المصاحف

 مصاحف روابط 9 مصاحف  // / //

ب اوه

نوشيرك بريد /الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟ /وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام  /المقحمات ا. /قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية /مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا/ المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر / /ُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما /ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

تذكرة الحفاظ/الطبقة الثالثة والرابعة

 

تذكرة الحفاظ/الطبقة الثالثة 
الطبقة الثالثة من الكتاب
وهي الطبقة الوسطى من التابعين ورأسها هو الحسن البصري وغالب ذلك كان في دولة يزيد وهشام.
66-1/3ع
الحسن بن أبي الحسن يسار
الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري: يقال مولى زيد بن ثابت ويقال مولى جميل بن قطبة، وأمه خيرة مولاة أم سلمة نشأ بالمدينة وحفظ كتاب الله في خلافة عثمان وسمعه يخطب مرات وكان يوم الدار بن أربع عشرة سنة ثم كبر ولازم الجهاد ولازم العلم والعمل وكان أحد الشجعان الموصوفين يذكر مع قطري بن الفجاءة وصار كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد حدث عن عثمان وعمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة بن جندب وجندب البجلي وابن عباس وابن عمر وأبي بكرة وعمرو بن تغلب وجابر وطائفة كثيرة حدث عنه قتادة وأيوب وابن عون ويونس وخالد الحذاء وