيده يعني
المملوك
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
2901 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة على كثبان المسك أراه قال يوم القيامة عبد أدى حق الله
وحق مواليه ورجل أم قوما وهم به راضون ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
ورواه الطبراني في الأوسط والصغير ولفظه قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب هم على كثيب
من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به
راضون وداع يدعو إلى الصلاة ابتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما
بينه وبين مواليه
ورواه في الكبير بنحوه إلا أنه قال في آخره ومملوك لم
يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه
2902 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أول سابق إلى الجنة مملوك أطاع الله وأطاع مواليه
رواه الطبراني في الأوسط
2903 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن سيىء الملكة وأول من يقرع
باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز و جل وفيما بينهم وبين مواليهم
رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن وبعضه عند الترمذي وغيره
الخب بفتح الخاء المعجمة وتكسر وبتشديد الباء الموحدة هو
الخداع المكار الخبيث
16 - ترهيب العبد من الإباق من سيده
2904 - عن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة
رواه مسلم
2905 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة
وفي رواية فقد كفر حتى يرجع إليهم
رواه مسلم
2906 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل
الله لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة السكران حتى
يصحو والمرأة الساخط عليها زوجها والعبد الآبق حتى يرجع فيضع يده في يد مواليه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن
عقيل واللفظ له وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من رواية زهير بن محمد
2907 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه وعبد أبق من
سيده فمات مات عاصيا وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فخانته بعده وثلاثة
لا تسأل عنهم رجل نازع الله عز و جل رداءه فإن رداءه الكبر وإزاره العز ورجل في شك
من أمر الله والقانط من رحمة الله
رواه ابن حبان في صحيحه
وروى الطبراني والحاكم شطره الأول وعند الحاكم فتبرجت
بعده بدل فخانته وقال في حديثه وأمة أو عبد أبق من سيده
وقال صحيح على شرطهما ولا أعلم له علة
2908 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع
وامرأة عصت زوجها حتى ترجع
رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد جيد والحاكم
2909 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة
باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
2910 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أيما عبد مات في إباقته دخل النار وإن قتل في سبيل الله
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن
عقيل وبقية رواته ثقات
17 - الترغيب في العتق والترهيب من اعتباد الحر أو بيعه
2911 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أيما رجل أعتق امرأ
مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار
قال سعيد بن مرجانة فانطلقت به إلى علي بن الحسين فعمد
علي بن الحسين إلى عبد له قد أعطاه عبد الله بن جعفر فيه عشرة آلاف درهم أو ألف
دينار فأعتقه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وفي رواية لهما وللترمذي قال النبي صلى الله عليه و سلم
من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه
2912 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه وغيره من أصحاب النبي
صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما امرىء مسلم أعتق امرأ
مسلما كان فكاكه من النار يجزي كل عضو منه عضوا منه وأيما امرىء مسلم أعتق امرأتين
مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضو منهما عضوا منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن ماجه من حديث
كعب بن مرة أو مرة بن كعب ورواه أحمد وأبو داود بمعناه من حديث كعب بن مرة السلمي
وزاد فيه وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة كانت
فكاكها من النار يجزي كل عضو من أعضائها عضوا من أعضائها
2913 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار
رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له وأبو داود والنسائي في
حديث مر في الرمي وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال من أعتق رقبة فك
الله بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه من النار
2914 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال كنت مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فإذا نفر من بني سليم فقالوا إن
صاحبنا قد أوجب فقال أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل
عضو منها عضوا منه من النار
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على
شرطهما
أوجب أي أتى بما يوجب له النار
2915 - وعن شعبة الكوفي قال كنا عند أبي بردة بن أبي
موسى فقال أي بني ألا أحدثكم حديثا حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار
رواه أحمد ورواته ثقات
2916 - وعن مالك بن الحارث رضي الله عنه أنه سمع النبي
صلى الله عليه و سلم يقول من ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى
يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة ومن أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل
عضو منه عضوا منه من النار
رواه أحمد من طريق علي بن زيد عن زرارة بن أبي أوفى عنه
2917 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سئل رسول
الله صلى الله عليه و سلم أي الليل أسمع قال جوف الليل الآخر ثم الصلاة مقبولة حتى
تطلع الشمس ثم لا صلاة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم
الظل قيام الرمح ثم لا صلاة حتى تزول الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة ثم
لا صلاة حتى تغيب الشمس قال ثم أيما امرىء مسلم أعتق امرأ مسلما فهو فكاكه من
النار يجزي بكل عظم منه عظما منه وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها
من النار يجزي بكل عظم منها عظما منها وأيما امرىء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما
فكاكه من النار يجزي بكل عظمين من عظامهما عظما منه
رواه الطبراني ولا بأس برواته إلا أن أبا سلمة بن عبد
الرحمن لم يسمع من أبيه
2918 - وعن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال حاصرنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم الطائف وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله عز و جل
جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره وأيما
امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله عز و جل جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما
من عظام محررتها من النار
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
وفي رواية لابي داود والنسائي سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار
قال الحافظ أبو نجيح هو عمرو بن عبسة
2919 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال جاء أعرابي
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال
إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة
قال أليستا واحدة قال لا عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك
الرقبة أن تعطي في ثمنها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم القاطع فإن لم تطق
ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف
لسانك إلا عن خير
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي وغيره
2920 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد
مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
فصل
2921 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تقبل منهم صلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل
أتى الصلاة دبارا
والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته ورجل اعتبد محرره
رواه أبو داود وابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم عن عمران المعافري عنه
قال الخطابي واعتباد المحرر يكون من وجهين أحدهما أن
يعتقه ثم يكتم عتقه أو ينكره وهذا أشر الأمرين والثاني أن يعتقله بعد العتق
فيستخدمه كرها
2922 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه
خصمته رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا وأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى ولم
يوفه أجره
رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما
راجعت على النسخة العمارية المؤرخة 22 من شهر ربيع الأول
سنة 948 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام غفر الله لي ولوالدي ولجميع
المسلمين
كتاب النكاح وما يتعلق ب ه 2923 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني عن ربه عز و جل النظرة سهم مسموم
من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه
رواه الطبراني والحاكم من حديث حذيفة وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ خرجاه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي
وهو واه
2924 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله
له عبادة يجد حلاوتها في قلبه
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال ينظر إلى امرأة أول رم
والبيهقي وقال إنما أراد إن صح والله أعلم أن يقع بصره
عليها من غير قصد فيصرف بصره عنها تورعا
2925 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله
وعين سهرت في سبيل الله وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله
رواه الأصبهاني
2926 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين
بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله
رواه الطبراني ورواته ثقات معروفون إلا أن أبا حبيب
العنقري ويقال له القنوي لم أقف على حاله
2927 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم
أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا
الأمانة إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم كلهم من رواية
المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ بل المطلب لم يسمع من عبادة والله أعلم
2928 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال له يا علي إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع
النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة
رواه أحمد
ورواه الترمذي وأبو داود من حديث بريدة قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لعلي يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى
وليست لك الآخرة
وقال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك
قول صلى الله عليه و سلم لعلي وإنك ذو قرنيها أي ذو قرني
هذه الأمة وذاك لأنه كان له شجتان في قرني رأسه إحداهما من ابن ملجم لعنه الله
والأخرى من عمرو بن ود وقيل معناه إنك ذو قرني الجنة أي ذو طرفيها ومليكها الممكن
فيها الذي يسلك جميع نواحيها كما سلك الإسكندر جميع نواحي الأرض شرقا وغربا فسمي
ذا القرنين على أحد الأقوال وهذا قريب وقيل غير ذلك والله أعلم
2929 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة العينان
زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش
والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه
رواه مسلم والبخاري باختصار وأبو داود والنسائي
وفي رواية لمسلم وأبي داود واليدان تزنيان فزناهما البطش
والرجلان تزنيان فزناهما المشي والفم يزني فزناه القبل
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال العينان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني
رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى
2931 - وعن جرير رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى
الله عليه و سلم عن نظر الفجاءة فقال اصرف بصرك
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
2932 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإثم حواز القلوب وما من نظرة إلا وللشيطان
فيها مطمع
رواه البيهقي وغيره ورواته لا أعلم فيهم مجروحا لكن قيل
صوابه الوقوف
حواز القلوب بفتح الحاء المهملة وتشديد الواو وهو ما
يحوزها ويغلب عليها حتى ترتكب ما لا يحسن وقيل بتخفيف الواو وتشديد الزاي جمع حازة
وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر وتتخالج في القلوب أن تكون معاصي وهذا
أشهر
2933 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لتغضن أبصاركم ولتحفظن فروجكم أو ليكسفن الله وجوهكم
رواه الطبراني
2934 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من صباح إلا وملكان يناديان ويل للرجال من النساء وويل للنساء
من الرجال
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد
2935 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول
الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد إذ دخلت امرأة من مزينة ترفل في زينة لها
في المسجد فقال النبي يا أيها الناس انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر في
المسجد فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبختروا في المساجد
رواه ابن ماجه
2936 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إياكم والدخول على
النساء فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحم قال الحم الموت
رواه البخاري ومسلم والترمذي ثم قال ومعنى كراهية الدخول
على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يخلون رجل بامرأة
إلا كان ثالثهما الشيطان
الحم بفتح الحاء المهملة وتخفيف الميم وبإثبات الواو أيضا
وبالهمز أيضا هو أبو الزوج ومن أدلى به كالأخ والعم وابن العم ونحوهم وهو المراد
هنا كذا فسره الليث بن سعد وغيره وأبو المرأة أيضا ومن أدلى به وقيل بل هو قريب
الزوج فقط وقيل قريب الزوجة فقط
قال أبو عبيد في معناه يعني فليمت ولا يفعلن ذلك فإذا
كان هذا رواية في أب الزوج وهو محرم فكيف بالغريب انتهى
2937 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم
رواه البخاري ومسلم
وتقدم في أحاديث الحمام حديث ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم وفيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها
وبينه محرم
رواه الطبراني
2938 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة
لا تحل له
رواه الطبراني والبيهقي ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح
المخيط بكسر الميم وفتح الياء هو ما يخاط به كالإبرة
والمسلة ونحوهما
2939 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا
ودخل الشيطان بينهما ولأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم
منكبه منكب امرأة لا تحل له
حديث غريب رواه الطبراني
الحمأة بفتح الحاء المهملة وسكون الميم بعدها همزة وتاء
تأنيث هو الطين الأسود المنتن
الترغيب في النكاح سيما بذات الدين الولود
2940 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
رواه البخاري ومسلم واللفظ لهما وأبو داود والترمذي
والنسائي
2941 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر
رواه ابن ماجه
2942 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح وقال بعض
الرواة الحياء بالياء رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
2943 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
ولفظه قال إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء
أفضل من المرأة الصالحة
2944 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال الدنيا متاع ومن خير متاعها امرأة تعين زوجها على الآخرة مسكين مسكين رجل
لا امرأة له مسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها
ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله وشطره الأخير منكر
2945 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه كان يقول ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز و جل خيرا له من زوجة
صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن
أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله
رواه ابن ماجه عن علي بن يزيد عن القاسم عنه
2946 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ولسانا
ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا وزوجة لا تبغيه حوبا في نفسها وماله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناد أحدهما جيد
الحوب بفتح الحاء المهملة وتضم هو الإثم
2947 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال لما نزلت والذين
يكنزون الذهب والفضة التوبة 43 قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض
أسفاره فقال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه فقال
أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن سألت محمد بن
إسماعيل يعني البخاري فقلت له سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان فقال لا
2948 - وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
عن جده رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سعادة ابن آدم
ثلاثة ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب
الصالح
ومن شقاوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب
السوء
رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني والبزار والحاكم وصححه
إلا أنه قال والمسكن الضيق
وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال أربع من السعادة المرأة
الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاء الجار السوء
والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق
2949 - وعن محمد بن سعيد يعني ابن أبي وقاص عن أبيه أيضا
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة من السعادة المرأة
الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على
نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك والدار
تكون واسعة كثيرة المرافق وثلاث من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك
وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن
تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق
رواه الحاكم وقال تفرد به محمد يعني ابن بكير الحضرمي
فإن كان حفظه بإسناده على شرطهما
قال الحافظ محمد هذا صدوق وثقه غير واحد
2950 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر
الباقي
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه للبيهقي وقال
الحاكم صحيح الإسناد
وفي رواية البيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي
2951 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي
يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح وابن حبان له
في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
2952 - وعن أبي نجيح رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من كان موسرا لان ينكح ثم لم ينكح فليس مني
رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي وهو مرسل واسم أبي
نجيح يسار بالياء المثناة تحت وهو والد عبد الله بن أبي نجيح المكي
2953 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رهط إلى
بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم
فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غفر الله
ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا
أصوم الدهر ولا أفطر أبدا وقال آخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول
الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال أنتم القوم الذين قلتم كذا كذا أما والله إني
لأخشاكم لله
وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء
فمن رغب عن سنتي فليس مني
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
2954 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم تنكح المرأة على إحدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها
فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك
رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى وابن حبان في
صحيحه
2955 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال تنكح المرأة لاربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر
بذات الدين تربت يداك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
تربت يداك كلمة معناها الحث والتحريض وقيل هي هنا دعاء
عليه بالفقر وقيل بكثرة المال واللفظ مشترك بينهما قابل لكل منهما والآخر هنا أظهر
ومعناه اظفر بذات الدين ولا تلتفت إلى المال أكثر الله مالك وروي الأول عن الزهري
وأن النبي صلى الله عليه و سلم إنما قال له ذلك لأنه رأى الفقر خيرا له من الغنى والله
أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه و سلم
2956 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوجها لمالها لم يزده الله
إلا فقرا ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا
أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه
رواه الطبراني في الأوسط
2957 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا
تزوجوهن لاموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء
سوداء ذات دين أفضل
رواه ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال
إلا أنها لا تلد أفأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة
فقال له تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم
رواه أبو داود والنسائي والحاكم واللفظ له وقال صحيح
الإسناد
ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها والمرأة
بحق زوجها وطاعته وترهيبها من إسقاطه ومخالفته
2959 - قال الحافظ قد تقدم في باب الترهيب من الدين حديث
ميمون عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أيما رجل تزوج امرأة على
ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤد إليها حقها
لقي الله يوم القيامة وهو زان
الحديث وتقدم في معناه أيضا حديث أبي هريرة وحديث صهيب
الخير
2960 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته
رواه البخاري ومسلم
2961 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
صحيح
2962 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح على
شرطهما كذا قال وقال الترمذي حديث حسن ولا نعرف لأبي
قلابة سماعا من عائشة
2963 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي
رواه ابن حبان في صحيحه
2964 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي
رواه ابن ماجه والحاكم إلا أنه قال خيركم خيركم للنساء
وقال صحيح الإسناد
2965 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها
رواه ابن حبان في صحيحه
2966 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم استوصوا بالنساء
فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن
ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
رواه البخاري ومسلم وغيره
وفي رواية لمسلم إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على
طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها
طلاقها
الضلع بكسر الضاد وفتح اللام وبسكونها أيضا والفتح أفصح
والعوج بكسر العين وفتح الواو وقيل إذا كان فيما هو
منتصب كالحائط والعصا قيل فيه عوج بفتح العين والواو وفي غير المنتصب كالدين
والخلق والأرض ونحو ذلك يقال فيه عوج بكسر العين وفتح الواو قاله ابن السكيت
2967 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر
وقال غيره رواه مسلم
يفرك بسكون الفاء وفتح الياء والراء أيضا وضمها شاذ أي
يبغض
2968 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله ما حق زوجة
أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت
ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال إن رجلا
سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حق المرأة على الزوج فذكره
لا تقبح بتشديد الباء أي لا تسمعها المكروه ولا تشتمها
ولا تقل قبحك الله ونحو ذلك
رح 11 وعن عمرو بن الأحوص الحشمي رضي الله عنه أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه
وذكر ووعظ
ثم قال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم
ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع
واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم
حقا ولنسائكم عليكم حقا فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في
بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح
عوان بفتح العين المهملة وتخفيف الواو أي أسيرات
2969 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة
رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه والحاكم كلهم عن مساور
الحميري عن أمه عنها وقال الحاكم صحيح الإسناد
2970 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي
أبواب الجنة شاءت
رواه ابن حبان في صحيحه
2971 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا صلت
المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها
قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت
رواه أحمد والطبراني ورواه أحمد ورواته رواة الصحيح خلا
ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات
2972 - وعن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت
النبي صلى الله عليه و سلم فقال لها أذات زوج أنت قالت نعم
قال فأين أنت منه قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه
قال فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك
رواه أحمد والنسائي بإسنادين جيدين والحاكم وقال صحيح
الإسناد
2973 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى
الله عليه و سلم أي الناس أعظم حقا على المرأة قال زوجها
قلت فأي الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه
رواه البزار والحاكم وإسناد البزار حسن
2974 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءت امرأة
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك هذا
الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم
يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك قال فقال رسول الله صلى الله عليه
و سلم أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن
من يفعله
رواه البزار هكذا مختصرا والطبراني في حديث قال في آخره
ثم جاءته يعني النبي صلى الله عليه و سلم امرأة فقالت إني رسول النساء إليك وما
منهن امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك
الله رب الرجال والنساء وإلههن وأنت رسول الله إلى
الرجال والنساء كتب الله الجهاد على الرجال
فإن أصابوا أجروا وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم
يرزقون فما يعدل ذلك من أعمالهم من الطاعة قال طاعة أزواجهن والمعرفة بحقوقهن
وقليل منكن من يفعله
2975 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أتى رجل
بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها
رسول الله صلى الله عليه و سلم أطيعي أباك
فقالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج
على زوجته قال حق الزوج
على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه
صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه
قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي صلى
الله عليه و سلم لا تنكحوهن إلا بإذنهن
رواه البزار بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون وابن حبان في
صحيحه
2976 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت أنا فلانة بنت فلان
قال قد عرفتك فما حاجتك
قالت حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد
قال قد عرفته
قالت يخطبني فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإن كان
شيئا أطيقه تزوجته قال من حقه أن لو سال منخراه دما وقيحا فلحسته بلسانها ما أدت
حقه لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها
لما فضله الله عليها
قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت الدنيا
رواه البزار والحاكم كلاهما عن سليمان بن داود اليمامي
عن القاسم بن الحكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ سليمان واه والقاسم تأتي ترجمته
2977 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أهل بيت من
الأنصار لهم جمل يسنون عليه
وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن الأنصار جاؤوا إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه استصعب
علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال صلى الله عليه و سلم لاصحابه قوموا
فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه و سلم نحوه فقالت الأنصار
يا رسول الله قد صار مثل الكلب نخاف عليك صولته قال ليس علي منه بأس فلما نظر
الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ
رسول الله صلى الله عليه و سلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل فقال له
أصحابه يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال
لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم
استقبلته فلحسته ما أدت حقه
رواه أحمد والنسائي بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون
والبزار بنحوه ورواه مختصرا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه باختصار
ولم يذكر قوله لو كان إلى آخره وروي معنى ذلك في حديث أبي سعيد المتقدم
قوله يسنون عليه بفتح الياء وسكون السين المهملة أي
يستقون عليه الماء من البئر
والحائط هو البستان
تنبجس أي تتفجر وتنبع
2978 - وعن قيس بن سعد رضي الله عنه قال أتيت الحيرة
فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فقلت رسول الله صلى الله عليه و سلم أحق أن يسجد له
فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان
لهم فأنت أحق أن يسجد لك فقال لي أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له فقلت لا فقال
لا تفعلوا لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لأمرت النساء أن يسجدوا لازواجهن لما جعل
الله لهم عليهن من الحق
رواه أبو داود في إسناده شريك وقد أخرج له مسلم في
المتابعات ووثق
2979 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال لما قدم معاذ
بن جبل من الشام سجد للنبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما هذا قال يا رسول الله قدمت الشام فوجدتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفهم فأردت
أن أفعل ذلك بك
قال فلا تفعل فإني لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة
أن تسجد لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له
ولفظ ابن ماجه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها
وهي على ظهر قتب لم تمنعه
وروى الحاكم المرفوع منه من حديث معاذ ولفظه قال لو أمرت
أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ولا تجد امرأة حلاوة
الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب
2980 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولو أن رجلا أمر
امرأته أن تنتقل من جبل أحمر إلى جبل أسود أو من جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها
أن تفعل
رواه ابن ماجه من رواية علي بن زيد بن جدعان وبقية رواته
محتج بهم في الصحيح
2982 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ألا أخبركم برجالكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال النبي في
الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة
ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال ودود ولود إذا غضبت أو
أسيء إليها أو غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح إلا إبراهيم بن
زياد القرشي فإنني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل وقد روي هذا المتن من حديث ابن
عباس وكعب بن عجرة وغيرهما
2983 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في
بيته إلا بإذنه
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
2984 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج
وهو كاره ولا تطيع فيه أحدا ولا تعزل فراشه ولا تضربه فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه
فإن قبل منها فبها ونعمت وقبل الله عذرها وأفلج حجتها ولا إثم عليها وإن هو لم يرض
فقد أبلغت عند الله عذرها
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال
أفلج بالجيم حجتها أي أظهر حجتها وقواها
2985 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من
خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج
على الزوجة فإني امرأة أيم فإن استطعت
وإلا جلست أيما قال فإن حق الزوج على زوجته إن سألها
نفسها وهي على ظهر قتب أن لا تمنعه نفسها ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم
تطوعا إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه
فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع
قالت لا جرم ولا أتزوج أبدا
رواه الطبراني
2986 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله ولو
سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها
رواه الطبراني بإسناد جيد
2987 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها
وهي لا تستغني عنه
رواه النسائي والبزار بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح
والحاكم وقال صحيح الإسناد
2988 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا
تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن
يوشك أي يقرب ويسرع ويكاد
2989 - وعن طلق بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور
رواه الترمذي وقال حديث حسن والنسائي وابن حبان في صحيحه
2990 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها
لعنتها الملائكة حتى تصبح
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وفي رواية للبخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في
السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها
وفي رواية لهما والنسائي إذا باتت المرأة هاجرة فراش
زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح
وتقدم في الصلاة حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و
سلم ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت
وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ لابن ماجه وروى
الترمذي نحوه من حديث أبي أمامة وحسنه وتقدم في إباق العبد
2991 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء
حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها
زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن محمد بن
عقيل وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من رواية زهير بن محمد واللفظ لابن حبان
2992 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع
وامرأة عصت زوجها حتى ترجع
رواه الطبراني بإسناد جيد والحاكم
2993 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن المرأة إذا خرجت من بيتها وزوجها كاره لعنها كل ملك في السماء
وكل شيء مرت عليه غير الجن والإنس حتى ترجع رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
إلا سويد بن عبد العزيز
الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات وترك العدل بينهم
2994 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه
ساقط
رواه الترمذي وتكلم فيه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
ورواه أبو داود ولفظه من كانت له امرأتان فمال إلى
إحدهما جاء يوم القيامة وشقه مائل والنسائي ولفظه من كانت له امرأتان يميل
لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل
ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه بنحو رواية النسائي
هذه إلا أنهما قالا جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط
2995 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقسم فيعدل ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك
ولا أملك يعني القلب
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه وقال الترمذي روي مرسلا وهو أصح
2996 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن
يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذي يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
رواه مسلم وغيره
الترغيب في النفقة على الزوجة والعيال والترهيب من
إضاعتهم وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن قال الحافظ وقد تقدم في كتاب
الصدقة باب في الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم
2997 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار
تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك
رواه مسلم
2998 - وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله
عليه و سلم أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على فرسه
في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله
قال أبو قلابة بدأ بالعيال ثم قال أبو قلابة أي رجل أعظم
أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم الله به أو ينفعهم الله به ويغنيهم رواه
مسلم والترمذي
2999 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما
أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف
ذو عيال
وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو أثر من مال
لا يؤدي حق الله في ماله وفقير فخور
رواه ابن خزيمة في صحيحه ورواه الترمذي وابن حبان بنحوه
3000 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله
قال له وأنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في
امرأتك
رواه البخاري ومسلم في حديث طويل
3001 - وعن ابن مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إذا أنفق الرجل على
أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
3002 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة
وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة
رواه أحمد بإسناد جيد
3003 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول أمك
وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك
رواه الطبراني بإسناد حسن وهو في الصحيحين وغيرهما بنحو
من حديث حكيم بن حزام وتقدم
3004 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ومن أنفق على
امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن
3005 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال يوما لاصحابه تصدقوا فقال رجل يا رسول الله عندي دينار قال
أنفقه على نفسك
قال إن عندي آخر قال أنفقه على زوجتك
قال إن عندي آخر قال أنفقه على ولدك
قال إن عندي آخر قال أنفقه على خادمك
قال عندي آخر قال أنت أبصر به
رواه ابن حبان في صحيحه
وفي رواية له تصدق بدل أنفق في الكل
3006 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال مر على النبي
صلى الله عليه و سلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من جلده ونشاطه
فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن
كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين
كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن
كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذي رحمه وقرابته فهو له صدقة
رواه الطبراني في الأوسط وشواهده كثيرة
3008 - وعن جابر رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم كل معروف صدقة وما أنفق الرجل على أهله كتب له صدقة وما وقى
به المرء عرضه كتب له به صدقة وما أنفق المؤمن من نفقة فإن خلفها على الله والله
ضامن إلا ما كان في بنيان أو معصية
قال عبد الحميد يعني ابن الحسن الهلالي فقلت لابن
المنكدر وما ما وقى به المرء عرضه قال ما يعطي الشاعر وذا اللسان المتقى
رواه الدارقطني والحاكم وصحح إسناده
قال الحافظ وعبد الحميد المذكور يأتي الكلام عليه
3009 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة وإن الصبر يأتي من
الله على قدر البلاء
رواه البزار ورواته محتج بهم في الصحيح إلا طارق بن عمار
ففيه كلام قريب ولم يترك والحديث غريب
3010 - وروي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله
رواه الطبراني في الأوسط
3011 - وعن عمرو بن أمية رضي الله عنه قال مر عثمان بن
عفان أو عبد الرحمن بن عوف بمرط واستغلاه
قال فمر به على عمرو بن أمية فاشتراه فكساه امرأته سخيلة
بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب فمر به عثمان أو عبد الرحمن فقال ما فعل المرط الذي
ابتعت قال عمرو تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة فقال إن كل ما صنعت إلى أهلك صدقة فقال
عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذاك فذكر ما قال عمرو لرسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال صدق عمرو كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم
رواه أبو يعلى والطبراني ورواته ثقات وروى أحمد المرفوع
منه قال ما أعطى الرجل أهله فهو صدقة
المرط بكسر الميم كساء من صوف أو خز يؤتزر به
3012 - وروي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر
قال فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى
الله عليه و سلم
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط
3013 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم
أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
قال الحافظ عبد العظيم وقد تقدم هذا الحديث وغيره في باب
الإنفاق والإمساك
فصل وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
رواه أبو داود والنسائي والحاكم إلا أنه قال من يعول
وقال صحيح الإسناد
3015 - وعن الحسن رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله
عليه و سلم قال إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل
بيته
رواه ابن حبان في صحيحه
3016 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع
زاد في رواية حتى يسأل الرجل عن أهل بيته
رواه ابن حبان في صحيحه أيضا
3017 - قال الحافظ وتقدم حديث ابن عمر سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
فصل وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علي امرأة ومعها
ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين
ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه و سلم علينا
فأخبرته فقال من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وفي لفظ له من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له
حجابا من النار
3019 - وعنها رضي الله عنها قالت جاءتني مسكينة تحمل
ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة
لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها
فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الله قد أوجب لها بهما
الجنة أو أعتقها بهما من النار
رواه مسلم
3020 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه
رواه مسلم واللفظ له والترمذي
ولفظه من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين وأشار
بأصبعيه السبابة والتي تليها
وابن حبان في صحيحه
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عال ابنتين
أو ثلاثا أو أختين أو ثلاثا حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين
وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها
3021 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما من مسلم له
ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه
الجنة
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه من رواية
شرحبيل عنه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3022 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من كفل يتيما له ذا قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة
كهاتين وضم أصبعيه ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة وكان له كأجر مجاهد في سبيل
الله صائما قائما
رواه البزار من رواية ليث بن أبي سليم
3023 - وروى الطبراني عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو
أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة
رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود إلا أنه قال فأدبهن
وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة
وابن حبان في صحيحه
وفي رواية للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
يكون لاحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة
قال الحافظ وفي أسانيدهم اختلاف ذكرته في غير هذا الكتاب
3024 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده يعني
الذكور عليها أدخله الله الجنة
رواه أبو داود والحاكم كلاهما عن ابن حدير وهو غير مشهور
عن ابن عباس وقال الحاكم صحيح الإسناد
قوله لم يئدها أي لم يدفنها حية وكانوا يدفنون البنات
أحياء ومنه قوله تعالى وإذا الموءودة سئلت التكوير 8
وعن المطلب بن عبد الله المخزومي رضي الله عنه قال دخلت
على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا بني ألا أحدثك بما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت بلى يا أمه
قالت سمعت رسول الله يقول من أنفق على ابنتين أو أختين
أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله أو يكفيهما كانتا له
سترا من النار
رواه أحمد والطبراني من رواية محمد بن أبي حميد المدني
ولم يترك ومشاه بعضهم ولا يضر في المتابعات
3026 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهنئ ويكفلهن وجبت له الجنة ألبتة
قيل يا رسول الله فإن كانتا اثنتين قال وإن كانتا اثنتين
قال فرأى بعض القوم أن لو قال واحدة لقال واحدة
رواه أحمد بإسناد جيد والبزار والطبراني في الأوسط وزاد
ويزوجهن
3027 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من كن له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله
الجنة برحمته إياهن فقال رجل واثنتان يا رسول الله قال واثنتان
قال رجل يا رسول الله وواحدة قال وواحدة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ويأتي باب في كفالة
اليتيم والنفقة على المسكين والأرملة إن شاء الله
6 - الترغيب في الأسماء الحسنة وما جاء في النهي عن
الأسماء القبيحة وتغييرها
3028 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا
أسماءكم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما عن عبد الله بن
أبي زكريا عنه وعبد الله بن أبي زكريا ثقة عابد
قال الواقدي كان يعدل بعمر بن عبد العزيز لكنه لم يسمع
من أبي الدرداء واسم أبي زكريا إياس بن يزيد
3029 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
3030 - وعن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى
الله عبد الله وعبد الرحمن
وأصدقها حارث وهمام
وأقبحها حرب ومرة
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وإنما كان حارث وهمام
أصدق الأسماء لان الحارث هو الكاسب والهمام هو الذي يهم مرة بعد أخرى وكل إنسان لا
ينفك عن هذين
3031 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا
أفلح فإنك تقول أثم هو فلا يكون فيقول لا إنما هن أربع فلا تزيدن علي
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه
مختصرا ولفظه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نسمي رقيقنا أربعة أسماء
أفلح ونافع ورباح ويسار
3032 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن أخنع اسم عند الله عز و جل رجل تسمى ملك الأملاك
زاد في رواية لا ملك إلا الله
قال سفيان مثل شاهنشاه وقال أحمد بن حنبل سألت أبا عمرو
يعني الشيباني عن أخنع فقال أوضع
رواه البخاري ومسلم
ولمسلم أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان
تسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله
فصل
3033 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم كان يغير الاسم القبيح
رواه الترمذي وقال قال أبو بكر بن نافع وربما قال عمر بن
علي في هذا الحديث هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسل ولم
يذكر فيه عائشة
3034 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن ابنة لعمر كان
يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم جميلة
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن
ورواه مسلم باختصار قال إن رسول الله صلى الله عليه و
سلم غير اسم عاصية قال أنت جميلة
3035 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب بنت أبي سلمة
كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم
3036 - وعن محمد بن عمرو بن عطاء رضي الله عنه قال سميت
ابنتي برة فقالت زينب بنت أبي سلمة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن هذا
الاسم وسميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل
البر منكم فقالوا بم نسميها فقال سموها زينب
رواه مسلم وأبو داود
قال أبو داود وغير رسول الله صلى الله عليه و سلم اسم
العاصي وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسماه هشاما وسمى حربا سلما
وسمى المضطجع المنبعث وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة وشعب الضلالة سماه شعب
الهدى وبني الزنية سماهم بني الرشدة وسمى بني مغوية بني
رشدة
قال أبو داود تركت أسانيدها اختصارا
قال الخطابي أما العاصي فإنما غيره كراهية لمعنى العصيان
وإنما سمة المؤمن الطاعة والاستسلام والعزيز إنما غيره لأن العزة لله وشعار العبد
الذلة والاستكانة
وعتلة معناها الشدة والغلظ ومنه قولهم رجل عتل أي شديد
غليظ
ومن صفة المؤمن اللين والسهولة
وشيطان اشتقاقه من الشطن وهو البعد من الخير وهو اسم
المارد الخبيث من الجن والإنس
والحكم هو الحاكم الذي لا يرد حكمه وهذه الصفة لا تليق
إلا بالله تعالى ومن أسمائه الحكم
وغراب مأخوذ من الغرب وهو البعد ثم هو حيوان خبيث المطعم
أباح رسول الله صلى الله عليه و سلم قتله في الحل والحرم
وحباب يعني بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة نوع من
الحيات وروي أنه اسم شيطان
والشهاب الشعلة من النار والنار عقوبة الله وأما عفرة
يعني بفتح العين وكسر الفاء فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئا
فسماها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر
انتهى
7 - الترغيب في تأديب الأولاد 1 عن جابر بن سمرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن
يتصدق بصاع
رواه الترمذي من رواية ناصح عن سماك عنه وقال حديث حسن
غريب
قال الحافظ ناصح هذا هو ابن عبد الله المحلمي واه وهذا
مما أنكره عليه الحفاظ
3037 - وعن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن
رواه الترمذي أيضا وقال حديث غريب وهذا عندي مرسل
نحل بفتح النون والحاء المهملة أي أعطى ووهب
3038 - وروى ابن ماجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم
الترهيب أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه أو يتولى غير
مواليه
3039 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه
حرام
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن سعد وأبي
بكرة جميعا
3040 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ليس من رجل ادعى بغير أبيه وهو يعلم إلا كفر ومن ادعى ما ليس
له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس
كذلك إلا حار عليه
رواه البخاري ومسلم
حار بالحاء المهملة والراء أي رجع عليه ما قال
3041 - وعن يزيد بن شريك بن طارق التميمي قال رأيت عليا
رضي الله عنه على المنبر يخطب فسمعته يقول لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا
كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات
وفيها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة حرام ما بين عير إلى ثور فمن أحدث
فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا وذمة
المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا ومن ادعى إلى غير أبيه أو
انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه
يوم القيامة عدلا ولا صرفا
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3042 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بامرىء تبرؤ من نسب وإن دق وادعاء نسب
لا يعرف
رواه أحمد والطبراني في الصغير وعمرو يأتي الكلام عليه
3043 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها
ليوجد من قدر سبعين عاما أو مسيرة سبعين عاما
رواه أحمد وابن ماجه إلا أنه قال وإن ريحها ليوجد من
مسيرة خمسمائة عام ورجالهما رجال الصحيح وعبد الكريم هو الجزري ثقة احتج به
الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلى ما قيل فيه
3044 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين
رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
3045 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من تولى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار
رواه ابن حبان في صحيحه
3046 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من ادعى إلى غير
أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة
إلى يوم القيامة
رواه أبو داود
3047 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من ادعى نسبا لا يعرف كفر بالله أو انتفى من نسب وإن دق
كفر بالله
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الحجاج بن أرطأة وحديث
عمرو بن شعيب يعضده
ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحد فيما
يذكر من جزيل الثواب
3048 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل
رحمته إياهم
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
وفي رواية للنسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة فقامت امرأة فقالت أو اثنان فقال أو اثنان
قالت المرأة يا ليتني قلت واحدة
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا من احتسب ثلاثة من صلبه
دخل الجنة
الحنث بكسر الحاء وسكون النون هو الإثم والذنب والمعنى
أنهم لم يبلغوا السن الذي تكتب عليهم فيه الذنوب
3049 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا
الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
3050 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يموت لأحد من
المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
ولمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنسوة من
الأنصار لا يموت لاحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة
فقالت امرأة منهن أو اثنان يا رسول الله قال أو اثنان
وفي أخرى له أيضا قال أتت امرأة بصبي لها فقالت يا نبي
الله ادع الله لي فلقد دفنت ثلاثة فقال أدفنت ثلاثة قالت نعم
قال لقد احتظرت بحظار شديد من النار
الحظار بكسر الحاء المهملة وبالظاء المعجمة هو الحائط
يجعل حول الشيء كالسور المانع ومعناه لقد احتميت وتحصنت من النار بحمى عظيم وحصن
حصين
3051 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث
إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم
رواه ابن حبان في صحيحه وهو في المسند من حديث أم أنس بن
مالك وفي النسائي بنحوه من حديث أبي هريرة
وزاد فيه قال يقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى تدخل
آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم
3052 - وعن أبي حسان رضي الله عنه قال قلت لأبي هريرة
إنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث يطيب
أنفسنا عن موتانا قال نعم صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه
فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال ينتهي حتى يدخله
الله وأباه الجنة
رواه مسلم
الدعاميص بفتح الدال جمع دعموص بضمها وهي دويبة صغيرة
يضرب لونها إلى السواد تكون في الغدران إذا نشفت شبه الطفل بها في الجنة لصغره
وسرعة حركته وقيل هو اسم للرجل الزوار للملوك الكثير الدخول عليهم والخروج لا
يتوقف على إذن
منهم ولا يخاف أين ذهب من ديارهم شبه طفل الجنة به لكثرة
ذهابه في الجنة حيث شاء لا يمتنع من بيت فيها ولا موضع وهذا قول ظاهر والله أعلم
وصنفة الثوب بفتح الصاد المهملة والنون بعدهما فاء وتاء
تأنيث هي حاشيته وطرفه الذي لا هدب له وقيل بل هي الناحية ذات الهدب
3053 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاءت امرأة
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل
لنا من نفسك يوما نأتك فيه تعلمنا مما علمك الله
قال اجتمعن يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا
فاجتمعن فأتاهن النبي صلى الله عليه و سلم فعلمهن مما
علمه الله ثم قال ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد إلا كانوا لها حجابا من
النار فقالت امرأة واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم واثنين
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
3054 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله في سبيل الله عز
و جل وجبت له الجنة
رواه أحمد والطبراني ورواته ثقات
3055 - وعن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث
لم يرد النار إلا عابر سبيل يعني الجواز على الصراط
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به وله شواهد كثيرة
3056 - وعن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال
قلت له حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيه انتقاص ولا
وهم
قال سمعته يقول من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا
قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة برحمته إياهم ومن أنفق زوجين في سبيل الله
فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء من الجنة
رواه أحمد بإسناد حسن
3057 - وعن حبيبة أنها كانت عند عائشة رضي الله عنها
فجاء النبي صلى الله عليه و سلم حتى دخل عليها فقال ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة
من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم
القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا
الجنة فيقولون حتى تدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن جيد
3058 - وعن زهير بن علقمة رضي الله عنه قال جاءت امرأة
من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في ابن لها مات فكأن القوم عنفوها
فقالت يا رسول الله قد مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا فقال النبي صلى الله
عليه و سلم والله لقد احتظرت من النار بحظار شديد
رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح وتقدم معنى الحظار
3059 - وعن الحارث بن أقيش رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الله
الجنة بفضل رحمته
قال رجل يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة
قال واثنان
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده وأبو يعلى
بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين
يقدمان ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم
قالوا يا رسول الله وذوا الإثنين قال وذوا الإثنين إن من
أمتي من يدخل الجنة بشفتاعته أكثر من مضر وإن من أمتي من يستعظم للنار حتى يكون
إحدى زواياها
3060 - وعن أبي بردة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من مسلمين يموت لهما أربعة أفراط إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته
قالوا يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة
قالوا واثنان قال واثنان
قال وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها
وإن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته مثل مضر
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد ورواته ثقات وأراه حديث
الحارث بن أقيش الذي قبله ويأتي بيان ذلك إن شاء الله
3061 - وعن أبي ثعلبة الأشجعي رضي الله عنه قال قلت يا
رسول الله مات لي ولدان في الإسلام فقال من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله
الجنة بفضل رحمته إياهما قال فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة فقال لي أنت الذي
قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم في الزائدين ما قال قلت نعم
قال لأن يكون قاله لي أحب إلي مما غلقت عليه حمص وفلسطين
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات
فلسطين بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين المهملة كورة
بالشام وقد تفتح الفاء
3062 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من مات له ثلاثة من الولد فاحتبسهم دخل الجنة
قال قلنا يا رسول الله واثنان قال واثنان
قال محمود يعني ابن لبيد فقلت لجابر أراكم لو قلتم واحدا
لقال واحدا
قال وأنا أظن ذلك
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
3063 - وعن قرة بن إياس رضي الله عنه أن رجلا كان يأتي
النبي صلى الله عليه و سلم ومعه ابن له فقال النبي صلى الله عليه و سلم تحبه قال
نعم يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما فعل
فلان بن فلان قالوا يا رسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه و سلم لابيه ألا
تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال رجل يا رسول الله أله
خاصة أم لكلنا قال بل لكلكم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وابن حبان في صحيحه
باختصار قول الرجل أله خاصة
إلى آخره
وفي رواية للنسائي قال كان نبي الله صلى الله عليه و سلم
إذا جلس جلس إليه نفر من أصحابه فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده
بين يديه فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه ففقده النبي صلى الله عليه و
سلم فقال ما لي لا أرى فلانا قالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك فلقيه النبي
صلى الله عليه و سلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال يا فلان أيما
كان أحب إليك أن تتمتع به عمرك أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد
سبقك إليه يفتحه لك
قال يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لهو
أحب إلي قال فذاك لك
3064 - وعن معاذ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد إلا أدخلهما الله الجنة
بفضل رحمته إياهم قالوا يا رسول الله أو اثنان قال أو اثنان
قالوا أو واحد ثم قال والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه
بسرره إلى الجنة إذا احتسبته رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن أو قريب من
الحسن
السرر بسين مهملة وراء مكررة محركا هو ما تقطعه القابلة
وما بقي بعد القطع فهو السرة
3065 - وعن أبي سلمى رضي الله عنه راعي رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بخ بخ وأشار بيده
لخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم
ورواه البزار من حديث ثوبان وحسن إسناده والطبراني من حديث سفينة ورجاله رجال
الصحيح وتقدم
3066 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة فقالت له
عائشة فمن كان له فرط فقال ومن كان له فرط يا موفقة
قالت فمن لم يكن له فرط من أمتك قال فأنا فرط أمتي لن
يصابوا بمثلي
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
الفرط بفتح الفاء والراء هو الذي يدرك من الأولاد الذكور
والإناث وجمعه أفراط
3067 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له
حصنا حصينا من النار فقال أبو ذر قدمت اثنين قال واثنين
قال أبي بن كعب سيد القراء قدمت واحدا قال وواحدا
رواه ابن ماجه
3068 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إذا مات ولد لعبد قال الله عز و جل لملائكته قبضتم ولد
عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون
حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال حديث حسن غريب
الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده
3069 - عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ليس منا من حلف بالأمانة ومن خبب على امرىء زوجته أو مملوكه فليس
منا
رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له والبزار وابن حبان في
صحيحه
خبب بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى
معناه خدع وأفسد
3070 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده
رواه أبو داود وهذا أحد ألفاظه والنسائي وابن حبان في
صحيحه ولفظه من خبب عبدا على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا
رواه الطبراني في الصغير والأوسط بنحوه من حديث ابن عمر
ورواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس ورواة أبي يعلى كلهم ثقات
3071 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم
فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول ما
تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه
رواه مسلم وغيره
11 - ترهيب المرأة أن تسأل زوجها الطلاق من غير بأس
3072 - عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه والبيهقي في حديث قال وإن المختلعات هن المنافقات وما من امرأة تسأل زوجها
الطلاق من غير بأس فتجد ريح الجنة أو قال رائحة الجنة
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال أبغض الحلال إلى الله الطلاق
رواه أبو داود وغيره
قال الخطابي والمشهور فيه عن محارب بن دثار عن النبي صلى
الله عليه و سلم مرسل لم يذكر فيه ابن عمر والله أعلم
12 - ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة
3074 - عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس كذا وكذا يعني زانية
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
ورواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهم ولفظهم
قال النبي صلى الله عليه و سلم أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي
زانية وكل عين زانية
رواه الحاكم أيضا وقال صحيح الإسناد
3075 - وعن موسى بن يسار رضي الله عنه قال مرت بأبي
هريرة امرأة وريحها تعصف فقال لها أين تريدين يا أمة الجبار قالت إلى المسجد
قال وتطيبت قالت نعم
قال فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل
رواه ابن خزيمة في صحيحه
قال باب إيجاب الغسل على المطيبة للخروج إلى المسجد ونفى
قبول صلاتها إن صلت قبل أن تغتسل إن صح الخبر
قال الحافظ إسناده متصل ورواته ثقات وعمرو بن هاشم
البيروتي ثقة وفيه كلام لا يضر ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق عاصم بن عبيد
الله العمري وقد مشاه بعضهم ولا يحتج به وإنما أمرت بالغسل لذهاب رائحتها والله
أعلم
3076 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أيما امرأة أصابت
بخورا فلا تشهدن معنا العشاء
قال أبو نقل الآخرة
رواه أبو داود والنسائي وقال لا أعلم أحدا تابع يزيد بن
خصيفة عن بشر بن سعيد على قوله عن أبي هريرة وقد خالفه يعقوب بن عبد الله بن الأشج
رواه عن زينب الثقفية ثم ساق حديث بشر عن زينب من طرق به
3077 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول
الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد دخلت امرأة من مزينة ترفل في زينة لها في
المسجد فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر
في المسجد فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبختروا في المسجد
رواه ابن ماجه
قال الحافظ وتقدم في كتاب الصلاة جملة أحاديث في صلاتهن
في بيوتهن
13 - الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين
3078 - عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته
وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه
وفي رواية إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
3079 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند
رسول الله صلى الله عليه و سلم والرجال والنساء قعود عنده فقال لعل رجلا يقول ما
فعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم القوم فقلت إي والله يا رسول الله
إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة
فغشيها والناس ينظرون
رواه أحمد من رواية شهر بن حوشب
أرم القوم بفتح الراء وتشديد الميم أي سكتوا وقيل سكتوا
من خوف ونحوه
وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا ثم يقضي حاجته
ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها فإذا قضت حاجتها
حدثت صواحبها فقالت امرأة سفعاء الخدين والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم
ليفعلون قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق فقضى
حاجته منها ثم انصرف وتركها
رواه البزار وله شواهد تقويه وهو عند أبي داود مطولا
بنحوه من حديث شيخ من طفاوة ولم يسمه عن أبي هريرة
3081 - وعن أبي سعيد الخدري أيضا رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال السباع حرام
قال ابن لهيعة يعني به الذي يفتخر بالجماع
رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي كلهم من طرق دراج عن أبي
الهيثم وقد صححها غير واحد
السباع بكسر السين المهملة بعدها باء موحدة هو المشهور
وقيل بالشين المعجمة
3082 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال المجلس بالأمانة إلا ثلاث مجالس سفك دم حرام أو فرج حرام
أو اقتطاع مال بغير حق
رواه أبو داود من رواية ابن أخي جابر بن عبد الله وهو مجهول
وفيه أيضا عبد الله بن نافع الصائغ
روى له مسلم وغيره وفيه كلام
3083 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن إنما نعرفه من
حديث ابن أبي ذئب
قال الحافظ ابن عطاء المدني ولا يمنع من تحسين الإسناد
والله أعلم
كتاب اللباس والزينة الترغيب في لبس الأبيض من الثياب عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البسوا من ثيابكم
البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في
صحيحه
3085 - وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه
والحاكم وقال صحيح على شرطهما
3086 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أحسن ما زرتم الله عز و جل به في قبوركم ومساجدكم البياض
رواه ابن ماجه
الترغيب في القميص والترهيب من طوله وطول غيره مما يلبس
وجره خيلاء وإسباله في الصلاة وغيرها
3087 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان أحب الثياب
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم القميص
رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه والحاكم وصححه
وابن ماجه
ولفظه وهو رواية لأبي داود لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم من القميص
3088 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
رواه البخاري والنسائي
وفي رواية النسائي إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه ثم إلى نصف
ساقه ثم إلى كعبه وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار
3089 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم في الإزار فهو في القميص
رواه أبو داود
3090 - وعن العلاء بن عبد الرحمن رضي الله عنه عن أبيه
قال سألت أبا سعيد عن الإزار فقال على الخبير بها سقطت
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أزرة المؤمن إلى نصف
الساق ولا حرج أو قال لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك
فهو في النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة
رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه
3091 - وعن أنس رضي الله عنه قال حميد كأنه يعني النبي
صلى الله عليه و سلم قال الإزار إلى نصف الساق فشق عليهم فقال أو إلى الكعبين لا
خير فيما في أسفل من ذلك
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
3092 - وعن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم وعلي إزار يتقعقع فقال من هذا فقلت عبد الله
بن عمر قال إن كنت عبد الله فارفع إزارك فرفعت إزاري إلى نصف الساقين فلم تزل
أزرته حتى مات
رواه أحمد ورواته ثقات
3093 - وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم
القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات
قال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل
والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب
وفي رواية المسبل إزاره
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
المسبل هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل
ذلك تجبرا واختيالا
3094 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله
إليه يوم القيامة
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من رواية عبد العزيز
بن أبي رواد والجمهور على توثيقه
3095 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
3096 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
رواه مالك والبخاري ومسلم وابن ماجه إلا أنه قال من جر
ثوبه من الخيلاء
3097 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر
الصديق رضي الله عنه يا رسول الله إن إزاري
يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له رسول الله صلى الله عليه
و سلم إنك لست ممن يفعله خيلاء
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
ولفظ مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بأذني
هاتين يقول من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله عز و جل لا ينظر إليه
يوم القيامة
الخيلاء بضم الخاء المعجمة وكسرها أيضا وبفتح الياء
المثناة تحت ممدودا هو الكبر والعجب
والمخيلة بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة من الاختيال وهو
الكبر واستحقار الناس
3098 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل فقال يا سفيان لا تسبل إزارك
فإن الله لا يحب المسبلين
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له
قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في طلاقة الوجه حديث
أبي جري الهجيمي وفيه وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله
3099 - وعن هبيب بن مغفل بضم الميم وسكونالمعجمة وكسر
الفاء رضي الله عنه أنه رأى محمدا القرشي قام فجر إزاره فقال هبيب سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من وطئه خيلاء وطئه في النار
رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى والطبراني
3100 - وروي عن بريدة رضي الله عنه قال كنا عند النبي
صلى الله عليه و سلم فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له فلما قام عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يا بريدة هذا لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا
رواه البزار
3101 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا
أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم
وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي
وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف
عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما
الكبرياء لله رب العالمين الحديث
رواه الطبراني في الأوسط
3102 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وإن كان
على الله كريما
رواه الطبراني من رواية علي بن يزيد الألهاني
3103 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال أتاني جبريل عليه السلام فقال لي هذه ليلة النصف من شعبان
ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى
مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر
رواه البيهقي
3104 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا
حرام
رواه أبو داود وقال ورواه جماعة موقوفا على ابن مسعود
3105 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما رجل يصلي
مسبلا إزاره فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ ثم جاء
ثم قال له اذهب فتوضأ فقال له رجل آخر يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت
عنه قال إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل
رواه أبو داود وأبو جعفر المدني إن كان محمد بن علي بن
الحسين فروايته عن أبي هريرة مرسلة وإن كان غيره فلا أعرفه
3 - الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوبا جديدا
3106 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أكل طعاما فقال
الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا
قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا
ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
رواه أبو داود والحاكم ولم يقل وما تأخر
وقال صحيح الإسناد وروى الترمذي وابن ماجه شطره الأول
وقال الترمذي حديث حسن غريب
قال الحافظ عبد العظيم رواه هؤلاء الأربعة من طريق عبد
الرحيم أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه وعبد الرحيم وسهل يأتي الكلام عليهما
3107 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال لبس عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي
وأتجمل به في حياتي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس ثوبا
جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى
الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيا وميتا
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث غريب وابن ماجه
والحاكم كلهم من رواية أصبغ بن زيد عن أبي العلاء عنه وأبو العلاء مجهول وأصبغ
يأتي ذكره ورواه البيهقي وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم
عنه فذكره وقال فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس ثوبا أحسبه قال
جديدا فقال حين يبلغ ترقوته مثل ذلك ثم عمد إلى ثوبه الخلق فكساه مسكينا لم يزل في
جوار الله وفي ذمة الله وفي كنف الله حيا وميتا ما بقي من الثوب سلك
زاد في بعض رواياته قال يس فقلت لعبيد الله من أي
الثوبين قال لا أدري
3108 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله له شكرها
قبل أن يحمده عليها وما أذنب عبد ذنبا فندم عليه إلا كتب الله له مغفرة قبل أن يستغفره
وما اشترى عبد ثوبا بدينار أو نصف دينار فلبسه فحمد الله عز و جل إلا لم يبلغ
ركبتيه حتى يغفر الله له
رواه ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي وقال الحاكم رواته
لا أعلم فيهم مجروحا كذا قال
الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة
3109 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول يكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه
الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف
العنوهن فإنهن ملعونات لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء
الأمم قبلكم
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم
3110 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون
بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا
يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا
رواه مسلم وغيره
3111 - وعن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر
دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله
صلى الله عليه و سلم وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها
إلا هذا
وأشار إلى وجهه وكفيه
رواه أبو داود وقال هذا مرسل وخالد بن دريك لم يدرك
عائشة
ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه والتحلي
بالذهب وترغيب النساء في تركهما
3112 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
وزاد وقال ابن الزبير من لبسه في الدنيا لم يدخل الجنة
قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير الحج 32
3113 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إنما يلبس الحرير من لا خلاق له
رواه البخاري وابن ماجه والنسائي في رواية من لا خلاق له
في الآخرة
3114 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله
صلى الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وإن دخل
الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح
الإسناد
3115 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه
3116 - وعن علي رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى
الله عليه و سلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وذهبا فجعله في شماله ثم قال إن هذين
حرام على ذكور أمتي
رواه أبو داود والنسائي
3117 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في
الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة
ثم قال لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3118 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أهدي لرسول
الله صلى الله عليه و سلم فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا
كالكاره له ثم قال لا ينبغي هذا للمتقين
رواه البخاري ومسلم
والفروج بفتح الفاء وتشديد الراء وضمها وبالجيم هو
القباء الذي شق من خلفه
3119 - وعن أبي رقية رضي الله عنه قال سمعت مسلمة بن
مخلد وهو على المنبر يخطب الناس يقول يا أيها الناس أما لكم في العصب والكتان ما
يغنيكم عن الحرير وهذا رجل يخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا عقبة فقام
عقبة بن عامر وأنا أسمع فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كذب
علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه
العصب بفتح العين وسكون الصاد مهملتين هو ضرب من البرود
3120 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها وعن لبس الحرير
والديباج وأن نجلس عليه
رواه البخاري
3121 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يستمتع بالحرير من يرجو أيام الله
رواه أحمد وفيه قصة
3122 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا يرجو أن يلبسه في
الآخرة قال الحسن فما بال أقوام يبلغهم هذا عن نبيهم فيجعلون حريرا في ثيابهم
وبيوتهم
رواه أحمد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عنه
3123 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا استحلت أمتي خمسا فعليهم الدمار إذا ظهر التلاعن وشربوا الخمور
ولبسوا الحرير واتخذوا القينات واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
رواه البيهقي عقيب حديث ثم قال إسناده وإسناد ما قبله
غير قوي غير أنه إذا ضم بعضه إلى بعض أخذ قوة
3124 - وعن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال استأذن سعد
رضي الله عنه على ابن عامر وتحته مرافق من حرير فأمر بها فرفعت فدخل عليه وهو على
مطرف من خز
فقال له استأذنت وتحتي مرافق من حرير فأمرت بها فرفعت
فقال له نعم الرجل أنت يا ابن عامر إن لم تكن ممن قال الله أذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا الأحقاف 02 والله لأن أضطجع على جمر الغضا أحب إلي أن أضطجع عليها
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
المرافق بفتح الميم جمع مرفقة بكسرها وفتح الفاء وهي شيء
يتكأ عليه شبيه بالمخدة
3125 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رأى رسول الله
صلى الله عليه و سلم جبة مجيبة بحرير فقال طوق من نار يوم القيامة
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورواته ثقات
مجيبة بضم الميم وفتح الجيم بعدهما ياء مثناة تحت مفتوحة
ثم باء موحدة أي لها جيب بفتح الجيم من حرير وهو الطوق
3126 - وعن جويرية رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من لبس ثوب حرير في الدنيا ألبسه الله عز و جل يوما أو ثوبا من
النار يوم القيامة
وفي رواية من لبس ثوب حرير في الدنيا ألبسه الله يوم
القيامة ثوب مذلة من النار أو ثوبا من النار
رواه أحمد والطبراني وفي إسناده جابر الجعفي
ورواه البزار عن حذيفة موقوفا من لبس ثوب حرير ألبسه
الله يوما من نار ليس من أيامكم ولكن من أيام الله الطوال
3127 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا
رواه أحمد ورواته ثقات
3128 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في
الجنة ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة
رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال يعمد أحدكم إلى جمرة من نار
فيطرحها في يده فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم خذ خاتمك
انتفع به فقال لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم
3130 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلا قدم من نجران
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه خاتم من ذهب فأعرض عنه رسول الله صلى
الله عليه و سلم وقال إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار
رواه النسائي
3131 - وعن خليفة بن كعب رضي الله عنه قال سمعت ابن
الزبير يخطب ويقول لا تلبسوا نساءكم الحرير فإني سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا
لم يلبسه في الآخرة
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وزاد في رواية ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة
قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير الحج 32
3132 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم كان يمنع أهل الحلية والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة
وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرطهما
3133 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال قال الله عز و جل من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه في حظيرة
القدس ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في حظيرة القدس
رواه البزار بإسناد حسن ويأتي في باب شرب الخمر أحاديث
نحو هذا إن شاء الله تعالى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من سره أن يسقيه الله الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا ومن سره أن
يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا شيخه المقدام
بن داود وقد وثق وله شواهد
3135 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ويل للنساء من الأحمرين الذهب والمعصفر
رواه ابن حبان في صحيحه
3136 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أريت أني دخلت الجنة فإذا أعالي أهل الجنة فقراء المهاجرين
وذراري المؤمنين وإذا ليس فيها أحد أقل من الأغنياء والنساء فقيل لي أما الأغنياء فإنهم
على الباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير الحديث
رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر
عن علي بن زيد عن القاسم عنه
3137 - وتقدم حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحون وقد
مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان
وخسف الليلة بدار فلان وليرسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على
قبائل فيها وعلى دور ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها
وعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعة الرحم
وخصلة نسيها جعفر
رواه أحمد والبيهقي
3138 - وعن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو
عامر وأبو مالك الأشعري والله يمين أخرى ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخمر والحرير وذكر كلاما قال يمسخ منهم قردة
وخنازير إلى يوم القيامة
رواه البخاري تعليقا وأبو داود واللفظ له
الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل في لباس
أو كلام أو حركة أو نحو ذلك
3139 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله
صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
والطبراني وعنده أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه و سلم متقلدة قوسا فقال
لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء
وفي رواية البخاري لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم
المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء
المخنث بفتح النون وكسرها من فيه انخناث وهو التكسر
والتثني كما يفعله النساء لا الذي يأتي الفاحشة الكبرى
3140 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله
صلى الله عليه و سلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3141 - وعن رجل من هذيل قال رأيت عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما ومنزله في الحل ومسجده في الحرم قال فبينا أنا عنده رأى أم
سعيد بنت أبي جهل متقلدة قوسا وهي تمشي مشية الرجل فقال عبد الله من هذه فقلت هذه
أم سعيد بنت أبي جهل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من
تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال
رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات إلا الرجل المبهم ولم
يسم والطبراني مختصرا وأسقط المبهم فلم يذكره
3142 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله
صلى الله عليه و سلم مخنثي الرجال الذين
يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال
وراكب الفلاة وحده
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا طيب بن محمد وفيه مقال
والحديث حسن
3143 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة رجل جعله الله
ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال والذي
يضل الأعمى ورجل حصور ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا
رواه الطبراني من طريق علي بن يزيد الألهاني وفي الحديث
غرابة
3144 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتي رسول الله
صلى الله عليه و سلم بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ما بال هذا قالوا يتشبه بالنساء فأمر به فنفي إلى النقيع فقيل يا رسول الله ألا
تقتله فقال إني نهيت عن قتل المصلين
رواه أبو داود
قال وقال أبو أسامة
والنقيع ناحية من المدينة وليس بالبقيع يعني أنه بالنون
لا بالباء
قال الحافظ رواه أبو داود عن أبي يسار القرشي عن أبي
هاشم عن أبي هريرة وفي متنه نكارة وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه وقد قال أبو حاتم
الرازي لما سئل عنه مجهول وليس كذلك فإنه قد روى عنه الأوزاعي والليث فكيف يكون
مجهولا والله أعلم
3145 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء
رواه النسائي والبزار في حديث يأتي في العقوق إن شاء
الله والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
الديوث بفتح الدال وتشديد الياء المثناة تحت هو الذي
يعلم الفاحشة في أهله ويقرهم عليها
3146 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون
الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر
قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما
الديوث قال الذي لا يبالي من دخل على أهله
قلنا فما الرجلة من النساء قال التي تشبه بالرجال
رواه الطبراني ورواته ليس فيهم مجروح
الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعا واقتداء بأشرف
الخلق محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة
3147 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم
القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها
رواه الترمذي وقال حديث حسن والحاكم في موضعين من
المستدرك وقال في أحدهما صحيح الإسناد
قال الحافظ روياه من طريق أبي مرحوم وهو عبد الرحيم بن ميمون
عن سهل بن معاذ ويأتي الكلام عليهما
3148 - وعن رجل من أبناء رسول الله صلى الله عليه و سلم
عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك لبس ثوب جمال
وهو يقدر عليه
قال بشر أحسبه قال تواضعا كساه الله حلل الكرامة
رواه أبو داود في حديث ولم يسم ابن الصحابي ورواه
البيهقي من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه بزيادة
3149 - وعن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري واسمه إياس رضي
الله عنه قال ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما عنده الدنيا فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ألا تسمعون ألا تسمعون إن البذاذة من الإيمان إن البذاذة
من الإيمان يعني التفحل رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن إسحاق
وقد تكلم أبو عمر النمري في هذا الحديث
البذاذة بفتح الباء الموحدة وذالين معجمتين هي التواضع
في اللباس برثاثة الهيئة وترك الزينة والرضا بالدون من الثياب
3150 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يحب المتبذل الذي لا يبالي ما لبس
رواه البيهقي
3151 - وعن أبي بردة رضي الله عنه قال دخلت على عائشة
رضي الله عنها فأخرجت إلينا كساء ملبدا من التي تسمونها الملبدة إزارا عظيما مما
يصنع باليمن وأقسمت بالله لقد قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذين الثوبين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي أخصر منه
الملبد المرقع وقيل غير ذلك
3152 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال توفي
رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن نمرة من صوف تنسج له
رواه البيهقي
3153 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أكل خشنا ولبس خشنا لبس الصوف واحتذى المخصوف
قيل للحسن ما الخشن قال غليظ الشعير ما كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يسيغه إلا بجرعة من ماء
رواه ابن ماجه والحاكم واللفظ له كلاهما من رواية يوسف
بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ يوسف لا يعرف ونوح بن ذكوان قال أبو حاتم ليس
بشيء
3154 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف وجبة صوف وكمة صوف وسراويل صوف
وكانت نعلاه من جلد حمار ميت
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم كلاهما عن حميد
الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري
قال الحافظ توهم الحاكم أن حميدا الأعرج هذا هو حميد بن
قيس المكي وإنما هو حميد بن علي وقيل ابن عمار أحد المتروكين والله أعلم
الكمة بضم الكاف وتشديد الميم القلنسوة الصغيرة
3157 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم براءة من الكبر لبوس الصوف ومجالسة فقراء المسلمين وركوب
الحمار واعتقال العنز أو البعير
رواه البيهقي وغيره
3158 - وعن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم كان يصلي في مروط نسائه وكانت أكسية من صوف مما يشترى بالستة والسبعة
وكن نساؤه يتزرن بها
رواه البيهقي وهو مرسل وفي سنده لين
31 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى
الله عليه و سلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
المرط بكسر الميم وسكون الراء كساء يؤتزر به
قال أبو عبيد وقد تكون من صوف ومن خز
ومرحل بفتح الحاء المهملة وتشديدها أي فيه صور رحال
الجمال
3158 - وعن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم كان يصلي في مروط نسائه وكانت أكسية من صوف مما يشترى بالستة والسبعة
وكن نساؤه يتزرن بها
رواه البيهقي وهو مرسل وفي سنده لين
31 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى
الله عليه و سلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
المرط بكسر الميم وسكون الراء كساء يؤتزر به
قال أبو عبيد وقد تكون من صوف ومن خز
ومرحل بفتح الحاء المهملة وتشديدها أي فيه صور رحال
الجمال
3159 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها قالت كان وساد رسول
الله صلى الله عليه و سلم الذي يتكىء عليه من أدم حشوه ليف
15 - وعنها رضي الله عنها قالت إنما كان فراش رسول الله
صلى الله عليه و سلم الذي ينام عليه أدما حشوها ليف
رواهما مسلم وغيره
3160 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال استكسيت
رسول الله صلى الله عليه و سلم فكساني خيشتين فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي
رواه أبو داود والبيهقي كلاهما من رواية إسماعيل بن عياش
الخيشة بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة تحت
بعدهما شين معجمة هو ثوب يتخذ من مشاقة الكتان يغزل غزلا غليظا وينسج نسجا رقيقا
وقوله وأنا أكسى أصحابي يعني أعظمهم وأعلاهم كسوة
3161 - وعن ابن بريدة قال قال لي أبي لو رأيتنا ونحن مع
نبينا وقد أصابتنا السماء حسبت أن ريحنا ريح الضأن
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح
ومعنى الحديث أنه كان ثيابهم الصوف وكان إذا أصابهم
المطر يجيء من ثيابهم ريح الصوف انتهى
ورواه الطبراني بإسناد صحيح أيضا نحوه
وزاد في آخره إنما لباسنا الصوف وطعامنا الأسودان التمر
والماء
3162 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال خرجت في
غداة شاتية جائعا وقد أوبقني البرد فأخذت ثوبا من صوف قد كان عندنا ثم أدخلته في
عنقي وحزمته على صدري أستدفىء به والله ما كان في بيتي شيء آكل منه ولو كان في بيت
النبي صلى الله عليه و سلم شيء لبلغني فذكر الحديث إلى أن قال ثم جئت إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه فطلع علينا
مصعب بن عمير في بردة مرقوعة بفروة وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشا فلما رآه
النبي صلى الله عليه و سلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها
فذرفت عيناه فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنتم اليوم خير أم إذا غدي
على
أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه بأخرى وغدا في حلة
وراح في أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة
قلنا بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة
قال بل أنتم اليوم خير
رواه أبو يعلى واللفظ له ورواه الترمذي إلا أنه قال خرجت
في يوم شات من بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أخذت إهابا معطونا فجوبت
وسطه فأدخلته في عنقي وشددت وسطي فحزمته بخوص النخل وإني لشديد الجوع فذكر الحديث
ولم يذكر فيه مصعب بن عمير وذكر قصته في مواضع أخر مفردة وقال في كل منهما حديث
حسن غريب
قال الحافظ وفي إسناديه وإسناد أبي يعلى رجل لم يسم
جوبت وسطه بتشديد الواو أي خرقت في وسطه خرقا كالجيب وهو
الطوق الذي يخرج الإنسان منه رأسه
والإهاب بكسر الهمزة هو الجلد وقيل ما لم يدبغ
3163 - وعن عمر رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله
عليه و سلم إلى مصعب بن عمير مقبلا عليه إهاب كبش قد تنطق به فقال النبي صلى الله
عليه و سلم انظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام
والشراب ولقد رأيت عليه حلة شراها أو شريت بمائتي درهم فدعاه حب الله وحب رسوله
إلى ما ترون
رواه الطبراني والبيهقي
3164 - وعن أنس رضي الله عنه قال رأيت عمر رضي الله عنه
وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد بعضها على بعض رواه
مالك
3165 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم
البراء بن مالك
رواه الترمذي وقال حديث حسن
قال الحافظ ويأتي في باب الفقر أحاديث من هذا النوع
وغيره إن شاء الله تعالى
3166 - وروي عن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها قالت
أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أسأله فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه فحضرت الصلاة
فخرجت فدخلت على ابنتي
وهي تحت شرحبيل بن حسنة فوجدت شرحبيل في البيت فقلت قد
حضرت الصلاة وأنت في البيت وجعلت ألومه فقال يا خالة لا تلوميني فإنه كان لي ثوب
فاستعاره النبي صلى الله عليه و سلم فقلت بأبي وأمي كنت ألومه منذ اليوم وهذه حاله
ولا أشعر فقال شرحبيل ما كان إلا درع رقعناه
رواه الطبراني والبيهقي
3167 - وعن عبد الله بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن
عفان رضي الله عنه يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو
خمسة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه
رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي
عدني بفتح العين والدال المهملتين منسوب إلى عدن
والريطة بفتح الراء وسكون الياء المثناة تحت كل ملاءة
تكون قطعة واحدة ونسجا واحدا ليس لها لفقان
وضرب اللحم بفتح الضاد المعجمة وسكون الراء خفيفه
وممشقة أي مصبوغة بالمشق بكسر الميم وهو المغرة
3168 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال حضرنا عرس علي
وفاطمة رضي الله عنهما فما رأينا عرسا كان أحسن منه حشونا الفراش يعني الليف
وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش
رواه البزار
3169 - وعن محمد بن سيرين قال كنا عند أبي هريرة رضي
الله عنه وعليه ثوبان ممشقان من كتان فمخط في أحدهما ثم قال بخ بخ يمتخط أبو هريرة
في الكتان لقد رأيتني وإني لأجر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم
وحجرة عائشة رضي الله عنها من الجوع مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي
يرى أن بي الجنون وما هو إلا الجوع
رواه البخاري والترمذي وصححه
3170 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين
من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها
ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن نرى عورته
رواه البخاري
وروي عن ثوبان رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما
يكفيني من الدنيا قال ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان لك بيت يظلك فذاك وإن كان
لك دابة فبخ بخ
رواه الطبراني
3172 - وعن أبي يعفور قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما
يسأله رجل ما ألبس من الثياب قال ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعيبك به الحكماء
قال ما هو قال ما بين الخمسة دراهم إلى العشرين درهما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
3173 - وروي عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به وينظر الناس إليه لم ينظر الله إليه
حتى ينزعه متى نزعه
رواه الطبراني
3174 - وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه أنه أتى النبي
صلى الله عليه و سلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال يا ضمرة أترى ثوبيك هذين
مدخليك الجنة فقال يا رسول الله لئن استغفرت لي لأقعد حتى أنزعهما عني فقال النبي
صلى الله عليه و سلم اللهم اغفر لضمرة فانطلق سريعا حتى نزعهما عنه
رواه أحمد ورواته ثقات إلا بقية
3175 - وروي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين
يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة وغيره
3176 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان
الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام وأولئك شرار أمتي
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
3177 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه قال من لبس ثوب
شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب فيه النار ومن تشبه بقوم فهو منهم
ذكره رزين في جامعه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها
إنما رواه ابن ماجه بإسناد حسن ولفظه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من لبس ثوب
شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب
فيه نارا
ورواه أيضا أخصر منه
3178 - وروي أيضا عن عثمان بن جهم عن زر بن حبيش عن أبي
ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه
حتى يضعه متى وضعه
8 - الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب
ونحوه
3179 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله ما دام
عليه منه خرقة
رواه الترمذي والحاكم كلاهما من رواية خالد بن طهمان
ولفظ الحاكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من
كسا مسلما ثوبا لم يزل في ستر الله ما دام عليه منه خيط أو سلك
قال الترمذي حديث حسن غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد
3180 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة
وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة وأيما مسلم سقى مسلما على
ظمأ سقاه الله عز و جل من الرحيق المختوم
رواه أبو داود من رواية أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن
الدالاني وحديثه حسن والترمذي بتقديم وتأخير وتقدم لفظه في إطعام الطعام وقال حديث
غريب وقد روي موقوفا على أبي سعيد وهو أصح وأشبه
قال الحافظ ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف
عن ابن مسعود موقوفا عليه قال يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأجوع ما
كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط فمن كسا لله عز و جل كساه الله عز و
جل ومن أطعم لله عز و جل أطعمه الله عز و جل ومن سقى لله عز و جل سقاه الله عز و
جل ومن عمل لله أغناه الله ومن عفا لله عز و جل أعفاه الله عز و جل
أنصب أي أتعب
قال الحافظ وتقدم حديث أبي أمامة في باب ما يقول إذا لبس
ثوبا جديدا وفيه قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لبس ثوبا
أحسبه قال جديدا فقال حين يبلغ ترقوته مثل ذلك ثم عمد إلى ثوبه الخلق فكساه مسكينا
لم يزل في جوار الله وفي ذمة الله وفي كنف الله حيا وميتا ما بقي من الثوب سلك
3181 - وروي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا أفضل الأعمال
إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته وأشبعت جوعته أو قضيت له حاجة
رواه الطبراني
9 - الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه
3182 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا تنتفوا الشيب فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام
إلا كانت له نورا يوم القيامة
وفي رواية كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن نتف الشيب
وقال إنه نور المسلم
ورواه النسائي وابن ماجه
3183 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة فقال له رجل
عند ذلك فإن رجالا ينتفون الشيب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء فلينتف
نوره
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من رواية ابن
لهيعة وبقية إسناده ثقات
3184 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة
رواه النسائي في حديث والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة
رواه ابن حبان في صحيحه
3186 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان يكره أن
ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته
رواه مسلم
3187 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة
من شاب شيبة في الإسلام كتب الله له بها حسنة وحط عنه
بها خطيئة ورفع له بها درجة
رواه ابن حبان في صحيحه
10 - الترهيب من خضب اللحية بالسواد
3188 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا
يريحون رائحة الجنة
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي
عن عبد الكريم فذهب بعضهم إلى أن عبد الكريم هذا هو ابن أبي المخارق وضعف الحديث
بسببه والصواب أنه عبد الكريم بن مالك الجزري وهو ثقة احتج به الشيخان وغيرهما والله
أعلم
ترهيب الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة
والمتنمصة والمتفلجة
3189 - عن أسماء رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى
الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمرق شعرها وإني
زوجتها أفأصل فيه فقال لعن الله الواصلة والموصولة
وفي رواية قالت أسماء رضي الله عنها لعن النبي صلى الله
عليه و سلم الواصلة والمستوصلة
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه
3190 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
3191 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لعن رسول
الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فقالت
له امرأة في ذلك فقال وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي كتاب
الله قال الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الحشر 7
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
المتفلجة هي التي تفلج أسنانها بالمبرد ونحوه للتحسين
3192 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعنت الواصلة
والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء
رواه أبو داود وغيره
الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء
والمستوصلة المعمول بها ذلك
والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه كذا قال أبو داود
وقال الخطابي هو من النمص وهو نتف الشعر عن الوجه
والمتنمصة المعمول بها ذلك
والواشمة التي تغرز اليد أو الوجه بالإبر ثم تحشي ذلك
المكان بكحل أو مداد
والمستوشمة المعمول بها ذلك
3193 - وعن عائشة رضي الله عنها أن جارية من الأنصار
تزوجت وأنها مرضت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه و سلم
فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة
وفي رواية أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها فتمعط شعر
رأسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له وقالت إن زوجها أمرني أن
أصل في شعرها فقال لا إنه قد لعن الموصولات
رواه البخاري ومسلم
3194 - وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية
عام حج على المنبر وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي فقال يا أهل المدينة أين
علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن مثل هذا ويقول إنما هلكت بنو إسرائيل
حين اتخذها نساؤهم
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وفي رواية للبخاري ومسلم عن ابن المسيب قال قدم معاوية
المدينة فخطبنا وأخرج كبة من شعر فقال ما كنت أرى أن أحدا يفعله إلا اليهود
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغه فسماه الزور
وفي أخرى للبخاري ومسلم أن معاوية قال ذات يوم إنكم قد
أحدثتم زي سوء وإن نبي الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الزور
قال قتادة يعني ما يكثر به النساء أشعارهن من الخرق
قال وجاء رجل بعصا على رأسها خرقة فقال معاوية ألا هذا
الزور
3195 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم خرج بقصة فقال إن نساء بني إسرائيل كن يجعلن هذا في رؤوسهن فلعن وحرم
عليهن المساجد
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية ابن لهيعة
وبقية إسناده ثقات
الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء
3196 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر وزعم أن النبي صلى
الله عليه و سلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه
رواه الترمذي وقال حديث حسن
والنسائي وابن حبان في صحيحه في حديث ولفظهما قال إن من
خير أكحالكم الإثمد
إنه يجلو البصر وينبت الشعر
3197 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خير أكحالكم الإثمد ينبت الشعر ويجلو البصر
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
3198 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر
رواه الطبراني بإسناد حسن
كتاب الطعام وغيره الترغيب في التسمية على الطعام
والترهيب من تركها 3199 - عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه و
سلم يأكل طعامه في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أما إنه لو سمى كفاكم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه
وابن حبان في صحيحه
وزاد فإذا أكل أحدكم طعامه فليذكر اسم الله عليه فإن نسي
في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره
وهذه الزيادة عند أبي داود وابن ماجه مفردة
3200 - وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا
فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه
رواه الطبراني
3201 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله
عليه و سلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال
الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان
أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3202 - وعن أمية بن مخشي رضي الله عنه وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا كان يأكل والنبي صلى الله عليه و سلم ينظر
فلم يسم الله حتى كان في آخر طعامه فقال بسم الله أوله
وآخره فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما زال الشيطان
يأكل معه حتى سمى فما بقي في بطنه شيء إلا قاءه
رواه أبو داود والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
مخشي بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة بعدهما شين معجمة
مكسورة وياء
قال الدارقطني لم يسند أمية عن النبي صلى الله عليه و
سلم غير هذا الحديث وكذا قال أبو عمر النمروي وغيره
3203 - وعن حذيفة هو ابن اليماني رضي الله عنه قال كنا
إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما لم يضع أحدنا يده حتى يبدأ رسول
الله صلى الله عليه و سلم وإنا حضرنا معه طعاما فجاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده
في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم جاءت جارية كأنما تدفع
فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدها وقال إن
الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذا الأعرابي يستحل به
فأخذت بيده وجاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها فوالذي نفسي بيده إن يده لفي
يدي مع أيديهما
رواه مسلم والنسائي وأبو داود
قال الحافظ ويأتي ذكر التسمية في حديث ابن عباس رضي الله
عنهما في الحمد بعد الأكل
2 - الترهيب من استعمال أواني الذهب أو الفضة وتحريمه
على الرجال والنساء
3204 - عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب
والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
وفي أخرى له من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر
في بطنه نارا من جهنم
3205 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب
والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة
رواه البخاري ومسلم
3206 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في
الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة ثم
قال لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3207 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من لبس الحرير وشرب من الفضة فليس منا ومن خبب امرأة على
زوجها أو عبدا على مواليه فليس منا
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله بن مسلم أبا
طيبة
الترهيب من الأكل والشرب بالشمال وما جاء في النهي عن
النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح
3208 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يأكلن أحدكم بشمال ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب
بها قال وكان نافع يزيد فيها ولا يأخذ بها ولا يعط بها
رواه مسلم والترمذي بدون الزيادة
رواه مالك وأبو داود بنحوه
3209 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ليأكل أحدكم بيمينه ويشرب
بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه فإن الشيطان يأكل
بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
3210 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم نهى عن النفخ في الشراب فقال رجل القذاة أراها في الإناء فقال
أهرقها قال فإني لا أروى من نفس واحد قال فأبن القدح إذا عن فيك
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
3211 - وعنه رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله
عليه و سلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية قرة
بن عبد الرحمن بن حيويل المصري المعافري
3212 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في
صحيحه
ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يشرب
الرجل من في السقاء وأن يتنفس في الإناء
قال الحافظ وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي النهي
عن التنفس في الإناء من حديث أبي قتادة
3213 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا ويقول هو أمرأ وأروى
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3214 - وروي أيضا عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه و سلم كان يتنفس ثلاثا وقال هذا صحيح
قال الحافظ عبد العظيم وهذا محمول على أنه كان يبين
القدح عن فيه كل مرة ثم يتنفس كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم لا أنه كان يتنفس
في الإناء
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى
الله عليه و سلم عن اختناث الأسقية يعني أن تكسر أفواهها فيشرب منها
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
3216 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم نهى أن يشرب من في السقاء فأنبئت أن رجلا شرب من في السقاء فخرجت
عليه حية
رواه البخاري مختصرا دون قوله فأنبئت إلى آخره ورواه
الحاكم بتمامه وقال صحيح على شرط البخاري
3217 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله
صلى الله عليه و سلم عن اختناث الأسقية فإن رجلا بعدما نهى رسول الله صلى الله
عليه و سلم عن ذلك قام من الليل إلى السقاء فاختنثه فخرجت عليه منه حية
رواه ابن ماجه من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام
وبقية إسناده ثقات
خنث السقاء واختنثه إذا كسر فمه إلى خارج فشرب منه
3218 - وعن عيسى بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أن النبي
صلى الله عليه و سلم دعا بإداوة يوم أحد فقال اخنث الإداوة ثم اشرب من فيها
رواه أبو داود عن عبيد الله بن عمر عنه ومن طريقه
البيهقي وقال الظاهر أن خبر النهي كان بعد هذا
قال الحافظ ورواه الترمذي أيضا وقال ليس إسناده بصحيح
عبيد الله بن عمر يضعف في الحديث ولا أدري سمع من عيسى
أم لا والله أعلم
4 - الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها
3219 - عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال كان للنبي
صلى الله عليه و سلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا
الضحى أتي بتلك القصعة يعني وقد أثرد فيها فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال أعرابي ما هذه الجلسة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا ثم قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا من جوانبها ودعوا
ذروتها يبارك لكم فيها
رواه أبو داود وابن ماجه
ذروتها بكسر الذال المعجمة هي أعلاها
3220 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه كلهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وقال الترمذي واللفظ له حديث
حسن صحيح
ولفظ أبي داود وغيره قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة
تنزل من أعلاها
5 - الترغيب في أكل الخل والزيت ونهس اللحم دون تقطيعه
بالسكين إن صح الخبرهم
3221 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلا الخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم
الإدام الخل نعم الإدام الخل نعم الإدام الخل
قال جابر فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى
الله عليه و سلم
قال طلحة بن نافع وما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر
رواه مسلم وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه منه نعم
الإدام الخل
3222 - وعن أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت
دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل عندكم من شيء فقلت لا إلا كسرة
يابسة وخل فقال النبي صلى الله عليه و سلم قربيه
فما افتقر بيت من إدام فيه خل
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
وروى ابن ماجه عن محمد بن زاذان قال حدثتني أم سعد رضي
الله عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على عائشة وأنا عندها فقال هل
من غداء قالت عندنا خبز وتمر وخل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم الإدام
الخل اللهم بارك في الخل فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ولم يقفر بيت فيه خل
3223 - وعن أبي أسيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة
رواه الترمذي وقال حديث غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد
3224 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال كلوا
الزيت وادهنوا به فإنه طيب مبارك
رواه الحاكم شاهدا
3225 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة
رواه ابن ماجه والترمذي
وقال لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق وكان عبد الرزاق
يضطرب في رواية هذا الحديث ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وهو كما قال
3226 - وعن صفوان بن أمية رضي الله عنه قال إن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والحاكم وقال صحيح
الإسناد ولفظه قال رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا آخذ اللحم عن العظم
بيدي فقال يا صفوان قلت لبيك قال قرب اللحم من فيك فإنه أهنأ وأمرأ
قال الحافظ عبد العظيم رواه الترمذي عن عبد الكريم بن
أبي أمية المعلم عن
عبد الله بن الحارث عنه قال حديث غريب لا نعرفه إلا من
حديث عبد الكريم
قال الحافظ عبد الكريم هذا روى له البخاري تعليقا ومسلم
متابعة وقد روى من غير حديثه فروى أبو داود والحاكم من حديث عبد الرحمن بن معاوية
عن عثمان بن أبي سليمان عنه وعثمان لم يسمع من صفوان والله أعلم
3227 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه صنيع الأعاجم وانهشوه نهشا فإنه أهنأ
وأمرأ
رواه أبو داود وغيره عن أبي معشر عن هشام بن عروة عن
أبيه عنها وأبو معشر هذا اسمه نجيح لم يترك ولكن هذا الحديث مما أنكر عليه وقد صح
أن النبي صلى الله عليه و سلم احتز من كتف شاة فأكل ثم صلى والله أعلم
6 - الترغيب في الاجتماع على الطعام
3228 - عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده
رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال تجتمعون على طعامكم أو
تتفرقون قالوا نتفرق قال اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى يبارك لكم فيه
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
وروى ابن ماجه أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوا جميعا ولا تتفرقوا فإن البركة مع الجماعة
وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث
3229 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة
رواه البخاري ومسلم
وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة
يكفي الثمانية
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه
ورواه البزار من حديث سمرة دون قوله وطعام الأربعة يكفي
الثمانية
وزاد في آخره ويد الله على الجماعة
3231 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كلوا جميعا ولا تتفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين
وطعام الاثنين يكفي الثمانية
رواه الطبراني في الأوسط
3232 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي
رواه أبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ في كتاب الثواب كلهم
من رواية عبد المجيد بن أبي داود وقد وثق ولكن في هذا الحديث نكارة
الترهيب من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل والمشارب
شرها وبطرا
3233 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم المسلم يأكل في معى واحد والكافر في سبعة أمعاء
رواه مالك والبخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم
وفي رواية للبخاري أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم
فكان يأكل أكلا قليلا فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن المؤمن
يأكل في معى واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء
وفي رواية لمسلم قال أضاف رسول الله صلى الله عليه و سلم
ضيفا كافرا فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى
فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له
رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فشرب حلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن المؤمن ليشرب في معى واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
رواه مالك والترمذي بنحو هذه
3234 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم
أكيلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أن
ابن ماجه قال فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام الحديث
3235 - وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال أكلت ثريدة من
خبز ولحم ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فجعلت أتجشأ فقال يا هذا كف عنا من
جشائك فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ بل واه جدا فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى لكن
رواه البزار بإسنادين رواة أحدهما ثقات ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط
والبيهقي
وزادوا فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا كان
إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى
وفي رواية لابن أبي الدنيا قال أبو جحيفة فما ملأت بطني
منذ ثلاثين سنة
3236 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال تجشأ رجل عند
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا
أطولهم جوعا يوم القيامة
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي كلهم من رواية يحيى
البكاء عنه وقال الترمذي حديث حسن
3237 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة
رواه الطبراني بإسناد حسن
وروي عن عطية بن عامر الجهني قال سمعت سلمان رضي الله
عنه وأكره على طعام يأكله فقال حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة
رواه ابن ماجه والبيهقي وزاد في آخره وقال يا سلمان
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
3239 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت أول بلاء حدث
في هذه الأمة بعد نبيها الشبع فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت
قلوبهم وجمحت شهواتهم
رواه البخاري في كتاب الضعفاء وابن أبي الدنيا في كتاب
الجوع
3240 - وعن جعدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم رأى رجلا عظيم البطن فقال بأصبعه لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد جيد والحاكم
والبيهقي
3241 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ليؤتين يوم
القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن عند الله جناح بعوضة واقرؤوا إن
شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا الكهف 501
رواه البيهقي واللفظ له
ورواه البخاري ومسلم باختصار قال إنه ليأتي الرجل العظيم
السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة
3242 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نظر رسول
الله صلى الله عليه و سلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال أبشروا فإنه سيأتي عليكم
زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها
قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير قال بل أنتم اليوم خير
منكم يومئذ
رواه البزار بإسناد جيد
3243 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه
بأخرى وغدا في حلة وراح في أخرى وسترتم بيوتكم كما الكعبة قلنا بل نحن يومئذ خير
نتفرغ للعبادة فقال بل أنتم اليوم خير
رواه الترمذي في حديث تقدم في اللباس وحسنه
وروي عن ابن بجير رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى
الله عليه و سلم قال أصاب النبي صلى الله عليه و سلم جوع يوما فعمد إلى حجر فوضعه
على بطنه ثم قال ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة
ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين
ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم
رواه ابن أبي الدنيا
3245 - وعن اللجلاج رضي الله عنه قال ما ملأت بطني طعاما
منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل حسبي وأشرب حسبي يعني قوتي
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به والبيهقي
وزاد وكان قد عاش مائة وعشرين سنة خمسين في الجاهلية
وسبعين في الإسلام
3246 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت رآني رسول الله صلى
الله عليه و سلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل
إلا جوفك الأكل في اليوم مرتين من الإسراف والله لا يحب المسرفين
رواه البيهقي وفيه ابن لهيعة
وفي رواية فقال يا عائشة اتخذت الدنيا بطنك أكثر من أكلة
كل يوم سرف والله لا يحب المسرفين
3247 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع والبيهقي
وقد صحح الحاكم إسناده لمتن غير هذا وحسنه غيره
3248 - وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
رواه أحمد والطبراني والبزار وبعض أسانيدهم رجاله ثقات
3249 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لقيني
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ابتعت لحما بدرهم فقال ما هذا يا جابر قلت قرم
أهلي فابتعت لهم لحما بدرهم فجعل عمر يردد قرم أهلي حتى تمنيت أن الدرهم سقط مني
ولم ألق عمر
رواه البيهقي
وروى مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه أدرك جابر بن عبد الله ومعه حامل لحم فقال عمر أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه
لجاره وابن عمه فأين تذهب عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا
واستمتعتم بها الأحقاف 02
قال البيهقي وروي عن عبد الله بن دينار مرسلا وموصولا
قوله قرم أهلي أي اشتدت شهوتهم للحم
قال الحليمي رحمه الله وهذا الوعيد من الله تعالى وإن
كان للكفار الذين يقدمون على الطيبات المحظورة ولذلك قال فاليوم تجزون عذاب الهون
الأحقاف 02 فقد يخشى مثله على المنهمكين في الطيبات المباحة لأن من يعودها مالت
نفسه إلى الدنيا فلم يؤمن أن يرتبك في الشهوات والملاذ كلما أجاب نفسه إلى واحد منها
دعته إلى غيرها فيصير إلى أن لا يمكنه عصيان نفسه في هوى قط وينسد باب العبادة
دونه فإذا آل به الأمر إلى هذا لم يبعد أن يقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا
واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون فلا ينبغي أن تعود النفس ربما تميل به إلى
الشره ثم يصعب تداركها ولترض من أول الأمر على السداد فإن ذلك أهون من أن تدرب على
الفساد ثم يجتهد في إعادتها إلى الصلاح والله أعلم
قال البيهقي وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه اشترى
من اللحم المهزول وجعل عليه سمنا فرفع عمر يده وقال والله ما اجتمعا عند رسول الله
صلى الله عليه و سلم قط إلا أكل أحدهما وتصدق بالآخر فقال ابن عمر اطعم يا أمير
المؤمنين فوالله لا يجتمعان عندي أبدا إلا فعلت ذلك
3251 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة
رواه النسائي وابن ماجه ورواته إلى عمر ثقات يحتج بهم في
الصحيح
3252 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لما بعث به إلى اليمن قال له إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا
بالمتنعمين
رواه أحمد والبيهقي ورواة أحمد ثقات
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن أشرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم
رواه البزار ورواته ثقات إلا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
3254 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان
الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط
3255 - وروي عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به
يأكلون من الطعام ألوانا ويتشدقون في الكلام
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في حديث
3256 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وإن قزحه وملحه فانظر إلى ما
يصير
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد جيد قوي وابن
حبان في صحيحه والبيهقي
وزاد في بعض طرقه ثم يقول الحسن أو ما رأيتهم يطبخونه
بالأفواه والطيب ثم يرمون كما رأيتم
قوله قزحه بتشديد الزاي أي وضع فيه القزح وهو التابل
وملحه بتخفيف اللام معروف
3257 - وعن الضحاك بن سفيان رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال له يا ضحاك ما طعامك قال يا رسول الله اللحم واللبن
قال ثم يصير إلى ماذا قال إلى ما قد علمت قال فإن الله
تعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا علي بن زيد بن جدعان
قال الحافظ ويأتي في الزهد ذكر عيش النبي صلى الله عليه
و سلم وأصحابه إن شاء الله تعالى
الترهيب من أن يدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير
عذر والأمر بإجابة الداعي وما جاء في طعام المتباريين
3258 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول شر
الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء وتترك المساكين ومن لم يأت الدعوة فقد
عصى الله ورسوله
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه موقوفا
على أبي هريرة
ورواه مسلم أيضا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم
شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة
فقد عصى الله ورسوله
3259 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ومن دخل على غير
دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا
رواه أبو داود ولم يضعفه عن درست بن زياد والجمهور على
تضعيفه ووهاه أبو زرعة عن أبان بن طارق وهو مجهول قاله أبو زرعة وغيره
3260 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
3261 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه
رواه مسلم وأبو داود
وفي رواية لمسلم إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوه
3262 - وعن جابر هو ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعي
أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
3263 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع
الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
رواه البخاري ومسلم ويأتي أحاديث من هذا النوع إن شاء
الله تعالى
3264 - وروى أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ وغيره
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ست خصال
واجبة للمسلم على المسلم من ترك شيئا منهن فقد ترك حقا واجبا يجيبه إذا دعاه وإذا
لقيه أن يسلم عليه وإذا عطس أن يشمته وإذا مرض أن يعوده وإذا استنصحه أن ينصح له
8 - وعن عكرمة رضي الله عنه قال كان ابن عباس رضي الله
عنهما يقول إن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل
رواه أبو داود وقال أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه
وابن عباس يريد أن أكثر الرواة أرسلوه
قال الحافظ الصحيح أنه عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه
و سلم مرسل
المتباريان هما المتماريان المتباهيان
2 - الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة
3265 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة
رواه مسلم
3266 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها
فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا
يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة
رواه مسلم
3267 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إن الشيطان ليحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت
لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا
فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة
رواه مسلم وابن حبان في صحيحه
وقال فإن الشيطان يرصد الناس أو الإنسان على كل شيء حتى
عند مطعمه أو طعامه ولا يرفع الصحفة حتى يلعقها أو يلعقها فإن آخر الطعام البركة
3268 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة
رواه مسلم والترمذي
3269 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح أصابعه حتى يلعقها أو يلعقها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه
3 - الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل
3270 - عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام
ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ رووه كلهم من طريق عبد الرحيم أبي مرحوم عن
سهل بن معاذ ويأتي الكلام عليهما
3271 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب
الشربة فيحمده عليها
رواه مسلم والنسائي والترمذي وحسنه
الأكلة بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل وقيل بضم
الهمزة وهي اللقمة
3272 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج أبو بكر
بالهاجرة إلى المسجد فسمع عمر فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة قال ما أخرجني
إلا ما أجد من حاق الجوع
قال وأنا والله ما أخرجني غيره فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما أخرجكما هذه الساعة قالا والله ما أخرجنا
إلا ما نجده في بطوننا من حاق الجوع قال وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره فقوما
فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله
عليه و سلم طعاما كان أو لبنا فأبطأ عليه يومئذ فلم يأت لحينه فأطعمه لأهله وانطلق
إلى نخله يعمل فيه فلما انتهوا إلى الباب خرجت امرأته فقالت مرحبا بنبي الله صلى
الله عليه و سلم وبمن معه
قال لها نبي الله صلى الله عليه و سلم أين أبو أيوب
فسمعه وهو يعمل في نخل له فجاء يشتد فقال مرحبا بنبي الله صلى الله عليه و سلم وبمن
معه يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه فقال صلى الله عليه و سلم صدقت
قال فانطلق فقطع عذقا من النخل فيه من كل من التمر
والرطب والبسر فقال صلى الله عليه و سلم ما أردت إلى هذا ألا جنيت لنا من تمره قال
يا رسول الله أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره ولأذبحن لك مع هذا قال إن ذبحت
فلا تذبحن ذات در فأخذ عناقا أو جديا فذبحه وقال لامرأته اخبزي واعجني لنا وأنت
أعلم بالخبز فأخذ نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه فلما أدرك الطعام ووضع بين يدي النبي
صلى الله عليه و سلم وأصحابه أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال يا أبا أيوب أبلغ
بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام
فذهب أبو أيوب إلى فاطمة فلما أكلوا وشبعوا قال النبي
صلى الله عليه و سلم خبز ولحم وتمر وبسر
ورطب ودمعت عيناه والذي نفسي بيده إن هذا هو النعيم الذي
تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم
بأيديكم فقولوا بسم الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي أشبعنا وأنعم علينا فأفضل
فإن هذا كفاف بهذا فلما نهض قال لأبي أيوب ائتنا غدا وكان لا يأتي أحد إليه معروفا
إلا أحب أن يجازيه
قال وإن أبا أيوب لم يسمع ذلك فقال عمر رضي الله عنه إن
النبي صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تأتيه غدا فأتاه من الغد فأعطاه وليدته فقال
يا أبا أيوب استوص بها خيرا فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا فلما جاء بها أبو
أيوب من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا أجد لوصية رسول الله صلى الله
عليه و سلم خيرا له من أن أعتقها فأعتقها
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عبد
الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس
حاق الجوع بحاء مهملة وقاف مشددة هو شدته وكلبه
3273 - وروي عن حماد بن أبي سليمان قال تعشيت مع أبي
بردة رضي الله عنه فقال ألا أحدثك ما حدثني به أبو عبد الله بن قيس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل فشبع وشرب فروي
فقال الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه أبو يعلى
قال الحافظ وفي الباب أحاديث كثيرة مشهورة من قول النبي
صلى الله عليه و سلم ليست من شرط كتابنا لم نذكرها
الترغيب في غسل اليد قبل الطعام إن صح الخبر وبعده والترهيب
أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها
3274 - عن سلمان رضي الله عنه قال قرأت في التوراة إن
بركة الطعام الوضوء بعده فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم وأخبرته بما قرأت في
التوراة
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بركة الطعام الوضوء
قبله والوضوء بعده
رواه أبو داود والترمذي وقال لا يعرف هذا الحديث إلا من
حديث قيس بن الربيع وقيس يضعف في الحديث
انتهى
قال الحافظ قيس بن الربيع صدوق وفيه كلام لسوء حفظه لا
يخرج الإسناد عن حد الحسن وقد كان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام
قال البيهقي وكذلك مالك بن أنس كرهه وكذلك صاحبنا
الشافعي استحب تركه واحتج بالحديث يعني حديث ابن عباس قال كنا عند النبي صلى الله
عليه و سلم فأتى الخلاء ثم إنه رجع فأتي بالطعام فقيل ألا تتوضأ قال لم أصل فأتوضأ
رواه مسلم وأبو داود والترمذي بنحوه إلا أنهما قالا فقال
إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة
3275 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر
غذاؤه وإذا رفع
رواه ابن ماجه والبيهقي والمراد بالوضوء غسل اليدين
3276 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه ورواه ابن ماجه أيضا عن فاطمة رضي الله عنها بنحوه
الغمر بفتح الغين المعجمة والميم بعدهما راء هو ريح
اللحم وزهومته
3277 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده ريح غمر
فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
رواه الترمذي والحاكم كلاهما عن يعقوب بن الوليد المدني
عن ابن أبي ذئب عن المقبري عنه وقال الترمذي حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من
حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة انتهى وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ يعقوب بن الوليد الأزدي هذا كذاب واتهم لا
يحتج به لكن رواه
البيهقي والبغوي وغيرهما من حديث زهير بن معاوية عن سهيل
بن أبي صالح عن أبي هريرة كما أشار إليه الترمذي وقال البغوي في شرح السنة حديث
حسن
وهو كما قال رحمه الله فإن سهيل بن أبي صالح وإن كان
تكلم فيه فقد روى له مسلم في الصحيح احتجاجا واستشهادا وروى له البخاري مقرونا
وقال السلمي سألت الدارقطني لم ترك البخاري سهيلا في الصحيح فقال لا أعرف له فيه
عذرا وبالجملة فالكلام فيه طويل وقد روى عنه شعبة ومالك ووثقه الجمهور وهو حديث حسن
والله أعلم
3278 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
رواه البزار والطبراني بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح
إلا الزبير بن بكار وقد تفرد به كما قال الطبراني ولا يضر تفرده فإنه ثقة إمام
3279 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه
رواه الطبراني بإسناد حسن
الوضح بفتح الواو والضاد المعجمة جميعا بعدهما حاء مهملة
والمراد به هنا البرص
كتاب القضاء وغيره الترهيب من تولي السلطنة والقضاء
والإمارة سيما لمن لا يثق بنفسه وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئا من ذلك
3280 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته
رواه البخاري ومسلم
3281 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع
رواه ابن حبان في صحيحه
3282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ولي القضاء أو جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ ومعنى قوله ذبح بغير سكين أن الذبح بالسكين
يحصل به إراحة الذبيحة بتعجيل إزهاق روحها فإذا ذبحت بغير سكين كان فيه تعذيب لها
وقيل إن الذبح لما كان في ظاهر العرف وغالب العادة بالسكين
عدل صلى الله عليه و سلم عن ظاهر العرف والعادة إلى غير ذلك ليعلم أن مراده صلى
الله عليه و سلم بهذا القول ما يخاف عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه ذكره الخطابي
ويحتمل غير ذلك
وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق
فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في
النار
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
3284 - وعن عبد الله بن موهب أن عثمان بن عفان رضي الله
عنه قال لابن عمر اذهب فكن قاضيا
قال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال اذهب فاقض بين الناس
قال تعفيني يا أمير المؤمنين قال عزمت عليك إلا ذهبت
فقضيت قال لا تعجل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من عاذ بالله فقد عاذ
بمعاذ
قال نعم
قال فإني أعوذ بالله أن أكون قاضيا
قال وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي قال لأني سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان قاضيا فقضى بالجهل كان من أهل النار ومن كان
قاضيا فقضى بالجور كان من أهل النار ومن كان قاضيا فقضى بحق أو بعدل سأل التفلت
كفافا فما أرجو منه بعد ذلك
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه والترمذي باختصار
عنهما وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان قاضيا فقضى بالعدل
فبالحري أن ينفلت منه كفافا فما أرجو بعد ذلك ولم يذكر الآخرين وقال حديث غريب
وليس إسناده عندي بمتصل وهو كما قال فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان رضي
الله عنه
3285 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض
بين اثنين في تمرة قط
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
ولفظه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
يدعى القاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين
في عمره قط
قال الحافظ كذا في أصل من المسند والصحيح تمرة وعمره
وهما متقاربان ولعل أحدهما تصحيف والله أعلم
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي فناديت بأعلى صوتي وما هي يا رسول
الله قال أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل وكيف
يعدل مع قريبه
رواه البزار والطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح
3287 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال شريك لا أدري
رفعه أم لا
قال الإمارة أولها ندامة وأوسطها غرامة وآخرها عذاب يوم
القيامة
رواه الطبراني بإسناد حسن
3288 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه قال ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم
القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوثقه إثمه أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي
يوم القيامة
رواه أحمد ورواته ثقات إلا يزيد بن أبي مالك
3289 - وروي عن أبي وائل شقيق ابن سامة أن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه استعمل بشر بن عاصم رضي الله عنه على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه
عمر فقال ما خلفك أما لنا سمعا وطاعة قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم
فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا
قال فخرج عمر رضي الله عنه كئيبا محزونا فلقيه أبو ذر
فقال ما لي أراك كئيبا حزينا فقال ما لي لا أكون كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به
يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر
فهوى فيه سبعين خريفا فقال أبو ذر أو ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال لا قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولي أحدا من
المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان
مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة فأي الحديثين أوجع
لقلبك قال كلاهما قد أوجع قلبي فمن يأخذها بما فيها فقال أبو ذر من سلت الله
أنفه وألصق خده بالأرض أما إنا لا نعلم إلا خيرا وعسى أن
وليتها من لا يعدل فيها أن لا تنجو من إثمها
رواه الطبراني ويأتي أحاديث نحو هذه في الباب بعده إن
شاء الله تعالى
سلت أنفه بفتح السين المهملة واللام بعدهما تاء مثناة
فوق أي جدعه
3290 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حاكم يحكم بين الناس إلا جاء يوم القيامة
وملك آخذ بقفاه ثم يرفع رأسه إلى السماء فإن قال ألقه ألقاه فهو في مهواة أربعين خريفا
رواه ابن ماجه واللفظ له والبزار ويأتي لفظه في الباب
بعده إن شاء الله وفي إسنادهما مجالد بن سعيد
3291 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول
الله اجعلني على شيء أعيش به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا حمزة نفس
تحييها أحب إليك أم نفس تميتها قال نفس أحييها
قال عليك نفسك
رواه أحمد ورواته ثقات إلا ابن لهيعة
3292 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم ضرب على منكبيه ثم قال أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن
أميرا ولا كاتبا ولا عريفا
رواه أبو داود
وفي صالح بن يحيى بن المقدام كلام قريب لا يقدح
3293 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة
وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها
رواه مسلم
3294 - وعنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا أبا
ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تؤمرن على اثنين ولا تلين مال يتيم
رواه مسلم وأبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست
الفاطمة
رواه البخاري ومسلم
3296 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم
القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض وإنهم لم يلوا عملا
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح
الإسناد
3297 - وفي رواية له وصحح إسنادها أيضا قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من
أمر الناس شيئا
قال الحافظ وقد وقع في الإملاء المتقدم باب فيما يتعلق
بالعمال والعرفاء والمكاسين والعشارين في كتاب الزكاة أغنى عن إعادته هنا
3298 - وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن
أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها الحديث
رواه البخاري ومسلم
3299 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ومن أكره عليه أنزل الله
عليه ملكا يسدده
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
وابن ماجه ولفظه وهو رواية الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل
القضاء وكل إلى نفسه ومن أجبر عليه ينزل عليه ملك فيسدده
ترغيب من ولي شيئا من أمور المسلمين في العدل إماما كان
أو غيره وترهيبه أن يشق على رعيته أو يجور أو يغشهم أو يحتجب عنهم أو يغلق بابه
دون حوائجهم
3300 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في
عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى
لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم
3301 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم
يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد
حين
رواه أحمد في حديث والترمذي
وحسنه ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
3302 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن
يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
رواه مسلم والنسائي
3303 - وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق
القلب لكل ذي قربى مسلم وعفيف متعفف ذو عيال
رواه مسلم
المقسط العادل
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة وحد يقام في الأرض بحقه أزكى
فيها من مطر أربعين صباحا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناد الكبير حسن
3305 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة عدل ساعة أفضل من عبادة ستين سنة قيام
ليلها وصيام نهارها ويا أبا هريرة جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله عز و جل من
معاصي ستين سنة
وفي رواية عدل يوم واحد أفضل من عبادة ستين سنة
رواه الأصبهاني
3306 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام
عادل وأبغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر
رواه الترمذي والطبراني في الأوسط مختصرا إلا أنه قال
أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر
وقال الترمذي حديث حسن غريب
3307 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق وشر
عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة جائر خرق
رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة وحديثه حسن
في المتابعات
3308 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يجاء بالإمام الجائر يوم القيامة فتخاصمه الرعية فيفلجوا عليه
فيقال له سد ركنا من أركان جهنم
رواه البزار وهذا الحديث مما أنكر على أغلب بن تميم
فيفلجوا عليه بالجيم أي يظهروا عليه بالحجة والبرهان
ويقهروه حال المخاصمة
3309 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله
نبي وإمام جائر
رواه الطبراني ورواته ثقات
إلا ليث بن أبي سليم وفي الصحيح بعضه
ورواه البزار بإسناد جيد إلا أنه قال وإمام ضلالة
3310 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف والفتى المختال والشيخ
الزاني والإمام الجائر
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه وهو في مسلم بنحوه إلا
أنه قال وملك كذاب وعائل مستكبر
3311 - وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أنه سمع
النبي صلى الله عليه و سلم يقول ألا أيها الناس لا يقبل الله صلاة إمام جائر
رواه الحاكم من رواية عبد الله بن محمد العدوي وقال صحيح
الإسناد
قال الحافظ وعبد الله هذا واه متهم وهذا الحديث مما أنكر
عليه
3312 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله لهم شهادة أن لا إله إلا الله فذكر
منهم الإمام الجائر
رواه الطبراني في الأوسط
3313 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده فإن
عدل كان له الأجر وكان يعني على الرعية الشكر وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه
الوزر وعلى الرعية الصبر وإذا جارت الولاة قحطت السماء وإذا منعت الزكاة هلكت
المواشي وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار أو كلمة
نحوها
رواه ابن ماجه
وتقدم لفظه والبزار واللفظ له والبيهقي ولفظه عن ابن عمر
قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ
بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية
إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا
القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا
بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط
عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض
ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل
الله بأسهم بينهم
رواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة وقال صحيح على شرط مسلم
3314 - وعن بكير بن وهب رضي الله عنه قال قال لي أنس
أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على باب البيت
ونحن فيه فقال الأئمة من قريش إن لي عليكم حقا ولهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن
استرحموا رحموا وإن عاهدوا وفوا وإن حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين
رواه أحمد بإسناد جيد واللفظ له وأبو يعلى والطبراني
3315 - وعن سيار بن سلامة أبي المنهال رضي الله عنه قال
دخلت مع أبي على أبي برزة وإن في أذني لقرطين وأنا غلام قال قال صلى الله عليه و
سلم الأمراء من قريش ثلاثا ما فعلوا ثلاثا ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وعاهدوا
فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه أحمد ورواته ثقات والبزار وأبو يعلى بنصه
3316 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم على باب بيت فيه نفر من قريش وأخذ بعضادتي الباب فقال هل في البيت
إلا قرشي قال فقيل يا رسول الله غير فلان ابن أختنا فقال ابن أخت القوم منهم ثم
قال إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا قسموا
أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه
صرف ولا عدل
رواه أحمد ورواته ثقات والبزار والطبراني
3317 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير
متعتع
رواه الطبراني ورواته ثقات
ورواه البزار بنحوه من حديث عائشة مختصرا والطبراني من
حديث ابن مسعود بإسناد جيد ورواه ابن ماجه مطولا من حديث أبي سعيد
3318 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من طلب قضاء
المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله النار
رواه أبو داود
3319 - وعن أبي بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة رجل قضى بغير
حق يعلم بذلك فذلك في النار وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار وقاض قضى بالحق
فذلك في الجنة
رواه أبو داود وتقدم لفظه وابن ماجه والترمذي واللفظ له
وقال حديث حسن غريب
3320 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان
رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا
أنه قال فإذا جار تبرأ الله منه رووه كلهم من حديث عمران القطان وقال الحاكم صحيح
الإسناد
قال الحافظ وعمران يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى
3321 - وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن مسلما
ويهوديا اختصما إلى عمر رضي الله عنه فرأى الحق لليهودي فقضى له عمر به فقال له
اليهودي والله لقد قضيت بالحق فضربه عمر بالدرة وقال وما يدريك فقال اليهودي والله
إنا نجد في التوراة ليس قاض يقضي بالحق إلا كان عن يمينه ملك وعن شماله ملك
يسددانه ويوفقانه للحق ما دام مع الحق فإذا ترك الحق عرجا وتركاه
رواه مالك
3322 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه يرفعه
قال يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيوقف على شفير جهنم فإن أمر به دفع فهوى فيها سبعين
خريفا
رواه ابن ماجه والبزار واللفظ له كلاهما من رواية مجالد
عن عامر عن مسروق عنه وتقدم لفظ ابن ماجه في الباب قبله
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن بشر بن عاصم الجشمي
رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يلي أحد من أمر الناس
شيئا إلا وقفه الله على جسر جهنم فزلزل به الجسر زلزلة فناج أو غير ناج فلا يبقى
منه عظم إلا فارق صاحبه فإن هو لم ينج ذهب به في جب مظلم كالقبر في جهنم لا يبلغ
قعره سبعين خريفا وإن عمر رضي الله عنه سأل سلمان وأبا ذر هل سمعتما ذلك من رسول
الله صلى الله عليه و سلم قالا نعم
رواه ابن أبي الدنيا وغيره
3324 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من ولي أمة من أمتي قلت أو كثرت فلم يعدل فيهم كبه الله على
وجهه في النار
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد العزيز بن الحصين
وهو واه والحاكم وقال صحيح الإسناد
ولفظه قال ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم
يعدل فيهم إلا كبه الله في النار
وهو في الصحيحين بغير هذا اللفظ وسيأتي لفظه إن شاء الله
3325 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن في جهنم واديا وفي الوادي بئر يقال له هبهب حق على الله أن
يسكنه كل جبار عنيد
رواه الطبراني بإسناد حسن وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح
الإسناد
3326 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل
رواه أحمد بإسناد جيد رجاله رجال الصحيح
3327 - وعن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال سمعته
غير مرة ولا مرتين يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أمير عشرة إلا
يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح إلا الرجل
المبهم
3328 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولا يوم القيامة حتى يفكه العدل أو
يوبقه الجور
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال
الصحيح
وزاد في رواية وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله
ورواه الطبراني في الأوسط بهذه الزيادة أيضا من حديث
بريدة
3329 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه قال ما من رجل
ولي عشرة إلا أتي به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يقضى بينه وبينهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات
3330 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما من والي ثلاثة إلا لقي الله مغلولة يمينه فكه عدله أو
غله جوره
رواه ابن حبان في صحيحه من رواية إبراهيم بن هشام
الغساني
3331 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط وذو ثروة من مال لا
يؤدي حق الله فيه وفقير فخور
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
3332 - وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إني أخاف على أمتي من أعمال ثلاثة
قالوا وما هي يا رسول الله فقال زلة عالم وحكم جائر وهوى
متبع
رواه البزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله المزني
وهو واه وقد احتج به الترمذي وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه وبقية إسناده ثقات
3333 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول في بيتي هذا اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق
عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به
رواه مسلم والنسائي
ورواه أبو عوانة في صحيحه وقال فيه من ولي منهم شيئا فشق
عليهم فعليه بهلة الله
قالوا يا رسول الله وما بهلة الله قال لعنة الله
قال الحافظ ويأتي في باب الشفقة إن شاء الله
3334 - وعن أبي عثمان قال كتب إلينا عمر رضي الله عنه
ونحن بأذربيجان
يا عتبة بن فرقد إنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك
فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك
ولبوس الحرير
رواه مسلم
3335 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من أمتي أحد ولي من أمر الناس شيئا لم يحفظهم بما يحفظ به
نفسه إلا لم يجد رائحة الجنة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
3336 - وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من ولي شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر
في حوائجهم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا حسين بن قيس
المعروف بحنش وقد وثقه ابن نمير وحسن له والترمذي غير ما حديث وصحح له الحاكم ولا
يضر في المتابعات
3337 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد يسترعيه الله عز و جل رعية يموت يوم يموت
وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة
وفي رواية فلم يحطها بنصحه لم يرح رائحة الجنة
رواه البخاري ومسلم
3338 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم
الجنة
رواه مسلم والطبراني وزاد كنصحه وجهده لنفسه
3339 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ولي من أمر المسلمين شيئا فغشهم فهو في النار
رواه الطبراني في الأوسط والصغير ورواته ثقات إلا عبد
الله بن ميسرة أبا ليلى
3340 - وعن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال
أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء
غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
رواه الطبراني بإسناد حسن
وفي رواية له ما من إمام يبيت غاشا لرعيته إلا حرم الله
عليه الجنة وعرفها يوجد يوم القيامة مسيرة سبعين عاما
3341 - سن وعن ابن مريم عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه
أنه قال لمعاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ولاه الله شيئا من
أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره
يوم القيامة فجعل معاوية رجلا على حوائج المسلمين
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي
ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما
من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون
خلته وحاجته ومسكنته
ورواه الحاكم بنحو لفظ أبي داود وقال صحيح الإسناد
3342 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ولي من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولي الضعف والحاجة احتجب
الله عنه يوم القيامة
رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني وغيره
3343 - وعن أبي السماح الأزدي عن ابن عم له من أصحاب
النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتى معاوية فدخل عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من ولي من أمر المسلمين ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم وذوي
الحاجة أغلق الله تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد حسن
3344 - وعن أبي جحيفة أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله
عنه ضرب على الناس بعثا فخرجوا
فرجع أبو الدحداح فقال له معاوية ألم تكن خرجت قال بلى
ولكن سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا أحببت أن أضعه عندك مخافة أن لا
تلقاني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس من ولي عليكم عملا فحجب
بابه عن ذي حاجة المسلمين حجبه الله أن يلج باب الجنة ومن كانت همته الدنيا حرم
الله عليه جواري فإني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا شيخه جبرون بن عيسى فإني
لم أقف فيه على جرح ولا تعديل والله أعلم به
ترهيب من ولي شيئا من أمور المسلمين أن يولي عليهم رجلا
وفي رعيته خير فيه
3345 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان
الله ورسوله والمؤمنين
رواه الحاكم من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه وقال صحيح
الإسناد
قال الحافظ حسين هذا هو حنش واه وتقدم في الباب قبله
3346 - وعن يزيد بن أبي سفيان قال قال لي أبو بكر الصديق
رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة
وذلك أكثر ما أخاف عليك بعدما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي من أمر المسلمين
شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى
يدخله جهنم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ فيه بكر بن خنيس يأتي الكلام عليه ورواه أحمد
باختصار وفي إسناده رجل لم يسم
4 - ترهيب الراشي والمرتشي والساعي بينهما
3347 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لعن رسول
الله صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعنة
الله على الراشي والمرتشي
وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3348 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الراشي والمرتشي في النار
رواه الطبراني ورواته ثقات معروفون
ورواه البزار بلفظه من حديث عبد الرحمن بن عوف
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة وما من قوم
يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب
رواه أحمد بإسناد فيه نظر
3350 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله
صلى الله عليه و سلم الراشي والمرتشي في الحكم
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه والحاكم وزادوا
والرائش يعني الذي يسعى بينهما
3351 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى
الله عليه و سلم الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما
رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني وفيه أبو الخطاب لا
يعرف
الرائش بالشين المعجمة هو السفير بين الرائش والمرتشي
3352 - وعن أم سلمة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم
رواه الطبراني بإسناد جيد
3353 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من ولي عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو بما كرهوا جيء به مغلولة
يده فإن عدل ولم يرتش ولم يحف فك الله عنه وإن حكم بغير ما أنزل الله وارتشى وحابى
فيه شدت يساره إلى يمينه ثم رمي به في جهنم فلم يبلغ قعرها خمسمائة عام
رواه الحاكم عن سعدان بن الوليد عن عطاء عنه وقال سمعه
الحسن بن بشير البجلي منه وسعدان بن الوليد البجلي الكوفي قليل الحديث لم يخرجا
عنه
3354 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال الرشوة في الحكم
كفر وهي بين الناس سحت
رواه الطبراني موقوفا بإسناد صحيح
الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله والترغيب في نصرته
3355 - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم فيما يروي عن ربه عز و جل أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته
بينكم محرما فلا تظالموا الحديث
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وتقدم بتمامه في الدعاء
وغيره
3356 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح
أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم
رواه مسلم وغيره
3357 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الظلم ظلمات يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3358 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى
الله عليه و سلم قال إياكم والظلم فإن الظلم هو ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش
فإن الله لا يحب الفاحش والمتفحش وإياكم والشح فإن الشح دعا من كان قبلكم فسفكوا
دماءهم واستحلوا محارمهم
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم
3359 - وروي عن الهرماس بن زياد رضي الله عنه قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب على ناقته فقال إياكم والخيانة فإنها بئست
البطانة وإياكم والظلم فإنه ظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإنما أهلك من كان
قبلكم الشح حتى سفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة
3360 - وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لا تظلموا فتدعوا فلا يستجاب لكم وتستسقوا فلا تسقوا
وتستنصروا فلا تنصروا
رواه الطبراني
3361 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم صنفان من أمتي لن
تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
3362 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفسي بيده
ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما
رواه أحمد بإسناد حسن
3363 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا
أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد هود 201
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3364 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى
منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة اتقوا الظلم ما استطعتم فإن
العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه فما زال عبد يقول يا رب ظلمني عبدك
مظلمة فيقول امحوا من حسناته وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب وإن مثل
ذلك كسفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم ليحتطبوا فلم يلبثوا أن
حطبوا فأعظموا النار وطبخوا ما أرادوا وكذلك الذنوب
رواه أبو يعلى من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي
الأحوص عن ابن مسعود ورواه أحمد والطبراني بإسناد حسن نحوه باختصار
3365 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم من
قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن
له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه
رواه البخاري والترمذي
وقال في أوله رحم الله عبدا كانت له عند أخيه مظلمة في
عرض أو مال الحديث
3366 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا
متاع فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم
هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
رواه مسلم والترمذي
3367 - وعن ابن عثمان عن سلمان الفارسي و سعد بن مالك و
حذيفة بن اليمان و عبد الله بن مسعود حتى عد ستة أو سبعة من أصحاب النبي صلى الله
عليه و سلم قالوا إن الرجل لترفع له يوم القيامة صحيفته حتى يرى أنه ناج فما تزال
مظالم بني آدم تتبعه حتى ما يبقى له حسنة ويحمل عليه من سيئاتهم
رواه البيهقي في البعث بإسناد جيد
3368 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم بعث معاذا إلى اليمن فقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين
الله حجاب
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في حديث والترمذي
مختصرا هكذا واللفظ له ومطولا كالجماعة
3369 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة
المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك
ولو بعد حين
رواه أحمد في حديث والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن خزيمة
وابن حبان في صحيحيهما والبزار مختصرا ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم
حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع
وفي رواية للترمذي حسنة ثلاث دعوات لا شك في إجابتهن
دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على الولد
وروى أبو داود هذه بتقديم وتأخير
3370 - وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم
رواه الطبراني في حديث بإسناد صحيح
3371 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة
رواه الحاكم وقال رواته متفق على الاحتجاج بهم إلا عاصم
بن كليب فاحتج به مسلم وحده
3372 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه
رواه أحمد بإسناد حسن
3373 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم ودعوة
المرء لأخيه بظهر الغيب
رواه الطبراني وله شواهد كثيرة
3374 - وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
رواه الطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات
3375 - وعن أبي عبد الله الأسدي قال سمعت أنس بن مالك
رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوة المظلوم وإن كان كافرا
ليس دونها حجاب وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
رواه أحمد ورواته إلى عبد الله محتج بهم في الصحيح وأبو
عبد الله لم أقف فيه على جرح ولا تعديل
3376 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول الله اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصرا غيري
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
التقوى ههنا
التقوى ههنا
التقوى ههنا
ويشير إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مسلم
3378 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما
كانت صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور
إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك
لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن
مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات
فساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر
فيها في صنع الله عز و جل وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل
أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى
العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله
قل كلامه إلا فيما يعنيه
قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام قال
كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك
عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب عجبت لمن رأى الدنيا
وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل
قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنها رأس
الأمر كله
قلت يا رسول الله زدني
قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز و جل فإنه نور لك
في الأرض وذخر لك في السماء
قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت
القلب ويذهب بنور الوجه
قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية
أمتي
قلت يا رسول الله زدني قال أحب المساكين وجالسهم
قلت يا رسول الله زدني
قال انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى ما هو فوقك فإنه
أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك
قلت يا رسول الله زدني قال قل الحق وإن كان مرا
قلت يا رسول الله زدني قال ليردك عن الناس ما تعلمه من
نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك
وتجد عليهم فيما تأتي ثم
ضرب بيده على صدري فقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا
ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح
الإسناد
قال الحافظ انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن
أبيه وهو حديث طويل في أوله ذكر الأنبياء عليهم السلام ذكرت منه هذه القطعة لما
فيها من الحكم العظيمة والمواعظ الجسيمة ورواه الحاكم أيضا ومن طريق البيهقي
كلاهما عن يحيى بن سعيد السعدي البصري حدثنا عبد الملك بن جريج عن عطاء بن عبيد بن
عمر عن أبي ذر بنحوه ويحيى بن سعيد فيه كلام والحديث منكر من هذه الطريق وحديث
إبراهيم بن هشام هو المشهور والله أعلم
3379 - وعن جابر و أبي طلحة رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته
وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرىء ينصر مسلما
في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه
نصرته
رواه أبو داود
3380 - وروي عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال أمر بعبد من عباد الله يضرب في قبره مائة جلدة فلم
يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال
علام جلدتموني قال إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ
3381 - وعن محمد بن يحيى بن حمزة قال كتب إلي المهدي
أمير المؤمنين وأمرني أن أصلب في الحكم وقال في كتابه حدثني أبي عن أبيه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تبارك وتعالى
وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره
فلم يفعل
رواه أبو الشيخ أيضا فيه من رواية أحمد بن محمد بن يحيى
وفيه نظر
عن أبيه وجد المهدي هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
وروايته عن ابن عباس مرسلة والله أعلم
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت
إن كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره
رواه البخاري ورواه مسلم في حديث عن جابر عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه
له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره
3383 - وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حمى مؤمنا من منافق أراه قال بعث الله
ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم الحديث
رواه أبو داود ويأتي بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى
6 - الترغيب في كلمات يقولهن من خاف ظالما
3384 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل اللهم رب السموات السبع ورب
العرش العظيم كن لي جارا من شر فلان بن فلان يعني الذي يريده وشر الجن والإنس
وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا جناد بن سلم وقد
وثق ورواه الأصبهاني وغيره موقوفا على عبد الله لم يرفعوه
3385 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت سلطانا
مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل الله أكبر
الله أعز من خلقه جميعا
الله أعز مما أخاف وأحذر
أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات أن يقعن
على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس
اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك
ولا إله غيرك ثلاث مرات
رواه ابن أبي شيبة موقوفا وهذا لفظه وهو أتم ورواه
الطبراني وليس عنده ثلاث مرات ورجاله محتج بهم في الصحيح
وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد رضي الله عنه قال من
خاف من أمير ظلما فقال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم
نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه
رواه ابن أبي شيبة موقوفا عليه وهو تابعي ثقة
الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظلمة والترهيب من
الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم
3387 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن وما
ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا
رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح
3388 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن
3389 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة
السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم
وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم
بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي
يا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة
والصلاة قربان أو قال برهان
يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع
نفسه فموبقها
رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما محتج بهم في
الصحيح
ورواه ابن حبان في صحيحه إلا أنه قال
ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم
بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على
ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض الحديث
ورواه الترمذي والنسائي من حديث كعب بن عجرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من
بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا
يرد علي الحوض ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم
فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض الحديث
واللفظ للترمذي
3390 - وفي رواية له أيضا عن كعب بن عجرة قال خرج إلينا
رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر
من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم
وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم
يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض
قال الترمذي حديث غريب صحيح
3391 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره
إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ألا إنها ستكون بعدي أمراء
يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالاهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم
بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
حديث رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم وبقيته ثقات محتج
بهم في الصحيح
3392 - وعن عبد الله بن خباب عن أبيه رضي الله عنهما قال
كنا قعودا على باب النبي صلى الله عليه و سلم فخرج علينا فقال اسمعوا قلنا قد
سمعنا قال اسمعوا قلنا قد
سمعنا قال إنه سيكون بعدي أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا
تعينوهم على ظلمهم فإن من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له
3393 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن
دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم
ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه
رواه أحمد واللفظ له وأبو يعلى ومن طريق ابن حبان في
صحيحه إلا أنهما قالا فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء
3394 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن ناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرؤون القرآن يقولون نأتي
الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا
الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا
قال ابن الصباح كأنه يعني الخطايا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
3395 - وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا لأهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما فقلت يا رسول
الله أنا من أهل البيت قال نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والمراد بالسدة هنا
باب السلطان ونحوه ويأتي في باب الفقر ما يدل له
3396 - وعن علقمة بن أبي وقاص الليثي رضي الله عنه أنه
مر برجل من أهل المدينة له شرف وهو جالس بسوق المدينة فقال علقمة يا فلان إن لك
حرمة وإن لك حقا وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فتتكلم عندهم وإني سمعت بلال
بن الحارث رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما
بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط
الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم
القيامة
قال علقمة انظر ويحك ماذا تقول وما تكلم به فرب كلام قد
منعنيه ما سمعت من بلال بن الحارث
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه وروى الترمذي والحاكم
المرفوع منه وصححاه
ورواه الأصفهاني إلا أنه قال عن بلال بن الحارث أنه قال
لبنيه إذا حضرتم عند ذي سلطان فأحسنوا المحضر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول فذكره
الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته والشفاعة المانعة من
حد من حدود الله وغير ذلك
3397 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز و جل فقد ضاد
الله عز و جل ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في
مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال
رواه أبو داود واللفظ له والطبراني بإسناد جيد نحوه وزاد
في آخره وليس بخارج ورواه الحاكم مطولا ومختصرا وقال في كل منها صحيح الإسناد
ولفظ المختصر قال من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط
الله حتى ينزع
وفي رواية لأبي داود ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء
بغضب من الله
الردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة وتحريكها أيضا
وبالغين المعجمة هي الوحل وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة هي
عصارة أهل النار أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم وغيره
3398 - وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي
الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعين قومه على غير الحق
كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وعبد الرحمن لم يسمع
من أبيه
قال الحافظ ومعنى الحديث أنه قد وقع في الإثم وهلك
كالبعير إذا تردى في بئر فصار ينزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص
3399 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله لم يزل في غضب الله حتى
ينزع وأيما رجل شد غضبا على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه وحرص على
سخطه وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة
وهو منها بريء سبه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار
حتى يأتي بنفاذ ما قال
رواه الطبراني ولا يحضرني الآن حال إسناده
وروى بعضه بإسناد جيد قال من ذكر امرأ بشيء ليس فيه
ليعيبه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه
3400 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه ومن
أعان على خصومة لا يعلم أحق أو باطل فهو في سخط الله حتى ينزع ومن مشى مع قوم يرى أنه
شاهد وليس بشاهد فهو كشاهد زور ومن تحلم كاذبا كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة وسباب
المسلم فسوق وقتاله كفر
رواه الطبراني من رواية رجاء بن صبيح السقطي
3401 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا برىء من ذمة الله وذمة
رسوله
رواه الطبراني والأصبهاني
3402 - وروي عن أوس بن شرحبيل أحد بني أشجع رضي الله عنه
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه
ظالم فقد خرج من الإسلام
رواه الطبراني في الكبير وهو حديث غريب
9 - ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز
و جل
3403 - عن رجل من أهل المدينة قال كتب معاوية إلى عائشة
رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي فكتبت عائشة إلى معاوية
سلام عليك أما بعد
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من التمس رضا
الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله
إلى الناس والسلام عليك
رواه الترمذي ولم يسم الرجل ثم روى بإسناده عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية قال فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعوه
وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس
بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
3404 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه
في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى
يزينه ويزين قوله عمله في عينه
رواه الطبراني بإسناد جيد قوي
3405 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله
رواه الحاكم وقال تفرد به علاق بن أبي مسلم عن جابر
والرواة إليه كلهم ثقات
3406 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده له ذاما
رواه البزار وابن حبان في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضا الناس وكله
الله إلى الناس
ورواه البيهقي بنحوه في كتاب الزهد الكبير
وفي رواية له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أراد
سخط الله ورضا الناس عاد حامده من الناس ذاما
3407 - وروي عن عبد الله بن عصمة بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من تحبب إلى الناس بما يحبونه وبارز الله تعالى لقي الله
تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان
رواه الطبراني
الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى من الرعية
والأولاد والعبيد وغيرهم ورحمتهم والرفق بهم والترهيب من ضد ذلك ومن تعذيب العبد
والدابة وغيرهما بغير سبب شرعي وما جاء في النهي عن وسم الدواب في وجوهها
3408 - عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من لا يرحم الناس لا يC
رواه البخاري ومسلم والترمذي ورواه أحمد وزاد ومن لا
يغفر لا يغفر له وهو في المسند أيضا من حديث أبي سعيد بإسناد صحيح
3409 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول لن تؤمنوا حتى تراحموا
قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم
صاحبه ولكنها رحمة العامة
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
3410 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من لم يرحم الناس لم يC
رواه الطبراني بإسناد حسن
3411 - وعن جرير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء
رواه الطبراني بإسناد جيد قوي
3412 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء
رواه أبو داود والترمذي بزيادة وقال حديث حسن صحيح
3413 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على
ما فعلوا وهم يعلمون
رواه أحمد بإسناد جيد
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر
رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه وقد روي هذا
اللفظ من حديث جماعة من الصحابة وتقدم بعض ذلك في إكرام العلماء
3415 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قام رسول
الله صلى الله عليه و سلم على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتي الباب فقال هل في
البيت إلا قرشي فقالوا لا إلا ابن أخت لنا قال ابن أخت القوم منهم ثم قال إن هذا الأمر
في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا أقسموا أقسطوا ومن لم يفعل
ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواته ثقات
3416 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا في بيت فيه
نفر من المهاجرين والأنصار فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل كل رجل
يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه فقال الأئمة من قريش ولي
عليكم حق عظيم ولهم ذلك ما فعلوا ثلاثا إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا
عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن واللفظ له وأحمد
بإسناد جيد وتقدم بلفظه وأبو يعلى ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا من حديث أبي هريرة
وتقدم حديث بنحوه لأبي برزة وحديث لأبي موسى في العدل والجور
3417 - وعن نصيح العنسي عن ركب المصري رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من
غير مسألة وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذلة والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة
الحديث
رواه الطبراني ورواته إلى نصيح ثقات
3418 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت الصادق
المصدوق صاحب هذه
الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول لا تنزع
الرحمة إلا من شقي
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن حبان في صحيحه
وقال الترمذي حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح
3419 - وعنه رضي الله عنه قال قبل رسول الله صلى الله
عليه و سلم الحسن أو الحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي
فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
3420 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك
رواه البخاري ومسلم
3421 - وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلا
قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال إن رحمتها رحمك الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد والأصبهاني
ولفظه قال يا رسول الله إني آخذ شاة وأريد أن أذبحها
فأرحمها قال والشاة إن رحمتها رحمك الله
3422 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة
وهو يحد شفرته فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتريد أن تميتها موتتين هلا أحددت
شفرتك قبل أن تضجعها
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم واللفظ له وقال
صحيح على شرط البخاري
3423 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأل الله
عنها يوم القيامة
قيل يا رسول الله وما حقها قال حقها أن تذبحها فتأكلها
ولا تقطع رأسها فترمي به
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
وعن الشريد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلانا
قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
3425 - وعن الوضين بن عطاء قال إن جزارا فتح بابا على
شاة ليذبحها فانفلتت منه حتى جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأتبعها فأخذ
يسحبها برجلها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم اصبري لأمر الله وأنت يا جزار
فسقها سوقا رفيقا
رواه عبد الرزاق في كتابه عن محمد بن راشد عنه وهو معضل
3426 - وعن ابن سيرين أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يسحب
شاة برجلها ليذبحها فقال له ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا
رواه عبد الرزاق أيضا موقوفا
3427 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر بفتيان من
قريش قد نصبوا طيرا أو دجاجة يترامونها وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم
فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول
الله صلى الله عليه و سلم لعن من اتخد شيئا فيه الروح غرضا
رواه البخاري ومسلم
الغرض بفتح الغين المعجمة والراء هو ما ينصبه الرماة
يقصدون إصابته من قرطاس وغيره
3428 - وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها
فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال من فجع هذه بولديها ردوا
ولديها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال من حرق هذه قلنا نحن قال إنه لا ينبغي
أن يعذب بالنار إلا رب النار
رواه أبو داود
قرية النمل هي موضع النمل مع النمل
وروى أحمد أيضا في حديث طويل عن يحيى بن مرة قال فيه
وكنت معه يعني مع النبي صلى الله عليه و سلم جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخب حتى ضرب
بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل إن له لشأنا قال فخرجت
ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا فقال وما
شأنه لا أدري والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا
البارحة أن ننحره ونقسم لحمه
قال فلا تفعل هبه لي أو بعنيه قال بل هو لك يا رسول الله
قال فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به وإسناده جيد
وفي رواية له نحوه إلا أنه قال فيه إنه قال لصاحب البعير
ما لبعيرك يشكوك زعم أنك سنأته حتى كبر تريد أن تنحره قال صدقت والذي بعثك بالحق
لا أفعل
وفي أخرى له أيضا قال يعلى بن مرة بينا نحن نسير معه يعني
مع النبي صلى الله عليه و سلم إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع
جرانه فوقف عليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال أين صاحب هذا البعير فجاء فقال بعنيه
قال لا بل أهبه لك وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره فقال
أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه الحديث
3431 - وروى ابن ماجه عن تميم الداري رضي الله عنه قال
كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أقبل بعير يعدو حتى وقف على هامة
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم أيها
البعير اسكن فإن تك صادقا فلك صدقك وإن تك كاذبا فعليك
كذبك مع أن الله تعالى قد أمن عائذنا وليس بخائب لائذنا فقلنا يا رسول الله ما
يقول هذا البعير فقال هذا بعير قد هم أهله بنحره وأكل لحمه فهرب منهم واستغاث
بنبيكم صلى الله عليه و سلم فبينا نحن كذلك إذ أقبل أصحابه يتعادون فلما نظر إليهم
البعير عاد إلى هامة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلاذ بها فقالوا يا رسول الله
هذا بعيرنا هرب منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك فقال صلى الله عليه و سلم أما
إنه يشكو إلي فبئست الشكاية فقالوا يا رسول الله ما يقول قال يقول إنه ربي في
أمنكم أحوالا وكنتم تحملون عليه في الصيف إلى موضع الكلإ فإذا كان الشتاء رحلتم
إلى موضع الدفاء فلما كبر استفحلتموه فرزقكم الله منه إبلا سائمة فلما أدركته هذه
السنة الخصبة هممتم بنحره وأكل لحمه فقالوا قد والله كان ذلك يا رسول الله فقال
عليه الصلاة و السلام ما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه فقالوا يا رسول الله
فإنا لا نبيعه ولا ننحره فقال عليه الصلاة و السلام كذبتم قد استغاث بكم فلم
تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم فإن الله نزع الرحمة من قلوب المنافقين وأسكنها في
قلوب المؤمنين فاشتراه عليه الصلاة و السلام منهم بمائة درهم وقال يا أيها البعير
انطلق فأنت حر لوجه الله تعالى فرغى على هامة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
عليه الصلاة و السلام آمين ثم دعا فقال آمين ثم دعا فقال آمين ثم دعا الرابعة فبكى
عليه الصلاة و السلام فقلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير قال قال جزاك الله
أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرا فقلت آمين ثم قال سكن الله رعب أمتك يوم
القيامة كما سكنت رعبي فقلت آمين ثم قال حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت
دمي فقلت آمين ثم قال لا جعل الله بأسها بينها فبكيت فإن هذه الخصال سألت ربي
فأعطانيها ومنعني هذه وأخبرني جبريل عن الله تعالى أن فناء أمتي بالسيف جرى القلم
بما هو كائن
الهدف بفتح الهاء والدال المهملة بعدهما فاء هو ما ارتفع
على وجه الأرض من بناء ونحوه
والحائش بالحاء المهملة وبالشين المعجمة ممدودا هو جماعة
النخل ولا واحد له من لفظه
والحائط هو البستان
وذفرا البعير بكسر الذال المعجمة مقصور هي الموضع الذي
يعرق في قفا البعير عند أذنه وهما ذفريان
وقوله تدئبه بضم التاء ودال مهملة ساكنة بعدها همزة
مكسورة وباء موحدة أي تتعبه بكثرة العمل
وجران البعير بكسر الجيم مقدم عنقه من مذبحه إلى نحره
قاله ابن فارس
يسنى عليه بالسين المهملة والنون أي يسقى عليه
3432 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من
خشاش الأرض
وفي رواية عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت لا هي
أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
رواه البخاري وغيره ورواه أحمد من حديث جابر فزاد في
آخره فوجبت لها النار بذلك
خشاش الأرض مثلثة الخاء المعجمة وبشينين معجمتين هو
حشرات الأرض والعصافير ونحوها
3433 - وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال مر رسول
الله صلى الله عليه و سلم ببعير قد لصق ظهره ببطنه فقال اتقوا الله في هذه البهائم
المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال قد لحق
ظهره
3434 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار
فرأيت أكثر أهلها النساء ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة من حمير طوالة ربطت هرة
لها لم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض فهي تنهش قبلها ودبرها ورأيت
فيها أخا بني دعدع الذي كان يسرق الحاج بمحجنه فإذا فطن له قال إنما تعلق بمحجني
والذي سرق بدنتي رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه ابن حبان في صحيحه
وفي رواية له ذكر فيها الكسوف قال وعرضت علي النار فلولا
أني دفعتها عنكم لغشيتكم ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب
في هرة لها أوثقتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض ولم تطعمها حتى ماتت فهي إذا
أقبلت تنهشها وإذا أدبرت تنهشها الحديث
المحجن بكسر الميم وسكون الحاء المهملة بعدهما جيم
مفتوحة هي عصا محنية الرأس
3435 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه و سلم صلى صلاة الكسوف فقال دنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم
فإذا امرأة حسبت أنه قال تخدشها هرة قال ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا
رواه البخاري
3436 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال دنا رجل إلى بئر فنزل فشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه
فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له فأدخله الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مالك والبخاري ومسلم وأبو
داود أطول من هذا
وتقدم في إطعام الطعام
3437 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله
صلى الله عليه و سلم عن التحريش بين البهائم
رواه أبو داود والترمذي متصلا ومرسلا عن مجاهد وقال في
المرسل هو أصح
3438 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال كنت أضرب
غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب فلما
دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود أن
الله عز و جل أقدر عليك منك على هذا الغلام فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا
وفي رواية فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى فقال
أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
وعن زاذان وهو الكندي مولاهم الكوفي قال أتيت ابن عمر
وقد أعتق مملوكا له فأخذ من الأرض عودا أو شيئا فقال ما لي فيه من الأجر ما يساوي
هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لطم مملوكا له أو ضربه فكفارته أن
يعتقه
رواه أبو داود واللفظ له ورواه مسلم ولفظه قال من ضرب
غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه
3440 - وعن معاوية بن سويد بن مقرن قال لطمت مولى لنا
فدعاه أبي ودعاني فقال اقتص منه فإنا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى
الله عليه و سلم وليس لنا إلا خادم فلطمها رجل منا فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أعتقوها
قالوا إنه ليس لنا خادم غيرها قال فلتخدمهم حتى يستغنوا
فإذا استغنوا فليعتقوها
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي
3441 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه و سلم من ضرب مملوكه ظلما أقيد منه يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات
3442 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال أبو القاسم
صلى الله عليه و سلم نبي التوبة من قذف مملوكه بريئا مما قال أقيم عليه الحد يوم
القيامة إلا أن يكون كما قال
رواه البخاري ومسلم والترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح
3443 - وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم
رواه أحمد وأبو داود عن بعض بني رافع بن مكيث ولم يسمعه
عنه ورواه أبو داود أيضا عن الحارث بن رافع بن مكيث عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم مرسلا
3444 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة
سيىء الملكة
قالوا يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر
الأمم مملوكين ويتامى
قال نعم فأكرموهم ككرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون
قالوا فما ينفعنا من الدنيا قال فرس تربطه تقاتل عليه في
سبيل الله مملوكك يكفيك فإذا صلى فهو أحق
رواه أحمد وابن ماجه والترمذي مقتصرا على قوله لا يدخل
الجنة سيىء الملكة
وقال حديث حسن غريب وقد تكلم أيوب السختياني في فرقد
السبخي من قبل حفظه ورواه أبو يعلى والأصبهاني أيضا مختصرا وقال قال أهل اللغة
سيىء الملكة إذا كان سيىء الصنيعة إلى مماليكه
3445 - وعن المعرور بن سويد رضي الله عنه قال رأيت أبا
ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله
قال فقال القوم يا أبا ذر لو كنت أخذت الذي على غلامك
فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا غيره قال فقال أبو ذر إني كنت ساببت
رجلا وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية فقال إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم
فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
رواه أبو داود واللفظ له وهو في البخاري ومسلم والترمذي
بمعناه إلا أنهم قالوا فيه هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه
تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه
ما يغلبه فليعنه عليه
واللفظ للبخاري
3446 - وفي رواية للترمذي قال إخوانكم جعلهم الله فتية
تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما
يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه
وفي رواية لأبي داود عنه قال دخلنا على أبي ذر بالربذة
فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو أخذت برد غلامك إلى بردك فكانت
حلة وكسوته ثوبا غيره قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إخوانكم جعلهم
الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يكتسي ولا
يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه
3448 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ومن لم يلائمكم منهم
فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
قال الحافظ الرجل الذي عيره أبو ذر هو بلال بن رباح مؤذن
رسول الله صلى الله عليه و سلم
3449 - وعن زيد بن حارثة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال في حجة الوداع أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما
تلبسون فإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم
رواه أحمد والطبراني من رواية عاصم بن عبيد الله وقد
مشاه بعضهم وصحح له الترمذي والحاكم ولا يضر في المتابعات
3450 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم في العبيد إن أحسنوا فاقبلوا وإن أساؤوا فاعفوا وإن غلبوكم
فبيعوا
رواه البزار وفيه عاصم أيضا
3451 - وروي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الغنم بركة على أهلها والإبل عز لأهلها والخيل معقود في
نواصيها الخير والعبد أخوك فأحسن إليه وإن رأيته مغلوبا فأعنه
رواه الأصبهاني
3452 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال للمملوك طعامه وشرابه وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق فإن
كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا عباد الله خلقا أمثالكم
رواه ابن حبان في صحيحه وهو في مسلم باختصار
3453 - وعن عمرو بن حريث رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما خففت على خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه
قال الحافظ وعمرو بن حريث قال ابن معين لم ير النبي صلى
الله عليه و سلم والذي عليه الجمهور أن له صحبة وقيل قبض النبي صلى الله عليه و
سلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة
وروى عن أبي بكر وابن مسعود وغيرهم من الصحابة
3454 - وعن علي رضي الله عنه قال كان آخر كلام النبي صلى
الله عليه و سلم الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم
رواه أبو داود وابن ماجه إلا أنه قال الصلاة وما ملكت
أيمانكم
3455 - وروى ابن ماجه وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها
قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه الصلاة وما
ملكت أيمانكم فما زال يقولها حتى ما يفيض لسانه
3456 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وجاءه قهرمان
له فقال له أعطيت الرقيق قوتهم قال لا قال فانطلق فأعطهم قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوتهم
رواه مسلم
3457 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال عهدي بنبيكم
صلى الله عليه و سلم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول لم يكن نبي إلا وله خليل من
أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا ألا وإن الأمم من
قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وإني أنهاكم عن ذلك اللهم هل بلغت ثلاث
مرات ثم قال اللهم اشهد ثلاث مرات وأغمي عليه هنيهة ثم قال الله الله فيما ملكت
أيمانكم أشبعوا بطونهم واكسوا ظهورهم وألينوا القول لهم
رواه الطبراني من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد
وقد وثقا ولا بأس بهما في المتابعات
3458 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كم أعفو عن الخادم قال كل يوم
سبعين مرة
رواه أبو داود والترمذي
وقال حديث حسن غريب وفي بعض النسخ حسن صحيح وروى أبو
يعلى بإسناد جيد عنه وهو رواية للترمذي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم
فقال إن خادمي يسيء ويظلم أفأضربه قال تعفو عنه كل يوم سبعين مرة
قال الحافظ كذا وقع في سماعنا عبد الله بن عمر وفي بعض
نسخ أبي داود عبد الله بن عمرو وقد أخرجه البخاري في تاريخه من حديث عباس بن جليد
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديثه أيضا عن عبد الله بن عمر وقال الترمذي روى
بعضهم هذا الحديث بهذا الإسناد وقال عن عبد الله بن عمرو وذكر الأمير أبو نصر أن
عباس بن جليد يروي عنهما كما ذكره البخاري ولم يذكر ابن يونس في تاريخ مصر ولا ابن
أبي حاتم روايته عن عبد الله بن عمرو بن العاص والله أعلم
3459 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاء رجل فقعد بين
يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني
ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا
كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا
لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل فتنحى الرجل
وجعل يهتف ويبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما تقرأ قول الله ونضع
الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا
بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 74
فقال الرجل يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء خيرا من
مفارقتهم أشهدك أنهم كلهم أحرار
رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث
عبد الرحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث
قال الحافظ عبد الرحمن هذا ثقة احتج به البخاري وبقية
رجال أحمد وثقهم البخاري ومسلم والله أعلم
3460 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة
رواه البزار والطبراني بإسناد حسن
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضب في وجهه
وخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت ألا أراك تلعبين بهذه
البهمة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فقالت لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك
رواه أحمد بأسانيد أحدها جيد واللفظ له ورواه الطبراني
بنحوه
3462 - وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه مر
بالشام على أناس من الأنباط وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال ما هذا
قيل يعذبون في الخراج
وفي رواية حبسوا في الجزية فقال هشام أشهد لسمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا فدخل على
الأمير فحدثه فأمر بهم فخلوا
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
الأنباط فلاحون من العجم ينزلون بالبطائح بين العراقين
3463 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته رفق بالضعيف وشفقة
على الوالدين وإحسان إلى المملوك
رواه الترمذي وقال حديث غريب
فصل
3464 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه
رواه مسلم
وفي رواية له نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن
الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه
ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم لعن من يسم في الوجه
3465 - وعن جنادة بن جرادة أحد بني غيلان بن جنادة رضي
الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بإبل قد وسمتها في أنفها فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يا جنادة فما وجدت عضوا تسمه إلا في الوجه
أما إن أمامك القصاص
فقال أمرها إليك يا رسول الله الحديث رواه الطبراني
3466 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال مر حمار
برسول الله صلى الله عليه و سلم قد كوي في وجهه يفور منخراه من دم فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لعن الله من فعل هذا ثم نهى عن الكي في الوجه والضرب في الوجه
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي مختصرا وصححه
والأحاديث في النهي عن الكي في الوجه كثيرة
11 - ترغيب الإمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير
صالح وبطانة حسنة
3467 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر
أعانه وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والنسائي ولفظه قالت
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا
صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه
3468 - وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا
كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف
وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من
عصم الله
رواه البخاري واللفظ له
ورواه النسائي عن أبي هريرة وحده ولفظه قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما من وال إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن
المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقد وقي وهو إلى من يغلب عليه منهما
3469 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة إلا له
بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي
شرها فقد وقي
رواه البخاري
12 - الترهيب من شهادة الزور
3470 - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال ألا إنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق
الوالدين وشهادة الزور ألا وشهادة الزور وقول الزور وكان متكئا فجلس فما زال
يكررها حتى قلنا ليته سكت
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3471 - وعن أنس رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله
عليه و سلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس
وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قول الزور أو قال شهادة
الزور
رواه البخاري ومسلم
3472 - وعن خريم بن فاتك رضي الله عنه قال صلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال عدت شهادة الزور
والإشراك بالله ثلاث مرات ثم قرأ
فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنب قول الزور حنفاء لله
غير مشركين به الحج 0313
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه ورواه
الطبراني في الكبير موقوفا على ابن مسعود بإسناد حسن
3473 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من
النار
رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن ثانيه لم يسم
3474 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني
في الأوسط ولفظه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الطير لتضرب بمناقيرها
وتحرك أذنابها من هول يوم القيامة وما يتكلم به شاهد الزور ولا تفارق قدماه على الأرض
حتى يقذف به في النار
3475 - وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من كتم شهادة إذا دعي إليها كان كمن شهد بالزور
حديث غريب رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية عبد
الله بن صالح كاتب الليث وقد احتج به البخاري
كتاب الحدود وغيرها الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما
3476 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع
فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي ولفظه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال من رأى منكم منكرا فغيره بيده فقد برىء ومن لم يستطع
أن يغيره بيده فغيره بلسانه فقد برىء ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه
فقد برىء وذلك أضعف الإيمان
3477 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره
وعلى أثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله
فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
رواه البخاري ومسلم
3478 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم فقال رجل من القوم هذا من
أشد ما أنبأتنا به
قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحملك عن الضعيف
صلاة وإنحاؤك القذى عن الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن أناسا قالوا يا رسول الله
ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم
قال أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن بكل تسبيحة صدقة وبكل تكبيرة صدقة وبكل
تحميدة صدقة وبكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة
رواه مسلم وغيره
3480 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال فضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أمير جائر
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه كلهم عن
عطية العوفي عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب
3481 - وعن أبي عبد الله طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أن
رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم وقد وضع رجله في الغرز أي الجهاد أفضل قال
كلمة حق عند سلطان جائر
رواه النسائي بإسناد صحيح
الغرز بفتح الغين المعجمة وسكون الراء بعدهما زاي هو
ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب وقيل لا يختص بهما
3483 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد
3483 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد
ييييييييييييييييييييييييييييييييج66666666💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥666666...................
كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمدوعن
النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل القائم في
حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم
أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا
خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن
أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا
رواه البخاري والترمذي
3485 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون
وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا
يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن
ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
رواه مسلم
الحواري هو الناصر للرجل والمختص به والمعين والمصافي
3486 - وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه و سلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب
فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بين أصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت
يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
رواه البخاري ومسلم
3487 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله
إن الله أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم فقال يا عائشة إن
الله عز و جل إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصيرون معهم ثم يبعثون
على نياتهم
رواه ابن حبان في صحيحه
3488 - وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله يبعث
عليكم عذابا منه ثم تدعونه فلا
يستجيب لكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3489 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يحقرن أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه
قال يرى أن عليه مقالا ثم لا يقول فيه فيقول الله عز و جل يوم القيامة ما منعك أن
تقول في كذا وكذا فيقول خشية الناس فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
3490 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
رواه مسلم وغيره
3491 - وعن جرير رضي الله عنه قال بايعت النبي صلى الله
عليه و سلم على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم
رواه البخاري ومسلم
وتقدم حديث تميم الداري عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الدين النصيحة
قاله له ثلاثا
قال قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة
المسلمين وعامتهم
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
3492 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى
الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع به فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو
على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب
بعضهم ببعض ثم قال لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا
يفعلون * ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم إلى قوله
فاسقون المائدة 87 18
ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر
ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق
أطرا
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن غريب
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم
علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم
ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فجلس رسول الله
صلى الله عليه و سلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق
أطرا
قال الحافظ رويناه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن
مسعود ولم يسمع من أبيه وقيل سمع ورواه ابن ماجه عن أبي عبدة مرسلا
تأطروهم أي تعطفوهم وتقهروهم وتلزموهم باتباع الحق
3493 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون
على أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا
رواه أبو داود عن أبي إسحاق قال أظنه عن ابن جرير عن
جرير ولم يسم ابنه ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والأصبهاني وغيرهم عن أبي
إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه
3494 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال يا أيها الناس
إنكم تقرؤون هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا
اهتديتم المائدة 501
وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الناس
إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه
والنسائي وابن حبان في صحيحه
ولفظ النسائي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب
وفي رواية لأبي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك
أن يعمهم الله منه بعقاب
3495 - وعن أبي كثير السحيمي عن أبيه قال سألت أبا ذر
قلت دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة قال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال تؤمن بالله واليوم الآخر
قلت يا رسول الله إن مع الإيمان عملا قال يرضخ مما رزقه
الله
قلت يا رسول الله أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به
قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
قال قلت يا رسول الله أرأيت إن كان عييا لا يستطيع أن
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال يصنع لأخرق قلت أرأيت إن كان أخرق أن يصنع شيئا
قال يعين مغلوبا
قلت أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مغلوبا قال ما
تريد أن يكون في صاحبك من خير يمسك عن أذى الناس فقلت يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل
الجنة قال ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له ورواته ثقات وابن
حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3496 - وروي عن ذرة بنت أبي لهب رضي الله عنه قالت قلت
يا رسول الله من خير الناس قال أتقاهم للرب عز و جل وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف
وأنهاهم عن المنكر
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي في الزهد الكبير
وغيره
3497 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن
تدعوا الله فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا ولا
يقرب أجلا وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء
رواه الأصبهاني
3498 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال لا تزال لا إله إلا الله تنفع من قالها وترد عنهم العذاب
والنقمة ما لم يستخفوا بحقها
قالوا
يا رسول الله وما الاستخفاف بحقها 0 قال يظهر العمل
بمعاصي الله فلا ينكر ولا يغير
رواه الأصبهاني أيضا
3499 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها
نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض
مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا
لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه
رواه مسلم وغيره
قوله مجخيا هو بميم مضمومة ثم جيم مفتوحة ثم خاء معجمة
مكسورة يعني مائلا وفسره بعض الرواة بأنه المنكوس
ومعنى الحديث أن القلب إذا افتتن وخرجت منه حرمة المعاصي
والمنكرات خرج منه نور الإيمان كما يخرج الماء من الكوز إذا مال أو انتكس
3500 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3501 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى
الله عليه و سلم بخصال من الخير أوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن
أقول الحق وإن كان مرا
مختصرا رواه ابن حبان في صحيحه ويأتي بتمامه
3502 - وعن عرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها وكرهها
وفي رواية فأنكرها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان
كمن شهدها
رواه أبو داود من رواية مغيرة بن زياد الموصلي
3503 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الإسلام أن تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
وتصوم رمضان وتحج والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر وتسليمك على أهلك فمن انتقص شيئا منهن فهو سهم
من الإسلام يدعه ومن تركهن فقد ولى الإسلام ظهره
رواه الحاكم
وتقدم حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه و سلم الإسلام
ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والصوم سهم وحج البيت سهم والأمر
بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له
رواه البزار
3504 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي النبي صلى
الله عليه و سلم فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء فتوضأ وما كلم أحدا فلصقت بالحجرة
أستمع ما يقول فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس إن الله
يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم وتسألوني فلا
أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم فما زاد عليهن حتى نزل
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عاصم
بن عمر بن عثمان عن عروة عنهما
3505 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن
المنكر
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه
3506 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نسمع أن
الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة وهو لا يعرفه فيقول له ما لك إلي وما بيني وبينك
معرفة فيقول كنت تراني على الخطإ وعلى المنكر ولا تنهاني
ذكره رزين ولم أره
الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله
فعله
3507 - عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق
أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في
الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم
تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن
المنكر وآتيه
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم قال قيل لأسامة بن زيد لو أتيت عثمان
فكلمته فقال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم وإني أكلمه في السر دون أن أفتح
بابا لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء
سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وما هو قال سمعته يقول يجاء بالرجل
يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل
النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول
كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه
الأقتاب الأمعاء واحدها قتب بكسر القاف وسكون التاء
تندلق أي تخرج
3508 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من النار فقلت
من هؤلاء يا جبريل قال الخطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم
وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن حبان في صحيحه
واللفظ له والبيهقي
3509 - وفي رواية لابن أبي الدنيا مررت ليلة أسري بي على
قوم يقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت عادت فقلت يا جبريل من هؤلاء قال خطباء
من أمتك يقولون ما لا يفعلون
3510 - وفي رواية للبيهقي قال أتيت ليلة أسري بي على قوم
تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء أمتك الذين يقولون
ما لا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به
3511 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من عبد يخطب خطبة
إلا الله سائله عنها يوم القيامة ما أردت بها قال فكان
مالك يعني ابن دينار إذا حدث بهذا بكى ثم يقول أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم
وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة
قال ما أردت به فأقول أنت الشهيد على قلبي لو لم أعلم
أنه أحب إليك لم أقرأ على اثنين أبدا
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا بإسناد جيد
3512 - وروي عن الوليد بن عقبة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ناسا من أهل الجنة ينطلقون إلى أناس من أهل
النار فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون
إنا كنا نقول ولا نفعل
رواه الطبراني في الكبير
3513 - وعن أبي تميمة عن جندب بن عبد الله الأزدي صاحب
رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه الحديث
رواه الطبراني وإسناده حسن إن شاء الله ورواه البزار من حديث أبي برزة إلا أنه قال
مثل الفتيلة
3514 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم باللسان
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورواته محتج بهم في
الصحيح
3515 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواء ويكون
لسانه مع قلبه سواء ولا يخالف قوله عمله ويأمن جاره بوائقه
رواه الأصبهاني بإسناد فيه نظر
3516 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا
أما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن
أتخوف عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث وهو
الأعور عن علي والحارث هذا واه وقد رضيه غير واحد
3517 - وعن الأغر أبي مالك قال لما أراد أبو بكر أن
يستخلف عمر بعث إليه فدعاه فأتاه فقال إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله
يا عمر بطاعته وأطعه بتقواه فإن التقي آمن محفوظ ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا
من عمل به فمن أمر بالحق
وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع
أمنيته وأن يحبط عمله فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تجف يدك من دمائهم
وأن تضمر بطنك من أموالهم وأن تجف لسانك عن أعراضهم فافعل ولا قوة إلا بالله
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن فيه انقطاعا
3518 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه
رواه ابن حبان في صحيحه
الترغيب في ستر المسلم والترهيب من هتكه وتتبع عورته
3519 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان
العبد في عون أخيه
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي وحسنه والنسائي
وابن ماجه
3520 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة
أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم
القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن صحيح
غريب من حديث ابن عمر
3521 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة
رواه مسلم
3522 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرى
مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه إلا أدخله الله بها
الجنة
رواه الطبراني في الأوسط والصغير
3523 - وعن دخير أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر قال قلت
لعقبة بن عامر إن لنا جيرانا يشربون الخمر وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم قال لا
تفعل وعظهم وهددهم قال إني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم فقال
عقبة ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ستر عورة فكأنما
استحيا موءودة في قبرها
رواه أبو داود والنسائي بذكر القصة وبدونها وابن حبان في
صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رجال أسانيدهم ثقات ولكن اختلف فيه على
إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن
الشرط بضم الشين المعجمة وفتح الراء هم أعوان الولاة
والظلمة والواحد منه شرطي بضم الشين وسكون الراء
3524 - وعن يزيد بن نعيم أن ماعزا أتى النبي صلى الله
عليه و سلم فأقر عنده أربع مرات فأمر برجمه وقال لهزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك
رواه أبو داود والنسائي
قال الحافظ ونعيم هو ابن هزال وقيل لا صحبة له وإنما
الصحبة لأبيه هزال
وسبب قول النبي صلى الله عليه و سلم لهزال لو سترته
بثوبك ما رواه أبو داود وغيره عن محمد بن المنكدر أن هزالا أمر ماعزا أن يأتي
النبي صلى الله عليه و سلم
وروى في موضع آخر عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه قال
كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي ائت رسول الله
صلى الله عليه و سلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك وذكر الحديث في قصة رجمه واسم
المرأة التي وقع عليها ماعز فاطمة وقيل غير ذلك وكانت أمة لهزال
3525 - وعن مكحول أن عقبة بن عامر رضي الله عنه أتى
مسلمة بن مخلد فكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال إني لم آتك زائرا
ولكن جئتك لحاجة أتذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من علم من أخيه سيئة
فسترها ستر الله عليه يوم القيامة قال نعم قال لهذا جئت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وعن رجاء بن حيوة قال سمعت مسلمة بن مخلد رضي الله عنه
يقول بينا أنا على مصر فأتى البواب فقال إن أعرابيا على الباب يستأذن فقلت من أنت
قال أنا جابر بن عبد الله قال فأشرفت عليه فقلت أنزل إليك أو تصعد قال لا تنزل ولا
أصعد حديث بلغني أنك ترويه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ستر المؤمن جئت
أسمعه
قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ستر على
مؤمن عورة فكأنما أحيا موءودة فضرب بعيره راجعا
رواه الطبراني في الأوسط من رواية أبي سنان القسملي
3527 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه
المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
3528 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال صعد رسول الله
صلى الله عليه و سلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض
الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه
المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ونظر ابن عمر إلى
الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال فيه يا
معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا
تطلبوا عثراتهم الحديث
3529 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا
المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله
عورته يفضحه في بيته
رواه أبو داود عن سعيد بن عبد الله بن جريج عنه
ورواه أبو يعلى بإسناد حسن من حديث البراء
3530 - وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
وعن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير و كثير بن مرة و عمرو
بن الأسود و المقدام بن معديكرب و أبي أمامة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم
رواه أبو داود من رواية إسماعيل بن عياش
قال الحافظ عبد العظيم جبير بن نفير أدرك النبي صلى الله
عليه و سلم وهو معدود في التابعين وكثير بن مرة نص الأئمة على أنه تابعي وذكره
عبدان في الصحابة وعمرو بن الأسود عنسي حمصي أدرك الجاهلية وروى عن عمر بن الخطاب ومعاذ
وابن مسعود وغيرهم
4 - الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم
3532 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول أنا آخذ بحجزكم أقول إياكم وجهنم إياكم والحدود إياكم
وجهنم إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود ثلاث مرات فإذا أنا مت تركتكم وأنا
فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح
الحديث رواه من رواية ليث بن أبي سليم
3533 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الله عز و جل يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه
رواه البخاري ومسلم
3534 - وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم أنه قال لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة
بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا
قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا لا نكون منهم
ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم
قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
3535 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم أنه قال الطابع معلقة بقائمة عرش الله عز و جل فإذا انتهكت الحرمة
وعمل بالمعاصي واجترىء على الله بعث الله
الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا
رواه البزار والبيهقي واللفظ له
3536 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله ضرب مثلا صراطا مستقيما على كنفي الصراط داران
لهما أبواب مفتحة على الأبواب ستور وداع يدعو فوقه والله يدعو إلى دار السلام
ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم يونس 52
والأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله فلا يقع أحد في
حدود الله حتى يكشف الستر والذي يدعو من فوقه واعظ ربه عز و جل
رواه الترمذي من رواية بقية عن بجير بن سعد وقال حديث
حسن غريب
كنفا الصراط بالنون جانباه
3537 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبتي الصراط سوران فيهما
أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعند رأس الصراط يقول استقيموا على الصراط
ولا تعوجوا وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك
لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام وأن الأبواب
المفتحة محارم الله وأن الستور المرخاة حدود الله والداعي على رأس الصراط هو
القرآن والداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن
ذكره رزين ولم أره في أصوله إنما رواه أحمد والبزار
مختصرا بغير هذا اللفظ بإسناد حسن
3538 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من يأخذ مني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن فقال
أبو هريرة قلت أنا يا رسول الله فأخذ بيدي وعد خمسا قال اتق المحارم تكن أعبد
الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس
ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث
جعفر بن سليمان والحسن لم يسمع من أبي هريرة ورواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما من
حديث واثلة عن أبي هريرة وتقدم في هذا الكتاب أحاديث كثيرة جدا في فضل التقوى
ويأتي أحاديث أخر والله أعلم
الترغيب في إقامة الحدود والترهيب من المداهنة فيها
3539 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لحد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحا
3540 - وفي رواية قال أبو هريرة رضي الله عنه إقامة حد
في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين ليلة
رواه النسائي هكذا مرفوعا وموقوفا وابن ماجه ولفظه قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا
أربعين صباحا
وابن ماجه في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا
3541 - وروى ابن ماجه أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة
في بلاد الله
3542 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة وحد يقام في الأرض بحقه
أزكى فيها من مطر أربعين عاما
رواه الطبراني بإسناد حسن وهو غريب بهذا اللفظ
3543 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله
لومة لائم
رواه ابن ماجه ورواته ثقات إلا أن ربيعة بن ناجد لم يرو
عنه إلا أبا صادق فيما أعلم
3544 - وعن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن
المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قالوا
من يجترىء عليه إلا أسامة بن زيد حب
رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه أسامة فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال
إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم
الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
3545 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهاموا
على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء
مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن
تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا
رواه البخاري واللفظ له والترمذي وغيره وتقدمت أحاديث في
الشفاعة المانعة من حد من حدود الله تعالى
الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل
ثمنها والتشديد في ذلك والترغيب في تركه والتوبة منه
3546 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو
مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وزاد
مسلم وفي رواية وأبو داود بعد قوله ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولكن
التوبة معروضة بعد
وفي رواية النسائي قال لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق
السارق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن وذكر رابعة فنسيتها فإذا فعل ذلك فقد خلع
ربقة الإسلام من عنقه فإن تاب تاب الله عليه
3548 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها
ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وزاد وآكل ثمنها
3550 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير
وثمنه
رواه أبو داود وغيره
3551 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا
أثمانها إن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه
رواه أبو داود
3552 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من باع الخمر فليشقص الخنازير
رواه أبو داود أيضا
قال الخطابي معنى هذا توكيد التحريم والتغليظ فيه
يقول من استحل بيع الخمر
فيستحل أكل الخنازير فإنهما في الحرمة والإثم سواء فإذا
كنت لا تستحل أكل لحم الخنزير فلا تستحل ثمن الخمر
انتهى
3553 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول أتاني جبريل فقال يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها
ومعتصرها وشاربها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها
رواه أحمد بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح الإسناد
3554 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحوا قد
مسخوا قردة وخنازير وليصيبهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني
فلان وخسف الليلة بدار فلان خواص ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم
لوط على قبائل فيها وعلى دور ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على
قبائل فيهاوعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا
وقطيعتهم الرحم وخصلة نسيها جعفر
رواه أحمد مختصرا وابن أبي الدنيا والبيهقي
3555 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء
قيل ما هن يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا
والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه
وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت
الخمور ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا
عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا
رواه الترمذي وقال حديث غريب
3556 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان
القميص من رأسه
رواه الحاكم
وتقدم في باب الحمام حديث ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يشرب الخمر
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب
عليها الخمر الحديث رواه الطبراني
3557 - وروي عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم أنه قال إياك والخمر فإنها تفرع الخطايا كما أن شجرها يفرع
الشجر
رواه ابن ماجه وليس في إسناده من ترك
3558 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو
يدمنها لم يشربها في الآخرة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي
ولفظه في إحدى رواياته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شرب الخمر في الدنيا
ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة
3559 - وفي رواية لمسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم
لم يتب منها حرمها في الآخرة
قال الخطابي ثم البغوي في شرح السنة وفي قوله حرمها في
الآخرة وعيد بأنه لا يدخل الجنة لأن شراب أهل الجنة خمر إلا أنهم لا يصدعون عنها
ولا ينزفون ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها
انتهى
3560 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ومن
مات مدمن الخمر سقاه الله جل وعلا من نهر الغوطة
قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المومسات يؤذي
أهل النار ريح فروجهم
رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه
في رواية لابن حبان
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة مدمن
خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم
المومسات هن الزانيات
3561 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة
ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال
اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ فيه إبراهيم بن خثيم بن عراك وهو متروك
3562 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يلج حائط القدس مدمن خمر ولا العاق ولا المنان عطاء
رواه أحمد من رواية علي بن زيد والبزار إلا أنه قال لا
يلج جنان الفردوس
3563 - وعن ابن المنكدر قال حدثت عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد
وثن
رواه أحمد هكذا ورجاله رجال الصحيح ورواه ابن حبان في
صحيحه عن سعيد بن جبير
3564 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من لقي الله مدمن خمر لقيه كعابد وثن
3565 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه كان يقول ما أبالي
شربت الخمر أو عبدت هذه السارية دون الله
رواه النسائي
3566 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق ولا منان
قال ابن عباس فشق ذلك علي لأن المؤمنين يصيبون ذنوبا حتى
وجدت ذلك في كتاب الله عز و جل في العاق فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض
وتقطعوا أرحامكم محمد 22 وفي المنان لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى البقرة 462 الآية
وفي الخمر إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان المائدة 90 الآية
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن عتاب بن بشير لا أراه
سمع من مجاهد
3567 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر
والعاق
والديوث الذي يقر في أهله الخبث
رواه أحمد واللفظ له والنسائي والبزار والحاكم وقال صحيح
الإسناد
3568 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان
بعمله ولا عاق ولا مدمن خمر
رواه الطبراني في الصغير
3569 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن
الخمر قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الذي لا يبالي
من دخل على أهله
قلنا فما الرجلة من النساء قال التي تشبه بالرجال
رواه الطبراني ورواته لا أعلم فيهم مجروحا وشواهده كثيرة
3570 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3571 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول الخمر جماع الإثم والنساء حبائل الشيطان وحب الدنيا رأس كل
خطيئة
ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله
3572 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي
صلى الله عليه و سلم أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وإن حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة
متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر
رواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن شهر بن حوشب عن أم
الدرداء عنه
وعن سالم بن عبد الله عن أبيه أن أبا بكر وعمر وناسا
جلسوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها
علم فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو أسأله فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر
فأتيتهم فأخبرتهم فأكثروا ذلك ووثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره فأخبرهم أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن
يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزني أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه فاختار الخمر وإنه
لما شرب الخمر لم يمتنع من شيء أرادوه منه وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفي مثانته منه شيء إلا حرمت
بها عليه الجنة فإن مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية
رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط
مسلم
3574 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول اجتنبوا أم الخبائث فإنه كان رجل ممن كان قبلكم
يتعبد ويعتزل الناس فعلقته امرأة فأرسلت إليه خادما إنا ندعوك لشهادة فدخل فطفقت
كلما يدخل بابا أغلقته دونه حتى إذا أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة وعندها غلام وباطية
فيها خمر فقالت إنا لم ندعك لشهادة ولكن دعوتك لقتل هذا الغلام أو تقع علي أو تشرب
كأسا من الخمر فإن أبيت صحت بك وفضحتك
قال فلما رأى أنه لا بد له من ذلك قال اسقيني كأسا من
الخمر فسقته كأسا من الخمر فقال زيديني فلم تزل حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا
الخمر فإنه والله لا يجتمع إيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا وليوشكن أحدهما
يخرج صاحبه
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي مرفوعا مثله
وموقوفا وذكر أنه المحفوظ
3575 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن آدم لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة أي رب أتجعل
فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون
البقرة 03 قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله لملائكته هلموا ملكين من
الملائكة فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت
قال فاهبطا إلى الأرض فتمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن
البشر فجاءاها فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك
قالا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت إليهما ومعها صبي
تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي
فقالا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت
لا والله حتى تشربا هذه الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا
قالت المرأة والله ما تركتما من شيء أبيتماه علي إلا فعلتماه حين سكرتما فخيرا عند
ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق زهير بن محمد وقد
قيل إن الصحيح وقفه على كعب والله أعلم
3576 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حرمت الخمر
مشى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضهم إلى بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت
عدلا للشرك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
3577 - وعن أبي تميم الجيشاني أنه سمع قيس بن سعيد بن
عبادة الأنصاري وهو على مصر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كذب
علي كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم وسمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة ألا فكل مسكر خمر وكل خمر
حرام وإياكم والغبيراء وسمعت عبد الله بن عمرو بعد ذلك يقول مثله لم يختلف إلا في
بيت أو مضجع
رواه أحمد وأبو يعلى كلاهما عن شيخ من حمير لم يسمياه عن
أبي تميم
3578 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من شرب الخمر خرج نور الإيمان من جوفه
رواه الطبراني
3579 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من شرب الخمر أسقاه الله من حميم جهنم
رواه البزار
3580 - وعن جابر رضي الله عنه أن رجلا قدم من جيشان
وجيشان من اليمن فسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شراب يشربونه بأرضهم من
الذرة يقال له المزر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو مسكر هو قال نعم قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام وإن
عند الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال
قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار
أو عصارة أهل النار
رواه مسلم والنسائي
3581 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ثلاثة لا تقربهم
الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق
رواه البزار بإسناد صحيح
3582 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى
السماء حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط
عليها زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو
رواه الطبراني في الأوسط وابن خزيمة وابن حبان في
صحيحيهما والبيهقي
3583 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين وأمرني أن أمحق المزامير
والكبارات يعني البرابط والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية وأقسم ربي
بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفورا
له ولا يسقيها صبيا صغيرا إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له ولا
يدعها عبد من عبيدي من مخافتي إلا سقيتها إياه من حظيرة القدس
رواه أحمد من طريق علي بن زيد
البرابط جمع بربط بفتح الباءين الموحدتين وهو العود
3584 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه في حظيرة القدس
ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في حظيرة
القدس
رواه البزار بإسناد حسن
3585 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من سره أن يسقيه الله الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا ومن
سره أن يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا شيخه المقدام
بن داود وقد وثق وله شواهد
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من شرب حسوة من خمر لم يقبل الله منه ثلاثة أيام صرفا ولا
عدلا ومن شرب كأسا لم يقبل الله صلاته أربعين صباحا ومدمن الخمر حقا على الله أن
يسقيه من نهر الخبال
قيل يا رسول الله وما نهر الخبال قال صديد أهل النار
رواه الطبراني من رواية حكم بن نافع
3587 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر
ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر
وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في رواية وتقدم حديث أبي
أمامة في معناه
3588 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب
على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
3589 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف قال رجل من المسلمين يا رسول الله
متى ذلك قال إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور
رواه الترمذي من رواية عبد الله بن عبد القدوس وقد وثق
وقال حديث غريب وقد روي عن الأعمش عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا
3590 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في
الجنة ومن مات من أمتي وهو يتحلى الذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات
3591 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه
رواه الترمذي وأبو داود
ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا شربوا
الخمر فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاقتلوهم
ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه
3592 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه فإن عاد
في الرابعة فاقتلوه رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وعندهما فإن عاد في الرابعة فاضربوا
عنقه
قال الحافظ قد جاء قتل شارب الخمر في المرة الرابعة من
غير ما وجه صحيح وهو منسوخ والله أعلم
3593 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله
عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل
له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة
أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وغضب الله عليه وسقاه من نهر الخبال
قيل يا أبا عبد الرحمن وما نهر الخبال قال نهر يجري من
صديد أهل النار
رواه الترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه
النسائي موقوفا عليه مختصرا
ولفظه من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاة ما دام في
جوفه أو عروقه منها شيء وإن مات مات كافرا وإن انتشى لم تقبل منه صلاة أربعين يوما
وإن مات فيها مات كافرا
3594 - وفي رواية للنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل منه صلاة
سبعا وإن مات فيها مات كافرا فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض وفي رواية عن
القرآن لم تقبل منه صلاة أربعين يوما وإن مات فيها مات كافرا
3595 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من شرب
الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل
النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن
مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة كان حقا على الله أن
يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة
قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار
رواه ابن حبان في صحيحه
ورواه الحاكم مختصرا ببعضه قال لا يشرب الخمر رجل من
أمتي فتقبل له صلاة أربعين صباحا
وقال صحيح على شرطهما
نه
3596 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا
فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال
قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار
ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال
رواه أبو داود
3597 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات
مات كافرا وإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقه على الله أن يسقيه من طينة الخبال
قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه أحمد أيضا والبزار والطبراني
من حديث أبي ذر بإسناد حسن
3598 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من شرب الخمر سخط الله عليه أربعين صباحا وما يدريه لعل منيته تكون
في تلك الليالي فإن عاد سخط الله عليه أربعين صباحا وما يدريه لعل منيته تكون في تلك
الليالي فإن عاد سخط الله عليه أربعين صباحا فهذه عشرون ومائة ليلة فإن عاد فهو في
ردغة الخبال
قيل وما ردغة الخبال قال عرق أهل النار وصديدهم
رواه الأصبهاني وفيه إسماعيل بن عياش ومن لا يحضرني حاله
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وبعث من قبره سكران وأمر
به إلى النار سكران إلى جبل يقال له سكران فيه عين يجري منها القيح والدم وهو طعامهم
وشرابهم ما دامت السموات والأرض
رواه الأصبهاني وأظنه في مسند أبي يعلى أيضا مختصرا وفيه
نكارة
3600 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما
عليها فسلبها ومن ترك الصلاة أربع مرات سكرا كان حقا على الله أن يسقيه من طينة
الخبال
قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل جهنم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3601 - وروى أحمد منه من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة
فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها
ورواته ثقات
3602 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا استحلت أمتي خمسا فعليهم الدمار إذا ظهر التلاعن وشربوا الخمور
ولبسوا الحرير واتخذوا القيان واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
رواه البيهقي وتقدم في لبس الحرير
الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب
في حفظ الفرج
3603 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو
مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وزاد النسائي في رواية فإذا فعل ذلك خلع ربقة الإسلام من
عنقه فإن تاب تاب الله عليه
ورواه البزار مختصرا
لا يسرق السارق وهو مؤمن ولا يزني الزاني وهو مؤمن
الإيمان أكرم على الله من ذلك
3604 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول
الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3605 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إلا في إحدى ثلاث زنا بعد إحصان فإنه يرجم ورجل خرج محاربا لله ولرسوله فإنه يقتل أو
يصلب أو ينفى من الأرض أو يقتل نفسا فيقتل بها
رواه أبو داود والنسائي
3606 - وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول يا بغايا العرب يا بغايا العرب إن أخوف ما أخاف
عليكم الزنا والشهوة الخفية
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح وقد قيده بعض الحفاظ
الرياء بالراء والياء
3607 - وعن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع
فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب
الله عز و جل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا
3608 - وفي رواية إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر
إلا لبغي بفرجها أو عشار
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وتقدم في باب العمل على
الصدقة
3609 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الزناة تشتعل وجوههم نارا
رواه الطبراني بإسناد فيه نظر
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال الزنا يورث الفقر
رواه البيهقي وفي إسناده الماضي بن محمد
3611 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فذكر الحديث إلى
أن قال فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا ارتفعت
ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا وإذا أخمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة الحديث
3612 - وفي رواية فانطلقنا على مثل التنور
قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات
قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم
يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا الحديث
وفي آخره وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل
بناء التنور فإنهم الزناة والزواني
رواه البخاري وتقدم بطوله في ترك الصلاة
رح 11 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا
وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء
الجبل فإذا أنا بأصوات شديدة فقلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ثم
انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما
قال قلت من هؤلاء قيل هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم
فقال خابت اليهود والنصارى فقال سليم ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله
عليه و سلم أم شيء من رأيه ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا
وأسوأه منظرا فقلت من هؤلاء قال هؤلاء قتلى الكفار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد
شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزانون ثم
انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات
قلت ما بال هؤلاء قيل هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم
انطلق بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين
قلت من هؤلاء قال هؤلاء ذراري المؤمنين ثم شرف بي شرفا
فإذا أنا بثلاثة يشربون من خمر
لهم
قلت من هؤلاء قال هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة ثم شرف بي
شرفا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة
قلت من هؤلاء قال هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما واللفظ لابن خزيمة
قال الحافظ ولا علة له
3613 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة فإذا أقلع
رجع إليه الإيمان
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والبيهقي والحاكم
ولفظه قال من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما
يخلع الإنسان القميص من رأسه
3614 - وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان
فإن تاب رد عليه
3615 - وروى الطبراني عن شريك عن رجل من الصحابة عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه
3616 - وعن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أتي برجل قد شرب فقال يا أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله
فمن أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب
الله وقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا
يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون الفرقان 86
وقال قرن الزنا مع الشرك وقال ولا يزني الزاني حين يزني
وهو مؤمن
ذكره رزين ولم أره بهذا السياق في الأصول
3617 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما فأمطرت
الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل ومعه
رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها
ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات
فوزنت عبادة ستين سنة
بتلك الزنية فرجحت تلك الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو
الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له
رواه ابن حبان في صحيحه
3618 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم
ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر
رواه مسلم والنسائي
ورواه الطبراني في الأوسط ولفظه لا ينظر الله يوم
القيامة إلى الشيخ الزاني ولا العجوز الزانية
العائل الفقير
3620 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل
المزهو
رواه البزار بإسناد جيد وتقدم في باب صدقة السر حديث أبي
ذر وفيه والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح الإسناد
3621 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله عز و جل إلى الأشيمط الزاني ولا العائل المزهو
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا ابن لهيعة وحديثه حسن في
المتابعات
الأشيمط تصغير أشمط وهو من اختلط شعر رأسه الأسود
بالأبيض
3622 - وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة مسكين مستكبر ولا شيخ زان ولا
منان على الله بعمله
رواه الطبراني من رواية
الصباح بن خالد بن أبي أمية عن رافع ورواته إلى الصباح
ثقات
3623 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن مجتمعون فقال فذكر الحديث إلى أن قال
وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا
قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين
رواه الطبراني ويأتي بتمامه في العقوق إن شاء الله
3624 - وروي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن السموات السبع والأرضين السبع ليلعن الشيخ الزاني وإن فروج
الزناة ليؤذي أهل النار نتن ريحها
رواه البزار
3626 - وعن راشد بن سعد المقرائي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لما عرج بي مررت برجال تقرض جلودهم بمقاريض من نار
فقلت من هؤلاء يا جبريل قال الذين يتزينون للزينة قال ثم مررت بجب منتن الريح
فسمعت فيه أصواتا شديدة فقلت من هؤلاء يا جبريل قال نساء كن يتزين للزينة ويفعلن
ما لا يحل لهن
رواه البيهقي في حديث يأتي في الغيبة إن شاء الله تعالى
3627 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال المقيم على الزنا كعابد وثن
رواه الخرائطي وغيره
وقد صح أن مدمن الخمر إذا مات لقي الله كعابد وثن ولا شك
أن الزنا أشد وأعظم عند الله من شرب الخمر والله أعلم
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد
الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب
رواه أحمد وإسناده حسن وفيه ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
ورواه أبو يعلى إلا أنه قال لا تزال أمتي بخير متماسك أمرها ما لم يظهر فيهم ولد
الزنا
وتقدم في كتاب القضاء حديث ابن عمر وفي آخره وإذا ظهر
الزنا ظهر الفقر والمسكنة
رواه البزار
3629 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3630 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه ذكر حديثا عن النبي
صلى الله عليه و سلم وقال فيه ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم
عذاب الله
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
3631 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول حين نزلت آية الملاعنة أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس
منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها الله في شيء ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل
جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
3632 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله
صلى الله عليه و سلم أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت إن
ذلك لعظيم ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة
جارك
رواه البخاري ومسلم ورواه الترمذي والنسائي
وفي رواية لهما وتلا هذه الآية والذين لا يدعون مع الله
إلها آخر يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الفرقان ولا
يقتلون
النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك
86 96
الحليلة بفتح الحاء المهملة هي الزوجة
3633 - وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله عز و
جل ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه لأن يزني
الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره
رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الكبير والأوسط
3634 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا
يزكيه ويقول ادخل النار مع الداخلين
رواه ابن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما
3635 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من قعد على فراش مغيبة قيض الله له ثعبانا يوم القيامة
رواه الطبراني والكبير من رواية ابن لهيعة
المغيبة بضم الميم وكسر الغين وبسكونها أيضا مع كسر
الياء هي التي غاب عنها زوجها
3636 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما رفع الحديث
قال مثل الذي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه أسود من أساود يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات
الأساود الحيات واحدها أسود
3637 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ما من رجل من
القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة
فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
فما ظنكم رواه مسلم وأبو داود إلا أنه قال فيه إلا نصب له يوم القيامة فقيل هذا
خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت
ورواه النسائي كأبي داود وزاد أترون يدع له من حسناته
شيئا
فصل
3638 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل
وشاب نشأ في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا
عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق
بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم
3639 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات
ولكن سمعته أكثر من ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان الكفل من بني
إسرائيل وكان لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها
فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك قالت لأن هذا عمل ما عملته وما
حملني عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا من مخافة الله فأنا أحرى اذهبي فلك ما أعطيتك
ووالله لا أعصيه بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه إن الله قد غفر
للكفل فعجب الناس من ذلك
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه والحاكم
وقال صحيح الإسناد
3640 - وعن ابن عمر أيضا رضي الله عنهما قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت
إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه
الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فذكر الحديث إلى أن قال الآخر اللهم كانت
لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من
السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى
إذا قدرت عليها قالت
لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع
عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة الحديث
رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه في الإخلاص ورواه ابن
حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه ويأتي في بر الوالدين إن شاء الله تعالى
ألمت هو بتشديد الميم والمراد بالسنة العام المقحط الذي
لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء نزل غيث أم لم ينزل ومراده أنه حصل لها احتياج وفاقة
بسبب ذلك
وقوله تفض الخاتم هو كناية عن الوطء
3641 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا ألا من حفظ فرجه فله
الجنة
رواه الحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرطهما
3642 - وفي رواية للبيهقي يا فتيان قريش لا تزنوا فإنه
من سلم له شبابه دخل الجنة
3643 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي
أبواب الجنة شاءت
رواه ابن حبان في صحيحه
3644 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه تضمنت له بالجنة
رواه البخاري واللفظ له والترمذي وغيرهما
قال الحافظ المراد بما بين لحييه اللسان وبما بين رجليه
الفرج
واللحيان هما عظما الحنك
3645 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة
رواه الطبراني بإسناد جيد
الفقمان بسكون القاف هما اللحيان
3647 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة
رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني ورواتهما ثقات
رح 74 وفي رواية الطبراني قال قال لي رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أحدثك ثنتين من فعلهما دخل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال يحفظ
الرجل ما بين فقميه وما بين رجليه
3648 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم
وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
رواه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والحاكم
وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب
عن عبادة ولم يسمع منه
والله أعلم
الترهيب من اللواط وإتيان البهيمة والمرأة في دبرها سواء
كانت زوجته أو أجنبية
3649 - عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن أخوف ما أخاف على أمتي من عمل قوم لوط
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم وقال
صحيح الإسناد
3650 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط
الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ورواه ابن ماجه والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر بنحوه
ولفظ ابن ماجه قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معشر
المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في
قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين
مضوا الحديث
3651 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو وإذا كثر
الزنا كثر السباء وإذا كثر اللوطية رفع الله عز و جل يده عن الخلق فلا يبالي في أي
واد هلكوا
رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد ضعيف ولم
يترك
3652 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته وردد اللعنة على
واحد منهم ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه قال ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون
من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من ذبح لغير الله ملعون من أتى
شيئا من البهائم ملعون من عق والديه ملعون من جمع بين امرأة وابنتها ملعون من غير
حدود الأرض ملعون من ادعى إلى غير مواليه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا محرز بن
هارون التيمي ويقال فيه محرز بالإهمال ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر وقال
صحيح الإسناد
قال الحافظ كلاهما واه لكن محرز قد حسن له الترمذي ومشاه
بعضهم وهو أصلح حالا من أخيه هارون والله أعلم
3653 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله
من كمه أعمى عن السبيل ولعن الله من سب والديه ولعن الله من تولى غير مواليه ولعن
الله من عمل عمل قوم لوط قالها ثلاثا في عمل قوم لوط
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وعند النسائي آخره
مكررا
3654 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أربعة يصبحون في غضب الله
ويمسون في سخط الله
قلت من هم يا رسول الله قال المتشبهون من الرجال بالنساء
والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الرجال
رواه الطبراني والبيهقي من طريق محمد بن سلام الخزاعي
ولا يعرف عن أبيه عن أبي هريرة وقال البخاري لا يتابع على حديثه
3655 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي كلهم من
رواية عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس وعمرو هذا قد احتج به الشيخان
وغيرهما وقال ابن معين ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس يعني هذا
انتهى
3656 - وروى أبو داود وغيره بالإسناد المذكور عن ابن
عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى بهيمة فاقتلوه
واقتلوها معه
قال الخطابي قد عارض هذا الحديث نهي النبي صلى الله عليه
و سلم عن قتل الحيوان إلا لمأكلة
3657 - وروى البيهقي أيضا عن مفضل بن فضالة عن ابن جريج
عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اقتلوا الفاعل والمفعول به والذي يأتي
البهيمة
قال البغوي اختلف أهل العلم في حد اللوطي فذهب إلى أن حد
الفاعل حد الزنا إن كان محصنا يرجم وإن لم يكن محصنا يجلد مائة وهو قول سعيد بن
المسيب وعطاء بن أبي رباح والحسن وقتادة والنخعي وبه قال الثوري والأوزاعي وهو قول
الشافعي ويحكى أيضا عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن
وعلى المفعول به عند الشافعي على هذا القول جلد مائة
وتغريب عام رجلا كان أو امرأة محصنا كان أو غير محصن
وذهب قوم إلى أن اللوطي يرجم محصنا كان أو غير محصن
رواه سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس وروي ذلك عن
الشعبي وبه قال الزهري وهو قول مالك وأحمد وإسحاق وروى حماد بن إبراهيم عن إبراهيم
يعني النخعي قال لو كان أحد يستقيم أن
يرجم مرتين لرجم اللوطي
والقول الآخر للشافعي أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما
جاء في الحديث انتهى
قال الحافظ حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء أبو بكر
الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك
3658181 8 - 1 وروى ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي
بإسناد جيد عن محمد بن المنكدر أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله
عنه أنه وجد رجلا في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة فجمع لذلك أبو بكر
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وفيهم علي بن أبي طالب فقال علي إن هذا ذنب لم
تعمل به أمة إلا أمة واحدة ففعل الله بهم ما قد علمتم أرى أن تحرقه بالنار فاجتمع
رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحرق بالنار فأمر أبو بكر أن يحرق
بالنار
3659 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله الراكب
والمركوب والراكبة والمركوبة والإمام الجائر
حديث غريب جدا
رواه الطبراني في الأوسط
3660 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا ينظر الله عز و جل إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرها
رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه
3661 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال هي اللوطية الصغرى يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح
3662 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم استحيوا فإن الله لا يستحيي من الحق ولا تأتوا النساء في أدبارهن
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
3663 - وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله لا يستحيي من الحق ثلاث مرات لا تأتوا النساء في
أدبارهن
رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي بأسانيد أحدها جيد
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى
عن محاش النساء
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والدارقطني
ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استحيوا من
الله فإن الله لا يستحيي من الحق لا يحل مأتاك النساء في حشوشهن
3665 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن
رواه الطبراني من رواية عبد الصمد بن الفضل
المحاش بفتح الميم وبالحاء المهملة وبعد الألف شين معجمة
مشددة جمع محشة بفتح الميم وكسرها وهي الدبر
3666 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
3667 - وروى ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن الحارث بن مخلد
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله إلى رجل
جامع امرأة في دبرها
3668 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ملعون من أتى امرأة في دبرها
رواه أحمد وأبو داود
3669 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه كفر بما أنزل على محمد صلى
الله عليه و سلم
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود إلا
أنه قال فقد برىء مما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
قال الحافظ رووه من طريق حكيم الأثرم عن أبي تميمة وهو
طريف بن خالد عن أبي هريرة وسئل علي بن المديني عن حكيم من هو فقال أعيانا هذا
وقال البخاري في تاريخه الكبير لا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة
وعن علي بن طلق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول لا تأتوا النساء في أستاههن فإن الله لا يستحيي من الحق
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن ورواه النسائي وابن
حبان في صحيحه بمعناه
9 - الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
3671 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
3672 - وللنسائي أيضا أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة
وأول ما يقضى بين الناس في الدماء
3673 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف
المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
الموبقات المهلكات
3674 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إن من ورطات الأمور التي لا
مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله
رواه البخاري والحاكم وقال صحيح على شرطهما
الورطات جمع ورطة بسكون الراء وهي الهلكة وكل أمر تعسر النجاة
منه
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق
رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه البيهقي والأصبهاني
وزاد فيه ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم
مؤمن لأدخلهم الله النار
3676 - وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم سفك بغير حق
3677 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم
رواه مسلم والنسائي والترمذي مرفوعا وموقوفا ورجح
الموقوف
3678 - وروى النسائي والبيهقي أيضا من حديث بريدة قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
3679 - وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما
أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه
اللفظ لابن ماجه
3680 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن
لأكبهم الله في النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3681 - وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قتل
بالمدينة قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يعلم من قتله فصعد النبي
صلى الله عليه و سلم المنبر فقال يا أيها الناس يقتل قتيل
وأنا فيكم ولا يعلم من قتله لو اجتمع أهل السماء والأرض
على قتل امرىء لعذبهم الله إلا أن يفعل ما يشاء
3682 - ورواه الطبراني في الصغير من حديث أبي بكرة عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم
لكبهم الله جميعا على وجوههم في النار
3683 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين
عينيه آيس من رحمة الله
رواه ابن ماجه والأصبهاني وزاد قال سفيان بن عيينة هو أن
يقول أق يعني لا يتم كلمة اقتل
3684 - ورواه البيهقي من حديث ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أعان على دم امرىء مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم
القيامة آيس من رحمة الله
3685 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم
امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال الله
بينه وبينه ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن
من الإنسان بطنه
رواه الطبراني ورواته ثقات والبيهقي مرفوعا هكذا وموقوفا
وقال الصحيح أنه موقوف
3686 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل
مؤمنا متعمدا
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
3687 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل
مؤمنا متعمدا
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح
الإسناد
3688 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل فقال
يا أبا العباس هل للقاتل من توبة فقال ابن عباس كالمعجب من شأنه ماذا تقول فأعاد
عليه مسألته فقال ماذا
تقول مرتين أو ثلاثا
قال ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول يأتي
المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى
يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله عز و جل للقاتل
تعست ويذهب به إلى النار
رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط ورواته رواة
الصحيح واللفظ له
3689 - ورواه فيه أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما
عند ذي العزة فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني فيقول فيم قتلته قال قتلته لتكون العزة
لفلان
قيل هي لله
3690 - وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أخذل اليوم مسلما ألبسته التاج
قال فيجيء هذا فيقول لم أزل به حتى طلق امرأته فيقول
يوشك أن يتزوج ويجيء لهذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه فيقول يوشك أن يبرهما
ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى أشرك فيقول أنت أنت ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى
قتل فيقول أنت أنت ويلبسه التاج
رواه ابن حبان في صحيحه
3691 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا
عدلا
رواه أبو داود ثم روى عن خالد بن دهقان سألت يحيى بن
يحيى الغساني عن قوله فاغتبط بقتله قال الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى
أحدهم أنه على هدى لا يستغفر الله
الصرف النافلة
والعدل الفريضة وقيل غير ذلك وتقدم فيمن أخاف أهل
المدينة
3692 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد ومن
جعل مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم
رواه أحمد والبزار ولفظه
تخرج عنق من النار تتكلم بلسان طلق ذلق لها عينان تبصر
بهما ولها لسان تتكلم به فتقول إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد
وبمن قتل نفسا بغير نفس فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام وفي إسناديهما
عطية العوفي ورواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح وقد روي عن أبي سعيد
من قوله موقوفا عليه
3693 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن
ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما
رواه البخاري واللفظ له والنسائي إلا أنه قال من قتل
قتيلا من أهل الذمة
لم يرح بفتح الراء أي لم يجد ريحها ولم يشمها
3694 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
رواه أبو داود والنسائي وزاد أن يشم ريحها
3695 - وفي رواية للنسائي قال من قتل رجلا من أهل الذمة
لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما
3696 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال من قتل نفسا
معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة مائة عام
في غير كنهه أي في غير وقته الذي يجوز قتله في حين لا
عهد له
10 - الترهيب من قتل الإنسان نفسه
3697 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا
فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه
فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا
ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا
رواه البخاري ومسلم والترمذي بتقديم وتأخير والنسائي
ولأبي داود ومن حسا سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم
تردى أي رمى بنفسه من الجبل أو غيره فهلك
يتوجأ بها مهموزا أي يضرب بها نفسه
3698 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه النار والذي
يقتحم يقتحم في النار
رواه البخاري
3698 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه النار والذي
يقتحم يقتحم في النار
رواه البخاري
3699 - وعن الحسن البصري قال حدثنا جندب بن عبد الله في
هذا المسجد فما نسينا منه حديثا وما نخاف أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال كان برجل جراح فقتل نفسه
فقال الله بدر عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة
3700 - وفي رواية كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ
سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال الله بادرني عبدي بنفسه الحديث
رواه البخاري ومسلم ولفظه قال إن رجلا كان ممن كان قبلكم
خرجت بوجهه قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها فلم يرقإ الدم حتى مات
قال ربكم قد حرمت عليه الجنة
رقأ مهموزا أي جف وسكن جريانه
الكنانة بكسر الكاف جعبة النشاب
نكأها بالهمز أي نخسها وفجرها
3701 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلا كانت به
جراحة فأتى قرنا له فأخذ مشقصا فذبح به نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه و
سلم
رواه ابن حبان في صحيحه
القرن بفتح القاف والراء جعبة النشاب
والمشقص بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح القاف سهم
فيه نصل عريض وقيل هو النصل وحده وقيل سهم فيه نصل طويل وقيل النصل وحده وقيل هو
ما طال وعرض من النصال
3702 - وعن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك
رضي الله عنه أخبره بأنه بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة وأن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما
قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملك ولعن
المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ومن ذبح نفسه بشيء عذب به يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي باختصار والترمذي
وصححه ولفظه إن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس على المرء نذر فيما لا يملك
ولاعن المؤمن كقاتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله
بما قتل به نفسه يوم القيامة
3703 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم
أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما إنه من أهل النار
3704 - وفي رواية فقالوا أينا من أهل الجنة إن كان هذا
من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه أبدا
قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه
قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه
بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت
آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح
جرحا شديدا فاستعجل الموت
فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه
فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما
يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو
من أهل الجنة
رواه البخاري ومسلم
الشاذة بالشين المعجمة
والفاذة بالفاء وتشديد الذال المعجمة فيهما هي التي
انفردت عن الجماعة وأصل ذلك في المنفردة عن الغنم فنقل إلى كل من فارق الجماعة
وانفرد عنها
الترهيب أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلما أو ضربه وما جاء
فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق 1 عن خرشة بن الحر رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي
صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يشهد أحدكم قتيلا لعله
أن يكون مظلوما فتصيبه السخطة
رواه أحمد واللفظ له والطبراني إلا أنه قال فعسى أن يقتل
مظلوما فتنزل السخطة عليهم فيصيبه معهم
ورجالهما رجال الصحيح خلا ابن لهيعة
3705 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يقفن أحدكم موقفا يقتل فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على
كل من حضر حين لم يدفعوا عنه ولا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فإن اللعنة
تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه
رواه الطبراني والبيهقي بإسناد حسن
3706 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد جيد
وروي عن عصمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ظهر المؤمن حمى إلا بحقه
رواه الطبراني وعصمة هذا هو ابن مالك الخطمي الأنصاري
الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالم والترهيب من
إظهار الشماتة بالمسلم
3708 - عن عدي بن ثابت قال هشم رجل رجل على عهد معاوية
فأعطى ديته فأبى أن يقبل حتى أعطى ثلاثا فقال رجل إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من تصدق بدم أو دونه كان كفارة له من يوم ولد إلى يوم تصدق
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح غير عمران بن ظبيان
3709 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر
الله تبارك وتعالى عنه مثل ما تصدق به
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
3710 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة
شاء وزوج من الحور العين كم شاء من أدى دينا خفيا وعفا عن قاتله وقرأ في دبر كل
صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله فقال أو
إحداهن
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أيضا من حديث أم سلمة بنحوه
3711 - وعن أبي السفر قال دق رجل من قريش سن رجل من
الأنصار فاستعدى عليه معاوية فقال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن هذا دق سني فقال له
معاوية إنا سنرضيك منه وألح الآخر على معاوية شأنك بصاحبك وأبو الدرداء جالس عنده
فقال أبو الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل
يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به خطيئة فقال
الأنصاري أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعته أذناي ووعاه قلبي
قال فإني أذرها له
قال معاوية
لا جرم لا أخيبك
فأمر له بمال
رواه الترمذي وقال حديث غريب ولا أعرف لأبي السفر سماعا
من أبي الدرداء وروى ابن ماجه المرفوع منه عن أبي السفر أيضا عن أبي الدرداء
وإسناده حسن لولا الانقطاع
3712 - وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من أصيب بشيء في جسده فتركه لله عز و جل كان كفارة له
رواه أحمد موقوفا من رواية مجالد
3713 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من
صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد
باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر
رواه أحمد وفي إسناده رجل لم يسم وأبو يعلى والبزار وله
عند البزار طريق لا بأس بها
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أم سلمة وقال
فيه ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا فاعفوا يعزكم الله
3714 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص
مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا فاعفوا يعزكم الله
ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوهاالحديث
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
3715 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما
تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز و جل
رواه مسلم والترمذي
3716 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من سره أن يشرف له
البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه
ويصل من قطعه
رواه الحاكم وصحح إسناده وفيه انقطاع
3717 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا نعم
يا رسول الله قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
رواه البزار والطبراني
3718 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته
قالوا وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال تعطي من
حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك تدخل الجنة
رواه البزار والطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح
الإسناد إلا أنه قال فيه قال فإذا فعلت ذلك فما لي يا رسول الله قال أن تحاسب
حسابا يسيرا ويدخلك الله الجنة برحمته
قال الحافظ رواه الثلاثة من رواية سليمان بن داود
اليماني عن يحيى بن أبي سلمة عنه وسليمان هذا واه
3719 - وعن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه و سلم ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك
وأن تعفو عمن ظلمك
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الحارث الأعور عنه
3720 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم
رواه أحمد بإسناد جيد
3721 - وفي رواية له من حديث جرير بن عبد الله قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من لا يرحم الناس لا يC ومن لا يغفر لا يغفر له
3722 - وعن علي رضي الله عنه قال وجدنا في قائم سيف رسول
الله صلى الله عليه و سلم اعف عمن
ظلمك وصل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو
على نفسك
ذكره رزين بن العبدري ولم أره ويأتي أحاديث من هذا النوع
في صلة الرحم
3723 - وعن عائشة رضي الله عنها أنها سرق لها شيء فجعلت
تدعو عليه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبخي عنه
رواه أبو داود ومعنى لا تسبخي عنه أي لا تخففي عنه
العقوبة وتنقصي أجرك في الآخرة بدعائك عليه
والتسبيخ التخفيف وهو بسين مهملة ثم باء موحدة وخاء
معجمة
3724 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما
فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين ثم نادى
مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى الثانية ليقم من أجره على الله
فليدخل الجنة
قال ومن ذا الذي أجره على الله قال العافون عن الناس ثم
نادى الثالثة ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة فقام كذا وكذا ألفا فدخلوها بغير
حساب
رواه الطبراني بإسناد حسن
3725 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه قال بينا رسول الله
صلى الله عليه و سلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر ما أضحكك يا
رسول الله بأبي أنت وأمي قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يا
رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء قال يا رب
فليحمل من أوزاري وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء ثم قال إن ذلك
ليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل من أوزارهم
فقال الله للطالب ارفع بصرك فانظر فرفع فقال يا رب أرى
مدائن من ذهب وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ أي نبي هذا أو لأي صديق هذا أو لأي شهيد
هذا قال لمن أعطى الثمن
قال يا رب ومن يملك ذلك قال أنت تملكه
قال بماذا قال بعفوك عن أخيك
قال يا رب إني قد عفوت عنه
قال الله فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك اتقوا الله
وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين
رواه الحاكم والبيهقي في البعث كلاهما عن عباد بن شيبة
الحبطي عن سعيد بن أنس عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تظهر الشماتة لأخيك فيC ويبتليك
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ومكحول قد سمع من واثلة
3727 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله
قال أحمد قالوا من ذنب قد تاب منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل
خالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل
الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار
على شيء منها
3728 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن هو نزع
واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فهو الران الذي ذكر الله تعالى كلا
بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون المطففين 41
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه
وابن حبان في صحيحه والحاكم من طريقين قال في أحدهما صحيح على شرط مسلم
النكتة بضم النون وبالتاء المثناة فوق هي نقطة شبه الوسخ
في المرآة
3729 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه
وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاةفحضر صنيع
القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا
نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها
رواه أحمد والطبراني والبيهقي كلهم من رواية عمران
القطان وبقية رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح ورواه أبو يعلى بنحوه من طريق
إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه وقال في أوله
إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه
سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة الحديث
ورواه الطبراني والبيهقي أيضا موقوفا عليه
3730 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إياكم ومحقرات الذنوبفإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا
بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات
الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
3731 - وروي عن سعد بن جنادة رضي الله عنه قال لما فرغ
رسول الله صلى الله عليه و سلم من حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيها شيء فقال
النبي صلى الله عليه و سلم اجمعوا من وجد شيئا فليأت به ومن وجد عظما أو سنا فليأت
به قال فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما فقال النبي صلى الله عليه و سلم أترون هذا
فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل فلا يذنب صغيرة
ولا كبيرة فإنها محصاة عليه
3732 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
وقال الأعمال بدل الذنوب
3733 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
رواه النسائي بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه بزيادة
والحاكم وقال صحيح الإسناد
3734 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إني لأحسب الرجل
ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها
رواه الطبراني في الكبير موقوفا ورواته ثقات إلا أن
القاسم لم يسمع من جده عبد الله
وعن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في
أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات
يعني المهلكات
رواه البخاري وغيره ورواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري
بإسناد صحيح
3736 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شيئا
قال وأشار بالسبابة والتي تليها
3737 - وفي رواية لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت
هاتان يعني الإبهام والتي تليها لعذبنا الله ثم لم يظلمنا شيئا
رواه ابن حبان في صحيحه
3738 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا
رواه أحمد والبيهقي مرفوعا هكذا ورواه عبد الله في
زياداته موقوفا على أبي الدرداء وإسناده أصح وهو أشبه
3739 - وعن أبي الأحوص قال قرأ ابن مسعود ولو يؤاخذ الله
الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فاطر 54 الآية
فقال كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
الجعل بضم الجيم وفتح العين دويبة تكاد تشبه الخنفساء
تدحرج الروث
كتاب البر والصلة وغيرهما 33 - الترغيب في بر الوالدين
وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما
3740 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول
الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها
قلت ثم أي قال بر الوالدين
قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله
رواه البخاري ومسلم
3741 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3742 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك
قال نعم قال فيهما فجاهد
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3743 - وفي رواية لمسلم قال أقبل رجل إلى رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من
والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي
قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك
فأحسن صحبتهما
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال
ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما
رواه أبو داود
3745 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلا من أهل اليمن
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل لك أحد باليمن قال أبواي
قال أذنا لك قال لا
قال فارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا
فبرهما
رواه أبو داود
3746 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه و سلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم
قال ففيهما فجاهد
رواه مسلم وأبو داود وغيره
3747 - وعن أنس رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقال إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه
قال هل بقي من والديك أحد قال أمي قال قابل الله في برها
فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد
رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير والأوسط وإسنادهما
جيد ميمون بن نجيح وثقه ابن حبان وبقية رواته ثقات مشهورون
3748 - وروي عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال
أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله
قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه و سلم الزم رجلها فثم الجنة
رواه الطبراني
3749 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول
الله ما حق الوالدين على ولدهما قال هما جنتك ونارك
رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم
3750 - وعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى
الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال هل لك من أم
قال نعم قال فالزمها فإن الجنة عند رجلها
رواه ابن ماجه والنسائي واللفظ له والحاكم وقال صحيح
الإسناد
ورواه الطبراني بإسناد جيد ولفظه قال أتيت النبي صلى
الله عليه و سلم أستشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألك والدان قلت
نعم
قال الزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما
3752 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال
إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال ربما قال سفيان
أمي وربما قال أبي قال الترمذي حديث صحيح
3753 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه أن رجلا أتى أبا
الدرداء فقال إن أبي لم يزل بي حتى زوجني وإنه الآن يأمرني بطلاقها قال ما أنا
بالذي آمرك أن تعق والديك ولا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك غير أنك إن شئت حدثتك بما
سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ
على ذلك الباب إن شئت أو دع
قال فأحسب عطاء
قال فطلقها
3754 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان تحتي امرأة
أحبها وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رسول الله صلى الله عليه و
سلم فذكر ذلك له فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم طلقها
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
3755 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل
رحمه
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وهو في الصحيح
باختصار ذكر البر
71 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره
رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم والأصبهاني كلهم من
طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه وقال الحاكم صحيح الإسناد
وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في
العمر إلا البر
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم
بتقديم وتأخير وقال صحيح الإسناد
3757 - وعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3758 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن
أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد على الحوض
رواه الحاكم من رواية سويد عن أبي رافع عنه وقال صحيح
الإسناد
قال الحافظ سويد عن قتادة هو ابن عبد العزيز واه
3759 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم
رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه أيضا هو وغيره من حديث
عائشة
3760 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه
قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أو
أحدهما ثم لم يدخل الجنة
رواه مسلم
رغم أنفه أي لصق بالرغام وهو التراب
3761 - وعن جابر يعني ابن سمرة رضي الله عنه قال صعد
النبي صلى الله عليه و سلم المنبر فقال آمين آمين آمين
قال أتاني جبريل عليه الصلاة و السلام فقال يا محمد من
أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله فقل آمين فقلت آمين فقال يا محمد من
أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله فقل آمين فقلت آمين
قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده
الله فقل آمين فقلت آمين
رواه الطبراني بأسانيد أحدها حسن ورواه ابن حبان في
صحيحه من حديث أبي هريرة إلا أنه قال فيه ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما
فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين
فقلت آمين
رواه أيضا من حديث الحسن بن مالك الحويرث عن أبيه عن جده
وتقدم ورواه الحاكم وغيره من حديث كعب بن عجرة وقال في آخره فلما رقيت الثالثة قال
بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة
قلت آمين وتقدم أيضا
رواه الطبراني من حديث ابن عباس بنحوه وفيه ومن أدرك
والديه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه قلت آمين
3762 - وعن مالك بن عمرو القشيري رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار ومن
أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله
زاد في رواية وأسحقه
رواه أحمد من طرق أحدها حسن
3763 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار
فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة
إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم قال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران
وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما
فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت
والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى فرق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه
من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج
وقال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم وكانت أحب الناس إلي
فأردتها
الحديث رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه وشرح غريبه في
الإخلاص
وفي رواية البخاري قال بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم
المطر فمالوا إلى غار في الجبل فانحطت على غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم فقال
بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها لله عز و جل صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها
فقال أحدهم اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت أرعى فإذا رحت
عليهم فحلبت لهم بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي وإنه نأى الشجر فما أتيت حتى أمسيت
فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن
أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل
ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا
فرجة نرى منها السماء ففرج الله عز و جل لهم حتى رأوا منها السماء
وذكر الحديث
3765 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء
فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم
بمكانكم إلا الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه
كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن
كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال
الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما
وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء
رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني
استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه
حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره
الأول فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر
وخرجوا يتماشون
رواه ابن حبان في صحيحه
3766 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك
قال ثم من قال أمك
قال ثم من قال أمك
قال ثم من قال أبوك
رواه البخاري ومسلم
3767 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قدمت
علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستفتيت رسول الله صلى
الله عليه و سلم قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه قالت قدمت علي أمي
راغبة في عهد قريب وهي راغمة مشركة فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغمة
مشركة أفأصلها قال نعم صلي أمك
راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها
راغمة أي كارهة للإسلام
3768 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد
رواه الترمذي ورجح وقفه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح على شرط مسلم ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة إلا أنه قال طاعة الله طاعة
الوالد ومعصية الله معصية الوالد ورواه البزار من حديث عبد الله بن عمر أو ابن عمرو
ولا يحضرني أيهما
ولفظه قال رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط
الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين
3769 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى
الله عليه و سلم رجل فقال إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم
قال لا قال فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها
رواه الترمذي واللفظ له
وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنهما قالا هل لك والدان
بالتثنية وقال الحاكم صحيح على شرطهما
3770 - وعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه
قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال
يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما
والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام
صديقهما
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وزاد في
آخره قال الرجل ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه
قال فاعمل به
3771 - وعن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله
على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه
قال ابن دينار فقلنا له أصلحك الله فإنهم الأعراب وهم
يرضون باليسير فقال عبد الله بن عمر إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب وإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه
رواه مسلم
3772 - وعن أبي بردة قال قدمت المدينة فأتاني عبد الله
بن عمر فقال أتدري لم أتيتك قال قلت لا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده وإنه كان بين أبي عمر وبين
أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك
رواه ابن حبان في صحيحه
1 - الترهيب من عقوق الوالدين
3773 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره
لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
رواه البخاري وغيره
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله
قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال
ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3775 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس
واليمين الغموس
رواه البخاري
3776 - وعن أنس رضي الله عنه قال ذكر عند رسول الله صلى
الله عليه و سلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين الحديث
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وفي كتاب النبي صلى الله عليه و سلم الذي كتبه إلى أهل
اليمن وبعث به مع عمرو بن حزم وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك
بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق
الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم الحديث
رواه ابن حبان في صحيحه
3777 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن
الخمر والمنان عطاءه وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث والرجلة
رواه النسائي والبزار واللفظ له بإسنادين جيدين والحاكم
وقال صحيح الإسناد وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأول
الديوث بتشديد الياء هو الذي يقر أهله على الزنا مع علمه
بهم
والرجلة بفتح الراء وكسر الجيم هي المترجلة المتشبهة
بالرجال
3778 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة
حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق
والديوث الذي يقر الخبث في أهله
رواه أحمد واللفظ له والنسائي والبزار والحاكم وقال صحيح
الإسناد
3779 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان
بعمله ولا عاق ولا مدمن خمر
رواه الطبراني في الصغير
3780 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله عز و جل منهم صرفا ولا عدلا عاق ولا منان
ومكذب بقدر
رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن وتقدم في
شرب الخمر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع حق على الله أن
لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق
والعاق لوالديه
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3781 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من
الزحف
رواه الطبراني في الكبير
3782 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه
قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب
أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
3783 - وفي رواية للبخاري ومسلم إن من أكبر الكبائر أن
يلعن الرجل والديه
قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا
الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
3784 - وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة
مالي وصمت رمضان فقال النبي صلى الله عليه و سلم من مات
على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم
يعق والديه
رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما صحيح ورواه ابن
خزيمة وابن حبان في صحيحيهما باختصار
3785 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال أوصاني رسول
الله صلى الله عليه و سلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا
تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك الحديث
رواه أحمد وغيره وتقدم في ترك الصلاة بتمامه
3786 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا
الله وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم وإياكم والبغي فإنه ليس من
عقوبة أسرع من عقوبة البغي وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف
عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما
الكبرياء لله رب العالمين والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مؤمنا ودفعت به عن دين
وإن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من
رجل أو امرأة دخل فيها
رواه الطبراني في الأوسط
وتقدم في اللواط حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال لعن الله سبعة من فوق سبع سماواته وردد اللعنة على
واحد منهم ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه قال ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون
من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من ذبح لغير الله ملعون من عق
والديه الحديث
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
وتقدم أيضا حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من سب
والديه الحديث
رواه ابن حبان في صحيحه
3787 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق
الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات
رواه الحاكم والأصبهاني كلاهما من طريق بكار بن عبد
العزيز وقال الحاكم صحيح الإسناد
وروي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا عند
النبي صلى الله عليه و سلم فأتاه آت فقال شاب يجود بنفسه فقيل له قل لا إله إلا
الله فلم يستطع فقال كان يصلي فقال نعم فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم ونهضنا
معه فدخل على الشاب فقال له قل لا إله إلا الله فقال لا أستطيع
قال لم قال كان يعق والدته فقال النبي صلى الله عليه و
سلم أحية والدته قالوا نعم
قال ادعوها فدعوها فجاءت فقال هذا ابنك قالت نعم
فقال لها أرأيت لو أججت نار ضخمة فقيل لك إن شفعت له
خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له قالت يا رسول الله إذا أشفع له
قال فأشهدي الله واشهديني قد رضيت عنه
قالت اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد
لله الذي أنقذه بي من النار
رواه الطبراني وأحمد مختصرا
3789 - وعن العوام بن حوشب رضي الله عنه قال نزلت مرة
حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس
الحمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر فإذا عجوز تغزل شعرا
أو صوفا فقالت امرأة ترى تلك العجوز قلت ما لها قالت تلك أم هذا قلت وما كان قصته قالت
كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر
فيقول لها إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار قالت فمات بعد العصر قالت فهو ينشق عنه
القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر
رواه الأصبهاني وغيره وقال الأصبهاني حدث أبو العباس
الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه
2 - الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت والترهيب من قطعها
3790 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
رواه البخاري ومسلم
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه
رواه البخاري ومسلم
ينسأ بضم الياء وتشديد السين المهملة مهموزا أي يؤخر له
في أجله
3792 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل
رحمه
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال تعلموا من أنسابكم ما
تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر
وقال حديث غريب ومعنى منسأة في الأثر يعني به الزيادة في
العمر انتهى
رواه الطبراني من حديث العلاء بن خارجة كلفظ الترمذي
بإسناد لا بأس به
3793 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة
السوء فليتق الله وليصل رحمه
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده والبزار بإسناد
جيد والحاكم
3794 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه قال مكتوب في التوراة من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه فليصل
رحمه
رواه البزار بإسناد لا بأس به والحاكم وصححه
3795 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم سمعه يقول إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة
السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور
رواه أبو يعلى
3796 - وعن رجل من خثعم قال أتيت النبي صلى الله عليه و
سلم وهو في نفر من أصحابه فقلت أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال نعم
قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال
الإيمان بالله
قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم صلة الرحم
قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله قال
الإشراك بالله
قال قلت يا رسول الله
ثم مه قال ثم قطيعة الرحم
قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمنكر والنهي
عن المعروف
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
3797 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن أعرابيا عرض لرسول
الله صلى الله عليه و سلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول
الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال فكف النبي صلى الله
عليه و سلم ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق أو لقد هدي قال كيف قلت قال فأعادها
فقال النبي صلى الله عليه و سلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي
الزكاة وتصل الرحم دع الناقة
3798 - وفي رواية وتصل ذا رحمك فلما أدبر قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
3799 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم
منذ خلقهم بغضا لهم
قيل وكيف ذاك يا رسول الله قال بصلتهم أرحامهم
رواه الطبراني بإسناد حسن والحاكم وقال تفرد به عمران بن
موسى الرملي الزاهد عن أبي خالد فإن كان حفظه فهو صحيح
3800 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال لها إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة
الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار
رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم
يسمع من عائشة
3801 - وروي عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت قلت
يا رسول الله من خير الناس قال أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم
عن المنكر
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي في
كتاب الزهد وغيره
3802 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى
الله عليه و سلم بخصال من الخير أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من
هو دوني وأوصاني بحب
المساكين والدنو منهم وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت وأوصاني
أن لا أخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا وأوصاني أن أكثر
من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له
3803 - وعن ميمونة رضي الله عنها أنها أعتقت وليدة لها
ولم تستأذن النبي صلى الله عليه و سلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت
أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أو فعلت قالت نعم قال أما أنك لو أعطيتها
أخوالك كان أعظم لأجرك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وتقدم في البر حديث ابن عمر قال أتى النبي صلى الله عليه
و سلم رجل فقال إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم قال لا
قال فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها
رواه ابن حبان والحاكم
3804 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاث متعلقات بالعرش الرحم تقول اللهم إني بك فلا أقطع
والأمانة تقول اللهم إني بك فلا أخان والنعمة تقول اللهم إني بك فلا أكفر
رواه البزار
3805 - وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله
رواه البخاري ومسلم
3806 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل أنا الله وأنا الرحمن خلقت
الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته أو قال بتته
رواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عنه وقال الترمذي
حديث حسن صحيح
قال الحافظ عبد العظيم وفي تصحيح الترمذي له نظر فإن أبا
سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئا قاله يحيى بن معين وغيره ورواه أبو داود
وابن حبان في صحيحه
من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن رواد الليثي عن
عبد الرحمن بن عوف وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال وحديث معمر
خطأ والله أعلم
3807 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت
هذا مقام العائذ بك من القطيعة
قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت
بلى قال فذاك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم
إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم
وأعمى أبصارهم محمد 22
رواه البخاري ومسلم
3808 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن الرحم شجنة من الرحمن تقول يا رب إني قطعت يا رب إني
أسيء إلي يا رب إني ظلمت يا رب فيجيبها ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك
رواه أحمد بإسناد جيد قوي وابن حبان في صحيحه
3809 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم أنه قال الرحم حجنة متمسكة بالعرش تكلم بلسان ذلق اللهم صل من وصلني واقطع من
قطعني فيقول الله تبارك وتعالى أنا الرحمن الرحيم وإني شققت للرحم من اسمي فمن
وصلها وصلته ومن بتكها بتكته
رواه البزار بإسناد حسن
الحجنة بفتح الحاء المهملة والجيم وتخفيف النون هي صنارة
المغزل وهي الحديدة العقفاء التي يعلق بها الخيط ثم يفتل الغزل وقوله من بتكها
بتكته أي من قطعها قطعته
3810 - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه قال إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق وإن هذه
الرحم شجنة من الرحمن عز و جل فمن قطعها حرم الله عليه الجنة
رواه أحمد والبزار ورواة أحمد ثقات
قوله شجنة من الرحمن قال أبو عبيد يعني قرابة مشتبكة
كاشتباك العروق وفيها لغتان شجنة بكسر الشين وبضمها وإسكان الجيم
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه
وصلها
رواه البخاري واللفظ له وأبو داود والترمذي
3811 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذي إذا قطعت
رحمه وصلها
رواه البخاري واللفظ له وأبو داود والترمذي
3812 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن
وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن لا تظلموا
رواه الترمذي وقال حديث حسن
قوله إمعة هو بكسر الهمزة وتشديد الميم وفتحها وبالعين
المهملة قال أبو عبيد الإمعة هو الذي لا رأي معه فهو يتابع كل أحد على رأيه
3813 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول
الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي
فقال إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت
على ذلك
رواه مسلم
المل بفتح الميم وتشديد اللام هو الرماد الحار
3814 - وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح
رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح
على شرط مسلم
ومعنى الكاشح أنه الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره
يعني أن أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه وهو في معنى
قوله صلى الله عليه و سلم وتصل من قطعك
3815 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته
قالوا وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال تعطي من
حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك يدخلك الله الجنة
رواه البزار والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ وفي أسانيدهم سليمان بن داود اليماني واه
3816 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ثم لقيت رسول
الله صلى الله عليه و سلم فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال
فقال يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك
وفي رواية واعف عمن ظلمك
رواه أحمد والحاكم
وزاد ألا ومن أراد أن يمد في عمره ويبسط في رزقه فليصل
رحمه
ورواة أحد إسنادي أحمد ثقات
3817 - وعن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
و سلم ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وأن
تعفو عمن ظلمك
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الحارث الأعور عنه
3818 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن
شتمك
رواه الطبراني من طريق زبان بن فائد
3819 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا نعم
يا رسول الله قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال في أوله ألا أنبئكم
بما يشرف الله به البنيان ويرفع به الدرجات فذكره
3820 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغي
وقطيعة الرحم
رواه ابن ماجه
3821 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر
له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال
صحيح الإسناد
ورواه الطبراني فقال فيه من قطيعة الرحم والخيانة والكذب
وإن أعجل البر ثوابا لصلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونون فجرة فتنمو أموالهم
ويكثر عددهم إذا تواصلوا
ورواه ابن حبان في صحيحه ففرقه في موضعين ولم يذكر
الخيانة والكذب وزاد في آخره وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون
3823 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه قال الطابع
معلق بقائمة العرش فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصي واجترىء على الله بعث الله
الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا
رواه البزار واللفظ له والبيهقي وتقدم لفظه في الحدود
وقال البزار لا نعلم رواه عن التيمي يعني سليمان لا سليمان بن مسلم وهو بصري مشهور
3824 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل
قاطع رحم
رواه أحمد ورواته ثقات
3825 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان
ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى
مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر
رواه البيهقي في حديث يأتي بتمامه في الهاجر إن شاء الله
3826 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر
رواه ابن حبان وغيره وتقدم بتمامه في شرب الخمر
وتقدم فيه أيضا حديث أبي أمامة يبيت قوم من هذه الأمة
على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير بشربهم الخمر ولبسهم الحرير
واتخاذهم القينات وقطيعتهم الرحم
3827 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة قاطع
قال سفيان يعني قاطع رحم
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وتقدم في اللباس حديث جابر رضي الله عنه قال خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله
وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم
وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي
وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف
عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب
العالمين
3828 - وعن الأعمش قال كان ابن مسعود رضي الله عنه جالسا
بعد الصبح في حلقة فقال أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعو ربنا
وإن أبواب السماء مرتجة دون قاطع رحم
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن الأعمش
لم يدرك ابن مسعود
مرتجة بضم الميم وفتح التاء المثناة فوق وتخفيف الجيم أي
مغلقة
3829 - وروي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال
كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا يجالسنا اليوم قاطع رحم فقام فتى
من الحلقة فأتى خالة له قد كان بينهما بعض الشيء فاستغفر لها واستغفرت له ثم عاد
إلى المجلس فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع
رحم
رواه الأصبهاني
3830 - ورواه الطبراني مختصرا أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم
3 - الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته والنفقة عليه والسعي
على الأرملة والمسكين
3831 - عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج
بينهما
رواه البخاري وأبو داود والترمذي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كافل اليتيم له أو لغيره وأنا وهو كهاتين في الجنة
وأشار مالك بالسبابة والوسطى
رواه مسلم ورواه مالك عن صفوان بن سليم مرسلا
3833 - ورواه البزار متصلا ولفظه قال من كفل يتيما له ذا
قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه ومن سعى على ثلاث بنات
فهو في الجنة وكان له كأجر المجاهد في سبيل الله صائما قائما
3834 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره
وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أن هاتين
أختان وألصق أصبعيه السبابة والوسطى
رواه ابن ماجه
3835 - وعنه رضي الله عنه أيضا أن نبي الله صلى الله
عليه و سلم قال من قبض يتيما من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة
ألبتة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
3836 - وعن عمرو بن مالك القشيري رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ومن ضم يتيما من بين أبوين مسلمين إلى طعامه
وشرابه وجبت له الجنة
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد محتج بهم إلا علي بن زيد
3837 - وعن زرارة بن أبي أوفى عن رجل من قومه يقال له
مالك أو ابن مالك سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من ضم يتيما بين مسلمين في
طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم لم
يبرهما دخل النار فأبعده الله وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار
رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصرا بإسناد حسن
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم شيطان
حديث غريب رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني كلاهما من
رواية الحسن بن واصل وكان شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله يقول هو حديث حسن
ورواه الأصبهاني أيضا من حديث أبي موسى
3839 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم مكرم
رواه الطبراني والأصبهاني
3840 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في
المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه
رواه ابن ماجه
3841 - وروي عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة
وأومأ بيده يزيد بن زريع الوسطى والسبابة امرأة آمت زوجها ذات منصب وجمال حبست
نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا
رواه أبو داود
السفعاء بفتح السين المهملة وسكون الفاء بعدهما عين
مهملة ممدودا
قال الحافظ هي التي تغبر لونها إلى الكمودة والسواد من
طول الأيمة يريد بذلك أنها حبست نفسها على أولادها ولم تتزوج فتحتاج إلى الزينة
والتصنع للزوج
وآمت المرأة بمد الهمزة وتخفيف الميم إذا صارت أيما وهي
من لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا تزوجت أو لم تتزوج بعد والمراد هنا من مات زوجها وتركها
أيما
3842 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة تبادرني فأقول لها
ما لك ومن أنت فتقول أنا امرأة قعدت على أيتام لي
رواه أبو يعلى وإسناده حسن إن شاء الله
3843 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت
عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو
يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين أصبعيه
السبابة والوسطى
رواه أحمد وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن
يزيد عن القاسم عنه
3844 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أتى النبي صلى
الله عليه و سلم رجل يشكو قسوة قلبه قال أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم
اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك
رواه الطبراني من رواية بقية وفيه راو لم يسم أيضا
3845 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم قسوة قلبه فقال امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
3846 - وروي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم
اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله بن عامر وقال
أبو حاتم ليس بالمتروك
3847 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم وبكاء اليتيم فإنه يسري في الليل والناس نيام
رواه الأصبهاني
3848 - وعن أنس رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله
عليه و سلم أن رجلا قال ليعقوب عليه السلام ما الذي أذهب بصرك وحنى ظهرك قال أما
الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف وأما الذي حنى ظهري فالحزن على أخيه بنيامين
فأتاه جبريل عليه السلام فقال أتشكو الله عز و جل قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
قال جبريل عليه السلام الله أعلم بما قلت منك
قال ثم انطلق جبريل عليه السلام ودخل يعقوب عليه السلام
بيته فقال أي رب أما ترحم الشيخ الكبير
أذهبت بصري وحنيت ظهري فاردد علي ريحانتي فأشمهما شمة
واحدة ثم اصنع بي بعد ما شئت فأتاه جبريل فقال يا يعقوب إن الله عز و جل يقرئك
السلام ويقول أبشر فإنهما لو كانا ميتين لنشرتهما لك لأقر بهما عينك ويقول لك يا
يعقوب أتدري لم أذهبت بصرك وحنيت ظهرك ولم فعل إخوة يوسف بيوسف
ما فعلوه قال لا قال إنه أتاك يتيم مسكين وهو صائم جائع
وذبحت أنت وأهلك شاة فأكلتموها ولم تطعموه ويقول إني لم أحب شيئا من خلقي حبي
اليتامى والمساكين فاصنع طعاما وادع المساكين قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم فكان يعقوب كلما أمسى نادى مناديه من كان صائما فليحضر طعام يعقوب وإذا أصبح
نادى مناديه من كان مفطرا فليفطر على طعام يعقوب
رواه الحاكم والبيهقي والأصبهاني واللفظ له وقال الحاكم
كذا في سماع حفص بن عمر بن الزبير وأظن الزبير وهم وأنه حفص بن عمر بن عبد الله بن
أبي طلحة فإن كان كذلك فالحديث صحيح وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في تفسيره قال
أنبأنا عمرو بن محمد حدثنا زافر بن سليمان عن يحيى بن عبد الملك عن أنس عن النبي
صلى الله عليه و سلم نحوه
3849 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال
وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه إلا أنه قال الساعي على
الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار
3850 - وروي عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال دخلت
على أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا بني ألا أحدثك
بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت بلى يا أمه
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنفق
على بنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله
أو يكفيهما كانتا له سترا من النار
رواه أحمد والطبراني وتقدم لهذا الحديث نظائر في النفقة
على البنات
4 - الترهيب من أذى الجار وما جاء في تأكيد حقه
3851 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
رواه البخاري ومسلم
3852 - وفي رواية لمسلم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليحسن إلى جاره
3853 - وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله
فهو حرام إلى يوم القيامة
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يزني الرجل
بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره
قال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها الله ورسوله فهي
حرام
قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق
من جاره
رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات والطبراني في الكبير
والأوسط
3854 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد والبخاري ومسلم
وزاد أحمد قالوا يا رسول الله وما بوائقه قال شره
3855 - وفي رواية لمسلم لا يدخل الجنة من لا يؤمن جاره
بوائقه
3856 - وعن أبي شريح الكعبي رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قيل يا رسول الله لقد خاب وخسر من هذا قال من لا يأمن
جاره بوائقه
قالوا وما بوائقه قال شره
رواه البخاري
3857 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ما هو بمؤمن من
لم يأمن جاره بوائقه
رواه أبو يعلى من رواية ابن إسحاق والأصبهاني أطول منه
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يأمن جاره
بوائقه يبيت حين يبيت وهو آمن من شره فإن المؤمن الذي نفسه منه في غناء والناس منه
في راحة
3858 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه
رواه مسلم
3859 - وروي عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال أتى النبي
صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله إني نزلت في محلة بني فلان وإن أشدهم
إلي أذى أقربهم لي جوارا فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر وعليا
رضي الله عنهم يأتون المسجد فيقومون على بابه فيصيحون ألا إن أربعين دارا جار ولا
يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه
رواه الطبراني
البوائق جمع بائقة وهي الشر وغائلته كما جاء في حديث أبي
هريرة المتقدم
3860 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى
يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد وابن أبي الدنيا في الصمت كلاهما من رواية علي
بن مسعدة
3861 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر
من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وإسناد أحمد جيد تابع علي
بن زيد حميد ويونس بن عبيد
3862 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم
أرزاقكم وإن الله عز و جل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من
أحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا
يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه
قلت
يا رسول الله وما بوائقه قال غشمه وظلمه ولا يكسب مالا
من حرام فينفق منه فيبارك فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان
زاده إلى النار
إن الله لا يمحو السيىء بالسيىء ولكن يمحو السيىء بالحسن
إن الخبيث لا يمحو الخبيث
رواه أحمد وغيره من طريق أبان بن إسحاق عن الصباح بن
محمد عنه
3863 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب
جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عز و جل
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ
3864 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال خرج
رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة قال لا يصحبنا اليوم من آذى جاره
فقال رجل من القوم أنا بلت في أصل حائط جاري فقال لا
تصحبنا اليوم
رواه الطبراني وفيه نكارة
3865 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار
البادية يتحول
رواه ابن حبان في صحيحه
3866 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أول خصمين يوم القيامة جاران
رواه أحمد واللفظ له والطبراني بإسنادين أحدهما جيد
3867 - وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم يشكو جاره قال اطرح متاعك على طريق فطرحه فجعل الناس
يمرون عليه ويلعنونه فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله لقيت
من الناس
قال وما لقيت منهم قال يلعنونني
قال قد لعنك الله قبل الناس
فقال إني لا أعود فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله
عليه و سلم فقال ارفع متاعك فقد كفيت
رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن بنحوه إلا أنه قال ضع
متاعك على الطريق أو على ظهر الطريق فوضعه فكان كل من مر به قال ما شأنك قال جاري
يؤذيني
قال فيدعو عليه فجاء جاره فقال رد متاعك فإني لا أوذيك
أبدا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم يشكو جاره فقال له اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال اذهب
فاطرح متاعك في الطريق ففعل فجعل الناس يمرون ويسألونه فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه
فعل الله به وفعل وبعضهم يدعو عليه فجاء إليه جاره فقال ارجع فإنك لن ترى مني شيئا
تكرهه
رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم
وقال صحيح على شرط مسلم
3869 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول
الله إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها
قال هي في النار
قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها
وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها
قال هي في الجنة
رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح
الإسناد ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح أيضا ولفظه وهو لفظ بعضهم قالوا يا
رسول الله فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها قال هي في النار
قالوا يا رسول الله فلانة تصلي المكتوبات وتصدق بالأثوار
من الأقط ولا تؤذي جيرانها
قال هي في الجنة
الأثوار بالمثلثة جمع ثور وهي قطعة من الأقط
والأقط بفتح الهمزة وكسر القاف وبضمها أيضا وبكسر الهمزة
والقاف معا وبفتحهما هو شيء يتخذ من مخيض اللبن الغنمي
3870 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك
بمؤمن وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه
أتدري ما حق الجار إذا استعانك أعنته وإذا استقرضك
أقرضته وإذا افتقر عدت عليه وإذا مرض عدته وإذا أصابه خير هنأته وإذا أصابته مصيبة
عزيته وإذا مات اتبعت
جنازته ولا تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا
بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فأهد له فإن
لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده
رواه الخرائطي من مكارم الأخلاق
قال الحافظ ولعل قوله أتدري ما حق الجار إلى آخره في
كلام الراوي غير مرفوع لكن قد روى الطبراني عن معاوية بن حيدة قال قلت يا رسول
الله ما حق الجار علي قال إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز
سترته
فذكر الحديث بنحوه
3871 - وروى أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ عن معاذ
بن جبل قال قلنا يا رسول الله ما حق الجوار قال إن استقرضك أقرضته وإن استعانك
أعنته وإن احتاج أعطيته وإن مرض عدته
فذكر الحديث بنحوه وزاد في آخره هل تفقهون ما أقول لكم
لن يؤدي حق الجار إلا قليل ممن رحم الله أو كلمة نحوها
3872 - وروى أبو القاسم الأصبهاني عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
جاره
قالوا يا رسول الله وما حق الجار على الجار قال إن سألك
فأعطه
فذكر الحديث بنحوه ولم يذكر فيه الفاكهة ولا يخفى أن
كثرة هذه الطرق تكسبه قوة والله أعلم
3873 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة من الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم
يغفر وجار سوء إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أذاعه وامرأة إن حضرت آذتك وإن غبت
عنها خانتك
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
3874 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم
رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن
3875 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع
رواه الطبراني وأبو يعلى ورواته ثقات ورواه الحاكم من
حديث عائشة
ولفظه ليس المؤمن الذي يبيت شبعانا وجاره جائع إلى جنبه
3876 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله اكسني فأعرض عنه فقال يا رسول
الله اكسني
فقال أما لك جار له فضل ثوبين قال بلى غير واحد
قال فلا يجمع الله بينك وبينه في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط
3877 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كم من جار متعلق بجاره يقول يا رب سل هذا لم أغلق عني
بابه ومنعني فضله رواه الأصبهاني
3878 - وعن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
ليسكت
رواه مسلم
3879 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
رواه أحمد بإسناد حسن
3880 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن فقال
أبو هريرة قلت أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعد خمسا فقال اتق المحارم تكن أعبد الناس
وارض بما قسم الله لك تكن أدنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب
لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب
رواه الترمذي وغيره من رواية الحسن عن أبي هريرة وقال
الترمذي الحسن لم يسمع من أبي هريرة ورواه البزار والبيهقي بنحوه في كتاب الزهد عن
مكحول عن واثلة عنه وقد سمع مكحول من واثلة قاله الترمذي وغيره لكن بقية أمضاه
وفيه ضعف
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله
خيرهم لجاره
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن خزيمة وابن حبان
في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3882 - وعن مطرف يعني ابن عبد الله قال كان يبلغني عن
أبي ذر حديث وكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث وكنت
أشتهي لقاءك قال لله أبوك قد لقيتني فهات قلت حديث بلغني أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم حدثك قال إن الله عز و جل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة
قال فما إخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال فقلت فمن هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عز و جل قال رجل غزا في سبيل الله
صابرا محتسبا فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله عز و جل ثم تلا إن
الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص الصف 4 قلت ومن قال رجل
كان له جار سوء يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت
فذكر الحديث
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأحد إسنادي أحمد رجالهما
محتج بهم في الصحيح ورواه الحاكم وغيره بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم
3883 - وعن ابن عمر و عائشة رضي الله عنهم قالا قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه
رواه البخاري ومسلم والترمذي ورواه أبو داود وابن ماجه
من حديث عائشة وحدها وابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة
3884 - وعن رجل من الأنصار قال خرجت مع أهلي أريد النبي
صلى الله عليه و سلم وإذا به قائم وإذا رجل مقبل عليه فظننت أن له حاجة فجلست فوالله
لقد قام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جعلت أرثي له من طول القيام ثم انصرف
فقمت إليه فقلت يا رسول الله لقد قام بك
هذا الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام
قال أتدري من هذا قلت لا
قال جبريل صلى الله عليه و سلم ما زال يوصيني بالجار حتى
ظننت أنه سيورثه أما إنك لو سلمت عليه لرد عليك السلام
رواه أحمد بإسناد جيد ورواته رواة الصحيح
3885 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول أوصيكم بالجار حتى
أكثر فقلت إنه يورثه رواه الطبراني بإسناد جيد
3886 - وعن مجاهد أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال أهديتم لجارنا اليهودي أهديتم لجارنا اليهودي
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ وقد روي هذا المتن من طرق كثيرة وعن جماعة من
الصحابة رضي الله عنهم
3887 - وعن نافع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من سعادة المرء الجار الصالح والمركب الهنيء والمسكن
الواسع
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
3888 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار
الصالح والمركب الهنيء
وأربع من الشقاء الجار السوء والمرأة السوء والمركب
السوء والمسكن الضيق
رواه ابن حبان في صحيحه
3889 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت
من جيرانه البلاء ثم قرأ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض البقرة 152
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكرام
الزائرين
3891 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب
ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن
حبان في صحيحه كلهم من طريق أبي سنان عن عثمان بن أبي سودة عنه
3892 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما من عبد أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه ملك من السماء أن طبت وطابت
لك الجنة وإلا قال الله في ملكوت عرشه عبدي زار في وعلي قراه فلم يرض له بثواب دون
الجنة الحديث
رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد
3893 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ألا أخبركم برجالكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال النبي في
الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في
الجنة الحديث
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وتقدم بتمامه في حق
الزوجين
3894 - وروي عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا رزين
إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون
عليه يقولون اللهم كما وصله فيك فصله
رواه الطبراني في الأوسط
3895 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في
وللمتجالسين في وللمتزاورين في وللمتباذلين في
رواه مالك بإسناد صحيح وفيه قصة أبي إدريس وسيأتي بتمامه
في الحب لله مع حديث عمرو بن عبسة
3896 - وروي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا ترى ظواهرها من بواطنها وبواطنها من ظواهرها
أعدها الله للمتحابين فيه والمتزاورين فيه والمتباذلين فيه
رواه الطبراني في الأوسط
3897 - وعن عون قال قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي
الله عنه لأصحابه حين قدموا عليه هل تجالسون قالوا لا نترك ذاك
قال فهل تزاورون قالوا نعم يا أبا عبد الرحمن إن الرجل
منا ليفقد أخاه فيمشي على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه
قال إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك
رواه الطبراني وهو منقطع
3898 - وروي عن زر بن حبيش قال أتينا صفوان بن عسال
المرادي فقال أزائرين قلنا نعم فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زار
أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى
يرجع
رواه الطبراني في الكبير
3898 - وروي عن زر بن حبيش قال أتينا صفوان بن عسال
المرادي فقال أزائرين قلنا نعم فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زار
أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع
رواه الطبراني في الكبير
3899 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير رجل كان كفيف البصر
رواه البزار بإسناد جيد
3900 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم زر غبا تزدد حبا
رواه الطبراني ورواه البزار من حديث أبي هريرة ثم قال لا
يعلم فيه حديث صحيح
قال الحافظ وهذا الحديث قد روي عن جماعة من الصحابة وقد
اعتنى غير واحد من الحفاظ بجميع طرقه والكلام عليه ولم أقف له على طريق صحيح كما
قال البزار بل
له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره وقد ذكرت كثيرا منها
في غير هذا الكتاب والله أعلم
3901 - وروى ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال دخلت أنا
وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا
فقال أقول يا أمه كما قال الأول زر غبا تزدد حبا
قال فقالت دعونا من بطالتكم هذه
قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى
الله عليه و سلم فذكر الحديث في نزول إن في خلق السموات والأرض البقرة 461
31 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله
صلى الله عليه و سلم أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط
رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن التابعي لم يسم
41 - وعن أم بجيد رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأتخذ له سويقا في قعبة فإذا جاء
سقيتها إياه
رواه أحمد ورواته ثقات سوى ابن إسحاق
أم بجيد بضم الباء الموحدة وفتح الجيم واسمها حواء بنت
يزيد الأنصارية
3902 - وعن إبراهيم بن نشيط أنه دخل على عبد الله بن جزء
الزبيدي رضي الله عنه فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال من لم يكرم جليسه فليس من
أحمد ولا من إبراهيم عليهما الصلاة والسلام
رواه الطبراني موقوفا ورواته ثقات
الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف وتأكيد حقه وترهيب
الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل
3903 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
رواه البخاري ومسلم
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال دخل علي رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت بلى قال
فلا تفعل قم ونم وصم وأفطر فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزورك عليك
حقا وإن لزوجك عليك حقا الحديث
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
وقوله وإن لزورك عليك حقا أي وإن لزوارك وأضيافك عليك
حقا يقال للزائر زور بفتح الزاي سواء فيه الواحد والجمع
3905 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت لا والذي بعثك
بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي
بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال من يضيف هذا الليلة رحمه الله فقام رجل من الأنصار
فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء قالت لا إلا
قوت صبياني
قال فعلليهم بشيء فإذا أرادوا العشاء فنوميهم فإذا دخل
ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل
وفي رواية فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه
قال فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلما أصبح غدا على
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما
زاد في رواية فنزلت هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم ولو
كان بهم خصاصة الحشر 9 رواه مسلم وغيره
3906 - وعن أبي شريح خويلد بن عمرو رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته
يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده
حتى يخرجه
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
قال الترمذي ومعنى لا يثوي لا يقيم حتى يشتد على صاحب
المنزل والحرج الضيق انتهى
وقال الخطابي معناه لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة
أيام من غير استدعاء منه حتى يضيق صدره فيبطل أجره انتهى
قال الحافظ وللعلماء في هذا الحديث تأويلان أحدهما أنه
يعطيه ما يجوز به ويكفيه في يوم وليلة إذا اجتاز به وثلاثة أيام إذا قصده
والثاني يعطيه ما يكفيه يوما وليلة يستقبلهما بعد ضيافته
3907 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول للضيف على من نزل به من الحق ثلاث فما زاد فهو صدقة وعلى
الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل المنزل
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورواته ثقات سوى ليث بن أبي
سليم
3908 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا
حرج عليه
رواه أحمد ورواته ثقات والحاكم وقال صحيح الإسناد
3909 - وعن أبي كريمة وهو المقدام بن معديكرب الكندي رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الضيف حق على كل مسلم فمن
أصبح بفنائه فهو عليه دين إن شاء قضى وإن شاء ترك
رواه أبو داود وابن ماجه
3910 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أيما رجل أضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى
ليلته من زرعه وماله
رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد
3911 - وعن التلب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان بعد ذلك فصدقة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد فيه نظر
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه قالها ثلاثا
قال رجل وما كرامة الضيف يا رسول الله قال ثلاثة أيام
فما زاد بعد ذلك فهو صدقة
رواه أحمد مطولا مختصرا بأسانيد أحدها صحيح والبزار وأبو
يعلى
3913 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف
صدقة
رواه البزار ورواته ثقات
3914 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وقرى الضيف دخل
الجنة
رواه الطبراني في الكبير
3915 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الملائكة تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة
رواه الأصبهاني
3916 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام
البعير
رواه ابن ماجه ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس وغيره
قال الحافظ وتقدم باب في إطعام الطعام وفيه غير ما حديث
يليق بهذا الباب لم نعد منها شيئا
3917 - وعن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم
يقولون قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتد فرحهم فلما انتهينا إلى
القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه و سلم ودعا لنا ثم نظر
إلينا فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي صلى الله
عليه و سلم أهذا الأشج فكان أول يوم وضع عليه الاسم لضربة كانت بوجهه بحافر حمار
قلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم
متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى
النبي صلى الله عليه و سلم وقد بسط النبي صلى الله عليه
و سلم رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا ههنا يا أشج فقال النبي
صلى الله عليه و سلم واستوى قاعدا وقبض رجله ههنا يا أشج فقعد عن يمين رسول الله
صلى الله عليه و سلم فرحب به وألطفه وسأله عن بلادهم وسمى لهم قرية قرية الصفا والمشقر
وغير ذلك من قرى هجر فقال بأبي وأمي يا رسول الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا فقال
إني وطئت بلادكم وفسح لي فيها
قال ثم أقبل على الأنصار فقال يا معشر الأنصار أكرموا
إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا
أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذ أبى قوم أن
يسلموا حتى قتلوا قال فلما أصبحوا قال كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم
قالوا خير إخوان ألانوا فرشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا
وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه و سلم فأعجب
النبي صلى الله عليه و سلم وفرح
وهذا الحديث بطوله رواه أحمد بإسناد صحيح
العيبة بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة تحت
بعدها باء موحدة هي ما يجعل المسافر فيه الثياب
3918 - وعن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
دخل عليه قوم يعودونه في مرض له فقال يا جارية هلمي لأصحابنا ولو كسرا فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مكارم الأخلاق من أعمال الجنة
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
3919 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا خير فيمن لا يضيف
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا ابن لهيعة
الترهيب أن يحقر المرء ما قدم إليه أو يحتقر ما عنده أن
يقدمه للضيف
3920 - عن عبد الله بن عميرة قال دخل على جابر رضي الله
عنه نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال كلوا فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نعم الإدام الخل
إنه هلاك بالرجل أن يدخل إليه النفر من إخوانه فيحتقر ما
في بيته أن يقدمه إليهم
وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم
رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى إلا أنه قال وكفى بالمرء
شرا أن يحتقر ما قرب إليه وبعض أسانيدهم حسن ونعم الإدام الخل
في الصحيح ولعل قوله إنه هلاك بالرجل إلى آخره من كلام
جابر مدرج غير مرفوع والله أعلم
8 - الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة
3921 - عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة
ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة
3922 - وفي رواية فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان
ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة
3923 - وفي رواية له لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا
فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة
رواه مسلم
يرزؤه بسكون الراء وفتح الزاي بعدهما همزة معناه يصيب
منه وينقصه
3924 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له
به صدقة
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3925 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من بنى بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم
ولا اعتداء كان له أجر جاريا ما انتفع به من خلق الرحمن تبارك وتعالى
رواه أحمد من طريق زبان
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان
ولا طائر ولا شيء إلا كان له أجر
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
3927 - وعن خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زرع زرعا فأكل منه الطير أو العافية كان له
صدقة
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن
3928 - وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بأذني هاتين من نصب شجرة فصبر على حفظها
والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز و جل
رواه أحمد وفيه قصة وإسناده لا بأس به
3929 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا مر به وهو
يغرس غرسا بدمشق
فقال له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقال لا تعجل علي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غرس غرسا لم
يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له به صدقة
رواه أحمد وإسناده حسن بما تقدم
3930 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم أنه قال ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله له من الأجر قدر ما
يخرج من ذلك الغرس
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا عبد الله بن
عبد العزيز الليثي
3931 - وتقدم في كتاب العلم وغيره حديث أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره وهو بعد موته من علم
علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر
له بعد موته
رواه البزار وأبو نعيم والبيهقي
وعن جابر رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه
و سلم بني عمرو بن عوف يوم الأربعاء فذكر الحديث إلى أن قال يا معشر الأنصار قالوا
لبيك يا رسول الله فقال كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الله تحملون الكل وتفعلون
في أموالكم المعروف وتفعلون إلى ابن السبيل حتى إذا من الله عليكم بالإسلام وبنبيه
إذا أنتم تحصنون أموالكم فيما يأكل ابن آدم أجر وفيما يأكل السبع والطير أجر
قال فرجع القوم فما منهم أحد إلا هدم من حديقته ثلاثين
بابا
رواه الحاكم
وقال صحيح الإسناد قال وفيه النهي الواضح عن تحصين
الحيطان والنخيل والكرم وغيرها من المحتاجين والجائعين أن يأكلوا منها شيئا انتهى
الترهيب من البخل والشح والترغيب في الجود والسخاء
3933 - عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول
اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات
رواه مسلم وغيره
3934 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح
أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم
رواه مسلم
الشح مثلث الشين هو البخل والحرص وقيل الشح الحرص على ما
ليس عندك والبخل بما عندك
3935 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إياكم والفحش والتفحش فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش وإياكم
والظلم فإنه هو الظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإنه دعا من كان قبلكم فسفكوا
دماءهم ودعا من كان قبلكم فقطعوا أرحامهم ودعا من كان قبلكم فاستحلوا حرماتهم
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح
الإسناد
3936 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال خطبنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
وإياكم والفحش والتفحش وإياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالقطيعة
فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا فقام رجل فقال يا رسول الله أي
الإسلام أفضل قال أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك
فقال ذلك الرجل أو غيره يا رسول الله أي الهجرة أفضل قال
أن تهجر ما كره ربك والهجرة هجرتان هجرة الحاضر وهجرة البادي
فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر وهجرة
الحاضر أعظمها بلية وأفضلها أجرا
رواه أبو داود مختصرا والحاكم واللفظ له وقال صحيح على
شرط مسلم
3937 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
قوله شح هالع أي محزن والهلع أشد الفزع
وقوله جبن خالع هو شدة الخوف وعدم الإقدام ومعناه أنه
يخلع قلبه من شدة تمكنه منه
3938 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا
ولا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبدا
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له
ورواه أطول منه بإسناد على شرط مسلم وتقدم في الجهاد
3939 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما محق الإسلام محق الشح شيء
رواه أبو يعلى والطبراني
3940 - وروي عن نافع رضي الله عنه قال سمع ابن عمر رضي
الله عنهما رجلا يقول الشحيح أغدر من الظالم فقال ابن عمر كذبت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول الشحيح لا يدخل الجنة
رواه الطبراني في الأوسط
وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا يدخل الجنة خب ولا منان ولا بخيل
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
الخب بفتح الخاء المعجمة وتكسر هو الخداع الخبيث
3942 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم
نظر إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي وجلالي لا يجاورني
فيك بخيل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما جيد
ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة من حديث أنس بن مالك ويأتي إن شاء الله تعالى
3943 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما
المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه الحديث
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم في باب انتظار الصلاة
حديث أنس بنحوه
3944 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله
فذكر الحديث إلى أن قال ويبغض الشيخ الزاني والبخيل
والمتكبر
رواه ابن حبان في صحيحه وهو بتمامه في صدقة السر
3945 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق
رواه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا
من حديث صدقة بن موسى
3946 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار
والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب إلى
الله من عابد بخيل
رواه الترمذي من حديث سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن
سعيد عن الأعرج
عن أبي هريرة وقال إنما يروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة
مرسلا
3947 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ألا إن كل جواد في الجنة حتم على الله وأنا به كفيل
ألا وإن كل بخيل في النار حتم على الله وأنا به كفيل
قالوا يا رسول الله من الجواد ومن البخيل قال الجواد من
جاد بحقوق الله عز و جل في ماله والبخيل من منع حقوق الله وبخل على ربه وليس
الجواد من أخذ حراما وأنفق إسرافا
رواه الأصبهاني وهو غريب
3948 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب
قال الحافظ لم يضعفه أبو داود ورواتهما ثقات سوى بشر بن
رافع وقد وثق
قوله غر كريم أي ليس بذي مكر ولا فطنة للشر فهو ينخدع
لانقياده ولينه
والخب بفتح الخاء المعجمة وتكسر هو الخداع الساعي بين
الناس بالشر والفساد
3949 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى
بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها وإذا كانت أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم
إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3950 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا أراد الله بقوم خيرا ولى أمرهم الحكماء وجعل المال عند
السمحاء وإذا أراد الله بقوم شرا ولى أمرهم السفهاء وجعل المال عند البخلاء
رواه أبو داود في مراسيله
3951 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول السخاء خلق الله الأعظم
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
3952 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما جبل ولي لله عز و جل إلا على السخاء وحسن الخلق
رواه أبو الشيخ أيضا
وروي عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء
وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما
رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني إلا أنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله
استخلص هذا الدين فذكره بلفظه
3954 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول
الله من السيد قال يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
قالوا فما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطي مالا ورزق سماحة
وأدنى الفقير وقلت شكايته في الناس
رواه الطبراني في الأوسط
3955 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن في الجنة بيتا يقال له بيت السخاء
رواه الطبراني وأبو الشيخ في كتاب الثواب إلا أنه قال
الجنة دار الأسخياء
قال الطبراني تفرد به جحدر بن عبد الله
3956 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله تبارك وتعالى بعث حبيبي جبريل عليه الصلاة و
السلام إلى إبراهيم عليهما السلام فقال له يا إبراهيم إني لم أتخذك خليلا على أنك أعبد
عباد لي ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلبا أسخى من قلبك
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والطبراني
3957 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم الرزق إلى أهل بيت فيه السخاء أسرع من الشفرة إلى سنام البعير
رواه أبو الشيخ أيضا ولابن ماجه من حديث ابن عباس نحوه
وتقدم لفظه في الضيافة
3958 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر
رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني ورواه أبو الشيخ من حديث
ابن عباس
10 - الترهيب من عود الإنسان في هبته
3959 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الذي يرجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه
وفي رواية مثل الذي يعود في هبته كمثل الكلب يقيء ثم
يعود في قيئه فيأكله
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
ولفظ أبي داود العائد في هبته كالعائد في قيئه
قال قتادة ولا نعلم القيء إلا حراما
3961 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حملت على فرس
في سبيل الله فأردت أن أشتريه فظننت أنه يبيعه برخص فسألت النبي صلى الله عليه و
سلم فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالعائد
في قيئه
رواه البخاري ومسلم
قوله حملت على فرس في سبيل الله أي أعطيت فرسا لبعض
الغزاة ليجاهد عليه
3962 - وعن ابن عمر و ابن عباس رضي الله عنهم أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لرجل أن يعطي لرجل عطية أو يهب هبة ثم يرجع فيها
إلا الوالد فيما يعطي ولده ومثل الذي يرجع في عطيته أو هبته كالكلب يأكل فإذا شبع
قاء ثم عاد في قيئه
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي
حديث حسن صحيح
3963 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يسترد ما وهب كمثل
الكلب يقيء فيأكل قيئه فإذا استرد الواهب فليوقف فليعرف بما استرد ثم ليدفع ما وهب
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
الترغيب في قضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم وما
جاء فيمن شفع فأهدي إليه
3964 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان
الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن
ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
وزاد فيه رزين العبدري ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه
ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزول الأقدام ولم أر هذه الزيادة في شيء من أصوله
إنما رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني كما سيأتي
3965 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على
مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد
في عون أخيه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن
ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
3966 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في
حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله
رواه الطبراني ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
من حديث الجهم بن عثمان ولا يعرف عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ورواه ابن أبي
الدنيا في كتاب اصطناع المعروف عن الحسن مرسلا
3967 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله
عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين
ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم
رواه الطبراني
3968 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم
فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط ولو
قيل بتحسين سنده لكان ممكنا
3969 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما عظمت نعمة الله عز و جل على عبد إلا اشتدت إليه مؤنة الناس
ومن لم يحمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما
3970 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج
الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال
رواه الطبراني بإسناد جيد
3971 - وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن
اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما
بين الخافقين
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا
أنه قال لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته وأشار بأصبعه أفضل من أن يعتكف في
مسجدي هذا شهرين
3972 - وروي عن ابن عمر و أبي هريرة رضي الله عنه قالا
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أظله الله
عز و جل بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون له ويدعون له إن كان صباحا حتى يمسي وإن كان
مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا حط الله عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة
رواه أبو الشيخ وابن حبان وغيره
3973 - وروي أيضا عن ابن عمر وحده رضي الله عنهما أن نبي
الله صلى الله عليه و سلم قال من أعان عبدا في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول
الأقدام
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه
رواه الطبراني ورواته ثقات
3975 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يخرج خلق من أهل النار فيمر الرجل بالرجل من أهل الجنة فيقول يا
فلان أما تعرفني فيقول ومن أنت فيقول أنا الذي استوهبتني وضوءا فوهبت لك فيشفع فيه
ويمر الرجل فيقول يا فلان أما تعرفني فيقول ومن أنت فيقول أنا الذي بعثتني في حاجة
كذا وكذا فقضيتها لك فيشفع له فيشفع فيه
رواه ابن أبي الدنيا باختصار وابن ماجه وتقدم لفظه
والأصبهاني واللفظ له
الوضوء بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به
3976 - وروي عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ومحا
عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف والأصبهاني
3977 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال على كل مسلم صدقة
قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق
قال أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف
قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو
الخير
قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة
رواه البخاري ومسلم
3978 - وعن أبي قلابة أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله
عليه و سلم قدموا يثنون على صاحب لهم خيرا قالوا ما رأينا مثل فلان هذا قط ما كان
في مسير إلا كان في قراءة ولا نزلنا في منزل إلا كان في صلاة قال فمن كان يكفيه ضيعته
حتى ذكر ومن كان يعلف جمله أو دابته قالوا نحن
قال فكلكم خير منه
رواه أبو داود في مراسيله
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير أعانه
الله على إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وابن حبان في صحيحه
كلاهما من رواية إبراهيم بن هشام الغساني
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أبي الدرداء
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان وصلة لأخيه إلى ذي سلطان في مبلغ
بر أو إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة
3980 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله عز و جل يوم القيامة
رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن وأبو الشيخ في كتاب
الثواب
3981 - وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
3982 - وروي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا أفضل الأعمال
إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت له حاجة
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أبو الشيخ من حديث ابن
عمر ولفظه أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو
تطرد عنه جزعا أو تقضي عنه دينا
3983 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور
على المسلم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير
3984 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا
دون الجنة
رواه الطبراني
3985 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا
جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله
فقال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وأحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم تكشف
عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من
أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه
أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت
الله قدميه يوم تزول الأقدام
رواه الأصبهاني واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا عن بعض
أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ولم يسمه
3986 - وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنهم
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أدخل رجل على مؤمن سرورا إلا خلق الله
عز و جل من ذلك السرور ملكا يعبد الله عز و جل ويوحده فإذا صار العبد في قبره أتاه
ذلك السرور فيقول أما تعرفني فيقول له من أنت فيقول أنا السرور الذي أدخلتني على
فلان أنا اليوم أونس وحشتك وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت وأشهدك مشاهدك يوم
القيامة وأشفع لك إلى ربك وأريك منزلك من الجنة
رواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب الثواب وفي
إسناده من لا يحضرني الآن حاله وفي متنه نكارة والله أعلم
3987 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من شفع شفاعة لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا
عظيما من أبواب الكبائر
رواه أبو داود عن القاسم بن عبد الرحمن عنه
كتاب الأدب وغيره الترغيب في الحياء وما جاء في فضله
والترهيب من الفحش والبذاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه
و سلم دعه فإن الحياء من الإيمان
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
3988 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الحياء لا يأتي إلا بخير
رواه البخاري ومسلم
3989 - وفي رواية لمسلم الحياء خير كله
3990 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا
الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
3991 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء
والجفاء في النار
رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال
الترمذي حديث حسن صحيح
3992 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الحياء والعي شعبتان من الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من
النفاق
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث أبي
غسان محمد بن مطرف
والعي قلة الكلام
والبذاء هو الفحش في الكلام
والبيان هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون
فيتوسعون في الكلام ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله انتهى
ورواه الطبراني بنحوه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الحياء والعي من الإيمان وهما يقربان من الجنة ويباعدان من النار
والفحش والبذاء من الشيطان وهما يقربان من النار ويباعدان من الجنة
فقال أعرابي لأبي أمامة إنا لنقول في الشعر العي من
الحمق فقال إني أقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وتجيئني بشعرك المنتن
3993 - وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال كنا مع
النبي صلى الله عليه و سلم فذكر عنده الحياء فقالوا يا رسول الله الحياء من الدين
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل هو الدين كله ثم قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن الحياء والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب والعفة من الإيمان وإنهن
يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا وإن
الشح والعجز والبذاء من النفاق وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة وما ينقصن
من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا
رواه الطبراني باختصار وأبو الشيخ في الثواب واللفظ له
3994 - وعن عائشة رضي الله عنها قلت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يا عائشة لو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا ولو كان الفحش رجلا
لكان رجل سوء
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وأبو الشيخ أيضا وفي
إسنادهما ابن لهيعة وبقية رواة الطبراني محتج بهم في الصحيح
وعن زيد بن طلحة بن ركانة يرفعه قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء
رواه مالك ورواه ابن ماجه وغيره عن أنس مرفوعا ورواه
أيضا من طريق صالح بن حسان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم فذكره
3996 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب ويأتي في
الباب بعده أحاديث في ذم الفحش إن شاء الله تعالى
3997 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ورواه الطبراني
في الأوسط من حديث ابن عباس
3999 - حسن وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء
قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله
قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ
الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة
الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء
رواه الترمذي وقال هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من
حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد
قال الحافظ أبان بن إسحاق فيه مقال والصباح مختلف فيه
وتكلم فيه لرفعه هذا الحديث وقالوا الصواب عن ابن مسعود موقوف ورواه الطبراني
مرفوعا من حديث عائشة والله أعلم
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال إن الله عز و جل إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء فإذا نزع منه
الحياء لم تلفه إلا مقيتا فإذا لم تلفه إلا مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا
نزعت منه الأمانة لم تلفه إلا خائنا مخونا فإذا لم تلفه إلا خائنا مخونا نزعت منه
الرحمة فإذا نزعت منه الرحمة لم تلفه إلا رجيما ملعنا فإذا لم تلفه إلا رجيما
ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام
رواه ابن ماجه
الربقة بكسر الراء وفتحها واحدة الربق وهي عرى في حبل
تشد به البهم وتستعار لغيره
الترغيب في الخلق الحسن وفضله والترهيب من الخلق السيىء
وذمه
4001 - عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت رسول
الله صلى الله عليه و سلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في
صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس
رواه مسلم والترمذي
4002 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من
خياركم أحسنكم أخلاقا
رواه البخاري ومسلم والترمذي
4003 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله
يبغض الفاحش البذيء
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
صحيح
وزاد في رواية له وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب
الصوم والصلاة
رواه بهذه الزيادة البزار بإسناد جيد لم يذكر فيه الفاحش
البذيء
ورواه أبو داود مختصرا قال ما من شيء أثقل في الميزان من
حسن الخلق
البذيء بالذال المعجمة ممدودا هو المتكلم بالفحش ورديء
الكلام
4004 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله
صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل
عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد
وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب
4005 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح على شرطهما كذا قال وقال
الترمذي حديث حسن ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة
4006 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم والقائم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على
شرطهما ولفظه إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل وصائم النهار
رواه الطبراني من حديث أبي أمامة إلا أنه قال إن الرجل
ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامىء بالهواجر
4007 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة
رواه الطبراني في الأوسط وقال صحيح على شرط مسلم
ورواه أبو يعلى من حديث أنس وزاد في أوله أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم خلقا
4008 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف
العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم
رواه الطبراني ورواته ثقات سوى شيخه المقدام بن داود وقد
وثق
4009 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام
بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورواة أحمد ثقات إلا ابن
لهيعة
الضريبة الطبيعة وزنا ومعنى
4010 - وعن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن الصمت وحسن الخلق
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت مرسلا
4011 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال كرم المؤمن دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي كلهم من رواية
مسلم بن خالد الزنجي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه البيهقي أيضا موقوفا على
عمر صحح إسناده ولعله أشبه
4012 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال له يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق
رواه ابن حبان في صحيحه وغيره في آخر حديث طويل تقدم منه
قطعة في الظلم
4013 - وتقدم في الإخلاص حديث أبي ذر عن النبي صلى الله
عليه و سلم قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه
مطمئنة وخليقته مستقيمة الحديث
4014 - وعن العلاء بن الشخير رضي الله عنه أن رجلا أتى
النبي صلى الله عليه و سلم من قبل وجهه
فقال يا رسول الله أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه
عن يمينه فقال أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن شماله فقال يا رسول الله أي
العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه من بعده يعني من خلفه فقال يا رسول الله أي العمل
أفضل فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما لك لا تفقه حسن الخلق هو
أن لا تغضب إن استطعت
رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة مرسلا هكذا
4015 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا
وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والترمذي وتقدم لفظه
وقال حديث حسن
4016 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا
الحديث
رواه الترمذي وقال حديث حسن
4017 - وروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم حسن الخلق خلق الله الأعظم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
4018 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم عن جبريل عن الله تعالى قال إن هذا دين ارتضيته لنفسي
ولن يصلح له إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم في البخل والسخاء حديث
عمران بن حصين بمعناه
4019 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام يا خليلي حسن خلقك ولو مع
الكفار تدخل مدخل الأبرار وإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وأن أسقيه
من حظيرة قدسي وأن أدنيه من جواري
رواه الطبراني
وعنه أيضا رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول ما حسن الله خلق رجل وخلقه فتطعمه النار أبدا
رواه الطبراني في الأوسط
4021 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم
القيامة فأعادها مرتين أو ثلاثا
قالوا نعم يا رسول الله
قال أحسنكم خلقا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
4022 - وعن أنس رضي الله عنه قال لقي رسول الله صلى الله
عليه و سلم أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل
على الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي
نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والبزار وأبو يعلى بإسناد
جيد رواته ثقات واللفظ له ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب بإسناد واه عن
أبي ذر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل
العبادة وأخفها على البدن وأثقلها في الميزان وأهونها على اللسان قلت بلى فداك أبي
وأمي قال عليك بطول الصمت وحسن الخلق فإنك لست بعامل يا أبا ذر بمثلهما
4023 - ورواه أيضا من حديث أبي الدرداء قال قال النبي
صلى الله عليه و سلم يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما لم
تلق الله عز و جل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق
4024 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال أطولكم أعمارا
وأحسنكم أخلاقا
رواه البزار وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية ابن
إسحاق ولم يصرح فيه بالتحديث
4025 - وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال كنا جلوسا
عند النبي صلى الله عليه و سلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه
أناس فقالوا من أحب عباد الله إلى الله تعالى قال أحسنهم خلقا
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح وابن حبان في
صحيحه
4026 - وفي رواية لابن حبان بنحوه إلا أنه قال يا رسول
الله فما خير ما أعطي الإنسان قال خلق حسن
ورواه الحاكم والبيهقي بنحو هذه وقال الحاكم صحيح
على شرطهما ولم يخرجاه لأن أسامة ليس له سوى راو واحد
كذا قال وليس بصواب فقد روى عنه زياد بن علاقة وابن الأقمر وغيرهما
4027 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال كنت في مجلس
فيه النبي صلى الله عليه و سلم وسمرة وأبو أمامة فقال إن الفحش والتفحش ليسا من
الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد جيد ورواته ثقات
4028 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
معاذ بن جبل رضي الله عنه أراد سفرا فقال يا نبي الله أوصني قال اعبد الله لا تشرك
به شيئا
قال يا نبي الله زدني
قال إذا أسأت فأحسن
قال يا نبي الله زدني قال استقم وليحسن خلقك
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4029 - ورواه مالك عن معاذ قال كان آخر ما أوصاني به
رسول الله صلى الله عليه و سلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال يا معاذ أحسن خلقك
للناس
4030 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه و سلم اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس
بخلق حسن
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4031 - وعن عمير بن قتادة رضي الله عنه أن رجلا قال يا
رسول الله أي الصلاة أفضل قال طول القنوت
قال فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل
قال أي المؤمنين أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا
رواه الطبراني في الأوسط من رواية سويد بن إبراهيم أبي
حاتم ولا بأس به في المتابعات
4032 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي
رواه أحمد ورواته ثقات
4033 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أحبكم إلي
أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون
وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العيب
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواه البزار من حديث
عبد الله بن مسعود باختصار ويأتي في النميمة إن شاء الله حديث عبد الرحمن بن غنم
بمعناه
4034 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قالت أم حبيبة يا
رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول
أو للآخر قال تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة يا أم حبيبة
ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
رواه الطبراني والبزار باختصار ورواه الطبراني أيضا في
الكبير والأوسط من حديث أم سلمة في آخر حديث طويل يأتي في صفة الجنة إن شاء الله
تعالى
4035 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق
السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي
4036 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لأهله
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
والبيهقي إلا أنه قال وخياركم خياركم لنسائهم
والحاكم دون قوله وخياركم خياركم لأهله
ورواه بدونه أيضا محمد بن نصر المروزي وزاد فيه وإن
المرء ليكون مؤمنا وإن في خلقه شيئا فينقص ذلك من إيمانه
4038 - وعن رجل من مزينة قال قيل يا رسول الله ما أفضل
ما أوتي الرجل المسلم قال الخلق الحسن
قال فما شر ما أوتي الرجل المسلم قال إذا كرهت أن يرى
عليك شيء في نادي القوم فلا تفعله إذا خلوت
رواه عبد الرزاق في كتابه عن معمر عن أبي إسحاق عنه
4039 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن هذه الأخلاق من الله فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا
حسنا ومن أراد به سوءا منحه خلقا سيئا
رواه الطبراني في الأوسط
4040 - وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا وإن
أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني وابن حبان في
صحيحه ورواه الترمذي من حديث جابر وحسنه لم يذكر فيه أسوؤكم أخلاقا
وزاد في آخره قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون
والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون
الثرثار بثاءين مثلثتين مفتوحتين هو الكثير الكلام تكلفا
والمتشدق هو المتكلم بملء شدقه تفاصحا وتعظيما لكلامه
والمتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق
لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره
ولهذا فسره النبي صلى الله عليه و سلم بالمتكبر
4041 - وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حسن الخلق نماء وسوء الخلق شؤم والبر
زيادة في العمر والصدقة تدفع ميتة السوء
رواه أحمد وأبو داود باختصار وفي إسنادهما راو لم يسم
وبقية إسناده ثقات
4042 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله
ما الشؤم قال سوء الخلق
رواه الطبراني في الأوسط
4043 - ورواه فيه أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الشؤم سوء الخلق
وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في
شر منه
رواه الطبراني في الصغير والأصبهاني
4045 - وفي رواية للأصبهاني عن رجل من أهل الجزيرة لم
يسمه عن ميمون بن مهران قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذنب أعظم عند
الله عز و جل من سوء الخلق وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في ذنب
وهذا مرسل
4046 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم كان يدعو يقول اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق
رواه أبو داود والنسائي
3 - الترغيب في الرفق والأناة والحلم
4047 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله
رواه البخاري ومسلم
4048 - وفي رواية لمسلم إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي
على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه
4049 - وعنها أيضا رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه
رواه مسلم
4050 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق وإذا
أحب الله عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا
رواه الطبراني ورواته ثقات ورواه مسلم وأبو داود
مختصرا من يحرم الرفق يحرم الخير
زاد أبو داود كله
4051 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق
فقد حرم حظه من الخير
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4052 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على
العنف
رواه الطبراني من رواية صدقة بن عبد الله السمين وبقية
إسناده ثقات
4053 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لها يا عائشة ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم
الرفق
رواه أحمد والبزار من حديث جابر ورواتهما رواة الصحيح
4054 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم الرفق يمن والخرق شؤم
رواه الطبراني في الأوسط
4055 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم
رواه الطبراني بإسناد جيد
4056 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته رفق بالضعيف وشفقة
على الوالدين وإحسان إلى المملوك
رواه الترمذي وقال حديث غريب
4057 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه وإن
الله رفيق يحب الرفق
رواه البزار بإسناد لين وابن حبان في صحيحه وعنده الفحش
مكان الخرق ولم يقل وإن الله إلى آخره
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بال أعرابي في المسجد
فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعوه وأريقوا على بوله
سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
رواه البخاري
السجل بفتح السين المهملة وسكون الجيم هي الدلو الممتلئة
ماء
والذنوب بفتح الذال المعجمة مثل السجل وقيل هي الدلو
مطلقا سواء كان فيها ماء أو لم يكن وقيل دون الملاى
4059 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا
رواه البخاري ومسلم
4060 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما خير رسول الله
صلى الله عليه و سلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان ثم إثم
كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه في شيء قط إلا
أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى
رواه البخاري ومسلم
4061 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار تحرم
على كل هين لين سهل
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه ولفظه في
إحدى رواياته إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل
4062 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال التأني من الله والعجلة من الشيطان وما أحد أكثر معاذير من الله
وما من شيء أحب إلى الله من الحمد
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم للأشج إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة
رواه مسلم
4064 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله
عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جمع الله الخلائق نادى مناد أين
أهل الفضل قال فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون سراعا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون
إنا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون وما فضلكم
فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء إلينا حلمنا فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم
أجر العاملين
رواه الأصبهاني
4065 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم
زاد بعض الرواة فيه وإنه ليكتب جبارا وما يملك إلا أهل
بيته
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
4066 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنت أمشي مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه بردائه
جذبة شديدة فنظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أثر بها حاشية الرداء
من شدة جذبته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر
له بعطاء
رواه البخاري ومسلم
4067 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كأني أنظر إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح
الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
رواه البخاري ومسلم
4068 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول وجبت محبة الله على من أغضب فحلم
رواه الأصبهاني وفي سنده أحمد بن داود بن عبد الغفار
المصري شيخ الحاكم وقد وثقه الحاكم وحده
وتقدم حديث عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع به الدرجات قالوا نعم يا
رسول الله
قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك
وتصل من قطعك
رواه الطبراني والبزار
4070 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
رواه البخاري ومسلم
قال الحافظ وسيأتي باب في الغضب ودفعه إن شاء الله تعالى
4 - الترغيب في طلاقة الوجه وطيب الكلام وغير ذلك مما
يذكر
4071 - عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق
رواه مسلم
4072 - وعن الحسن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طليق الوجه
رواه ابن أبي الدنيا وهو مرسل
4073 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه
طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح وصدره في
الصحيحين من حديث حذيفة وجابر
4074 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة
وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة
وإفراغك من دلوك في
دلو أخيك لك صدقة
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه وزاد وبصرك للرجل
الرديء البصر لك صدقة
4075 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة وإماطتك الأذى عن
الطريق يكتب لك به صدقة وإن أمرك بالمعروف صدقة وإرشادك الضال يكتب لك به صدقة
رواه البزار والطبراني من رواية يحيى بن أبي عطاء وهو
مجهول
4076 - وعن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال أتيت رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا
ينفعنا الله به فقال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي
ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها
الله وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على
من قاله
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي
مفرقا وابن حبان في صحيحه واللفظ له
4077 - وفي رواية للنسائي فقال لا تحقرن من المعروف شيئا
أن تأتيه ولو أن تهب صلة الحبل ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلقى
أخاك المسلم ووجهك بسط إليه ولو أن تونس الوحشان بنفسك ولو أن تهب الشسع
4078 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال والكلمة الطيبة صدقة
رواه البخاري ومسلم في حديث
4079 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة
رواه البخاري ومسلم
وعن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال
قلت يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة قال موجب الجنة إطعام الطعام وإفشاء
السلام وحسن الكلام
رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات وابن أبي
الدنيا في كتاب الصمت والحاكم إلا أنهما قالا عليك بحسن الكلام وبذل الطعام وقال الحاكم
صحيح ولا علة له رواه البزار من حديث أنس قال قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم
علمني عملا يدخلني الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وأطب الكلام وصل بالليل
والناس نيام تدخل الجنة بسلام
4081 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها
فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات
قائما والناس نيام
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما وتقدم جملة
من أحاديث هذا النوع في قيام الليل وإطعام الطعام
الترغيب في إفشاء السلام وما جاء في فضله وترهيب المرء
من حب القيام له
4082 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ
السلام على من عرفت ومن لم تعرف
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
4083 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم
على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد والبغضاء هي الحالقة ليس
حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا
تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم
رواه البزار بإسناد جيد
4085 - وروي عن شيبة الحجبي عن عمه رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع
له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه
رواه الطبراني في الأوسط
4086 - وعن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال أفشوا السلام تسلموا
رواه ابن حبان في صحيحه
4087 - وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا
الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4088 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا
الجنان
رواه الترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه واللفظ له
قال الحافظ وتقدم غير ما حديث من هذا النوع في إطعام
الطعام وغيره
4089 - وعن أبي شريح رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله
أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه في حديث والحاكم وصححه
4090 - وتقدم في رواية جيدة للطبراني قال قلت يا رسول
الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز
وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
ولمسلم حق المسلم على المسلم ست
قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا
دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا
مات فاتبعه
ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذا
4092 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أفشوا السلام كي تعلوا
رواه الطبراني بإسناد حسن
4093 - وعن الأغر أغر مزينة رضي الله عنه قال كان رسول
الله صلى الله عليه و سلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار فمطلني به
فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اغد يا
أبا بكر فخذ له تمره فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح فوجدته حيث وعدني
فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه فقال أبو بكر رضي الله عنه أما
ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل لا يسبقك إلى السلام أحد فكنا إذا طلع الرجل من بعيد
بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير
رواته محتج بهم في الصحيح
حنه
4094 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام
رواه أبو داود والترمذي وحسنه ولفظه قيل يا رسول الله
الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام قال أولاهما بالله تعالى
4095 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يسلم الراكب على
الماشي والماشي على القاعد والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل
رواه البزار وابن حبان في صحيحه
4096 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض
فأفشوه بينكم فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم
فضل درجة بتذكيره إياهم السلام فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم
رواه البزار والطبراني وأحد إسنادي البزار جيد قوي
4097 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا إذا كنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم فتفرق بيننا شجرة فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض
رواه الطبراني بإسناد حسن
4098 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم
فليست الأولى بأحق من الآخرة
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي
وزاد رزين ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم كان شريكهم
فيما خاضوا من الخير بعده
4099 - وروى أحمد من طريق ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن
سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال حق على من قام على
جماعة أن يسلم عليهم وحق على من قام من مجلس أن يسلم فقام رجل ورسول الله صلى الله
عليه و سلم يتكلم فلم يسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسرع ما نسي
4100 - وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه قال يا
بني إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السلام عليكم فإنك شريكهم فيما يصيبون
في ذلك المجلس
رواه الطبراني موقوفا هكذا ومرفوعا والموقوف أصح
4101 - وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى
الله عليه و سلم عشر ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد فجلس فقال عشرون
ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد فجلس فقال ثلاثون
رواه أبو داود والترمذي وحسنه
والنسائي والبيهقي وحسنه أيضا ورواه أبو داود أيضا من
طريق أبي مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا بنحوه
وزاد ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومغفرته فقال أربعون
قال هكذا تكون الفضائل
4102 - وروي عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات ومن قال السلام
عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت له ثلاثون حسنة
رواه الطبراني
4103 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا مر على رسول
الله صلى الله عليه و سلم وهو في مجلس فقال سلام عليكم فقال عشر حسنات ثم مر آخر
فقال سلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون حسنة ثم مر آخر فقال سلام عليكم ورحمة الله
وبركاته فقال ثلاثون حسنة فقام رجل من المجلس ولم يسلم فقال النبي صلى الله عليه و
سلم ما أوشك ما نسي صاحبكم إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس
فليجلس وإن قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه
ما أوشك أي ما أسرع
4104 - وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها
وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة
قال حسان فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت
العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن تبلغ خمس عشرة
رواه البخاري وغيره
4105 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أعجز الناس من عجز في الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام
رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله
عليه و سلم إلا بهذا الإسناد
قال الحافظ وهو إسناد جيد قوي
4106 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أسرق الناس
الذي يسرق صلاته قيل يا رسول الله وكيف يسرق صلاته قال
لا يتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس من بخل بالسلام
رواه الطبراني بإسناد جيد
4107 - وعن جابر رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى
الله عليه و سلم فقال إن لفلان في حائطي عذقا وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه
فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعني عذقك الذي في حائط فلان قال
لا قال فهبه لي
قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة
قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأيت الذي
هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام
رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد لا بأس به
قال الحافظ وتقدم فيما يقول إذا دخل بيته أحاديث من
السلام فأغنى عن إعادتها هنا
4108 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار
رواه أبو داود بإسناد صحيح والترمذي وقال حديث حسن
4109 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم متوكئا على عصا فقمنا إليه فقال لا تقوموا
كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا
رواه أبو داود وابن ماجه وإسناده حسن
فيه أبو غالب واسمه حزور ويقال نافع ويقال سعيد بن
الحزور فيه كلام طويل ذكرته في مختصر السنن وغيره والغالب عليه التوثيق وقد صحح له
الترمذي وغيره والله أعلم
الترغيب في المصافحة والترهيب من الإشارة في السلام وما
جاء في السلام على الكفار
4110 - عن البراء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا
رواه أبو داود والترمذي كلاهما من رواية
الأجلح عن أبي إسحاق عن أبي البراء وقال الترمذي حديث
حسن غريب
4111 - وفي رواية لأبي داود قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما
قال الحافظ وفي هذه الرواية أبو بلج بفتح الباء وسكون
اللام بعدها جيم واسمه يحيى بن سليم ويقال يحيى بن أبي الأسود ويأتي الكلام عليه
وعلى الأجلح واسمه يحيى بن عبد الله أبو حجبة الكندي وإسناد هذا الحديث فيه اضطراب
4112 - وروى الطبراني عن أبي داود الأعمى وهو متروك قال
لقيني البراء بن عازب فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال أتدري لم أخذت بيدك قلت
لا إلا أنني ظننت أنك لم تفعله إلا لخير فقال إن النبي صلى الله عليه و سلم لقيني
ففعل بي ذلك ثم قال أتدري لم فعلت بك ذلك قلت لا قال قال النبي صلى الله عليه و
سلم إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا
لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما
4113 - وعن أنس رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه
و سلم قال ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقا على الله عز و
جل أن يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما
واللفظ له والبزار وأبو يعلى ورواة أحمد كلهم ثقات إلا
ميمون المرادي وهذا الحديث مما أنكر عليه
4114 - وعنه رضي الله عنه قال كان أصحاب النبي صلى الله
عليه و سلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح
4115 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت
خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر
رواه الطبراني في الأوسط ورواته لا أعلم فيهم مجروحا
4116 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم لقي حذيفة فأراد أن يصافحه فتنحى حذيفة فقال إني كنت جنبا فقال إن
المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر
رواه البزار من رواية مصعب بن ثابت
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا وتساءلا أنزل الله بينهما مائة رحمة تسعة
وتسعين لأبشهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما مساءلة بأخيه
رواه الطبراني بإسناد فيه نظر
لأبشهما أي لأكثرهما بشاشة وهي طلاقة الوجه مع الفرح
والتبسم وحسن الإقبال واللطف في المسألة
وأطلقهما أي أكثرهما وأبلغهما طلاقة وهي بمعنى البشاشة
4118 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا التقى الرجلان المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه فإن
أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا لصاحبه فإذا تصافحا نزلت عليهما مائة رحمة وللبادي منهما
تسعون وللمصافح عشرة
رواه البزار
4119 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن المسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما
يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما
مثل زبد البحر
رواه الطبراني بإسناد حسن
4120 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من تمام التحية الأخذ باليد
رواه الترمذي عن رجل لم يسمه عنه وقال حديث غريب
4121 - وعن قتادة قال قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه
أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم
رواه البخاري والترمذي
4122 - وعن أيوب بن بشير العدوي عن رجل من عنزة قال قلت
لأبي ذر حيث سير إلى الشام إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إذن أخبرك به إلا أن يكون شرا قلت إنه ليس بشر هل كان رسول الله صلى
الله عليه و سلم يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيته قط إلا صافحني وبعث إلي ذات يوم
ولم أكن في أهلي فجئت فأخبرت أنه أرسل إلي فاتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت
تلك أجود وأجود
رواه أبو
داود والرجل المبهم اسمه عبد الله مجهول
4123 - وعن عطاء الخراساني أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال تصافحوا يذهب عنكم الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء
رواه مالك هكذا معضلا وقد أسند من طرق فيها مقال
4124 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله
عنهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا
باليهود ولا بالنصارى
فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وإن تسليم النصارى
بالأكف
رواه الترمذي والطبراني وزاد ولا تقصوا النواصي وأحفوا
الشارب واعفوا اللحى ولا تمشوا في المساجد والأسواق وعليكم القمص إلا وتحتها الأزر
4125 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح والطبراني واللفظ له
4126 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق
فاضطروهم إلى أضيقه
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي
4127 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومن
نوع هذين الحديثين كثير ليس من شرط كتابنا فتركناها
الترهيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يستأذن
4128 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود إلا أنه قال ففقؤوا عينه
فقد هدرت
4129 - وفي رواية للنسائي أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينه فلا دية له ولا قصاص
4130 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أيما رجل كشف سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل
له أن يأتيه ولو أن رجلا فقأ عينه لهدرت ولو أن رجلا مر على باب لا ستر له فرأى عورة
أهله فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل المنزل
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا ابن لهيعة ورواه
الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة
4131 - وعن عبادة يعني ابن الصامت رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال من دخلت عينه قبل أن
يستأذن ويسلم فلا إذن وقد عصى ربه
رواه الطبراني من حديث إسحاق بن يحيى عن عبادة ولم يسمع
منه ورواته ثقات
4132 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا اطلع من بعض حجر
النبي صلى الله عليه و سلم فقام إليه النبي صلى الله عليه و سلم بمشقص أو بمشاقص
فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ولفظه
أن أعرابيا أتى باب النبي صلى الله عليه و سلم فألقم عينه خصاصة الباب فبصر به
النبي صلى الله عليه و سلم فتوخاه بحديدة أو عود ليفقأ عينه فلما أن أبصره
انقمع فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أما إنك لو ثبت
عليك لفقأت عينك
المشقص بكسر الميم بعدها شين معجمة ساكنة وقاف مفتوحة هو
سهم له نصل عريض وقيل طويل وقيل هو النصل العريض نفسه وقيل الطويل
يختله بكسر التاء المثناة فوق أي يخدعه ويراوغه
وخصاصة الباب بفتح الخاء المعجمة وصادين مهملتين هي
الثقب فيه والشقوق ومعناه أنه جعل الشق الذي في الباب محاذيا عينه
توخاه بتشديد الخاء المعجمة أي قصده
4133 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رجلا
اطلع على رسول الله صلى الله عليه و سلم من جحر في حجرة النبي صلى الله عليه و سلم
ومع النبي صلى الله عليه و سلم مدراة يحك بها رأسه فقال النبي صلى الله عليه و سلم
لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
4134 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهن لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء
دونهم فإن فعل فقد خانهم ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن فإن فعل فقد دخل ولا
يصلي وهو حقن حتى يتخفف
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وحسنه وابن ماجه
مختصرا ورواه أبو داود أيضا من حديث أبي هريرة
4135 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها
فاستأذنوا فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا
رواه الطبراني في الكبير من طرق أحدها جيد
8 - الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه
4136 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع
إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في
أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب أو كلف أن
ينفخ فيها الروح وليس بنافخ
رواه البخاري وغيره
الآنك بمد الهمزة وضم النون هو الرصاص المذاب
الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط
4137 - عن عامر بن سعد قال كان سعد بن أبي وقاص في بيته
فجاءه ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت
في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فضرب سعد في صدره وقال اسكت سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
رواه مسلم
الغني أي الغني النفس القنوع
4138 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رجل أي
الناس أفضل يا رسول الله قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
قال ثم من قال ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه
4139 - وفي رواية يتقي الله ويدع الناس من شره
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ورواه الحاكم بإسناد على
شرطهما إلا أنه قال عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل أي المؤمنين أكمل إيمانا
قال الذي يجاهد بنفسه وماله ورجل يعبد ربه في شعب من الشعاب وقد كفى الناس شره
4140 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر
بدينه من الفتن
رواه مالك والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه
شعف الجبال بالشين المعجمة والعين المهملة مفتوحتين هو
أعلاها ورؤوسها
4141 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم أنه قال من خير معايش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على
متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل أو الموت مظانه ورجل في غنيمة في
رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد
ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير
رواه مسلم وتقدم بشرح غريبه في الجهاد
4142 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ألا أخبركم بخير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ألا
أخبركم بالذي يتلوه رجل معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله فيها ألا أخبركم بشر الناس
رجل يسأل بالله ولا يعطي
رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
وابن حبان في صحيحه ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عليهم وهم جلوس في
مجلس لهم فقال ألا أخبركم بخير الناس منزلا قالوا بلى يا رسول الله قال رجل أخذ
برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل
ألا أخبركم بالذي يليه قلنا بلى يا رسول الله قال امرؤ
معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس
ألا أخبركم بشر الناس قلنا بلى يا رسول الله
قال الذي يسأل بالله ولا يعطي
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب العزلة من حديثه ورواه
أيضا هو والطبراني من حديث أم مبشر الأنصارية أطول منه
4143 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان
ضامنا على الله ومن دخل على إمامه يعزره كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم
يغتب إنسانا كان ضامنا على الله
رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان
واللفظ له وعند الطبراني
أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس
وهو عند أبي داود بنحوه وتقدم لفظه ورواه الطبراني في
الأوسط من حديث عائشة ولفظه قال خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان
ضامنا على الله أن يدخل الجنة فذكر منها ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليهم
سخطا ولا نقمة
4144 - وروي عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أعجب الناس إلي رجل يؤمن بالله ورسوله
ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعمر ماله ويحفظ دينه ويعتزل الناس
رواه ابن أبي الدنيا في العزلة
4145 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده
4146 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي كلهم من طريق
عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وقال الترمذي حديث حسن
4147 - وعن مكحول رضي الله عنه قال قال رجل متى قيام
الساعة يا رسول الله قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها أشراط وتقارب
أسواق
قالوا يا رسول الله وما تقارب أسواقها قال كسادها ومطر
ولا نبات وأن تفشو الغيبة وتكثر أولاد البغية وأن يعظم رب المال وأن تعلو أصوات
الفسقة في المساجد وأن يظهر أهل المنكر على أهل الحق قال رجل فما تأمرني قال فر
بدينك وكن حلسا من أحلاس بيتك
رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا
4148 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا
ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير
من الماشي والماشي فيها خير من الساعي
قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم
رواه أبو داود وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة في الصحاح
وغيرها
الحلس هو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب يعني
الزموا بيوتكم في الفتن كلزوم الحلس لظهر الدابة
4149 - وعن المقداد بن الأسود قال ايم الله لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب
الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها
رواه أبو داود
واها كلمة معناها التلهف وقد توضع للإعجاب بالشيء
4150 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما نحن حول
رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ ذكر الفتنة فقال إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم
وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال فقمت إليه فقلت كيف أفعل عند ذلك جعلني
الله تبارك وتعالى فداك قال الزم بيتك وابك على نفسك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف
ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة
رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن
مرجت أي فسدت والظاهر أن معنى قوله خفت أماناتهم أي قلت
من قولهم خف القوم أي قلوا والله أعلم
4151 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر خرج إلى
المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال
حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اليسير من الرياء شرك ومن عادى
أولياء الله فقد بارز بالمحاربة
إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم
يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة
رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم
صحيح ولا علة له
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من هرب بدينه من
شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر فإن كان ذلك كذلك لم تنل المعيشة إلا بسخط الله
فإذا كان ذلك كذلك كان هلاك الرجل على يدي زوجته وولده فإن لم يكن له زوجة ولا ولد
كان هلاكه على يدي أبويه فإن لم يكن له أبوان كان هلاكه على يدي قرابته أو الجيران
قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال يعيرونه بضيق المعيشة
فعند ذلك يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها نفسه
رواه البيهقي في كتاب الزهد
4153 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا
يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها
رواه الطبراني وأبو الشيخ وابن حبان في الثواب وإسناد
الطبراني مقارب وأملينا لهذا الحديث نظائر في الاقتصاد والحرص ويأتي له نظائر في
الزهد إن شاء الله تعالى
الترهيب من الغضب والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند
الغضب
4154 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى
الله عليه و سلم أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب
رواه البخاري
4155 - وعن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه و سلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني
قال لا تغضب
قال ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال
فإذا الغضب يجمع الشر كله
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
4156 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما يباعدني من غضب الله عز و جل قال لا تغضب
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال ما يمنعني
وعن جارية بن قدامة أن رجلا قال يا رسول الله قل لي قولا
وأقلل لعلي أعيه قال لا تغضب
فأعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب
رواه أحمد واللفظ له ورواته رواة الصحيح وابن حبان في
صحيحه ورواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه
جارية بن قدامة أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني الله به فذكره
وأبو يعلى إلا أنه قال عن جارية بن قدامة أخبرني عم أبي
أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم فذكر نحوه ورواته أيضا رواة الصحيح
4158 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رجل لرسول
الله صلى الله عليه و سلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لا تغضب ولك الجنة
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح
4159 - وعن ابن المسيب رضي الله عنه قال بينما رسول الله
صلى الله عليه و سلم جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر رضي الله عنه فآتاه فصمت
عنه أبو بكر ثم آذاه الثانية فصمت عنه أبو بكر ثم آذاه الثالثة فانتصر أبو بكر
فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر رضي الله عنه أوجدت علي يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك فلما
انتصرت ذهب الملك وقعد الشيطان فلم أكن لأجلس إذن مع الشيطان
رواه أبو داود هكذا مرسلا ومتصلا من طريق محمد بن غيلان
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بنحوه وذكر البخاري في تاريخه أن المرسل
أصح
4160 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا ليس الشديد من غلب الناس
إنما الشديد من غلب نفسه
4162 - ورواه أحمد في حديث طويل عن رجل شهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم يخطب ولم يسمه وقال فيه ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم ما
الصرعة قال قالوا الصريع
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصرعة كل الصرعة
الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر
جلده فيصرع غضبه
قال الحافظ الصرعة بضم الصاد وفتح الراء هو الذي يصرع
الناس كثيرا بقوته وأما الصرعة بسكون الراء فهو الضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا
يكاد يثبت مع أحد وكل من يكثر عنه الشيء يقال فيه فعلة بضم الفاء وفتح العين مثل
حفظة وخدعة وضحكة وما أشبه ذلك فإذا سكنت ثانيه فعلى العكس أي الذي يفعل به ذلك
كثيرا
4163 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال صلى بنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما صلاة العصر ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون
إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وكان فيما قال إن
الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا
واتقوا النساء وكان فيما قال ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه
قال فبكى أبو سعيد وقال وقد والله رأينا أشياء فهبنا
وكان فيما قال ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ولا غدرة أعظم
من غدرة إمام عامة يركز لواءه عند استه
وكان فيما حفظناه يومئذ ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات
ألا وإن منهم البطيء الغضب السريع الفيء
ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك
ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء
ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء وشرهم سريع الغضب بطيء
الفيء ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه
فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ادفع بالتي
هي أحسن المؤمنون 69
قال الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا
عصمهم الله وخضع لهم عدوهم
ذكره البخاري تعليقا
4165 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه وستر عليه برحمته وأدخله في
محبته من إذا أعطي شكر وإذا قدر غفر وإذا غضب فتر
رواه الحاكم من رواية عمر بن راشد وقال صحيح الإسناد
4166 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته
رواه الطبراني في الأوسط
4167 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه
الله
رواه ابن ماجه ورواته محتج بهم في الصحيح
4168 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس
الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه كلهم من طريق
أبي مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عنه ويأتي الكلام على سهل
وأبي مرحوم إن شاء الله تعالى
4169 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية أبي
حرب بن الأسود عن أبي ذر وقد قيل إن أبا حرب إنما
يروي عن عمه عن أبي ذر ولا يحفظ له سماع من أبي ذر وقد
رواه أبو داود أيضا عن داود وهو ابن هند عن بكر أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث
أبا ذر بهذا الحديث ثم قال أبو داود وهو أصح الحديثين يعني أن هذا المرسل أصح من
الأول والله أعلم
4170 - وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استب رجلان عند
النبي صلى الله عليه و سلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه فنظر إليه
النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ذا أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه و سلم فقال هل
تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم آنفا قال لا قال إني لأعلم كلمة لو
قالها لذهب ذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال له الرجل أمجنونا تراني رواه
البخاري ومسلم
4171 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال استب رجلان عند
النبي صلى الله عليه و سلم فغضب أحدهما غضبا شديدا حتى خيل إلي أن أنفه يتمزع من
شدة غضبه فقال النبي صلى الله عليه و سلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد
من الغضب
فقال ما هي يا رسول الله قال تقول اللهم إني أعوذ بك من
الشيطان الرجيم
قال فجعل معاذ يأمره فأبى وضحك وجعل يزداد غضبا
رواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم من رواية عبد
الرحمن بن أبي ليلى عنه وقال الترمذي هذا حديث مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى لم
يسمع من معاذ بن جبل
مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب وقتل عمر بن الخطاب
وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست وسنين والذي قاله الترمذي واضح فإن البخاري
ذكر ما يدل على أن مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة وذكر غير واحد أن معاذ
بن جبل توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وقيل سنة سبع عشرة وقد روى النسائي هذا
الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب وهذا متصل والله أعلم
4172 - وعن أبي وائل القاص قال دخلنا على عروة بن محمد السعدي
فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ فقال حدثني أبي عن جدي عطية رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الغضب من الشيطان وإن
الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
رواه أبو داود
11 - الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر
4173 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله
إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
رواه مالك والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي ورواه
مسلم أخصر منه والطبراني وزاد فيه يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ
بالسلام والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى الجنة
قال مالك ولا أحسب التدابر إلا الإعراض عن المسلم يدبر
عنه بوجهه
4174 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض
هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود
4175 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات
دخل النار
رواه أبو داود والنسائي بإسناد على شرط البخاري ومسلم
وفي رواية لأبي داود قال النبي صلى الله عليه و سلم لا
يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه فإن رد عليه
السلام فقد اشتركا في الأجر وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من الهجرة
4177 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة أيام فإذا لقيه سلم عليه
ثلاث مرات كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه
رواه أبو داود
4178 - وعن هشام بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن
الحق ما داما على صرامهما وأولهما فيء يكون سبقه بالفيء كفارة له وإن سلم فلم يقبل
ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فإن ماتا على صرامهما لم
يدخلا الجنة جميعا أبدا
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وأبو يعلى
والطبراني وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال لم يدخلا الجنة ولم يجتمعا في الجنة
رواه أبو بكر بن أبي شيبة إلا أنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا يحل أن يصطرما فوق ثلاث فإن اصطرما فوق ثلاث لم يجتمعا في
الجنة أبدا وأيهما بدأ صاحبه كفرت ذنوبه وإن هو سلم فلم يرد عليه ولم يقبل سلامه
رد عليه الملك ورد على ذلك الشيطان
4179 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تحل الهجرة فوق ثلاثة أيام فإن التقيا فسلم أحدهما فرد
الآخر اشتركا في الأجر وإن لم يرد برىء هذا من الإثم وباء به الآخر وأحسبه قال وإن
ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
4180 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا هجر المؤمنين
ثلاثا فإن تكلما وإلا أعرض الله عز و جل عنهما
حتى يتكلما
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله بن عبد العزيز
الليثي
4181 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله
برحمته
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
4182 - وعن أبي حراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله
عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه
رواه أبو داود والبيهقي
4183 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله
عليه و سلم يقول إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في
التحريش بينهم
رواه مسلم
التحريش هو الإغراء وتغيير القلوب والتقاطع
4184 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لا
يتهاجر الرجلان قد دخلا في الإسلام إلا خرج أحدهما منه حتى يرجع إلى ما خرج منه
ورجوعه أن يأتيه فيسلم عليه
رواه الطبراني موقوفا بإسناد جيد
حنه
4185 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا لكان أحدهما خارجا عن الإسلام حتى
يرجع يعني الظالم منهما
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
4186 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز و جل في ذلك
اليوم لكل امرىء لا يشرك بالله شيئا إلا امرؤ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول
اتركوا هذين حتى يصطلحا
رواه مالك ومسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه
بنحوه
4187 - وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجل كان بينه وبين أخيه شحناء فيقال
أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا
هذين حتى يصطلحا
4188 - ورواه الطبراني ولفظه قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم تنسخ دواوين أهل الأرض في دواوين أهل السماء في كل اثنين وخميس فيغفر
لكل مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء
قال أبو داود إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا بشيء فإن
النبي صلى الله عليه و سلم هجر بعض نسائه أربعين يوما وابن عمر هجر ابنا له إلى أن
مات
انتهى
حنه
4189 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له ومن تائب
فيتاب عليه ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
الضغائن بالضاد والغين المعجمتين هي الأحقاد
4190 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا
لمشرك أو مشاحن
رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والبيهقي
ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث أبي موسى الأشعري والبزار والبيهقي من حديث أبي بكر الصديق
رضي الله عنه بنحوه بإسناد لا بأس به
4191 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول
الله صلى الله عليه و سلم فوضع عنه ثوبيه ثم لم يستتم أن قام فلبسهما فأخذتني غيرة
شديدة ظننت أنه يأتي بعض صويحباتي فخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر
للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت بأبي وأمي أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا
فانصرفت فدخلت حجرتي ولي نفس عال ولحقني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما
هذا النفس يا عائشة قلت بأبي وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لم تستتم أن قمت فلبستهما
فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنك تأتي بعض صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع
فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله أتاني
جبريل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد
شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل
ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر
قال ثم وضع عنه ثوبيه فقال لي يا عائشة أتأذنين لي في
قيام هذه الليلة
قلت بأبي وأمي فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت أنه قد قبض
فقمت ألتمسه ووضعت يدي على باطن قدميه فتحرك ففرحت وسمعته يقول في سجوده أعوذ
بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك أنت
كما أثنيت على نفسك فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا عائشة تعلميهن فقلت نعم فقال تعلميهن
وعلميهن فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود
رواه البيهقي
4192 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله عز و جل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر
لعباده إلا اثنين مشاحن وقاتل نفس
رواه أحمد بإسناد لين
4193 - وعن مكحول عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال في ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز و جل لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن
رواه البيهقي وقال هذا مرسل جيد
4194 - قال الحافظ ورواه الطبراني والبيهقي أيضا عن
مكحول عن أبي ثعلبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله إلى
عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم
حتى يدعوه
قال البيهقي وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد
4195 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن
يشاء من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية ليث بن أبي
سليم
4196 - وعن العلاء بن الحارث أن عائشة رضي الله عنها
قالت قام رسول الله صلى الله عليه و سلم من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه
قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجع فلما رفع رأسه من السجود
وفرغ من صلاته قال يا عائشة أو
يا حميراء أظننت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد خاس بك
قلت لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال أتدرين أي ليلة
هذه قلت الله ورسوله أعلم
قال هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز و جل يطلع على
عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد
كما هم
رواه البيهقي أيضا وقال هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون
العلاء أخذه من مكحول
قال الأزهري يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقه قد
خاس به يعني بالخاء المعجمة والسين المهملة
4197 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له
كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال
ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة فذكر نحوه
قال الحافظ ويأتي في باب الحسد حديث أنس الطويل إن شاء
الله تعالى
12 - الترهيب من قوله لمسلم يا كافر
4198 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال
وإلا رجعت عليه
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
4199 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ومن دعا رجلا بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار
عليه
رواه البخاري ومسلم في حديث
حار بالحاء المهملة والراء أي رجع
4200 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
رواه البخاري
4201 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما أكفر رجل رجلا إلا باء أحدهما بها إن كان كافرا وإلا كفر
بتكفيره
رواه ابن حبان في صحيحه
4202 - وعن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك
رضي الله عنه أخبره أنه بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة وأن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو
كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملك ولعن
المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ومن ذبح نفسه بشيء عذب به يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم ورواه أبو داود والنسائي باختصار والترمذي
وصححه ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس على المرء نذر فيما لا يملك
ولاعن المؤمن كقاتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذب بما قتل
به نفسه يوم القيامة
4203 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله
رواه البزار ورواته ثقات
الترهيب من السباب واللعن لا سيما لمعين آدميا كان أو
دابة وغيرهما وبعض ما جاء في النهي عن سب الديك والبرغوث والريح والترهيب من قذف
المحصنة والمملوك
4204 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال المستبان ما قالا فعلى
البادىء منهما حتى يتعدى المظلوم
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
4205 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
4206 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما رفعه قال
سباب المسلم كالمشرف على الهلكة
رواه البزار بإسناد جيد
4207 - وعن عياض بن جمان رضي الله عنه قال قلت يا نبي
الله الرجل يشتمني وهو دوني أعلي من بأس أن أنتصر منه قال المستبان شيطانان
يتهاتران ويتكاذبان
رواه ابن حبان في صحيحه
4208 - وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله عز و جل فإذا قال أحدهما
لصاحبه كلمة هجر خرق ستر الله
رواه البيهقي هكذا مرفوعا وقال الصواب موقوف
الهجر بضم الهاء وسكون الجيم هو رديء الكلام وفحشه
4209 - وعن أبي جري جابر بن سليم رضي الله عنه قال رأيت
رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا صدروا عنه
قلت من هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت عليك السلام يا رسول الله قال لا تقل عليك السلام
عليك السلام تحية الميت قل السلام عليك
قال قلت أنت رسول الله قال أنا رسول الله الذي إذا أصابك
ضر فدعوته كشفه عنك وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة
فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك
قال قلت اعهد إلي
قال لا تسبن أحدا فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا
ولا شاة
قال ولا تحقرن شيئا من المعروف وأن تكلم أخاك وأنت منبسط
إليه وجهك إن ذلك من المعروف وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن
أبيت فإلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة
وإن الله لا يحب المخيلة وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه
فإنما وبال ذلك عليه
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن
حبان في صحيحه والنسائي مختصرا في رواية لابن حبان نحوه وقال فيه وإن امرؤ عيرك
بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه ودعه يكون وباله عليه وأجره لك ولا تسبن
شيئا
قال فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا
السنة هي العام المقحط الذي لم تنبت فيه الأرض سواء نزل
غيث أو لم ينزل
المخيلة بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة من الاختيال وهو
الكبر واستحقار الناس
4210 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا
الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
رواه البخاري وغيره
4211 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا
رواه مسلم وغيره والحاكم وصححه ولفظه قال لا يجتمع أن
تكونوا لعانين صديقين
4212 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت مر النبي صلى الله
عليه و سلم بأبي بكر وهو يلعن بعض رقيقه فالتفت إليه وقال لعانين وصديقين كلا ورب
الكعبة فعتق أبو بكر رضي الله عنه يومئذ بعض رقيقه
قال ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا أعود
رواه البيهقي
4213 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
رواه مسلم وأبو داود لم يقل يوم القيامة
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يكون المؤمن لعانا
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
4215 - وعن جرموذ الجهني رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله أوصني قال أوصيك ألا تكون لعانا
رواه الطبراني من رواية عبيد بن هوذة عن جرموذ وقد صححها
ابن أبي حاتم وتكلم فيها غيره ورواته ثقات ورواه أحمد فأدخل بينهما رجلا لم يسم
4216 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال
صحيح الإسناد رووه كلهم من رواية الحسن البصري عن سمرة واختلف في سماعه منه
4217 - وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما
قال
ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر
فيما لا يملك ولعن المؤمن كقتله
رواه البخاري ومسلم وتقدم
4218 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنا إذا
رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر
رواه الطبراني بإسناد جيد
4219 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب
السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإن لم تجد
مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها
رواه أبو داود
4220 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه فإن
أصابت عليه سبيلا أو وجدت فيه مسلكا وإلا
قالت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكا ولم أجد
عليه سبيلا فيقال لها ارجعي من حيث جئت
رواه أحمد وفيه قصة وإسناده جيد إن شاء الله تعالى
4221 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال بينما رسول
الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها
أحد
رواه مسلم وغيره
4222 - وعن أنس رضي الله عنه قال سار رجل مع النبي صلى
الله عليه و سلم فلعن بعيره فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا عبد الله لا تسر
معنا على بعير ملعون
رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا بإسناد جيد
4223 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم في سفر يسير فلعن رجل ناقة فقال أين صاحب الناقة فقال الرجل
أنا فقال أخرها فقد أجيب فيها
رواه أحمد بإسناد جيد
4224 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال فإنه يدعو
للصلاة ورواه النسائي مسندا ومرسلا
4225 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن ديكا صرخ
عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فسبه رجل فنهى عن سب الديك
رواه البزار بإسناد لا بأس به والطبراني إلا أنه قال فيه
قال لا تلعنه ولا تسبه فإنه يدعو إلى الصلاة
4226 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن ديكا صرخ
قريبا من النبي صلى الله عليه و سلم فقال رجل اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم مه كلا إنه يدعو إلى الصلاة
رواه البزار ورواته رواة الصحيح إلا عباد بن منصور
وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله
عليه و سلم فلدغت رجلا برغوث فلعنها فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تلعنها
فإنها نبهت نبيا من الأنبياء للصلاة
رواه أبو يعلى واللفظ له والبزار إلا أنه قال لا تسبه
فإنه أيقظ نبيا من الأنبياء لصلاة الصبح
ورواته رواة الصحيح إلا سويد بن إبراهيم ورواه الطبراني
في الأوسط ولفظه ذكرت البراغيث عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنها توقظ
للصلاة
ورواة الطبراني ثقات إلا سعيد بن بشير
4228 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال نزلنا
منزلا فآذتنا البراغيث فسببناها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوها
فنعمت الدابة فإنها أيقظتكم لذكر الله
رواه الطبراني في الأوسط
4229 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح
عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا تلعن الريح فإنها مأمورة من لعن شيئا
ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي
حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير بشر بن عمر
قال الحافظ وبشر هذا ثقة احتج به البخاري ومسلم وغيرهما
ولا أعلم فيه جرحا
4230 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف
المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم
4231 - وفي كتاب النبي صلى الله عليه و سلم الذي كتبه
إلى أهل اليمن قال وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل
النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي
المحصنة وتعلم السحر الحديث
رواه ابن حبان في
صحيحه من حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه
عن جده
4232 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى
يأتي بنفاد ما قال فيه
رواه الطبراني بإسناد جيد ويأتي هو وغيره في الغيبة إن
شاء الله تعالى
4233 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن
يكون كما قال
رواه البخاري ومسلم والترمذي وتقدم لفظه في الشفقة
4234 - وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه زار عمة له
فدعت له بطعام فأبطأت الجارية فقالت ألا تستعجلي يا زانية فقال عمرو سبحان الله
لقد قلت عظيما هل اطلعت منها على زنا قالت لا والله فقال إني سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول أيما عبد أو امرأة قال أو قالت لوليدتها يا زانية ولم تطلع
منها على زنا جلدتها وليدتها يوم القيامة لأنه لا حد لهن في الدنيا
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ كيف وعبد الملك بن هارون متروك متهم وتقدم في
الشفقة أحاديث من هذا الباب لم نعدها هنا
14 - الترهيب من سب الدهر
4235 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال الله تعالى يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار
4236 - وفي رواية أقلب ليله ونهاره وإذا شئت قبضتهما
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وفي رواية لمسلم لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر
4238 - وفي رواية البخاري لا تسموا العنب الكرم ولا
تقولوا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر
4239 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال الله عز و جل يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقل أحدكم يا
خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره
رواه أبو دواد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
4240 - ورواه مالك مختصرا أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال لا يقل أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر
4241 - وفي رواية للحاكم قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول الله استقرضت عبدي فلم يقرضني وشتمني عبدي وهو لا يدري يقول وادهراه
وادهراه وأنا الدهر
قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه البيهقي ولفظه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا الدهر قال الله عز و جل أنا الدهر الأيام
والليالي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك
قال الحافظ ومعنى الحديث أن العرب كانت إذا أنزلت بأحدهم
نازلة وأصابته مصيبة أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما
كانت العرب تستمطر بالأنواء وتقول مطرنا بنوء كذا اعتقادا أن فعل ذلك فعل الأنواء
فكان هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء وفعله فنهاهم
النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك وكان أبو داود ينكر رواية أهل الحديث وأنا الدهر
بضم الراء ويقول لو كان كذلك كان الدهر اسما من أسماء الله عز و جل وكان يرويه
وأنا الدهر أقلب الليل والنهار بفتح راء الدهر على الظرف معناه أنا طول الدهر
والزمان أقلب الليل والنهار ورجح هذا بعضهم ورواية من قال فإن الله هو الدهر يرد
هذا الجمهور على ضم الراء والله أعلم
الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه
جادا أو مازحا
4242 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب محمد
صلى الله عليه و سلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه و سلم فنام رجل
منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
يحل لمسلم أن يروع مسلما
رواه أبو داود
4243 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير فخفق رجل على راحلته فأخذ رجل سهما من
كنانته فانتبه الرجل ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحل لرجل أن يروع
مسلما
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات ورواه البزار من
حديث ابن عمر مختصرا لا يحل لمسلم أو مؤمن أن يروع مسلما
خفق الرجل إذا نعس
4244 - وعن عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده
رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
4245 - وروي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أن رجلا أخذ
نعل رجل فغيبها وهو يمزح فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى
الله عليه و سلم لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم
رواه البزار والطبراني وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب
التوبيخ
4246 - وروي عن أبي الحسن وكان عقبيا بدريا رضي الله عنه
قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام رجل ونسي نعليه فأخذهما رجل
فوضعهما تحته فرجع الرجل فقال نعلي فقال القوم ما رأيناهما فقال هو ذه فقال فكيف بروعة
المؤمن فقال يا رسول الله إنما صنعته لاعبا فقال فكيف بروعة المؤمن مرتين أو ثلاثا
رواه الطبراني
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من أخاف مؤمنا كان حقا على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم
القيامة
رواه الطبراني
4248 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه
الله يوم القيامة
رواه الطبراني ورواه أبو الشيخ من حديث أبي هريرة
4249 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان
ينزع في يده فيقع في حفرة من النار
رواه البخاري ومسلم
ينزع بالعين المهملة وكسر الراء أي يرمي وروي بالمعجمة
مع فتح الزاي ومعناه أيضا يرمي ويفسد وأصل النزع الطعن والفساد
4250 - وعنه رضي الله عنه قال قال أبو القاسم صلى الله
عليه و سلم من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه
لأبيه وأمه
رواه مسلم
4251 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
4252 - وفي رواية إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه
السلاح فهما على حرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا
قال فقلنا أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال
المقتول قال إنه قد أراد قتل صاحبه
رواه البخاري ومسلم
4253 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والأحاديث من هذا
النوع كثيرة وتقدم بعضها
الترغيب في الإصلاح بين الناس
4254 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين
الاثنين صدقة ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة
والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة
رواه البخاري ومسلم
يعدل بين الاثنين أي يصلح بينهما بالعدل
4255 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة قالوا بلى قال إصلاح
ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي
حديث صحيح
قال ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال هي
الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين
انتهى
4256 - وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح
4257 - وفي رواية ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال
خيرا أو نمى خيرا
رواه أبو داود
وقال الحافظ يقال نميت الحديث بتخفيف الميم إذا بلغته
على وجه الإصلاح وبتشديدها إذا كان على وجه إفساد ذات البين
كذا ذكر ذلك أبو عبيد وابن قتيبة والأصمعي والجوهري
وغيرهم
4258 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما عمل شيء أفضل
من الصلاة وإصلاح ذات البين وخلق جائر بين المسلمين
رواه الأصبهاني
4259 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصدقة إصلاح ذات البين
رواه الطبراني والبزار وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم وحديثه هذا حسن لحديث أبي الدرداء المتقدم
4260 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال لأبي أيوب ألا أدلك على تجارة قال بلى
قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا
رواه البزار والطبراني
وعنده ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله قال بلى قال
صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا
رواه الطبراني
وعنده ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله قال بلى فذكره
4261 - ورواه الطبراني أيضا والأصبهاني عن أبي أيوب قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يحبها الله
ورسوله تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا
لفظ الطبراني ولفظ الأصبهاني قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها قلت بأبي أنت وأمي قال تصلح بين
الناس فإنها صدقة يحب الله موضعها
4262 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال من أصلح بين الناس أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة
ورجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه
رواه الأصبهاني وهو حديث غريب جدا
17 - الترهيب أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره
4263 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن
أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض
رواه الحاكم من رواية سويد عن قتادة عن أبي رافع عنه
وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ بل سويد هذا هو ابن عبد العزيز واه
وروى الطبراني وغيره صدره دون قوله ومن أتاه أخوه
إلى آخره من حديث ابن عمر بإسناد حسن
التنصل الاعتذار
4264 - وعن جودان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه ما على صاحب مكس
رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجه بإسنادين جيدين إلا
أنه قال كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس
ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر بن عبد الله ولفظه
قال من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس
قال أبو الزبير والمكاس العشار
4265 - وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
تنصل إليه فلم يقبل لم يرد علي الحوض
قال الحافظ روي عن جماعة من الصحابة وحديث جودان أصح
وجودان مختلف في صحبته ولم ينسب
4266 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال عفوا تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن اعتذر إلى
أخيه المسلم فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض
رواه الطبراني في الأوسط
4267 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى إن شئت يا رسول الله قال
إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى
إن شئت يا رسول الله
قال من يبغض الناس ويبغضونه قال أفلا أنبئكم بشر من ذلك
قالوا بلى إن شئت يا رسول الله
قال الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون
ذنبا
قال أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله
قال من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره
رواه الطبراني وغيره
الترهيب من النميمة
4268 - عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا يدخل الجنة نمام
وفي رواية قتات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
قال الحافظ القتات والنمام بمعنى واحد وقيل النمام الذي
يكون مع جماعة يتحدثون حديثا فينم عليهم والقتات الذي يتسمع عليهم وهم لا يعلمون
ثم ينم
4269 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم مر بقبرين يعذبان فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه
كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله الحديث
رواه البخاري
واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحوه
4270 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال مر النبي صلى
الله عليه و سلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال فكان الناس يمشون خلفه
قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم
أمامه لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا
فيهما رجلين قال فوقف النبي صلى الله عليه و سلم فقال من دفنتم اليوم ههنا قالوا فلان
وفلان
قالوا يا نبي الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه
من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبر
قالوا يا نبي الله لم فعلت هذا قال ليخففن عنهما
قالوا يا نبي الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه
إلا الله عز و جل ولولا تمزع قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع
رواه أحمد من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول النميمة والشتيمة والحمية في النار
4272 - وفي لفظ إن النميمة والحقد في النار لا يجتمعان
في قلب مسلم
رواه الطبراني
4273 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ألا إن الكذب يسود الوجه والنميمة من عذاب القبر
رواه أبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه والبيهقي
قال الحافظ رووه كلهم من طريق زياد بن المنذر عن نافع بن
الحارث عنه
وزياد هذا هو أبو الجارود الكوفي الأعمى تنسب إليه
الجارودية من الروافض
ونافع هو نفيع أبو داود الأعمى أيضا وكلاهما متروك متهم
بالوضع
4274 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى
رعد كم قميصه فقلنا ما لك يا رسول الله فقال أما تستمعون ما أسمع فقلنا وما ذاك يا
نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين
قلنا فيم ذاك قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان
الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل
في كل قبر واحدة
قلنا وهل ينفعهم ذلك قال نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبتين
رواه ابن حبان في صحيحه
قوله في ذنب هين أي هين عندهما وفي ظنهما لا أنه هين في
نفس الأمر فقد تقدم في حديث ابن عباس قوله صلى الله عليه و سلم بلى إنه كبير وقد
أجمعت الأمة على تحريم النميمة وأنها من أعظم الذنوب عند الله تعالى
4275 - وروي عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الأحزاب 85
رواه الطبراني
وعن عبد الرحمن بن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه و
سلم خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة
المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العنت
رواه أحمد عن شهر عنه وبقية إسناده محتج بهم في الصحيح ورواه
أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن شهر عن أسماء عن النبي صلى الله عليه و
سلم إلا أنهما قالا المفسدون بين الأحبة والطبراني من حديث عبادة عن النبي صلى
الله عليه و سلم وابن أبي الدنيا أيضا في كتاب الصمت عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و سلم وحديث عبد الرحمن أصح وقد قيل له إن له صحبة
4277 - وعن العلاء بن الحارث رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال الهمازون واللمازون والمشاؤون بالنميمة الباغون للبرآء العنت
يحشرهم الله في وجوه الكلاب
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ معضلا هكذا
وتقدم في باب الإصلاح حديث أبي الدرداء عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى
قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والترمذي وصححه ثم قال
ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن
أقول تحلق الدين
الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما والترغيب في ردهما
4278 - عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال في خطبته في حجة الوداع إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مسلم والترمذي في حديث
4280 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن
أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عمر بن راشد
4281 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول
الله صلى الله عليه و سلم فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال إن الدرهم يصيبه الرجل من
الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وإن أربى الربا عرض
الرجل المسلم
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة
4282 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الربا نيف وسبعون بابا أهونهن بابا من الربا مثل من أتى
أمه في الإسلام ودرهم من الربا أشد من خمس وثلاثين زنية وأشد الربا وأربى الربا
وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي وروى الطبراني منه ذكر
الربا في حديث تقدم
4283 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه
رواه البزار بإسنادين أحدهما قوي وهو في بعض نسخ أبي
داود إلا أنه قال إن من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق ومن
الكبائر السبتان بالسبة
ورواه ابن أبي الدنيا أطول منه ولفظه قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم الربا سبعون حوبا وأيسرها كنكاح الرجل أمه وإن أربى الربا عرض الرجل
المسلم
الحوب بضم الحاء المهملة هو الإثم
4284 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لأصحابه تدرون أربى
الربا عند الله قالوا الله ورسوله أعلم
قال فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرىء مسلم
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الأحزاب 85
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح
4285 - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق
رواه أبو داود
4286 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله
عليه و سلم حسبك من صفية كذا وكذا
قال بعض الرواة تعني قصيرة
فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته
قالت وحكيت له إنسانا فقال ما أحب أن حكيت لي إنسانا وأن
لي كذا وكذا
رواه أبو داود والترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن
صحيح
4287 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها أنه اعتل بعير
لصفية بنت حيي وعند زينب فضل ظهر فقال النبي صلى الله عليه و سلم لزينب أعطيها
بعيرا فقالت أنا أعطي تلك اليهودية فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم فهجرها ذا
الحجة والمحرم وبعض صفر
رواه أبو داود عن سمية عنها وسمية لم تنسب
4288 - وروي عنها رضي الله عنها قالت قلت لامرأة مرة
وأنا عند النبي صلى الله عليه و سلم إن هذه لطويلة الذيل فقال الفظي الفظي فلفظت
بضعة من لحم
رواه ابن أبي الدنيا
الفظي معناه ارمي ما في فمك
والبضعة القطعة
4289 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا عند
النبي صلى الله عليه و سلم فقام رجل فقالوا يا رسول الله ما أعجز فلانا أو قالوا
ما أضعف فلانا فقال النبي صلى الله عليه و سلم اغتبتم صاحبكم وأكلتم لحمه
رواه أبو يعلى والطبراني
ولفظه أن رجلا قام من عند النبي صلى الله عليه و سلم
فرأوا في قيامه عجزا فقالوا ما أعجز فلانا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أكلتم أخاكم واغتبتموه
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله
صلى الله عليه و سلم رجلا فقالوا لا يأكل حتى يطعم ولا يرحل حتى يرحل له فقال
النبي صلى الله عليه و سلم اغتبتموه
فقالوا يا رسول الله إنما حدثنا بما فيه
قال حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه
رواه الأصبهاني بإسناد حسن
4291 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا عند
النبي صلى الله عليه و سلم فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده فقال النبي صلى الله
عليه و سلم تحلل فقال ومما أتحلل ما أكلت لحما قال إنك أكلت لحم أخيك
حديث غريب رواه أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني واللفظ له
ورواته رواة الصحيح
4292 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أمر النبي
صلى الله عليه و سلم الناس بصوم يوم وقال لا يفطرن أحد منكم حتى آذن له فصام الناس
حتى إذا أمسوا فجعل الرجل يجيء فيقول يا رسول الله إني ظللت صائما فائذن لي فأفطر فيأذن
له الرجل والرجل حتى جاء رجل فقال يا رسول الله فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين
وإنهما يستحيان أن يأتياك فأذن لهما فليفطرا فأعرض عنه ثم عاوده فأعرض عنه ثم
عاوده فأعرض عنه ثم عاوده فأعرض عنه فقال إنهما لم يصوما وكيف صام من ظل هذا اليوم
يأكل لحوم الناس اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين فليستقيئا فرجع إليهما فأخبرهما
فاستقاءتا فقاءت كل واحدة علقة من دم فرجع إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره
فقال والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار
رواه أبو داود الطيالسي وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة
والبيهقي ورواه أحمد وابن أبي الدنيا أيضا والبيهقي من رواية رجل لم يسم عن عبيد
مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنحوه إلا أن أحمد قال فقال لإحداهما قيئي
فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما حتى ملأت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيح
ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله
لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من
لحوم الناس
وتقدم لفظ أحمد بتمامه في الصيام
4293 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون ما
بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول بعض أهل النار لبعض ما بال هؤلاء قد
آذونا على ما بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل
يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا
على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد قد مات وفي عنقه أموال الناس ثم يقال للذي
يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا
يبالي أين أصاب البول منه ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا
على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان ينظر إلى كلمة فيستلذها كما يستلذ الرفث
ثم يقال للذي يأكل لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن
الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة
رواه بن أبي الدنيا في كتاب الصمت وفي ذم الغيبة
والطبراني في الكبير بإسناد لين وأبو نعيم وقال شفي بن ماتع مختلف في صحبته فقيل
له صحبة
قال الحافظ شفي ذكره البخاري وابن حبان في التابعين
4294 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة فيقال له كله
ميتا كما أكلته حيا فيأكله ويكلح ويضج
رواه أبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ إلا
أنه قال يصيح بالصاد المهملة كلهم من رواية محمد بن إسحاق وبقية رواة بعضهم ثقات
يضج بالضاد المهملة بعدها جيم ويصيح كلاهما بمعنى واحد
كذا قال بعض أهل اللغة والظاهر أن لفظة يضج بالضاد المعجمة فيها زيادة إشعار
بمقارنة فزع أو قلق والله أعلم
ويكلح بالحاء المهملة أي يعبس ويقبض وجهه من الكراهة
4295 - وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه مر على بغل
ميت فقال لبعض أصحابه لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل لحم
رجل مسلم
رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره موقوفا
4296 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء الأسلمي إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فشهد
على نفسه بالزنا أربع شهادات يقول أتيت امرأة حراما وفي
كل ذلك يعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت الحديث إلى أن قال فما تريد
بهذا القول قال أريد أن تطهرني فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجم فرجم
فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلين من الأنصار يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى
هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب
قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سار ساعة فمر
بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالوا نحن ذا يا رسول الله فقال لهما
كلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا رسول الله غفر الله لك من يأكل من هذا فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما نلتما من عرض هذا الرجل آنفا أشد من أكل هذه الجيفة فوالذي
نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها
رواه ابن حبان في صحيحه
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليلة أسري بنبي الله
صلى الله عليه و سلم ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف
قال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم
الناس ورأى رجلا أحمر أزرق جدا فقال من هذا يا جبريل قال هذا عاقر الناقة
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح خلا قابوس بن أبي ظبيان
4297 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من
هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم
رواه أبو داود وذكر أن بعضهم رواه مرسلا
4298 - وعن راشد بن سعد المقرائي قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لما عرج بي مررت برجال تقرض جلودهم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء
يا جبريل قال الذين يتزينون للزنية
قال ثم مررت بجب منتن الريح فسمعت فيه أصواتا شديدة فقلت
من هؤلاء يا جبريل قال نساء كن يتزين للزنية ويفعلن ما لا يحل لهن ثم مررت على
نساء ورجال معلقين بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء اللمازون والهمازون
وذلك قول الله عز و جل ويل لكل همزة لمزة الهمز 1
رواه البيهقي من رواية
ببببببببببببببببببببببج7777777777777777💥💥💥ج7💥💥💥💥💥💥💥7777777................
كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
بقية عن سعيد بن سنان وقال هذا مرسل وقد رويناه موصولا
ثم روي عن ابن جريج قال الهمز بالعين والشدق واليد واللمز باللسان قال وبلغني عن
الليث أنه قال اللمزة الذي يعيبك في وجهك والهمزة الذي يعيبك بالغيب
4299 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا مع
النبي صلى الله عليه و سلم فارتفعت ريح منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أتدرون ما هذه الريح هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين
رواه أحمد وابن أبي الدنيا ورواة أحمد ثقات
4301 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال بينا أنا أماشي
رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيدي ورجل على يساره فإذا نحن بقبرين
أمامنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير وبلى
فأيكم يأتيني بجريدة فاستبقنا فسبقته فأتيته بجريدة فكسرها نصفين فألقى على ذا القبر
قطعة وعلى ذا القبر قطعة قال إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين وما يعذبان إلا في
الغيبة والبول
رواه أحمد وغيره بإسناد رواته ثقات
4302 - وعن يعلى بن سيابة رضي الله عنه أنه عهد النبي
صلى الله عليه و سلم وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال إن هذا كان يأكل لحوم الناس ثم
دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال لعله أن يخفف عنه ما دامت هذه رطبة
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا عاصم بن بهدلة
4303 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أتى رسول الله
صلى الله عليه و سلم بقيع الغرقد فوقف على قبرين ثريين فقال أدفنتم فلانا وفلانة
أو قال فلانا وفلانا قالوا نعم يا رسول الله
قال قد أقعد فلان الآن فضرب
ثم قال والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو إلا
انقطع ولقد تطاير قبره نارا ولقد صرخ صرخة سمعها الخلائق إلا الثقلين الإنس والجن
ولولا تمريج قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع
ثم قالوا يا رسول الله وما ذنبهما قال أما فلان فإنه كان
لا يستبرىء من البول وأما فلان أو فلانة فإنه كان يأكل لحوم الناس
رواه ابن جرير الطبري من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
ورواه من هذه الطريق أحمد بغير هذا اللفظ وزاد فيه قالوا يا نبي الله حتى متى هما
يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله
وتقدم لفظه في النميمة
قال الحافظ وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة مشهورة في
الصحاح وغيرها عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وفي أكثرها أنهما يعذبان في
النميمة والبول والظاهر أنه اتفق مروره صلى الله عليه و سلم مرة بقبرين يعذب
أحدهما في النميمة والآخر في البول ومرة أخرى بقبرين يعذب أحدهما في الغيبة والآخر
في البول والله أعلم
4304 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الغيبة والنميمة يحتان الإيمان كما يعضد الراعي
الشجرة
رواه الأصبهاني
4305 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع
فقال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف
هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن
فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
رواه مسلم والترمذي وغيرهما
4306 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليؤتى كتابه منشورا فيقول يا رب فأين حسنات كذا
وكذا عملتها ليست في صحيفتي فيقول محيت باغتيابك الناس
رواه الأصبهاني
4307 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما
يكره
قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول
فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وقد روي هذا
الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة اكتفينا بهذا عن سائرها لضرورة البيان
4308 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى
يأتي بنفاد ما قال فيه
رواه الطبراني بإسناد جيد
4309 - وفي رواية له أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة
وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في
النار حتى يأتي بنفاد ما قال
4310 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى
يخرج مما قال
رواه أبو داود في حديث والطبراني وزاد وليس بخارج
والحاكم بنحوه وقال صحيح الإسناد
ردغة الخبال هي عصارة أهل النار كذا جاء مفسرا مرفوعا
وهو بفتح الراء وإسكان الدال المهملة وبالغين المعجمة
والخبال بفتح الخاء المعجمة وبالموحدة
4311 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن
والفرار من الزحف ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق
رواه أحمد من طريق بقية وهو قطعة من حديث
4312 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من
النار
رواه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهم
4313 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ
في كتاب التوبيخ ولفظه قال من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان حقا علينا نصر المؤمنين الروم 74
4314 - وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حمى مؤمنا من منافق أراه قال بعث الله
ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلما يريد به شينه حبسه الله على
جسر جهنم حتى يخرج مما قال
رواه أبو داود وابن أبي الدنيا
قال الحافظ وسهل بن معاذ يأتي الكلام عليه وقد أخرج هذا
الحديث ابن يونس في تاريخ مصر من رواية عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب
بإسناد مصري كما أخرجه أبو داود وقال ابن يونس ليس هذا الحديث فيما علم بمصر
ومراده أنه إنما وقع له من حديث الغرباء والله أعلم
4315 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من حمى عرض أخيه في الدنيا بعث الله عز و جل ملكا يوم القيامة يحميه عن
النار
رواه ابن أبي الدنيا عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عنه
وأظن هذا الشيخ أبان بن أبي عياش وهو متروك كذا جاء مسمى في رواية غيره
4316 - وروي عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه
في الدنيا والآخرة
رواه أبو الشيخ في كتاب التوبيخ والأصبهاني أطول منه
ولفظه قال من اغتيب عنده أخوه فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة وإن
لم ينصره أدركه الله في الدنيا والآخرة
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال من نصر أخاه
المسلم بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
4318 - وعن جابر بن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهم قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من امرىء مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع
تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرىء
مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في
موطن يحب فيه نصرته
رواه أبو داود وابن أبي الدنيا وغيرهما واختلف في إسناده
الترغيب في الصمت إلا عن خير والترهيب من كثرة الكلام
4319 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده
رواه البخاري ومسلم والنسائي
4320 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من
هجر ما نهى الله عنه
رواه البخاري ومسلم
4321 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الصلاة على
ميقاتها
قلت ثم ماذا يا رسول الله قال أن يسلم الناس من لسانك
رواه الطبراني بإسناد صحيح وصدره في الصحيحين
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال إن
كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع
واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا عن خير
مختصر رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي وتقدم
بتمامه في العتق
4323 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
رواه أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا في العزلة وفي
الصمت والبيهقي في كتاب الزهد وغيره كلهم من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد
عن القاسم عن أبي أمامة عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب
4324 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده
4325 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليسعه
بيته وليبك على خطيئته ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا ليغنم وليسكت
عن شر فيسلم
رواه الطبراني والبيهقي في الزهد
4326 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة
رواه البخاري والترمذي
4327 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه
ورواه ابن أبي الدنيا إلا أنه قال من حفظ ما بين لحييه
4328 - وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أحب
إلى الله عز و جل قال فسكتوا فلم يجبه أحد قال هو حفظ
اللسان
رواه أبو الشيخ ابن حبان والبيهقي وفي إسناده من لا
يحضرني الآن حاله
4329 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى ولفظه قال من خزن
لسانه ستر الله عورته ومن كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن اعتذر إلى الله قبل الله
عذره
رواه البيهقي مرفوعا وموقوفا على أنس ولعله الصواب
4330 - وروى الطبراني في الصغير والأوسط عنه أيضا عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه
4331 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال والذي لا
إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان
رواه الطبراني موقوفا بإسناد صحيح
4331 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال والذي لا
إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان
رواه الطبراني موقوفا بإسناد صحيح
4332 - وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من وقاه الله شر اثنين ولج الجنة فقال رجل يا رسول الله ألا تخبرنا فسكت
رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالته فقال الرجل
ألا تخبرنا يا رسول الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ذلك أيضا ثم
ذهب الرجل يقول مثل مقالته فأسكته رجل إلى جنبه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من وقاه الله شر
اثنين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه
رواه مالك مرسلا هكذا
ولج أي دخل الجنة
4333 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة
رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى واللفظ له ورواته ثقات
4334 - وفي رواية للطبراني قال لي رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أحدثك بثنتين من فعلهما دخل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال يحفظ
الرجل ما بين فقميه وما بين رجليه والمراد بما بين فقميه هو اللسان وبما بين رجليه
هو الفرج
والفقمان بفتح الفاء وسكون القاف هما اللحيان
4335 - وعن أبي رافع رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة
رواه الطبراني بإسناد جيد
4336 - وعن ركب المصري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله
رواه الطبراني في حديث يأتي في التواضع إن شاء الله
4337 - وعن سفين بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم
قال قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي فأخذ بلسان
نفسه
ثم قال هذا
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4338 - وعنه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي شيء
أتقي فأشار بيده إلى لسانه
رواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب بإسناد جيد
4339 - وعن الحارث بن هشام رضي الله عنه أنه قال لرسول
الله صلى الله عليه و سلم أخبرني بأمر أعتصم به فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أملك هذا وأشار إلى لسانه
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد
4340 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد وابن أبي الدنيا في الصمت كلاهما من رواية علي
بن مسعدة الباهلي عن قتادة عنه
4341 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت مع النبي
صلى الله عليه و سلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله
أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على
من يسره الله عليه تعبد الله
ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان
وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى يا رسول الله قال الصوم جنة
والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل شعار
الصالحين ثم تلا قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون السجدة 61 ثم قال
ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر
الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله
قلت بلى يا رسول الله قال كف عليك هذا وأشار إلى لسانه
قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار
على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه كلهم من رواية
أبي وائل عن معاذ وقال الترمذي حديث حسن صحيح
قال الحافظ وأبو وائل أدرك معاذا بالسن وفي سماعه عندي
نظر وكان أبو وائل بالكوفة ومعاذ بالشام والله أعلم
قال الدارقطني هذا الحديث معروف من رواية شهر بن حوشب عن
معاذ وهو أشبه بالصواب على اختلاف علمه فيه كذا قال وشهر مع ما قيل فيه لم يسمع
معاذا ورواه البيهقي وغيره عن ميمون بن أبي شيبة عن معاذ وميمون هذا كوفي ثقة ما أراه
سمع من معاذ بل ولا أدركه فإن أبا داود قال لم يدرك ميمون بن أبي شيبة عائشة
وعائشة تأخرت بعد معاذ من نحو ثلاثين سنة وقال عمرو بن علي كان يحدث عن أصحاب رسول
الله صلى الله عليه و سلم وليس عندنا في شيء منه يقول سمعت ولم أخبر أن أحدا يزعم
أنه سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
4342 - ورواه الطبراني مختصرا قال قلت يا رسول الله أكل
ما نتكلم به يكتب علينا قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا
حصائد ألسنتهم إنك لن تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك
4343 - ورواه أحمد وغيره عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر
بن حوشب عن
عبد الرحمن بن غنم أن معاذا سأل رسول الله صلى الله عليه
و سلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل فقال الصلاة بعد الصلاة المفروضة
قال لا ونعما هي
قال الصوم بعد صيام رمضان
قال لا ونعما هي
قال فالصدقة بعد الصدقة المفروضة
قال لا ونعما هي
قال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال فأخرج رسول الله
صلى الله عليه و سلم لسانه ثم وضع إصبعه عليه فاسترجع معاذ فقال يا رسول الله
أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا قال فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم منكب
معاذ مرارا فقال له ثكلتك أمك يا معاذ بن جبل وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم
إلا حصائد ألسنتهم
4344 - وعن أسود بن أصرم رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله أوصني فقال تملك يدك
قلت فماذا أملك إذا لم أملك يدي قال تملك لسانك
قلت فماذا أملك إذا لم أملك لساني قال لا تبسط يدك إلا
إلى خير ولا تقل بلسانك إلا معروفا
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن والبيهقي
4345 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله
صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث بطوله إلى أن قال قلت يا رسول الله أوصني
قال أوصيك بتقوى الله فإنها زين لأمرك كله
قلت يا رسول الله زدني
قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز و جل فإنه ذكر لك
في السماء ونور لك في الأرض
قلت يا رسول الله زدني
قال عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر
دينك
قلت زدني
قال وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه
قلت زدني
قال قل الحق وإن كان مرا
قلت زدني
قال لا تخف في الله لومة لائم
قلت زدني
قال ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك
رواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ
له وقال صحيح الإسناد وقد أملينا قطعة من هذا الحديث أطول من هذه بلفظ ابن حبان في
الترهيب من الظلم وفيها حكاية عن صحف إبراهيم عليه السلام
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني
قال عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير وعليك بالجهاد في
سبيل الله فإنها رهبانية المسلمين وعليك بذكر الله وتلاوة كتابه فإنه نور لك في
الأرض وذكر لك في السماء واخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان
رواه الطبراني في الصغير وأبو الشيخ في الثواب كلاهما من
رواية ليث بن أبي سليم ورواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ أيضا مرفوعا عليه مختصرا
4348 - وعن معاذ رضي الله عنه قال يا رسول الله أوصني
قال اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى وإن شئت
أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله قال هذا وأشار بيده إلى لسانه
رواه ابن أبي الدنيا بإسناد جيد
4349 - وعن أنس رضي الله عنه قال لقي رسول الله صلى الله
عليه و سلم أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر
وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي
نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما
رواه ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني وأبو يعلى ورواته
ثقات والبيهقي بزيادة ورواه أبو الشيخ ابن حبان من حديث أبي الدرداء قال قال النبي
صلى الله عليه و سلم يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما لم
تلق الله عز و جل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق
رواه ابن أبي الدنيا أيضا عن صفوان بن سليم مرسلا قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن
الصمت وحسن الخلق
4350 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه رفعه قال إذا
أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تفكر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن
استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وغيرهما وقال الترمذي رواه
غير واحد عن حماد بن زيد ولم يرفعوه قال وهو أصح
وعن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنهما أنه ارتقى
الصفا فأخذ بلسانه فقال يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم ثم
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أكثر خطإ ابن آدم في لسانه
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وأبو الشيخ في الثواب
والبيهقي بإسناد حسن
4352 - وعن أسلم أن عمر دخل يوما على أبي بكر الصديق رضي
الله عنهما وهو يجبذ لسانه فقال عمر مه غفر الله لك فقال له أبو بكر إن هذا أوردني
شر الموارد
رواه مالك وابن أبي الدنيا والبيهقي
4353 - وفي لفظ للبيهقي قال إن هذا أوردني شر الموارد
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس شيء من الجسد
إلا يشكو ذرب اللسان على حدته
مه أي اكفف عما تفعله
وذرب اللسان بفتح الذال المعجمة والراء جميعا هو حدته
وشره وفحشه
4354 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال أربع لا يصبن إلا بعجب الصمت وهو أول العبادة والتواضع وذكر الله عز و
جل وقلة الشيء
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ في إسناده العوام وهو ابن جويرية
قال ابن حبان كان يروي الموضوعات وقد عد هذا الحديث من
مناكيره وروي عن أنس موقوفا عليه وهو أشبه أخرجه أبو الشيخ في الثواب وغيره
4355 - وروي أيضا عن وهيب قال قال عيسى ابن مريم صلوات
الله عليه أربع لا يجتمعن في أحد من الناس إلا بعجب
الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وأبو الشيخ
وغيرهما
4356 - وروي عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
سمعته يقول خمس لهن أحسن من الدهم الموقفة لا تكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن
عليك الوزر
ولا تكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا فإنه رب متكلم في
أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه فعيب ولا تمار حليما ولا سفيها فإن الحليم يقليك
وإن السفيه يؤذيك واذكر أخاك إذا تغيب عنك بما تحب أن يذكرك به وأعفه مما تحب أن
يعفيك منه واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإجرام
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
4357 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من صمت نجا
رواه الترمذي وقال حديث غريب والطبراني ورواته ثقات
4358 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من سره أن يسلم فليلزم الصمت
رواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ وغيرهما
4359 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار
أبعد ما بين المشرق والمغرب
رواه البخاري ومسلم والنسائي ورواه ابن ماجه والترمذي إلا
أنهما قالا إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا
قوله ما يتبين فيها أي ما يتفكر هل هي خير أو شر
4361 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن الرجل ليتحدث
بالحديث ما يريد به سوءا إلا ليضحك به القوم يهوي به
أبعد من السماء
رواه أبو الشيخ عن أبي إسرائيل عن عطية وهو العوفي عنه
4362 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم فيسقط
بها أبعد من السماء ألا هل عسى رجل منكم يتكلم بالكلمة يضحك بها أصحابه فيسخط الله
بها عليه لا يرضى عنه حتى يدخله النار
رواه أبو الشيخ أيضا بإسناد حسن ورواه عن علي بن زيد عن
الحسن مرسلا
4363 - وعن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن
أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة
من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه
رواه مالك والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن
ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4364 - وعن أمة بنت الحكم الغفارية رضي الله عنها قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون
بينه وبينها إلا قيد رمح فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء
رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني كلاهما من رواية محمد بن
إسحاق
4365 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر
الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي
رواه الترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن غريب
4366 - وعن مالك رضي الله عنه بلغه أن عيسى ابن مريم
عليه السلام كان يقول لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب
القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا
في ذنوبكم كأنكم عبيد فإنما الناس مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله
على العافية
ذكره في الموطأ
وعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن
منكر أو ذكر الله
رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا وقال الترمذي
حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس
قال الحافظ رواته ثقات وفي محمد بن يزيد كلام قريب لا
يقدح وهو شيخ صالح
4368 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة
السؤال
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود ورواه أبو يعلى
وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه
4369 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه
رواه أبو الشيخ في الثواب
4370 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
رواه الترمذي وقال حديث غريب
قال الحافظ رواته ثقات إلا قرة بن حيويل ففيه خلاف وقال
ابن عبد البر النمري هو محفوظ عن الزهري بهذا الإسناد من رواية الثقات انتهى فعلى
هذا يكون إسناده حسنا لكن قال جماعة من الأئمة الصواب أنه عن علي بن حسين عن النبي
صلى الله عليه و سلم مرسل كذا قال أحمد وابن معين والبخاري وغيرهم وهكذا رواه مالك
عن الزهري عن علي بن حسين ورواه الترمذي أيضا عن قتيبة عن مالك به
وقال وهذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة
والله أعلم
4371 - وعن أنس رضي الله عنه قال توفي رجل فقال رجل آخر
ورسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أو لا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ رواته ثقات
4372 - وروى ابن أبي الدنيا وأبو يعلى عن أنس أيضا رضي
الله عنه قال استشهد رجل منا يوم أحد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت
أمه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بني الجنة فقال النبي صلى الله عليه و سلم
ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره
4373 - وروى أبو يعلى أيضا والبيهقي عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم شهيدا فبكت عليه
باكية فقالت واشهيداه قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما يدريك أنه شهيد لعله
كان يتكلم فيما لا يعنيه أو يبخل بما لا ينقصه
4374 - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن امرأة كانت عند
عائشة ومعها نسوة فقالت امرأة منهن والله لأدخلن الجنة فقد أسلمت وما سرقت وما
زنيت فأتيت في المنام فقيل لها أنت المتألية لتدخلن الجنة كيف وأنت تبخلين بم لا
يغنيك وتتكلمين فيما لا يعنيك فلما أصبحت المرأة دخلت على عائشة فأخبرتها بما رأت
وقالت اجمعي النسوة اللاتي كن عندك حين قلت ما قلت فأرسلت إليهن عائشة رضي الله
عنها فجئن فحدثتهن المرأة بما رأت في المنام
رواه البيهقي
21 - الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر
4375 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا
تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
التقوى ههنا التقوى ههنا التقوى ههنا
وأشار إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مالك والبخاري ومسلم واللفظ له وهو أهم الروايات
وأبو داود والترمذي
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد
الإيمان والحسد
رواه ابن حبان في صحيحه ومن طريقه البيهقي
4377 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب
رواه أبو داود والبيهقي ورواه ابن ماجه والبيهقي أيضا
وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحسد يأكل الحسنات كما
تأكل النار الحطب والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار والصلاة نور المؤمن
والصيام جنة من النار
4378 - وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا
رواه الطبراني ورواته ثقات
4379 - وروي عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الأحزاب 85
رواه الطبراني وتقدم في باب أجلاء العلماء حديثه أيضا عن
النبي صلى الله عليه و سلم لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال أن يكثر لهم من الدنيا
فيتحاسدون
4380 - وعن عبد الله بن كعب عن أبيه رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها
من الحرص على المال والحسد في دين المسلم وإن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار
الحطب
4381 - وفي رواية إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما
تأكل النار العشب
ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله بهذا اللفظ إنما روى
الترمذي صدره وصححه ولم يذكر الحسد بل قال على المال والشرف وبقية الحديث تقدمت
عند أبي داود من حديث أبي هريرة
4382 - وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة أما
إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين
رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى
الله عليه و سلم يا بني إن قدرت على أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل
الحديث
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
4384 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فطلع رجل من
الأنصار تنظف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال فلما كان الغد قال النبي
صلى الله عليه و سلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث
قال النبي صلى الله عليه و سلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول
فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم تبعه عبد الله بن عمرو فقال إني لاحيت أبي
فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت
قال نعم
قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث
الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار تقلب على فراشه ذكر الله عز
و جل وكبر حتى لصلاة الفجر
قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت
الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا
هجرة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرات يطلع عليكم الآن
رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث المرات فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فأقتدي
بك فلم أرك عملت كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ما هو إلا ما رأيت فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي
لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه
التي بلغت بك
رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم والنسائي ورواته
احتجا بهم أيضا إلا شيخه سويد بن نصر وهو ثقة وأبو يعلى والبزار بنحوه وسمى الرجل
المبهم سعدا
وقال في آخره فقال سعد ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا
أني لم أبت ضاغنا على مسلم
أو كلمة نحوها
زاد النسائي في رواية له والبيهقي والأصبهاني فقال عبد
الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا تطيق
ورواه البيهقي أيضا عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال كنا
جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب
من أهل الجنة
فجاء سعد بن مالك فدخل منه
قال البيهقي فذكر الحديث قال فقال عبد الله بن عمرو رضي
الله عنهما ما أنا بالذي أنتهي حتى أبايت هذا الرجل فأنظر عمله قال
فذكر الحديث في دخوله عليه قال فناولني عباءة فاضطجعت
عليها قريبا منه وجعلت أرمقه بعيني ليله كلما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله حتى
إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة
سورة من المفصل ليس من طواله ولا من قصاره يدعو في كل ركعتين بعد التشهد بثلاث دعوات
يقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا
اللهم إنا نسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله حتى
إذا فرغ قال فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده إليه ثلاثا إلى أن قال فقال آخذ
مضجعي وليس في قلبي غمر على أحد
الغمر بكسر الغين المعجمة وسكون الميم هو الحقد وقوله
تنظف أي تقطر
لاحيت بالحاء المهملة بعدها ياء مثناة تحت أي خاصمت
تعار بتشديد الراء أي استيقظ
4386 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قيل يا
رسول الله أي الناس أفضل قال كل مخموم القلب صدوق اللسان
قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي
النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والبيهقي وغيره أطول منه
4387 - وروى الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكن
دخلوها برحمة الله وسخاوة الأنفس وسلامة الصدور
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء مرسلا
وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه
مطمئنة وخليقته مستقيمة الحديث
رواه أحمد والبيهقي وتقدم بتمامه في الإخلاص
الترغيب في التواضع والترهيب من الكبر والعجب والافتخار
4389 - عن عياض بن حماد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا
يبغي أحد على أحد
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
4390 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما
تواضع أحد لله إلا رفعه الله
رواه مسلم والترمذي
4391 - وعن نصيح العنسي عن ركب المصري رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من
غير مسألة وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة
طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن
الناس شره
طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من
قوله
رواه الطبراني ورواته إلى نصيح ثقات وقد حسن هذا الحديث
أبو عمر النمري وغيره
وركب قال البغوي لا أدري سمع من النبي صلى الله عليه و
سلم أم لا وقال ابن منده لا نعرف له صحبة وذكر غيرهما أن له صحبة ولا أعرف له غير
هذا الحديث
4392 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه
وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وقد
ضبطه بعض الحفاظ
الكنز بالنون والزاي وليس بمشهور وتقدم الكلام عليه في
الدين
4393 - وعن طارق قال خرج عمر رضي الله عنه إلى الشام
ومعنا أبو عبيدة فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنزل وخلع خفيه فوضعهما على
عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ما
يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال أوه ولو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة
محمد
إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز
بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
4394 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله الله في
أعلى عليين ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين ولو
أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليها باب ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائنا ما
كان
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلاهما من طريق دراج
عن أبي الهيثم عنه وليس عند ابن ماجه ولو أن أحدكم إلى آخره
4395 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أعلمه إلا
رفعه قال يقول الله تبارك وتعالى من تواضع لي هكذا وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض
وأدناها رفعته هكذا وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء
رواه أحمد والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح
والطبراني ولفظه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر أيها الناس تواضعوا
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من تواضع لله رفعه الله وقال انتعش
نعشك الله فهو في أعين الناس عظيم وفي نفسه صغير ومن تكبر قصمه الله وقال اخسأ فهو
في أعين الناس صغير وفي نفسه كبير
4396 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما من آدمي إلا في
رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته وإذا
تكبر قيل للملك ضع حكمته
رواه الطبراني والبزار بنحوه من حديث أبي هريرة
وإسنادهما حسن
الحكمة بفتح الحاء المهملة والكاف هي ما تجعل في رأس
الدابة كاللجام ونحوه
4397 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله ومن ارتفع عليه وضعه
الله
رواه الطبراني في الأوسط
4398 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال من
يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به ومن تطاول تعظيما يخفضه الله ومن تواضع
خشية يرفعه الله الحديث
رواه الطبراني من رواية المسعودي وليس في أصلي رفعه
4399 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل وإن عليه العباءة
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
4400 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن
أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون
قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما
المتفيهقون قال المتكبرون
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه أحمد والطبراني
وابن حبان في صحيحه من حديث أبي ثعلبة وتقدم
الثرثار بثاءين مثلثتين مفتوحتين وتكرير الراء هو الكثير
الكلام تكلفا
والمتشدق هو المتكلم بملء شدقيه تفاصحا وتعاظما واستعلاء
على غيره وهو معنى المتفيهق أيضا
4401 - وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما
قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل العز إزاره والكبرياء
رداؤه فمن ينازعني عذبته
رواه مسلم ورواه البرقاني في مستخرجه من الطريق الذي
أخرجه مسلم ولفظه
يقول الله عز و جل العز إزاري والكبرياء ردائي فمن
نازعني شيئا منهما عذبته
ورواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث
أبي هريرة وحده قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تبارك وتعالى الكبرياء
ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار
4402 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول الله جل وعلا الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني
واحدا منهما ألقيته في النار
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلاهما من
رواية عطاء بن السائب
4403 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يسأل عنهم رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبر
وإزاره العز ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمته
ورواه الطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه أطول منه
4404 - وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر
رواه البخاري ومسلم
العتل بضم العين والتاء وتشديد اللام هو الغليظ الجافي
والجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة هو
الجموع المنوع وقيل الضخم المختال في مشيته وقيل القصير البطين
4405 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري
قال والجواظ الغليظ الفظ
رواه أبو داود
4406 - وعن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار قلت بلى
يا رسول الله قال أما أهل
النار فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء
المغلوبون
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن والحاكم
وقال صحيح على شرط مسلم
4407 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى
الله عليه و سلم في جنازة قال ألا أخبركم بشر عباد الله الفظ المستكبر ألا أخبركم
بخير عباد الله الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا محمد بن جابر
4408 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون وقالت
الجنة في ضعفاء المسلمين ومساكينهم فقضى الله بينهما إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء
وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء ولكليكما علي ملؤها
رواه مسلم
4409 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم
ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر
رواه مسلم والنسائي
العائل بالمد هو الفقير
4410 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني
والإمام الجائر
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
4411 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم عرض علي أول ثلاث يدخلون النار أمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق
الله فيه وفقير فخور
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو
رواه البزار بإسناد جيد
المزهو هو المعجب بنفسه المتكبر
4413 - وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة مسكين مستكبر ولا شيخ زان ولا
منان على الله بعمله
رواه الطبراني من رواية الصباح بن خالد بن أمية عن نافع
ورواته إلى الصباح ثقات
4414 - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال التقى عبد
الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم على المروة فتحدثا ثم مضى
عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل ما يبكيك يا أبا عبد
الرحمن قال هذا يعني عبد الله بن عمرو زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر كبه الله لوجهه في النار
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
4415 - وفي أخرى له أيضا رواتهما رواة الصحيح سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من
كبر
حنه
4416 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من
كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها الحديث
رواه أحمد من رواية شهر بن حوشب عن رجل لم يسم عنه
4417 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه مر في
السوق وعليه حزمة من حطب فقيل له ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عن هذا قال أردت
أن أدفع الكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة
من كبر
رواه الطبراني بإسناد حسن والأصبهاني إلا أنه قال مثقال
ذرة من كبر
4418 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم
قال يحشر المتكبرون
يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل
مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل
النار طينة الخبال
رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن
بولس بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح اللام بعدها
سين مهملة
والخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة
4419 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن
الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر
الحق وغمط الناس
رواه مسلم والترمذي
بطر الحق بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة جميعا هو
دفعه ورده
وغمط الناس بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء
المهملة هو احتقارهم وازدراؤهم وكذلك غمصهم بالصاد المهملة وقد رواه الحاكم فقال
ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس وقال احتجا برواته
4420 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال بينما رجل ممن كان قبلكم يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو
يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة
رواه النسائي وغيرهما
الخيلاء بضم الخاء المعجمة وتكسر وبفتح الياء ممدودا هو
الكبر والعجب
ويتجلجل بجيمين أي يغوص وينزل فيها
4421 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم بينا رجل ممن كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله
عز و جل الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
رواه أحمد والبزار بأسانيد رواة أحدها محتج بهم في
الصحيح
وعن جابر رضي الله عنه أحسبه رفعه أن رجلا كان في حلة
حمراء فتبختر واختال فيها فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
4423 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال في مشيته
إذ خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم
مرجل أي ممشط
4424 - وروي عن كريب قال كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي
لهب فقال يا كريب بلغنا مكان كذا وكذا قلت أنت عنده الآن فقال حدثني العباس بن عبد
المطلب رضي الله عنه قال بينا أنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الموضع إذ أقبل
رجل يتبختر بين بردين وينظر إلى عطفيه وقد أعجبته نفسه إذ خسف الله به الأرض في
هذا الموضع فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
رواه أبو يعلى
4425 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر رضي
الله عنه يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له رسول الله صلى الله
عليه و سلم إنك لست ممن يفعله خيلاء
رواه مالك والبخاري واللفظ له وهو أتم ومسلم والترمذي
والنسائي وتقدم في اللباس أحاديث من هذا
4426 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تبارك
وتعالى وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له ورواته محتج بهم في
الصحيح والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم
4427 - وعن خولة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إذا مشت أمتي
المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي وابن حبان أيضا من
حديث ابن عمر
المطيطاء بضم الميم وفتح الطاءين المهملتين بينهما ياء
مثناة تحت ممدودا ويقصر هو التبختر ومد اليدين في المشي
4428 - وروي عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير
المتعال
بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى
بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى
بئس العبد عبد عتى وطغى ونسي المبتدا والمنتهى
بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين بالشهوات
بئس العبد عبد طمع يقوده
بئس العبد عبد هوى يضله
بئس العبد عبد رغب يذله
رواه الترمذي وقال حديث غريب ورواه الطبراني من حديث
نعيم بن همار الغطفاني أخصر منه وتقدم
4429 - وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن في جهنم واديا يقال له هبهب حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد
رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم كلهم من رواية أزهر بن
سنان وقال الحاكم صحيح الإسناد
هبهب بفتح الهاءين وموحدتين
4430 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه
ما أصابهم
رواه الترمذي وقال حديث حسن
قوله يذهب بنفسه أي يترفع ويتكبر
4431 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه العجب
رواه البزار بإسناد جيد
4432 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو
ليكونن أهون على الله عز و جل من الجعل الذي يدهده
الخرء بأنفه إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها
بالآباء
إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من
تراب
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وستأتي
أحاديث من هذا النوع في الترهيب من احتقار المسلم إن شاء الله
الجعل بضم الجيم وفتح العين المهملة هو دويبة أرضية
يدهده أي يدحرج وزنه ومعناه
والعبية بضم العين المهملة وكسرها وتشديد الباء الموحدة
وكسرها وبعدها ياء مثناة تحت مشددة أيضا هي الكبر والفخر والنخوة
23 - الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع يا سيدي أو نحوها
من الكلمات الدالة على التعظيم
4433 - عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز و جل
رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح والحاكم ولفظه قال
إذا قال الرجل للمنافق يا سيد فقد أغضب ربه وقال صحيح الإسناد كذا قال
24 - الترغيب في الصدق والترهيب من الكذب
4434 - عن عبد الله بن كعب بن مالك رضي الله عنه قال
سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة
تبوك
قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب
أحدا تخلف عنه إنما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون يريدون عير قريش
حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه
و سلم ليلة العقبة
حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن
كانت بدر أذكر في الناس منها وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة
والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى
الله عليه و سلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله
صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفاوز واستقبل عدوا كثيرا
فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم وأخبرهم بوجههم الذي يريد المسلمون مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم وكثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد بذلك الديوان
قال كعب فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى ما
لم ينزل فيه وحي من الله عز و جل وغزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الغزوة
حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون
معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادر على ذلك
إذا أردت ولم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله
عليه و سلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا
فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني
فعلت ثم لم يقدر لي ذلك وطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه
و سلم يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموضا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذر
الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك فقال وهو
جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه
والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئسما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه
إلا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينما هو على ذلك فرأى رجلا مبيضا
يزول به السراب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كن أبا خيثمة فإذا هو أبو
خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون
قال كعب فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد
توجه قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب وأقول بما أخرج من سخطه غدا
وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد
ظل قادما راح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا فأجمعت صدقه وصبح
رسول الله صلى الله عليه و سلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه
ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له
وكانوا بضعة
وثمانين رجلا فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم
ووكل سرائرهم إلى الله عز و جل حتى جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال
فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قلت يا رسول
الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد
أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن
الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله عز و
جل
وفي رواية عفو الله والله ما كان لي من عذر ما كنت قط
أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما هذا فقد صدق
فقم حتى يقضي الله فيك فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا والله ما
علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه
و سلم بما اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله
عليه و سلم لك قال فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى
الله عليه و سلم فأكذب نفسي قال ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم لقيه معك
رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما ما قيل لك قال قلت من هما قالوا مرارة بن ربيعة
العامري وهلال بن أمية الواقفي
قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة قال
فمضيت حتى ذكروهما لي قال ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين عن كلامنا
أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه
قال فاجتنبنا الناس أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في
نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي
فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج
فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق فلا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم
أصلي قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض
عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو
ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة أنشدك
بالله هل تعلمن أني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت فناشدته فسكت فعدت فناشدته فقال
الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينا أنا أمشي في سوق
المدينة إذا نبطي من أنباط
أهل الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على
كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان
وكنت كاتبا فقرأته فإذا فيه أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك
الله بدار هوان ولا مضيعة فألحق بنا نواسك
قال فقلت حين قرأتها وهذه أيضا من البلاء فتيممت بها
التنور فسجرتها حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي وإذا رسول رسول الله صلى
الله عليه و سلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تعتزل
امرأتك
قال فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال لا
بل اعتزلها فلا تقربها وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال
فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر
قال فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه
قال لا ولكن لا يقربنك
قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء ووالله ما زال يبكي
منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا
قال فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه
قال فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه
و سلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استأذنته فيها وأنا
رجل شاب قال فلبثت بذلك عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا
قال ثم صليت صلاة الصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من
بيوتنا فبينا أنا جالس على الحالة التي ذكر الله عز و جل منا قد ضاقت علي نفسي
وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن
مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعلمت أن قد جاء فرج قال وأذن رسول الله صلى الله عليه
و سلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل
صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم من قبلي وأوفى على الجبل فكان
الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه
ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أيمم رسول
الله صلى الله عليه و سلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة ويقولون وليهنك
توبة الله عليك حتى دخلنا المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم حوله الناس
فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلي رجل من
المهاجرين غيره
قال فكان كعب لا ينساها لطلحة
قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال وهو يبرق وجهه من
السرور قال أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك
قال فقلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال بل
من عند الله
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه
حتى كأن وجهه قطعة قمر قال وكنا نعرف ذلك
قال فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن
أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك
عليك بعض مالك فهو خير لك
قال فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر
قال وقلت يا رسول الله إنما أنجاني الله بالصدق وإن من
توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت قال فوالله ما علمت أحدا أبلاه الله في صدق
الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا وإني لأرجو أن
يحفظني الله فيما بقي
قال فأنزل الله عز و جل لقد تاب الله على النبي
والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة حتى بلغ إنه بهم رؤوف رحيم
وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما
رحبت حتى بلغ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 711 911
قال كعب والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني
الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا أكون
كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا إن الله عز و جل قال للذين كذبوا حين نزل الوحي شر
ما قال لأحد فقال سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم
إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا
عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين التوبة 59 69 قال كعب كنا خلفنا أيها الثلاثة عن
أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حلفوا له فبايعهم
واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه
بذلك
قال الله عز و جل وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي
ذكره ما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له
واعتذر إليه فقبل منه
رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه أبو داود والنسائي
بنحوه مفرقا مختصرا وروى الترمذي قطعة من أوله ثم قال وذكر الحديث
ورى عن الشيء إذا ذكره بلفظ يدل عليه أو على بعضه دلالة
خفية عند السامع
المفاز والمفازة هي الفلاة لا ماء بها
يتمادى بي أي يتطاول ويتأخر
وقوله تفارط الغزو أي فات وقته من أراده وبعد عليه
إدراكه
المغموض بالغين والضاد المعجمتين هو المعيب المشار إليه
بالعيب
ويزول به السراب أي يظهر شخصه خيالا فيه
أوفى على سلع أي طلع عليه وسلع جبل معروف في أرض المدينة
أيمم أي أقصد
أرجأ أمرنا أخره والإرجاء التأخير
وقوله فأنا إليها أصعر بفتح الهمزة والعين المهملة جميعا
وسكون الصاد المهملة أي أميل إلى البقاء فيها وأشتهي ذلك والصعر الميل وقال
الجوهري في الخد خاصة
4435 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا
إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
رواه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي
كلهم من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ المطلب لم يسمع من عبادة
4436 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال تقبلوا لي ستا أتقبل لكم الجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد
فلا يخلف وإذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى والحاكم والبيهقي
ورواتهم ثقات إلا سعد بن سنان
4437 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا
رواه البيهقي بإسناد حسن
ورواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه في حديث تقدم
في حسن الخلق
وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي قراد السلمي رضي الله
عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه
فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما حملكم على ما فعلتم قلنا حب الله
ورسوله قال فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا
جوار من جاوركم
رواه الطبراني
4439 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة
وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة
رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد
حسنة
4440 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من
رسول الله صلى الله عليه و سلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة
والكذب ريبة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4441 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال قلنا يا نبي الله من خير الناس قال ذو القلب المخموم واللسان الصادق
قال يا نبي الله قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب
المخموم قال التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد
قال قلنا يا رسول الله فمن على أثره قال الذي يشنأ
الدنيا ويحب الآخرة
قلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله
عليه و سلم فمن على أثره قال مؤمن في خلق حسن
قلنا أما هذه ففينا
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وتقدم لفظه والبيهقي وهذا
لفظه وهو أتم
4442 - وعن منصور بن المعتمر رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت هكذا معضلا ورواته
ثقات
4443 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي
إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه واللفظ له
4444 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب
فإنه مع الفجور وهما في النار
رواه ابن حبان في صحيحه
4445 - وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة
وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
4446 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا جاء
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ما عمل الجنة قال الصدق إذا صدق
العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة
قال يا رسول الله وما عمل النار قال الكذب إذا كذب العبد
فجر وإذا فجر كفر وإذا كفر يعني دخل النار
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة
4447 - وعن مالك أنه بلغه أن ابن مسعود قال لا يزال
العبد يكذب ويتحرى الكذب فتنكت في قلبه نكتة حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من
الكاذبين
ذكره مالك في الموطأ هكذا وتقدم بنحوه متصلا مرفوعا
4448 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى
الله عليه و سلم رأيت الليلة رجلين أتياني قالا لي الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب
الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة
رواه البخاري هكذا مختصرا في الأدب من صحيحه وتقدم بطوله
في ترك الصلاة
4449 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم آية المنافق ثلاث إذا
حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر
رواه البخاري ومسلم
وزاد في مسلم في رواية له وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم
4450 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة
منهن كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا
خاصم فجر
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
4451 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال
إني مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان
رواه أبو يعلى من رواية الرقاشي وقد وثق ولا بأس به في
المتابعات
4452 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء
وإن كان صادقا
رواه أحمد والطبراني
4453 - ورواه أبو يعلى من حديث عمر بن الخطاب رضي الله
عنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع
المزاح والكذب ويدع المراء وإن كان محقا
وفي أسانيدهم من لا يحضرني حاله ولمتنه شواهد كثيرة
4454 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب
رواه أحمد قال حدثنا وكيع سمعت الأعمش قال حدثت عن أبي
أمامة
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب
رواه البزار وأبو يعلى ورواته رواة الصحيح وذكره
الدارقطني في العلل مرفوعا وموقوفا وقال الموقوف أشبه بالصواب ورواه الطبراني في
الكبير والبيهقي من حديث أبي عمر مرفوعا
4456 - وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال الكذب مجانب الإيمان
رواه البيهقي وقال الصحيح أنه موقوف
4457 - وعن صفوان بن سليم قال قيل يا رسول الله أيكون
المؤمن جبانا قال نعم
قيل له أيكون المؤمن بخيلا قال نعم
قيل له أيكون المؤمن كذابا قال لا
رواه مالك هكذا مرسلا
4458 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يجتمع الكفر والإيمان في قلب امرىء ولا يجتمع الصدق والكذب
جميعا ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة
4459 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب
رواه أحمد عن شيخه عمر بن هارون وفيه خلاف وبقية رواته
ثقات
4460 - وعن سفيان بن أسيد الحضرمي رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق
وأنت له به كاذب
رواه أبو داود من رواية بقية بن الوليد وذكر أبو القاسم
البغوي في معجمه سفيان هذا وقال لا أعلم روى غير هذا الحديث
4461 - وعن أبي بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا
إن الكذب يسود الوجه والنميمة عذاب القبر
رواه أبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه والبيهقي
كلهم من رواية زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث وتقدم الكلام عليها في النميمة
4462 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال بر الوالدين يزيد في العمر والكذب ينقص الرزق والدعاء يرد
القضاء
رواه الأصبهاني
4463 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا كذب العبد تباعد الملك عنه ميلا من نتن ما جاء به
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وقال
الترمذي حديث حسن
4464 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان من خلق أبغض
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب ما اطلع على أحد من ذاك بشيء فيخرج من
قلبه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة
رواه أحمد والبزار واللفظ له وابن حبان في صحيحه ولفظه
قالت ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب ولقد كان
الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة
ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قالت ما كان شيء أبغض
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب وما جربه رسول الله صلى الله عليه و
سلم من أحد وإن قل فيخرج له من نفسه حتى يجدد له توبة
4465 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت فقلت يا
رسول الله إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه يعد ذلك كذبا قال إن الكذب يكتب
كذبا حتى تكتب الكذيبة كذيبة
رواه أحمد في حديث وابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي
كلهم من رواية يونس بن يزيد الأبلي عن أبي شداد عن شهر بن حوشب عنها وعن أبي شداد
أيضا عن مجاهد عنها وقد زعم بعض مشايخنا أن أبا شداد مجهول لم يرو عنه غير ابن
جريج
فقد روى عنه يونس أيضا كما ذكرنا وغيره وليس بمجهول
والله أعلم
4466 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة
رواه أحمد وابن أبي الدنيا كلاهما عن الزهري عن أبي
هريرة ولم يسمع منه
4467 - وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال دعتني أمي
يوما ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطك فقال لها
رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أردت أن تعطيه قالت أردت أن أعطيه تمرا فقال لها
رسول الله صلى الله عليه و سلم أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة
رواه أبو داود والبيهقي عن مولى عبد الله بن عامر ولم
يسمياه عنه ورواه ابن أبي الدنيا فسماه زيادا
4468 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به
القوم فيكذب ويل له ويل له
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي
4469 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم
ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر
رواه مسلم وغيره
4470 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل
المزهو
رواه البزار بإسناد جيد
العائل هو الفقير
المزهو هو المعجب بنفسه المتكبر
ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين
4471 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا
فقهوا وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهة وتجدون شر الناس ذا الوجهين
الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
رواه مالك والبخاري ومسلم
4472 - وعن محمد بن زيد أن ناسا قالوا لجده عبد الله بن
عمر رضي الله عنهم إننا ندخل على سلطاننا فنقول بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عنده
فقال كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه البخاري
4473 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان
من نار
رواه الطبراني في الأوسط
4474 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
4475 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت والطبراني والأصبهاني
وغيرهم
الترهيب من الحلف بغير الله سيما بالأمانة ومن قوله أنا
بريء من الإسلام أو كافر ونحو ذلك
4476 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الله تعالى ينهاكم أن
تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
4477 - وفي رواية لابن ماجه من حديث بريدة قال سمع النبي
صلى الله عليه و سلم رجلا يحلف بأبيه فقال لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق
ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله
4478 - وعنه رضي الله عنه أنه سمع رجلا يقول لا والكعبة
فقال ابن عمر لا يحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من
حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح على شرطهما
4479 - وفي رواية للحاكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول كل يمين يحلف بها دون الله شرك
4480 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لأن أحلف
بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره وأنا صادق
رواه الطبراني موقوفا ورواته رواة الصحيح
4481 - وعن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من حلف بالأمانة فليس منا
رواه أبو داود
4482 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من حلف قال إني بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال وإن كان
صادقا فلن يرجع إلى الإسلام سالما
رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
4483 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من حلف على يمين فهو كما
حلف إن قال هو يهودي فهو يهودي وإن قال هو نصراني فهو
نصراني وإن قال هو بريء من الإسلام فهو بريء من الإسلام ومن ادعى دعاء الجاهلية
فإنه من جثاء جهنم
قالوا يا رسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى
رواه أبو يعلى والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد كذا
قال
4484 - وروى ابن ماجه من حديث أنس رضي الله عنه قال سمع
رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يقول أنا إذا يهودي فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم وجبت
4485 - وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال
رواه البخاري ومسلم في حديث وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجه
الترهيب من احتقار المسلم وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا
بالتقوى
4486 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا
التقوى ههنا التقوى ههنا ويشير إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم
كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مسلم وغيره
4487 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا
فقال إن الله تعالى جميل يحب الجمال
الكبر بطر الحق وغمط الناس
رواه مسلم والترمذي والحاكم إلا أنه قال
ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس
وقال الحاكم احتجا برواته
بطر الحق دفعه ورده
وغمط الناس بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء
المهملة هو احتقارهم وازدراؤهم كما جاء مفسرا عند الحاكم
4488 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم
رواه مالك ومسلم وأبو داود
وقال قال أبو إسحاق سمعته بالنصب والرفع ولا أدري أيهما
قال يعني بنصب الكاف من أهلكهم أو رفعها وفسره مالك إذا قال ذلك معجبا بنفسه
مزدريا بغيره فهو أشد هلاكا منهم لأنه لا يدري سرائر الله في خلقه انتهى
4489 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز و جل من
ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر له إني قد غفرت له وأحبطت عملك
رواه مسلم
4490 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم في الآخرة باب من الجنة فيقال
له هلم فيجيء بكربه وغمه فإذا جاءه أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال له هلم هلم
فيجيء بكربه وغمه فإذا جاءه أغلق دونه فما يزال كذلك حتى إن أحدهم ليفتح له الباب
من أبواب الجنة فيقال له هلم فما يأتيه من الإياس
رواه البيهقي مرسلا
4491 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد وإنما أنتم ولد آدم طف
الصاع لم تملؤوه ليس لأحد فضل على أحد إلا بالدين أو عمل صالح
رواه أحمد والبيهقي كلاهما من رواية ابن لهيعة ولفظ
البيهقي قال
ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح
حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا
4492 - وفي رواية له ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو
تقوى وكفى بالرجل أن يكون بذيا فاحشا بخيلا
قوله طف الصاع بالإضافة أي قريب بعضكم من بعض
4493 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال له انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى
رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون إلا أن بكر بن عبد الله
المزني لم يسمع من أبي ذر
4494 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خطبنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال يا أيها
الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد
ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر
على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم
ألا هل بلغت قالوا بلى يا رسول الله
قال فليبلغ الشاهد الغائب
ثم ذكر الحديث في تحريم الدماء والأموال والأعراض رواه
البيهقي وقال في إسناده بعض من يجهل
4495 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي ألا إني جعلت نسبا
وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان خير من فلان
بن فلان فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم أين المتقون
رواه الطبراني في الأوسط والصغير والبيهقي مرفوعا
وموقوفا وقال المحفوظ الموقوف وتقدم في أول كتاب العلم حديث أبي هريرة وفيه من بطأ
به عمله لم يسرع به نسبه
4496 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الله عز و جل أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء الناس بنو
آدم وآدم من تراب مؤمن تقي وفاجر شقي
لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم أو
ليكونن أهون على الله من
الجعلان التي تدفع النتن بأنفها
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وتقدم لفظه والبيهقي
بإسناد حسن أيضا واللفظ له وتقدم معنى غريبه في الكبر
28 - الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق وغير ذلك مما
يذكر
4497 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق
وأرفعها قول لا إله إلا الله
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
أماط الشيء عن الطريق نحاه وأزاله والمراد بالأذى كل ما
يؤذي المار كالحجر والشوكة والعظم والنجاسة ونحو ذلك
4498 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه و سلم عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط
عن الطريق ووجدت في مساوىء أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن
رواه مسلم وابن ماجه
4499 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله
إني لا أدري نفسي تمضي أو أبقى بعدك فزودني شيئا ينفعني الله به فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم افعل كذا افعل كذا وأمر الأذى عن الطريق
4500 - وفي رواية قال أبو برزة قلت يا نبي الله علمني
شيئا أنتفع به قال اعزل الأذى عن طريق المسلمين
رواه مسلم وابن ماجه
4501 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم كل سلامى من الناس
عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة
ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أم يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة
صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة
رواه البخاري ومسلم
4502 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم فقال رجل من القوم هذا من
أشد ما أنبأتنا به
قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحملك على
الضعيف صلاة وإنحاؤك القذر عن الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
4503 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس
قيل يا رسول الله من أين لنا صدقة نتصدق بها فقال إن
أبواب الخير لكثيرة التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المستدل على حاجته وتسعى
بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف فهذا كله صدقة منك
على نفسك
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي مختصرا وزاد في رواية
وتبسمك في وجه أخيك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن طريق الناس صدقة وهديك
الرجل في أرض الضالة صدقة
4504 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل
منها صدقة
قالوا فمن يطيق ذلك يا رسول الله قال النخامة في المسجد
تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزي عنك
رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في
صحيحيهما
4505 - وعن المستنير بن أخضر بن معاوية عن أبيه قال كنت
مع معقل بن يسار رضي الله عنه في بعض الطرقات فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن
الطريق فرأيت مثله فأخذته
فنحيته فأخذ بيدي وقال يا ابن أخي ما حملك على ما صنعت
قلت يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من أماط أذى من طريق المسلمين كتبت له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة
رواه الطبراني في الكبير هكذا
ورواه البخاري في كتاب الأدب المفرد فقال عن المستنير بن
أخضر بن معاوية بن قرة عن جده
قال الحافظ وهو الصواب
4506 - وعن أنس رضي الله عنه قال حدث نبي الله صلى الله
عليه و سلم بحديث فما فرحنا بشيء منذ عرفنا الإسلام أشد من فرحنا به قال إن المؤمن
ليؤجر في إماطة الأذى عن الطريق وفي هداية السبيل وفي تعبيره عن الأرتم وفي منحة اللبن
حتى إنه ليؤجر في السلعة تكون مصرورة فيلمسها فتخطؤها يده
رواه أبو يعلى والبزار وزاد إنه ليؤجر في إتيانه أهله
حتى إنه ليؤجر في السلعة تكون في طرف ثوبه فيلمسها فيفقد مكانها أو كلمة نحوها فيخفق
بذلك فؤاده فيردها الله عليه ويكتب له أجرها
وفي إسناده المنهال بن خليفة وقد وثقه غير واحد وتقدم ما
يشهد لهذا الحديث
4507 - وعن أبي شيبة الهروي قال كان معاذ يمشي ورجل معه
فرفع حجرا من الطريق فقال ما هذا فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من
رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات ورواه في الأوسط من
حديث أبي الدرداء إلا أنه قال من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له
به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنة
4508 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله
وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق المسلمين أو شوكة
أو عظما عن طريق المسلمين وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة
فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار
قال أبو توبة وربما قال يمشي يعني بالمعجمة
رواه مسلم والنسائي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخره فشكر الله له فغفر الله له
رواه البخاري ومسلم
4510 - وفي رواية لمسلم قال لقد رأيت رجلا يتقلب في
الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين
4511 - وفي أخرى له مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق
فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة
ورواه أبو داود ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما قال كان في شجرة فقطعه وإما كان
موضوعا فأماطه عن الطريق فشكر الله ذلك له فأدخله الجنة
4512 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كانت شجرة تؤذي
الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس قال قال نبي الله صلى الله عليه و سلم فلقد
رأيته يتقلب في ظلها في الجنة
رواه أحمد وأبو يعلى ولا بأس بإسناده في المتابعات
29 - الترغيب في قتل الوزغ وما جاء في قتل الحيات وغيرها
مما يذكر
4513 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الضربة
الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الحسنة الأولى ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا
وكذا حسنة لدون الثانية
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
وفي رواية لمسلم من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة
حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك
وفي أخرى لمسلم وأبي داود أنه قال في أول ضربة سبعين
حسنة
قال الحافظ وإسناد هذه الرواية الأخيرة منقطع لأن سهيلا
قال حدثتني أختي عن أبي هريرة وفي بعض نسخ مسلم أخي
وعند أبي داود أخي أو أختي على الشك وفي بعض نسخ أخي
وأختي بواو العطف وعلى كل تقدير فأولاد أبي صالح وهم سهيل وصالح وعباد وسودة ليس
منهم من سمع من أبي هريرة وقد وجد في بعض نسخ مسلم في هذه الرواية قال سهيل حدثني
أبي كما في الروايتين الأوليين وهو غلط والله أعلم
الوزغ هو الكبار من سام أبرص
4515 - وعن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة أنها دخلت على
عائشة رضي الله عنها فرأت في بيتها رمحا موضوعا فقالت يا أم المؤمنين ما تصنعين
بهذا قالت أقتل به الأوزاغ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا أن إبراهيم
عليه السلام لما ألقي في النار لم تكن دابة في الأرض إلا أطفأت النار عنه غير الوزغ
فإنه كان ينفخ عليه فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقتله
رواه ابن حبان في صحيحه والنسائي بزيادة
4516 - وعن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أمر بقتل الأوزاغ وقال كان ينفخ على إبراهيم
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي باختصار ذكر
النفخ
4517 - وعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه و سلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا
رواه مسلم وأبو داود
4518 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من قتل حية فله سبع
حسنات ومن قتل وزغا فله حسنة ومن ترك حية مخافة عاقبتها
فليس منا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه دون قوله ومن ترك
إلى آخره
قال الحافظ روياه عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود ولم
يسمع منه
4519 - وروي عن أبي الأحوص الجشمي قال بينما ابن مسعود
يخطب ذات يوم فإذا هو بحية تمشين على الجدار فقطع خطبته ثم ضربها بقضيبه حتى قتلها
ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل حية فكأنما قتل مشركا قد حل
دمه
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني مرفوعا وموقوفا والبزار
إلا أنه قال من قتل حية أو عقربا
4520 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اقتلوا الحيات كلهن فمن خاف نارهن فليس مني
رواه أبو داود والنسائي والطبراني بأسانيد رواتها ثقات
إلا أن عبد الرحمن بن مسعود لم يسمع من أبيه
4521 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما سالمناهن منذ حاربناهن يعني الحيات ومن ترك قتل شيء منهن خيفة
فليس منا
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
4522 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا ما سالمناهن منذ حاربناهن
رواه أبو داود ولم يجزم موسى بن مسلم راويه بأن عكرمة
رفعه إلى ابن عباس
4523 - وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه قال
لرسول الله صلى الله عليه و سلم إنا نريد أن نكنس زمزم وإن فيها من هذه الجنان
يعني الحيات الصغار فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتلهن
رواه أبو داود وإسناده صحيح إلا أن عبد الرحمن بن سابط
ما أراه سمع من العباس
الجنان بكسر الجيم وتشديد النون جمع جان وهي الحية
الصغيرة كما في الحديث وقيل الدقيقة الخفيفة وقيل الدقيقة البيضاء ويروى عن ابن
عباس الجنان مسخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل
4524 - وعن أبي ليلى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم سئل عن جنان البيوت فقال إذا رأيتم منهن شيئا في مساكنكم فقولوا أنشدكم
العهد الذي أخذ عليكم نوح أنشدكم العهد الذي أخذ عليكم سليمان أن لا تؤذونا فإن
عدن فاقتلوهن
رواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم من رواية ابن أبي
ليلى عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه وقال الترمذي حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من هذا الوجه وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يأتي
4525 - وعن نافع قال كان ابن عمر يقتل الحيات كلهن حتى
حدثنا أبو لبابة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك
رواه مسلم
4526 - وفي رواية له لأبي داود وقال أبو لبابة سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا
الطفيتين فإنهما اللذان يخطفان البصر ويتبعان ما في بطون النساء
4527 - وعن أبي السائب أنه دخل على أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في
عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست
فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم قال كان فيه فتى
منا حديث عهد بعرس
قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الخندق
فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنصاف النهار فيرجع إلى
أهله فاستأذنه يوما فقال خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم
رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به وأصابته غيرة
فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل
البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة
منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت
عليه فما يدري أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا رسول الله صلى الله
عليه و سلم وذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله أن يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم
ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا
فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان
4528 - وفي رواية نحوه وقال فيه إن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا فإن
ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر وقال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكم
رواه مالك ومسلم وأبو داود
4529 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يخطب على المنبر يقول اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر
فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل
قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية أقتلها ناداني أبو
لبابة لا تقتلها قلت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بقتل الحيات قال إنه
نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهن العوامر رواه البخاري ومسلم ورواه مالك وأبو داود
والترمذي بألفاظ متقاربة
4530 - وفي رواية لمسلم قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يأمر بقتل الكلاب يقول اقتلوا الحيات والكلاب واقتلوا ذا الطفيتين
والأبتر فإنهما يلتمسان البصر ويستسقطان الحبالى
قال الأزهري ونرى ذلك من سيمتهما والله أعلم
قال سالم قال عبد الله بن عمر فلبثت لا أترك حية أراها
إلا قتلتها فبينما أنا أطارد حية يوما من ذوات البيوت مر بي زيد بن الخطاب وأبو
لبابة وأنا أطاردها فقالا مهلا يا عبد الله فقلت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أمر بقتلهن قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن ذوات البيوت
4531 - وفي رواية لأبي داود قال إن ابن عمر وجد بعد ما
حدثه أبو لبابة حية في داره فأمر بها فأخرجت إلى البقيع
قال نافع ثم رأيتها بعد في بيته
الطفيتان بضم الطاء المهملة وإسكان الفاء هما الخطان
الأسودان في ظهر الحية وأصل الطفية خوصة المقل شبه الخطين على ظهر الحية بخوصتي
المقل وقال أبو عمر النمري يقال إن الطفيتين جنس يكون على ظهره خطان أبيضان
والأبتر هو الأفعى وقيل جنس أبتر كأنه مقطوع الذنب وقيل
هو صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب إذا نظرت إليه الحامل ألقت
قاله النضر بن شميل
وقوله يلتمسان البصر معناه يطمسانه بمجرد نظرهما إليه
بخاصية جعلها الله فيهما
قال الحافظ قد ذهب طائفة من أهل العلم إلى قتل الحيات
أجمع في الصحارى والبيوت بالمدينة وغير المدينة ولم يستثنوا في ذلك نوعا ولا جنسا
ولا موضعا واحتجوا في ذلك بأحاديث جاءت عامة كحديث ابن مسعود المتقدم وأبي هريرة وابن
عباس وقالت طائفة تقتل الحيات أجمع إلا سواكن البيوت بالمدينة وغيرها فإنهن لا
يقتلن لما جاء في حديث أبي لبابة وزيد بن الخطاب من النهي عن قتلهن بعد الأمر بقتل
جميع الحيات وقالت طائفة تنذر سواكن البيوت في المدينة وغيرها فإن بدين بعد
الإنذار قتلن وما وجد منهن في غير البيوت يقتل من غير إنذار وقال مالك يقتل ما وجد
منها في المساجد واستدل هؤلاء بقوله صلى الله عليه و سلم إن لهذه البيوت عوامر فإذا
رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه
واختار بعضهم أن يقول لها ما ورد في حديث أبي ليلى
المتقدم وقال مالك يكفيه أن يقول أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا
تؤذينا وقال غيره يقول لها أنت في حرج إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك
بالطرد والتتبع وقالت طائفة لا تنذر إلا حيات المدينة فقط لما جاء في حديث أبي
سعيد المتقدم من إسلام طائفة من الجن بالمدينة وأما حيات غير المدينة في جميع
الأرض والبيوت فتقتل من غير إنذار لأنا لا نتحقق وجود مسلمين من الجن ثم ولقوله
صلى الله عليه و سلم خمس من الفواسق تقتل في الحل والحرم وذكر منهن الحية
وقالت طائفة يقتل الأبتر وذو الطفيتين من غير إنذار سواء
كن بالمدينة وغيرها لحديث أبي لبابة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن
قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين
ولكل من هذه الأقوال وجه قوي ودليل ظاهر والله أعلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه في
أن قرصتك نملة فأحرقت أمة من الأمم تسبح
زاد في رواية فهلا نملة واحدة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
4533 - وفي رواية لمسلم وأبي داود قال نزل نبي من
الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر فأحرقت فأوحى
الله إليه هلا نملة واحدة
قال الحافظ قد جاء من غير ما وجه أن هذا النبي هو عزير عليه
السلام وفي قوله فهلا نملة واحدة دليل على أن التحريق كان جائزا في شريعتهم وقد
جاء في خبر أنه بقرية أو بمدينة أهلكها الله تعالى فقال يا رب كان فيهم صبيان
ودواب ومن لم يقترف ذنبا ثم إنه نزل تحت شجرة فجرت به هذه القصة التي قدرها الله
على يديه تنبيها له على اعتراضه على بديع قدرة الله وقضائه في خلقه فقال إنما
قرصتك نملة واحدة فهلا قتلت واحدة وفي الحديث تنبيه على أن المنكر إذا وقع في بلد
لا يؤمن العقاب العام
4534 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
الصرد بضم الصاد المهملة وفتح الراء طائر معروف ضخم
الرأس والمنقار له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود
قال الخطابي أما نهيه عن قتل النمل فإنما أراد نوعا منه
خاصا وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذى والضرر وأما النحلة فلما
فيها من المنفعة وأما الهدهد
والصرد فإنما نهى عن قتلهما لتحريم لحمهما وذلك أن
الحيوان إذا نهي عن قتله ولم يكن لحرمة ولا لضرر فيه كان ذلك لتحريم لحمه
4535 - وعن عبد الرحمن بن عبان رضي الله عنه أن طبيبا
سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه عن قتلها
رواه أبو داود والنسائي
قال الحافظ الضفدع بكسر الضاد والدال وفتح الدال ليس
بجيد والله أعلم
الترغيب في إنجاز الوعد والأمانة والترهيب من إخلافه ومن
الخيانة والغدر وقتل المعاهد أو ظلمه
4536 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال تقبلوا لي ستا أتقبل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد
فلا يخلف وإذا ائتمن فلا يخن الحديث
رواه أبو يعلى والحاكم والبيهقي وتقدم في الصدق
4537 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا
وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم الحديث
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وتقدم
4538 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة
قلت ما هن يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة
والفرج والبطن واللسان
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به
4539 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من
القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض
الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام الرجل فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها
من أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم أخذ حصاة
فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في
بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من
خردل من إيمان
رواه مسلم وغيره
الجذر بفتح الجيم وإسكان الذال المعجمة هو أصل الشيء
والوكت بفتح الواو وإسكان الكاف بعدها تاء مثناة هو
الأثر اليسير
المجل بفتح الميم وإسكان الجيم هو تنفط اليد من العمل
وغيره
وقوله منتبرا بالراء أي مرتفعا
4540 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال القتل في سبيل
الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة قال يؤتى العبد يوم القيامة وإن قتل في سبيل
الله فيقال أد أمانتك فيقول أي رب كيف وقد ذهبت الدنيا فيقال انطلقوا به إلى
الهاوية فينطلق به إلى الهاوية وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها
فيهوي في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه حتى إذا ظن أنه خارج قلت عن منكبيه
فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين ثم قال الصلاة أمانة والوضوء أمانة والوزن أمانة
والكيل أمانة وأشياء عددها وأشد ذلك الودائع
قال يعني زاذان فأتيت البراء بن عازب فقلت ألا ترى إلى
ما قال ابن مسعود قال كذا قال صدق
أما سمعت الله يقول إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات
إلى أهلها
النساء 85 رواه أحمد والبيهقي موقوفا وذكر عبد الله ابن
الإمام أحمد في كتاب الزهد أنه سأل أباه عنه فقال إسناده جيد
4541 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له الحديث
رواه الطبراني وتقدم في الصلوات
4542 - وروي عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم فطلع علينا رجل من أهل العالية فقال يا رسول الله أخبرني
بأشد شيء في هذا الدين وألينه فقال ألينه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
ورسوله وأشده يا أخا العالية الأمانة إنه لا دين لمن لا أمانة له ولا صلاة له ولا
زكاة له الحديث
رواه البزار
4543 - وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة فقد حل بها البلاء
قيل وما هي يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا وإذا
كانت الأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه
وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمر
ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك
ريحا حمراء أو خسفا أو مسخا
رواه الترمذي وقال لا نعلم
أحدا روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج
بن فضالة
4544 - وفي رواية للترمذي من حديث أبي هريرة إذا اتخذ
الفيء دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وتعلم لغير دين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه
وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم
أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن آخر هذه
الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام
بال قطع سلكه فتتابع
قال الترمذي حديث غريب
4545 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاث متعلقات بالعرش الرحم تقول اللهم إني بك فلا أقطع
والأمانة تقول اللهم إني بك فلا أخان والنعمة تقول اللهم إني بك فلا أكفر
رواه البزار
4546 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم
قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون وتظهر فيهم السمن
رواه البخاري ومسلم
4547 - وعن عبد الله بن أبي الحمساء رضي الله عنه قال
بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ببيع قبل أن يبعث فبقيت له بقية ووعدته أن
آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث فجئت فإذا هو مكانه فقال يا فتى لقد
شققت علي أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك
رواه أبو داود وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت كلاهما عن
إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الكريم عن عبد الله بن شقيق عن أبيه عنه
وقال أبو داود قال محمد بن يحيى هذا عندنا عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق
وقد ذكر عبد الله بن أبي الحمساء أبو علي بن السكن في
كتاب الصحابة فقال روي حديث إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن ابن شقيق عن
أبيه ويقال عن بديل عن عبد الكريم المعلم ويشبه أن يكون ما ذكره أبو علي من إسقاط
عبد الكريم منه هو الصواب والله أعلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان
رواه البخاري ومسلم
وزاد مسلم في رواية له وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم
4549 - ورواه أبو يعلى من حديث أنس ولفظه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر
وقال إني مسلم
فذكر الحديث
4550 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة
منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر
وإذا خاصم فجر
رواه البخاري ومسلم
4551 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء
فقيل هذه غدرة فلان ابن فلان
رواه مسلم وغيره
4552 - وفي رواية لمسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف
به يقال هذه غدرة فلان
4553 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيج وأعوذ بك من
الخيانة فإنها بئست البطانة
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر
ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره
رواه البخاري
4555 - وعن يزيد بن شريك قال رأيت عليا رضي الله عنه على
المنبر يخطب فسمعته يقول لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في
هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات وفيها قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا
الحديث
رواه مسلم وغيره
يقال أخفر بالرجل إذا غدره ونقض عهده
4556 - وعن أنس رضي الله عنه قال ما خطبنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط وابن حبان في
صحيحه إلا أنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال في خطبته فذكر الحديث
ورواه الطبراني في الأوسط والصغير من حديث ابن عمر وتقدم
4557 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط
عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
4558 - وعن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول
الله صلى الله عليه و سلم عن آبائهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ظلم
معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم
القيامة
رواه أبو داود
والأبناء مجهولون
وعن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول أيما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله فأنا من القاتل بريء وإن
كان المقتول كافرا
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال ابن
ماجه فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة
4560 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة
ليوجد من مسيرة مائة عام
4561 - وفي رواية من قتل معاهدا في عهده لم يرح رائحة
الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند أبي داود والنسائي بغير
هذا اللفظ وتقدم
قوله لم يرح قال الكسائي هو بضم الياء من قوله أرحت
الشيء فأنا أريحه إذا وجدت ريحه وقال أبو عمرو لم يرح بكسر الراء من رحت أريح إذا
وجدت الريح وقال غيرهما بفتح الياء والراء والمعنى واحد وهو شم الرائحة
4562 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ألا من قتل نفسا معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله
فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
الترغيب في الحب في الله تعالى والترهيب من حب الأشرار
وأهل البدع لأن المرء مع من أحب
4563 - عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما
سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله
منه كما يكره أن يقذف في النار
وفي رواية ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب في الله ويبغض في الله وأن توقد نار
عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
4565 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم
أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي
رواه مسلم
4566 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله
رواه الحاكم من طريقين وصحح أحدهما
4567 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب
نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته
امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم
شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
4568 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من الإيمان أن يحب الرجل رجلا لا يحبه إلا
لله من غير مال أعطاه فذلك الإيمان
رواه الطبراني في الأوسط
4569 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز و جل
أشدهما حبا لصاحبه
رواه الطبراني وأبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا مبارك
بن فضالة ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنهما قالا كان أفضلهما أشدهما حبا
لصاحبه
وقال الحاكم صحيح الإسناد
4570 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم
خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند
الله خيرهم لجاره
رواه الترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
4571 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه يرفعه قال ما من
رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه
رواه الطبراني بإسناد جيد قوي
4572 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال من أحب رجلا لله فقال إني أحبك لله فدخلا جميعا
الجنة فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر وأحق بالذي أحب لله
رواه البزار بإسناد حسن
4573 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكا فلما أتى
عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية
قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أني أحبه في
الله
قال فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته فيه
رواه مسلم
المدرجة بفتح الميم والراء هي الطريق
قوله تربها أي تقوم بها وتسعى في صلاحها
4574 - وعن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا
فتى براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه
فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته
يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت له والله إني
لأحبك لله فقال آلله
فقلت آلله فقال آلله فقلت الله
فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين
في وللمتباذلين في
رواه مالك بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه
وعن أبي مسلم قال قلت لمعاذ والله إني لأحبك لغير دنيا
أرجو أن أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك قال فلا شيء قلت لله
قال فجذب حبوتي ثم قال أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله
يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء
قال ولقيت عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عن ربه تبارك وتعالى حقت محبتي على المتحابين
في وحقت محبتي على المتناصحين في وحقت محبتي على المتباذلين في هم على منابر من
نور يغبطهم النبيون والشهداء والصديقون
رواه ابن حبان في صحيحه
4576 - وروى الترمذي حديث معاذ خ فقط ولفظه سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل المتحابون في جلالي لهم منابر من
نور يغبطهم النبيون والشهداء
وقال حديث حسن صحيح
4577 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يأثر عن ربه تبارك وتعالى يقول حقت محبتي للمتحابين في
وحقت محبتي للمتواصلين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في
رواه أحمد بإسناد صحيح
4578 - وعن شرحبيل بن السمط أنه قال لعمرو بن عبسة هل
أنت محدثي حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيه نسيان ولا كذب
قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل قد حقت محبتي للذين
يتحابون من أجلي وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وقد حقت محبتي للذين
يتباذلون من أجلي وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي
رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الثلاثة واللفظ له
والحاكم وقال صحيح الإسناد
4579 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش وكلتا يدي الله يمين
على منابر من نور وجوههم من نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين
قيل يا رسول الله من هم قال هم المتحابون
بجلال الله تبارك وتعالى المتحابون بجلال الله تبارك
وتعالى
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
4580 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء
والشهداء قيل من هم لعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا
أنساب وجوههم نور على منابر من نور
لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم
قرأ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يونس 26
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له وهو أتم
4581 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن لله عبادا يجلسهم يوم القيامة على منابر من نور يغشي
وجوههم النور حتى يفرغ من حساب الخلائق
رواه الطبراني بإسناد جيد
4582 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل
إلا ظلي
رواه أحمد بإسناد جيد
4583 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر
اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء
قال فجثى أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله جلهم لنا
نعرفهم قال هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله
يذكرونه
رواه الطبراني بإسناد حسن
4584 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء
والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله
قالوا يا رسول الله فخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح
الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى
نور ولا يخافون إذا خاف الناس
ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ألا إن أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يونس 26
رواه أبو داود
4585 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز و جل
عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من
الله فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه و سلم
فقال يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء
على مجالسهم وقربهم من الله أنعتهم لنا جلهم لنا يعني صفهم لنا شكلهم لنا فسر وجه
النبي صلى الله عليه و سلم بسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هم
ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله
وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم نورا
وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا
هم يحزنون
رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح
الإسناد
4586 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن في الجنة لعمدا من ياقوت عليها غرف من زبرجد لها أبواب
مفتحة تضيء كما يضيء الكوكب الدري
قال قلنا يا رسول الله من يسكنها قال المتحابون في الله
والمتباذلون في الله والمتلاقون في الله
رواه البزار
4587 - وروي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا ترى ظواهرها من بواطنها وبواطنها من ظواهرها
أعدها الله للمتحابين فيه والمتزاورين فيه والمتباذلين فيه
رواه الطبراني في الأوسط
4588 - وروي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أنه سأل رسول
الله صلى الله عليه و سلم عن أفضل الإيمان قال أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك
في ذكر الله قال وماذا يا رسول الله قال وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما
تكره لنفسك
رواه أحمد
وعن عمرو بن الجموح رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله
عليه و سلم يقول لا تجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله فإذا أحب
لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية لله تعالى
رواه أحمد والطبراني وفيه رشدين بن سعد
4590 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه
رواه أحمد والترمذي وقال حديث منكر والحاكم وقال صحيح
الإسناد والبيهقي وغيرهم
4591 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
رواه أبو داود
4592 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا جلوسا
عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي عرى الإسلام أوثق قالوا الصلاة
قال حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان
قال حسن وما هو به قالوا الجهاد
قال حسن وما هو به قال إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في
الله وتبغض في الله
رواه أحمد والبيهقي كلاهما من رواية ليث بن أبي سليم
ورواه الطبراني من حديث ابن مسعود أخصر منه
4593 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله
رواه أبو داود وهو عند أحمد أطول منه وقال فيه إن أحب
الأعمال إلى الله عز و جل الحب في الله والبغض في الله
وفي إسنادهما راو لم يسم
4594 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى
الله عليه و سلم متى الساعة قال وما أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله
قال أنت مع من أحببت
قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه
و سلم أنت مع من أحببت
قال أنس فأنا أحب
النبي صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون
معهم بحبي إياهم
رواه البخاري ومسلم
4595 - وفي رواية للبخاري أن رجلا من أهل البادية أتى
النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله متى الساعة قائمة قال ويلك وما أعددت
لها قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله
قال إنك مع من أحببت
قال ونحن كذلك قال نعم
ففرحنا يومئذ فرحا شديدا
4596 - ورواه الترمذي ولفظه قال رأيت أصحاب رسول الله
صلى الله عليه و سلم فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه
قال رجل يا رسول الله الرجل يحب الرجل على العمل من
الخير يعمل به ولا يعمل بمثله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم المرء مع من أحب
4597 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم المرء مع من أحب
رواه البخاري ومسلم ورواه أحمد بإسناد حسن مختصرا من
حديث جابر المرء مع من أحب
4598 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله
الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم
قال أنت يا أبا ذر مع من أحببت
قال فإني أحب الله ورسوله
قال فإنك مع من أحببت
قال فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله صلى الله عليه و
سلم
رواه أبو داود
4599 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي
صلى الله عليه و سلم يقول لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي
رواه ابن حبان في صحيحه
4600 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ثلاث هن حق لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ولا يتولى
الله عبدا فيوليه غيره
ولا يحب رجل قوما إلا حشر معهم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد ورواه في
الكبير من حديث ابن مسعود
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ثلاثة أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم
الإسلام ثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم
القيامة ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم الحديث
رواه أحمد بإسناد جيد
4602 - وعنها رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب
على شيء من الجور وتبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض قال الله عز و
جل قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله آل عمران 13
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
الترهيب من السحر وإتيان الكهان والعرافين والمنجمين
بالرمل والحصى أو نحو ذلك وتصديقهم
4603 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا يا رسول الله وما هن قال صلى الله عليه و سلم
الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال
اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
4604 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق بشيء وكل إليه
رواه النسائي من رواية الحسن عن أبي هريرة ولم يسمع منه
عند الجمهور
وقوله تعلق أي وعلق على نفسه العوز والحروز
4605 - وعن الحسن عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه
قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان لداود نبي الله
صلوات الله وسلامه عليه ساعة يوقظ فيها أهله يقول يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه
الساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عاشر
رواه أحمد عن علي بن زيد عنه وبقية رواته محتج بهم في
الصحيح واختلف في سماع الحسن من عثمان
4606 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر
أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه
و سلم
رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني من حديث ابن عباس
دون قوله ومن أتى
إلى آخره بإسناد حسن
4608 - وعن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه أن رجلا قال يا
رسول الله وكم الكبائر قال تسع أعظمهن الإشراك بالله وقتل المؤمن بغير حق والفرار
من الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا الحديث
رواه الطبراني في حديث تقدم في الفرار من الزحف
وروى ابن حبان في صحيحه حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم عن أبيه عن جده في كتاب النبي صلى الله عليه و سلم الذي كتبه إلى أهل اليمن في
الفرائض والسنن والديات والزكاة فذكر فيه وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك
بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين
ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم
4609 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى
الله عليه و سلم
رواه البزار بإسناد جيد قوي
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزل على محمد صلى الله
عليه و سلم ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
رواه الطبراني من رواية رشدين بن سعد
الكاهن هو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطىء
أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك
4611 - وروي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أتى كاهنا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة
أربعين ليلة فإن صدقه بما قال كفر
رواه الطبراني
4612 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفره
تطيرا
رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات
4613 - وعن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي صلى
الله عليه و سلم قال من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما
رواه مسلم
العراف بفتح العين المهملة وتشديد الراء كالكاهن وقيل هو
الساحر
وقال البغوي العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات
وأسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقه ومعرفة مكان الضالة ونحو ذلك
ومنهم من يسمي المنجم كاهنا انتهى
4614 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على
محمد
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي أسانيدهم
كلام ذكرته في مختصر السنن والحاكم وقال صحيح على شرطهما
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من أتى عرافا أو ساحرا
أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد موقوفا
4616 - وعنه رضي الله عنه قال من أتى عرافا أو ساحرا أو
كاهنا يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات
4617 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم
رواه ابن حبان في صحيحه
4618 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد
رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما
قال الحافظ والمنهي عنه من علم النجوم هو ما يدعيه أهلها
من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمان كمجيء المطر ووقوع الثلج وهبوب الريح
وتغيير الأسعار ونحو ذلك ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها
وظهورها في بعض الأزمان وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره فأما ما يدرك
من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجه القبلة وكم مضى من الليل
والنهار وكم بقي فإنه غير داخل في النهي والله أعلم
4619 - وعن قطن بن قبيصة عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العيافة والطيرة والطرق من الجبت
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
قال أبو داود الطرق الزجر والعيافة الخط انتهى
وقال ابن فارس الطرق الضرب بالعصى وهو جنس من التكهن
الطرق بفتح الطاء وسكون الراء
والجبت بكسر الجيم كل ما عبد من دون الله تعالى
الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها
4620 - عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم
رواه البخاري ومسلم
4621 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قدم رسول الله صلى
الله عليه و سلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى
الله عليه و سلم تلون وجهه وقال يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين
يضاهون بخلق الله
قالت فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين
4622 - وفي رواية قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه
و سلم وفي البيت قرام فيه صور فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه وقال إن من أشد
الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور
4623 - وفي أخرى أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها
رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية
قالت فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا
أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال هذه النمرقة فقلت اشتريتها لك
لتقعد عليها وتوسدها
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أصحاب هذه الصور
يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم وقال إن البيت الذي فيه الصور لا
تدخله الملائكة
رواه البخاري ومسلم
السهوة بفتح السين المهملة هي الطاق في الحائط يوضع فيه
الشيء وقيل هي الصفة وقيل المخدع بين البيتين وقيل بيت صغير كالخزانة الصغيرة
والقرام بكسر القاف هو الستر
والنمرقة بضم النون والراء أيضا وقد تفتح الراء وبكسرهما
هي المخدة
4624 - وعن سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه قال جاء رجل
إلى ابن عباس رضي الله
عنهما فقال له إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها فقال
ادن مني فدنا ثم قال ادن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه وقال أنبئك بما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل مصور
في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا فيعذبه في جهنم
قال ابن عباس فإن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا
نفس له
رواه البخاري ومسلم
4625 - وفي رواية للبخاري قال كنت عند ابن عباس إذ جاءه
رجل فقال يا ابن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير
فقال ابن عباس لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول
من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا فربا الرجل
ربوة شديدة فقال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح
ربا الإنسان إذا انتفخ غيظا أو كبرا
4626 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون
رواه البخاري ومسلم
4627 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا
ذرة وليخلقوا حبة وليخلقوا شعيرة
رواه البخاري ومسلم
4628 - وعن حيان بن حصين قال قال لي علي رضي الله عنه
ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تدع صورة إلا
طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
وروى أحمد عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
في جنازة فقال أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ولا قبرا إلا
سواه ولا صورة إلا لطخها فقال رجل أنا يا رسول الله قال فهاب أهل المدينة
قال فانطلق ثم رجع فقال يا رسول الله لم أدع بها وثنا
إلا كسرته ولا قبرا إلا سويته ولا صورة إلا لطختها ثم قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من عاد إلى صنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
وإسناده جيد إن شاء الله
4630 - وعن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
4631 - وفي رواية لمسلم لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب
ولا تماثيل
4632 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال واعد رسول الله
صلى الله عليه و سلم جبريل صلى الله عليه و سلم أن يأتيه فراث عليه حتى اشتد على
رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج فلقيه جبريل صلى الله عليه و سلم فشكا إليه
فقال إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة
رواه البخاري
راث بالثاء المثلثة غير مهموز أي أبطأ
4633 - وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا جنب ولا كلب
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه كلهم من
رواية عبد الله بن يحيى
قال البخاري فيه نظر
4634 - وعن أبي هرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أتاني جبريل عليه
السلام فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت
إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت
كلب فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فيقطع فيجعل
وسادتين منبوذتين توطآن ومر بالكلب فليخرج
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه
وقال الترمذي حديث حسن صحيح وتأتي أحاديث من هذا النوع في اقتناء الكلب إن شاء
الله تعالى
4635 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما
وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل
جبار عنيد وبالمصورين
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب
عنق بضم العين والنون أي طائفة وجانب من النار
34 - الترهيب من اللعب بالنرد
4636 - عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في دم خنزير
رواه مسلم
وله ولأبي داود وابن ماجه فكأنما غمس يده في لحم خنزير
ودمه
4637 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من لعب بنرد أو نردشير فقد عصى الله ورسوله
رواه مالك واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والحاكم
والبيهقي ولم يقولوا أو نردشير وقال الحاكم صحيح على شرطهما
قال البيهقي وروينا من وجه آخر عن محمد بن كعب عن أبي
موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقلب كعباتها أحد ينتظر ما تأتي به إلا
عصى الله ورسوله
قال الحافظ قد ذهب جمهور العلماء إلى أن اللعب بالنرد
حرام ونقل بعض مشايخنا الإجماع على تحريمه واختلفوا في اللعب بالشطرنج فذهب بعضهم
إلى إباحته لأنه يستعان به في أمور الحرب ومكائده لكن بشروط ثلاثة أحدها أن لا
يؤخر بسببه صلاة عن وقتها
والثاني أن لا يكون فيه قمار
والثالث أن يحفظ لسانه حال اللعب عن الفحش والخنا ورديء
الكلام فمتى لعب به أو فعل شيئا من هذه الأمور كان ساقط المروءة مردود الشهادة
وممن ذهب إلى إباحته سعيد بن جبير والشعبي وكرهه الشافعي كراهة تنزيه وذهب جماعات
من العلماء إلى تحريمه كالنرد وقد ورد ذكر الشطرنج في أحاديث لا أعلم لشيء منها
إسنادا صحيحا ولا حسنا والله أعلم
الترغيب في الجليس الصالح والترهيب من الجليس السيىء وما
جاء فيمن جلس وسط الحلقة وأدب المجلس وغير ذلك
4638 - عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير
فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ
الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة
رواه البخاري ومسلم
يحذيك أي يعطيك
4639 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه
ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه
رواه أبو داود والنسائي
وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم لعن من جلس وسط الحلقة
رواه أبو داود
4641 - وعن أبي مجلز أن رجلا قعد وسط حلقة
قال حذيفة ملعون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم أو
لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه و سلم من جلس وسط الحلقة
رواه الترمذي
وقال حديث حسن صحيح والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرطهما
4642 - وعن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال مر بي رسول
الله صلى الله عليه و سلم وأنا جالس وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية
يدي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقعد قعدة المغضوب عليهم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
وزاد قال ابن جريج وضع راحتيك على الأرض
4643 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقام له رجل عن مجلسه فذهب ليجلس فيه فنهاه رسول الله
صلى الله عليه و سلم
رواه أبو داود
4644 - وفي رواية له عن سعد بن أبي الحسن قال جاء أبو
بكرة في شهادة فقام له رجل من مجلسه فأبى أن يجلس فيه وقال إن النبي صلى الله عليه
و سلم نهى عن ذا
4645 - وعن ابن عمر أيضا رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يقيمن أحدكم رجلا من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا
وتفسحوا يفسح الله لكم
4646 - وفي رواية قال وكان ابن عمر إذا قام له رجل من
مجلسه لم يجلس فيه
رواه البخاري ومسلم
4647 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال كنا إذا
أتينا النبي صلى الله عليه و سلم جلس أحدنا حيث ينتهي
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه
وعن عمرو بن شعيب عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
4649 - وفي رواية لأبي داود لا يجلس بين رجلين إلا
بإذنهما
4650 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إذا قام أحدكم من مجلس ثم رجع إليه فهو أحق به
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
4651 - وعن وهب بن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال الرجل أحق بمجلسه فإذا خرج لحاجته ثم رجع فهو أحق بمجلسه
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه
4652 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول خير المجالس أوسعها
رواه أبو داود
4653 - وعن أبي سعيد أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إياكم والجلوس بالطرقات
قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه
قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر وكف
الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
الترهيب أن ينام المرء على سطح لا تحجير له أو يركب
البحر عند ارتجاجه
4654 - عن عبد الرحمن بن علي يعني ابن شيبان عن أبيه رضي
الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من بات على ظهر بيت ليس
له حجار فقد برئت منه الذمة
رواه أبو داود
قال الحافظ هكذا وقع في روايتنا حجار بالراء بعد الألف
وفي بعض النسخ حجاب بالباء الموحدة وهو بمعناه
4655 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه
رواه الترمذي وقال حديث غريب
4656 - وروي عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال من رمانا بالليل فليس منا ومن رقد على سطح لا جدار
له فمات فدمه هدر
رواه الطبراني
4657 - وعن أبي عمران الجوني قال كنا بفارس وعلينا أمير
يقال له زهير بن عبد الله فأبصر إنسانا فوق بيت أو إجار ليس حوله شيء فقال لي سمعت
في هذا شيئا قلت لا
قال حدثني رجل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
بات فوق إجار أو فوق بيت ليس حوله شيء يرد رجله فقد برئت منه الذمة ومن ركب البحر
بعدما يرتج فقد برئت منه الذمة
رواه أحمد مرفوعا هكذا وموقوفا ورواتهما ثقات والبيهقي
مرفوعا
4658 - وفي رواية للبيهقي عن أبي عمران أيضا قال كنت مع
زهير الشنوي فأتينا على رجل نائم على ظهر جدار وليس له ما يدفع رجليه فضربه برجله
ثم قال قم ثم قال زهير قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بات على ظهر جدار وليس
له ما يدفع رجليه فوقع فمات فقد برئت منه الذمة ومن ركب البحر في ارتجاجه ففرق فقد
برئت منه الذمة
قال البيهقي ورواه شعبة عن أبي عمران عن محمد بن أبي
زهير وقيل عن محمد بن زهير بن أبي علي وقيل عن زهير بن أبي جبل عن النبي صلى الله
عليه و سلم وقيل غير ذلك
الإجار بكسر الهمزة وتشديد الجيم هو السطح
وارتجاج البحر هيجانه
الترهيب أن ينام الإنسان على وجهه من غير عذر
4659 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مر النبي صلى
الله عليه و سلم برجل مضطجع على بطنه فغمزه برجله وقال إن هذه ضجعة لا يحبها الله
عز و جل
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقد تكلم
البخاري في هذا الحديث
4660 - وعن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال كان أبي من
أصحاب الصفة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلقوا بنا إلى بيت عائشة
فانطلقنا فقال يا عائشة أطعمينا فجاءت بجشيشة فأكلنا ثم
قال يا عائشة أطعمينا فجاءت بحيسة مثل القطاة فأكلنا ثم قال يا عائشة اسقينا
فجاءت بعس من لبن فشربنا فجاءت بقدح صغير فشربنا ثم قال
إن شئتم بتم وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد
قال فبينا أنا مضطجع من السحر على بطني إذ جاء رجل
يحركني برجله فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله عز و جل
قال فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أبو داود واللفظ له ورواه النسائي عن قيس بن طغفة
بالغين المعجمة قال حدثني أبي فذكره وابن ماجه عن قيس بن طهفة بالهاء عن أبيه
مختصرا ورواه ابن حبان في صحيحه عن قيس بن طغفة بالغين المعجمة عن أبيه كالنسائي
ورواه ابن ماجه أيضا عن ابن طهفة أو طخفة على اختلاف النسخ عن أبي ذر قال مر بي رسول
الله صلى الله عليه و سلم وأنا مضطجع على بطني فركضني برجله وقال يا جنيدب إنما
هذه ضجعة أهل النار
قال أبو عمر النمري اختلف فيه اختلافا كثيرا واضطرب فيه
اضطرابا شديدا فقيل طهفة بن قيس بالهاء وقيل طخفة بالخاء وقيل ضغفة بالغين وقيل
طقفة بالقاف والفاء وقيل قيس بن طخفة وقيل عبد الله بن طخفة عن النبي صلى الله
عليه و سلم وقيل طهفة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
وحديثهم كلهم واحد
قال كنت نائما بالصفة فركضني رسول الله صلى الله عليه و
سلم برجله وقال هذه نومة يبغضها الله
وكان من أهل الصفة ومن أهل العلم من يقول إن الصحبة
لأبيه عبد الله وإنه صاحب القصة انتهى وذكر البخاري اختلافا كثيرا وقال طغفة
بالغين خطأ والله أعلم
الحيسة على معنى القطعة من الحيس وهو الطعام المتخذ من
التمر والأقط والسمن وقد يجعل عوض الأقط دقيق
والعس القدح الكبير الضخم حرز ثمانية أرطال أو تسعة
الترهيب من الجلوس بين الظل والشمس والترغيب في الجلوس
مستقبل القبلة
4661 - عن أبي عياض عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يجلس الرجل بين الضح والظل وقال مجلس
الشيطان
رواه أحمد بإسناد جيد والبزار بنحوه من حديث جابر وابن
ماجه بالنهي وحده من حديث بريدة
الضح بفتح الضاد المعجمة وبالحاء المهملة هو ضوء الشمس إذا
استمكن من الأرض
وقال ابن الأعرابي هو لون الشمس
4662 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إذا كان أحدكم في الفيء وفي رواية في الشمس فقلص عنه الظل
فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم
رواه أبو داود وتابعيه مجهول والحاكم وقال صحيح الإسناد
ولفظه نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجلس الرجل بين الظل والشمس
4663 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شيء سيدا وإن سيد المجالس قبالة القبلة
رواه الطبراني بإسناد حسن
4664 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أكرم المجالس ما استقبل به القبلة
رواه الطبراني في الأوسط
4665 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شيء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة
رواه الطبراني وفيه أحاديث غير هذه لا تسلم من مقال
39 - الترغيب في سكنى الشام وما جاء في فضلها
4666 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في
يمننا
قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا
في يمننا
قالوا وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن وبها أو قال
منها يخرج قرن الشيطان
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
4667 - وعن ابن حوالة وهو عبد الله قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم سيصير الأمر أن تكونوا أجنادا مجندة جند بالشام وجند باليمن
وجند بالعراق
قال ابن حوالة خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك فقال
عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم
فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل وفي رواية تكفل لي بالشام وأهله
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح
الإسناد
4668 - وعنه أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه
فلو أعلم أنك تبقى لم أختر عن قربك شيئا فقال عليك بالشام فلما رأى كراهيتي للشام
قال أتدري ما يقول الله في الشام إن الله جل وعز يقول يا شام أنت صفوتي من بلادي
أدخل فيك خيرتي من عبادي
إن الله تكفل لي بالشام وأهله
رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة
4669 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم أنه قام يوما في الناس فقال يا أيها الناس توشكون أن تكونوا
أجنادا مجندة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن
فقال ابن حوالة يا رسول الله إن أدركني ذلك الزمان فاختر
لي
قال إني أختار لك الشام فإنه خيرة المسلمين وصفوة الله
من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فإن الله
قد تكفل لي بالشام وأهله
ورواه الطبراني ورواته ثقات ورواه البزار والطبراني أيضا
من حديث أبي الدرداء بنحوه بإسناد حسن
4670 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يجند الناس أجنادا جند باليمن وجند بالشام وجند بالمشرق
وجند بالمغرب
فقال رجل يا رسول الله خر لي إني فتى شاب فلعلي أدرك ذلك
فأي ذلك تأمرني قال عليك بالشام
رواه الطبراني من طريقين إحداهما حسنة
وفي رواية عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشيرانه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم
سألاه فأومأ إلى الشام قال عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه
فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فإن الله تكفل لي بالشام وأهله
4672 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم
مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله وتحشرهم
النار مع القردة والخنازير
رواه أبو داود عن شهر عنه والحاكم عن أبي هريرة عنه وقال
صحيح على شرط الشيخين كذا قال
4673 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إني رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع
عمد به إلى الشام
ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وقال صحيح على
شرطهما
4674 - وفي رواية للطبراني إذا وقعت الفتن فالأمن بالشام
ورواه أحمد من حديث عمرو بن العاصي
4675 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فعمد به
إلى الشام
ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
4676 - وعن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة
قلت ما تحملون فقالوا عمود الكتاب أمرنا أن نضعه بالشام
وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي
فظننت أن الله عز و جل تخلى من أهل الأرض فأتبعته بصري
فإذا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام
فقال ابن حوالة يا رسول الله خر لي
قال عليك بالشام
رواه الطبراني ورواته ثقات
4677 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الشام صفوة الله من بلاده إليها يجتبي صفوته من عباده فمن خرج من
الشام إلى غيرها فبسخطه ومن دخلها من غيرها فبرحمته
رواه الطبراني والحاكم كلاهما من رواية عفير بن معدان
وهو واه عن سليم بن عامر عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال
4678 - وعن خالد بن معدان أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال نزلت علي النبوة من ثلاثة أماكن مكة والمدينة والشام فإن أخرجت من إحداهن
لم ترجع إليهن أبدا
رواه أبو داود في المراسيل من رواية بقية
4679 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى
الجزيرة مرابطون فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغرا من الثغور فهو في
جهاد
رواه الطبراني وغيره من معاوية بن يحيى أبي مطيع وهو حسن
الحديث عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء ولم يسمه
4680 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يوما ونحن عنده طوبى للشام
إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه
رواه الترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه والطبراني بإسناد
صحيح ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن عنده طوبى للشام
قلنا ما له يا رسول الله قال إن الرحمن لباسط رحمته عليه
4681 - وعن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيخرج عليكم في آخر الزمان نار من حضر موت تحشر
الناس
قال قلنا بما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام
رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي
حديث حسن صحيح
وعن خريم بن فاتك رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده
وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا إلا هما وغما
رواه الطبراني مرفوعا هكذا وأحمد موقوفا ولعله الصواب
ورواتهما ثقات والله أعلم
4683 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول في الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة
فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قوله فسطاط المسلمين بضم الفاء أي مجتمع المسلمين
40 - الترهيب من الطيرة
4684 - عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه
بالتوكل
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن حبان في صحيحه
وقال الترمذي حديث حسن صحيح
قال الحافظ قال أبو القاسم الأصبهاني وغيره في الحديث
إضمار والتقدير وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك يعني قلوب أمته ولكن الله
يذهب ذلك عن قلب كل من يتوكل على الله ولا يثبت على ذلك هذا لفظ الأصبهاني والصواب
ما ذكره البخاري وغيره أن قوله وما منا إلى آخره من كلام ابن مسعود مدرج غير مرفوع
قال الخطابي وقال محمد بن إسماعيل كان سليمان بن حرب
ينكر هذا الحرف ويقول ليس من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وكأنه قول ابن
مسعود وحكى الترمذي عن البخاري أيضا عن سليمان بن حرب نحو هذا
4685 - وعن قطن بن قبيصة عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العيافة والطيرة والطرق من الجبت
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال أبو
داود الطرق الزجر والعيافة الخط
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا
رواه الطبراني والبيهقي وأحد إسنادي الطبراني ثقات
41 - الترهيب من اقتناء الكلب إلا لصيد أو ماشية
4687 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من اقتنى كلبا إلا كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص من أجره
كل يوم قيراطان
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
4688 - وفي رواية للبخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من اقتنى كلبا ليس بكلب ماشية أو صيد نقص من عمله كل يوم قيراطان
4689 - ولمسلم أيما أهل دار اتخذوا كلبا إلا كلب ماشية
أو كلبا صائدا نقص من عملهم كل يوم قيراطان
4690 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أمسك كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو
ماشية
رواه البخاري ومسلم
4691 - وفي رواية لمسلم من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد ولا
ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم
4692 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال إني لممن
يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يخطب فقال لولا أن
الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم وما من أهل بيت
يرتبطون كلبا إلا نقص من عملهم كل يوم
قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه إلا أنه قال وما
من قوم اتخذوا كلبا إلا كلب ماشية أو كلب صيد أو كلب حرث إلا نقص من أجورهم كل يوم
قيراطان
4693 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت واعد رسول الله صلى
الله عليه و سلم جبريل صلى الله عليه و سلم في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم
يأته
قالت وكان بيده عصا فطرحها من يده وهو يقول ما يخلف الله
وعده ولا رسله ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال متى دخل هذا الكلب فقلت والله
ما دريت فأمر به فأخرج فجاءه جبريل صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى
الله عليه و سلم وعدتني فجلست لك ولم تأتني فقال منعني الكلب الذي كان في بيتك إنا
لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة
رواه مسلم
4694 - وعن بريدة رضي الله عنه قال احتبس جبريل عليه
السلام على النبي صلى الله عليه و سلم فقال له ما حبسك قال إنا لا ندخل بيتا فيه
كلب
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
4695 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أتاني جبريل فقال إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون
دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال وكان في
البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في الباب فليقطع
فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين توطآن ومر
بالكلب فيخرج ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان ذلك الكلب جروا للحسين أو
للحسن تحت نضد له فأمر به فأخرج
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
والنسائي وابن حبان في صحيحه
النضد بفتح النون والضاد المعجمة هو السرير لأنه ينضد
عليه المتاع
4696 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال دخلت على رسول
الله صلى الله عليه و سلم وعليه
الكآبة فسألته ما له فقال لم يأتني جبريل منذ ثلاث فإذا
جرو كلب بين بيوته فأمر به فقتل فبدا له جبريل عليه السلام فهش إليه رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقال ما لك لم تأتني فقال إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه الطبراني في
الكبير بنحوه وقد روى هذه القصة غير واحد من الصحابة بألفاظ متقاربة وفيما ذكرناه
كفاية
الترهيب من سفر الرجل وحده أو مع آخر فقط وما جاء في خبر
الأصحاب عدة
4697 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
رواه البخاري والترمذي وابن خزيمة في صحيحه
4698 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لعن رسول الله
صلى الله عليه و سلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء
المتشبهات بالرجال وراكب الفلاة وحده
رواه أحمد من رواية الطيب بن محمد وبقية رواته رواة
الصحيح
4699 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلا قدم من
سفر فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم من صحبت قال ما صحبت أحدا فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
رواه الحاكم وصححه وروى المرفوع منه مالك وأبو داود
والترمذي وحسنه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وبوب عليه باب النهي عن سير الاثنين
والدليل على أن ما دون الثلاثة من المسافرين عصاة إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد
أعلم أن الواحد شيطان والاثنان شيطانان ويشبه أن يكون معنى قوله شيطان أي عاص
كقوله شياطين الإنس والجن معناه عصاة الإنس والجن انتهى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال الواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة ركب
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
4701 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف
ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة
رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وقال الترمذي حديث حسن غريب ولا يسنده كبير أحد وذكر أنه روي عن الزهري مرسلا
43 - ترهيب المرأة أن تسافر وحدها بغير محرم
4702 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرا
يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا ومعها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو ذو محرم
منها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
4703 - وفي رواية للبخاري ومسلم لا تسافر المرأة يومين
من الدهر إلا ومعها ذو محرم منها أو زوجها
4704 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثا إلا
ومعها ذو محرم منها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
4705 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة
إلا مع ذي محرم عليها
وفي رواية مسيرة يوم
وفي أخرى مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
وابن خزيمة في صحيحه
وفي رواية لأبي داود وابن خزيمة أن تسافر بريدا
44 - الترغيب في ذكر الله لمن ركب دابته
4706 - عن أبي لاس الخزاعي رضي الله عنه قال حملنا رسول
الله صلى الله عليه و سلم على إبل من إبل الصدقة بلح فقلنا يا رسول الله ما نرى أن
تحملنا هذه فقال ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله عز و جل إذا ركبتموها
كما أمركم الله ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله عز و جل
رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه
قوله بلح هو بضم الموحدة وتشديد اللام بعدها حاء مهملة
ومعناه أنها قد أعيت وعجزت عن السير
يقال بلح الرجل بتخفيف اللام وتشديدها إذا أعيا فلم يقدر
أن يتحرك واسم أبي لاس بالسين المهملة عبد الله بن غنمة وقيل زياد له حديثان عن
النبي صلى الله عليه و سلم أحدهما هذا
4707 - وعن محمد بن حمزة عن عمرو الأسلمي أنه سمع أباه
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على كل بعير شيطان فإذا ركبتموها
فسموا الله عز و جل ولا تقصروا عن حاجاتكم
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد
4708 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر رسول الله صلى الله
عليه و سلم ثلاثا وحمد الله ثلاثا وسبح الله ثلاثا وهلل الله واحدة ثم استلقى عليه
فضحك ثم أقبل عليه فقال ما من امرىء يركب دابته فصنع ما صنعت إلا أقبل الله عز و
جل إليه فضحك إليه
رواه أحمد
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك ولا يخلو بشعر
ونحوه إلا ردفه شيطان
رواه الطبراني بإسناد حسن
45 - الترهيب من استصحاب الكلب والجرس في سفر وغيره
4710 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
4711 - وفي رواية لأبي داود ولا تصحب الملائكة رفقة فيها
جلد نمر ذكرها في اللباس
4712 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال الجرس مزامير الشيطان
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه
4713 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى
الله عليه و سلم يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس ولا تصحب الملائكة رفقة فيها
جرس
رواه أبو داود والنسائي
4714 - وعن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظه قال إن
العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة
4715 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر
رواه ابن حبان في صحيحه
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر
بقطع الأجراس
رواه ابن حبان في صحيحه أيضا
4717 - وعن عامر بن عبد الله بن الزبير أن مولاة لهم
ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي رجليها أجراس فقطعها عمر
وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن مع كل جرس شيطانا
رواه أبو داود ومولاة لهم مجهولة وعامر لم يدرك عمر بن
الخطاب
4718 - وعن بنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان الأنصاري
أنها كانت عند عائشة رضي الله عنها إذ دخل عليها جارية وعليها جلاجل يصوتن فقالت
لا تدخلنها إلا أن تقطعن جلاجلها وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس
رواه أبو داود
بنانة بضم الباء الموحدة ونونين
4719 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل
4720 - وفي رواية قال أبو بكر بن أبي شيخ كنت جالسا مع
سالم فمر بنا ركب لأم البنين معهم أجراس فحدث سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال لا تصحب الملائكة ركبا معهم جلجل كم ترى مع هؤلاء من جلجل
رواه النسائي
الترغيب في الدلجة وهو السفر بالليل والترهيب من السفر
أوله ومن التعريس في الطرق والافتراق في المنزل والترغيب في الصلاة إذا عرس الناس
4721 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل
رواه أبو داود
وعن جابر وهو ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا ترسلوا مواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء
فإن الشياطين تبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء
رواه مسلم وأبو داود والحاكم ولفظه احبسوا صبيانكم حتى
تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين
وقال صحيح على شرط مسلم
4723 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أقلوا الخروج إذا هدأت الرجل
إن الله عز و جل يبث في ليله من خلقه ما يشاء
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له والحاكم
وقال صحيح على شرط مسلم
4724 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم
في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها
طريق الدواب ومأوى الهوام بالليل
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
نقيها بكسر النون وسكون القاف بعدها ياء مثناة تحت أي
مخها ومعناه أسرعوا حتى تصلوا مقصدكم قبل أن يذهب مخها من ضنك السير والتعب
4725 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والتعريس على جواد الطريق والصلاة عليها
فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
التعريس هو نزول المسافر آخر الليل ليستريح
4726 - وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال كان الناس
إذا نزلوا تفرقوا في
الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن
تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا
انضم بعضهم إلى بعض
رواه أبو داود والنسائي
4727 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله
أما الذين يحبهم الله فقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان
النوم أحب إلى أحدهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي
فذكر الحديث
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان
في صحيحيهما
وتقدم في صدقة السر بتمامه
47 - الترغيب في ذكر الله لمن عثرت دابته
4728 - عن أبي المليح عن أبيه رضي الله عنه قال كنت رديف
النبي صلى الله عليه و سلم فعثر بعيرنا
فقلت تعس الشيطان فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم لا
تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنه
يصغر حتى يصير مثل الذباب
رواه النسائي والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
4729 - وعن أبي تميمة الهجيمي عمن كان ردف النبي صلى
الله عليه و سلم قال كنت ردفه على حمار فعثر الحمار فقلت تعس الشيطان فقال لي
النبي صلى الله عليه و سلم لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم في
نفسه وقال صرعته بقوتي وإذا قلت بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب
رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والحاكم إلا أنه قال وإذا
قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب
وقال صحيح الإسناد
48 - الترغيب في كلمات يقولهن من نزل منزلا
4730 - عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من
شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل
من منزله ذلك
رواه مالك ومسلم والترمذي وابن خزيمة في صحيحه
4731 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال خرجت من
حمص فأواني الليل إلى البيعة فحضرني من أهل الأرض فقرأت هذه الآية من سورة الأعراف
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض الأعراف 45 إلى آخر الآية
فقال بعضهم لبعض احرسوه الآن حتى يصبح فلما أن أصبحت
ركبت دابتي
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح إلا المسيب بن واضح
49 - الترغيب في دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب سيما
المسافر
4732 - عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت حدثني سيدي أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت
الملائكة ولك بمثل
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له
قال الحافظ أم الدرداء هذه هي الصغرى تابعية واسمها
هجيمة ويقال جهيمة بتقديم الجيم ويقال جمانة ليس لها صحبة إنما الصحبة لأم الدرداء
الكبرى واسمها خيرة وليس لها في البخاري ولا مسلم حديث قاله غير واحد من الحفاظ
4733 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم ودعوة
المرء لأخيه بظهر الغيب
رواه الطبراني
4734 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب
رواه أبو داود والترمذي كلاهما من رواية عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم وقال الترمذي حديث غريب
4735 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ثلاث دعوات مستجابات
لا شك فيهن دعوة الوالد ودعوة المظلوم ودعوة المسافر
رواه أبو داود والترمذي في موضعين وحسنه في أحدهما
والبزار ولفظه قال ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم
حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع
4736 - وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال ثلاث مستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم
رواه الطبراني في حديث بإسناد جيد
50 - الترغيب في الموت في الغربة
4737 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال
مات رجل بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال يا
ليته مات بغير مولده
قالوا ولم ذاك يا رسول الله قال إن الرجل إذا مات بغير
مولده قيس بين مولده إلى منقطع أثره في الجنة
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
4738 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم موت غربة شهادة
رواه ابن ماجه
4739 - وروى الطبراني من طريق عبد الملك بن هارون بن
عنترة وهو متروك عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ما
تعدون الشهيد فيكم قلنا يا رسول الله من قتل في سبيل الله قال إن شهداء أمتي إذا لقليل
من قتل في سبيل الله فهو شهيد والمتردي شهيد والنفساء شهيد والغرق شهيد والسل شهيد
والحريق شهيد والغريب شهيد
قال الحافظ وقد جاء في أن موت الغريب شهادة جملة من
الأحاديث لا يبلغ شيء منها درجة الحسن فيما أعلم
كتاب التوبة والزهد الترغيب في التوبة والمبادرة بها
وإتباع السيئة الحسنة
4740 - عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن الله عز و جل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
رواه مسلم والنسائي
4741 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه
رواه مسلم
4742 - وعن صفوان بن عسال رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه أربعون عاما أو سبعون سنة
فتحه الله عز و جل للتوبة يوم خلق السماوات والأرض فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه
رواه الترمذي في حديث البيهقي واللفظ له وقال الترمذي
حديث حسن صحيح
4743 - وفي رواية له وصححها أيضا قال زر يعني ابن حبيش
فما برح يعني صفوان يحدثني حتى حدثني أن الله جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين
عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله وذلك قول الله يوم يأتي بعض آيات
ربك لا ينفع نفسا إيمانها الأنعام 851 الآية
وليس في هذه الرواية ولا الأول تصريح برفعه كما صرح
البيهقي وإسناده صحيح أيضا
4744 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى
تطلع الشمس من نحوه
رواه أبو يعلى والطبراني بإسناد جيد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال لو أخطأتم حتى تبلغ السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
4746 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
4747 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا يوسف بن ميمون
الدائب بهمزة بعد الألف هو المتعب نفسه في العبادة
المجتهد فيها
4748 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم المؤمن واه راقع فسعيد من هلك على رقعه
رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط وقال معنى واه
مذنب وراقع يعني تائب مستغفر
4749 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع
إلى آخيته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع فأطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم
المؤمنين
رواه ابن حبان في صحيحه
الآخية بمد الهمزة وكسر الخاء المعجمة بعدها ياء مثناة
تحت مشددة هي حبل يدفن في الأرض مثنيا ويبرز منه كالعروة تشد إليها الدابة وقيل هو
عود يعرض في الحائط تشد إليه الدابة
4750 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي قال كل ابن آدم
خطاء وخير الخطائين التوابون
رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم كلهم من رواية علي بن
مسعدة وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة وقال
الحاكم صحيح الإسناد
4751 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن عبدا أصاب ذنبا فقال يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره فقال
له ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب
ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر
وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يا رب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي
قال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له
ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يا رب إني
أذنبت ذنبا فاغفره ليفقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال ربه غفرت
لعبدي فليعمل ما شاء
رواه البخاري ومسلم
قوله فليعمل ما شاء معناه والله أعلم أنه ما دام كلما
أذنب ذنبا استغفر وتاب منه ولم يعد إليه بدليل قوله ثم أصاب ذنبا آخر فليفعل إذا
كان هذا دأبه ما شاء لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه فلا يضره لا
أنه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده فإن هذه توبة الكذابين
4752 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب
ونزع واستغفر صقل منها وإن زاد زادت حتى يغلف بها قلبه فذلك الران الذي ذكر الله
في كتابه كلا بل ران على قلوبهم المطففين 41
رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان في
صحيحه والحاكم واللفظ له من طريقين قال في أحدهما صحيح على شرط مسلم
ولفظ ابن حبان وغيره إن العبد إذا أخطأ خطيئة ينكت في
قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر وتاب صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه الحديث
4753 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالت قريش للنبي
صلى الله عليه و سلم ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا فإن أصبح ذهبا اتبعناك فدعا
ربه فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم
الصفا ذهبا فمن كفر منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم
باب التوبة والرحمة
قال بل باب التوبة والرحمة
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن
يغرغر بغينين معجمتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة
وبراء مكررة معناه ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به
4755 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله أوصني قال عليك بتقوى الله ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر وما عملت من
سوء فأحدث له توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية
رواه الطبراني بإسناد حسن إلا أن عطاء لم يدرك معاذا
ورواه البيهقي فأدخل بينهما رجلا لم يسم
4756 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله عز و جل حفظته ذنوبه وأنسى ذلك
جوارحه ومعالمه من الأرض حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه شاهد من الله بذنب
رواه الأصبهاني
4757 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم النادم ينتظر من الله الرحمة والمعجب ينتظر المقت واعلموا
عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء
عمله وإنما الأعمال بخواتيمها والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة
واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغترن أحدكم بحلم الله عز و جل فإن الجنة
والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الزلزلة 7 8
رواه الأصبهاني من رواية ثابت بن محمد الكوفي العابد
4758 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال التائب من الذنب كمن لا ذنب له
رواه ابن ماجه والطبراني كلاهما من رواية أبي عبيدة بن
عبد الله بن مسعود عن أبيه ولم يسمع منه ورواة الطبراني رواة الصحيح ورواه ابن أبي
الدنيا والبيهقي مرفوعا أيضا من حديث ابن عباس وزاد
والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزىء بربه وقد
روي بهذه الزيادة موقوفا ولعله أشبه
4759 - وعن حميد الطويل قال قلت لأنس بن مالك رضي الله
عنه أقال النبي صلى الله عليه و سلم الندم توبة قال نعم
رواه ابن حبان في صحيحه
4760 - وعن عبد الله بن معقل قال دخلت أنا وأبي على ابن
مسعود رضي الله عنه فقال له أبي سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول الندم توبة
قال نعم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
4761 - وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره منه
رواه الحاكم من رواية هشام بن زياد وهو ساقط وقال صحيح
الإسناد
4762 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ليس أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه وليس أحد
أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وليس أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل
الكتاب وأرسل الرسل
رواه مسلم
4763 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون
فيستغفرون الله فيغفر لهم
رواه مسلم وغيره
4764 - وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه أن امرأة من
جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي حبلى من الزنا فقالت يا رسول الله
أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله صلى الله عليه و سلم وليها فقال أحسن إليها فإذا
وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه و سلم فشدت عليها ثيابها ثم
أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت قال لقد
تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت
بنفسها لله عز و جل
رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ولكن سمعته
أكثر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع
من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد
الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتك قالت لا ولكنه عمل ما عملته قط وما
حملني عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا وما فعلته قط اذهبي فهي لك وقال لا
والله لا أعصي الله بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه إن الله قد
غفر للكفل
رواه الترمذي وحسنه واللفظ له وابن حبان في صحيحه إلا
أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر من عشرين مرة يقول
فذكر بنحوه والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها وقال
الحاكم صحيح الإسناد
4766 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كانت قريتان
إحداهما صالحة والأخرى ظالمة فخرج رجل من القرية الظالمة يريد القرية الصالحة
فأتاه الموت حيث شاء الله فاختصم فيه الملك والشيطان فقال الشيطان والله ما عصاني
قط فقال الملك إنه قد خرج يريد التوبة فقضي بينهما أن ينظر إلى أيهما أقرب فوجدوه أقرب
إلى القرية الصالحة بشبر فغفر له
قال معمر وسمعت من يقول قرب الله إليه القرية الصالحة
رواه الطبراني بإسناد صحيح وهو هكذا في نسختي غير مرفوع
4767 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله
صلى الله عليه و سلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن
أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة
فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل
مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم من يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا
وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء
فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه ملك الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة
العذاب فقالت ملائكة الرحمة
جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة
العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما
بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد
فقبضته ملائكة الرحمة
وفي رواية فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من
أهلها
وفي رواية فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن
تقربي وقال قيسوا بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له
وفي رواية قال قتادة قال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه ملك
الموت نأى بصدره نحوها
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بنحوه
4768 - وعن أبي عبد ربه أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على
المنبر يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن رجلا أسرف على نفسه
فلقي رجلا فقال إن الآخر قتل تسعة وتسعين نفسا كلهم ظلما فهل تجد لي من توبة فقال
إن حدثتك أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك ههنا قوم يتعبدون فأتهم تعبد الله معهم
فتوجه إليهم فمات على ذلك فاجتمعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فبعث الله إليهم
ملكا فقال قيسوا ما بين المكانين فأيهم كان أقرب فهو منهم فوجدوه أقرب إلى دير
التوابين بأنملة فغفر له
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد
ورواه أيضا بنحوه بإسناد لا بأس به عن عبد الله بن عمرو فذكر
الحديث إلى أن قال ثم أتى راهبا آخر فقال إني قتلت مائة نفس فهل تجد لي من توبة
فقال لقد أسرفت وما أدري ولكن ههنا قريتان قرية يقال لها نصرة والأخرى يقال لها كفرة
فأما أهل نصرة فيعملون عمل أهل الجنة لا يثبت فيها غيرهم وأما أهل كفرة فيعملون
عمل أهل النار لا يثبت فيها غيرهم فانطلق إلى أهل نصرة فإن ثبت فيها وعملت عمل
أهلها فلا شك في توبتك فانطلق يؤمها حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموت فسألت
الملائكة ربها عنه فقال انظروا إلى أي القريتين كان أقرب فاكتبوه من أهلها فوجدوه
أقرب إلى نصرة بقيد أنملة فكتب من أهلها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال قال الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح
بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن
تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول
رواه مسلم واللفظ له والبخاري بنحوه
4770 - وعن يزيد بن نعيم قال سمعت أبا ذر الغفاري رضي
الله عنه وهو على المنبر بالفسطاط يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول من
تقرب إلى الله عز و جل شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا
ومن أقبل إلى الله عز و جل ماشيا أقبل إليه مهرولا والله أعلى وأجل والله أعلى
وأجل والله أعلى وأجل
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن
4771 - وعن شريح هو ابن الحارث قال سمعت رجلا من أصحاب
النبي صلى الله عليه و سلم يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل
يا ابن آدم قم إلي أمش إليك وامش إلي أهرول إليك
رواه أحمد بإسناد صحيح
4772 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة
رواه البخاري ومسلم
4773 - وفي رواية لمسلم لله أشد فرحا بتوبة عبده حين
يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت عنه وعليها طعامه وشرابه
فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها
قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة
الفرح
4774 - وعن الحارث بن سويد عن عبد الله رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية
مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته
فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله تعالى
قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع
رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله أشد فرحا
بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته
رواه البخاري ومسلم
الدوية بفتح الدال المهملة وتشديد الواو والياء جميعا هي
الفلاة القفر والمفازة
4775 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى
وما بقي
رواه الطبراني بإسناد حسن
4776 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه
درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت أخرى حتى تخرج
إلى الأرض
رواه أحمد والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح
4777 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن معاذ بن
جبل أراد سفرا فقال يا رسول الله أوصني
قال اعبد الله ولا تشرك به شيئا قال يا رسول الله زدني
قال إذا أسأت فأحسن وليحسن خلقك
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4778 - ورواه الطبراني بإسناد ورواته ثقات عن أبي سلمة
عن معاذ قال قلت يا رسول الله أوصني قال اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى
واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية
بالعلانية
وأبو سلمة لم يدرك معاذا
ورواه البيهقي في كتاب الزهد من رواية إسماعيل بن رافع
المدني عن ثعلبة بن صالح
عن سليمان بن موسى عن معاذ قال أخذ بيدي رسول الله صلى
الله عليه و سلم فمشى قليلا ثم قال يا معاذ أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء
العهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ورحم اليتيم وحفظ الجوار وكظم الغيظ ولين الكلام
وبذل السلام ولزوم الإمام والتفقه في القرآن وحب الآخرة والجزع من الحساب وقصر
الأمل وحسن العمل وأنهاك أن تشتم مسلما أو تصدق كاذبا أو تكذب صادقا أو تعصي إماما
عادلا وأن تفسد في الأرض
يا معاذ اذكر الله عند كل شجر وحجر وأحدث لكل ذنب توبة
السر بالسر والعلانية بالعلانية
4779 - وعن أبي ذر و معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق
الناس بخلق حسن
رواه الترمذي وقال حديث حسن
4780 - وروى أحمد بإسناد جيد عن أبي ذر و معاذ بن جبل
رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما
يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا
أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا
وإن سقط سوطك ولا تقبض أمانة
4781 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله أوصني قال إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها
قال قلت يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال
هي أفضل الحسنات
رواه أحمد عن شمر بن عطية عن بعض أشياخه عنه
4782 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رجلا أصاب من
امرأة قبلة
وفي رواية جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال
يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها
فأنا هذا فاقض في ما شئت فقال له عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك
قال ولم يرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم شيئا فقام
الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه و سلم رجلا فدعاه فتلا عليه هذه الآية
وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل
إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين هود 411
فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل للناس
كافة
رواه مسلم وغيره
4783 - وعن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله
عليه و سلم فقال أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك
حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة قال فهل أسلمت قال أما أنا فأشهد أن لا إله
إلا الله وأنك رسول الله
قال تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات
كلهن
قال وغدراتي وفجراتي قال نعم قال الله أكبر فما زال يكبر
حتى توارى
رواه البزار والطبراني واللفظ له وإسناده جيد قوي وشطب
قد ذكره غير واحد في الصحابة إلا أن البغوي ذكر في معجمه أن الصواب عن عبد الرحمن
بن جبير بن نفير مرسلا أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم طويل شطب
والشطب في اللغة الممدود فصحفه بعض الرواة وظنه اسم رجل
والله أعلم
الترغيب في الفراغ للعبادة والإقبال على الله تعالى
والترهيب من الاهتمام بالدنيا والانهماك عليها
4784 - عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ربكم يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يدك
رزقا يا ابن آدم لا تباعد مني أملأ قلبك فقرا وأملأ يدك شغلا
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
4785 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال تلا رسول الله
صلى الله عليه و سلم من كان يريد حرث الآخرة الشورى 02 الآية
قال يقول الله ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد
فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن
حبان في صحيحه باختصار إلا أنه قال ملأت يدك شغلا والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد
وقال الحاكم صحيح الإسناد
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان إنهما يسمعان أهل الأرض إلا
الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا غربت
شمس قط إلا وبعث بجنبتيها ملكان يناديان اللهم عجل لمنفق خلفا وعجل لممسك تلفا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال
صحيح الإسناد
ورواه البيهقي من طريق الحاكم ولفظه قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من يوم طلعت شمسه إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه
ما خلق الله كلهم غير الثقلين ياأيها الناس هلموا إلى ربكم
إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت الشمس إلا وكان
بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا
خلفا وأعط ممسكا تلفا وأنزل الله عز و جل في ذلك قرآنا في قول الملكين يا أيها
الناس هلموا إلى ربكم في سورة يونس والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى
صراط مستقيم يونس 52 وأنزل الله في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إلى قوله للعسرى الليل 1
01
4787 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من كانت الدنيا
أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله
عز و جل له أموره وجعل غناه في قلبه وما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز و جل إلا جعل
الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة وكان الله عز و جل إليه بكل خير أسرع
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي في الزهد
4788 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين
عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره
وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة
رواه ابن ماجه ورواته ثقات والطبراني ولفظه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه من تكن الدنيا
نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه ضيعته ولا يؤتيه منها إلا ما كتب له ومن
تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة
رواه في حديث بإسناد لا بأس به ورواه ابن حبان في صحيحه
بنحوه وتقدم لفظه في العلم
قوله شتت عليه ضيعته بفتح الضاد المعجمة وإسكان المثناة
تحت معناه فرق عليه حاله وصناعته ومعاشه وما هو مهتم به وشعبه عليه ليكثر كده
ويعظم تعبه
4789 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا
وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته
من الدنيا إلا ما قدر له
رواه الترمذي عن يزيد الرقاشي عنه ويزيد قد وثق ولا بأس
به في المتابعات ورواه البزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كانت
نيته الآخرة جعل الله تبارك وتعالى الغنى في قلبه وجمع له شمله ونزع الفقر من بين
عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة فلا يصبح إلا غنيا ولا يمسي إلا غنيا ومن كانت نيته
الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه فلا يصبح إلا فقيرا ولا يمسي إلا فقيرا
ورواه الطبراني بلفظ تقدم في الاقتصاد
4790 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من انقطع إلى الله عز و جل كفاه الله كل مؤنة ورزقه من
حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها
رواه أبو الشيخ ابن حبان والبيهقي من رواية الحسن عن
عمران واختلف في سماعه منه
4791 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه ومن تشعبته الهموم لم
يبال الله في أي أودية الدنيا هلك
رواه الحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها وقال الحاكم صحيح
الإسناد ورواه ابن ماجه في حديث عن ابن مسعود
4792 - وفي رواية له عن ابن مسعود أيضا قال سمعت نبيكم
صلى الله عليه و سلم يقول من جعل الهموم
هما واحدا هم المعاد كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به
الهموم أحوال الدنيا لم يبال الله عز و جل في أي أوديته هلك
4793 - وروي عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء
الحديث رواه الطبراني
4794 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه
رواه الطبراني
قال الحافظ وتقدم في الاقتصاد في طلب الرزق وغيره غير ما
حديث يليق بهذا الباب ويأتي في الزهد إن شاء الله تعالى أحاديث أخر
3 - الترغيب في العمل الصالح عند فساد الزمان
4795 - عن أبي أمية الشعباني قال سألت أبا ثعلبة الخشني
قال قلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية عليكم أنفسكم المائدة 501 قال أما
والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ائتمروا بالمعروف
وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي
رأي برأيهفعليك بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل القبض على
الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب وأبو داود
وزاد قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال بل أجر خمسين منكم
4796 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال عبادة في الهرج كهجرة إلي
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه
الهرج هو الاختلاف والفتن وقد فسر في بعض الأحاديث
بالقتل لأن الفتن والاختلاف من أسبابه فأقيم المسبب مقام السبب
الترغيب في المداومة على العلم وإن قل
4797 - عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لرسول الله صلى
الله عليه و سلم حصير وكان يحجزه بالليل فيصلي عليه ويبسطه بالنهار فيجلس عليه
فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه و سلم فيصلون بصلاته حتى كثروا فأقبل
عليهم فقال يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن
أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل
4798 - وفي رواية وكان آل محمد إذا عملوا عملا أثبتوه
4799 - وفي رواية قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم
سئل أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومه وإن قل
4800 - وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة وإن أحب الأعمال إلى الله
أدومها وإن قل
رواه البخاري ومسلم
ولمالك والبخاري أيضا قالت كان أحب الأعمال إلى الله عز
و جل الذي يدوم عليه صاحبه
ولمسلم كان أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وكانت عائشة
رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته
ورواه أبو داود ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى الله
أدومه وإن قل وكان إذا عمل عملا أثبته
4801 - وفي رواية له قال سألت عائشة رضي الله عنها كيف
كان عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم
هل كان يخص شيئا من الأيام قالت لا كان عمله ديمة وأيكم
يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستطيع
ورواه الترمذي
ولفظه كان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما ديم عليه
4802 - وفي رواية له سئلت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما
أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالا ما ديم عليه وإن قل
يحجره أي يتخذه حجرة وناحية ينفرد عليه فيها
يثوبون بثاء مثلثة ثم واو ثم باء موحدة أي يرجعون إليه
ويجتمعون عنده
4802 - وفي رواية له سئلت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما
أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالا ما ديم عليه وإن قل
يحجره أي يتخذه حجرة وناحية ينفرد عليه فيها
يثوبون بثاء مثلثة ثم واو ثم باء موحدة أي يرجعون إليه
ويجتمعون عنده
4803 - وعن أم سلمة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه
و سلم حتى كان أكثر صلاته وهو جالس وكان أحب العمل ما داوم عليه العبد وإن كان
شيئا يسيرا
رواه ابن حبان في صحيحه
5 - الترغيب في الفقر وقلة ذات اليد وما جاء في فضل
الفقراء والمساكين والمستضعفين وحبهم ومجالستهم
4804 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن بين أيديكم عقبة كؤودا لا ينجو منها إلا كل مخف
رواه البزار بإسناد حسن
4805 - وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنهما
قال قلت له ما لك لا تطلب ما يطلب فلان وفلان قال إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن وراءكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون فأنا أحب أن أتخفف لتلك
العقبة
رواه الطبراني بإسناد صحيح
الكؤود بفتح الكاف وبعدها همزة مضمومة هي العقبة الصعبة
4806 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى
الله عليه و سلم يوما وهو آخذ بيد أبي
ذر فقال يا أبا ذر أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤودا لا
يصعدها إلا المخفون
قال رجل يا رسول الله أمن المخفين أنا أم من المثقلين
قال عندك طعام يوم قال نعم وطعام غد
قال وطعام بعد غد قال لا
قال لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين
رواه الطبراني
4807 - وعن أبي أسماء أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة
وعنده امرأة سوداء مشنعة ليس عليها أثر المحاسن ولا الخلوق فقال ألا تنظرون إلى ما
تأمرني هذه السويداء تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم وإن
خليلي صلى الله عليه و سلم عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وإنا إن
نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار واضطمار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير
رواه أحمد
ورواته رواة الصحيح
الدحض بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين وبفتح الحاء
أيضا وآخره ضاد معجمة هو الزلق
4808 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون
مريضكم الطعام والشراب
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
4809 - وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا أحب الله عز و جل عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي
سقيمه الماء
رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه
والحاكم بلفظه من حديث أبي قتادة وقال الحاكم صحيح الإسناد
4810 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت
أكثر أهلها النساء
رواه البخاري ومسلم ورواه أحمد بإسناد جيد من حديث عبد
الله بن عمرو إلا أنه قال فيه
واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء
4811 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم أنه قال إن موسى صلوات الله وسلامه عليه قال أي رب عبدك المؤمن
تقتر عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من الجنة فينظر إليها قال له يا موسى هذا ما
أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه
منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط
قال ثم قال موسى أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا
قال فيفتح له باب من النار فيقال له يا موسى هذا ما أعددت له
فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كان له الدنيا منذ يوم
خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره كأن لم ير خيرا قط
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج
4812 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله
عز و جل قالوا الله ورسوله أعلم قال الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور وتتقى
بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله عز و جل
لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من
خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادا يعبدوني ولا يشركون
بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع
لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما
صبرتم فنعم عقبى الدار
رواه أحمد والبزار ورواتهما ثقات وابن حبان في صحيحه
4813 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن حوضي ما بين عدن إلى عمان أكوابه عدد النجوم ماؤه أشد بياضا من
الثلج وأحلى من العسل وأكثر الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين
قلنا يا رسول الله صفهم لنا قال شعث الرؤوس دنس الثياب
الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم السدد الذين يعطون ما عليهم ولا يعطون ما
لهم
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وهو في الترمذي وابن
ماجه بنحوه
السدد هنا هي الأبواب
4814 - وعن أبي سلام الأسود أنه قال لعمر بن عبد العزيز
سمعت ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حوضي ما بين عدن
إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأوانيه عدد النجوم من
شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا
الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم السدد قال عمر لكني قد نكحت
المنعمات فاطمة بنت عبد الملك وفتحت إلي السدد لا جرم أني لا أغسل رأسي حتى يشعث
ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ
رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال صحيح
الإسناد
4815 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين
خريفا فقيل صفهم لنا قال الدنسة ثيابهم الشعثة رؤوسهم الذين لا يؤذن لهم على
السدات ولا ينكحون المنعمات توكل بهم مشارق الأرض ومغاربها يعطون كل الذي عليهم ولا
يعطون كل الذي لهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته ثقات
ورواه مسلم مختصرا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إن فقراء أمتي المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا أيضا وقال بأربعين عاما
4816 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال يجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة قال فيقال
لهم ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتلينا فصبرنا ووليت الأموال والسلطان غيرنا فيقول الله
جل وعلا صدقتم
قال فيدخلون الجنة قبل الناس ويبقى شدة الحساب على ذوي
الأموال والسلطان
قالوا فأين المؤمنون يومئذ قال يوضع لهم كراسي من نور
ويظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
وعن عبد الرحمن بن سابط قال أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد
بن عامر إنا مستعلموك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم
قال فذكر حديثا طويلا قال قال فيه قال سعيد وما أنا
بمتخلف عن العنق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن فقراء
المسلمين يزفون كما تزف الحمام فيقال لهم قفوا للحساب فيقولون والله ما تركنا شيئا
نحاسب به فيقول الله عز و جل صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما
رواه الطبراني وأبو الشيخ ابن حبان في الثواب ورواتهما
ثقات إلا يزيد بن أبي زياد
4818 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال كنت عند
رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فطلعت الشمس فقال يأتي قوم يوم القيامة نورهم
كنور الشمس قال أبو بكر نحن هم يا رسول الله قال لا ولكم خير كثير ولكنهم الفقراء
المهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض
فذكر الحديث
رواه أحمد والطبراني وزاد ثم قال طوبى للغرباء
قيل من الغرباء قال أناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من
يعصيهم أكثر ممن يطيعهم
وأحد إسنادي الطبراني رواته رواة الصحيح
4819 - وعن أبي الصديق الناجي عن بعض أصحاب النبي صلى
الله عليه و سلم أنه قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بأربعمائة عام
قال فقلت إن الحسن يذكر أربعين عاما فقال عن أصحاب النبي
صلى الله عليه و سلم أربعمائة عام حتى يقول المؤمن الغني يا ليتني كنت عيلا
قال قلت يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم قال هم الذين
إذا كان مكروه بعثوا إليه
وإذا كان نعيم بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن
الأبواب
رواه أحمد من رواية زيد بن الحواري عنه
4820 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة
عام
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
صحيح
قال الحافظ ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه ابن ماجه
بزيادة من حديث موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر
4821 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في
الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه
الفقير فقال يا أخي ماذا حبسك والله لقد حبست حتى خفت عليك فيقول يا أخي إني حبست بعدك
محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها
أكلة حمض النبات لصدرت عنه رواء
رواه أحمد بإسناد جيد قوي
الحمض ما ملح وأمر من النبات
4822 - وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج
رسول الله صلى الله عليه و سلم على أصحابه أجمع ما كانوا فقال إني رأيت الليلة
منازلكم في الجنة وقرب منازلكم ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل على أبي
بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر إني لأعرف رجلا أعرف اسمه واسم أبيه وأمه لا يأتي
بابا من أبواب الجنة إلا قالوا مرحبا مرحبا فقال سلمان إن هذا المرتفع شأنه يا
رسول الله قال فهو أبو بكر بن أبي قحافة ثم أقبل على عمر رضي الله عنه فقال يا عمر
لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء لؤلؤه أبيض مشيد بالياقوت فقلت لمن هذا فقيل
لفتى من قريش فظننت أنه لي فذهبت لأدخله فقال يا محمد هذا لعمر بن الخطاب فما
منعني من دخوله إلا غيرتك يا أبا حفص فبكى عمر وقال بأبي وأمي عليك أغار يا رسول
الله ثم أقبل على عثمان رضي الله عنه فقال يا عثمان إن لكل نبي رفيقا في الجنة
وأنت رفيقي في الجنة ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال يا علي أو ما ترضى أن يكون
منزلك في الجنة مقابل منزلي ثم أقبل على طلحة والزبير رضي الله عنهما فقال يا طلحة
ويا زبير إن لكل نبي حواري وأنتما حواريي ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف رضي الله
عنه فقال لقد بطأ بك عنا من بين أصحابي حتى خشيت أن تكون هلكت وعرقت عرقا شديدا
فقلت ما بطأ بك فقلت يا رسول الله من كثرة مالي ما زلت موقوفا
محاسبا أسأل عن مالي من أين اكتسبته وفيما أنفقته فبكى عبد الرحمن وقال يا رسول
الله هذه مائة راحلة جاءتني الليلة من تجارة مصر فإني أشهدك أنها على فقراء أهل
المدينة وأيتامهم لعل الله يخفف عني ذلك اليوم
رواه البزار واللفظ له والطبراني ورواته ثقات إلا عمار
بن سيف وقد وثق
قال الحافظ وقد ورد من غير وجه ومن حديث جماعة من
الصحابة عن النبي صلى الله عليه و سلم أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يدخل
الجنة حبوا لكثرة ماله ولا يسلم أجودها من مقال ولا يبلغ منها شيء بانفراده درجة
الحسن ولقد كان ماله بالصفة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم المال
الصالح للرجل الصالح فأنى تنقص درجاته في الآخرة أو يقصر به دون غيره من أغنياء هذه
الأمة فإنه لم يرد هذا في حق غيره إنما صح سبق فقراء هذه الأمة أغنياءهم على
الإطلاق والله أعلم
4823 - وعن أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير
أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها
النساء
رواه البخاري ومسلم
الجد بفتح الجيم هو الحظ والغنى
4824 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم رأيت أني دخلت الجنة فإذا أعالي أهل الجنة فقراء المهاجرين
وذراري المؤمنين وإذا ليس فيها أحد أقل من الأغنياء والنساء فقيل لي أما الأغنياء فإنهم
على الباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير الحديث
رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم
عنه
4825 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة
فقالت عائشة لم يا رسول الله قال إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا يا
عائشة لا تردي
مسكينا ولو بشق تمرة
يا عائشة حبي المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم
القيامة
رواه الترمذي وقال حديث غريب
وتقدم في صلاة الجماعة حديث ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أتاني الليلة آت من ربي وفي رواية ربي في أحسن صورة
فذكر الحديث إلى أن قال قال يا محمد
قلت لبيك وسعديك
فقال إذا صليت قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك
المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون
الحديث رواه الترمذي وحسنه
4826 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين
وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة
رواه ابن ماجه إلى قوله المساكين والحاكم بتمامه وقال
صحيح الإسناد
ورواه أبو الشيخ والبيهقي عن عطاء بن أبي رباح سمع أبا
سعيد يقول يا أيها الناس لا تحملنكم العسرة على طلب الرزق من غير حله فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم توفني فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في
زمرة المساكين فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة
قال أبو الشيخ زاد فيه غير أبي زرعة عن سليمان بن عبد
الرحمن ولا تحشرني في زمرة الأغنياء
4827 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا أحبوا الفقراء
وجالسوهم وأحب العرب من قلبك وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
4828 - وعن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان
وصهيب وبلال في نفر فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها فقال أبو بكر
رضي الله عنه
أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صلى الله عليه
و سلم فأجاره فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فأتاهم
أبو بكر فقال يا إخوتاه أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك يا أخي
رواه مسلم وغيره
4829 - وعن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يستفتح بصعاليك المسلمين
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وهو مرسل
وفي رواية يستنصر بصعاليك المسلمين
4830 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم كان ليعقوب أخ مؤاخ في الله تعالى فقال ذات يوم يا يعقوب ما
الذي أذهب بصرك قال البكاء على يوسف
قال ما الذي قوس ظهرك قال الحزن على بنيامين فأتاه جبريل
فقال يا يعقوب إن الله يقرئك السلام ويقول أما تستحي أن تشكوني إلى غيري قال إنما
أشكو بثي وحزني إلى الله فقال جبريل الله أعلم بما تشكو يا يعقوب ثم قال يعقوب أي
رب أما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصري وقوست ظهري فاردد علي ريحانتي أشمه شمة قبل
الموت ثم اصنع بي ما أردت قال فأتاه جبريل فقال إن الله يقرئك السلام ويقول لك
أبشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما فاصنع طعاما للمساكين فإن أحب
عبادي إلي الأنبياء والمساكين وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك وصنع إخوة يوسف
بيوسف ما صنعوا إنكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين يتيم وهو صائم فلم تطعموه منه شيئا
قال فكان يعقوب عليه السلام بعد ذلك إذا أراد الغداء أمر
مناديا فنادى ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب وإن كان صائما أمر
مناديا فنادى ألا من كان صائما من المساكين فليفطر مع يعقوب عليه السلام
رواه الحاكم ومن طريقه البيهقي عن حفص بن عمر بن الزبير
عن أنس قال الحاكم كذا في سماعي عن حفص بن عمر بن الزبير وأظن الزبير وهم وأنه حفص
بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة فإن كان كذلك فالحديث صحيح وقد أخرجه إسحاق بن
راهويه في تفسيره قال أنبأنا عمرو بن محمد حدثنا زافر بن سليمان عن يحيى بن عبد
الملك عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم بنحوه
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي رسول الله صلى
الله عليه و سلم بخصال من الخير أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي وأنظر إلى من هو
دوني وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت
الحديث رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
4832 - وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف مستضعف لو يقسم على
الله لأبره
ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه
العتل بضم العين والتاء وتشديد اللام هو الجافي الغليظ
والجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره ظاء معجمة هو
الضخم المختال في مشيته وقيل القصير البطين وقيل الجموع المنوع
4833 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت
النبي صلى الله عليه و سلم يقول أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل
الجنة الضعفاء المغلوبون
رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
الجعظري بفتح الجيم وإسكان العين المهملة وفتح الظاء
المعجمة
قال ابن فارس هو المنتفخ بما ليس عنده
4834 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى
الله عليه و سلم في جنازة فقال ألا أخبركم بشر عباد الله الفظ المستكبر ألا أخبركم
بخير عباد الله الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا محمد بن جابر
الطمر بكسر الطاء هو الثوب الخلق
4835 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم عن ملوك الجنة قلت بلى
قال رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على
الله لأبره
رواه ابن ماجه ورواة إسناده محتج بهم في الصحيح إلا سويد
بن عبد العزيز
4836 - وعن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار قلت بلى
يا رسول الله قال أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم
4837 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون وقالت
الجنة في ضعفاء المسلمين ومساكينهم فقضى الله بينهما إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء
وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء ولكليكما علي ملؤها
رواه مسلم
4838 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله
جناح بعوضة
رواه البخاري ومسلم
4839 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال مر رجل على
النبي صلى الله عليه و سلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا قال رجل من أشراف
الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع فسكت رسول الله صلى الله عليه
و سلم ثم مر رجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأيك في هذا فقال يا رسول الله
هذا رجل من فقراء المسلمين
هذا أحرى إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال
أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير من ملء الأرض مثل
هذا
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله
قال فترى قلة المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله
قال إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب ثم سألني عن
رجل من قريش قال هل تعرف فلانا قلت نعم يا رسول الله قال فكيف تراه أو تراه قلت
إذا سأل أعطي وإذا حضر أدخل قال ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال هل تعرف فلانا قلت
لا والله ما أعرفه يا رسول الله فما زال يجليه وينعته حتى عرفته فقلت قد عرفته يا
رسول الله قال فكيف تراه أو تراه قلت هو رجل مسكين من أهل الصفة فقال هو خير من
طلاع الأرض من الآخر
قلت يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر فقال
إذا أعطي خيرا فهو أهله وإذا صرف عنه فقد أعطي حسنة
رواه النسائي مختصرا وابن حبان في صحيحه واللفظ له
4841 - وعنه رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله
عليه و سلم انظر أرفع رجل في المسجد قال فنظرت فإذا رجل عليه حلة قلت هذا قال قال
لي انظر أوضع رجل في المسجد قال فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق قال قلت هذا قال فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لهذا عند الله خير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا
رواه أحمد بأسانيد رواتها محتج بهم في الصحيح وابن حبان
في صحيحه
4842 - وعن مصعب بن سعد قال رأى سعد رضي الله عنه أن له
فضلا على من دونه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تنصرون وترزقون إلا
بضعفائكم
رواه البخاري والنسائي وعنده فقال النبي صلى الله عليه و
سلم إنما تنصر هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم
4843 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ابغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم
رواه أبو داود والترمذي والنسائي
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال كنت في أصحاب
الصفة فلقد رأيتنا وما منا إنسان عليه ثوب تام وأخذ العرق في جلودنا طرقا من
الغبار والوسخ إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ليبشر فقراء
المهاجرين إذ أقبل رجل عليه شارة حسنة فجعل النبي صلى الله عليه و سلم لا يتكلم
بكلام إلا كلفته نفسه أن يأتي بكلام يعلو كلام النبي صلى الله عليه و سلم فلما انصرف
قال إن الله عز و جل لا يحب هذا وضربه يلوون ألسنتهم للناس لي البقر بلسانها
المرعى كذلك يلوي الله عز و جل ألسنتهم ووجوههم في النار
رواه الطبراني بأسانيد أحدها صحيح
4845 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال كان النبي
صلى الله عليه و سلم يخرج إلينا في الصفة وعلينا الحوتكية فقال لو تعلمون ما ادخر
لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم ولتفتحن عليكم فارس والروم
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
الحوتكية بحاء مهملة مفتوحة ثم واو ساكنة ثم تاء مثناة
فوق قيل هي عمة يتعممها الأعراب يسمونها بهذا الاسم وقيل هو مضاف إلى رجل يسمى
حوتكا كان يتعممها والحوتك القصير وقيل هي خميصة منسوبة إليه وإلى القصر وهذا أظهر
والله أعلم
4846 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه
قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ويشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا
تسهل عليه قضاءك وكثر عليه من الدنيا
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في صحيحه وأبو
الشيخ ابن حبان في الثواب ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثقفي وهو مختلف
في صحبته قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن
ما جئت به الحق من عندك فأقلل ماله وولده وحبب إليه لقاءك وعجل له القضاء ومن لم
يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل
عمره
وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال اثنتان يكرههما ابن آدم الموت والموت خير من الفتنة ويكره قلة المال وقلة
المال أقل للحساب
رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما محتج بهم في الصحيح
ومحمود له رؤية ولم يصح له سماع فيما أرى وتقدم الخلاف في صحبته في باب الرياء
وغيره والله أعلم
4848 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من قل ماله وكثرت عياله وحسنت صلاته ولم يغتب
المسلمين جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين
رواه أبو يعلى والأصبهاني
4849 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
رواه مسلم
4850 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول رب أشعث أغبر ذي طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله
لأبره
رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح إلا عبد
الله بن موسى التيمي
4851 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله دينارا لم يعطه ولو سأله درهما
لم يعطه ولو سأله فلسا لم يعطه فلو سأل الله الجنة أعطاها إياه ذي طمرين لا يؤبه
له لو أقسم على الله لأبره
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح
4852 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة
ربه وأطاعه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا
فصبر على ذلك ثم نقر بيده فقال عجلت منيته قلت بواكيه قل تراثه
رواه الترمذي من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد
عن القاسم عن أبي أمامة ثم قال وهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عرض
علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا قلت لا يا رب ولكن أشبع
يوما وأجوع يوما أو قال ثلاثا أو نحو هذا فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت
شكرتك وحمدتك
ثم قال الترمذي هذا حديث حسن
4853 - وروى ابن ماجه والحاكم الحديث الأول إلا أنهما
قالا أغبط الناس عندي
والباقي بنحوه
قال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال قوله خفيف الحاذ بحاء
مهملة وذال معجمة مخففة خفيف الحال قليل المال
4854 - وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه خرج
إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك
قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اليسير من الرياء شرك ومن
عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء
الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا
قلوبهم مصابيح الدجى يخرجون من كل غبراء مظلمة رواه ابن
ماجه والحاكم واللفظ له وقال صحيح ولا علة له
قال الحافظ ويأتي بقية أحاديث هذا الباب في الباب بعده
إن شاء الله تعالى
الترغيب في الزهد في الدنيا والاكتفاء منها بالقليل
والترهيب من حبها والتكاثر فيها والتنافس وبعض ما جاء في عيش النبي صلى الله عليه
و سلم في المأكل والملبس والمشرب ونحو ذلك
4855 - عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني
الله وأحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك
الناس
رواه ابن ماجه وقد حسن بعض
مشايخنا إسناده وفيه بعد لأنه من رواية خالد بن عمرو
القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل وخالد هذا قد ترك واتهم
ولم أر من وثقه لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة ولا يمنع كون راويه ضعيفا
أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم قاله وقد تابعه عليه محمد بن كثير الصنعاني عن
سفيان ومحمد هذا قد وثق على ضعفه وهو أصلح حالا من خالد والله أعلم
4856 - وعن إبراهيم بن أدهم قال جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه و سلم فقال يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عليه ويحبني الناس عليه
فقال أما العمل الذي يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا وأما العمل الذي يحبك الناس
عليه فانبذ إليهم ما في يديك من الحطام
رواه ابن أبي الدنيا هكذا معضلا ورواه بعضهم عنه عن
منصور عن ربعي بن حراش قال جاء رجل فذكره مرسلا
4857 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الزهد في الدنيا يريح القلب والجسد
رواه الطبراني وإسناده مقارب
4858 - وعن الضحاك رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله
عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله من أزهد الناس قال من لم ينس القبر والبلى وترك
فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد غدا في أيامه وعد نفسه من
الموتى
رواه ابن أبي الدنيا مرسلا وستأتي له نظائر في ذكر الموت
إن شاء الله تعالى
4859 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة
في ثلاثة أيام فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب
عز و جل وكان فيما ناجاه ربه أن قال يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد
في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد إلي
المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي قال موسى يا رب البرية كلها ويا مالك يوم الدين
ويا ذا الجلال والإكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم قال أما الزهاد في الدنيا
فإني أبحتهم جنتي يتبوؤون منها حيث شاؤوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا
كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته وفتشته إلا الورعون فإني أستحييهم وأجلهم
وأكرمهم فأدخلهم الجنة بغير حساب وأما البكاؤون من
خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه
رواه الطبراني والأصبهاني
4860 - وروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا
رواه أبو يعلى
4861 - وروي عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأيتم من يزهد في الدنيا فادنوا منه فإنه يلقى
الحكمة
رواه أبو يعلى
4862 - س وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا أعلمه
إلا رفعه قال صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاك آخرها بالبخل والأمل
رواه الطبراني وإسناده محتمل للتحسين ومتنه غريب
4863 - وروي عن أنس رضي الله عنه يرفعه قال ينادي مناد
دعوا الدنيا لأهلها دعوا الدنيا لأهلها دعوا الدنيا لأهلها
من أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه أخذ حتفه وهو لا يشعر
رواه البزار وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم
إلا من هذا الوجه
4864 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول خير الذكر الخفي وخير الرزق أو العيش ما يكفي الشك
من ابن وهب
رواه أبو عوانة وابن حبان في صحيحيهما والبيهقي
4865 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف
تعملون اتقوا الدنيا واتقوا النساء
رواه مسلم والنسائي
وزاد فما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
4866 - وعن عمرة بنت الحارث رضي الله عنها قالت قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها ورب
متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة
رواه الطبراني بإسناد حسن
4867 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها ورب
متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار
رواه الطبراني في الكبير
ورواته ثقات
4868 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة
ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السموات ومن صبر على القوت
الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء
رواه الطبراني في الأوسط والصغير من رواية إسماعيل بن
عمرو البجلي وبقية رواته رواة الصحيح ورواه الأصبهاني إلا أنه قال كان ممقوتا في
ملكوت السموات والباقي مثله
4869 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لا يصيب عبد من
الدنيا شيئا إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عليه كريما
رواه ابن أبي الدنيا وإسناده جيد وروي عن عائشة مرفوعا
والموقوف أصح
4870 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
ما يكفيني من الدنيا قال ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان لك بيت يظلك فذاك وإن
كانت لك دابة فبخ
رواه الطبراني في الأوسط
4871 - وعن عسيب رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى
الله عليه و سلم ليلا فمر بي فدعاني فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر رحمه الله فدعاه
فخرج إليه ثم مر بعمر رحمه الله فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض
الأنصار فقال لصاحب الحائط أطعمنا فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله صلى الله عليه و
سلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب فقال لتسألن عن هذا يوم القيامة
قال فأخذ عمر رحمه الله العذق فضرب به الأرض حتى تناثر
البسر قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال يا رسول الله إنا لمسؤولون عن هذا
يوم القيامة قال نعم إلا من ثلاث خرقة كف بها عورته أو كسرة سد بها جوعته أو جحر
يدخل فيه من الحر والقر
رواه أحمد ورواته ثقات
4872 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ليس لابن آدم حق في
سوى هذه الخصال بيت يكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز
والماء
رواه الترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي ولفظه قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كل شيء فضل عن ظل بيت وكسر خبز وثوب يواري عورة ابن آدم
فليس لابن آدم فيه حق
قال الحسن فقلت لحمران ما يمنعك أن تأخذ وكان يعجبه
الجمال فقال يا أبا سعيد إن الدنيا تقاعدت بي
الجلف بكسر الجيم وسكون اللام بعدهما فاء هو غليظ الخبز
وخشنه وقال النضر بن شميل هو الخبز ليس معه إدام
4873 - وعن أبي عبد الرحمن البجلي قال سمعت عبد الله بن
عمرو بن العاصي وسأله رجل فقال ألست من فقراء المهاجرين فقال له عبد الله ألك
امرأة تأوي إليها قال نعم قال ألك مسكن تسكنه قال نعم
قال فأنت من الأغنياء
قال فإني لي خادما قال فأنت من الملوك
رواه مسلم موقوفا
4874 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما فوق الإزار وظل الحائط وحر الماء فضل يحاسب به العبد يوم
القيامة أو يسأل عنه
رواه البزار ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم وحديثه جيد
في المتابعات
4875 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له ألم أصح لك
جسمك وأروك من الماء البارد
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4876 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك
ومجالسة الأغنياء ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه
رواه الترمذي والحاكم والبيهقي من طريقها وغيرها كلهم من
رواية صالح بن حسان وهو منكر الحديث عن عروة عنها وقال الحاكم صحيح الإسناد وذكره
رزين فزاد فيه
قال عروة فما كانت عائشة تستجد ثوبا حتى ترقع ثوبها
وتنكسه ولقد جاءها يوما من عند معاوية ثمانون ألفا فما أمسى عندها درهم قالت لها
جاريتها فهلا اشتريت لنا منه لحما بدرهم قالت لو ذكرتني لفعلت
4877 - وعن أبي سفين عن أشياخه قال قدم سعد على سلمان
يعوده قال فبكى فقال سعد ما يبكيك يا أبا عبد الله توفي رسول الله صلى الله عليه و
سلم وهو عنك راض وترد عليه الحوض وتلقى أصحابك
فقال ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن
رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا قال لتكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد
الراكب وحولي هذه الأساود قال وإنما حوله إجانة وجفنة ومطهرة فقال يا سعد اذكر الله
عند همك إذا هممت وعند يديك إذا قسمت وعند حكمك إذا حكمت
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال قوله وهذه
الأساود حولي قال أبو عبيد أراد الشخوص من المتاع وكل شخص سواد من إنسان أو متاع
أو غيره
4878 - وعن أنس رضي الله عنه قال اشتكى سلمان فعاده سعد
فرآه يبكي فقال له سعد ما يبكيك يا أخي أليس قد صحبت رسول الله صلى الله عليه و
سلم أليس أليس قال سلمان ما أبكي واحدة من اثنتين ما أبكي ضنا على الدنيا ولا
كراهية الآخرة ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا ما أراني إلا قد
تعديت
قال وما عهد إليك قال عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد
الراكب ولا أراني إلا قد تعديت وأما أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حكمت وعند
قسمك إذا قسمت وعند همك إذا هممت
قال ثابت فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهما مع
نفيقة كانت عنده
رواه ابن ماجه ورواته ثقات احتج بهم الشيخان إلا جعفر بن
سليمان فاحتج به مسلم وحده
قال الحافظ وقد جاء في صحيح ابن حبان أن مال سلمان رضي
الله عنه جمع فبلغ خمسة عشر درهما وفي الطبراني أن متاع سلمان بيع فبلغ أربعة عشر
درهما وسيأتي إن شاء الله تعالى
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه و سلم ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا
الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم
فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى
رواه أحمد في حديث تقدم ورواته رواة الصحيح وابن حبان في
صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4880 - وروى الطبراني من حديث فضالة عن أبي أمامة قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى
خير مما كثر وألهى
يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر فما جعل
نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير
النجد هنا الطريق ومنه قوله تعالى وهديناه النجدين البلد
01 أي الطريقين طريق الخير وطريق الشر
4881 - وعن فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم
4883 - وروى أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب عن سعيد
بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم
4884 - وعن نقادة الأسدي رضي الله عنه قال بعثني رسول
الله صلى الله عليه و سلم إلى رجل يستمنحه ناقة فرده ثم بعثني إلى رجل آخر يستمنحه
فأرسل إليه بناقة فلما أبصرها رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم بارك فيها وفيمن
بعث بها
قال نقادة فقلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم وفيمن جاء
بها قال وفيمن جاء بها ثم أمر بها فحلبت فدرت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
اللهم أكثر مال فلان للمانع الأول واجعل رزق فلان يوما
بيوم للذي بعث بالناقة
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
4885 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا
وفي رواية كفافا
رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه
4886 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما من غني ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه أوتي من
الدنيا قوتا
رواه ابن ماجه
4887 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد
يرجع أهله وماله ويبقى عمله رواه البخاري ومسلم
4888 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من عبد ولا أمة إلا وله ثلاث أخلاء
فخليل يقول أنا معك فخذ ما شئت ودع ما شئت فذلك ماله
وخليل يقول أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك فذلك خدمه وأهله وخليل يقول أنا معك
حيث دخلت وحيث خرجت فذلك عمله
رواه الطبراني في الكبير بأسانيد أحدها صحيح ورواه في
الأوسط ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الرجل ومثل الموت كمثل رجل له
ثلاثة أخلاء فقال أحدهم هذا مالي فخذ منه ما شئت وأعط ما شئت ودع ما شئت وقال
الآخر أنا معك أخدمك فإذا مت تركتك وقال الآخر أنا معك أدخل معك وأخرج معك إن مت
وإن حييت فأما الذي قال هذا مالي فخذ منه ما شئت ودع ما شئت فهو ماله والآخر
عشيرته والآخر عمله يدخل معه ويخرج معه حيث كان
4889 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال مثل ابن آدم وماله وأهله
وعمله كرجل له ثلاثة إخوة أو ثلاثة أصحاب فقال أحدهم أنا
معك حياتك فإذا مت فلست منك ولست مني وقال الآخر أنا معك فإذا بلغت تلك الشجرة
فلست منك ولست مني وقال الآخر أنا معك حيا وميتا
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
4890 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل
فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس
رواه مسلم
4891 - وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال أتيت
النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال يقول ابن آدم مالي مالي
وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت
رواه مسلم والترمذي والنسائي وتقدمت أحاديث من هذا النوع
في الصدقة وفي الإنفاق
4892 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم مر بالسوق والناس كنفتيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله بأذنه ثم قال أيكم
يحب أن هذا بدرهم فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به قال أتحبون أنه لكم
قالوا والله لو كان حيا لكان عيبا فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت فقال والله للدنيا أهون
على الله عز و جل من هذا عليكم
رواه مسلم
قوله كنفتيه أي عن جانبيه
والأسك بفتح الهمزة والسين المهملة أيضا وتشديد الكاف هو
الصغير الأذن
4893 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى
الله عليه و سلم بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال والذي نفسي بيده للدنيا أهون على
الله من هذه على أهلها
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله
عليه و سلم بدمنة قوم فيها سخلة ميتة فقال ما لأهلها فيها حاجة قالوا يا رسول الله
لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها فقال والله للدنيا أهون على الله من هذه السخلة
على أهلها فلا ألفينها أهلكت أحدا منكم
رواه البزار والطبراني في الكبير من حديث ابن عمر بنحوه
ورواتهما ثقات ورواه أحمد من حديث أبي هريرة ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم مر بسخلة جرباء قد أخرجها أهلها فقال أترون هذه هينة على أهلها قالوا نعم يا
رسول الله
قال الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها
4895 - وفي رواية للطبراني من حديث ابن عمر أيضا نحوه و
وزاد فيه ولو كانت تعدل عند الله مثقال حبة من خردل لم يعطها إلا لأوليائه وأحبابه
من خلقه
الدمنة بكسر الدال هي مجتمع الدمن وهو السرجين الملبد
بعضه على بعض
والسخلة الأنثى من ولد الضأن
وقوله فلا ألفينها بالفاء وتشديد النون أي فلا أجدنها
4896 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها
شربة ماء
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح
4897 - وعن سلمان رضي الله عنه قال جاء قوم إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم ألكم طعام قالوا نعم
قال فلكم شراب قالوا نعم قال وتبردونه قالوا نعم
قال فإن معادهما كمعاد الدنيا يقوم أحدكم إلى خلف بيته
فيمسك أنفه من نتنه
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح
4898 - وعن الضحاك بن سفيان رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال له يا ضحاك ما طعامك قال يا رسول الله اللحم واللبن
قال ثم يصير إلى ماذا قال إلى ما قد علمت
قال فإن الله تعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا علي بن زيد بن جدعان
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وإن قزحه وملحه فانظر إلى ما يصير رواه
عبد الله بن أحمد وابن حبان في صحيحه
قوله قزحه بتشديد الزاي هو من القزح وهو التابل يقال
قزحت القدر إذا طرحت فيها الأبزار
وملحه بتخفيف اللام معروف
4900 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه
وعالم أو متعلم
رواه ابن ماجه والبيهقي والترمذي وقال حديث حسن
4901 - وعن المستولد أخي بني فهر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه هذه
في اليم وأشار يحيى بن يحيى بالسبابة فلينظر بم يرجع رواه مسلم
4902 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط
سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث
رأسه مغبرة قدماه وإن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في
الساقة وإن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع
رواه البخاري وتقدم مع شرح غريبه في الرباط
4903 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول لله
صلى الله عليه و سلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا
ما يبقى على ما يفنى
رواه أحمد ورواته ثقات والبزار وابن حبان في صحيحه
والحاكم والبيهقي في الزهد وغيره كلهم من
رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي موسى وقال
الحاكم صحيح على شرطهما
قال الحافظ المطلب لم يسمع من أبي موسى والله أعلم
4904 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه لما حضرته
الوفاة قال يا معشر الأشعريين ليبلغ الشاهد الغائب إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
4905 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أشرب حب الدنيا التاط منها بثلاث شقاء لا ينفد عناه
وحرص لا يبلغ غناه وأمل لا يبلغ منتهاه فالدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا
طلبته الآخرة حتى يدركه الموت فيأخذه ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها
رزقه
رواه الطبراني بإسناد حسن
4906 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون مريم 93
قال في الدنيا
رواه ابن حبان في صحيحه وهو في مسلم بمعناه في آخر حديث
يأتي إن شاء الله تعالى
4907 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على
المال والشرف لدينه
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه
4908 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها
يفترسان ويأكلان بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم
رواه الطبراني واللفظ له وأبو يعلى بنحوه وإسنادهما جيد
4909 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما ذئبان ضاريان في حظيرة يأكلان ويفسدان بأضر فيها من حب
الشرف وحب المال في دين المرء المسلم
رواه البزار بإسناد حسن
4910 - وروي عن أنس يرفعه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم هل من أحد يمشي على الماء
إلا ابتلت قدماه قالوا لا يا رسول الله
قال كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب
رواه البيهقي في كتاب الزهد
4911 - وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه
والحاكم وقال صحيح الإسناد
4912 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له
رواه أحمد والبيهقي
وزاد ومال من لا مال له
وإسنادهما جيد
4913 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من انقطع إلى الله عز و جل كفاه الله كل مؤنة ورزقه من
حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب من رواية الحسن عن عمران
وفي إسناده إبراهيم بن الأشعث ثقة وفيه كلام قريب
4914 - وروي عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء ومن أعطى الذلة من
نفسه طائعا غير مكره فليس منا
رواه الطبراني وتقدم في العدل حديث أبي الدحداح عن النبي
صلى الله عليه و سلم وفيه ومن كانت همته الدنيا حرم الله عليه جواري فإني بعثت
بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها
رواه الطبراني
4915 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه تعالى ومن أصبح
يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو الله عز و جل ومن تضعضع لغني لينال مما في يديه
أسخط الله عز و جل ومن أعطي القرآن فدخل النار فأبعده الله
رواه الطبراني في الصغير ورواه أبو الشيخ في الثواب من
حديث أبي الدرداء إلا أنه قال في آخره
ومن قعد أو جلس إلى غني فتضعضع له لدنيا تصيبه ذهب ثلثا
دينه ودخل النار
4916 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره ثلاث لا يغل عليهن
قلب امرىء مسلم إخلاص العمل لله والنصح لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم فإن
دعاءهم يحيط من ورائهم إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه
ضيعته ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه
ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة
رواه ابن ماجه وتقدم لفظه وشرح غريبه في الفراغ للعبادة
والطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظه في سماع الحديث
4917 - وعن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي
بجزيتها فقدم بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم انصرف فتعرضوا
له فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة
قدم بشيء من البحرين قالوا أجل يا رسول الله قال أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما
الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم
فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم
رواه البخاري ومسلم
4918 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم
الخطأ ولكن أخشى عليكم التعمد
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وابن حبان في صحيحه
والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
4919 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يجاء بابن آدم كأنه بذج فيوقف بين يدي الله فيقول الله له أعطيتك وخولتك
وأنعمت عليك فماذا صنعت فيقول له يا
رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فيقول
له أين ما قدمت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فإذا
عبد لم يقدم خيرا فيمضى به إلى النار
رواه الترمذي عن إسماعيل بن مسلم وهو المكي رواه عن
الحسن وقتادة وقال رواه غير واحد عن الحسن ولم يسندوه
قوله البذج بباء موحدة مفتوحة ثم ذال معجمة ساكنة وجيم
هو ولد الضأن وشبه به من كان هذا عمله لما يكون فيه من الصغار والذل والحقارة
والضعف يوم القيامة
4920 - وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال قام رسول الله
صلى الله عليه و سلم في أصحابه فقال الفقر تخافون أو العوز أم تهمكم الدنيا فإن الله
فاتح عليكم فارس والروم وتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغكم بعد أن زغتم إلا هي
رواه الطبراني وفي إسناده بقية
العوز بفتح العين والواو هو الحاجة
4921 - وروي عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك نورا وإن قتلك دخلت
الجنة ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت
يمينك
رواه الطبراني
4922 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال الشيطان لعنه الله لن يسلم مني صاحب المال من إحدى ثلاث
أغدو عليه بهن وأروح أخذه من غير حله وإنفاقه في غير حقه وأحببه إليه فيمنعه من
حقه
رواه الطبراني بإسناد حسن
4923 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يعطي الناس
عطاءهم فجاءه رجل فأعطاه ألف درهم ثم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إنما أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم وهما مهلكاكم
رواه البزار بإسناد جيد
4924 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في
النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء رواه أحمد بإسناد جيد
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى
الله عليه و سلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم ما يفتح الله
عليكم من زهرة الدنيا وزينتها
رواه البخاري ومسلم في حديث
4926 - وعن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة
العراق فكان فيه خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر
رضي الله عنه فقال له من عنده لم تبكي وقد فتح الله عليك وأظهرك على عدوك وأقر عينك
فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تفتح الدنيا على أحد إلا
ألقى الله عز و جل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك
رواه أحمد بإسناد حسن والبزار وأبو يعلى
السفط بسين مهملة وفاء مفتوحتين هو شيء كالقفة أو
كالجوالق
4927 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال بينما النبي صلى
الله عليه و سلم جالس إذ قام أعرابي فيه جفاء فقال يا رسول الله أكلتنا الضبع فقال
النبي صلى الله عليه و سلم غير ذلك أخوف عليكم حين تصب عليكم الدنيا صبابا فيا ليت
أمتي لا تلبس الذهب
رواه أحمد والبزار ورواة أحمد رواة الصحيح
الضبع بضاد معجمة مفتوحة وباء موحدة مضمومة هي السنة
المجدبة
4928 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لأنا لفتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء إنكم
ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة
رواه أبو يعلى والبزار وفيه راو لم يسم وبقية رواته رواة
الصحيح
4929 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت أمشي مع النبي
صلى الله عليه و سلم في حرة بالمدينة
فاستقبلنا أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال
ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي عليه ثالثة وعندي منه دينار إلا شيء أرصده
لدين إلا أن أقول في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله وعن خلفه ثم سار
فقال إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه
وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ثم قال لي مكانك لا تبرح حتى آتيك الحديث
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وفي لفظ لمسلم قال انتهيت
إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال هم الأخسرون
ورب الكعبة
قال فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت يا رسول الله
فداك أبي وأمي من هم قال هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين
يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم الحديث
ورواه ابن ماجه مختصرا الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة
إلا من قال هكذا وهكذا وكسبه من طيب
4930 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت أمشي مع
النبي صلى الله عليه و سلم في نخل لبعض أهل المدينة فقال يا أبا هريرة هلك
المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرات حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره ومن
بين يديه وقليل ما هم الحديث
رواه أحمد ورواته ثقات وابن ماجه بنحوه
4931 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة وإن الأكثرين هم الأسفلون
إلا من قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن يساره ومن خلفه وبين يديه ويحثي بثوبه
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه باختصار
وقال في أوله ويل للمشركين
قال الحافظ وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة تدور على هذا
المعنى اختصرناها
4932 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من سأل عني
أو سره أن ينظر إلي فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر لم يضع
لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر إليه اليوم المضمار وغدا السباق
والغاية الجنة أو النار
رواه الطبراني في الأوسط
4933 - وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أقلوا الدخول على الأغنياء فإنه أحرى أن لا تزدروا
نعم الله عز و جل
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
فصل
4934 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما شبع آل محمد
صلى الله عليه و سلم من طعام ثلاثة أيام تباعا حتى قبض
4935 - وفي رواية قال أبو حازم رأيت أبا هريرة يشير
بأصبعه مرارا يقول والذي نفس أبي هريرة بيده ما شبع نبي الله صلى الله عليه و سلم
ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا
رواه البخاري ومسلم
4936 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاويا لا يجدون عشاء وإنما كان
أكثر خبزهم الشعير
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4937 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما شبع آل محمد من
خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه البخاري ومسلم
4938 - وفي رواية لمسلم قالت لقد مات رسول الله صلى الله
عليه و سلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين
وفي رواية للترمذي قال مسروق دخلت على عائشة فدعت لي
بطعام فقالت ما أشبع فأشاء أن أبكي إلا بكيت
قلت لم قالت أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى
الله عليه و سلم الدنيا والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم
4940 - وفي رواية للبيهقي قالت ما شبع رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاثة متوالية ولو شئنا لشبعنا ولكنه كان يؤثر على نفسه
4941 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن فاطمة رضي
الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه و سلم كسرة من خبز شعير فقال لها هذا أول
طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام
رواه أحمد والطبراني
وزاد فقال ما هذه فقالت قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى
أتيتك بهذه الكسرة
فقال فذكره رواتهما ثقات
4942 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتي رسول الله
صلى الله عليه و سلم بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال الحمد لله ما دخل بطني طعام سخن
منذ كذا وكذا
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي بإسناد صحيح
4943 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر
ويأكل فقال لي يا ابن عمر ما لك لا تأكل قلت لا أشتهيه يا رسول الله
قال ولكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولو
شئت لدعوت ربي عز و جل فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في
قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين فوالله ما برحنا حتى نزلت وكأين من دابة لا
تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم العنكبوت 06
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله لم يأمرني
بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية فإن الحياة بيد
الله عز و جل ألا وإني لا أكنز
دينارا ولا درهما ولا أخبأ رزقا لغد
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
4944 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا
قلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما وقال ثلاثا أو
نحو هذا فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت شكرتك وحمدتك
رواه الترمذي من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد
عن القاسم عنه وقال حديث حسن
4945 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال خرج رسول
الله صلى الله عليه و سلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير
رواه البزار بإسناد حسن
4946 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم بين
أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من
الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير
رواه البخاري والترمذي
مصلية أي مشوية
4947 - وروي عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ما شبع رسول
الله صلى الله عليه و سلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا رواه الطبراني
4948 - وروي أيضا عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال
والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه و سلم من غداء وعشاء حتى لقي الله عز و جل
4949 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان يبقى على
مائدة رسول الله صلى الله عليه و سلم من خبز الشعير قليل ولا كثير
رواه الطبراني بإسناد حسن
4950 - وفي رواية له ما رفعت مائدة رسول الله صلى الله
عليه و سلم من بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليها فضلة من طعام قط
رواه ابن أبي الدنيا إلا أنه قال وما رفع بين يديه كسرة
فضلا حتى قبض
4951 - وللترمذي وحسنه من حديث أبي أمامة قال ما كان
يفضل عن أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم خبز الشعير
وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله
عليه و سلم فرأيته متغيرا فقلت بأبي أنت ما لي أراك متغيرا قال ما دخل جوفي ما
يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث
قال فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له فسقيت له على كل دلو بتمرة
فجمعت تمرا فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فقال من أين لك يا كعب فأخبرته فقال
النبي صلى الله عليه و سلم أتحبني يا كعب قلت بأبي أنت نعم
قال إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه
وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا
قال ففقده النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما فعل كعب
قالوا مريض فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال له أبشر يا كعب فقالت أمه هنيئا لك الجنة
يا كعب فقال النبي صلى الله عليه و سلم من هذه المتألية على الله عز و جل قلت هي أمي
يا رسول الله
قال ما يدريك يا أم كعب لعل كعبا قال ما لا ينفعه ومنع
ما لا يغنيه
رواه الطبراني ولا يحضرني الآن إسناده إلا أن شيخنا
الحافظ أبا الحسن رحمه الله كان يقول إسناده جيد
4953 - وعن أنس رضي الله عنه قال لم يأكل النبي صلى الله
عليه و سلم على خوان حتى مات ولم يأكل خبزا مرققا حتى مات
وفي رواية ولا رأى شاة سميطا بعينه قط
رواه البخاري
4954 - وعن الحسن رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى
الله عليه و سلم يواسي الناس بنفسه حتى جعل يرقع إزاره بالأدم وما جمع بين غداء
وعشاء ثلاثة أيام ولاء حتى لحق بالله عز و جل
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع مرسلا
4955 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ما رأى رسول
الله صلى الله عليه و سلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله فقيل هل
كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم منخل قال ما رأى رسول الله صلى الله
عليه و سلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله فقيل فكيف كنتم تأكلون الشعير غير
منخول قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه
رواه البخاري
النقي هو الخبز الأبيض الحواري
ثريناه بثاء مثلثة مفتوحة وراء مشددة بعدها مثناة ثم نون
أي بللناه وعجناه
4956 - وروي عن أم أيمن رضي الله عنها أنها غربلت دقيقا
فصنعته للنبي صلى الله عليه و سلم رغيفا فقال ما هذا قالت طعام نصنعه بأرضنا
فأحببت أن أصنع لك منه رغيفا فقال رديه فيه ثم اعجنيه
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع وغيرهما
4957 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال لم يكن
ينخل لرسول الله صلى الله عليه و سلم الدقيق ولم يكن له إلا قميص واحد
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
4958 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال ألستم في
طعام وشراب ما شئتم لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه و سلم وما يجد من الدقل ما يملأ
بطنه
رواه مسلم والترمذي
4959 - وفي رواية لمسلم عن النعمان قال ذكر عمر ما أصاب
الناس من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يظل اليوم يلتوي ما
يجد من الدقل ما يملأ بطنه
الدقل بدال مهملة وقاف مفتوحتين هو رديء التمر
4960 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن كان ليمر بآل
رسول الله صلى الله عليه و سلم الأهلة ما يسرج في بيت أحد منهم سراج ولا يوقد فيه
نار إن وجدوا زيتا ادهنوا به
وإن وجدوا ودكا أكلوه
رواه أبو يعلى ورواته ثقات إلا عثمان بن عطاء الخراساني
وقد وثق
4961 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت أرسل إلينا آل أبي
بكر بقائمة شاة ليلا فأمسكت وقطع النبي صلى الله عليه و سلم أو قالت فأمسك رسول
الله صلى الله عليه و سلم وقطعت
قال فتقول للذي تحدثه هذا على غير مصباح
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني
وزاد فقلت يا أم المؤمنين على مصباح قالت لو كان عندنا
دهن غير مصباح لأكلناه
4962 - وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول
والله يا ابن أختي إن
كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في
شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه و سلم نار
قلت يا خالة فما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء
إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم جيران من الأنصار وكانت لهم منايح
فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من ألبانها فيسقيناه
رواه البخاري ومسلم
4963 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثكم أنا كنا
نشبع من التمر فقد كذبكم فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم قريظة أصبنا
شيئا من التمر والودك
رواه ابن حبان في صحيحه
4964 - وعن أبي طلحة رضي الله عنه قال شكونا إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم الجوع ورفعنا ثيابنا عن حجر حجر على بطوننا فرفع رسول
الله صلى الله عليه و سلم عن حجرين
رواه الترمذي
4965 - وعن أنس رضي الله عنه قال جئت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يوما فوجدته جالسا وقد عصب بطنه بعصابة فقلت لبعض أصحابه لم عصب رسول
الله صلى الله عليه و سلم بطنه فقالوا من الجوع فذهبت إلى أبي طلحة وهو زوج أم
سليم فقلت يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم عصب بطنه بعصابة فسألت
بعض أصحابه فقالوا من الجوع فدخل أبو طلحة على أمي فقال هل من شيء فقالت نعم عندي
كسر من خبز وتمرات فإن جاءنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وحده أشبعناه وإن جاء
آخر معه قل عنهم
فذكر الحديث رواه البخاري ومسلم
4966 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد سفة من دقيق ولا كف
من سويق فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أمر الله القيامة أن تقوم قال لا ولكن أمر إسرافيل فنزل إليك حين
سمع كلامك فأتاه إسرافيل فقال إن الله سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن
الأرض وأمرني أن أعرض عليك أن أسير معك جبال تهامة زمردا وياقوتا وذهبا وفضة فعلت
فإن شئت نبيا ملكا وإن شئت نبيا عبدا فأومأ إليه جبريل أن تواضع فقال
بل نبيا عبدا ثلاثا
رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي في الزهد وغيره
4967 - ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا من حديث أبي
هريرة ولفظه قال جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى السماء فإذا ملك
ينزل فقال له جبريل هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة فلما نزل قال يا محمد
أرسلني إليك ربك أملكا أجعلك أم عبدا رسولا قال له جبريل تواضع لربك يا محمد فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا بل عبدا رسولا
4968 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق على قطيفة من
سندس
رواه ابن حبان في صحيحه
4969 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت أتي رسول الله
صلى الله عليه و سلم بقدح فيه لبن وعسل فقال شربتين في شربة وأدمين في قدح لا حاجة
لي به أما إني لا أزعم أنه حرام ولكن أكره أن يسألني الله عز و جل عن فضول الدنيا يوم
القيامة أتواضع لله فمن تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله ومن اقتصد أغناه
الله ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله
رواه الطبراني في الأوسط
4970 - وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت دخل علي الحسن بن
علي وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم فقالوا اصنعي لنا طعاما
مما كان يعجب النبي صلى الله عليه و سلم أكله فقالت يا بني لا تشتهونه اليوم فقمت
فأخذت شعيرا فطحنته ونسفته وجعلت منه خبزة وكان أدمه الزيت ونثرت عليه الفلفل فقربته
إليهم وقلت كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب هذا
رواه الطبراني بإسناد جيد
4971 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد
أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط
بلال
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن
صحيح
ومعنى هذا الحديث حين خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم
هاربا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه انتهى
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نام رسول الله
صلى الله عليه و سلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه
قلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وللدنيا
ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح
والطبراني ولفظه قال دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم
وهو في غرفة كأنها بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال ما يبكيك
يا عبد الله قلت يا رسول الله كسرى وقيصر يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم
على هذا الحصير قد أثر بجنبك قال فلا تبك يا عبد الله فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة
وما أنا والدنيا وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها
ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب بنحو الطبراني
قوله كأنها بيت حمام هو بتشديد الميم ومعناه أن فيها من
الحر والكرب كما في بيت الحمام
4973 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال يا رسول الله لو
اتخذت فراشا أوثر من هذا فقال ما لي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في
يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي
4974 - وعنه رضي الله عنه قال حدثني عمر بن الخطاب قال
دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على حصير قال فجلست فإذا عليه إزاره
وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع وقرظ
في ناحية في الغرفة وإذا إهاب معلق فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب
فقال يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى
فيها إلا ما أرى وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته وهذه
خزانتك
لقال يا
ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ولفظه قال عمر رضي الله عنه استأذنت على رسول الله صلى
الله عليه و سلم فدخلت عليه في مشربة وإنه لمضطجع على خصفة إن بعضه لعلى التراب
وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا وإن فوق رأسه لإهابا عطنا وفي ناحية المشربة قرظ فسلمت
عليه فجلست فقلت أنت نبي الله وصفوته وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج
والحرير فقال أولئك عجلت لهم طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع وإنا قوم أخرت لنا
طيباتنا في آخرتنا
ورواه ابن حبان في صحيحه عن أنس أن عمر دخل على النبي
صلى الله عليه و سلم فذكر نحوه
المشربة بفتح الميم والراء وبضم الراء أيضا هي الغرفة
وشيكة الانقطاع أي سريعة الانقطاع
4975 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان لرسول الله صلى
الله عليه و سلم سرير مزمل بالبردي عليه كساء أسود قد حشوناه بالبردي فدخل أبو بكر
وعمر عليه فإذا النبي صلى الله عليه و سلم نائم عليه فلما رآهما استوى جالسا فنظر
فإذا أثر السرير في جنب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر وعمر رضوان
الله عليهما يا رسول الله ما يؤذيك خشونة ما نرى من فراشك وسريرك وهذا كسرى وقيصر
على فراش الحرير والديباج فقال صلى الله عليه و سلم لا تقولا هذا فإن فراش كسرى
وقيصر في النار وإن فراشي وسريري هذا عاقبته إلى الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه من رواية الماضي بن محمد
4976 - وعنها رضي الله عنها قالت إنما كان فراش رسول
الله صلى الله عليه و سلم الذي ينام عليه أدما حشوه ليف
4977 - وفي رواية كان وساد رسول الله صلى الله عليه و
سلم الذي يتكىء عليه من أدم حشوه ليف
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وعنها رضي الله عنها قالت دخلت علي امرأة من الأنصار
فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم قطيفة مثنية فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف
فدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما هذا يا عائشة قالت قلت يا رسول
الله فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك فذهبت فبعثت إلي بهذا فقال رديه يا عائشة
فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة
رواه البيهقي من رواية عباد بن عباد المهلبي عن مجالد بن
سعيد
4979 - ورواه أبو الشيخ في الثواب عن ابن فضيل عن مجالد
عن يحيى بن عباد عن امرأة من قومهم لم يسمها قالت دخلت على عائشة رضي الله عنها
فمسست فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو خشن وإذا داخله بردي أو ليف
فقلت يا أم المؤمنين إن عندي فراشا أحسن من هذا وألين
فذكره أطول منه
4980 - وعن أنس رضي الله عنه قال لبس رسول الله صلى الله
عليه و سلم الصوف واحتذى المخصوف وقال أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم بشعا
ولبس حلسا خشنا
قيل للحسن ما البشع قال غليظ الشعير ما كان النبي صلى
الله عليه و سلم يسيغه إلا بجرعة من ماء
رواه ابن ماجه والحاكم كلاهما من رواية يوسف بن أبي كثير
وهو مجهول عن نوح بن ذكوان وهو واه وقال الحاكم صحيح الإسناد وعنده خشنا موضع بشعا
4981 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى
الله عليه و سلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود
رواه مسلم وأبو داود والترمذي ولم يقل مرحل
المرط بكسر الميم وإسكان الراء هو كساء من صوف أو خز
يؤتزر به
والمرحل بتشديد الحاء المهملة مفتوحة هو الذي فيه صور
الرحال
4982 - وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قال أخرجت لنا عائشة رضي الله عنها كساء ملبدا وإزارا غليظا قالت قبض رسول الله
صلى الله عليه و سلم في هذين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم
قوله ملبدا أي مرقعا وقد لبدت الثوب بالتخفيف ولبدته
بالتشديد يقال للرقعة التي يرقع بها صدر القميص اللبدة والرقعة التي يرقع بها قب
القميص القبيلة
4983 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت صنعت
سفرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى
المدينة فلم يجد لسفرته ولا لسقائه ما يربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا
أربط به إلا نطاقي قال فشقيه باثنين واربطي بواحد السقاء وبواحد السفرة ففعلت
فلذلك سميت ذات النطاقين
رواه البخاري
النطاق بكسر النون شيء تشد به المرأة وسطها لترفع به
ثوبها عن الأرض عند قضاء الأشغال
4984 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا دخل عليها وعندها
جارية لها عليها درع ثمنه خمسة دراهم فقالت ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها
تزهو على أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه
و سلم فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره
رواه البخاري
4985 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى
الله عليه و سلم وليس عندي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رق لي فأكلت منه حتى
طال علي فكلته ففني
رواه البخاري ومسلم والترمذي
4986 - وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنه قال ما ترك رسول
الله صلى الله عليه و سلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا
إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة
رواه البخاري
4987 - وعن علي بن رباح قال سمعت عمرو بن العاصي رضي
الله عنه يقول لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يزهد فيه أصبحتم ترغبون في الدنيا
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزهد فيها والله ما
أتت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر من
الذي له قال فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأينا رسول الله صلى
الله عليه و سلم يستسلف
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والحاكم إلا أنه قال ما مر
به ثلاث من دهره إلا والذي عليه أكثر من الذي له وقال صحيح على شرطهما
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا كان نبيكم صلى الله عليه
و سلم أزهد الناس في الدنيا وأصبحتم أرغب الناس فيها
4988 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى
الله عليه و سلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير
رواه البخاري ومسلم والترمذي
4989 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله
صلى الله عليه و سلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال
ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجوع يا رسول الله قال وأنا والذي نفسي
بيده أخرجني الذي أخرجكما قوموا فقاموا معه فأتوا رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في
بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم
أين فلان قالت ذهب يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم وصاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني فانطلق فجاءهم
بعذق فيه بسر وتمر ورطب وقال كلوا وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه و
سلم إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا
ورووا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما والذي نفسي
بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة
رواه مالك بلاغا باختصار ومسلم واللفظ له والترمذي بزيادة
والأنصاري المبهم هو أبو الهيثم بن التيهاني بفتح المثناة فوق وكسر المثناة تحت
وتشديدها كذا جاء مصرحا به في الموطأ والترمذي وفي مسند أبي يعلى ومعجم الطبراني
من حديث ابن عباس أنه أبو الهيثم وكذا في المعجم أيضا من حديث ابن عمر وقد رويت
هذه القصة من حديث جماعة من الصحابة مصرح في أكثرها بأنه أبو الهيثم
وجاء في معجم الطبراني الصغير والأوسط وصحيح ابن حبان من
حديث ابن عباس وغيره أنه أبو أيوب الأنصاري والظاهر أن هذه القصة اتفقت مرة مع أبي
الهيثم ومرة مع أبي أيوب
والله أعلم وتقدم حديث ابن عباس في الحمد بعد الأكل
العذق هنا بكسر العين وهو الكباسة والقنو وأما بفتح
العين فهو النخلة
4990 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال كنا مع أبي بكر
رضي الله عنه فاستسقى فأتي بماء وعسل فلما وضعه على يده بكى وانتحب حتى ظننا أن به
شيئا ولا نسأله عن شيء فلما فرغ قلنا يا خليفة رسول الله ما حملك على هذا البكاء قال
بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ رأيته يدفع عن نفسه شيئا ولا أرى
شيئا فقلت يا رسول الله ما الذي أراك تدفع عن نفسك ولا أرى شيئا قال الدنيا تطولت
لي فقلت إليك عني فقالت أما إنك لست بمدركي
قال أبو بكر فشق ذلك علي وخفت أن أكون قد خالفت أمر رسول
الله صلى الله عليه و سلم ولحقتني الدنيا
رواه ابن أبي الدنيا والبزار ورواته ثقات إلا عبد الواحد
بن زيد وقد قال ابن حبان يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة وهو هنا كذلك
4991 - وعن زيد بن أسلم قال استسقى عمر فجيء بماء قد شيب
بعسل فقال إنه لطيب لكني أسمع الله عز و جل نعى على قوم شهواتهم فقال أذهبتم
طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الأحقاف 02 فأخاف أن تكون حسناتنا عجلت
لنا فلم يشربه
ذكره رزين ولم أره
4992 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رأى في يد
جابر بن عبد الله درهما فقال ما هذا الدرهم قال أريد أن أشتري به لأهلي لحما قرموا
إليه فقال أكل ما اشتهيتم اشتريتم ما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لابن عمه وجاره أين
تذهب عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها رواه الحاكم
من رواية القاسم بن عبد الله بن عمر وهو واه وأراه صححه مع هذا ورواه مالك عن يحيى
بن سعيد أن عمر بن الخطاب أدرك جابر بن عبد الله فذكره وتقدم حديث جابر في الترهيب
من الشبع
قوله قرموا إليه أي اشتدت شهواتهم له والقرم شدة الشهوة
للحم حتى لا يصبر عنه
4993 - وعن أنس رضي الله عنه قال رأيت عمر وهو يومئذ
أمير المؤمنين وقد رقع
بين كتفيه برقاع ثلاث لبد بعضها على بعض
رواه مالك
4994 - وعن عبد الله بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن
عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة
كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه
رواه الطبراني بإسناد حسن وتقدم في اللباس مع شرح غريبه
4995 - وعن محمد بن كعب القرظي قال حدثني من سمع علي بن
أبي طالب يقول إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد إذ طلع علينا
مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه
و سلم بكى للذي كان فيه من النعيم والذي هو فيه اليوم ثم قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة ووضعت بين يديه صحفة ورفعت
أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم
نتفرغ للعبادة ونكفى المؤونة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنتم اليوم خير
منكم يومئذ
رواه الترمذي من طريقين تقدم لفظ أحدهما مختصرا ولم يسم
فيهما الراوي عن علي وقال حديث حسن غريب ورواه أبو يعلى ولم يسمه أيضا ولفظه عن
علي رضي الله عنه قال خرجت في غداة شاتية وقد أوبقني البرد فأخذت ثوبا من صوف كان
عندنا ثم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفىء به والله ما في بيتي شيء آكل منه
ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه و سلم شيء لبلغني فخرجت في بعض نواحي المدينة
فانطلقت إلى يهودي في حائط فاطلعت عليه من ثغرة في جداره فقال ما لك يا أعرابي هل
لك في دلو بتمرة قلت نعم افتح لي الحائط ففتح لي فدخلت فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تمرة
حتى ملأت كفي قلت حسبي منك الآن فأكلتهن ثم جرعت من الماء ثم جئت إلى رسول الله
صلى الله عليه و سلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه فطلع علينا مصعب
بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة وكان أنعم غلام بمكة وأرهفه عيشا فلما رآه النبي
صلى الله عليه و سلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت
عيناه فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنتم اليوم خير أم إذا غدي على
أحدكم بجفنة
من خبز ولحم وريح عليه بأخرى وغدا في حلة وراح في أخرى
وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قلنا بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة
قال بل أنتم اليوم خير
4996 - وعن فاطمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أتاها يوما فقال أين ابناي يعني حسنا وحسينا قالت أصبحنا وليس في بيتنا
شيء يذوقه ذائق فقال علي أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء فذهب
إلى فلان اليهودي فتوجه إليه النبي صلى الله عليه و سلم فوجدهما يلعبان في شربة
بين أيديهما فضل من تمر فقال يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر قال أصبحنا
وليس في بيتنا شيء فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة فضل تمرات فجلس رسول
الله صلى الله عليه و سلم حتى اجتمع لفاطمة فضل من تمر فجعله في خرقة ثم أقبل فحمل
النبي صلى الله عليه و سلم أحدهما وعلي الآخر حتى أقلبهما
رواه الطبراني بإسناد حسن
4997 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال حضرنا عرس علي
وفاطمة فما رأينا عرسا كان أحسن منه حشونا الفراش يعني من الليف وأوتينا بتمر وزيت
فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش
رواه البزار
الإهاب الجلد وقيل غير المدبوغ
4998 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال لما جهز
رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة إلى علي بعث معها بخميل قال عطاء ما الخميل
قال قطيفة ووسادة من أدم حشوها ليف وإذخر وقربة كانا يفترشان الخميل ويلتحفان
بنصفه
رواه الطبراني من رواية عطاء بن السائب ورواه ابن حبان
في صحيحه عن عطاء بن السائب أيضا عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال جهز رسول الله
صلى الله عليه و سلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف
4999 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كانت منا امرأة
تجعل في مزرعة لها سلقا فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق فتجعله في قدر
ثم تجعل قبضة من شعير تطحنه فتكون أصول السلق عرقه قال سهل كنا ننصرف إليها من
صلاة الجمعة فنسلم عليها فتقرب ذلك الطعام إلينا فكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها
ذلك
وفي رواية ليس فيها شحم ولا ودك وكنا نفرح بيوم الجمعة
رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال والذي لا إله إلا هو إن
كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد
قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله
ما سألته إلا ليستتبعني فمر فلم يفعل ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته
إلا ليستتبعني ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فتبسم حين رآني وعرف ما في
وجهي وما في نفسي ثم قال يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال ألحق ومضى
فأتبعته فاستأذن فأذن له فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه
لك فلان أو فلانة قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال ألحق إلى أهل الصفة
فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد إذا
أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب
منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أن أصيب من
هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من
هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم بد فأتيتهم فدعوتهم
فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا أبا هر قلت لبيك يا
رسول الله
قال خذ فأعطهم فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى
يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي القوم
كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فتبسم فقال يا أبا هريرة فقلت لبيك يا رسول الله
قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله
قال اقعد فاشرب فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب
حتى قلت لا والذي بعثك بالحق لا أجد مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله
تعالى وسمى وشرب الفضلة
رواه البخاري وغيره والحاكم وقال صحيح على شرطهما
5001 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال إن الناس
كانوا يقولون أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم لشبع
بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان وفلانة وكنت ألصق بطني
بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرىء
الرجل الآية هي معي لكي ينقلب بي فيطعمني وكان خير الناس
للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج
إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال إن كنت لأسأل الرجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الآيات من القرآن أنا أعلم بها منه ما
أسأله إلا ليطعمني شيئا وكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلي منزله
فيقول لامرأته أسماء أطعمينا فإذا أطعمتنا أجابني
وكان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثونه
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكنيه بأبي المساكين
5002 - وعن محمد بن سيرين قال كنا عند أبي هريرة رضي
الله عنه وعليه ثوبان ممشقان من كتان فمخط في أحدهما ثم قال بخ بخ يمتخط أبو هريرة
في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم
وحجرة عائشة من الجوع مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى أن بي الجنون
وما هو إلا الجوع
رواه البخاري والترمذي وصححه
المشق بكسر الميم المغرة وثوب ممشق مصبوغ بها
5003 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم
أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين أو مجانون فإذا صلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم انصرف إليهم فقال لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة
وحاجة
رواه الترمذي وقال حديث صحيح وابن حبان في صحيحه
الخصاصة بفتح الخاء المعجمة وصادين مهملتين هي الفاقة
والجوع
5004 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتت علي ثلاثة
أيام لم أطعم فجئت أريد الصفة فجعلت أسقط فجعل الصبيان يقولون جن أبو هريرة قال
فجعلت أناديهم وأقول بل أنتم المجانين حتى انتهينا إلى الصفة فوافقت رسول الله صلى
الله عليه و سلم أتي بقصعتين من
ثريد فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها فجعلت أتطاول
كي يدعوني حتى قام القوم وليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة فجمعه رسول الله
صلى الله عليه و سلم فصارت لقمة فوضعه على أصابعه فقال لي كل باسم الله فوالذي
نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت
رواه ابن حبان في صحيحه
5005 - وعن عبد الله بن شقيق قال أقمت مع أبي هريرة رضي
الله عنه بالمدينة فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة لقد رأيتنا وما لنا ثياب
إلا الأبراد الخشنة وإنه ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه حتى إن
كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشد به على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم صلبه
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5006 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نظر رسول
الله صلى الله عليه و سلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال أبشروا فإنه سيأتي عليكم
زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها قالوا يا رسول الله نحن
يومئذ خير قال بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ
رواه البزار بإسناد جيد
5007 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال كنا في غزاة لنا
فلقينا أناسا من المشركين فأجهضناهم عن ملة لهم فوقعنا فيها فجعلنا نأكل منها وكنا
نسمع في الجاهلية أنه من أكل الخبز سمن فلما أكلنا ذلك الخبز جعل أحدنا ينظر في عطفيه
هل سمن
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
أجهضناهم أي أزلناهم عنها وأعجلناهم
5008 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال بعثنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر علينا أبا عبيدة رضي الله عنه نلتقي عير قريش
وزودنا جرابا من تمر لم نجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة فقيل كيف كنتم
تصنعون بها قالوا نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى
الليل وكنا نضرب بعصينا الخبط
ثم نبله فنأكله فذكر الحديث
رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه أصابهم جوع وهم سبعة قال
فأعطاني النبي صلى الله عليه و سلم سبع تمرات لكل إنسان تمرة
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
5010 - وعن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال إن كان الرجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يأتي عليه ثلاثة أيام لا يجد شيئا يأكله فيأخذ
الجلدة فيشويها فيأكلها فإذا لم يجد شيئا أخذ حجرا فشد صلبه
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع بإسناد جيد
5011 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال إني لأول
العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما
لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له
خلط
رواه البخاري ومسلم
الحبل بضم الحاء المهملة وإسكان الباء الموحدة
والسمر بفتح السين المهملة وضم الميم كلاهما من شجر
البادية
5012 - وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان
رضي الله عنه وكان أميرا بالبصرة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا
قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم
منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن
الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا والله لتملأن
أفعجبتم ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما
وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني
وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها وأتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح
أميرا على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا
رواه مسلم وغيره
آذنت بمد الألف أي أعلمت
بصرم هو بضم الصاد وإسكان الراء بانقطاع وفناء
حذاء هو بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة ممدودا
يعني سريعة
والصبابة بضم الصاد هي البقية اليسيرة من الشيء
يتصابها بتشديد الموحدة قبل الهاء أي يجمعها
والكظيظ بفتح الكاف وظاءين معجمتين هو الكثير الممتلىء
5013 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال لو رأيتنا ونحن مع
نبينا صلى الله عليه و سلم لحسبت أنما ريحنا الضأن إنما لباسنا الصوف وطعامنا
الأسودان التمر والماء
رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح وهو في
الترمذي وغيره دون قوله إنما لباسنا إلى آخره
وتقدم في اللباس
5014 - وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال هاجرنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم
يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة
إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له
ثمرته فهو يهدبها
رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود باختصار
البردة كساء مخطط من صوف وهي النمرة
أينعت بياء مثناة تحت بعد الهمزة أي أدركت ونضجت
يهدبها بضم الدال المهملة وكسرها بعدها باء موحدة أي
يقطعها ويجنيها
5015 - وعن إبراهيم يعني ابن الأشتر أن أبا ذر حضره
الموت وهو بالربذة فبكت
امرأته فقال ما يبكيك فقالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك
وليس عندي ثوب يسع لك كفنا قال لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين قال فكل من كان معي
في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي
الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت
قالت وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال راقبي الطريق
قال فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم
الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك فقالت امرؤ من المسلمين تكفنوه
وتؤجروا فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في
نحورها يبتدرونه فقال أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن
إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم
قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في
عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي
قال أنت صاحبي
رواه أحمد واللفظ له ورجاله رجال الصحيح والبزار بنحوه
باختصار
العيبة بفتح العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها
موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه
5016 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين
من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها
ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته
رواه البخاري والحاكم مختصرا وقال صحيح على شرطهما
5017 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال استكسيت
رسول الله صلى الله عليه و سلم فكساني خيشتين فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي
رواه أبو داود من رواية إسماعيل بن عياش
الخيشة بفتح الخاء المعجمة وإسكان المثناة تحت بعدها شين
معجمة هو ثوب يتخذ من مشاقة الكتان يغزل غليظا وينسج رقيقا
5018 - وعن يحيى بن جعدة قال عاد خبابا ناس من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا أبشر يا أبا عبد الله ترد على محمد صلى الله
عليه و سلم الحوض فقال كيف بهذا وأشار إلى أعلى البيت وأسفله وقد قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إنما يكفي أحدكم كزاد الراكب
رواه أبو يعلى والطبراني بإسناد جيد
5019 - وعن أبي وائل قال جاء معاوية إلى أبي هاشم بن
عتبة وهو مريض يعوده فوجده يبكي فقال يا خال ما يبكيك أوجع يشئزك أم حرص على
الدنيا قال كلا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا لم نأخذ به قال
وما ذاك قال سمعته يقول إنما يكفي من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله وأجدني اليوم
قد جمعت
رواه الترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه عن أبي وائل عن سمرة
بن سهم عن رجل من قومه لم يسمه قال نزلت على أبي هاشم بن عتبة فجاءه معاوية فذكر
الحديث بنحوه
ورواه ابن حبان في صحيحه عن سمرة بن سهم قال نزلت على
أبي هاشم بن عتبة وهو مطعون فأتاه معاوية فذكر الحديث
وذكره رزين فزاد فيه فلما مات حصر ما خلف فبلغ ثلاثين
درهما وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها وفيها يأكل
يشئزك بشين معجمة ثم همزة مكسورة وزاي أي يقلقك وزنه
ومعناه
5020 - وعن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير رضي الله
عنه حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع فقالوا ما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت
لك سابقة في الخير شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مغازي حسنة وفتوحا عظاما
قال يجزعني أن حبيبنا صلى الله عليه و سلم حين فارقنا
عهد إلينا
قال ليكف المرء منكم كزاد الراكب فهذا الذي أجزعني فجمع
مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر درهما
رواه ابن حبان في صحيحه
وعن علي بن بذيمة قال بيع متاع سلمان رضي الله عنه فبلغ
أربعة عشر درهما
رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن عليا لم يدرك سلمان
قال الحافظ ولو بسطنا الكلام على سيرة السلف وزهدهم لكان
من ذلك مجلدات لكنه ليس من شرط كتابنا وإنما أملينا هذه النبذة استطرادا تبركا
بذكرهم ونموذجا لما تركنا من سيرهم والله الموقف من أراد لا رب غيره
7 - الترغيب في البكاء من خشية الله تعالى
5022 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل
وشاب نشأ في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله
اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
5023 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب
يوم القيامة رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5024 - وعن أبي ريحانة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين
سهرت في سبيل الله وذكر عينا ثالثة
رواه أحمد واللفظ له والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
5025 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت
تحرس في سبيل الله
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال حرم على عينين أن تنالهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس
الإسلام وأهله من الكفر
رواه الحاكم وفي مسنده انقطاع
5027 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع
ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي والحاكم وقال
صحيح الإسناد
لا يلج أي لا يدخل
5028 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت
أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون النجم 95 06 بكى أصحاب الصفة حتى جرت
دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يلج النار من بكى من خشية الله ولا يدخل
الجنة مصر على معصية ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم
رواه البيهقي
5029 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم عينان لا تمسهما النار عين باتت تكلأ في سبيل الله وعين بكت
من خشية الله رواه أبو يعلى ورواته ثقات والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عينان لا
تريان النار
5030 - وروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رجل يا
رسول الله بم أتقي النار قال بدموع عينيك فإن عينا بكت من خشية الله لا تمسها
النار أبدا
رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني
5031 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين
بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن أبا حبيب العنقري لا
يحضرني الآن حاله
5032 - وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل
من خشية الله وعين باتت تحرس في
سبيل الله
رواه الطبراني من رواية عثمان عن عطاء الخراساني وقد وثق
5033 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله
وعين سهرت في سبيل الله وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله عز و جل
رواه الأصبهاني
5034 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما من مؤمن يخرج من عينيه دموع وإن كان مثل رأس الذباب من
خشية الله ثم تصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على النار
رواه ابن ماجه والبيهقي والأصبهاني وإسناد ابن ماجه
مقارب
5035 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة
دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض
الله عز و جل
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5036 - وعن مسلم بن يسار قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار ولا سالت
قطرة على خدها فيرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة ولو أن باكيا بكى في أمة من الأمم
رحموا وما من شيء إلا له مقدار وميزان إلا الدمعة فإنه تطفأ بها بحار من نار
رواه البيهقي هكذا مرسلا وفيه راو لم يسم وروي عن الحسن
البصري وأبي عمران الجوني وخالد بن معدان غير مرفوع وهو أشبه
5037 - وعن ابن أبي مليكة قال جلسنا إلى عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما في الحجر فقال ابكوا فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا لو تعلموا
العلم لصلى أحدكم حتى ينكسر ظهره ولبكى حتى ينقطع صوته
رواه الحاكم مرفوعا وقال صحيح على شرطهما
5038 - وعن مطرف عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان
في صحيحيهما وقال بعضهم ولجوفه أزيز كأزيز المرجل
قوله أزيز كأزيز الرحا أي صوت كصوت الرحا ويقال أزت
الرحا إذا صوتت والمرجل القدر ومعناه أن لجوفه حنينا كصوت غليان القدر إذا اشتد
5039 - وعن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم
بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم
تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح
رواه ابن خزيمة في صحيحه
5040 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ناجى موسى عليه السلام بمائة ألف
وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام وكان فيما ناجاه به أن قال يا موسى إنه لم يتصنع
إلي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت
عليهم
ولم يتعبد إلي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي فذكر
الحديث إلى أن قال وأما البكاؤون من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون
فيه
رواه الطبراني والأصبهاني وتقدم بتمامه
5041 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي كلهم من طريق
عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب
5042 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده
5043 - وعن الهيثم بن مالك أنه قال خطب رسول الله صلى
الله عليه و سلم فبكى رجل بين يديه فقال النبي صلى الله عليه و سلم لو شهدكم اليوم
كل مؤمن عليه من الذنوب كأمثال الجبال الرواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرجل وذلك أن الملائكة
تبكي وتدعو له وتقول اللهم شفع البكائين فيمن لم يبك
رواه البيهقي وقال هكذا جاء هذا الحديث مرسلا
5044 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله
عز و جل على نبيه صلى الله عليه و سلم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة
ققققققققققققققققققققققققققج8888888💥💥💥💥ج8.💥💥💥💥💥💥💥💥888888888888................
ج88888888.كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
التحريم 6 تلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم
على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه و سلم يده على فؤاده فإذا
هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها
فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا فقال أوما سمعتم قوله تعالى ذلك
لمن خاف مقامي وخاف وعيد إبراهيم 41
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال
5045 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى
الله عليه و سلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة فقال أوقد عليها ألف عام حتى
احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهيبها قال
وبين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل أسود فهتف بالبكاء فنزل عليه جبريل عليه
السلام فقال من هذا الباكي بين يديك قال رجل من الحبشة وأثنى عليه معروفا قال فإن
الله عز و جل يقول وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكي عين عبد في الدنيا من
مخافتي إلا أكثرت ضحكها في الجنة رواه البيهقي والأصبهاني
5046 - وروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه
ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها
رواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب والبيهقي واللفظ له
5047 - وفي رواية له قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى
الله عليه و سلم تحت شجرة فهاجت الريح فوقع ما كان فيها من ورق نخر وبقي ما كان من
ورق أخضر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مثل هذه الشجرة فقال القوم الله ورسوله
أعلم فقال مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله عز و جل وقعت عنه ذنوبه وبقيت له
حسناته
8 - الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل والمبادرة بالعمل
وفضل طول العمر لمن حسن عمله والنهي عن تمني الموت
5048 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت
رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ورواه الطبراني في الأوسط
بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه وزاد
فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه ولا ذكره في سعة إلا
ضيقها عليه
5049 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت فإنه ما كان في كثير إلا
قلله ولا قليل إلا جزأه
رواه الطبراني بإسناد حسن
5050 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال أكثروا من ذكر هاذم اللذات أحسبه قال فإنه ما ذكره
أحد في ضيق من العيش إلا وسعه ولا في سعة إلا ضيقه عليه
رواه البزار بإسناد حسن والبيهقي باختصار وتقدم في باب
الترهيب من الظلم حديث أبي ذر وفيه قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه
السلام قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح
عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك عجبت لمن أيقن بالقدر
ثم هو ينصب
عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها
وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل
رواه ابن حبان في صحيحه وغيره
5051 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخل رسول
الله صلى الله عليه و سلم مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون فقال أما إنكم لو أكثرتم
ذكر هاذم اللذات أشغلكم عما أرى الموت فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت فإنه لم يأت على
القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب
وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت أحب من
يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم فسترى صنيعي بك
قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن
العبد الفاجر أو الكافر فقال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي
على ظهري إلي فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيلتئم عليه حتى يلتقي
عليه وتختلف أضلاعه قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصابعه فأدخل بعضها
في جوف بعض قال ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا
ما بقيت الدنيا فتنهشه وتخدشه حتى يفضى به إلى الحساب
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما القبر روضة من
رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
رواه الترمذي واللفظ له والبيهقي كلاهما من طريق عبيد
الله بن الوليد الوصافي وهو واه عن عطية وهو العوفي عن أبي سعيد وقال الترمذي حديث
حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
5052 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة فجلس إلى قبر منها فقال ما يأتي على هذا
القبر يوم إلا وهو ينادي بصوت ذلق طلق يا ابن آدم نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحدة
وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه ثم قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
رواه الطبراني في الأوسط
5053 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتيت النبي صلى
الله عليه و سلم عاشر عشرة فقام رجل من الأنصار فقال يا نبي الله من أكيس الناس
وأحزم الناس قال أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم استعدادا للموت أولئك الأكياس ذهبوا
بشرف الدنيا وكرامة الآخرة
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت والطبراني في الصغير
بإسناد حسن ورواه ابن ماجه مختصرا بإسناد جيد والبيهقي في الزهد ولفظه أن رجلا قال
للنبي صلى الله عليه و سلم أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا
قال فأي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم
لما بعده استعدادا أولئك الأكياس
وذكره رزين في كتابه بلفظ البيهقي من حديث أنس ولم أره
5054 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال مات رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
يثنون عليه ويذكرون من عبادته ورسول الله صلى الله عليه و سلم ساكت فلما سكتوا قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم هل كان يكثر ذكر الموت قالوا لا
قال فهل كان يدع كثيرا مما يشتهي قالوا لا
قال ما بلغ صاحبكم كثيرا مما تذهبون إليه
رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه البزار من حديث أنس قال
ذكر عند النبي صلى الله عليه و سلم رجل بعبادة واجتهاد فقال كيف ذكر صاحبكم للموت
قالوا ما نسمعه يذكره
قال ليس صاحبكم هناك
5055 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم على المنبر والناس
حوله أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء فقال رجل يا
رسول الله إنا لنستحيي من الله تعالى فقال من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا
وأجله بين عينيه وليحفظ البطن وما وعى والرأس وما حوى وليذكر الموت والبلى وليترك زينة
الدنيا
رواه الطبراني في الأوسط
5056 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء قال قلنا يا نبي الله إنا
لنستحيي والحمد لله قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس
وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء
رواه الترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبان بن
إسحاق عن الصباح بن محمد
قال الحافظ أبان والصباح مختلف فيهما وقد قيل إن الصباح
إنما رفع هذا الحديث وهما منه وضعف برفعه وصوابه موقوف والله أعلم
5057 - وعن الضحاك رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله
عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله من أزهد الناس فقال من لم ينس القبر والبلى وترك
فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد غدا من أيامه وعد نفسه من الموتى
رواه ابن أبي الدنيا وهو مرسل
5058 - وروي عن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى
رواه الطبراني
5059 - وعن البراء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال يا
إخواني لمثل هذا فأعدوا
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
5060 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أربعة من الشقاء جمود العين وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على
الدنيا
رواه البزار
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا أعلمه إلا رفعه
قال صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاك آخرها بالبخل والأمل
رواه الطبراني وفي إسناده احتمال للتحسين
ورواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني كلاهما من طريق ابن
لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نجا
أول هذه الأمة باليقين والزهد ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل
5062 - وروي عن أم الوليد بنت عمر قالت اطلع رسول الله
صلى الله عليه و سلم ذات عشية فقال يا أيها الناس ألا تستحيون قالوا مم ذاك يا
رسول الله قال تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تعمرون وتأملون ما لا تدركون ألا
تستحيون من ذلك رواه الطبراني
5063 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال اشترى أسامة
بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا
تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر إن أسامة لطويل الأمل والذي نفسي بيده ما طرفت
عيناي إلا ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي ولا رفعت قدحا إلى في فظننت
أني واضعه حتى أقبض ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت
والذي نفسي بيده إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب قصر الأمل وأبو نعيم في
الحلية والبيهقي والأصبهاني
5064 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول
الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وكان
ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك
لمرضك ومن حياتك لموتك
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال أخذ رسول الله صلى الله
عليه و سلم ببعض جسدي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في أصحاب
القبور وقال لي يا ابن عمر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث
نفسك بالصباح وخذ من صحتك قبل سقمك
ومن حياتك قبل موتك فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك
غدا
ورواه البيهقي وغيره نحو الترمذي
5065 - وعن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
أوصني قال اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند
كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية
رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا بين أبي
سلمة ومعاذ
5066 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال مر بي
النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي فقال ما هذا يا عبد الله
فقلت يا رسول الله وهى فنحن نصلحه فقال الأمر أسرع من ذلك
5067 - وفي رواية قال مر علينا رسول الله صلى الله عليه
و سلم ونحن نعالج خصا لنا وهى فقال ما هذا فقلنا خص لنا وهى فنحن نصلحه فقال ما
أرى الأمر إلا أعجل من ذلك
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه
وابن حبان في صحيحه
5068 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط النبي صلى
الله عليه و سلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خطوطا صغارا إلى هذا
الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد
أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا
وإن أخطأه هذا نهشه هذا
رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه
وهذه صورة ما خط صلى الله عليه و سلم ص 122 في الكتاب
يوجد رسم
وعن أنس رضي الله عنه قال خط رسول الله صلى الله عليه و
سلم خطا وقال هذا الإنسان وخط إلى جنبه خطا وقال هذا أجله وخط آخر بعيدا منه فقال
هذا الأمل فبينما هو كذلك إذ جاءه الأقرب
رواه البخاري واللفظ له والنسائي بنحوه
5070 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم هذا ابن آدم وهذا أجله ووضع يده عند قفاه ثم بسطها وقال وثم أمله وثم
أمله
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه ورواه النسائي أيضا
وابن ماجه بنحوه
5071 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم هل تدرون ما مثل هذه وهذه ورمى بحصاتين قالوا الله ورسوله أعلم
قال هذا الأمل وذاك الأجل
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
5072 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اقتربت الساعة ولا نزداد منهم إلا بعدا
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال
صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقتربت الساعة ولا يزداد
الناس على الدنيا إلا حرصا ولا تزدادون من الله إلا بعدا
5073 - وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك
رواه البخاري وغيره
5074 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني
قال عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه
الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه
رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له
صحيح الإسناد
ورواه الطبراني من حديث ابن عمر قال أتى رجل إلى النبي
صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال النبي صلى
الله عليه و سلم صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي
الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه
5076 - وروى الطبراني عن رجل من بني النخع قال سمعت أبا
الدرداء حين حضرته الوفاة قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و
سلم سمعته يقول اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واعدد نفسك في
الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب
الحديث
5077 - وعن عبد الرحمن السلمي قال نزلنا من المدائن على
فرسخ فلما جاءت الجمعة حضرنا فخطبنا حذيفة فقال إن الله عز و جل يقول اقتربت
الساعة وانشق القمر القمر 1 ألا وإن الساعة قد اقتربت إلا وإن القمر قد انشق ألا
وإن الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق فقلت لأبي أيستبق الناس
غدا قال يا بني إنك لجاهل إنما يعني العمل اليوم والجزاء غدا فلما جاءت الجمعة
الأخرى حضرنا فخطبنا حذيفة فقال إن الله يقول اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وإن
الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ألا وإن الغاية النار
والسابق من سبق إلى الجنة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5078 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا
ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا
رواه مسلم
5079 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة
أو خاصة أحدكم أو أمر العامة
رواه مسلم
5080 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون
إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما
مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر
رواه الترمذي من رواية محرر ويقال محرز بالزاي وهو واه
عن الأعرج عنه وقال حديث حسن
5081 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل
سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5082 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا
وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم
له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا
رواه ابن ماجه
5083 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها
وتمنى على الله
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن
5084 - وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال الأعمش ولا أعلمه
إلا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة
رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على
شرطهما
قال الحافظ لم يذكر الأعمش فيه من حدثه ولم يجزم برفعه
التؤدة بفتح المثناة فوق وبعدها همزة مضمومة ثم دال
مهملة مفتوحة وتاء تأنيث هي التأني والتثبت وعدم العجلة
5085 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد
يموت إلا ندم
قالوا وما ندامته يا رسول الله قال إن كان محسنا ندم أن
لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع
رواه الترمذي والبيهقي في الزهد
5086 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله
قيل كيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5087 - وعن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا أحب الله عبدا عسله
قالوا ما عسله يا رسول الله قال يوفق له عملا صالحا بين
يدي رحلته حتى يرضى عنه جيرانه أو قال من حوله
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي من طريقه
وغيرهما
عسله بفتح العين والسين المهملتين من العسل وهو طيب
الثناء وقال بعضهم هذا مثل أي وفقه الله لعمل صالح يتحفه به كما يتحف الرجل أخاه
إذا أطعمه العسل
5088 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة
رواه البخاري
5089 - وعن سهل مرفوعا من عمر من أمتي سبعين سنة فقد
أعذر الله إليه في العمر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5090 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخيركم قالوا نعم
قال خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه
والبيهقي ورواه الحاكم من حديث جابر وقال صحيح على شرطهما
5091 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول
الله أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله
قال فأي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والطبراني بإسناد صحيح
والحاكم والبيهقي في الزهد وغيره
5092 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم خير الناس من طال عمره وحسن عمله
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5093 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم أطولكم أعمارا
إذا سددوا
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
5094 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن لله عبادا يضن بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن
العمل ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش ويعطيهم
منازل الشهداء
رواه الطبراني ولا يحضرني الآن إسناده
5095 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رجلان من بلي
حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر
سنة قال طلحة بن عبد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت
فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس قد
صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه
وزاد ابن ماجه وابن حبان في آخره فلما بينهما أبعد مما
بين السماء والأرض
5096 - وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة
أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأسلموا قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم من
يكفيهم قال طلحة أنا
قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه و سلم
بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث
على فراشه
قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة
فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم
قال فداخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم
فذكرت ذلك له فقال وما أنكرت من ذلك ليس أحد أفضل عند الله عز و جل من مؤمن يعمر
في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله
رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما رواة الصحيح وفي أوله عند
أحمد إرسال كما مر ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه
5097 - وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه و سلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال يا عباس عم رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن
كنت مسيئا فإن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت
رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على
شرطهما
5098 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وإن من
السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة
رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي
5099 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله
يستعتب
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
5100 - وفي رواية لمسلم لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو
به من قبل أن يأتيه وإنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
5101 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان ولا بد فاعلا فليقل اللهم
أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
الترغيب في الخوف وفضله
5102 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكرهم إلى أن
قال ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه
5103 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته
امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت فقال ما
يبكيك قالت لأن هذا عمل ما عملته وما حملني عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا
من مخافة الله فأنا أحرى اذهبي فلك ما أعطيتك ووالله ما أعصيه بعدها أبدا فمات من
ليلته فأصبح مكتوب على بابه إن الله قد غفر للكفل فعجب الناس من ذلك
رواه الترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح الإسناد
5104 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء
فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم
بمكانكم إلا الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه
كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن
كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال
الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا
أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك
رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم
أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها
عليه حتى صار من ذلك المال ثم
جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطيه إلا
أجره الأول فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال
الحجر وخرجوا يتماشون
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من
حديث عمر بنحوه وتقدم
5105 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كان رجل يسرف على نفسه لما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت
فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما
عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك ففعلت فإذا هو قائم
فقال ما حملك على ما صنعت قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له
5106 - وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مت فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر
فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا
به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر أن يجمع ما فيه ثم قال لم فعلت
هذا قال من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله تعالى له
رواه البخاري ومسلم ورواه مالك والنسائي ونحوه
5107 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر أي أب كنت
لكم قالوا خير أب
قال فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فاحرقوني ثم اسحقوني
ثم ذروني في ريح عاصف ففعلوا فجمعه الله فقال ما حملك فقال مخافتك فتلقاه برحمته
رواه البخاري ومسلم
رغسه بفتح الراء والغين المعجمة بعدهما سين مهملة
قال أبو عبيدة معناه أكثر له منه وبارك له فيه
5108 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه و سلم يقول الله عز و جل أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام
رواه الترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن غريب
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال يقول الله عز و جل إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى
يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة
الحديث رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه في الإخلاص وفي
لفظ لمسلم إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي أي من أجلي
5110 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم فيما يروي عن ربه جل وعلا أنه قال وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين
إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه
5111 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله
غالية ألا إن سلعة الله الجنة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
أدلج بسكون الدال إذا سار من أول الليل ومعنى الحديث أن
من خاف ألزمه الخوف إلى السلوك إلى الآخرة والمبادرة بالأعمال الصالحة خوفا من
القواطع والعوائق
5112 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن فتى من الأنصار
دخلته خشية الله فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك لرسول
الله صلى الله عليه و سلم فجاءه في البيت فلما دخل عليه اعتنقه النبي صلى الله
عليه و سلم وخر ميتا فقال النبي صلى الله عليه و سلم جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ
كبده
رواه الحاكم والبيهقي من طريقه وغيره وقال الحاكم صحيح
الإسناد ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين والأصبهاني من حديث حذيفة وتقدم
حديث ابن عباس في البكاء قريبا من معناه وحديث النبي أيضا
الفرق بفتح الفاء والراء هو الخوف
وفلذ كبده بفتح الفاء واللام وبالذال المعجمة أي قطع
كبده
5113 - وعن بهز بن حكيم قال أمنا زرارة بن أوفى رضي الله
عنه في مسجد بني
قشير فقرأ المدثر فلما بلغ فإذا نقر في الناقور المدثر
01 خر ميتا
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5114 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو
يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته
رواه مسلم
5115 - وعن أبي كاهل رضي الله عنه قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا أبا كاهل ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه قلت بلى يا
رسول الله قال أحيا الله قلبك ولا يمته يوم يموت بدنك
اعلم يا أبا كاهل أنه لم يغضب رب العزة على من كان في
قلبه مخافة ولا تأكل النار منه هدبة اعلم يا أبا كاهل أنه من ستر عورته حياء من
الله سرا وعلانية كان حقا على الله أن يستر عورته يوم القيامة
اعلم يا أبا كاهل أنه من دخل حلاوة الصلاة قلبه حتى يتم
ركوعها وسجودها كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة
اعلم يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما وأربعين ليلة
في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كان حقا على الله أن يكتب له براءة من النار
اعلمن يا أبا كاهل أنه من صام من كل شهر ثلاثة أيام مع
شهر رمضان كان حقا على الله أن يرويه يوم العطش
اعلمن يا أبا كاهل أنه من كف أذاه عن الناس كان حقا على
الله أن يكف عنه عذاب القبر
اعلمن يا أبا كاهل أنه من بر والديه حيا وميتا كان حقا
على الله أن يرضيه يوم القيامة قلت كيف يبر والديه إذا كانا ميتين قال برهما أن
يستغفر لوالديه ولا يسبهما ولا يسب والدي أحد فيسب والديه
اعلمن يا أبا كاهل أنه من أدى زكاة ماله عند حلولها كان
حقا على الله أن يجعله من رفقاء الأنبياء
اعلمن يا أبا كاهل أنه من قلت عنده حسناته وعظمت عنده
سيئاته كان حقا على الله أن يثقل ميزانه يوم القيامة
اعلمن يا أبا كاهل أنه من يسعى على امرأته وولده وما
ملكت يمينه يقيم فيهم أمر الله يطعمهم من حلال كان حقا على الله أن يجعله مع
الشهداء في درجاتهم
اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى علي كل يوم ثلاث مرات حبا
لي وشوقا إلي كان حقا على الله أن يغفر له بكل مرة ذنوب حول
رواه الطبراني وهو بجملته منكر وتقدم في مواضع من هذا
الكتاب ما يشهد لبعضه والله أعلم بحاله
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون
إلى الله لا تدرون تنجون أو لا تنجون
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
تجأرون بفتح المثناة فوق وإسكان الجيم بعدهما همزة
مفتوحة أي تضجون وتستغيثون
5117 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى
الله عليه و سلم هل أتى على الإنسان حين من الدهر الإنسان 1 حتى ختمها ثم قال إني
أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون
أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا ملك
واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما
تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله والله لوددت أني
شجرة تعضد رواه البخاري باختصار والترمذي إلا أنه قال ما فيها موضع أربع أصابع
والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
أطت بفتح الهمزة وتشديد الطاء المهملة من الأطيط وهو صوت
القتب والرحل
ونحوهما إذا كان فوقه ما يثقله
ومعناه أن السماء من كثرة ما فيها من الملائكة العابدين
أثقلها حتى أطت
والصعدات بضم الصاد والعين المهملتين هي الطرقات
5118 - وعن أنس رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله
عليه و سلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم
كثيرا فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوههم لهم خنين
رواه البخاري ومسلم
5119 - وفي رواية بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم عن
أصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ولو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه
و سلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين
الخنين بفتح الخاء المعجمة بعدها نون هو البكاء مع غنة
بانتشار الصوت من الأنف
وروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما
يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي
5121 - وفي رواية للبيهقي قال كنا جلوسا مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة فهاجت الريح فوقع ما كان فيها من ورق نخر وبقي ما
كان من ورق أخضر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مثل هذه الشجرة فقال القوم
الله ورسوله أعلم فقال مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله عز و جل وقعت عنه ذنوبه
وبقيت له حسناته
5122 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله
عز و جل على نبيه صلى الله عليه و سلم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة التحريم 6 تلاها رسول الله صلى الله عليه و
سلم ذات يوم على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه و سلم يده
على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فتى قل لا إله إلا
الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا قال أو ما سمعتم
قوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد إبراهيم 41
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد كذا قال
5123 - وروي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من خاف الله عز و جل خوف الله منه كل شيء ومن لم
يخف الله خوفه الله من كل شيء
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب ورفعه منكر
10 - الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز و جل سيما
عند الموت
5124 - عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما
كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن
آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
قراب الأرض بكسر القاف وضمها أشهر هو ما يقارب ملأها
5125 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك قال أرجو الله يا رسول الله
وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل
هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف
رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه وابن أبي الدنيا
كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس
قال الحافظ إسناده حسن فإن جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم
ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره
5126 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز و جل للمؤمنين يوم
القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز و جل يقول للمؤمنين
هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول
قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد من رواية عبيد الله بن زحر
قال الحافظ وتقدم في الباب قبله حديث الغار وغيره وفي
الباب أحاديث كثيرة جدا تقدمت في هذا الكتاب ليس فيها تصريح بفضل الخوف والرجاء
وإنما هي ترغيب أو ترهيب في لوازمهما ونتائجهما لم نعد ذلك فليطلبه من شاء
5127 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال قال الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني
الحديث
رواه البخاري ومسلم
5128 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال حسن الظن من حسن العبادة
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما والترمذي
والحاكم ولفظهما قال
إن حسن الظن من حسن عبادة الله
5129 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله
عليه و سلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز
و جل
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
5130 - وعن حيان أبي النضر قال خرجت عائدا ليزيد بن
الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى واثلة بسط يده
وجعل يشير إليه فأقبل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفي واثلة فجعلهما على وجهه فقال
له واثلة كيف ظنك بالله قال ظني بالله والله حسن
قال فأبشر
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله
جل وعلا أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي
5131 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال والذي لا
إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه ظنه ذلك بأن الخير في يده
رواه الطبراني موقوفا ورواته رواة الصحيح إلا أن الأعمش
لم يدرك ابن مسعود
5132 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أمر الله عز و جل بعبد إلى النار فلما وقف على شفتها التفت
فقال أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسن فقال الله عز و جل ردوه أنا عند حسن ظن
عبدي بي
رواه البيهقي عن رجل من ولد عبادة بن الصامت لم يسمه عن
أبي هريرة
كتاب الجنائز وما يتقدمها 1 - الترغيب في سؤال العفو
والعافية
5133 - عن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى
الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال سل ربك العافية والمعافاة
في الدنيا والآخرة ثم أتاه في اليوم الثاني فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل فقال
له مثل ذلك ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك قال فإذا أعطيت العافية في
الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت
رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا كلاهما من حديث
سلمة بن وردان عن أنس وقال الترمذي حديث حسن
5134 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قام على المنبر ثم
بكى فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال
سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية
رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال
حديث حسن غريب ورواه النسائي من طرق وعن جماعة من الصحابة وأحد أسانيده صحيح
5135 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من اللهم إني أسألك العفو
والعافية
5136 - وفي رواية اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا
والآخرة
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
5137 - وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن رجلا أتى النبي
صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله
كيف أقول حين أسأل ربي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني
وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك
رواه مسلم
5138 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى
الله عليه و سلم يا عباس يا عم النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من الدعاء بالعافية
رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
5139 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة
قالوا فماذا نقول يا رسول الله قال سلوا الله العافية في
الدنيا والآخرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5140 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية
رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن أبي الدنيا والحاكم في
حديث وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر
المليكي وهو ذاهب الحديث عن موسى بن عقبة عن نافع عنه
5141 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله
أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على
شرطهما
2 - الترغيب في كلمات يقولهن من رأى مبتلى
5142 - عن عمر و أبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك
به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه ابن ماجه من حديث
ابن عمر ورواه البزار والطبراني في الصغير من حديث أبي
هريرة وحده وقال فيه فإذا قال ذلك شكر تلك النعمة
وإسناده حسن
3 - الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله
وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره
5143 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله
والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء
والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
رواه مسلم
5144 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من
الصبر رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم في المسألة
ورواه الحاكم من حديث أبي هريرة مختصرا ما رزق الله عبدا
خيرا له ولا أوسع من الصبر
وقال صحيح على شرطهما
5145 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال أربع لا يصبن إلا بعجب الصبر وهو أول العبادة والتواضع وذكر الله وقلة
الشيء
رواه الطبراني والحاكم كلاهما من رواية العوام بن جويرية
وقال الحاكم صحيح الإسناد وتقدم في الصمت
5146 - وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال
ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله وأن تكون
في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك قال الترمذي حديث
غريب
وعن علقمة قال قال عبد الله الصبر نصف الإيمان واليقين
الإيمان كله
رواه الطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح وهو موقوف
وقد رفعه بعضهم
5148 - وعن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال الصبر معول المسلم
ذكره رزين العبدري ولم أره
5149 - وعن صهيب الرومي رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك لأحد إلا
للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
رواه مسلم
5150 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت أبا
القاسم صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال يا عيسى إني باعث من بعدك
أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم
ولا علم فقال يا رب كيف يكون هذا قال أعطيهم من حلمي وعلمي
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
5151 - وروي عن سخبرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أعطي فشكر وابتلي فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر ثم سكت
فقالوا يا رسول الله ما له قال أولئك لهم الأمن وهم مهتدون
رواه الطبراني
سخبرة بفتح السين المهملة وإسكان الخاء المعجمة بعدهما
باء موحدة ويقال إن له صحبة والله أعلم
5152 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة
وتعدلها أخرى حتى تهيج
5153 - وفي رواية حتى يأتيه أجله ومثل الكافر كمثل
الأرزة المجدبة على أصلها لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة
رواه مسلم
5154 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن
يصيبه بلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا
تهتز حتى تستحصد
رواه مسلم والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
الأرز بفتح الهمزة وتضم وإسكان الراء بعدهما زاي هي شجرة
الصنوبر وقيل شجرة الصنوبر الذكر خاصة وقيل شجرة العرعر والأول أشهر
5155 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل
الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عز و جل أو
يدعو غير الله في كشفه
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات وأم عبد
الله ابنة أبي ذئاب لا أعرفها
5156 - وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قلت يا
رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الانبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب
دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه
فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن
صحيح
5157 - ولابن حبان في صحيحه من رواية العلاء بن المسيب
عن أبيه عن سعد قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أشد بلاء قال
الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على حسب دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه
ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة
5158 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله
صلى الله عليه و سلم وهو موعوك عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة فقال ما أشد حماك
يا رسول الله قال إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر ثم قال يا رسول
الله من أشد الناس بلاء قال الأنبياء
قال ثم من قال العلماء
قال ثم من قال الصالحون كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى
يقتله ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها ولأحدهم كان أشد فرحا
بالبلاء من أحدكم بالعطاء
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب المرض
والكفارات والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم وله
شواهد كثيرة
5159 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن
جلودهم كانت قرضت بالمقاريض
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا من رواية عبد الرحمن بن مغراء
وبقية رواته ثقات وقال الترمذي حديث غريب ورواه الطبراني في الكبير عن ابن مسعود
موقوفا عليه وفيه رجل لم يسم
5160 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيوقف للحساب ثم يؤتى بالمتصدق فينصب
للحساب ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينصب لهم ديوان فيصب عليهم
الأجر صبا حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن
ثواب الله
رواه الطبراني في الكبير من رواية مجاعة بن الزبير وقد
وثق
5161 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا أحب الله عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا وثجه
عليه ثجا
فإذا دعا العبد قال يا رباه قال الله لبيك يا عبدي لا
تسألني شيئا إلا أعطيتك إما أن أعجله لك وإما أن أدخره لك
رواه ابن أبي الدنيا
5162 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من يرد الله به خيرا يصب منه
رواه مالك والبخاري
يصب منه أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء
5163 - وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع
رواه أحمد ورواته ثقات
ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه و سلم واختلف في
سماعه منه
5164 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن عظم الجزاء مع عظم البلاء
وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا
ومن سخط فله السخط
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب
5165 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال
يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه من طريقه وغيرهما
5166 - وروي عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال سمعت
النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما أصاب رجلا من المسلمين نكبة فما فوقها حتى ذكر
الشوكة إلا لإحدى خصلتين إما ليغفر الله له من الذنوب ذنبا لم يكن ليغفره له إلا
بمثل ذلك أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن ليبلغها إلا بمثل ذلك
رواه ابن أبي الدنيا
5167 - وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة
من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله يقول إن العبد إذا سبقت له
من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على
ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز و جل
رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني في الكبير
والأوسط ومحمد بن خالد لم يرو عنه غير أبي المليح الرقي
ولم يرو عن خالد إلا ابنه محمد والله أعلم
5168 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ليقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا
عليه البلاء صبا فيحمد الله فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما
أمرتنا فيقول ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته
رواه الطبراني في الكبير
5169 - وروي فيه أيضا عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنه ما يخرج
كالذهب الإبريز فذاك الذي حماه الله من الشبهات ومنه ما يخرج دون ذلك فذلك الذي يشك
بعض الشك ومنه ما يخرج كالذهب الأسود فذاك الذي افتتن
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه
رواه الطبراني في الأوسط
5171 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا
أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه
رواه البخاري ومسلم ولفظه ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب
ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته ورواه ابن أبي الدنيا من حديث
أبي هريرة وحده
5172 - وفي رواية له ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا
يحتسبها إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة
النصب التعب
الوصب المرض
5173 - وعن أبي بردة رضي الله عنه قال كنت عند معاوية
وطبيب يعالج قرحة في ظهره وهو يتضرر فقلت له لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه
فقال ما يسرني أني لا أجده سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يصيبه
أذى من جسده إلا كان كفارة لخطاياه
رواه ابن أبي الدنيا وروى المرفوع منه أحمد بإسناد رواته
محتج بهم في الصحيح إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من
شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله به عنه من سيئاته
ورواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما
5174 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها
رواه البخاري ومسلم
5175 - وفي رواية لمسلم لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها
إلا نقص الله بها من خطيئته
وفي أخرى إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة
وفي أخرى له قال دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله
عنها وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه
أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما
من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة
5177 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى
يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم
5178 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أصيب بمصيبة بماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس
كان حقا على الله أن يغفر له
رواه الطبراني ولا بأس بإسناده
5179 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتى رسول
الله صلى الله عليه و سلم شجرة فهزها حتى تساقط ورقها ما شاء الله أن يتساقط ثم
قال للمصيبات والأوجاع أسرع في ذنوب ابن آدم مني في هذه الشجرة
رواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى
5181 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم
يهمه إلا يكفر الله عنه به سيئاته
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن
5182 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول وصب المؤمن كفارة لخطاياه
رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح الإسناد
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها
عنه
رواه أحمد ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم
5184 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا اشتكى العبد المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير خبث
الحديد
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له وابن حبان في
صحيحه
5185 - وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا
أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى
قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه و سلم
فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت
الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها
رواه البخاري ومسلم
5186 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة بها
لمم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن
شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل أصبر ولا حساب علي
رواه البزار وابن حبان في صحيحه
5187 - وعن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال لاصحابه أتحبون أن لا تمرضوا قالوا والله إنا لنحب
العافية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما خير أحدكم أن لا يذكره الله
رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده إسحاق بن محمد الفروي
5188 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله به عنه خطيئة وكتب له
حسنة ورفع له درجة
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسناد حسن
واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
5189 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا
رواه البخاري وأبو داود
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز و جل
الملائكة الذين يحفظونه قال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما
كان في وثاقي
رواه أحمد واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما
5191 - وفي رواية لأحمد قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب
له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي
وإسناده حسن
قوله أكفته إلي بكاف ثم فاء ثم تاء مثناة فوق معناه أضمه
إلي وأقبضه
5192 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا ابتلى الله عز و جل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله
عز و جل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له
ورحمه
رواه أحمد ورواته ثقات
5193 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يمرض مرضا إلا أمر الله حافظه أن ما عمل من
سيئة فلا يكتبها وما عمل من حسنة أن يكتبها عشر حسنات وأن يكتب له من العمل الصالح
كما كان يعمل وهو صحيح وإن لم يعمل
رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا
5194 - وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم عجب للمؤمن وجزعه من السقم ولو كان يعلم ما له من السقم
أحب أن يكون سقيما الدهر ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم رفع رأسه إلى السماء
فضحك فقيل يا رسول الله مم رفعت رأسك إلى السماء فضحكت فقال رسول الله صلى الله عليه
و سلم عجبت من ملكين كانا يلتمسان عبدا في مصلى كان يصلي فيه فلم يجداه فرجعا
فقالا يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله
الذي كان يعمل فوجدناه حبسته في حبالك قال الله تبارك
وتعالى اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئا وعلي
أجره ما حبسته وله أجر ما كان يعمل
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط والبزار
باختصار
5195 - وعن أبي الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق
وهجر الرواح فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه فقلت أين تريدان يرحمكما الله تعالى
فقالا نريد ههنا إلى أخ لنا من مضر نعوده فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل
فقالا له كيف أصبحت فقال أصبحت بنعمة فقال شداد أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي
مؤمنا فحمدني على ما ابتليته فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح
رواه أحمد من طريق إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني
والطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة
5196 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال الله تبارك وتعالى إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى
عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف
العمل
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5197 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة
إلا حط الله به خطيئته
وفي رواية إلا حط الله عنه من خطاياه
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه إلا أنه
قال إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة
5198 - وعن أسد بن كرز رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده وابن أبي الدنيا بإسناد
حسن
5199 - وعن أم العلاء وهي عمة حكيم بن حزام وكانت من
المبايعات رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مريضة
فقال يا أم العلاء أبشري فإن مرض
المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد
والفضة
رواه أبو داود
5200 - وعن عامر الرام أخي الخضر رضي الله عنه قال أبو
داود قال النفيلي هو الخضر ولكن كذا قال قال إني لببلادنا إذ رفعت لنا رايات
وألوية فقلت ما هذا قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته وهو تحت شجرة
قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع إليه أصحابه فجلست إليه فذكر رسول الله صلى
الله عليه و سلم الأسقام فقال إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان
كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان
كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم يدر لم أرسلوه فقال رجل ممن
حوله يا رسول الله وما الأسقام والله ما مرضت قط قال قم عنا فلست منا
رواه أبو داود وفي إسناده راو لم يسم
5201 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت من يعمل
سوءا يجز به النساء 321 فقال إنا لنجزى بكل ما عملنا هلكنا إذا فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال نعم يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه
رواه ابن حبان في صحيحه
5202 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول
الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا
يجز به النساء 321 الآية وكل شيء عملناه جزينا به فقال غفر الله لك يا أبا بكر ألست
تمرض ألست تحزن ألست يصيبك اللأواء قال فقلت بلى
قال هو ما تجزون به
رواه ابن حبان في صحيحه أيضا
واللأواء بهمزة ساكنة بعد اللام وهمزة في آخره ممدودة هي
شدة الضيق
5203 - وعن أميمة أنها سألت عائشة عن هذه الآية وإن
تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه البقرة 482 الآية و من يعمل سوءا يجز به فقالت عائشة
ما سألني أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي النبي صلى الله عليه
و سلم يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى البضاعة
يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه
حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج الذهب الأحمر من
الكير
رواه ابن أبي الدنيا من رواية علي بن يزيد عنه
الضبن بضاد معجمة مكسورة ثم باء موحدة ساكنة ثم نون هو
ما بين الإبط والكشح وقد أضبنت الشيء إذا جعلته في ضبنك فأمسكته
5204 - وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال انظروا ما يقول
لعواده فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله وهو أعلم فيقول
لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه
ودما خيرا من دمه وأن أكفر عنه سيئاته
رواه مالك مرسلا وابن أبي الدنيا وعنده فيقول الله عز و
جل إن لعبدي هذا علي إن أنا توفيته أدخلته الجنة وإن أنا رفعته أن أبدله لحما خيرا
من لحمه ودما خيرا من دمه وأغفر له
5205 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي
صلى الله عليه و سلم فمسسته فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا فقال أجل إني
أوعك كما يوعك رجلان منكم قلت ذلك بأن لك أجرين قال أجل ما من مسلم يصيبه أذى من
مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها
رواه البخاري ومسلم
5206 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا من
المسلمين قال يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها قال كفارات
قال أبي يا رسول الله وإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها
فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت وأن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد
في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده إلا وجد حرها حتى
مات
رواه أحمد وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه
الوعك الحمى
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وإن ذنبه مثل أحد فما
تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل
5208 - وفي رواية ما يزال المرء المسلم به المليلة
والصداع وإن عليه من الخطايا لأعظم من أحد حتى تتركه ما عليه من الخطايا مثقال حبة
من خردل
رواه أحمد واللفظ له وابن أبي الدنيا والطبراني وفيه ابن
لهيعة وسهل بن معاذ
المليلة بفتح الميم بعدها لام مكسورة هي الحمى تكون في
العظم
5209 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة وإن عليهما من الخطايا
مثل أحد فما تدعهما وعليهما مثقال خردلة
رواه أبو يعلى ورواته ثقات
5210 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك
من ذنب رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن
5211 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال صداع المؤمن وشوكة يشاكها أو شيء يؤذيه يرفعه الله بها
يوم القيامة درجة ويكفر عنه بها ذنوبه
رواه ابن أبي الدنيا ورواته ثقات
5212 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5213 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال إن الرب سبحانه وتعالى يقول وعزتي وجلالي لا أخرج أحدا من الدنيا أريد
أغفر له حتى أستوفي كل خطيئة في عنقه بسقم في بدنه وإقتار في رزقه
ذكره رزين ولم أره
وعن يحيى بن سعيد أن رجلا جاءه الموت في زمن رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال رجل هنيئا له مات ولم يبتل بمرض فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ويحك ما يدريك لو أن الله ابتلاه بمرض يكفر عنه من سيئاته
رواه مالك عنه مرسلا
5215 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرا
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير ورواته ثقات
5216 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال ما لك تزفزفين قالت الحمى لا بارك
الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد
رواه مسلم
تزفزفين روي براءين وبزاءين ومعناهما متقارب وهو الرعدة
التي تحصل للمحموم
5217 - وعن أم العلاء رضي الله عنها قالت عادني رسول
الله صلى الله عليه و سلم وأنا مريضة فقال أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب
الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة
رواه أبو داود
5218 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك والحمى
كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5219 - وعن فاطمة الخزاعية رضي الله عنها قالت عاد النبي
صلى الله عليه و سلم امرأة من الأنصار وهي وجعة فقال لها كيف تجدينك فقالت بخير
إلا أن أم ملدم قد برحت بي فقال النبي صلى الله عليه و سلم اصبري فإنها تذهب خبث
ابن ادم كما يذهب الكير خبث الحديد
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
وعن الحسن رضي الله عنه رفعه قال إن الله ليكفر عن
المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة
رواه ابن أبي الدنيا من رواية ابن المبارك عن عمر بن
المغيرة الصنعاني عن حوشب عنه وقال قال ابن المبارك هذا من جيد الحديث
5221 - وعنه رضي الله عنه قال كانوا يرجون في حمى ليلة
كفارة لما مضى من الذنوب
رواه ابن أبي الدنيا أيضا ورواته ثقات
5222 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من وعك ليلة فصبر ورضي بها عن الله عز و جل خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الرضا وغيره
5223 - وعن جابر رضي الله عنه قال استأذنت الحمى على
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال من هذه قالت أم ملدم فأمر بها إلى أهل قباء
فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله
فكشفها عنكم وإن شئتم أن تكون لكم طهورا قالوا أوتفعل قال نعم
قالوا فدعها
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وأبو يعلى وابن حبان في
صحيحه ورواه الطبراني بنحوه من حديث سلمان وقال فيه فشكوا الحمى إلى رسول الله صلى
الله عليه و سلم فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فدفعها عنكم وإن شئتم تركتموها وأسقطت
بقية ذنوبكم قالوا فدعها يا رسول الله
5224 - وعن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده
أنه قال يا رسول الله ما جزاء الحمى قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه
قدم أو ضرب عليه عرق
قال أبي اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك
ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك
قال فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وسنده لا بأس به
محمد وأبوه ذكرهما ابن حبان في الثقات وتقدم حديث أبي
سعيد بقصة أبي أيضا
5225 - وعن أبي ريحانة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الحمى من فيح
جهنم وهي نصيب المؤمن من النار
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني كلاهما من رواية شهر بن
حوشب عنه
5226 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
5227 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال الحمى حظ كل مؤمن من النار
رواه البزار بإسناد حسن
فصل
5228 - عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما
الجنة يريد عينيه
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول الله عز و جل إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي
إلا الجنة
5229 - وفي رواية له من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم
أرض له ثوابا دون الجنة
5230 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم يعني عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو
بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما
رواه ابن حبان في صحيحه
5231 - وعن عائشة بنت قدامة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار
قال يونس يعني عينيه
رواه أحمد والطبراني من رواية عبد الرحمن بن عثمان
الحاطبي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال لا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه
5233 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا
دون الجنة
رواه أبو يعلى
ومن طريقه ابن حبان في صحيحه
5234 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره ومن ابتلي
ببصره فصبر حتى يلقى الله لقي الله تبارك وتعالى ولا حساب عليه
رواه البزار من رواية جابر الجعفي
5235 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لن يبتلى عبد بشيء أشد عليه من الشرك بالله ولن يبتلى عبد بشيء
بعد الشرك بالله أشد عليه من ذهاب بصره ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر
الله له
رواه البزار من رواية جابر أيضا
5236 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من أذهب الله بصره فصبر واحتسب كان حقا على الله واجبا
أن لا ترى عيناه النار
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
5237 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تبارك وتعالى قال يا جبريل ما ثواب عبدي
إذا أخذت كريمتيه إلا النظر إلى وجهي والجوار في داري
قال أنس فلقد رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
يبكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم
رواه الطبراني في الأوسط
4 - الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده
5238 - عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه أنه شكا إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ضع يدك على الذي
يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر
رواه مالك
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وعند مالك
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها
أهلي وغيرهم
وعند الترمذي وأبي داود مثل ذلك وقالا في أول حديثهما
أتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم امسح بيمينك سبع مرات ثم قل أعوذ بعزة الله وقدرته
الحديث
5239 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل ربنا الله
الذي في السماء تقدس اسمك وأمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك
في الأرض
اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من
رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ
رواه أبو داود
5240 - وعن محمد بن سالم قال قال لي ثابت البناني يا
محمد إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما
أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا
فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثه بذلك
رواه الترمذي
5 - الترهيب من تعليق التمائم والحروز
5241 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
يقول من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له
رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد والحاكم وقال صحيح
الإسناد
وعن عقبة أيضا رضي الله عنه أنه جاء في ركب عشرة إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنه فقال
إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال
من علق فقد أشرك
رواه أحمد والحاكم واللفظ له ورواة أحمد ثقات
التميمة يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع
عنهم الآفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة إذ لا مانع إلا الله ولا دافع غيره
ذكره الخطابي
5243 - وعن عيسى بن حمزة قال دخلت على عبد الله بن حكيم
وبه حمرة فقلت ألا تعلق تميمة فقال نعوذ بالله من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من علق شيئا وكل إليه
رواه أبو داود والترمذي إلا أنه قال فقلنا ألا تعلق شيئا
فقال الموت أقرب من ذلك
وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن
بن أبي ليلى
5244 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أبصر على عضد رجل حلقة أراه قال من صفر فقال ويحك ما هذه قال من
الواهنة
قال أما إنها لا تزيدك إلا وهنا انبذها عنك فإنك لو مت
وهي عليك ما أفلحت أبدا
رواه أحمد وابن ماجه دون قوله انبذها إلى آخره وابن حبان
في صحيحه وقال فإنك لو مت وهي عليك وكلت إليها والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن
عمران ورواه ابن حبان أيضا بنحوه عن أبي عامر الخزاز عن الحسن عن عمران وهذه جيدة
إلا أن الحسن اختلف في سماعه من عمران وقال ابن المديني وغيره لم يسمع منه وقال
الحاكم أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران والله أعلم
5245 - وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله عن زينب رضي
الله عنها قالت كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم
وكان عبد الله إذا دخل تنحنح
وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى
جانبي فمسني فوجد مس خيط فقال ما هذا فقلت رقي لي فيه من الحمرة فجذبه فقطعه فرمى
به ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول إن الرقى والتمائم والتولة شرك
قلت فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه
فإذا رقيتها سكنت دمعتها وإذا تركتها دمعت قال ذلك الشيطان إذا أطعته تركك وإذا
عصيته طعن بأصبعه في عينك ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
خيرا لك وأجدر أن تشفي تنضحي في عينك الماء وتقولي أذهب البأس رب الناس واشف أنت
الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
رواه ابن ماجه واللفظ له وأبو داود باختصار عنه إلا أنه
قال عن ابن أخي زينب وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجه وهو على كلا التقدير مجهول ورواه
الحاكم أخصر منهما وقال صحيح الإسناد قال أبو سليمان الخطابي المنهي عنه من الرقى
ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحر أو كفر فأما إذا كان
مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرك به والله أعلم
5246 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه دخل على امرأته
وفي عنقها شيء معقود فجذبه فقطعه ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن أن يشركوا
بالله ما لم ينزل به سلطانا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن
الرقى والتمائم والتولة شرك قالوا يا أبا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد
عرفناهما فما التولة قال شيء تصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم باختصار عنه وقال صحيح
الإسناد
التولة بكسر المثناة فوق وبفتح الواو شيء شبيه بالسحر أو
من أنواعه تفعله المرأة ليحببها إلى زوجها
5247 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ليس التميمة ما
تعلق به بعد البلاء إنما التميمة ما تعلق به قبل البلاء
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
6 - الترغيب في الحجامة ومتى يحتجم
5248 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن كان
في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو
لدغة بنار وما أحب أن أكتوي
رواه البخاري ومسلم
5249 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة
رواه أبو داود وابن ماجه
5250 - وعنه رضي الله عنه قال أخبرني أبو القاسم صلى
الله عليه و سلم أن جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
5251 - وعن مالك بلغه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إن كان دواء يبلغ الداء فإن الحجامة تبلغه
ذكره في الموطأ هكذا
5252 - وعن سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم
قالت ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعا في رأسه إلا قال
احتجم ولا وجعا في رجليه إلا قال اخضبهما
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب إنما
نعرفه من حديث فائد
قال الحافظ إسناده غريب
فائد هو مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع يأتي الكلام
عليه وعلى شيخه عبيد الله بن علي
5253 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال حدث رسول الله صلى
الله عليه و سلم عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه أن مر
أمتك بالحجامة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ عبد الرحمن لم يسمع من أبيه عبد الله بن
مسعود وقيل سمع
وعن عكرمة قال كان لابن عباس رضي الله عنهما غلمة ثلاثة
حجامون وكان اثنان منهم يغلان عليه وعلى أهله وواحد يحجمه ويحجم أهله
قال وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال نبي الله صلى الله
عليه و سلم نعم العبد الحجام يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر وقال إن رسول
الله صلى الله عليه و سلم حيث عرج به ما مر على ملإ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة
وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن
خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وأن رسول الله صلى الله عليه و
سلم لده العباس وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لدني فكلهم أمسكوا
فقال لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد غير عمه العباس
قال النضر اللدود الوجور
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث
عباد بن منصور يعني الناجي
5255 - وروى ابن ماجه منه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ما مررت ليلة أسري بي بملاء من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد
بالحجامة
ورواه الحاكم بتمامه مفرقا في ثلاثة أحاديث وقال في كل
منها صحيح الإسناد
5256 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وأبو داود ولفظه أن
النبي صلى الله عليه و سلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل
قال معمر احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في
صلاتي وكان احتجم على هامته
الهامة الرأس
والأخدع بخاء معجمة ودال وعين مهملتين
قال أهل اللغة هو عرق في سالفة العنق
والكاهل ما بين الكتفين
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء
رواه الحاكم فقال صحيح على شرط مسلم
ورواه أبو داود أطول منه قال من احتجم لسبع عشرة وتسع
عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء
5258 - وفي رواية ذكرها رزين ولم أرها إذا وافق يوم سبع
عشرة يوم الثلاثاء كان دواء السنة لمن احتجم فيه
وقد روى أبو داود من طريق أبي بكرة بكار بن عبد العزيز
عن كبشة بنت أبي بكرة عن أبيها أنه كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ
5259 - وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال له يا
نافع تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما واجعله رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا
ولا صبيا صغيرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الحجامة على الريق أمثل
وفيها شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ واحتجموا على بركة الله يوم الخميس
واجتنبوا بالحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحريا واحتجموا يوم الاثنين
والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا
يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء وليلة الأربعاء
رواه ابن ماجه عن سعيد بن ميمون ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل
عن نافع وعن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع ويأتي الكلام على الحسن
ومحمد
ورواه الحاكم عن عبد الله بن صالح حدثنا عطاف بن خالد عن
نافع
قال الحافظ عبد الله بن صالح هذا كاتب الليث أخرج له
البخاري في صحيحه واختلف فيه وفي عطاف ويأتي الكلام عليهما
تبيغ به الدم إذا غلبه حتى يقهره وقيل إذا تردد فيه مرة
إلى هنا ومرة إلى هنا
فلم يجد مخرجا وهو بمثناة فوق مفتوحة ثم موحدة ثم مثناة
تحت مشددة ثم غين معجمة
5260 - وعن معمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه
رواه أبو داود هكذا وقال قد أسند ولا يصح
الوضح بفتح الواو والضاد المعجمة جميعا بعدها حاء مهملة
والمراد به هنا البرص
5261 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
7 - الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء
المريض
5262 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز
وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
ورواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه
5263 - وفي رواية لمسلم حق المسلم على المسلم ست قيل وما
هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له
وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه
ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه
5264 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن الله عز و جل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب
كيف أعودك وأنت رب العالمين قال
أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو
عدته لوجدتني عنده
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك
وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه
أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك
وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه
أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي
رواه مسلم
5265 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة
رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه
5266 - وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد
جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
5267 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز و جل من عاد
مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد
في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة
وابن حبان في صحيحيهما وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة وتقدم في الأذكار
5268 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا
فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا
فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا
قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت هذه
الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
5269 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا ناداه
مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا
رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في
صحيحه كلهم من طريق أبي سنان وهو عيسى بن سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عنه
ولفظ ابن حبان عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا عاد
الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة
5270 - وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع
قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة قال جناها
رواه أحمد ومسلم واللفظ له والترمذي
خرفة الجنة بضم الخاء المعجمة وبعدها راء ساكنة هو ما
يخترف من نخلها
أي يجتنى
5271 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من توضأ الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم سبعين خريفا
قلت يا أبا حمزة ما الخريف قال العام
رواه أبو داود من رواية الفضل بن دلهم القصاب
5272 - وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى
يمسي وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وقد روي عن علي موقوفا
انتهى ورواه أبو داود موقوفا على علي ثم قال وأسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن
النبي صلى الله عليه و سلم ثم رواه مسندا بمعناه
ولفظ الموقوف ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه
سبعون
ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ومن
أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة
ورواه بنحو هذا أحمد وابن ماجه مرفوعا
وزاد في أوله إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة
حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة
الحديث وليس عندهما وكان له خريف في الجنة
رواه ابن حبان في صحيحه مرفوعا أيضا ولفظه ما من مسلم
يعود مسلما إلا يبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار حتى
يمسي وفي أي ساعات الليل حتى يصبح
رواه الحاكم مرفوعا بنحو الترمذي وقال صحيح على شرطهما
قوله في خرافة الجنة بكسر الخاء أي في اجتناء ثمر الجنة
يقال خرفت النخلة أخرفها فشبه ما يحوزه عائد المريض من
الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر
هذا قول ابن الأنباري
5273 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا وجلس عنده ساعة أجرى الله له عمل ألف سنة
لا يعصى الله فيها طرفة عين
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ولوائح
الوضع عليه تلوح
5274 - وروي عن عبد الله بن عمر و أبي هريرة رضي الله
عنهم قالا من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له
ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة ومن عاد مريضا
أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك لا يرفع قدما إلا كتب له به حسنة ولا يضع قدما إلا
حط عنه سيئة ورفع له بها درجة حتى يقعد في مقعده فإذا قعد غمرته الرحمة فلا يزال
كذلك حتى إذا أقبل حيث ينتهي إلى منزله
رواه الطبراني في الأوسط وليس في أصلي رفعه
5275 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة فإذا قعد عند
المريض غمرته الرحمة قال فقلت يا رسول الله هذا للصحيح الذي يعود المريض فما
للمريض قال تحط عنه ذنوبه
رواه أحمد ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير
والأوسط
وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مرض العبد
ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
5276 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا
جلس اغتمس فيها
رواه مالك بلاغا وأحمد ورواته رواة الصحيح والبزار وابن
حبان في صحيحه ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة بنحوه ورواته ثقات
5277 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير والأوسط ورواه
فيهما أيضا من حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه وزاد فيه وإذا قام من عنده فلا يزال
يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج
وإسناده إلى الحسن أقرب
فصل
5278 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة
رواه ابن ماجه ورواته ثقات مشهورون إلا أن ميمون بن
مهران لم يسمع من عمر
5279 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه
مغفور
رواه الطبراني في الأوسط
5280 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات
الترغيب في كلمات يدعى بهن للمريض وكلمات يقولهن المريض
5281 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب
العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في
صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
قال الحافظ فيما دعا به النبي صلى الله عليه و سلم للمريض
أو أمر به أحاديث مشهورة ليست من شرط كتابنا أضربنا عن ذكرها
5282 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما
شهدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال لا إله إلا الله والله
أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا هو وحده قال
يقول لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال يقول صدق عبدي
لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد قال يقول لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا
الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان
يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه والنسائي وابن
حبان في صحيحه والحاكم
5283 - وفي رواية للنسائي عن أبي هريرة وحده مرفوعا من
قال لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا إله إلا الله ولا شريك له
لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يعقدهن
خمسا بأصابعه ثم قال من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر ثم مات في ذلك اليوم أو
في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه
5284 - وعن سعد بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال في قوله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبي 78
أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ
وقد غفر له جميع ذنوبه
رواه الحاكم وقال رواه أحمد بن عمرو بن أبي بكر السكسكي
عن أبيه عن محمد بن زيد عن ابن المسيب عنه
5285 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق من تكلم به في أول مضجعه
من مرضه نجاه الله من النار قلت بلى بأبي وأمي
قال فاعلم أنك إذا أصبحت لم تمس وإذا أمسيت لم تصبح وأنك
إذا قلت ذلك في أول مضجعك من مرضك نجاك الله من النار أن تقول لا إله إلا الله
يحيي ويميت وهو حي لا يموت وسبحان الله رب العباد والبلاد والحمد لله كثيرا طيبا
مباركا فيه على كل حال
الله أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان
اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقت له منك
الحسنى وأعذني من النار كما أعذت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى فإن مت في
مرضك ذلك فإلى رضوان الله والجنة وإن كنت قد اقترفت ذنوبا تاب الله عليك
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ولا يحضرني
الآن إسناده
5286 - وروي عن حجاج بن فرافصة أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ما من مريض يقول سبحان الملك القدوس الرحمن الملك الديان لا إله
إلا أنت مسكن العروق الضاربة ومنيم العيون الساهرة إلا شفاه الله تعالى
رواه ابن أبي الدنيا في آخر كتاب المرض والكفارات هكذا
معضلا
9 - الترغيب في الوصية والعدل فيها والترهيب من تركها أو
المضارة فيها وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت
5287 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت فيه ليلتين
وفي رواية ثلاث ليال إلا ووصيته مكتوبة عنده
قال نافع سمعت عبد الله بن عمر يقول ما مرت علي ليلة منذ
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك إلا وعندي وصيتي مكتوبة
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجه
5288 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من مات على وصية مات على سبيل وسنة ومات على تقى وشهادة ومات
مغفورا له
رواه ابن ماجه
5289 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا عند رسول
الله صلى الله عليه و سلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله مات فلان
قال أليس كان معنا آنفا قالوا بلى قال سبحان الله كأنها
أخذة على غضب
المحروم من حرم وصيته
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
ورواه ابن ماجه مختصرا قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم المحروم من حرم وصيته
5290 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ترك الوصية
عار في الدنيا ونار وشنار في الآخرة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
5291 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما
الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه من بعد
وصية يوصى بها أو دين غير مضار حتى بلغ وذلك الفوز العظيم النساء 21 31
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب وابن ماجه
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين
الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل
الجنة
5292 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الإضرار في الوصية من الكبائر ثم تلا تلك حدود الله النساء سنة
فإذا أوصى
حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار وإن 31
رواه النسائي
5293 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من فر بميراث وارثه قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة
رواه ابن ماجه
5294 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال أن تصدق
وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم
قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه بنحوه وأبو داود
إلا أنه قال أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل البقاء وتخشى الفقر
5295 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال لأن يتصدق المرء في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق
عند موته بمائة رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما عن شرحبيل بن سعد عن أبي سعيد
5296 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول مثل الذي يعتق عند موته كمثل الذي يهدي إذا شبع
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في
صحيحه إلا أنه قال مثل الذي يتصدق عند موته مثل الذي يهدي بعدما يشبع
ورواه النسائي وعنده قال أوصى رجل بدنانير في سبيل الله
فسئل أبو الدرداء فحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعتق ويتصدق عند
موته مثل الذي يهدي بعد ما شبع
قال الحافظ وقد تقدم في كتاب البيوع ما جاء في المبادرة
إلى قضاء دين الميت والترغيب في ذلك
الترهيب من كراهية الإنسان الموت والترغيب في تلقيه
بالرضى والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز و جل
5297 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله
لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن
إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر
بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
5298 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
قلنا يا رسول الله كلنا يكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا حضر جاءه
البشير من الله فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه وإن
الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقى من الشر فكره
لقاء الله فكره الله لقاءه
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والنسائي بإسناد جيد إلا
أنه قال قيل يا رسول الله وما منا أحد إلا يكره الموت قال إنه ليس بكراهية الموت
إن المؤمن إذا جاءه البشرى من الله عز و جل لم يكن شيء أحب إليه من لقاء الله وكان
الله للقائه أحب وإن الكافر إذا جاءه ما يكره لم يكن شيء أكره إليه من لقاء الله
وكان الله للقائه أكره
3
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال الله عز و جل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت
لقاءه
رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والنسائي
4 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
5 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه
قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك
ولا تسهل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في صحيحه ورواه
ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثقفي وهو ممن اختلف في صحبته ولفظه قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك
فأقلل ماله وولده وحبب إليه لقاءك وعجل له القضاء ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم
يعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره
6 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال تحفة المؤمن الموت
رواه الطبراني بإسناد جيد
7 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز و جل للمؤمنين يوم
القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز و جل يقول
للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك
ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد من رواية عبيد الله بن زحر
الترغيب في كلمات يقولهن من مات له ميت
5299 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على
ما تقولون
قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه و سلم
فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه
عقبى حسنة فقلت ذلك فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم هكذا بالشك وأبو داود الترمذي والنسائي وابن
ماجه الميت بلا شك
5300 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم
آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته
وأخلف له خيرا منها
قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي خيرا
منه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي ولفظه قالت قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه
راجعون
اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني بها وأبدلني خيرا منها
فلما احتضر أبو سلمة قال اللهم اخلفني في أهلي خيرا مني فلما قبض قالت أم سلمة إنا
لله وإنا إليه راجعون البقرة 651 عند الله أحتسب مصيبتي فأجرني فيها
رواه ابن ماجه بنحو الترمذي
5301 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون البقرة 651 قال أخبر الله عز و جل أن المؤمن إذا
سلم لأمر الله ورجع فاسترجع عند المصيبة كتب له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله
والرحمة وتحقيق سبيل الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استرجع عند المصيبة
جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا يرضاه
رواه الطبراني في الكبير
شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة إنا لله وإنا
إليه راجعون
وفي رواية له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطيت
أمتي
5303 - وروي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا
وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب
رواه ابن ماجه
5304 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون
نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع
فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه
12 - الترغيب في حفر القبور وتغسيل الموتى وتكفينهم
5305 - عن رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا
حتى يجنبه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث
رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح
والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين
مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه
أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة
ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر وفي سنده الخليل بن
مرة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حفر قبرا بنى الله له بيتا في
الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومن كفن ميتا كساه الله من حلل
الجنة ومن عزى حزينا ألبسه الله
التقوى وصلى على روحه في الأرواح ومن عزى مصابا كساه
الله حلتين من حلل الجنة لا تقوم لهما الدنيا ومن تبع جنازة حتى يقضى دفنها كتب
الله له ثلاثة قراريط القيراط منها أعظم من جبل أحد ومن كفل يتيما أو أرملة أظله
الله في ظله وأدخله الجنة
5306 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فإن كفنه كساه
الله من السندس
رواه الطبراني في الكبير
5307 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله وصلى عليه ولم يفش عليه ما رأى خرج
من خطيئته مثل ما ولدته أمه
رواه ابن ماجه
5308 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك
خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه أحمد والطبراني من رواية جابر الجعفي
5309 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة
بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير
رواه الحاكم وقال رواته ثقات
13 - الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه
5310 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم حق المسلم على المسلم ست
قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا
دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و
سلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفسي بيده ما تواد
اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما
وكان يقول للمسلم على المسلم ست يشمته إذا عطس ويعوده
إذا مرض وينصحه إذا غاب أو شهد ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا
مات
رواه أحمد بإسناد حسن
5312 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها
فقد ترك حقا واجبا فذكر الحديث بنحو ما تقدم ورواه الطبراني وأبو الشيخ في الثواب
ورواتهما ثقات إلا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
5313 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد
مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة
رواه ابن حبان في صحيحه
5314 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة
رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه وتقدم هو وغيره في
العيادة
5315 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن
فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
وفي رواية لمسلم وغيره أصغرهما مثل أحد
وفي رواية البخاري من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا
وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل
أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط
5317 - وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه
كان قاعدا عند ابن عمر رضي الله عنهما إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبد الله
بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة رضي الله عنه يقول إنه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها واتبعها حتى تدفن كان له
قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد فأرسل
ابن عمر إلى عائشة رضي الله عنها يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره بما
قالت وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقلبها في يده حتى يرجع فقال قالت عائشة صدق
أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرطنا في قراريط
كثيرة
رواه مسلم
5318 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من صلى على جنازة فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل
أحد
رواه مسلم وابن ماجه أيضا من حديث أبي بكر بن كعب
وزاد في آخره والذي نفس محمد بيده القيراط أعظم من أحد
هذا
5319 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من تبع جنازة حتى يصلى عليها فإن له قيراطا فسئل رسول الله صلى
الله عليه و سلم عن القيراط فقال مثل أحد
وفي رواية قالوا يا رسول الله مثل قراريطنا هذه قال لا
بل مثل أحد أو أعظم من أحد
رواه أحمد ورواته ثقات
5320 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من أتى جنازة في أهلها فله
قيراط فإن اتبعها فله قيراط فإن صلى عليها فله قيراط فإن
انتظرها حتى تدفن فله قيراط
رواه البزار ورواته رواة الصحيح إلا معدي بن سليمان
5321 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا
فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا
قال من عاد منكم اليوم مريضا فقال أبو بكر أنا فقال من
تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما
اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
5322 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن أول ما يجازى به العبد بعد موته أن يغفر لجميع من اتبع
جنازته
رواه البزار
14 - الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية
5323 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له
إلا شفعوا فيه
رواه مسلم والنسائي والترمذي وعنده مائة فما فوقها
5324 - وعن كريب أن ابن عباس رضي الله عنهما مات له ابن
بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد
اجتمعوا فأخبرته فقال تقول هم أربعون قال قلت نعم
قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا
شفعهم الله فيه
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
5325 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر الله له
رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبي المليح لا
يحضرني حاله
وعن الحكم بن فروخ قال صلى بنا أبو المليح على جنازة
فظننا أنه قد كبر فأقبل علينا بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم
قال أبو المليح حدثني عبد الله عن إحدى أمهات المؤمنين
وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت أخبرني النبي صلى الله عليه و سلم
قال ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه فسألت أبا المليح عن الأمة قال
أربعون
رواه النسائي
5327 - وعن مالك بن هبيرة رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين
إلا أوجب وكان مالك إذا استقبل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف لهذا الحديث
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والترمذي وقال حديث
حسن
قوله أوجب أي وجبت له الجنة
5328 - وروي عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من عزى مصابا فله مثل أجر صاحبه
رواه الترمذي وقال حديث غريب وقد روي موقوفا
5329 - وروى الترمذي أيضا عن أبي برزة عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة وقال حديث غريب
5330 - وروى ابن ماجه عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم
القيامة
15 - الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن
5331 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال أسرعوا بالجنازة فإن تك
صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن
رقابكم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
5332 - وعن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه كان في
جنازة عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه وكنا نمشي مشيا خفيفا فلحقنا أبو بكرة رضي
الله عنه فرفع صوته قال لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نرمل
رملا
رواه أبو داود والنسائي
5333 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألنا نبينا صلى
الله عليه و سلم عن المشي مع الجنازة فقال ما دون الخبب إن يكن خيرا فعجل إليه وإن
يكن غير ذلك فبعدا لأهل النار
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه من حديث
عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه يعني من حديث يحيى إمام بني تيم الله عن أبي
ماجد عن عبد الله
قال الحافظ يحيى هذا هو ابن عبد الله بن الحارث الجابر
الكوفي التيمي
قال أحمد ليس به بأس وقال ابن معين والنسائي ضعيف وقال
ابن عدي أحاديثه متقاربة وأرجو أنه لا بأس به وأبو ماجد في عداد من لا يعرف وقال
البخاري ضعيف وقال النسائي منكر الحديث والله أعلم
الخبب بخاء معجمة مفتوحة وباءين موحدتين ضرب من العدو
وقيل هو الرمل
الترغيب في الدعاء للميت وإحسان الثناء عليه والترهيب من
سوى ذلك
5334 - عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي صلى
الله عليه و سلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له
بالتثبيت فإنه الآن يسأل
رواه أبو داود
5335 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مروا على النبي
صلى الله عليه و سلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا
فقال وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت ثم
قال إن بعضكم على بعض شهيد
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه
5336 - وعن أنس رضي الله عنه قال مر بجنازة فأثني عليها
خير فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر
فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت وجبت وجبت فقال عمر فداك أبي وأمي مر
بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت
وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن
أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض
رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن
ماجه
5337 - وعن أبي الأسود قال قدمت المدينة فجلست إلى عمر
بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثنوا على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله
عنه وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا على صاحبها خيرا فقال عمر وجبت ثم مر بالثالثة فأثنوا
على صاحبها شرا فقال عمر وجبت
قال أبو الأسود فقلت ما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله
الجنة قال فقلنا وثلاثة فقال وثلاثة
فقلنا واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد
رواه البخاري
5338 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إنهم لا
يعلمون إلا خيرا إلا قال الله قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه
5339 - وروى أحمد عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربه عز و جل ما من عبد
مسلم يموت فيشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال الله عز و جل قد
قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم
5340 - وروي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا مات
العبد والله يعلم منه شرا ويقول الناس خيرا قال الله عز
و جل لملائكته قد قبلت شهادة عبادي على عبدي وغفرت له علمي فيه
رواه البزار
5341 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا دعي إلى جنازة سأل عنها فإن أثني عليها خير قام فصلى
عليها وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها شأنكم بها ولم يصل عليها
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5342 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه كلهم من
رواية عمران بن أنس المكي عن عطاء عنه وقال الترمذي حديث غريب سمعت محمد بن
إسماعيل البخاري يقول عمران بن أنس منكر الحديث
قال الحافظ وتقدم حديث أم سلمة الصحيح قالت قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما
تقولون
5343 - وعن مجاهد قال قالت عائشة رضي الله عنها ما فعل
يزيد بن قيس لعنه الله قالوا قد مات قالت فأستغفر الله فقالوا لها ما لك لعنته ثم
قلت أستغفر الله قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تسبوا الأموات
فإنهم أفضوا إلى ما قدموا
رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند البخاري دون ذكر القصة
ولأبي داود إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه
الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخد وخمش
الوجه وشق الجيب
5344 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم الميت يعذب في قبره بما نيح عليه
وفي رواية ما نيح عليه
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وقال بالنياحة
عليه
5345 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم
5346 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال أغمي على
عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه فقال حين أفاق
ما قلت شيئا إلا قيل لي أنت كذلك رواه البخاري
وزاد في رواية فلما مات لم تبك عليه
ورواه الطبراني في الكبير عن الأعمش عن عبد الله بن عمر
بنحوه وفيه فقال يا رسول الله أغمي علي فصاحت النساء واعزاه واجبلاه فقال ملك معه
مرزبة فجعلها بين رجلي فقال أنت كما تقول قلت لا ولو قلت نعم ضربني بها
والأعمش لم يدرك ابن عمر
5347 - وعن الحسن قال إن معاذ بن جبل أغمي عليه فجعلت
أخته تقول واجبلاه أو كلمة أخرى فلما أفاق قال ما زلت مؤذية لي منذ اليوم قالت لقد
كان يعز علي أن أوذيك قال ما زال ملك شديد الانتهار كلما قلت واكذا قال أكذاك أنت فأقول
لا
رواه الطبراني في الكبير والحسن لم يدرك معاذا
5348 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول واجبلاه واسيداه أو نحو ذلك إلا
وكل به ملكان يلهزانه هكذا كنت
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
اللهز هو الدفع بجميع اليد في الصدر
5349 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي إذا قالت واعضداه وامانعاه واناصراه واكاسياه جبذ
الميت فقيل أناصرها أنت أكاسيها أنت رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
5350 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على
الميت
رواه مسلم
5351 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ثلاثة من الكفر بالله شق الجيب والنياحة والطعن في النسب
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
وفي رواية لابن حبان ثلاثة هي الكفر
وفي أخرى ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام
فذكر الحديث
الجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في القميص
ونحوه
5352 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما افتتح رسول
الله صلى الله عليه و سلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقال ايأسوا أن
تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا فيهم النوح
رواه أحمد بإسناد حسن
5353 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة
رواه البزار ورواته ثقات
5354 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا تصلي الملائكة على نائحة ولا مرنة
رواه أحمد وإسناده حسن إن شاء الله
5355 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في
الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة إذا لم تتب قبل
موتها تقام يوم القيامة وعليها
سربال من قطران ودرع من جرب
رواه مسلم وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم النياحة من أمر الجاهلية وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا
من قطران ودرعا من لهب النار
القطران بفتح القاف وكسر الطاء قال ابن عباس هو النحاس
المذاب وقال الحسن هو قطران الإبل وقيل غير ذلك
5356 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم صف عن
يمينهم وصف عن يسارهم فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب
رواه الطبراني في الأوسط
5357 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن
رسول الله صلى الله عليه و سلم النائحة والمستمعة
رواه أبو داود وليس في إسناده من ترك ورواه البزار
والطبراني فزادا فيه وقال ليس للنساء في الجنازة نصيب
5358 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت لما مات أبو سلمة
قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت
امرأة تريد أن تساعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أتريدين أن تدخلي
الشيطان بيتا أخرجه الله منه فكففت عن البكاء فلم أبك رواه مسلم
5359 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما جاء رسول الله
صلى الله عليه و سلم قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة جلس
رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف فيه الحزن قالت وأنا أطلع من شق الباب وأتاه
رجل فقال أي رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمر أن ينهاهن فذهب الرجل ثم أتى
فقال والله لقد غلبنني أو غلبننا فزعمت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال فاحث في
أفواههن التراب فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل ولا تركت رسول الله صلى
الله عليه و سلم من العنا
رواه البخاري ومسلم
وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال إذ حضر إذا أنا مت فلا
يؤذن علي أحد إني أخاف أن يكون نعيا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى
عن النعي
رواه الترمذي وقال حديث حسن وذكره رزين فزاد فيه فإذا مت
فصلوا علي وسلوني إلى ربي سلا
ورواه ابن ماجه إلا أنه قال كان حذيفة إذا مات له الميت
قال لا تؤذنوا به أحدا إني أخاف أن يكون نعيا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم بأذني هاتين ينهى عن النعي
5361 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم كان ينهى عن النعي وقال إياكم والنعي فإنه من عمل الجاهلية
قال عبد الله والنعي أذان بالميت
رواه الترمذي مرفوعا وقال غريب ورواه من طريق أخرى قال
نحوه ولم يرفعه ولم يذكر فيه والنعي أذان بالميت وقال وهذا أصح وقد كره بعض أهل
العلم النعي والنعي عندهم أن ينادى في الناس أن فلانا مات ليشهدوا جنازته وقال بعض
أهل العلم لا بأس أن يعلم الرجل أهل قرابته وإخوانه انتهى
5362 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر رضي الله
عنه لما طعن عولت عليه حفصة فقال لها عمر يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن المعول عليه يعذب قالت بلى رواه ابن حبان في صحيحه
5363 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
5364 - وعن أبي بردة قال وجع أبو موسى الأشعري رضي الله
عنه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها شيئا
فلما أفاق قال أنا بريء ممن برىء منه رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رسول الله
صلى الله عليه و سلم برىء من الصالقة والحالقة والشاقة
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي إلا أنه قال أبرأ
إليكم كما برىء رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من حلق ولا خرق ولا صلق
الصالقة التي ترفع صوتها بالندب والنياحة
والحالقة التي تحلق رأسها عند المصيبة
والشاقة التي تشق ثوبها
5365 - وعن أسيد بن أبي أسيد التابعي عن امرأة من
المبايعات قالت كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في المعروف الذي
أخذ علينا أن لا نخمش وجها ولا ندعو ويلا ولا نشق جيبا ولا ننشر شعرا
رواه أبو داود
5366 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
18 - الترهيب من إحداد المرأة على غير زوجها فوق ثلاث
5367 - عن زينب بنت أبي سلمة قالت دخلت على أم حبيبة زوج
النبي صلى الله عليه و سلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت بطيب فيه صفرة
خلوق أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت والله ما لي بالطيب من حاجة
غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن
بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا قالت
زينب ثم دخلت على زينب بنت جحش رضي الله عنها حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه
ثم قالت أما والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق
ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
الترهيب من أكل مال اليتيم بغير حق
5368 - عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال له يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تؤمرن على اثنين
ولا تلين مال يتيم
رواه مسلم وغيره
5369 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله
والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي
يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
ورواه البزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
الكبائر سبع أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم
وفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرة
الموبقات المهلكات
5370 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا
وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
رواه الحاكم من طريق إبراهيم بن خثيم بن عراك وقد ترك عن
أبيه عن جده عن أبي هريرة وقال صحيح الإسناد
5371 - وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن
جده أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وإن أكبر الكبائر
عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل
الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال
اليتيم
فذكر الحديث وهو كتاب طويل فيه ذكر الزكاة والديات وغير
ذلك
رواه ابن حبان في صحيحه
5372 - وعن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال يبعث يوم القيامة قوم من
قبورهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال
ألم تر أن الله عز و جل يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في
بطونهم نارا النساء 01 رواه أبو يعلى ومن طريقه ابن حبان في صحيحه من طريق زياد بن
المنذر أبي الجارود عن نافع بن الحارث وهما واهيان متهمان عن أبي برزة
الترغيب في زيارة الرجال القبور والترهيب من زيارة
النساء واتباعهن الجنائز
5373 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال زار النبي صلى
الله عليه و سلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها
فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
رواه مسلم وغيره
5374 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
5375 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور فإنها تزهد في
الدنيا وتذكر الآخرة
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
5376 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة
بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير
رواه الحاكم وقال رواته ثقات وتقدم قريبا
5377 - وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في
زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
قال الحافظ قد كان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن
زيارة القبور نهيا عاما للرجال والنساء ثم أذن للرجال في زيارتها واستمر النهي في
حق النساء وقيل كانت الرخصة عامة وفي هذا كلام طويل ذكرته في غير هذا الكتاب والله
أعلم
5378 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في
صحيحه كلهم من رواية أبي صالح عن ابن عباس
قال الحافظ وأبو صالح هذا هو باذام ويقال باذان مكي مولى
أم هانىء وهو صاحب الكلبي قيل لم يسمع من ابن عباس وتكلم فيه البخاري والنسائي
وغيرهما
5379 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم لعن زوارات القبور
رواه الترمذي وابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه كلهم من
رواية عمر بن أبي سلمة وفيه كلام عن أبيه عن أبي هريرة وقال الترمذي حديث حسن صحيح
5380 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما
قال قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني ميتا فلما فرغنا انصرف رسول الله
صلى الله عليه و سلم وانصرفنا معه فلما حاذى رسول الله صلى الله عليه و سلم بابه
وقف فإذا نحن بامرأة مقبلة قال أظنه عرفها فلما ذهبت إذا هي فاطمة رضي الله عنها
فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أخرجك يا فاطمة من بيتك قالت أتيت يا
رسول الله أهل هذا الميت فرحمت إليهم ميتهم أو عزيتهم به فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لعلك بلغت معهم الكدا فقالت معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر
قال لو بلغت معهم الكدا فذكر تشديدا في ذلك قال فسألت
ربيعة بن سيف عن الكدا فقال القبور فيما أحسب
رواه أبو داود والنسائي بنحوه إلا أنه قال في آخره فقال
لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك
وربيعة هذا من تابعي أهل مصر فيه مقال لا يقدح في حسن
الإسناد
الكدا بضم الكاف وبالدال المهملة مقصورا هو المقابر
5381 - وروي عن علي رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى
الله عليه و سلم فإذا نسوة جلوس قال ما يجلسكن قلن ننتظر الجنازة قال هل تغسلن قلن
لا
قال هل تحملن قلن لا
قال هل تدلين فيمن يدلي قلن لا
قال فارجعن مأزورات غير مأجورات
رواه ابن ماجه ورواه أبو يعلى من حديث أنس
الترهيب من المرور بقبور الظالمين وديارهم ومصارعهم مع
الغفلة عما أصابهم وبعض ما جاء في عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير عليهما
السلام
5382 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لأصحابه يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود لا تدخلوا على هؤلاء
المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما
أصابهم رواه البخاري ومسلم
5383 - وفي رواية قال لما مر النبي صلى الله عليه و سلم
بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا
باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي
فصل
5384 - عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها
فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر
قالت عائشة فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عذاب
القبر
فقال نعم عذاب القبر قالت فما رأيت رسول الله صلى الله
عليه و سلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر
رواه البخاري ومسلم
5385 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
5386 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر
رواه مسلم
5387 - وعن هانىء مولى عثمان بن عفان قال كان عثمان رضي
الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي
وتذكر القبر فتبكي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول القبر أول منزل
من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد قال وسمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وزاد رزين فيه مما لم
أره في شيء من نسخ الترمذي قال هانىء وسمعت عثمان ينشد على قبر فإن تنج منها تنج
من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك
5388 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من
أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى
يبعثك الله يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود دون
قوله فيقال إلى آخره
5389 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه
حتى تقوم الساعة فلو أن تنينا منها نفخت
في الأرض ما أنبتت خضراء
رواه أحمد وأبو يعلى ومن طريقه ابن حبان في صحيحه كلهم
من طريق دراج عن أبي الهيثم
5390 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء فيرحب له قبره سبعون ذراعا
وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى طه 421 قال أتدرون ما المعيشة الضنك قالوا الله ورسوله أعلم
قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه
تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه
إلى يوم القيامة
رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما من
طريق دراج عن ابن حجيرة عنه
5391 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم ذكر فتان القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم كهيئتك اليوم فقال عمر بفيه الحجر
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة والطبراني بإسناد جيد
5392 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله
تبتلى هذ الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72
رواه البزار ورواته ثقات
5393 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا
انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا النبي محمد فأما المؤمن
فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به
مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه و سلم فيراهما جميعا وأما الكافر أو
المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب
بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن
المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد
الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء
بعدها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا كان لك ولكن الله عصمك فأبدلك
به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن قال وإن
الكافر أو المنافق إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول
لا أدري فيقال لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول
ما يقول الناس فيضربه بمطراق بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين
ورواه أبو داود نحوه والنسائي باختصار ورواه أحمد بإسناد
صحيح من حديث أبي سعيد الخدري بنحو الرواية الأولى وزاد في آخره فقال بعض القوم يا
رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت إبراهيم 72
5395 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت يهودية استطعمت
على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت فلم
أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه
اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر
قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من
فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر
أمته وسأحدثكم بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور وإن الله ليس بأعور مكتوب بين
عينيه كافر يقرأه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبي يفتنون وعني يسألون فإذا كان الرجل
الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فما كنت تقول في الإسلام فيقال
ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاء بالبينات من عند الله فصدقناه
فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك
الله ثم تفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك
منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء
أجلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فما كنت تقول فيقول سمعت الناس يقولون قولا
فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر
إلى ما
صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها
يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء
الله ثم يعذب
رواه أحمد بإسناد صحيح
قوله غير مشعوف هو بشين معجمة بعدها عين مهملة وآخره فاء
قال أهل اللغة الشعف هو الفزع حتى يذهب بالقلب
5396 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما
يلحد بعد فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير
وبيده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا
زاد في رواية وقال إن الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا
مدبرين حين يقال له يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك
وفي رواية ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك
فيقول ربي الله فيقولان له وما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل
الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله
وآمنت وصدقت
زاد في رواية فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي
فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها
وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره وإن الكافر فذكر موته قال فتعاد روحه في جسده
ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان ما دينك
فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا
أدري فينادي مناد من السماء أن قد كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا
له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه
زاد في رواية ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو
ضرب بها جبلا لصار ترابا فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا
الثقلين فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح
رواه أبو داود ورواه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في
الصحيح أطول من هذا ولفظه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر مثله
إلى أن قال فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن
العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من
السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة
حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول
أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل
القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها
فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه
الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح
الطيب فيقولان فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا
بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى
السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز و جل اكتبوا
كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك
فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث
فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان ما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته
فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة
قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول
أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء
بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى
أهلي ومالي وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل
إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس
عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده
فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده
طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج منها كأنتن
جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء
من الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه
التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح
له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون
الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط الأعراف 04 فيقول الله عز و جل اكتبوا كتابه في
سجين في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من
السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق الحج 13 فتعاد روحه في جسده
ويأتيه ملكانه فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري
قال فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري
قال فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه
هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى
النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعهد ويأتيه رجل
قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول من أنت فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا
تقم الساعة
وفي رواية له بمعناه وزاد فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح
الثياب منتن الريح فيقول أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم فيقول بشرك الله بالشر من
أنت فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله بشر
ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة
فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا
الثقلين
قال البراء ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش
النار
قال الحافظ هذا الحديث حديث حسن رواته محتج بهم في
الصحيح كما تقدم وهو مشهور بالمنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء كذا قال أبو موسى
الأصبهاني رحمه الله والمنهال روى له البخاري حديثا واحدا
وقال ابن معين المنهال ثقة
وقال أحمد العجلي كوفي ثقة
وقال أحمد بن حنبل تركه شعبة على محمد
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم لأنه سمع من داره صوت قراءة
بالتطريب وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل
سمعت أبي يقول أبو بشر أحب إلي من المنهال وزاذان ثقة
مشهور ألانه بعضهم وروى له مسلم حديثين في صحيحه ورواه البيهقي من طريق المنهال
بنحو رواية أحمد ثم قال وهذا حديث صحيح الإسناد وقد رواه عيسى بن المسيب عن عدي بن
ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه و سلم وذكر فيه اسم الملكين فقال في ذكر
المؤمن فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلجفان الأرض
بشفاههما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فذكره وقال في ذكر الكافر فيأتيه منكر
ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلجفان الأرض بشفاههما أصواتهما كالرعد القاصف
وأبصارهما كالبرق الخاطف فيجلسانه ثم يقال يا هذا من ربك فيقول لا أدري فينادى من
جانب القبر لا دريت ويضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم
يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
قوله هاه هاه هي كلمة تقال في الضحك وفي الإبعاد وقد
تقال للتوجع وهو أليق بمعنى الحديث والله أعلم
5397 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي
إلى روح الله فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا
به باب السماء فيقولون ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض ولا يأتون سماء إلا
قالوا مثل ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب
بغائبهم فيقولون ما فعل فلان فيقولون دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول
قد مات أما أتاكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية
وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي
إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة فيذهب به إلى باب الأرض
رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند ابن ماجه بنحوه بإسناد
صحيح
5398 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال شهدنا جنازة مع
نبي الله صلى الله عليه و سلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبي الله صلى
الله عليه و سلم إنه الآن يسمع خفق نعالكم أتاه منكر ونكير أعينهما مثل قدور
النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد
ومن كان نبيه فإن كان ممن يعبد الله قال أعبد الله ونبيي
محمد صلى الله عليه و سلم جاءنا بالبينات والهدى فآمنا
به واتبعناه فذلك قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفي الآخرة إبراهيم 72 فيقال له على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له
باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وإن كان من أهل الشك قال لا أدري سمعت الناس يقولون
شيئا فقلته فيقال له على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار
وتسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم على الدنيا ما أنبتت شيئا تنهشه وتؤمر
الأرض فتضطم عليه حتى تختلف أضلاعه
رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به ابن لهيعة
قال الحافظ ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات وأما ما
انفرد به فقليل من يحتج به والله أعلم
صياصي البقر قرونها
5399 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان
يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان
يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد
كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم
يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه
إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال سمعت الناس
يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض
التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من
مضجعه ذلك
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن حبان في صحيحه
العروس يطلق على الرجل وعلى المرأة ما داما في أعراسهما
5400 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا
مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه
وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل
الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل
رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم
يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات
من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت
له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا
تشهد عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك
هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول
الله صلى الله عليه و سلم وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى
ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا
مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب
النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم
يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في
النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 الآية وإن الكافر إذا أتي من قبل
رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم
أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبا خائفا فيقال أرأيتك هذا
الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول أي رجل ولا يهتدي لاسمه
فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له
على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار
فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له
باب من أبواب الجنة ويقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد
حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال
الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى طه 421
رواه الطبراني في الأوسط
وابن حبان في صحيحه واللفظ له وزاد الطبراني قال أبو عمر
يعني الضرير
قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال
نعم
قال أبو عمر كان شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى
قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله
وفي رواية للطبراني يؤتى الرجل في قبره فإذا أتي من قبل
رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتي من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتي من قبل رجليه
دفعه مشيه إلى المساجد
الحديث
النسمة بفتح النون والسين هي الروح
قوله تعلق بضم اللام أي تأكل
قال الحافظ وقد أملينا في الترهيب من إصابة البول الثوب
وفي النميمة جملة من الأحاديث في أن عذاب القبر من البول والنميمة لم نعد من تلك
الأحاديث هنا شيئا والأحاديث في عذاب القبر وسؤال الملكين كثيرة وفيما ذكرناه
كفاية والله الموفق لا رب غيره
5402 - وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله
فتنة القبر
رواه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث غريب وليس إسناده
بمتصل
22 - الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت
5403 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير من أن
يجلس على قبر
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
5404 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن
أمشي على قبر
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لأن أطأ على
جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وليس في أصلي رفعه
5406 - وعن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال رآني رسول
الله صلى الله عليه و سلم جالسا على قبر فقال يا صاحب القبر انزل من على القبر لا
تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك
رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة
5407 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم كسر عظم الميت ككسره حيا
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
كتاب البعث وأهوال يوم القيامة قال الحافظ وهذا الكتاب
بجملته ليس صريحا في الترغيب والترهيب وإنما هو حكاية أمور مهولة تؤول بالسعداء
إلى النعيم وبالأشقياء إلى الجحيم وفي غضونها ما هو صريح فيها أو كالصريح فلنقتصر
على إملاء نبذ منه يحصل بالوقوف عليها الإحاطة بجميع معاني ما ورد فيه على طرف من
الإجمال ولا يخرج عنها إلا زيادة شاذة في حديث ضعيف أو منكر إذ لو استوعبنا منه
كما استوعبنا من غيره من أبواب هذا الكتاب لكان ذلك قريبا مما مضى ولخرجنا عن غير
المقصود إلى الإطناب الممل والله المستعان وجعلناه فصولا
فصل في النفخ في الصور وقيام الساعة 5408 - عن عبد الله
بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال
ما الصور قال قرن ينفخ فيه
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه
5409 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر
أن يؤمر فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحابه فقالوا فكيف نفعل يا رسول الله أو نقول قال
قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا وربما قال توكلنا على الله
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن حبان في
صحيحه ورواه أحمد والطبراني من حديث زيد بن أرقم ومن حديث ابن عباس أيضا
وعن عبد الله بن الحارث قال كنت عند عائشة رضي الله عنها
وعندها كعب الأحبار فذكر إسرافيل فقالت عائشة يا كعب أخبرني عن إسرافيل فقال كعب
عندكم العلم قالت أجل قالت فأخبرني قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد
تسربل به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست
الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور يحني ظهره
وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة هكذا سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
5411 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس
فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد يا أيها الناس أتى
أمر الله فلا تستعجلوه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فوالذي نفسي بيده إن
الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن الرجل ليمدر حوضه فلا يسقي منه شيئا أبدا
والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبدا
رواه الطبراني بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون
مدر الحوض أي طينه لئلا يتسرب منه الماء
5412 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لتقوم الساعة وثوبهما بينهما لا يبايعانه ولا يطويانه ولتقوم
الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ولتقوم الساعة يلوط حوضه لا يسقيه ولتقوم
الساعة وقد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
لاطه بالطاء المهملة بمعنى مدره
5413 - وعن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال النافخان في
السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب أو قال رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه
بالمشرق ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان
رواه أحمد بإسناد جيد هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما بين النفختين أربعون قيل أربعون يوما قال أبو هريرة أبيت قال أربعون
شهرا قال أبيت
قال أربعون سنة قال أبيت
ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من
الإنسان شيء لا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة رواه
البخاري ومسلم
5415 - ولمسلم قال إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض
أبدا فيه يركب الخلق يوم القيامة قالوا أي عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب
ورواه مالك وأبو داود والنسائي باختصار قال كل ابن آدم
تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب
عجب الذنب بفتح العين وإسكان الجيم بعدها باء أو ميم وهو
العظم الحديد الذي يكون في أسفل الصلب وأصل الذنب من ذوات الأربع
5416 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه قيل وما هو يا رسول
الله قال مثل حبة خردل منه تنشؤون
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي
الهيثم
5417 - وعنه رضي الله عنه أنه لما حضره الموت دعا بثياب
جدد فلبسها ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الميت يبعث في ثيابه
التي يموت فيها
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وفي إسناده يحيى بن
أيوب وهو الغافقي المصري احتج به البخاري ومسلم وغيرهما وله مناكير وقال أبو حاتم
لا يحتج به وقال أحمد سيىء الحفظ وقال النسائي ليس بالقوي وقد قال كل من وقفت على
كلامه من أهل اللغة إن المراد بقوله يبعث في ثيابه التي قبض فيها أي في أعماله قال
الهروي وهذا كحديثه
الآخر يبعث العبد على ما مات عليه قال وليس قول من ذهب
إلى الأكفان بشيء لأن الميت إنما يكفن بعد الموت انتهى
قال الحافظ وفعل أبي سعيد راوي الحديث يدل على إجرائه
على ظاهره وأن الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها وفي الصحاح وغيرها أن الناس
يبعثون عراة كما سيأتي في الفصل بعده إن شاء الله فالله سبحانه أعلم
فصل في الحشر وغيره 5419 - وفي رواية قال قام فينا رسول
الله صلى الله عليه و سلم بموعظة فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة
عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين الأنبياء 401
ألا وإن أول الخلائق يكسى إبراهيم عليه السلام ألا وإنه
سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري
ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله
العزيز الحكيم المائدة 711 811 قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم
منذ فارقتهم
زاد في رواية فأقول سحقا سحقا
رواه البخاري ومسلم ورواه الترمذي والنسائي بنحوه
الغرل بضم الغين المعجمة وإسكان الراء جمع أغرل وهو
الأقلف
5420 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول يحشر الناس
حفاة عراة غرلا
قالت عائشة فقلت الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى
بعض قال الأمر أشد من أن يهمهم ذلك
وفي رواية من أن ينظر بعضهم إلى بعض رواه البخاري ومسلم
والنسائي وابن ماجه
5421 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة فقالت أم سلمة فقلت يا
رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض فقال شغل الناس قلت ما شغلهم قال نشر الصحائف
فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح
5422 - وعن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم
الآذان فقلت يبصر بعضنا بعضا فقال شغل الناس لكل أمرىء منهم يومئذ شأن يغنيه عبس 73
رواه الطبراني ورواته ثقات
5423 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة فقالت امرأة يا رسول
الله فكيف يرى بعضنا بعضا فقال إن الأبصار شاخصة فرفع بصره إلى السماء فقالت يا
رسول الله ادع الله أن يستر عورتي قال اللهم استر عورتها
رواه الطبراني وفيه سعيد بن المرزبان وقد وثق
5424 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس
فيها علم لأحد
وفي رواية قال سهل أو غيره ليس فيها معلم لأحد
رواه البخاري ومسلم
العفراء هي البيضاء ليس بياضها بالناصع
النقي هو الخبز الأبيض
والمعلم بفتح الميم ما يجعل علما وعلامة للطريق والحدود
وقيل المعلم الأثر ومعناه أنها لم توطأ قبل فيكون فيها أثر أو علامة لأحد
تعالى الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم الفرقان 43
أيحشر الكافر
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله قال الله
على وجهه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس الذي أمشاه على الرجلين في
الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه قال قتادة حين بلغه بلى وعزة ربنا
رواه البخاري ومسلم
5426 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفا مشاة وصنفا ركبانا
وصنفا على وجوههم
قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال إن الذي
أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5427 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على
وجوهكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن
5428 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال إن الصادق المصدوق
حدثني أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج فوجا راكبين طاعمين كاسين وفوجا تسحبهم
الملائكة على وجوههم وتحشرهم النار وفوجا يمشون ويسعون
الحديث رواه النسائي
5429 - وروي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يبعث الله يوم القيامة ناسا في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم
فيقال ما هؤلاء في صور الذر فيقال هؤلاء المتكبرون في الدنيا
رواه البزار
5430 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال
يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بؤلس تعلوهم نار الأنيار
يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال
رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن وتقدم مع غريبه في
الكبير
5431 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان
على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم النار تقيل
معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا
رواه البخاري ومسلم
الطرائق جمع طريقة وهي الحالة
5432 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعين ذراعا وإنه يلجمهم
حتى يبلغ آذانهم
رواه البخاري ومسلم
5433 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 6 قال يقوم أحدهم في رشحه إلى
أنصاف أذنيه
رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه الترمذي مرفوعا
وموقوفا وصحح المرفوع
5434 - وعن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل
قال سليم بن عامر والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة
الأرض أو الميل التي تكحل به العين قال فتكون الناس على قدر أعمالهم في العرق
فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم
من يلجمه العرق إلجاما وأشار رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده إلى فيه
رواه مسلم
5435 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول تدنو
الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه
عقبيه ومنهم من يبلغ نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ إلى العجز
ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يبلغ عنقه ومنهم من يبلغ
وسطه وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يشير هكذا ومنهم من
يغطيه عرقه وضرب بيده وأشار وأمر يده فوق رأسه من غير أن يصيب الرأس دور راحتيه
يمينا وشمالا
رواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح الإسناد
5436 - وعن عبد العزيز العطار عن أنس رضي الله عنه لا
أعلمه إلا رفعه قال لم يلق ابن آدم شيئا منذ خلقه الله عز و جل أشد عليه من الموت
ثم إن الموت أهون مما بعده وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق
حتى إن السفن لو أجريت فيه لجرت
رواه أحمد مرفوعا باختصار والطبراني في الأوسط على الشك
هكذا واللفظ له وإسنادهما جيد
5437 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال الأرض
كلها نار يوم القيامة والجنة من ورائها كواعبها وأكوابها والذي نفس عبد الله بيده
إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامته ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب
قالوا مم ذلك يا أبا عبد الرحمن قال مما يرى الناس يلقون
رواه الطبراني موقوفا بإسناد جيد قوي
5438 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول يا رب أرحني ولو إلى
النار
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وأبو يعلى ومن طريقه
ابن حبان إلا أنهما قالا إن الكافر
ورواه البزار والحاكم من حديث الفضل بن عيسى وهو واه عن
المنكدر عن جابر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العرق ليلزم المرء في
الموقف حتى يقول يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة
العذاب
وقال الحاكم صحيح الإسناد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 6 مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة
فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب
رواه أبو يعلى بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه
5440 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أنه قال يوما كان مقداره خمسين ألف سنة فقيل ما أطول هذا اليوم قال
النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف
عليه من صلاة مكتوبة
رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه كلهم من طريق
دراج عن أبي الهيثم
5441 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال تجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها
فيقومون فيقال لهم ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتليتنا فصبرنا ووليت الأموال
والسلطان غيرنا فيقول الله عز و جل صدقتم
قال فيدخلون الجنة قبل الناس وتبقى شدة الحساب على ذوي
الأموال والسلطان
قالوا فأين المؤمنون يومئذ قال توضع لهم كراسي من نور
ويظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
قال الحافظ وقد صح أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء
بخمسمائة عام وتقدم ذلك في الفقر
5442 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين
سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء
قال وينزل الله عز و جل في ظلل من الغمام من العرش إلى
الكرسي ثم ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن
تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل إنسان منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس
ذلك عدلا من ربكم قالوا بلى فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا
قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه
ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من
ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون
قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان
يعبد عزيرا شيطان عزير ويبقى محمد صلى الله عليه و سلم وأمته قال فيتمثل الرب
تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس قال فيقولون إن لنا
إلها ما رأيناه
فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون إن بيننا وبينه
علامة إذا رأيناها عرفناها
قال فيقول ما هي فيقولون يكشف عن ساقه فعند ذلك يكشف عن
ساقه فيخر كل من كان مشركا يرائي لظهره ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون
السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ثم يقول ارفعوا رؤوسكم
فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل
العظيم يسعى بين أيديهم ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة
بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه
يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدمه قدم وإذا أطفىء قام
قال والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر بهم إلى النار فيبقى
أثره كحد السيف
قال فيقول مروا فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة
العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب
ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرجل حتى يمر الذي يعطى
نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تجر يد وتعلق يد وتجر رجل وتعلق
رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله
الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ أنجاني منها بعد إذ رأيتها
قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه
ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول
الله أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار فيقول رب اجعل بيني وبينها حجابا حتى لا أسمع
حسيسها قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه بالنسبة إليه
حلم فيقول رب أعطني ذلك المنزل فيقول لعلك إن أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا
أسأل غيره وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه
بالنسبة إليه حلم قال رب أعطني ذلك المنزل فيقول الله تبارك وتعالى له لعلك إن
أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ثم يسكت
فيقول الله جل ذكره ما لك لا تسأل فيقول رب قد سألتك حتى
استحييتك فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم
أفنيتها وعشرة أضعافه فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة قال فيقول الرب جل ذكره لا
ولكني على ذلك قادر فيقول ألحقني بالناس فيقول الحق بالناس قال فينطلق يرمل في
الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقول له ارفع رأسك ما
لك فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال إنما هو منزل من منازلك قال ثم يأتي رجلا
فيتهيأ للسجود له فيقال له مه فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول إنما أنا خازن
من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه
قال فينطلق أمامه حتى يفتح له باب القصر قال وهو من درة
مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلافها ومفاتيحها منها يستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء
فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير
لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى
مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في
عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك فيقول لها والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا
وتقول له وأنت لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقال له أشرف فيشرف فيقال له ملكك
مسيرة مائة عام ينفذه بصرك قال فقال له عمر ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب
عن أدنى أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت فذكر الحديث رواه ابن أبي الدنيا والطبراني من طرق أحدها صحيح واللفظ له
والحاكم وقال صحيح الإسناد
فصل في ذكر الحساب وغيره 5443 - عن أبي بردة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل
عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما
أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما
أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل
فيه رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح واللفظ له
5445 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
و سلم قال من نوقش الحساب عذب فقلت أليس يقول الله فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف
يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا الانشقاق 7 9 فقال إنما ذلك العرض وليس
أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
5446 - وعن ابن الزبير رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من نوقش الحساب هلك
رواه البزار والطبراني في الكبير بإسناد صحيح
5447 - وعن عتبة بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في
مرضاة الله عز و جل لحقره يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا بقية
5448 - وعن محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه وكان من
أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال لو
أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز و جل لحقره ذلك
اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5449 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه العمل
الصالح وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه النعم من الله عليه فيقول الله عز و جل لأصغر
نعمة أحسبه قال في ديوان النعم خذي ثمنك من عمله الصالح فتستوعب عمله الصالح ثم تنحى
وتقول وعزتك ما استوفيت وتبقى
الذنوب والنعم وقد ذهب العمل الصالح فإذا أراد الله أن
يرحم عبدا قال يا عبدي قد ضاعفت لك حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك أحسبه قال ووهبت لك
نعمي
رواه البزار
5450 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من الحبشة
أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة
أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة
فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم من قال لا
إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله كتب له مائة ألف حسنة فقال
رجل يا رسول الله كيف نهلك بعد هذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي
بيده إن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم
الله فتكاد تستنفد ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته ثم نزلت هل أتى على
الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا الإنسان 1 إلى قوله وإذا رأيت ثم رأيت نعيما
وملكا كبيرا الإنسان 02
فقال الحبشي يا رسول الله وهل ترى عيني في الجنة مثل ما
ترى عينك فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه قال ابن
عمر فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدليه في حفرته
رواه الطبراني من رواية أيوب بن عتبة
5451 - وروي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال يبعث الله يوم القيامة عبدا لا ذنب له فيقول الله أي
الأمرين أحب إليك أن أجزيك بعملك أو بنعمتي عندك قال يا رب إنك تعلم أني لم أعصك
قال خذوا عبدي بنعمة من نعمي فما تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة فيقول رب
بنعمتك ورحمتك فيقول بنعمتي ورحمتي
رواه الطبراني
5452 - وعن جابر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال يا محمد والذي بعثك
بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله
ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج
له عينا عذبة بعرض الأصبع تفيض بماء عذب فيستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له
في كل ليلة رمانة يتعبد يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة
فأكلها ثم قام لصلاته فسأل
ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا
لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه الله وهو ساجد قال ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا
وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول له
الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول أدخلوا عبدي الجنة برحمتي
فيقول رب بل بعملي فيقول الله قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد
أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول أدخلوا عبدي النار
فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا
عبدي من خلقك ولم تك شيئا فيقول أنت يا رب فيقول من قواك لعبادة خمسمائة سنة فيقول
أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح
وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألته أن يقبضك ساجدا ففعل فيقول
أنت يا رب قال فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت
يا عبدي فأدخله الله الجنة
قال جبريل إنما الأشياء برحمة الله يا محمد
رواه الحاكم عن سليمان بن هرم عن محمد بن المنكدر عن
جابر وقال صحيح الإسناد
5453 - وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه
و سلم أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سددوا وقاربوا وأبشروا
فإنه لن يدخل أحدا الجنة عمله
قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني
الله برحمته
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
5454 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله قالوا ولا أنت يا رسول
الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته وقال بيده فوق رأسه
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه البزار والطبراني من حديث
أبي موسى والطبراني أيضا من حديث أسامة بن شريك والبزار أيضا من حديث شريك بن طارق
بإسناد جيد
5455 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها
يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء
رواه مسلم والترمذي
ورواه أحمد ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة
ورواته رواه الصحيح
الجلحاء التي لا قرن لها
5456 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ليختصمن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه أحمد أيضا وأبو يعلى من حديث
أبي سعيد
5457 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه و سلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني
ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله
عليه و سلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم
كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان
عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك فجعل الرجل يبكي بين يدي
رسول الله صلى الله عليه و سلم ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ما
تقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال
حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 74
فقال الرجل يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء
يعني عبيده أشهدك أنهم كلهم أحرار
رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا
من حديث عبد الرحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن
غزوان انتهى
قال الحافظ وإسناد أحمد والترمذي متصلان ورواتهما ثقات
عبد الرحمن هذا يكنى أبا نوح ثقة احتج به البخاري وبقية رجال أحمد ثقات احتج بهم
البخاري ومسلم
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضب في وجهه
فخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت ألا أراك تلعبين
بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فقالت لا والذي بعثك بالحق ما
سمعتك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك
وفي رواية لولا القصاص لضربتك بهذا السواك
رواه أبو يعلى بأسانيد أحدها جيد
5459 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من ضرب مملوكه سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة
رواه البزار والطبراني بإسناد حسن
5460 - وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سمع النبي
صلى الله عليه و سلم يقول يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرلا
بهما
قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت
يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار
أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة
أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة
قال قلنا كيف وإننا نأتي عراة غرلا بهما قال الحسنات
والسيئات
رواه أحمد بإسناد حسن
5461 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة
والوعرة لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه به فما يبرح الذين ظلموا يقصون من الذين ظلموا
حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات فإن لم يكن لهم حسنات رد عليهم من سيئاتهم حتى
يوردوا الدرك الأسفل من النار
رواه الطبراني في الأوسط ورواته مختلف في توثيقهم
وتقدم في الغيبة حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام
وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل
مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا
من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح
في النار
رواه مسلم وغيره
5462 - وروي عن زاذان قال دخلت على عبد الله بن مسعود
وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج فقلت أدنيت الناس وأقصيتني فقال لي ادن
فأدناني حتى أقعدني على بساطه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنه
يكون للوالدين على ولدهما دين فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول أنا ولدكما فيودان
أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك
رواه الطبراني
5463 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينا رسول الله
صلى الله عليه و سلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر ما أضحكك يا
رسول الله بأبي أنت وأمي قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يا
رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء قال يا رب
فليحمل من أوزاري وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء ثم قال إن ذلك
ليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم فذكر الحديث
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وتقدم بتمامه في العفو
5464 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالوا يا رسول الله
هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة
قالوا لا
قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة
قالوا لا قال فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية
أحدهما فيلقى العبد ربه فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل
وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني
أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر
لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول
أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول إني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول أي فل
ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب
فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول أي رب آمنت بك وبكتابك
وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول ههنا إذا ثم يقول الآن نبعث
شاهدا عليك فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي
فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط
الله عليه
رواه مسلم
ترأس بمثناة فوق ثم راء ساكنة ثم همزة مفتوحة أي تصير
رئيسا
وتربع بموحدة بعد الراء مفتوحة معناه يأخذ ما يأخذه رئيس
الجيش لنفسه وهو ربع المغانم ويقال له المرباع
5465 - وعنه أيضا رضي الله عنه أن الناس قالوا يا رسول
الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب
قالوا لا يا رسول الله قال هل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا
قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من
كان يعبد شيئا فليتبعه فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع
الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا
مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون
أنت ربنا فيدعوهم ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا
يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وسلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل
شوك السعدان
هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم
قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها
إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا
أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد
الله فيخرجونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار
وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ
الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا
الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها
وأحرقني ذكاها فيقول هل عسيت إن أفعل أن
تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما شاء من عهد
وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء
الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله أليس قد أعطيت العهد
والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت
إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غير هذا فيعطي ربه ما شاء من
عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها رأى زهرتها وما فيها من النضرة
والسرور فسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا
ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيتني العهود أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب
لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى
حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تمن من كذا وكذا يذكره ربه حتى إذا انتهت به
الأماني قال الله لك ذلك ومثله معه
قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله عنهما إن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله
قال أبو هريرة رضي الله عنه لم أحفظ من رسول الله صلى
الله عليه و سلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه
قال أبو سعيد رضي الله عنه أشهد أني سمعته من رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول لك ذلك وعشرة أمثاله
قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة
رواه البخاري
أي فل أي يا فلان حذفت منه الألف والنون لغير ترخيم إذ
لو كان ترخيما لما حذفت الألف قال الأزهري ليست ترخيم فلان ولكنها كلمة على حدة
توقعها بنو أسد على الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد وأما غيرهم فيثني ويجمع
ويؤنث
أسودك بتشديد الواو وكسرها أي أجعلك سيدا في قومك
السعدان نبت ذو شوك معقف
المخردل المرمي المصروع وقيل المقطع يقال لحم خراديل إذا
كان قطعا والمعنى أنه تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار
امتحش بضم التاء وكسر الحاء المهملة بعدها شين معجمة أي
احترق وقال الهيثم هو أن تذهب النار الجلد وتبدي العظم
الحبة بكسر الحاء هي بزور البقول والرياحين وقيل بزر
العشب وقيل نبت في الحشيش صغير وقيل جمع بزور النبات وقيل بزر ما نبت من غير بذر
وما بذر تفتح حاؤه
حميل السيل بفتح الحاء المهملة وكسر الميم هو الزبد وما
يلقيه على شاطئه
قشبني ريحها أي آذاني
ذكاها بذال معجمة مفتوحة مقصورة هو إشعالها ولهبها
5466 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا
رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم فهل
تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر
صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله
قال فما تضارون في رؤية الله تعالى يوم القيامة إلا كما
تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد
فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى
إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال
لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزيرا ابن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من
صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون
إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم تدعى النصارى فيقال
لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله
من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون
فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق
إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم الله في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال
فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر
ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم
فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو
ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها فيقولون
نعم فيكشف عن ساق فلا
يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه ألا أذن الله له
بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد
أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة
فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون
اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة
يكون بنجد فيها تشويكة يقال لها السعدان
فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير
وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوش في نار جهنم حتى إذا خلص
المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء
الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار
وفي رواية فما أنتم بأشد مناشدة في الحق قد تبين لكم من
المؤمنين يومئذ للجبار إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم فيقولون ربنا كانوا
يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار
فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقه وإلى ركبته ثم يقولون ربنا ما بقي
فيها ممن أمرتنا به فيقال ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه
فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا ثم يقول ارجعوا
فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون
ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من
خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا وكان أبو سعيد
يقول إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك
حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما النساء 04 فيقول الله عز و جل شفعت الملائكة
وشفع النبيون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما من
النار لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر
الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى
الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فقالوا يا
رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم يعرفهم
أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه
ثم
يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا
أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا
أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم أبدا
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
الغبر بغين معجمة مضمومة ثم باء موحدة مشددة مفتوحة جمع
غابر وهو الباقي وقوله دحض مزلة الدحض بإسكان الحاء هو الزلق والمزلة هو المكان
الذي لا يثبت عليه القدم إلا زلت
المكدوش بشين معجمة هو المدفوع في نار جهنم دفعا عنيفا
الحمم بضم الحاء المهملة وفتح الميم جمع حممة وهي الفحمة
وبقية غريبه تقدم
5467 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى
الله عليه و سلم فضحك فقال هل تدرون مم أضحك قلنا الله ورسوله أعلم
قال من مخاطبة العبد ربه فيقول يا رب ألم تجرني من الظلم
يقول بلى
فيقول إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني فيقول
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والكرام الكاتبين شهودا
قال فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم
يخلي بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل
رواه مسلم
أناضل بالضاد المعجمة أي أجادل وأخاصم وأدافع
5468 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قرأ رسول الله
صلى الله عليه و سلم هذه الآية يومئذ تحدث أخبارها الزلزلة 8 قال أتدرون ما
أخبارها قالوا الله ورسوله أعلم
قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على
ظهرها تقول عمل كذا وكذا
رواه ابن حبان في صحيحه
5469 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
في قوله
يوم ندعوا كل أناس بإمامهم الإسراء 27
قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون
ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ
قال فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم
بارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا وأما الكافر
فيعطى كتابه بشماله مسودا وجهه ويمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم ويجعل على
رأسه تاج من نار فيراه أصحابه فيقولون اللهم اخزه فيقول أبعدكم الله فإن لكل رجل
منكم مثل هذا
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي في
البعث
فصل في الحوض والميزان والصراط 5470 - عن عبد الله بن
عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حوضي مسيرة
شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه لا
يظمأ أبدا
5471 - وفي رواية حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه
أبيض من الورق
رواه البخاري ومسلم
5472 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم حوضي من كذا إلى كذا فيه من الآنية عدد النجوم أطيب ريحا من المسك
وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ومن
لم يشرب منه لم يرو أبدا
رواه البزار والطبراني ورواته ثقات إلا المسعودي
5473 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب
فقال يزيد بن الأخنس والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا وزادني ثلاث
حثيات
قال فما سعة حوضك يا نبي الله قال كما بين عدن
إلى عمان وأوسع وأوسع يشير بيده قال فيه مثعبان من ذهب
وفضة
قال فماء حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى
من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ولم يسود وجهه
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وابن حبان في صحيحه
ولفظه قال عن أبي أمامة أن يزيد بن الأخنس رضي الله عنه
قال يا رسول الله ما سعة حوضك قال ما بين عدن إلى عمان وإن فيه مثعبين من ذهب وفضة
قال فماء حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى
مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ أبدا ولم يسود وجهه أبدا
المثعب بفتح الميم والعين المهملة جميعا بينهما ثاء
مثلثة وآخره موحدة وهو مسيل الماء
5474 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم
فسئل عن عرضه فقال من مقامي إلى عمان وسئل عن شرابه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى
من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق رواه مسلم
وروى الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه عن أبي سلام الحبشي قال بعث إلي عمر بن عبد
العزيز فحملت على البريد فلما دخلت إليه قلت يا أمير المؤمنين لقد شق علي مركبي
البريد فقال يا أبا سلام ما أردت أن أشق عليك ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحوض فأحببت أن تشافهني به فقلت حدثني ثوبان
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حوضي مثل ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤه
أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم
يظمأ بعدها أبدا وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا
الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد فقال عمر قد أنكحت المنعمات
فاطمة بنت عبد الملك وفتحت لي أبواب السدد لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث ولا ثوبي الذي
يلي جسدي حتى يتسخ
عقر الحوض بضم العين وإسكان القاف هو مؤخره
أذود الناس لأهل اليمن أي أطردهم وأدفعهم ليرد أهل اليمن
يرفض بتشديد الضاد المعجمة أي يسيل ويترشش
يغت فيه ميزابان هو بغين معجمة مضمومة ثم تاء مثناة فوق
أي يجريان فيه جريا له صوت وقيل يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا دائما من قولك غت
الشارب الماء جرعا بعد جرع
الشعث بضم الشين المعجمة جمع أشعث وهو البعيد العهد بدهن
رأسه وغسل وتسريح شعره
الدنس بضم الدال والنون جمع دنس وهو الوسخ
5475 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال حوضي كما بين عدن وعمان أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب
ريحا من المسك أكوابه مثل نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول
الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين
قال قائل من هم يا رسول الله قال الشعثة رؤوسهم الشحبة
وجوههم الدنسة ثيابهم لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات الذين يعطون كل الذي
عليهم ولا يأخذون كل الذي لهم
رواه أحمد بإسناد حسن
قوله الشحبة وجوههم بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء
المهملة بعدها باء موحدة هو من الشحوب وهو تغير الوجه من جوع أو هزال أو تعب
وقوله لا تفتح لهم السدد أي لا تفتح لهم الأبواب
5476 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال حوضي كما بين عدن وعمان فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب
منه لم يظمأ بعدها أبدا وإن من يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم لا ينكحون
المنعمات ولا يحضرون السدد يعني أبواب السلطان
رواه الطبراني وإسناده حسن في المتابعات
الأكاويب جمع كوب وهو كوب لا عروة له وقيل لا خرطوم له
فإذا كان له خرطوم فهو إبريق
5477 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال ما بين جنبتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة
وفي رواية مثل ما بين المدينة وعمان
وفي رواية ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء
زاد في رواية أو أكثر من عدد نجوم السماء
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
5478 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال أعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة وإذا حصباؤها اللؤلؤ وإذا
حافتاه أظنه قال قباب تجري على الأرض جريا ليس بمشقوق
رواه البزار وإسناده حسن في المتابعات ويأتي أحاديث
الكوثر في صفات الجنة إن شاء الله تعالى
5479 - وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال قام
أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما حوضك الذي تحدث عنه فقال هو كما
بين صنعاء إلى بصرى ثم يمدني الله فيه بكراع لا يدري بشر ممن خلق أي طرفيه قال
فكبر عمر رضوان الله عليه فقال صلى الله عليه و سلم أما الحوض فيزدحم عليه فقراء المهاجرين
الذين يقتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله وأرجو أن يوردني الله الكراع
فأشرب منه
رواه ابن حبان في صحيحه
الكراع بضم الكاف هو الأنف الممدد من الحرة استعير هنا
والله أعلم
5480 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر
عرضه كطوله فيه مرزابان ينبعثان من الجنة من ورق وذهب أبيض من اللبن وأبرد من
الثلج فيه أباريق عدد نجوم السماء
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه من رواية أبي الوازع
واسمه جابر بن عمرو عن أبي برزة واللفظ لابن حبان
5481 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس أبيض مثل اللبن آنيته
كعدد النجوم وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة
رواه ابن ماجه من حديث زكريا عن عطية وهو العوفي عنه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني
وبينهم فقال هلم فقلت إلى أين قال إلى النار والله
فقلت ما شأنهم فقال إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم
إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم
فقال لهم هلم قلت إلى أين قال إلى النار والله قلت ما
شأنهم قال إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم
رواه البخاري ومسلم
5483 - ولمسلم قال ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس
عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله
قالوا يا نبي الله تعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد
غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول
يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك
همل النعم ضوالها ومعناه أن الناجي قليل كضالة النعم
بالنسبة إلى جملتها
5484 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول وهو بين ظهراني أصحابه إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم
فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأقولن أي رب من أمتي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك
ما زالوا يرجعون على أعقابهم
رواه مسلم والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
5485 - وعنها رضي الله عنها قالت ذكرت النار فبكيت فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يبكيك قلت ذكرت النار فبكيت
فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال أما في ثلاثة مواطن
فلا يذكر أحد أحدا عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل وعند تطاير الصحف حتى
يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم وراء ظهره وعند الصراط إذا وضع بين
ظهري جهنم حتى يجوز
رواه أبو داود من رواية الحسن عن عائشة والحاكم إلا أنه
قال
وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة
وحسك كثيرة يحبس الله بها من يشاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا الحديث وقال صحيح
على شرطهما لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة
5486 - وعن أنس رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل إن شاء الله تعالى قلت فأين
أطلبك قال أول ما تطلبني على الصراط
قلت فإن لم ألقك على الصراط
قال فاطلبني عند الميزان
قلت فإن لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فإني
لا أخطىء هذه الثلاثة مواطن
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والبيهقي في البعث
وغيره
5487 - وروي عن أنس يرفعه قال ملك موكل بالميزان فيؤتى
بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق سعد
فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق شقي فلان
شقاوة لا يسعد بعدها أبدا
رواه البزار والبيهقي
5488 - وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو دري فيه السموات والأرض لوسعت فتقول
الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك
حق عبادتك
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5489 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يوضع
الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار يخطف بها
فممسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كالريح فلا
ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كرمل الرجل ثم كمشي الرجل ثم يكون آخرهم إنسانا
رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرا حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته فيقال له تمن
وسل فيقول أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة فيقال له تمن وسل حتى إذا انقطعت به
الأماني قال لك ما سألت ومثله معه
رواه الطبراني بإسناد حسن وليس في أصلي رفعه وتقدم
بمعناه في حديث أبي هريرة الطويل
وعن أم مبشر الأنصارية رضي الله عنها أنها سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول عند حفصة لا يدخل النار إن شاء الله من أهل الشجرة
أحد الذين بايعوا تحتها
قالت بلى يا رسول الله فانتهرها
فقالت حفصة وإن منكم إلا واردها مريم 17 فقال النبي صلى
الله عليه و سلم قد قال الله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
مريم 27
رواه مسلم وابن ماجه
5491 - وعن أبي سمية قال اختلفنا في الورود فقال بعضنا
لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن
عبد الله فقلنا إنا اختلفنا ههنا في الورود فقال تردونها جميعا فقلت له إنا اختلفنا
في ذلك فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا فأهوى بأصبعيه إلى
أذنيه وقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الورود الدخول
لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على
إبراهيم حتى إن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر
الظالمين
رواه أحمد ورواته ثقات والبيهقي بإسناد حسنه
5492 - وعن قيس هو ابن أبي حازم قال كان عبد الله بن
رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته فبكت امرأته فقال ما يبكيك قالت رأيتك تبكي فبكيت
قال إني ذكرت قول الله تعالى وإن منكم إلا واردها مريم 17 ولا أدري أنجو منها أم
لا رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما كذا قال
5493 - وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم يجمع الله الناس فذكرا الحديث إلى أن قالا فيأتون
محمدا صلى الله عليه و سلم فيقوم ويؤذن له وترسل معه الأمانة والرحم فيقومان جنبتي
الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق
قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق قال ألم تروا
إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري
بهم أعمالهم ونبيكم صلى الله عليه و سلم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز
أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا
زاحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من
أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين
خريفا
رواه مسلم ويأتي بتمامه في الشفاعة إن شاء الله وتقدم
حديث ابن مسعود في الحشر وفيه والصراط كحد السيف دحض مزلة قال فيمرون على قدر
نورهم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم
من يمر كشد الرجل ويرمل رملا فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه
تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل فتصيب جوانبه النار
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم واللفظ له وروى الحاكم
أيضا بإسناد ذكر أنه على شرط مسلم عن المسيب قال سألت مرة عن قوله تعالى وإن منكم
إلا واردها فحدثني أن ابن مسعود حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يرد
الناس ثم يصدرون عنها بأعمالهم وأولهم كلمح البرق ثم كلمح الريح ثم كحضر الفرس ثم
كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه
5494 - وعن عبيد بن عمير رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الصراط على جهنم مثل حرف السيف بجنبتيه الكلاليب والحسك فيركبه
الناس فيختطفون والذي نفسي بيده وإنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر
رواه البيهقي مرسلا وموقوفا على عبيد بن عمير أيضا
5495 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول يا أبت أي ابن كنت لك فيقول
خير ابن فيقول هل أنت مطيعي اليوم فيقول نعم فيقول خذ بأزرتي فيأخذ بأزرته ثم
ينطلق حتى يأتي الله تعالى وهو يعرض بين الخلق فيقول يا عبدي ادخل من أي أبواب الجنة
شئت فيقول أي رب وأبي معي فإنك وعدتني أن لا تخزيني
قال فيمسخ الله أباه ضبعا فيهوي في النار فيأخذ بأنفه
فيقول الله يا عبدي أبوك هوى فيقول لا وعزتك
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وهو في البخاري إلا
أنه قال يلقى إبراهيم أباه آزر فذكر القصة بنحوه
فصل في الشفاعة وغيرها قال الحافظ كان الأولى أن يقدم
ذكر الشفاعة على ذكر الصراط لأن وضع الصراط متأخر عن الإذن في الشفاعة العامة من
حيث هي ولكن هكذا اتفق الإملاء والله المستعان
5496 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كل نبي سأل سؤالا أو قال لكل نبي دعوة قد دعاها لأمته وإني اختبأت
دعوتي شفاعة لأمتي
رواه البخاري ومسلم
5497 - وعن أم حبيبة رضي الله عنها عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنه قال أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض فأحزنني
وسبق ذلك من الله عز و جل كما سبق في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني فيهم شفاعة يوم
القيامة ففعل
رواه البيهقي في البعث وصحح إسناده
5498 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه
يحرسونه حتى إذا صلى وانصرف إليهم فقال لهم لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد
قبلي أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه ونصرت
على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر لملىء منه وأحلت لي الغنائم أكلها وكان
من قبلي يعظمون أكلها وكانوا يحرقونها وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني
الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم
والخامسة هي ما هي قيل لي سل فإن كل نبي قد سأل فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي
لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله
رواه أحمد بإسناد صحيح
5499 - وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل رضي الله عنه قال
انطلقت في وفد إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيناه فأنخنا بالباب
وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا
من رجل دخل عليه فقال قائل منا يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان قال
فضحك ثم قال فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه
دعوة منهم من اتخذها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها
فإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة
رواه الطبراني والبزار بإسناد جيد
5500 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت
لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل
أحمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا
رواه البزار وإسناده جيد إلا أن فيه انقطاعا والأحاديث
من هذا النوع كثيرة جدا في الصحاح وغيرها
5501 - وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سافرنا
مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سفرا حتى إذا كان في الليل أرقت عيناي فلم يأتني
النوم فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضع خده إلى الأرض وأرى وقع كل شيء في نفسي
فقلت لآتين رسول الله صلى الله عليه و سلم فلأكلأنه الليلة حتى أصبح
فخرجت أتخلل الرجال حتى خرجت من العسكر فإذا أنا بسواد
فتيممت ذلك السواد فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل فقالا لي ما الذي
أخرجك فقلت الذي أخرجكما فإذا نحن بغيضة منا غير بعيدة فمشينا إلى الغيضة فإذا نحن
نسمع فيها كدوي النحل وكخفيق الرياح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ههنا أبو
عبيدة بن الجراح قلنا نعم
قال ومعاذ بن جبل قلنا نعم قال وعوف بن مالك قلنا نعم
فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى
رجع إلى رحله فقال ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا قلنا بلى يا رسول الله
قال خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا
عذاب وبين الشفاعة قلنا يا رسول الله ما الذي اخترت قال اخترت الشفاعة قلنا جميعا
يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك قال إن شفاعتي لكل مسلم
رواه الطبراني بأسانيد أحدها جيد وابن حبان في صحيحه
بنحوه إلا أن عنده الرجلين معاذ بن جبل وأبا موسى وهو كذلك في بعض روايات الطبراني
وهو المعروف وقال ابن حبان في حديثه فقال معاذ رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول
الله قد عرفت منزلتي فاجعلني
منهم قال أنت منهم
قال عوف بن مالك وأبو موسى يا رسول الله قد عرفت أنا
تركنا أموالنا وأهلينا وذرارينا نؤمن بالله ورسوله فاجعلنا منهم قال أنتما منهم
قال فانتهينا إلى القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم
أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فقال القوم يا
رسول الله اجعلنا منهم فقال أنصتوا فأنصتوا حتى كأن أحدا لم يتكلم فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا
5502 - وعن سلمان رضي الله عنه قال تعطى الشمس يوم
القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس
قال فذكر الحديث قال فيأتون النبي صلى الله عليه و سلم
فيقولون يا نبي الله أنت الذي فتح الله لك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد
ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك فيقول أنا صاحبكم فيخرج يجوس بين الناس حتى ينتهي
إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب فيقول من هذا فيقول محمد
فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز و جل فيسجد فينادى ارفع رأسك سل تعطه واشفع
تشفع فذلك المقام المحمود
رواه الطبراني بإسناد صحيح
5503 - وعن أنس رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إني لقائم أنتظر أمتي تعبر إذ جاء عيسى عليه السلام قال فقال
هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يسألون أو قال يجتمعون إليك يدعون الله أن يفرق بين
جمع الأمم إلى حيث يشاء لعظم ما هم فيه فالخلق ملجمون في العرق فأما المؤمن فهو عليه
كالزكمة وأما الكافر فيتغشاه الموت قال يا عيسى انتظر حتى أرجع إليك
قال وذهب نبي الله صلى الله عليه و سلم فقام تحت العرش
فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب
إلى محمد فقل له ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع
قال فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانا
واحدا
قال فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم فيه مقاما إلا شفعت
حتى أعطاني الله من ذلك أن قال أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا
الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
5504 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله
بما عصوا الله واجترؤوا على معصيته وخالفوا طاعته فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على
الله ساجدا كما أثني عليه قائما فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع
رواه الطبراني في الكبير والصغير بإسناد حسن
5505 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سألت رسول الله
صلى الله عليه و سلم قلت يا رسول الله ماذا رد إليك ربك في الشفاعة قال والذي نفس
محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي لما رأيت من حرصك على العلم والذي
نفس محمد بيده لما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي لهم
وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وأن محمدا رسول الله يصدق لسانه قلبه
وقلبه لسانه
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
5506 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال أصبح رسول
الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك
رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك
لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر رضي الله عنه
سل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فقال نعم
عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد حتى
انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر
اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك فقال قد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد
أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل
عمران 33 فينطلقون إلى نوح عليه السلام فيقولون اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله
واستجاب لك في دعائك فلم يدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي
فانطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فينطلقون إلى إبراهيم عليه السلام
فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما فينطلقون إلى موسى
عليه السلام فيقول ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم فإنه كان يبرىء
الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد
ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا
إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم قال فينطلقون إلي وآتي جبريل فيأتي جبريل ربه فيقول
ائذن له وبشره بالجنة قال فينطلق به جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله تبارك
وتعالى يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر
ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع فيذهب ليقع
ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه ويفتح الله عليه من الدعاء ما لم يفتح على بشر قط فيقول
أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى
إنه ليرد على الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون ثم
يقال ادعوا الأنبياء فيجيء النبي معه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي ليس
معه أحد ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون فيمن أرادوا فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول
الله جل وعلا أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا فيدخلون الجنة
ثم يقول الله تبارك وتعالى انظروا في النار هل فيها من أحد عمل خيرا قط فيجدون في النار
رجلا فيقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أسامح الناس في البيع فيقول
الله اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي ثم يخرج من النار آخر فيقال له هل عملت خيرا
قط فيقول لا غير أني كنت أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت
مثل الكحل اذهبوا بي إلى البحر فذروني في الريح فقال الله لم فعلت ذلك قال من
مخافتك فيقول انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله فيقول لم تسخر بي
وأنت الملك فذلك الذي ضحكت به من الضحى
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وقال
قال إسحاق يعني ابن إبراهيم هذا من أشرف الحديث وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي
صلى الله عليه و سلم نحو هذا منهم حذيفة وأبو مسعود وأبو هريرة وغيرهم انتهى
العصابة بكسر العين الجماعة لا واحد له قاله الأخفش وقيل
هي ما بين العشرة أو العشرين إلى الأربعين
5507 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن لكل نبي يوم
القيامة منبرا من نور وإني لعلى أطولها وأنورها فيجيء
مناد ينادي أين النبي الأمي قال فتقول الأنبياء كلنا نبي أمي فإلى أين أرسل فيرجع
الثانية فيقول أين النبي الأمي العربي قال فينزل محمد صلى الله عليه و سلم حتى
يأتي باب الجنة فيقرعه فيقول من فيقول محمد أو أحمد فيقال أوقد أرسل إليه فيقول نعم
فيفتح له فيدخل فيتجلى له الرب تبارك وتعالى ولا يتجلى لشيء قبله فيخر لله ساجدا
ويحمده بمحامد لم يحمده بها أحد ممن كان قبله ولن يحمده بها أحد ممن كان بعده
فيقال له يا محمد ارفع رأسك تكلم تسمع واشفع تشفع
فذكر الحديث رواه ابن حبان في صحيحه
5508 - وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس قال فيقوم المؤمنون
حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل
أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله
قال فيقول إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى
الذي كلمه الله تكليما قال فيأتون موسى فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة
الله وروحه فيقول عيسى لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه و سلم فيقوم
فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم
كالبرق
قال قلت بأبي وأمي أي شيء كالبرق قال ألم تروا إلى البرق
كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الطير وشد الرحال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم
على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع
السير إلا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش
ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا
رواه مسلم
5509 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر
وما من بني آدم يومئذ فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر
قال فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فذكر الحديث إلى أن قال فيأتوني فأنطلق
معهم قال ابن جدعان قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فآخذ
بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا
فيقال محمد فيفتحون لي ويرحبون فيقولون مرحبا فأخر ساجدا
فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وقل يسمع
لقولك وهو المقام المحمود الذي قال الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا الإسراء 97
رواه الترمذي وقال حديث حسن وروى ابن ماجه صدره قال أنا
سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر وأنا أول
شافع وأول مشفع ولا فخر ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر
وفي إسنادهما علي بن يزيد بن جدعان
5510 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي في
دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة وقال أنا سيد الناس يوم القيامة
هل تدرون مم ذاك يجمع لله الأولين والآخرين في صعيد واحد
فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا
يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه وإلى ما بلغكم ألا تنظرون
من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت
أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة
ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فقال إن ربي غضب اليوم غضبا لم
يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي
ذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل
الأرض وقد سماك لله عبدا شكورا ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا
تشفع لنا إلى ربك فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده
مثله وإنه قد كان لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري اذهبوا
إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض شفع لنا إلى
ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله
ولن يغضب بعده مثله وإني كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرها نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى
غيري ذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله
برسالاته
وبكلامه على الناس شفع لنا إلى ربك أما ترى إلى ما نحن
فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد
قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري ذهبوا إلى عيسى فيأتون
عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس
في المهد شفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم
غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى
غيري اذهبوا إلى محمد فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه
فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء
عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد رفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع
فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من
لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من
الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة
وهجر أو كما بين مكة وبصرى
رواه البخاري ومسلم
5511 - وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يقول إبراهيم يوم القيامة يا رباه فيقول الرب جل وعلا يا لبيكاه فيقول
إبراهيم يا رب حرقت بني فيقول أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شعيرة من
إيمان
رواه ابن حبان في صحيحه ولا أعلم في إسناده مطعنا
وروى الطبراني عن زيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم يشفع الله تبارك وتعالى آدم يوم القيامة من ذريته
في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف
5512 - وعن عبد الله بن شقيق قال جلست إلى قوم أنا رابعهم
فقال أحدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من
أمتي أكثر من بني تميم
قلنا سواك يا رسول الله قال سواي
قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
نعم فلما قام قلت من هذا قالوا ابن الجدعاء أو ابن أبي
الجدعاء
رواه ابن حبان في صحيحه وابن ماجه إلا أنه قال عن شقيق
عن عبد الله بن أبي الجدعاء
5513 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر
فقال رجل يا رسول الله أو ما ربيعة من مضر قال إنما أقول ما أقول
رواه أحمد بإسناد جيد
5514 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
5515 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها ويبقى منبري لا
أجلس عليه أو قال لا أقعد عليه قائما بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى
أمتي بعدي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول الله عز و جل يا محمد ما تريد أن أصنع
بأمتك فأقول يا رب عجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمته
ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى
النار حتى إن مالكا خازن النار ليقول يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي في البعث وليس
في إسنادهما من ترك
الصكاك جمع صك وهو الكتاب
5516 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال أشفع لأمتي حتى يناديني ربي تبارك وتعالى فيقول أقد رضيت
يا محمد فأقول إي رب قد رضيت
رواه البزار والطبراني وإسناده حسن إن شاء الله
5517 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي
رواه أبو داود والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه
والبيهقي ورواه ابن حبان أيضا والبيهقي من حديث جابر
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم
وأكفى أما إنها ليست للمؤمنين المتقدمين ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وإسناده جيد ورواه ابن
ماجه من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه
قال الحافظ وتقدم في الجهاد أحاديث في شفاعة الشهداء
وأحاديث الشفاعة كثيرة وفيما ذكرناه غنية عن سائرها والله الموفق
كتاب صفة الجنة والنار 1 - الترغيب في سؤال الجنة والاستعاذة
من النار
5519 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قولوا اللهم
إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال
وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات
رواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي النسائي
5520 - وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت سمعني رسول الله
صلى الله عليه و سلم وأنا أقول اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان
وبأخي معاوية فقال سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل
شيئا منها قبل أجله ولا يؤخر ولو كنت سألت الله أن يعيذك من النار وعذاب القبر كان
خيرا وأفضل
رواه مسلم
5521 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار يا رب إن
عبدك فلانا استجار مني فأجره ولا سأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة يا رب إن
عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة
رواه أبو يعلى بإسناد على شرط البخاري ومسلم
5522 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن
استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
ولفظهم واحد والحاكم وقال صحيح الإسناد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن لله ملائكة سيارة يتبعون مجالس الذكر فذكر الحديث إلى أن قال
فيسألهم الله عز و جل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك يسبحونك
ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك
قال فما يسألوني قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي
قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك
قال ومما يستجيروني قالوا من نارك يا رب
قال وهل رأوا ناري قالوا لا
قال فكيف لو رأوا ناري
قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما
سألوا وأجرتهم مما استجاروا
الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ له وتقدم بتمامه في
الذكر
2 - الترهيب من النار أعاذنا الله منها بمنه وكرمه
5524 - عن أنس رضي الله عنه قال كان أكثر دعاء النبي صلى
الله عليه و سلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار البقرة
102
رواه البخاري
5525 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اتقوا النار قال وأشاح ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح
ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة
طيبة
رواه البخاري ومسلم
أشاح بشين معجمة وحاء مهملة معناه حذر النار كأنه ينظر
إليها وقال الفراء المشيح على معنيين المقبل إليك والمانع لما وراء ظهره قال وقوله
أعرض وأشاح أي أقبل
5526 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه
الآية وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء 412 دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا
فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن
كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني
هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا
أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا
رواه مسلم واللفظ له والبخاري والترمذي والنسائي بنحوه
5527 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يقول أنذرتكم النار أنذرتكم النار حتى لو أن
رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5528 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش
يقعن فيها فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيها
رواه البخاري ومسلم
5529 - وفي رواية لمسلم إنما مثلي كمثل رجل استوقد نارا
فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتقحمن
فيها
قال فذلكم مثلي ومثلكم وأنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن
النار هلم عن النار فيغلبوني ويقتحمون فيها
5530 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها
وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي
رواه مسلم
الحجز بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجزة وهي معقد الإزار
5531 - وروي عن كليب بن حزن رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم فإن
الجنة لا ينام طالبها وإن النار لا ينام
هاربها وإن الآخرة اليوم محفوفة بالمكاره وإن الدنيا
محفوفة باللذات والشهوات فلا تلهينكم عن الآخرة
رواه الطبراني
5532 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها
رواه الترمذي وقال هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن
عبيد الله يعني ابن موهب التيمي
قال الحافظ قد رواه عبد الله بن شريك عن أبيه عن محمد
الأنصاري والسدي عن أبيه عن أبي هريرة أخرجه البيهقي وغيره
5533 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يا معشر المسلمين ارغبوا فيما رغبكم الله فيه واحذروا مما حذركم الله منه
وخافوا مما خوفكم الله به من عذابه وعقابه ومن جهنم فإنها لو كانت قطرة من الجنة معكم
في دنياكم التي أنتم فيها حلتها لكم ولو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي
أنتم فيها خبثتها عليكم
رواه البيهقي ولا يحضرني الآن إسناده
5534 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم أتي بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه
السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا
جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما
أنفقوا من شيء فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما
كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت
رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما
تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين
لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على رجل قد
جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها قال يا جبريل ما هذا قال
هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها وهو يريد أن يزيد عليها ثم أتى
على قوم
تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت
كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل ما هؤلاء قال خطباء الفتنة ثم أتى
على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع قال ما
هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا
يستطيع ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت فقال ما هذا قال صوت
الجنة تقول يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر غرسي وحريري وسندسي وإستبرقي
وعبقريي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي ومائي ولبني
وخمري ائتني بما وعدتني
قال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي
وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا فهو آمن ومن سألني أعطيته
ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته إني أنا الله لا إله إلا أنا لا خلف لميعادي
قد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن الخالقين فقالت قد رضيت ثم أتى على واد فسمع
صوتا منكرا فقال يا جبريل ما هذا الصوت قال هذا صوت جهنم تقول يا رب ائتني بأهلي
وبما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري
واشتد حري ائتني بما وعدتني قال لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن
بيوم الحساب قالت قد رضيت فذكر الحديث في قصة الإسراء وفرض الصلاة وغير ذلك
رواه البزار عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن
أبي هريرة
5535 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أنه قال والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
قالوا وما رأيت يا رسول الله قال رأيت الجنة والنار
رواه مسلم وأبو يعلى
5536 - وروي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه و سلم مر بقوم وهم يضحكون فقال تضحكون وذكر الجنة والنار بين
أظهركم
قال فما رئي أحد منهم ضاحكا حتى مات قال ونزلت فيهم نبيء
عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم الحجر 94
رواه البزار وليس في إسناده من ترك ولا اتهم
5537 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه خطب فقال لا تنسوا
العظيمتين الجنة والنار ثم بكى حتى جرى أو بل دموعه
جانبي لحيته ثم قال والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم من أمر الآخرة لمشيتم
إلى الصعيد ولحثيتم على رؤوسكم التراب
رواه أبو يعلى
5538 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا جبريل ما لي أراك متغير اللون فقال ما
جئتك حتى أمر الله عز و جل بمنافخ النار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا
جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد
عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها
ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق
لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك
بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا لمات من في الأرض كلهم من قبح
وجهه ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت
الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى ينتهي إلى الأرض السفلى
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حسبي يا جبريل لا
ينصدع قلبي فأموت قال فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جبريل وهو يبكي فقال
تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به فقال وما لي لا أبكي أنا أحق
بالبكاء لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها وما أدري لعلي أبتلى
بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به هاروت
وماروت
قال فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم وبكى جبريل عليه
السلام
فما زالا يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد إن الله
عز و جل قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله
عليه و سلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون فقال أتضحكون ووراءكم جهنم فلو تعلمون
ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما أسغتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى
الصعدات تجأرون إلى الله
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم شرح بعض غريبه في حديث
آخر في ذكر الموت
5539 - وروي عن عمر أيضا رضي الله عنه أن جبريل عليه
السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم حزينا لا يرفع رأسه فقال له رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما لي أراك يا جبريل حزينا قال إني رأيت نفحة من جهنم فلم
ترجع إلي روحي بعد
رواه الطبراني في الأوسط
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أنه قال لجبريل ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قط قال ما ضحك ميكائيل منذ
خلقت النار
رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش وبقية رواته ثقات
5541 - وروي عن أنس أيضا رضي الله عنه قال تلا رسول الله
صلى الله عليه و سلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة التحريم 7
فقال أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت
وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها الحديث
رواه البيهقي والأصبهاني وتقدم بتمامه في البكاء
5542 - وعن أنس بن مالك أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ولولا أنها أطفئت
بالماء مرتين ما استمتعتم بها وإنها لتدعو الله أن لا يعيدها فيها
رواه ابن ماجه بإسناد واه والحاكم عن جسر بن فرقد وهو
واه عن الحسن عنه وقال صحيح الإسناد
5543 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يؤتى بالنار يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون
ألف ملك يجرونها
رواه مسلم والترمذي
فصل في شدة حرها وغير ذلك 5544 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار
جهنم قالوا والله إن كانت لكافية قال إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل
حرها
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وليس عند مالك كلهن
مثل حرها
ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي فزادوا فيه
وضربت بالبحر مرتين ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد
5545 - وفي رواية للبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم
هذه هي أشد سوادا من القار هي جزء من بضعة وستين جزءا
منها أو نيف وأربعين
شك أبو سهيل
قال الحافظ وجميع ما يأتي في صفة الجنة والنار معزوا إلى
البيهقي فهو مما ذكره في كتاب البعث والنشور وما كان من غيره من كتبه أعزوه إليه
إن شاء الله
5546 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
5547 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس
فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه
رواه أبو يعلى وإسناده حسن وفي متنه نكارة
ورواه البزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم
5548 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لو أن غربا من جهنم جعل في وسط الأرض لأذى نتن ريحه وشدة حره ما بين
المشرق والمغرب ولو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب
رواه الطبراني وفي إسناده احتمال للتحسين
الغرب بفتح الغين المعجمة وإسكان الراء بعدهما باء موحدة
هي الدلو العظيمة
5549 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها
وإلى ما أعددت لأهلها فيها
قال فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها
قال فرجع إليه قال وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر
بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها
فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد وقال اذهب
إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فنظر إليها فإذا هي يركب
بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات
فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها
رواه أبو داود والنسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث
حسن صحيح
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى إذا
رأتهم من مكان بعيد الفرقان 21 من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتي بجهنم تقاد بسبعين
ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لأتت على كل بر وفاجر سمعوا لها
تغيظا وزفيرا الفرقان 21
تزفر زفرة ولا تبقى قطرة من دمع إلا ندرت ثم تزفر الثانية
فتقطع القلوب من أماكنها تقطع اللهوات والحناجر وهي قوله وبلغت القلوب الحناجر
الأحزاب 01
رواه آدم بن أبي إياس في تفسيره موقوفا
فصل في ظلمتها وسوادها وشررها 5552 - وروي عن أنس رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر ناركم هذه فقال إنها لجزء من سبعين
جزءا من نار جهنم وما وصلت إليكم حتى أحسبه قال نضحت مرتين بالماء لتضيء لكم ونار
جهنم سوداء مظلمة
رواه البزار وتقدم أن الحاكم صححه
5553 - وروي عنه أيضا رضي الله عنه قال تلا رسول الله
صلى الله عليه و سلم هذه الآية وقودها الناس والحجارة البقرة 42 والتحريم 6 فقال
أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء
مظلمة لا يضيء لهبها
رواه البيهقي والأصبهاني وتقدم
5554 - وعن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه إنها ترمي
بشرر كالقصر
وفي رواية لا يطفأ لهبها المرسلات 23 قال أما إني لست
أقول كالشجرة ولكن كالحصون والمدائن
رواه البيهقي بإسناد لا بأس به فيه خديج بن معاوية وقد
وثقه أبو حاتم
فصل في أوديتها وجبالها 5555 - عن أبي سعيد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا
قبل أن يبلغ قعره
رواه أحمد والترمذي إلا أنه قال واد بين جبلين يهوي فيه
الكافر سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعره
ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو رواية الترمذي والحاكم
وقال صحيح الإسناد ورواه البيهقي من طريق الحاكم إلا أنه قال يهوي فيه الكافر
أربعين خريفا قبل أن يفرغ من حساب الناس
قال الحافظ رووه كلهم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن
أبي الهيثم إلا الترمذي فإنه رواه من طريق ابن لهيعة عن دراج وقال غريب لا نعرفه
إلا من حديث ابن لهيعة عند دراج
5556 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال في قوله سأرهقه صعودا المدثر 71 قال جبل من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده
عليه ذابت فإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله عليه ذابت فإذا رفعها عادت يصعد سبعين
خريفا ثم يهوي كذلك
رواه أحمد والحاكم من طريق دراج أيضا وقال صحيح الإسناد
ورواه الترمذي من طريق ابن لهيعة عن دراج مختصرا قال الصعود جبل من نار يتصعد فيه الكافر
سبعين خريفا ويهوي به كذلك أبدا
وقال غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة
عن دراج عن أبي الهيثم عنه ورواه البيهقي عن شريك عن
عمار الدهني عن عطية العوفي عنه مرفوعا أيضا ومن حديث إسرائيل وسفيان كلاهما عن
عمار عن عطية عنه موقوفا بنحوه بزيادة
5557 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه فسوف يلقون غيا مريم
36
قال الحافظ رواه الحاكم مرفوعا كما تقدم من حديث عمرو بن
الحارث قال واد في جهنم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات
رواه الطبراني والبيهقي من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد
الله بن مسعود ولم يسمع منه ورواة بعض طرقه ثقات
5558 - وفي رواية للبيهقي قال نهر في جهنم بعيد القعر
خبيث الطعم
وإسناد هذه جيد لولا الانقطاع
5559 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله وجعلنا
بينهم موبقا الكهف 35 قال واد من قيح ودم
رواه البيهقي وغيره من طريق يزيد بن درهم وهو مختلف فيه
5560 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم تعوذوا بالله من جب الحزن أو وادي الحزن قيل يا رسول الله وما جب الحزن
أو وادي الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله للقراء
المرائين
رواه البيهقي بإسناد حسن
5561 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال تعوذوا بالله من جب الحزن
قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ
منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة
قيل يا رسول الله من يدخله قال أعد للقراء المرائين
بأعمالهم وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء الجورة
رواه ابن ماجه واللفظ له والترمذي وقال حديث غريب رواه
الطبراني من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في جهنم لواديا
تستعيذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم أربعمائة مرة أعد للمرائين من أمة محمد صلى الله
عليه و سلم
5562 - وعن شفي بن ماتع قال إن في جهنم قصرا يقال له هوى
يرمى الكافر من أعلاه أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله قال الله تعالى ومن يحلل عليه
غضبي فقد هوى طه 18
وإن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات وعقارب فقار
إحداهن مقدار سبعين قلة سم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة تلدغ الرجل ولا يلهيه
ما يجد من حر جهنم عن حموة لدغتها فهو لمن خلق له وإن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل
قيحا ودما وإن في جهنم سبعين داء كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم
روه ابن أبي الدنيا موقوفا عليه وفي صحبته خلاف تقدم
5563 - وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال إن في النار
سبعين ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف جحر وفي كل جحر حية
تأكل وجوه أهل النار
رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عياش ورواه البخاري
في تاريخه من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلام عن الحجاج بن عبد الله الثمالي وله صحبة أن نفير بن مجيب وكان من أصحاب النبي
صلى الله عليه و سلم من قدمائهم قال إن في جهنم سبعين ألف واد في كل واد سبعون ألف
شعب في كل شعب سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف بئر في
كل بئر سبعون ألف ثعبان في شدق كل ثعبان سبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر أو
المنافق حتى يواقع ذلك كله
قال الحافظ سعيد بن يوسف وهو اليمامي الحمصي الرحبي ضعفه
يحيى بن معين وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن أبي حاتم ليس بالمشهور ولا أرى
حديثه منكرا كذا قال فأورد عليه هذا الحديث لظهور نكارته والله أعلم
فصل في بعد قعرها 5564 - عن خالد بن عمير قال خطب عتبة
بن غزوان رضي الله عنه فقال إنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها
سبعين عاما ما يدرك لها قعرا والله لتملأنه أفعجبتم
رواه مسلم هكذا
5565 - ورواه الترمذي عن الحسن قال قال عتبة بن غزوان
على منبرنا هذا يعني منبر البصرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الصخرة
العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين
عاما وما تفضي إلى قرارها وكان عمر يقول أكثروا ذكر
النار فإن حرها شديد وإن قعرها بعيد وإن مقامعها حديد
قال الترمذي لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما
قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر
5566 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لو أن حجرا قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ
قعرها
رواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم
من طريق عطاء بن السائب
5567 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا عند النبي
صلى الله عليه و سلم فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتدرون ما هذا
قلنا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا فالآن حين انتهى
إلى قعرها
رواه مسلم
5568 - ورواه الطبراني من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوتا هاله فأتاه جبريل عليه السلام
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هذا الصوت يا جبريل فقال هذه صخرة هوت من
شفير جهنم من سبعين عاما فهذا حين بلغت قعرها فأحب الله أن يسمعك صوتها فما رئي
رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا ملء فيه حتى قبضه الله عز و جل
5569 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لو أن صخرة وزنت عشر خلفات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت
قعرها سبعين خريفا حتى تنتهي إلى غي وأثام
قيل وما غي وأثام قال بئران في جهنم يسيل فيهما صديد أهل
النار وهما اللتان ذكرهما الله في كتابه أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون
غيا مريم 95 وقوله ومن يفعل ذلك يلق أثاما الفرقان 86
رواه الطبراني والبيهقي مرفوعا ورواه غيرهما موقوفا على
أبي أمامة وهو أصح
الخلفات جمع خلفة وهي الناقة الحامل
5570 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يخبر أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال والذي
نفسي بيده إن بعد ما بين شفير النار إلى أن يبلغ قعرها
لصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن يهوي فيما بين شفير النار إلى أن
يبلغ قعرها سبعين خريفا
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح إلا أن الراوي عن معاذ
لم يسم
5571 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد
فصل في سلاسلها وغير ذلك 5572 - عن عبد الله بن عمرو رضي
الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رصاصة مثل هذه وأشار مثل
الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو
أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها
رواه أحمد والترمذي والبيهقي كلهم من طريق دراج عن عيسى
بن هلال الصدفي عنه وقال الترمذي إسناده حسن
5573 - وعن يعلى ابن منية رفع الحديث إلى النبي صلى الله
عليه و سلم قال ينشىء الله سحابة سوداء مظلمة فيقال يا أهل النار أي شيء تطلبون
فيذكرون بها سحابة الدنيا فيقولون يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل
تزيد في سلاسلهم وجمرا تلتهب عليهم
رواه الطبراني وقد روي موقوفا عليه وهو أصح
ويعلى ابن منية صحابي مشهور ومنية أمه ويقال جدته
وهي بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان وكثيرا ما ينسب إلى
أبيه أمية
5574 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لو أن مقمعا من حديد جهنم وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان ما
أقلوه من الأرض
رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد
وفي رواية لأحمد وأبي يعلى قالا قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لو ضرب الجبل بمقمع من حديد جهنم لتفتت ثم عاد
وروى هذه الحاكم أيضا إلا أنه قال لتفتت فصار رمادا
وقال صحيح الإسناد
المقمع المطرق وقيل السوط
5576 - وعن محمد بن هاشم رضي الله عنه قال لما نزلت هذه
الآية نارا وقودها الناس والحجارة البقرة 42 والتحريم 6 قرأها النبي صلى الله عليه
و سلم فسمعها شاب إلى جنبه فصعق فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه في حجره رحمة
له فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم فتح عينيه فقال بأبي أنت وأمي مثل أي شيء الحجر
قال أما يكفيك ما أصابك على أن الحجر الواحد منها لو وضع على جبال الدنيا كلها
لذابت منه وإن مع كل إنسان منهم حجرا وشيطانا
رواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن الوضاح حدثنا عباءة
بن كليب عن محمد بن هاشم وعباءة قال أبو حاتم صدوق في حديثه إنكار أخرجه البخاري
في الضعفاء يحول من هناك
5577 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى وقودها
الناس والحجارة قال هي حجارة من كبريت خلقها الله يوم خلق السموات والأرض في
السماء الدنيا يعدها للكافرين
رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرط الشيخين
5578 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة
خمسمائة سنة فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في سماء والحوت على صخرة
والصخرة بيد ملك والثانية مسجن الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن
يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور قال له
الجبار تبارك وتعالى إذا تكفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي
قال الله في كتابه ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم الذاريات 24 والثالثة
فيها حجار جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله أللنار كبريت قال نعم
والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت
والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم
على وضم والسادسة فيها عقارب جهنم إن
أدنى عقرب منها كالبغا تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر
جهنم والسابعة سقر فيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن
يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه
رواه الحاكم وقال تفرد به أبو السمح وقد ذكرت عدالته بنص
الإمام يحيى بن معين والحديث صحيح ولم يخرجاه
قال الحافظ أبو السمح هو دراج وقبله عبد الله بن عياش
القتباني ويأتي الكلام عليهما وفي متنه نكارة والله أعلم
قوله تكفأ الأرض مهموز أي تقلبها
والوضم بفتح الواو والضاد المعجمة جميعا هو كل شيء يوضع
عليه اللحم والمراد هنا أنه لا يبقى منه لحم إلا سقط عن موضعه
فصل في ذكر حياتها وعقاربها 5579 - عن عبد الله بن
الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في
النار حيات كأمثال أعناق البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حرها سبعين خريفا وإن في
النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة
رواه أحمد والطبراني من طريق ابن لهيعة عن دراج عنه
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عنه وقال الحاكم
صحيح الإسناد
5580 - وعن يزيد بن شجرة قال إن لجهنم لجبابا في كل جب
ساحلا كساحل البحر فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال الذل فإذا سأل أهل النار
التخفيف قيل اخرجوا إلى الساحل فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله
من ذلك فتكشطها فيرجعون فيبادرون إلى معظم النيران ويسلط عليهم الجرب حتى إن أحدهم
ليحك جلده حتى يبدو العظم فيقال يا فلان هل يؤذيك هذا فيقول نعم فيقال له ذلك بما
كنت تؤذي المؤمنين
رواه ابن أبي الدنيا
قال الحافظ ويزيد بن شجرة الرهاوي مختلف في صحبته والله
أعلم
5581 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى زدناهم
عذابا فوق العذاب النحل 88 قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال
رواه أبو يعلى والحاكم موقوفا وقال صحيح على شرط الشيخين
فصل في شراب أهل النار 5582 - عن أبي سعيد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله كالمهل الدخان 64 قال كعكر الزيت فإذا قرب
إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه
رواه أحمد والترمذي من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن
الحارث عن دراج عن أبي الهيثم وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث رشدين
قال الحافظ قد رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث
ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج وقال الحاكم صحيح الإسناد
5583 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه فيسلت
ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان
رواه الترمذي والبيهقي إلا أنه قال فيخلص فينفذ الجمجمة
حتى يخلص إلى جوفه
روياه من طريق أبي السمح وهو دراج عن ابن حجيرة وقال
الترمذي حديث حسن غريب صحيح
الحميم هو المذكور في القرآن في قوله تعالى وسقوا ماء
حميما فقطع أمعاءهم محمد 51
وروي عن ابن عباس وغيره أن الحميم الحار الذي يحرق
وقال الضحاك الحميم يغلي منذ خلق الله السموات والأرض
إلى يوم يسقونه ويصب على رؤوسهم
وقيل هو ما يجتمع من دموع أعينهم في حياض النار فيسقونه
وقيل غير ذلك
في قوله تعالى ويسقى من ماء صديد يتجرعه إبراهيم 71 قال
يقرب إلى فيه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه
حتى يخرج من دبره قال الله عز و جل وسقوا ماء حميما
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم فقطع أمعاءهم ويقول وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب
الكهف 92 رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
5585 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا
رواه الترمذي من حديث رشدين عن عمرو بن الحارث عن دراج
عن أبي الهيثم وقال الترمذي إنما نعرفه من حديث رشدين
قال الحافظ رواه الحاكم وغيره من طريق ابن وهب عن عمرو
بن الحارث به وقال الحاكم صحيح الإسناد
الغساق هو المذكور في القرآن في قوله تعالى فليذوقوه
حميم وغساق ص 75 وقوله لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا النساء 42
52
وقد اختلف في معناه فقيل هو ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه
قاله ابن عباس وقيل هو صديد أهل النار قاله إبراهيم وقتادة وعطية وعكرمة وقال كعب
هو عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك فيستنقع فيؤتى
بالآدمي فيغمس فيها غمسة واحدة فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام ويتعلق جلده
ولحمه في عقبيه وكعبيه فيجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه وقال عبد الله بن عمرو الغساق
القيح الغليظ لو أن قطرة منه تهراق في المغرب لأنتنت أهل المشرق ولو تهراق في
المشرق لأنتنت أهل المغرب وقيل غير ذلك
5586 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر وإن
مات مدمن الخمر سقاه الله جل وعلا
من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج
المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
المومسات بضم الميم الأولى وكسر الثانية هن الزانيات
5587 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات
مات كافرا فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما
طينة الخبال قال صديد أهل النار
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث
عبد الله بن عمرو أطول منه إلا أنه قال من عاد في الرابعة كان حقا على الله أن
يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة
قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار
وتقدم في شرب الخمر وتقدم أيضا فيه حديث أنس من فارق
الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وبعث من قبره سكران وأمر به إلى النار سكران فيه
عين يجري منها القيح والدم هو طعامهم وشرابهم ما دامت السموات والأرض
فصل في طعام أهل النار 5588 - عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا
وأنتم مسلمون آل عمران 201 فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن قطرة من
الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا
أنه قال
فكيف بمن ليس له طعام غيره
والحاكم إلا أنه قال فيه فقال والذي نفسي بيده لو أن
قطرة من الزقوم قطرت في بحار الأرض لأفسدت
أو قال لأمرت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه
وقال صحيح على شرطهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح وروي
موقوفا على ابن عباس
5589 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب
فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون فيغاثون بطعام
ذي غصة فيذكرون أنهم يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع إليهم
بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم
فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا
فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال غافر 05 قال فيقولون ادعوا مالكا فيقولون يا
مالك ليقض علينا ربك الزخرف 77 قال فيجيبهم إنكم ماكثون الزخرف 77 قال الأعمش نبئت
أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام
قال فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون
ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
المؤمنون 601 701 قال فيجيبهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون المؤمنون 801 قال فعند ذلك
يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل
رواه الترمذي والبيهقي كلاهما عن قطبة بن عبد العزيز عن
الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عنه وقال الترمذي قال عبد
الله بن عبد الرحمن والناس لا يرفعون هذا الحديث قال وإنما روي هذا الحديث عن
الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء
قوله وليس بمرفوع وقطبة بن عبد العزيز ثقة عند أهل
الحديث انتهى
5590 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى طعاما
ذا غصة المزمل 31 قال شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج
رواه الحاكم موقوفا عن شبيب بن شيبة عن عكرمة عنه وقال
صحيح الإسناد
فصل في عظم أهل النار وقبحهم فيها 5591 - عن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال لو أن رجلا من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا
من وحشة منظره ونتن ريحه قال ثم بكى عبد الله بكاء شديدا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا وفي إسناده ابن لهيعة
5592 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
المنكب مجتمع رأس الكتف والعضد
5593 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار كما بين قديد ومكة
وكثافة جسده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار
رواه أحمد واللفظ له ومسلم ولفظه
قال ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث
والترمذي ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرس
الكافر يوم القيامة مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل
الربذة
وقال حديث حسن غريب
قوله مثل الربذة يعني كما بين المدينة والربذة والبيضاء
جبل انتهى
5594 - وفي رواية للترمذي قال إن غلظ جلد الكافر اثنان
وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة
وقال في هذه حديث حسن غريب صحيح ورواه ابن حبان في صحيحه
ولفظه قال جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد ورواه
الحاكم وصححه ولفظه وهو رواية لأحمد بإسناد جيد قال
ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا
وعضده مثل البيضاء وفخذه مثل ورقان ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة
قال أبو هريرة وكان يقال بطنه مثل بطن إضم
الجبار ملك باليمن له ذراع معروف المقدار كذا قال ابن
حبان وغيره وقيل ملك بالعجم
5595 - وعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن الكافر ليسحب لسانه الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس
رواه الترمذي عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عنه وقال
هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه والفضل بن يزيد كوفي قد روى عنه غير واحد من
الأئمة وأبو المخارق ليس بمعروف انتهى
قال الحافظ رواه الفضل بن يزيد
5596 - عن أبي العجلان قال سمعت عبد الله بن عمرو بن
العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الكافر ليجر
لسانه فرسخين يوم القيامة يتوطؤه الناس
أخرجه البيهقي وغيره وهو الصواب وقول الترمذي أبو
المخارق ليس بمعروف وهم إنما هو أبو العجلان المحاربي ذكره البخاري في الكنى وقال
أبو بكر مربع الحافظ ليس له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا الإسناد إلا
هذا الحديث انتهى
5597 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة
سبعمائة عام وإن غلظ جلده سبعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده قريب من
الحسن
5598 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم في قوله تعالى يوم ندعوا كل أناس بإمامهم الإسراء 17 قال يدعى أحدهم
فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من
نور يتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم آتنا بهذا وبارك لنا
في هذا حتى يأتيهم فيقول لهم أبشروا
لكل رجل منكم مثل هذا قال وأما الكافر فيسود وجهه ويمد
له في جسمه ستون ذراعا في صورة آدم ويلبس تاجا من نار فيراه أصحابه فيقولون نعوذ
بالله من شر هذا
اللهم لا تأتنا بهذا فيأتيهم فيقولون اللهم اخزه فيقول
أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب واللفظ له وابن حبان في
صحيحه والبيهقي
5599 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام وكل ضرس مثل أحد وفخذه مثل
ورقان وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعا
رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم كلهم من رواية ابن لهيعة
5600 - وروى ابن ماجه من طريق عيسى بن المختار عن محمد
بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن
الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أحد وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على
ضرسه
5601 - وعن مجاهد قال قال ابن عباس رضي الله عنهما أتدري
ما سعة جهنم قلت لا
قال أجل والله والله ما تدري إن بين شحمة أذن أحدهم وبين
عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري فيه أودية القيح والدم
قلت أنهار قال لا بل أودية
رواه أحمد بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد
5602 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال وهم فيها كالحون المؤمنون 401 قال تشويه النار فتقلص شفته العليا
حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب والحاكم
وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ عبد العظيم وقد ورد أن من هذه الأمة من يعظم
في النار كما يعظم فيها الكفار فروى ابن ماجه والحاكم وغيرهما من حديث عبد الله بن
قيس قال كنت عند أبي بردة ذات ليلة فدخل علينا الحارث بن أقيش رضي الله عنه فحدثنا
الحارث ليلتئذ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من أمتي من يدخل الجنة
بشفاعته أكثر من مضر وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها
اللفظ لابن ماجه وإسناده جيد وقال الحاكم صحيح على شرط
مسلم وتقدم لفظه فيمن مات له ثلاثة من الأولاد ورواه أحمد بإسناد جيد أيضا إلا أنه
قال عن عبد الله بن قيس قال سمعت الحارث بن أقيش يحدث أن أبا برزة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول
فذكره كذا في أصلي وأراه تصحيفا وصوابه سمعت الحارث بن أقيش
يحدث أبا بردة كما في ابن ماجه والله أعلم
5603 - وعن أبي غسان الضبي قال قال أبو هريرة رضي الله
عنه بظهر الحيرة تعرف عبد الله بن جراش وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول فخذه في جهنم مثل أحد وضرسه مثل البيضاء
قلت لم ذاك يا رسول الله قال كان عاقا بوالديه
رواه الطبراني بإسناد لا يحضرني
فصل في تفاوتهم في العذاب وذكر أهونهم عذابا 5604 - عن
النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أهون أهل
النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم
رواه البخاري ومسلم ولفظه إن أهون أهل النار عذابا من له
نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه
عذابا وإنه لأهونهم عذابا
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن أهون أهل النار عذابا رجل منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه
مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى كعبيه مع أجزاء العذاب ومنهم من في النار
إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب ومنهم من قد اغتمر
رواه أحمد والبزار ورواته رواة الصحيح وهو في مسلم
مختصرا إن أدنى أهل النار عذابا منتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حر نعليه
5606 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن أدنى أهل النار عذابا الذي له نعلان من نار يغلي منهما دماغه
رواه الطبراني بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه
5607 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما
دماغه
رواه مسلم
5608 - وعن عبيد بن عمير رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما
دماغه كأنه مرجل مسامعه جمر وأضراسه جمر وأشفاره لهب النار وتخرج أحشاء جنبيه من
قدميه وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور
رواه البزار مرسلا بإسناد صحيح
5609 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه
ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه ومنهم من تأخذه
النار إلى ترقوته
رواه مسلم
وفي رواية له منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من
تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى عنقه
5610 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن جهنم لما سيق إليها أهلها
تلقتهم فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم إلا ألقته على
العرقوب
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي مرفوعا ورواه غيرهما
موقوفا عليه وهو أصح
5611 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
فيؤخذ بالنواصي والأقدام الرحمن 14 قال يجمع بين رأسه ورجليه ثم يقصف كما يقصف
الحطب
رواه البيهقي موقوفا
5612 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه
الآية كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب النساء 65 قال يا كعب
أخبرني عن تفسيرها فإن صدقت صدقتك وإن كذبت رددت عليك فقال إن جلد ابن آدم يحرق ويجدد
في ساعة أو في يوم مقدار ستة آلاف مرة قال صدقت رواه البيهقي
5613 - وروي أيضا عن الحسن وهو البصري قال كلما نضجت
جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب قال تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة
كلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا
5614 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له يا
ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس
بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت
بؤسا قط هل مر بك من شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط
رواه مسلم
5615 - وعن سويد بن غفلة رضي الله عنه قال إذا أراد الله
أن ينسى أهل النار جعل للرجل منهم صندوقا على قدره من نار لا ينبض منه عرق إلا فيه
مسمار من نار ثم تضرم فيه النار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق
من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من
نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يلقى أو يطرح في النار فذلك قوله
من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به
عباده يا عباد فاتقون
الزمر 61 وذلك قوله لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون
الأنبياء 001 قال فما يرى أن في النار أحدا غيره
رواه البيهقي بإسناد حسن موقوفا ورواه أيضا بنحوه من
حديث ابن مسعود بإسناد منقطع
قال الحافظ سويد بن غفلة ولد في العام الذي ولد فيه
النبي صلى الله عليه و سلم وهو عام الفيل وقدم المدينة حين دفنوا النبي صلى الله
عليه و سلم ولم يره وتوفي في زمن الحجاج وهو ابن خمس وعشرين وقيل سبع وعشرين ومائة
فصل في بكائهم وشهيقهم 5616 - عن عبد الله بن عمرو رضي
الله عنهما قال إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يقول إنكم
ماكثون ثم يدعون ربهم فيقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فلا يجيبهم
مثل الدنيا ثم يقول اخسؤوا فيها ولا تكلمون المؤمنون 801 ثم ييأس القوم فما هو إلا
الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير
رواه الطبراني موقوفا ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم
وقال صحيح على شرطهما
الشهيق في الصدر
والزفير في الحلق وقال ابن فارس الشهيق ضد الزفير لأن
الشهيق رد النفس والزفير إخراج النفس
5617 - وروى البيهقي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس في قوله لهم فيها زفير وشهيق قال صوت شديد وصوت ضعيف
قال الحافظ وتقدم حديث أبي الدرداء وفيه فيقولون ادعوا
مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون الزخرف 77
قال الأعمش نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك لهم ألف
عام
قال فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون
ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
المؤمنون 601 701 قال فيجيبهم
اخسؤوا فيها ولا تكلمون المؤ 801
قال فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير
والشهيق والويل
رواه الترمذي
5618 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون
الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود لو أرسلت فيها السفن لجرت
رواه ابن ماجه وأبو يعلى ولفظه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار
يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في خدودهم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فيسيل
يعني الدم فيقرح العيون
وفي إسنادهما يزيد الرقاشي وبقية رواة ابن ماجه ثقات
احتج بهم البخاري ومسلم
ورواه الحاكم مختصرا عن عبد الله بن قيس مرفوعا قال إن
أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم مكان الدمع
وقال صحيح الإسناد
الأخدود بالضم هو الشق العظيم في الأرض
3 - الترغيب في الجنة ونعيمها ويشتمل على فصول
5619 - عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة فإن ريح الجنة
ليوجد من مسيرة مائة عام
وفي رواية وإن لريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
رواه ابن حبان في صحيحه
5620 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم
رواه الطبراني من رواية جابر الجعفي وتقدم غير ما حديث
فيه ذكر رائحة الجنة في أماكن متفرقة من هذا الكتاب لم نعدها
5621 - عن علي رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله
عليه و سلم عن هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا مريم 58 إلى
فصل في صفة دخول أهل الجنة الجنة وغير ذلك آخرها قال قلت
يا رسول الله ما الوفد إلا ركب قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده
إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك
نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة
حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من
أحدهما جرت في وجوههم بنضرة النعيم وإذا توضؤوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبدا
فيضربون الحلقة بالصفيحة فلو سمعت طنين الحلقة يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد
أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فلولا أن الله عز و جل عرفه نفسه
لخر له ساجدا مما يرى من النور والبهاء فيقول أنا قيمك الذي وكلت بأمرك فيتبعه
فيقفو أثره فيأتي زوجته فتستخفها العجلة فتخرج من الخيمة فتعانقه وتقول أنت حبي
وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة بلا أبأس أبدا وأنا الخالدة فلا
أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع مبني على جندل اللؤلؤ والياقوت
طرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها فيأتي الأريكة فإذا عليها سرير
على السرير سبعون فراشا على كل فراش سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ
ساقها من باطن الحلل يقضي جماعهن في مقدار ليلة تجري من تحتهم أنهار مطردة أنهار
من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدر وأنهار من عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل وأنهار
من خمر لذة للشاربين لم تعصره الرجال بأقدامها وأنهار من لبن لم يتغير طعمه لم
يخرج من بطون الماشية فإذا اشتهوا الطعام جاءتهم طير بيض فترفع أجنحتها فيأكلون من
جنوبها من أي الألوان شاؤوا ثم تطير فتذهب وفيها ثمار متدلية إذا اشتهوها انبعث
الغصن إليهم فيأكلون من أي الثمار شاؤوا إن شاء قائما وإن شاء متكئا وذلك قوله
وجنى الجنتين دان الرحمن 45 وبين أيديهم خدم كاللؤلؤ
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة عن الحارث وهو
الأعور عن علي مرفوعا هكذا ورواه ابن أبي الدنيا أيضا والبيهقي وغيرهما عن
عاصم بن ضمرة عن علي موقوفا عليه بنحوه وهو أصح وأشهر
ولفظ ابن أبي الدنيا قال يساق الذين اتقوا ربهم إلى
الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها
عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهبت ما في بطونهم
من أذى أو قذى أو بأس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم بنضرة النعيم
فلن تتغير أبشارهم تغيرا بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم كأنما دهنوا بالدهان ثم
انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين الزمر 37 قال ثم
تلقاهم أو يلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم من
غيبته فيقولون أبشر بما أعد الله لك من الكرامة قال ثم ينطلق غلام من أولئك
الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في
الدنيا فتقول أنت رأيته فيقول أنا رأيته وهو ذا بإثري فيستخف إحداهن الفرح حتى
تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أي شيء أساس بنيانه فإذا جندل
اللؤلؤ فوقه صرح أخضر وأصفر وأحمر ومن كل لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل
البرق لولا أن الله قدر له الألم أن يذهب ببصره ثم طأطأ رأسه فنظر إلى أزواجه
وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة الغاشية 41 61 فنظروا إلى تلك النعمة
ثم اتكئوا وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
الأعراف 34 الآية ثم ينادي مناد تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا
وتصحون أراه قال فلا تمرضون أبدا
الجندل الحجر
الآسن بمد الهمزة وكسر السين المهملة هو المتغير
الحميم القريب
الأكواب جمع كوب وهو كوز لا عروة له وقيل لا خرطوم له
فإذا كان له خرطوم فهو إبريق
النمارق الوسائد واحدها نمرقة
الزرابي البسط الفاخرة واحدها زربية
5622 - وعن خالد بن عمير قال خطبنا عتبة بن غزوان رضي
الله عنه فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء
ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يصطبها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار
لا زوال لها فانتقلوا بخير ما يحضرنكم ولقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة
بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيط من الزحام
رواه مسلم هكذا موقوفا وتقدم بتمامه في الزهد
ورواه أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم مختصرا قال ما بين مصراعين في الجنة كمسيرة أربعين سنة
وفي إسناده اضطراب
5623 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال والذي نفس محمد بيده إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين
مكة وهجر وهجر ومكة
رواه البخاري ومسلم في حديث وابن ماجه مختصرا إلا أنه
قال لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى
5624 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف متماسكون آخذ
بعضهم ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر
رواه البخاري ومسلم
5625 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين
يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون
أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة أزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق
رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء
5626 - وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول
زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا
يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك لكل
واحد منهم زوجتان يرى مخ
سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا
تباغض قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا
رواه البخاري ومسلم واللفظ لهما والترمذي وابن ماجه
5627 - وفي رواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على
أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل فذكر الحديث وقال قال ابن أبي شيبة
على خلق رجل يعني بضم الخاء
وقال أبو كريب على خلق يعني بفتحها
الألوة بفتح الهمزة وضمها وبضم اللام وتشديد الواو
وفتحها من أسماء العود الذي يتبخر به
قال الأصمعي أراها كلمة فارسية عربت
5628 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه أيضا من حديث أبي
هريرة وقال غريب ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الجنة جرد مرد كحل
لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم
5629 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث
وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع
رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي كلهم من
رواية علي بن زيد بن جدعان عن ابن المسيب عنه
5630 - وعن المقدام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ما من أحد يموت سقطا ولا هرما وإنما الناس فيما بين ذلك إلا بعث
ابن ثلاث وثلاثين سنة فإن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم وصورة يوسف وقلب أيوب
ومن كان من أهل النار عظموا وفخموا كالجبال رواه البيهقي
بإسناد حسن
فصل فيما لأدنى أهل الجنة فيها 5631 - وعن المغيرة بن
شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أن موسى عليه السلام سأل ربه ما
أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجيء بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل
الجنة فيقول رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون
لك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول له لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال
في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول
رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها
فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر
رواه مسلم
5632 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل
الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال أي رب قربني من هذه الشجرة أكون في ظلها
فذكر الحديث في دخوله الجنة وتمنيه إلى أن قال في آخره
إذا انقطعت به الأماني قال الله هو لك وعشرة أمثاله
قال ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين
فيقولان الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك
قال فيقول ما أعطي أحد مثل ما أعطيت
رواه مسلم
5633 - ورواه أحمد عن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله
عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال آخر رجلين يخرجان من النار يقول الله
عز و جل لأحدهما يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم هل عملت خيرا قط
فذكر الحديث بطوله إلى أن قال في آخره فيقول الله عز و
جل سل وتمنه فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا ويلقنه الله ما لا علم
له به فيسأل ويتمنى فإذا فرغ قال لك ما سألت
قال أبو سعيد ومثله معه
قال أبو هريرة وعشرة أمثاله معه فقال أحدهما لصاحبه حدث
بما سمعت وأحدث بما سمعت
ورواته محتج بهم في الصحيح إلا علي بن زيد وهو في
البخاري بنحوه إلا أن أبا هريرة قال ومثله وقال أبو سعيد وعشرة أمثاله على العكس
وتقدم
5634 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن آخر أهل الجنة
دخولا الجنة رجل مر به ربه عز و جل فقال له قم فادخل الجنة فأقبل عليه عابسا فقال
وهل أبقيت لي شيئا قال نعم لك مثل ما طلعت عليه الشمس أو غربت
رواه الطبراني بإسناد جيد وليس في أصلي رفعه وأرى الكاتب
أسقط منه ذكر النبي صلى الله عليه و سلم
5635 - وعن عبد الله بن مسعود أيضا رضي الله عنه عن
النبي قال يجمع الله عز و جل الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة
شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء
فذكر الحديث إلى أن قال ثم يقول يعني الرب تبارك وتعالى
ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره
مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل
النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام
قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا أطفىء قام فيمرون على قدر نورهم
منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر
كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد
الرجل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد
وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص
وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها
قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم
فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول له أتسأل الجنة وقد
نجيتك من النار فيقول رب جعل بيني وبينها حجابا لا أسمع حسيسها قال فيدخل الجنة
ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم فيقول رب أعطني ذلك المنزل
فيقول له لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره وأي منزل أحسن
منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه إليه حلم قال رب أعطني ذلك
المنزل فيقول الله تبارك وتعالى له فلعلك إن أعطيتكه
تسأل غيره فيقول لا وعزتك يا رب وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ثم يسكت فيقول
لله جل ذكره ما لك لا تسأل فيقول رب قد سألتك حتى ستحييتك وأقسمت حتى ستحييتك
فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة
أضعافه فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله قال فرأيت
عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه قال فيقول
الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك قادر سل فيقول ألحقني بالناس فيقول الحق بالناس
فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقال له
رفع رأسك ما لك فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال إنما هو منزل من منازلك
قال ثم يلقى رجلا فيتهيأ للسجود له فيقال له مه فيقول
رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف
قهرمان على ما أنا عليه
قال فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر قال وهو من درة
مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء
فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على
غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة
يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة زدادت
في عينه سبعين ضعفا فيقال له شرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك
قال فقال عمر ألا تسمع ما يحدثنا بن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم
قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت إن الله جل ذكره خلق دارا جعل فيها
ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا
غيره من الملائكة ثم قرأ كعب فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا
يعملون السجدة 71 قال وخلق دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه
ثم قال من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد حتى إن الرجل من
أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه
فيستبشرون بريحه فيقولون واها لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في
ملكه قال ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد سترسلت فاقبضها فقال
كعب إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي
مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول رب نفسي نفسي حتى لو كان لك
عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم هكذا عن ابن مسعود
مرفوعا وآخره من قوله إن الله جل ذكره خلق دارا إلى آخره موقوفا على كعب وأحد طرق
الطبراني صحيح واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد وهو في مسلم بنحوه باختصار عنه
5636 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة درجة قالوا بلى يا
رسول الله قال رجل يدخل من باب الجنة فيتلقاه غلمانه فيقولون مرحبا بسيدنا قد آن
لك أن تزورنا قال فتمد له الزرابي أربعين سنة ثم ينظر عن يمينه وشماله فيرى الجنان
فيقول لمن ما ههنا فيقال لك حتى إذا انتهى رفعت له ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء
لها سبعون شعبا في كل شعب سبعون غرفة في كل غرفة سبعون بابا فيقال اقرأ وارقه
فيرقى حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتكأ عليه سعته ميل في ميل له فيه قصور فيسعى إليه
بسبعين صحفة من ذهب ليس فيها صحفة فيها من لون أختها يجد لذة آخرها كما يجد لذة
أولها ثم يسعى إليه بألوان الأشربة فيشرب منها ما اشتهى ثم يقول الغلمان اتركوه
وأزواجه فينطلق الغلمان ثم ينظر فإذا حوراء من الحور العين جالسة على سرير ملكها
عليها سبعون حلة ليس منها حلة من لون صاحبتها فيرى مخ ساقها من وراء اللحم والدم
والعظم والكسوة فوق ذلك فينظر إليها فيقول من أنت فتقول أنا من الحور العين من
اللاتي خبئن لك فينظر إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها ثم يرفع بصره إلى الغرفة
فإذا أخرى أجمل منها فتقول ما آن لك أن يكون لنا منك نصيب فيرتقي إليها أربعين سنة
لا يصرف بصره عنها ثم إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ وظنوا أن لا نعيم أفضل منه تجلى
لهم الرب تبارك اسمه فينظرون إلى وجه الرحمن فيقول يا أهل الجنة هللوني فيتجاوبون
بتهليل الرحمن ثم يقول يا داود قم فمجدني كما كنت تمجدني في الدنيا قال فيمجد داود
ربه عز و جل
رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده من لا أعرفه الآن
5637 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل
الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه
وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشيا ثم قرأ رسول
الله صلى الله عليه و سلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 22 32
رواه الترمذي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي ورواه أحمد
مختصرا قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى
أدناه ينظر إلى أزواجه وخدمه
زاد البيهقي على هذا في لفظ له وإن أفضلهم منزلة لمن
ينظر إلى الله عز و جل في وجهه في كل يوم مرتين
5638 - وروى ابن أبي الدنيا عن الأعمش عن ثوير قال أراه
عن ابن عمر قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له ألف قصر بين كل قصرين مسيرة سنة
يرى أقصاها كما يرى أدناها في كل قصر من الحور العين والرياحين والوالدن ما يدعو
بشيء إلا أتي به
رواه هكذا موقوفا
5639 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون
زوجة وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء
رواه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين
بن سعد يعني عن عمرو بن الحارث عن دراج
قال الحافظ قد رواه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن وهب
وهو أحد الأعلام الثقات الأثبات عن عمرو بن الحارث عن دراج
5640 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف
خادم بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة في كل واحدة لون ليس في
الأخرى مثله يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها تجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي
يجد لأولها ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون
إخوانا على سرر متقابلين
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له ورواته ثقات
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن أدنى أهل الجنة منزلة
وليس فيهم دني من يغدو عليه كل يوم ويروح خمسة عشر ألف خادم ليس منهم خادم إلا
ومعه طرفة ليست مع صاحبه
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
قال الحافظ ولا منافاة بين هذه الأحاديث لأنه قال في
حديث أبي سعيد أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وقال في حديث أنس من يقوم
على رأسه عشرة آلاف خادم وفي حديث أبي هريرة من يغدو عليه ويروح خمسة عشر ألف خادم
فيجوز أن يكون له ثمانون ألف خادم يقوم على رأسه منهم
عشرة آلاف ويغدو عليه منهم كل يوم خمسة عشر ألفا والله سبحانه أعلم
5642 - وروى البيهقي من حديث يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد
الوهاب أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال إن
أدنى أهل الجنة منزلة من يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه قال وتلا
هذه الآية إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا الإنسان 91
فصل في درجات الجنة وغرفها 5643 - عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أهل الجنة ليتراءون أهل
الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب
لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي
نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لهما كما تراءون الكوكب الغارب بتقديم الراء
على الباء
ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بنحوه وصححه إلا أنه
قال إن أهل الجنة ليتراءون الكوكب الشرقي أو الكوكب الغربي الغارب في الأفق أو
الطالع في تفاضل الدرجات الحديث وفي بعض النسخ والكوكب الغربي أو الغارب على الشك
الغابر بالغين المعجمة والباء الموحدة المراد به هنا هو
الذاهب الذي تدلى للغروب
5644 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب
الدري الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك النبيون
قال بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
وتقديره كما يرون الكوكب الطالع الدري الغارب
ورواه الترمذي وتقدم لفظه
5645 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أحدثكم بغرف الجنة قال قلت بلى يا رسول الله
بأبينا أنت وأمنا قال إن في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها وباطنها
من ظاهرها فيها من النعيم واللذات والشرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
قال قلت لمن هذه الغرف قال لمن أفشى السلام وأطعم الطعام
وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام الحديث
رواه البيهقي ثم قال وهذا الإسناد غير قوي إلا أنه مع
الإسنادين الأولين يقوى بعضه ببعض والله أعلم
قال الحافظ تقدم من هذا النوع غير ما حديث صحيح في قيام
الليل وإطعام الطعام وغير ذلك من حديث أبي مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم إن
في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام
وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام
وحديث عبد الله بن عمرو بنحوه
5646 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما
بين الدرجتين كما بين السماء والأرض
رواه البخاري
5647 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والطبراني في الأوسط
إلا أنه قال ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام
فصل في بناء الجنة وترابها وحصبائها وغير ذلك 5648 - وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة
ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها
ينعم ولا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه الحديث
رواه أحمد واللفظ له والترمذي والبزار والطبراني في
الأوسط وابن حبان في صحيحه وهو قطعة من حديث عندهم
وروى ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة موقوفا قال حائط الجنة
لبنة من ذهب ولبنة من فضة ودرجها الياقوت واللؤلؤ قال وكنا نحدث أن رضراض أنهارها اللؤلؤ
وترابها الزعفران
الرضراض بفتح الراء وبضادين معجمتين
والحصباء ممدود بمعنى واحد وهو الحصى قيل الرضراض صغارها
5649 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سئل رسول الله
صلى الله عليه و سلم عن الجنة فقال من يدخل الجنة يحيى فيها لا يموت وينعم فيها لا
يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه قيل يا رسول الله ما بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة
من فضة وملاطها المسك وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وإسناده حسن بما قبله
الملاط بكسر الميم هو الطين الذي يجعل بين سافي البناء
يعني أن الطين الذي يجعل بين لبن الذهب والفضة وفي الحائط مسك
5650 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال خلق الله تبارك
وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وقال لها تكلمي فقالت قد
أفلح المؤمنون فقالت الملائكة طوبى لك منزل الملوك رواه الطبراني والبزار واللفظ
له مرفوعا وموقوفا وقال لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي بن الفضل يعني عن الجريري عن
أبي نضرة عنه وعدي بن الفضل ليس بالحافظ وهو شيخ بصري انتهى
قال الحافظ قد تابع عدي بن الفضل على رفعه وهب بن خالد
عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله عز و جل أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ثم شقق فيها الأنهار
وغرس فيها الأشجار فلما نظرت الملائكة إلى حسنها قالت طوبى لك منازل الملوك
أخرجه البيهقي وغيره ولكن وقفه هو الأصح المشهور والله
أعلم
5651 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم
نظر إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي لا يجاورني فيك بخيل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما جيد
ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس أطول منه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة
خضراء وملاطها مسك حشيشها الزعفران حصباؤها اللؤلؤ ترابها العنبر ثم قال لها انطقي
قالت قد أفلح المؤمنون فقال الله عز و جل وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون الحشر 9
والتغابن 61
5652 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال أرض الجنة بيضاء عرصتها صخور الكافور وقد أحاط به المسك مثل
كثبان الرمل أنهار مطردة فيجتمع فيها أهل الجنة أدناهم وآخرهم فيتعارفون فيبعث
الله ريح الرحمة فتهيج عليهم ريح المسك فيرجع الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا
وطيبا فتقول له لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة وأنا بك الآن أشد إعجابا
رواه ابن أبي الدنيا
5653 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن في الجنة مراغا من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا
رواه الطبراني بإسناد جيد
5654 - وعن كريب أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا حظر لها هي ورب
الكعبة نور يتلألأوريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة
وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار
جميع الحقوق متاحة لجميع المسلمين
ييييييييييييييييييييييييييج999999💥💥💥💥💥💥ج9.💥💥💥99999999..............
ج9. كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية
قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله فقال القوم إن شاء
الله
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والبزار وابن حبان في
صحيحه والبيهقي كلهم من رواية محمد بن مهاجر عن الضحاك المغافري عن سليمان بن موسى
عنه ورواه ابن أبي الدنيا أيضا مختصرا قال عن محمد بن مهاجر الأنصاري حدثني سليمان
بن موسى كذا في أصول معتمدة لم يذكر فيه الضحاك وقال البزار لا نعلم رواه عن النبي
صلى الله عليه و سلم إلا أسامة ولا نعلم له طريقا عن أسامة إلا هذه الطريق ولا
نعلم رواه عن الضحاك إلا هذا الرجل محمد بن مهاجر
قال الحافظ عبد العظيم محمد بن مهاجر وهو الأنصاري ثقة
احتج به مسلم وغيره والضحاك لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة أحد غير ابن ماجه ولم
أقف فيه على جرح ولا تعديل لغير ابن حبان بل هو في عداد المجهولين وسليمان بن موسى
هو الأشدق يأتي ذكره
فصل في خيام الجنة وغرفها وغير ذلك5655 - عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن للمؤمن في الجنة لخيمة
من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم
المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا
رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال عرضها ستون
ميلا وهو رواية لهما
5656 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لكل مسلم
خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها من كل باب تحفة وهدية
وكرامة لم تكن قبل ذلك لا مرحات ولا دفرات ولا سخرات ولا طماحات حور عين كأنهن بيض
مكنون رواه ابن أبي الدنيا من رواية جابر الجعفي موقوفا
وعن ابن عباس رضي الله عنهما حور مقصورات في الخيام
الرحم 27 قال الخيمة من درة مجوفة طولها فرسخ ولها ألف باب من ذهب حولها سرادق
دوره خمسون فرسخا يدخل عليه من كل باب منها ملك بهدية من عند الله عز و جل
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
وفي رواية له وللبيهقي الخيمة درة مجوفة فرسخ في فرسخ
لها أربعة آلاف مصراع من ذهب وإسناد هذه أصح
5658 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من
ظاهرها
فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب
الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما ورواه أحمد
وابن حبان في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري إلا أنه قال أعدها الله لمن أطعم
الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام
5659 - وروي عن عمران بن حصين و أبي هريرة رضي الله عنهم
قالا سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قوله تعالى ومساكن طيبة في جنات عدن
التوبة 27
قال قصر في الجنة من لؤلؤة فيها سبعون دارا من ياقوتة
حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير
سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة
سبعون لونا من طعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة يعطى للمؤمن من القوة ما يأتي
على ذلك كله في غداة واحدة
رواه الطبراني والبيهقي بنحوه
فصل في أنهار الجنة 5660 - عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب
ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح
5661 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز و جل
إنا أعطي الكوثر الكوثر 1 قال هو نهر في الجنة عمقه
سبعون ألف فرسخ ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل شاطئاه اللؤلؤ والزبرجد
والياقوت خص الله به نبيه صلى الله عليه و سلم قبل الأنبياء
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5662 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما
هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر
رواه البخاري
5663 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أنهار الجنة تخرج من تحت تلال أو من تحت جبال المسك
رواه ابن حبان في صحيحه
5664 - وعن سماك أنه لقي عبد الله بن عباس بالمدينة بعد
ما كف بصره فقال يا بن عباس ما أرض الجنة قال مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة قلت
ما نورها قال ما رأيت الساعة التي يكون فيها طلوع الشمس فذلك نورها إلا أنه ليس
فيها شمس ولا زمهرير قال قلت فما أنهارها أفي أخدود قال لا ولكنها تجري على أرض الجنة
مستكفة لا تفيض ههنا ولا ههنا قال الله لها كوني فكانت قلت فما حلل الجنة قال فيها
شجرة فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله منها كسوة انحدرت إليه من غصنها
فانفلقت له عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تنطبق فترجع كما كانت
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد حسن
5665 - وروي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه رضي الله
عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الجنة بحر للماء وبحر للبن
وبحر للعسل وبحر للخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد
رواه البيهقي
5666 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لعلكم تظنون أن
أنهار الجنة أخدود في الأرض لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض إحدى حافتيها
اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينه المسك الأذفر قال قلت ما الأذفر قال الذي لا خلط له
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا ورواه غيره مرفوعا والموقوف
أشبه بالصواب
5667 - وروي عن ة أنس رضي الله عنه أيضا قال
نضاختان الرحمن 66 بالمسك والعنبر ينضخان على دور الجنة
كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا
رواه ابن أبي شيبة موقوفا
5668 - وعنه رضي الله عنه قال سئل رسول الله ما الكوثر
قال ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه
طير أعناقها كأعناق الجزر قال عمران إن هذه لناعمة قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أكلتها أنعم منها
رواه الترمذي وقال حديث حسن
الجزر بضم الجيم والزاي جمع جزور وهو البعير
فصل في شجر الجنة وثمارها 5669 - عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة يسير الراكب في
ظلها مائة عام لا يقطعها إن شئتم فاقرؤوا وظل ممدود وماء مسكوب الواقعة 03 13
رواه البخاري والترمذي
5670 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة
عام لا يقطعها
رواه البخاري ومسلم والترمذي وزاد وذلك الظل الممدود
5671 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر سدرة المنتهى فقال يسير الراكب في ظل الفنن
منها مائة سنة أو يستظل بها مائة راكب شك يحيى فيها فراش الذهب كأن ثمارها القلال
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب
الفنن بفتح الفاء والنون هو الغصن
5672 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال الظل الممدود
شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام في كل نواحيها
فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها قال فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا
فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا من طريق زمعة بن صالح عن
سلمة بن وهرام وقد صححها ابن خزيمة والحاكم وحسنها الترمذي
5673 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر اقرؤوا إن شئتم وظل ممدود الواقعة 03 وموضع سوط من الجنة خير
من الدنيا وما فيها واقرؤوا إن شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز آل عمران
581
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وروى البخاري ومسلم
بعضه
5674 - وعن عتبة بن عبد رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما حوضك الذي تحدث عنه فذكر الحديث إلى أن قال
فقال الأعرابي يا رسول الله فيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس
فقال أي شجر أرضنا تشبه قال ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ولكن أتيت الشام قال لا يا
رسول الله
قال فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق
واحد ثم ينتشر أعلاها قال فما عظم أهلها قال لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك لما
قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال فيها عنب قال نعم قال فما عظم العنقود منها قال
مسيرة شهر للغراب الأبقع لا يقع ولا ينثني ولا يفتر قال فما عظم الحبة منه قال هل
ذبح
أبوك تيسا من غنمه عظيما فسلخ إهابه فأعطاه أمك فقال
ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا يروي ماشيتنا قال نعم قال فإن تلك الحبة تشبعني
وأهل بيتي فقال النبي صلى الله عليه و سلم وعامة عشيرتك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط واللفظ له والبيهقي بنحوه
وابن حبان في صحيحه بذكر الشجرة في موضع والعنب في آخر ورواه أحمد باختصار
قوله افري لنا منه ذنوبا أي شقي واصنعي
والذنوب بفتح الذال المعجمة هو الدلو وقيل لا تسمى ذنوبا
إلا إذا كانت ملأى أو دون الملأى
5675 - وعن عبد الله بن أبي الهديل قال كنا مع عبد الله
يعني ابن مسعود بالشام أو بعمان فتذاكروا الجنة فقال إن العنقود من عناقيدها من
ههنا إلى صنعاء
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5675 - وعن عبد الله بن أبي الهديل قال كنا مع عبد الله
يعني ابن مسعود بالشام أو بعمان فتذاكروا الجنة فقال إن العنقود من عناقيدها من
ههنا إلى صنعاء
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5676 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال عرضت علي
الجنة فذهبت أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل يا رسول الله ما
ماء الحبة من العنب قال كأعظم دلو فرت أمك قط
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
5676 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال عرضت علي
الجنة فذهبت أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل يا رسول الله ما
ماء الحبة من العنب قال كأعظم دلو فرت أمك قط
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
5678 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال نزلنا
الصفاح فإذا رجل نائم تحت شجرة قد كادت الشمس تبلغه قال فقلت للغلام انطلق بهذا
النطع فأظله قال فانطلق فأظله فلما استيقظ فإذا هو سلمان رضي الله عنه فأتيته أسلم
عليه فقال يا جرير تواضع لله فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة
يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة قلت لا أدري قال ظلم الناس بينهم ثم أخذ عويدا
لا أكاد أراه بين أصبعيه فقال يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده قلت يا
أبا عبد الله فأين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاه التمر
رواه البيهقي بإسناد حسن
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله وذللت قطوفها
تذليلا الإنسان 41 قال إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين
رواه البيهقي وغيره موقوفا بإسناد حسن
5680 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة جذوعها من ذهب وفروعها من زبرجد ولؤلؤ
فتهب لها ريح فتصطفق فما سمع السامعون بصوت شيء قط ألذ منه
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
5681 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نخل الجنة
جذوعها من زمرد خضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم
وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد
ليس فيها عجم
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد والحاكم وقال
صحيح على شرط مسلم
الكرب بفتح الكاف والراء بعدهما باء موحدة هو أصول السعف
الغلاظ العراض
5682 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم أنه قال له رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة مسيرة مائة سنة
ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها
رواه ابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي الهيثم
فصل في أكل أهل الجنة وشربهم وغير ذلك 5683 - عن جابر
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل أهل الجنة ويشربون ولا
يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح
والتكبير كما يلهمون النفس
رواه مسلم وأبو داود
5684 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن الرجل من أهل
الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة فيجيء الإبريق فيقع في يده فيشرب ثم يعود إلى
مكانه
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال جاء رجل من أهل الكتاب
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون
ويشربون قال نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب
والجماع قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال تكون حاجة
أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه
رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح
5686 - والطبراني بإسناد صحيح ولفظه في إحدى رواياته قال
بينا نحن عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له ثعلبة بن
الحارث فقال السلام عليك يا محمد فقال وعليكم فقال له اليهودي تزعم أن في الجنة طعاما
وشرابا وأزواجا فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم تؤمن بشجرة المسك قال نعم
قال وتجدها في كتابكم قال نعم
قال فإن البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى
أقدامهم مسك
5687 - ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظهما أتى
النبي صلى الله عليه و سلم رجل من اليهود فقال يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل
الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب
والشهوة والجماع فقال له اليهودي فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال له رسول
الله صلى الله عليه و سلم حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر
ولفظ النسائي نحو هذا
5688 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه قال إن أسفل
أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان واحدة من فضة
وواحدة من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها يأكل من آخره كما يأكل من أوله
يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله ثم يكون فوق ذلك رشح مسك وجشاء مسك لا
يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون
رواه ابن أبي الدنيا واللفظ له والطبراني ورواته ثقات
5689 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل الجنة
منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة
إن له لثلاثمائة خادم ويغذى عليه كل يوم ويراح بثلاثمائة صحفة ولا أعلمه إلا قال
من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره ومن الأشربة ثلاثمائة
إناء في كل إناء لون ليس في الآخر وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وإنه ليقول يا رب
لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء
الحديث رواه أحمد عن شهر عنه
5690 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول
الله إن هذه لطير ناعمة فقال أكلتها أنعم منها قالها ثلاثا وإني لأرجو أن تكون ممن
يأكل منها
رواه أحمد بإسناد جيد والترمذي وقال حديث حسن ولفظه قال
سئل النبي صلى الله عليه و سلم ما الكوثر قال ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة
أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر قال عمران هذه
لناعمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكلتها أنعم منها
البخت بضم الموحدة وإسكان الخاء المعجمة هي الإبل
الخراسانية
5691 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيجيء مشويا
بين يديك
رواه ابن أبي الدنيا والبزار والبيهقي
5692 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن الرجل من أهل
الجنة ليشتهي الطير من طيور الجنة فيقع في يده منفلقا نضجا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5693 - وروي عن ميمونة رضي الله عنها أنها سمعت النبي
صلى الله عليه و سلم يقول إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى
يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار
فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير
رواه ابن أبي الدنيا
5694 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في
الجنة طائرا له سبعون ألف ريشة يجيء فيقع على صحفة الرجل
من أهل الجنة فينتفض فيقع من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وألذ من
الشهد ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير
رواه ابن أبي الدنيا وقد حسن الترمذي إسناده لغير هذا
المتن
5695 - وعن سليم بن عامر رضي الله عنه قال كان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولون إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قال أقبل
أعرابي يوما فقال يا رسول الله ذكر الله عز و جل في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى
أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما هي قال السدر
فإن له شوكا مؤذيا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس الله يقول في سدر مخضود
الواقعة 82 خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة
منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ما فيها لون يشبه الآخر
رواه ابن أبي الدنيا وإسناده حسن ورواه أيضا عن سليم بن
عامر عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
5696 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرمانة من
رمان الجنة يجتمع حولها بشر كثير يأكلون منها فإن جرى على ذكر أحدهم شيء يريده
وجده في موضع يده حيث يأكل
رواه ابن أبي الدنيا
وروي بإسناده أيضا عنه قال إن التمرة من تمر الجنة طولها
اثنا عشر ذراعا ليس لها عجم
فصل في ثيابهم وحللهم 5697 - عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا
يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
رواه مسلم
5698 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة
البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل واحد منهم زوجتان من
الحور العين على كل زوجة سبعون حلة
يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب
الأحمر في الزجاجة البيضاء
رواه الطبراني بإسناد صحيح والبيهقي بإسناد حسن وتقدم
حديث أبي هريرة المتفق عليه بنحوه
5699 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له
أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن
شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن
رواه ابن أبي الدنيا
5700 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم
تأتيه امرأة فتضرب منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها
تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول أنا من المزيد
وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ
ساقها من وراء ذلك وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق
والمغرب
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم وابن
حبان في صحيحه من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم
وروى الترمذي منه ذكر التيجان فقط من رواية رشدين عن
عمرو بن الحارث وقال لا نعرفه إلا من حديث رشدين
5701 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال دار المؤمن
في الجنة لؤلؤة فيها أربعون ألف دار فيها شجرة تنبت الحلل فيأخذ الرجل بأصبعيه
وأشار بالسبابة والإبهام سبعين حلة متمنطقة باللؤلؤ والمرجان
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5702 - وعن شريح بن عبيد رضي الله عنه قال قال كعب لو أن
ثوبا من ثياب أهل الجنة لبس اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم
رواه ابن أبي الدنيا ويأتي حديث أنس المرفوع ولو اطلعت
امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما
بينهما ريحا ولأضاءت بينهما ولنصيفها يعني خمارها على
رأسها خير من الدنيا وما فيها
رواه البخاري ومسلم
فصل في فرش الجنة 5703 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى وفرش مرفوعة الواقعة 43 قال
ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من حديث رشدين يعني عن عمرو بن الحارث عن دراج
قال الحافظ قد رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما
من حديث ابن وهب أيضا عن عمرو بن الحارث عن دراج
5704 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال سئل رسول
الله صلى الله عليه و سلم عن الفرش المرفوعة فقال لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى
قرارها مائة خريف
رواه الطبراني ورواه غيره موقوفا على أبي أمامة وهو أشبه
بالصواب
5705 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله عز و جل
بطائنها من إستبرق الرحمن 45
قال أخبرتم بالبطائن
فكيف بالظهائر رواه البيهقي موقوفا بإسناد حسن
فصل في وصف نساء أهل الجنة قال الحافظ تقدم حديث ابن عمر
في أسفل أهل الجنة وفيه فينظر فإذا حوراء من الحور العين جالسة على سرير ملكها
عليها سبعون حلة ليس منها حلة من لون صاحبتها فيرى مخ ساقها من وراء اللحم والدم
والعظم والكسوة فوق ذلك فينظر إليها فيقول من أنت فتقول أنا من الحور العين من اللاتي
خبئن لك فينظر إليها أربعين سنة لا يصرف
بصره عنها ثم يرفع بصره إلى الغرفة فإذا أخرى أجمل منها
فتقول ما آن لك أن يكون لنا منك نصيب فيرتقي إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها
الحديث
5706 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة
وفوقه السابعة وإن له لثلاثمائة خادم ويغدى عليه كل يوم ويراح بثلاثمائة صحفة ولا
أعلمه إلا قال من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أوله كم يلذ آخره
وإنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء وإن له
من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن لتأخذ
مقعدتها قدر ميل من الأرض
رواه أحمد عن شهر عنه
5707 - وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعة
آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب يعانق كل واحدة منهن مقدار عمره في الدنيا
رواه البيهقي وفي إسناده راو لم يسم
5708 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس
أحدكم أو موضع قيده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من
نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على
رأسها خير من الدنيا وما فيها
رواه البخاري ومسلم والطبراني مختصرا بإسناد جيد إلا أنه
قال ولتاجها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
النصيف الخمار
والقاب هو القدر وقال أبو معمر قاب القوس من مقبضه إلى
رأسه
5709 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها
على أضوإ كوكب دري في السماء ولكل امرىء
منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في
الجنة أعزب
رواه البخاري ومسلم
5710 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة
حتى يرى مخها وذلك بأن الله عز و جل يقول كأنهن الياقوت والمرجان الرحمن 85 فأما
الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لأريته من ورائه
رواه ابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والترمذي واللفظ
له وقال وقد روي عن ابن مسعود ولم يرفعه وهو أصح
5711 - وعن سعيد بن عامر بن خريم رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت
الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر
الحديث رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن في المتابعات
5712 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثني رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال حدثني جبريل عليه السلام قال يدخل الرجل على الحوراء
فتستقبله بالمعانقة والمصافحة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فبأي بنان تعاطيه
لو أن بعض بنانها بدا لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت
ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينا هو متكىء معها على أريكته إذ أشرف عليه
نور من فوقه فيظن أن الله عز و جل قد أشرف على خلقه فإذا حوراء تناديه يا ولي الله
أما لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله تبارك
وتعالى ولدينا مزيد ق 53 فيتحول عندها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع
الأولى فبينا هو متكىء معها على أريكته وإذا حوراء أخرى تناديه يا ولي الله أما
لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله عز و جل فلا
تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71 فلا يزال يتحول
من زوجة إلى زوجة
رواه الطبراني في الأوسط
5713 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم في قوله
كأنهن الياقوت والمرجان الرحمن 85 قال ينظر إلى وجهه في
خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وإنه ليكون
عليها سبعون حلة ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه في حديث تقدم بنحوه
والبيهقي بإسناد ابن حبان واللفظ له
5714 - وعن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي
هريرة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في طائفة من أصحابه
فذكر حديث الصور بطوله إلى أن قال فأقول يا رب وعدتني
الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك وأذنت لهم في دخول
الجنة فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول والذي بعثني بالحق ما أنتم في
الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على
ثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله
لعبادتهما الله في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من
ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق ثم يضع يده بين كتفيها ثم ينظر
إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر
أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة وكبدها له مرآة فبينا هو عندها لا يملها
ولا تمله ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا يشتكي قبلها فبينا هو
كذلك إذ نودي إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن لك
أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة بعد كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة
شيء أحسن منك وما في الجنة شيء أحب إلي منك
الحديث
رواه أبو يعلى والبيهقي في آخر كتابه من رواية إسماعيل
بن رافع بن أبي رافع انفرد به عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب
5715 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لو أن حوراء
أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس
عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء
والأرض
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال لو أن حوراء بزقت في بحر لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها
رواه ابن أبي الدنيا عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عنه
5717 - وروي أيضا عن ابن عباس موقوفا قال لو أن امرأة من
نساء أهل الجنة بصقت في سبعة أبحر لكانت تلك الأبحر أحلى من العسل
5718 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا جلوسا مع
كعب يوما فقال لو أن يدا من الحور من السماء ببياضها وخواتيمها دليت لأضاءت لها
الأرض كما تضيء الشمس لأهل الدنيا ثم قال إنما قلت يدها فكيف بالوجه بياضه وحسنه
وجماله وتاجه وياقوته ولؤلؤه وزبرجده رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده عبيد الله بن
زحر
5719 - وروي عن عكرمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الحور العين لأكثر عددا منكن يدعون لأزواجهن يقلن اللهم أعنه
على دينك بعزتك وأقبل بقلبه على طاعتك وبلغه إلينا بقربك يا أرحم الراحمين
رواه ابن أبي الدنيا مرسلا
5720 - وروي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل حور عين الواقعة
22 قال حور بيض عين ضخام شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل كأنهن
الياقوت والمرجان الرحمن 85 قال صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لا تمسه
الأيدي قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل فيهن خيرات حسان الرحمن 07
قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل كأنهن بيض
مكنون الصافات 94 قال رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل عربا
أترابا الواقعة 73 قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله
بعد الكبر فجعلهن عذراى عربا متعشقات متحببات أترابا على ميلاد واحد
قلت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال
نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة
قلت يا رسول الله وبم ذاك قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن
الله عز و جل ألبس الله عز و جل وجوههن
النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي
مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ألا نحن
الناعمات فلا نبأس أبدا ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا
نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا قلت يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة
والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال يا
أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في
دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وهذا لفظه
فصل في غناء الحور العين 5721 - وروي عن علي رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن
بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس
ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له
رواه الترمذي وقال حديث غريب والبيهقي
5722 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما من عبد يدخل الجنة إلا عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور
العين تغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن وليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه
رواه الطبراني والبيهقي
5723 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط
إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان وإن مما
يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواتهما رواة الصحيح
5724 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن الحور في الجنة
يغنين يقلن نحن الحور الحسان هدينا لأزواج كرام
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له وإسناده مقارب
ورواه البيهقي عن ابن لأنس بن مالك لم يسمه عن أنس
5725 - وروي عن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم يزوج كل رجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر وثمانية
آلاف أيم ومائة حوراء فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلن بأصوات حسان لم يسمع الخلائق بمثلهن
نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن
المقيمات فلا نظعن طوبى لمن كان لنا وكنا له
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
5726 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن في الجنة نهرا
طول الجنة حافتاه العذارى قيام متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما
يرون أن في الجنة لذة مثلها قلنا يا أبا هريرة وما ذاك الغناء قال إن شاء الله التسبيح
والتحميد والتقديس وثناء على الرب عز و جل
رواه البيهقي موقوفا
فصل في سوق الجنة 5727 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح
الشمال فتحثو في وجوهم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد
ازدادوا حسنا وجمالا فتقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون
وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
رواه مسلم
5728 - وعن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو
هريرة أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة قال سعيد أو فيها سوق قال نعم
أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها
بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله ويبرز
لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ
ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما
فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور ما يرون أن
أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة قلت يا
رسول الله هل نرى ربنا قال نعم هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا
لا قال كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم عز و جل ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا
حاضره الله محاضرة حتى إنه ليقول للرجل منكم ألا تذكر يا فلان يوم عملت كذا وكذا
يذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول يا رب أفلم تغفر لي فيقول بلى فبسعة مغفرتي بلغت
منزلتك هذه فبينما هم كذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل
ريحه شيئا قط ثم يقول ربنا تبارك وتعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا
ما اشتهيتم قال فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم
تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء ولا
يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل الرجل ذو المنزلة
المرتفعة فيلقى من دونه وما فيهم دنيء فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر
حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف
إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب
أفضل مما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل وبحقنا أن ننقلب
بمثل ما انقلبنا
رواه الترمذية وابن ماجه كلاهما من رواية عبد الحميد بن
حبيب ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد وقال الترمذي حديث غريب
لا نعرفه إلا من هذا الوجه
قال الحافظ وعبد الحميد هو كاتب الأوزاعي مختلف فيه كما
سيأتي وبقية رواة الإسناد ثقات وقد رواه ابن أبي الدنيا عن هقل بن زياد كاتب
الأوزاعي أيضا واسمه محمد وقيل عبد الله وهو ثقة ثبت احتج به مسلم وغيره عن
الأوزاعي قال نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة فذكر الحديث
5729 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور
من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث غريب
وتقدم في عقوق الوالدين حديث جابر عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم وفيه وإن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور
فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها
رواه الطبراني في الأوسط
5730 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال يقول أهل الجنة
انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى كثبان المسك فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا إنا
لنجد لكن ريحا ما كانت لكن قال فيقلن ولقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من
عندنا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد
5731 - وعنه رضي الله عنه قال إن في الجنة لسوقا كثبان
مسك يخرجون إليها ويجتمعون إليها فيبعث الله ريحا فيدخلها بيوتهم فيقول لهم أهلوهم
إذا رجعوا إليهم قد ازددتم حسنا بعدنا فيقولون لأهليهم قد ازددتم أيضا حسنا بعدنا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا أيضا والبيهقي
فصل في تزاورهم ومراكبهم 5732 - عن شفي بن ماتع أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا
والنجب وإنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول فيركبونها حتى
ينتهوا حيث شاء الله عز و جل فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
فيقولون امطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ثم يبعث الله
ريحا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك عن أيمانهم وعن شمائلهم فيأخذون ذلك المسك في
نواصي خيولهم وفي معارفها وفي رؤوسهم ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق
ذلك المسك في تلك الجمام وفي الخيل وفيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا
إلى ما شاء الله فإذا المرأة تنادي بعض أولئك يا عبد الله أما لك فينا حاجة فيقول
ما أنت ومن أنت فتقول أنا زوجتك وحبك فيقول ما كنت علمت بمكانك فتقول المرأة أو ما
تعلم أن الله تعالى قال فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا
يعملون السجدة 71 فيقول بلى وربي
فلعله يشغل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفا لا يلتفت
ولا يعود وما يشغله عنها
إلا ما هو فيه من النعيم والكرامة
رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عياش
قال الحافظ وشفي ذكره البخاري وابن حبان في التابعين ولا
تثبت له صحبة وقال أبو نعيم مختلف فيه فقيل له صحبة كذا والله أعلم
5733 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير
هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيتكىء هذا ويتكىء هذا فيقول
أحدهما لصاحبه أتعلم متى غفر الله لنا فيقول صاحبه نعم يوم كنا في موضع كذا وكذا
فدعونا الله فغفر لنا
رواه ابن أبي الدنيا والبزار
5734 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن أهل الجنة
ليتزاورون على العيس الجون عليها رحال الميس ويثير مناسمها غبار المسك خطام أو
زمام أحدها خير من الدنيا وما فيها
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
العيس إبل بيض في بياضها ظلمة خفية
والمناسم بالنون والسين المهملة جمع منسم وهو باطن خف
البعير
5735 - وروي عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب
مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر فيركبها أهل الجنة
فتطير بهم حيث شاؤوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة
كلها قال فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون
وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون
رواه ابن أبي الدنيا
5736 - وعن عبد الرحمن بن ساعدة رضي الله عنه قال كنت
أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل فقال إن أدخلك الله الجنة يا عبد
الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت
رواه الطبراني ورواته ثقات
5737 - وعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي
صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله هل في الجنة من خيل فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها
على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت إلا
كان قال وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل قال فلم يقل له ما قال
لصاحبه قال إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك
رواه الترمذي من طريق المسعودي عن علقمة عن عبد الرحمن
بن سابط عن النبي صلى الله عليه و سلم قال نحوه بمعناه وهذا أصح من حديث المسعودي
يعني المرسل
5738 - وروي عن أبي أيوب رضي الله عنه قال أتى النبي صلى
الله عليه و سلم أعرابي فقال يا رسول الله إني أحب الخيل أفي الجنة خيل قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن دخلت الجنة أوتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه
ثم طار بك حيث شئت
رواه الترمذي ويأتي حديث محمد بن الحسين في الفصل بعده
إن شاء الله
فصل في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى 5739 - وروي
عن علي رضي الله عنه قال إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك فيقول إن الله يأمركم
أن تزوروه فيجتمعون فيأمر الله تعالى داود عليه الصلاة و السلام فيرفع صوته
بالتسبيح والتهليل ثم توضع مائدة الخلد
قالوا يا رسول الله وما مائدة الخلد قال زاوية من
زواياها أوسع مما بين المشرق والمغرب فيطعمون ثم يسقون ثم يكسون فيقولون لم يبق
إلا النظر في وجه ربنا عز و جل فيتجلى لهم فيخرون سجدا فيقال لستم في دار عمل إنما
أنتم في دار جزاء
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
5740 - وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن صيفي اليمامي
قال سأله عبد العزيز بن مروان عن وفد أهل الجنة قال إنهم يفدون إلى الله سبحانه كل
يوم خميس فتوضع لهم أسرة كل إنسان منهم أعرف بسريره منك بسريرك هذا الذي أنت عليه
فإذا قعدوا عليه وأخذ القوم مجالسهم
قال تبارك وتعالى أطعموا عبادي وخلقي وجيراني ووفدي
فيطعمون ثم يقول اسقوهم
قال فيؤتون بآنية من ألوان شتى مختمة فيشربون
منها ثم يقول عبادي وخلقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا
فكهوهم فتجيء ثمرات شجر مدلى فيأكلون منها ما شاؤوا ثم يقول عبادي وخلقي وجيراني
ووفدي قد طعموا وشربوا وفكهوا اكسوهم فتجيء ثمرات شجر أخضر وأصفر وأحمر وكل لون لم
تنبت إلا الحلل فينشر عليهم حللا وقمصا ثم يقول عبادي وجيراني ووفدي قد طعموا
وشربوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فيتناثر عليهم المسك مثل رذاذ المطر ثم يقول عبادي
وخلقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا وفكهوا وطيبوا لأتجلين عليهم حتى ينظروا إلي
فإذا تجلى لهم فنظروا إليه نضرت وجوههم ثم يقال ارجعوا إلى منازلكم فتقول لهم
أزواجهم خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها فيقولون ذلك أن الله جل ثناؤه
تجلى لنا فنظرنا إليه فنضرت وجوهنا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5741 - وروي عن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسخر
الراكب الجواد يسير في ظلها لسار فيه مائة عام ورقها برود خضر وزهرها رياط صفر
وأفنانها سندس وإستبرق وثمرها حلل وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر
وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر وحشيشها زعفران مونع والألنجوج يتأججان من غير وقود
يتفجر من أصلها السلسبيل والمعين والرحيق وأصلها مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه
ومتحدث يجمعهم فبينا هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبا جبلت
من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة
وحسنا وبرها خز أحمر ومرعزي أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا وبهاء
ذلل من غير مهابة نجب من غير رياضة عليها رحائل ألواحها من الدر والياقوت مفضضة
باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا لهم
تلك النجائب ثم قالوا لهم إن ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر
إليكم وتكلمونه ويكلمكم وتحيونه ويحييكم ويزيدكم من فضله ومن سعته إنه ذو رحمة واسعة
وفضل عظيم فيتحول كل رجل منهم على راحلته ثم ينطلقون صفا معتدلا لا يفوت شيء منه
شيئا ولا تفوت أذن ناقة أذن صاحبتها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أتحفتهم
بثمرها وزحلت لهم عن طريقهم كراهية أن ينثلم صفهم أو تفرق بين الرجل ورفيقه فلما
دفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى أسفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في
عظمته العظيمة تحيتهم فيها السلام قالوا ربنا أنت السلام
ومنك السلام ولك حق الجلال والإكرام فقال لهم ربهم إني أنا السلام ومني السلام ولي
حق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب
وكانوا مني على كل حال مشفقين قالوا أما وعزتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق
قدرك ولا أدينا إليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك فقال لهم ربهم تبارك وتعالى إني
قد وضعت عنكم مؤونة العبادة وأبحت لكم أبدانكم فطالما أنصبتم الأبدان وأعنيتم
الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي فسلوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم
أمانيكم فإني لن أجزيكم اليوم بقدر أعمالكم ولكن بقدر رحمتي وكرامتي وطولي وجلالي
وعلو مكاني وعظمة شأني فما يزالون في الأماني والمواهب والعطايا حتى إن المقصر منهم
ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله عز و جل إلى يوم أفناها قال ربهم لقد
قصرتم في أمانييكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وزدتكم
على ما قصرت عنه أمانيكم فانظروا إلى مواهب ربكم الذي وهب لكم فإذا بقباب في
الرفيع الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها
من سندس وإستبرق ومنابرها من نور يثور من أبوابها وأعراضها نور كشعاع الشمس مثل
الكوكب الدري في النهار المضيء وإذا قصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهو
نورها فلولا أنه سخر لالتمع الأبصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو
مفروش بالحرير الأبيض وما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري الأحمر
وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر وما كان منها من الياقوت
الأصفر فهو مفروش بالأرجوان الأصفر مموه بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة
البيضاء قواعدها وأركانها من الياقوت وشرفها قباب اللؤلؤ وبروجها غرف المرجان فلما
انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من الياقوت الأبيض منفوخ فيها الروح
يجنبها الولدان المخلدون وبيد كل وليد منهم حكمة برذون ولجمها وأعنتها من فضة
بيضاء متطوقة بالدر والياقوت وسرجها سرر موضونة مفروشة بالسندس والإستبرق فانطلقت
بهم تلك البراذين تزف بهم وتنظر رياض الجنة فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا فيها
جميع ما تطول به ربهم عليهم مما سألوه وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصور
أربع جنان جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نضاختان وفيهما من كل
فاكهة زوجان وحور
مقصورات في الخيام فلما تبوأوا منازلهم واستقر بهم قرارهم
قال لهم ربهم هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم رضينا فارض عنا قال برضاي عنكم
حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتكم ملائكتي فهنيئا هنيئا عطاء غير مجذوذ ليس فيه
تنغيص ولا تصريد فعند ذلك قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة
من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور
رواه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم هكذا معضلا ورفعه منكر
والله أعلم
الرياط بالياء المثناة تحت جمع ريطة وهي كل ملاءة تكون
نسجا واحدا ليس لها لفقين وقيل ثوب لين رقيق حكاه ابن السكيت والظاهر أنه المراد
في هذا الحديث
والألنجوج بفتح الهمزة واللام وإسكان النون وجيمين
الأولى مضمومة هي عود البخور
تتأججان تتلهبان وزنه ومعناه
زحلت بزاي وحاء مهملة مفتوحتين معناه تنحت لهم عن الطريق
أنصبتم أي أتعبتم والنصب التعب
وأعنيتم هو من قوله تعالى وعنت الوجوه للحي القيوم طه
111 أي خضعت وذلت
والحكمة بفتح الحاء والكاف هي ما تقاد به الدابة كاللجام
ونحوه
المجذوذ بجيم وذالين معجمتين هو المقطوع
والتصريد التقليل كأنه قال عطاء ليس بمقطوع ولا منغص ولا
متملل
5742 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن أهل الجنة
لا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يمنون إنما نعيمهم الذي هم فيه مسك يتحدر من جلودهم
كالجمان وعلى أبوابهم كثبان من مسك يزورون الله جل وعلا في الجمعة مرتين فيجلسون على
كراسي من ذهب مكللة باللؤلؤ والياقوت والزبرجد ينظرون إلى الله عز و جل وينظر
إليهم فإذا قاموا انقلب أحدهم إلى الغرفة من غرفة لها سبعون بابا مكللة بالياقوت
والزبرجد
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
فصل في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى 5743 - عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا
رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذا
فذكر الحديث بطوله رواه البخاري ومسلم
5744 - وعن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز و جل تريدون شيئا أزيدكم
فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما
أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ثم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
يونس 62
رواه مسلم والترمذي والنسائي
5745 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها
أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من
ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء
على وجهه في جنات عدن
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي
5746 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب
الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم فقال يا أهل الجنة
سلوني فقالوا نسألك الرضا عنا
قال رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي وهذا أوانها فسلوني
قالوا نسألك الزيادة قال
فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها من زمرد أخضر وياقوت
أحمر فيحملون عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفيها فيأمر الله عز و جل بأشجار عليها
الثمار فتجيء جوار من الحور العين وهن يقلن نحن الناعمات فلا نبأس ونحن الخالدات
فلا نموت أزواج قوم مؤمنين كرام ويأمر الله عز و جل بكثبان من مسك أبيض أذفر فينثر
عليهم ريحا يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول
الملائكة يا ربنا قد جاء القوم فيقول مرحبا بالصادقين مرحبا بالطائعين
قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيتمتعون
بنور الرحمن حتى لا ينظر بعضهم بعضا ثم يقول أرجعوهم إلى القصور بالتحف فيرجعون
وقد أبصر بعضهم بعضا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذلك قوله نزلا من غفور
رحيم فصلت 23
رواه أبو نعيم والبيهقي واللفظ له وقال وقد مضى في هذا
الكتاب يعني في كتاب البعث وفي كتاب الرؤية ما يؤكد ما روي في هذا الخبر انتهى
وهو عند ابن ماجه وابن أبي الدنيا مختصر قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم
فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة وهو
قوله عز و جل سلام قولا من رب رحيم يس 85 فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من
النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم وتبقى فيهم بركته ونوره
هذا لفظ ابن ماجه والآخر بنحوه
5747 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء
فقلت ما هذه يا جبريل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من
بعدك تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك قال ما لنا فيها قال فيها خير
لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه أو ليس له يقسم إلا
ادخر له ما هو أعظم منه أو تعوذ فيها من شر هو عليه مكتوب إلا أعاذه أو ليس عليه
مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه قلت ما هذه النكتة السوداء فيها قال هذه الساعة تقوم
يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن
ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال قلت لم تدعونه يوم
المزيد قال إن ربك عز و جل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم
الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور وجاء
النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء
حتى يجلسوا عليها ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم تبارك
وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا
محل كرامتي فسلوني
فيسألونه الرضا فيقول الله عز و جل رضائي أحلكم داري
وأنالكم كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ثم يصعد الرب
تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء والصديقون أحسبه قال ويرجع أهل الغرف إلى
غرفهم درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها
وأبوابها مطردة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى
شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه
تبارك وتعالى ولذلك دعي يوم المزيد
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين
أحدهما جيد قوي وأبو يعلى مختصرا ورواته رواة الصحيح والبزار واللفظ له
الفصم بالفاء هو كسر الشيء من غير أن تفصله
والوصم بالواو الصدع والعيب
5748 - وروي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم أتاني جبريل فإذا كفه مرآة كأصفى المرايا وأحسنها وإذا في وسطها
نكتة سوداء قال قلت يا جبريل ما هذه قال هذه الدنيا صفاؤها وحسنها
قال قلت وما هذه اللمعة السوداء في وسطها قال هذه الجمعة
قال قلت وما الجمعة قال يوم من أيام ربك عظيم وسأخبرك بشرفه وفضله واسمه في الدنيا
والآخرة أما شرفه وفضله واسمه في الدنيا فإن الله تبارك وتعالى جمع فيه أمر الخلق
وأما ما يرجى فيه فإن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم أو أمة مسلمة يسألان الله فيها
خيرا إلا أعطاهما إياه وأما شرفه وفضله واسمه في الآخرة فإن الله تعالى إذا صير
أهل الجنة إلى الجنة وأدخل أهل النار النار وجرت عليهم أيامها وساعاتها
ليس بها ليل ولا نهار إلا قد علم الله مقدار ذلك وساعاته
فإذا كان يوم الجمعة في الحين الذي يبرز أو يخرج فيه أهل الجمعة إلى جمعتهم نادى
مناد يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد لا يعلم سعتها وعرضها وطولها إلا الله عز
و جل فيخرجون في كثبان من المسك
قال حذيفة وإنه لهو أشد بياضا من دقيقكم هذا قال فيخرج
غلمان الأنبياء بمنابر من نور ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت
قال فإذا وضعت لهم وأخذ القوم مجالسهم بعث الله تبارك
وتعالى عليهم ريحا تدعى المثيرة تثير عليهم أثابير المسك الأبيض فتدخله من تحت
ثيابهم وتخرجه في وجوههم وأشعارهم فتلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة
أحدكم لو دفع إليها كل طيب على وجه الأرض لكانت تلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك
المسك من تلك المرأة لو دفع إليها ذلك الطيب بإذن الله عز و جل
قال ثم يوحي الله سبحانه إلى حملة العرش فيوضع بين
ظهراني الجنة وبينه وبينهم الحجب فيكون أول ما يسمعون منه أن يقول أين عبادي الذين
أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري فسلوني فهذا يوم المزيد
قال فيجتمعون على كلمة واحدة رب رضينا عنك فارض عنا
قال فيرجع الله تعالى في قولهم أن يا أهل الجنة إني لو
لم أرض عنكم لما أسكنتكم جنتي فسلوني فهذا يوم المزيد
قال فيجتمعون على كلمة واحدة رب وجهك أرنا ننظر إليه
قال فيكشف الله تبارك وتعالى تلك الحجب ويتجلى لهم
فيغشاهم من نوره شيء لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحترقوا مما غشيهم من نوره
قال ثم يقال لهم ارجعوا إلى منازلكم
قال فيرجعون إلى منازلهم وقد خفوا على أزواجهم وخفين
عليهم مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى فإذا صاروا إلى منازلهم تراد النور وأمكن
حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها
قال فتقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا على صورة
ورجعتم على غيرها قال فيقولون ذلك بأن الله تبارك وتعالى تجلى لنا فنظرنا منه إلى
ما خفينا به عليكم
قال فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا
قال وذلك قوله عز و جل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة
أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71 رواه البزار
5749 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه
وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول
الله صلى الله عليه و سلم
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 22 32
رواه أحمد والترمذي وتقدم ورواه ابن أبي الدنيا مختصرا
إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أفضل أهل الجنة منزلة من ينظر
إلى وجه الله تعالى كل يوم مرتين
5750 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون
لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا ربنا
وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون وأي شيء
أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا
رواه البخاري ومسلم والترمذي
فصل في أن أعلى ما يخطر على البال أو يجوزه العقل من حسن
الصفات المتقدمة فالجنة وأهلها فوق ذلك
5751 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال الله عز و جل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين السجدة
71
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
5752 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال شهدت من
رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال في آخر حديثه
فيها ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ هاتين الآيتين تتجافى
جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما
أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 61 71
رواه مسلم
5753 - وعن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن
جده رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن ما يقل ظفر مما في
الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع
فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن غريب
5754 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون المؤم 1
5755 - وفي رواية خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها
ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال
وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما جيد
ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بنحوه وتقدم لفظه
5756 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي
صلى الله عليه و سلم يقول في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر
رواه الطبراني والبزار بإسناد صحيح
5757 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولقاب قوس
أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها
معها قلت يا أبا هريرة ما النصيف قال الخمار
رواه أحمد بإسناد جيد والبخاري ولفظه أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وقال لغدوة
ورواه الترمذي وصححه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها واقرؤوا إن شئتم فمن زحزح عن
النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أو روحة في سبيل
الله خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب آل عمران 581
رواه الطبراني في الأوسط مختصرا بإسناد رواته رواة
الصحيح ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لموضع سوط في الجنة خير مما بين
السماء والأرض
وابن حبان في صحيحه ولفظه قال غدوة في سبيل الله أو روحة
خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما
فيها ولو أن امرأة اطلعت إلى الأرض من نساء أهل الجنة لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما
ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
5758 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو
موضع قده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت
إلى أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها يعني خمارها
خير من الدنيا وما فيها
رواه البخاري ومسلم والترمذي وصححه واللفظ له
القاب هنا قيل هو القدر وقيل من مقبض القوس إلى سيته
ولكل قوس قوبان
والقد بكسر القاف وتشديد الدال هو السوط ومعنى الحديث
ولقدر قوس أحدكم أو قدر الموضع الذي يوضع فيه سوطه خير من الدنيا وما فيها
وقد رواه البزار مختصرا بإسناد حسن قال موضع سوط في
الجنة خير من الدنيا وما فيها
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس في الجنة شيء مما
في الدنيا إلا الأسماء
رواه البيهقي موقوفا بإسناد جيد
فصل في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها وما جاء في
ذبح الموت 5760 - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
بعثه إلى اليمن فلما قدم عليهم قال يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله
عليه و سلم إليكم يخبركم أن المرد إلى الله إلى جنة أو نار خلود بلا موت وإقامة
بلا ظعن
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا
وتقدم حديث أبي هريرة في بناء الجنة وفيه من يدخلها ينعم
ولا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه وحديث ابن عمر أيضا بمثله
5761 - وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد إن لكم أن
تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا
تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا وذلك قول الله عز و جل ونودوا أن
تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون الأعراف 34
رواه مسلم والترمذي
5762 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي به مناد يا أهل الجنة
فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم
ينادي مناد يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت
وكلهم قد رآه فيذبح بين الجنة والنار ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل
النار خلود فلا موت ثم قرأ
وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا
يؤمنون مريم 93 وأشار بيده إلى الدنيا
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي ولفظه قال إذا كان
يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح فيوقف بين الجنة والنار فيذبح وهم ينظرون
فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار
يشرئبون بشين معجمة ساكنة ثم راء ثم همزة مكسورة ثم باء
موحدة مشددة أي يمدون أعناقهم لينظروا
5763 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة
فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون
مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا قالوا نعم
هذا الموت
قال فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما
خلود فيما يجدون لا موت فيها أبدا
روه ابن ماجه بإسناد جيد
5764 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم
ينادي مناد يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا قال فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم
ربنا هذا الموت ثم ينادي مناد يا أهل النار فيقولون لبيك ربنا قال فيقال لهم هل تعرفون
هذا فيقولون نعم ربنا هذا الموت فيذبح كما تذبح الشاة فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء
هؤلاء
رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني والبزار وأسانيدهم
صحاح
5765 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إذا صار أهل الجنة
إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين
الجنة والنار فيذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت يا أهل النار لا موت فيزداد
أهل الجنة فرحا إلى فرحهم وأهل النار حزنا إلى حزنهم
5766 - وفي رواية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يدخل
الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لا
موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه رواه البخاري ومسلم ولنختم الكتاب
بما ختم به البخاري رحمه الله كتابه وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان
في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قال الحافظ زكي الدين عبد العظيم
مملي هذا الكتاب رضي الله عنه وقد تم ما أرادنا الله به من هذا الإملاء المبارك
ونستغفر الله سبحانه مما زل به اللسان أو داخله ذهول أو غلب عليه نسيان فإن كل
مصنف مع التؤدة والتأني وإمعان النظر وطول الفكر قل أن ينفك عن شيء من ذلك فكيف
بالمملى مع ضيق وقته وترادف همومه واشتغال باله وغربة وطنه وغيبة كتبه وقد اتفق
إملاء عدة من الأبواب في أماكن كان الأليق بها أن تذكر في غيرها وسبب ذلك عدم
استحضارها في تلك الأماكن ونذكرها في غيرها فأمليناه حسب ما اتفق وقدمنا فهرست
الأبواب أول الكتاب لأجل ذلك وكذلك تقدم في هذا الإملاء أحاديث كثيرة جدا صحاح
وعلى شرط الشيخين أو أحدهما ولكن لم ننبه على كثير من ذلك بل قلت غالبا إسناد جيد
أو رواته ثقات أو رواة الصحيح أو نحو ذلك وإنما منع من النص على ذلك تجويز وجود
علة لم تحضرني مع الإملاء وكذلك تقدم أحاديث كثيرة غريبة وشاذة متنا أو إسنادا لم أتعرض
لذكر غرابتها وشذوذها والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به إنه ذو
الطول الواسع العظيم
| جميع الحقوق متاحة لجميع المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق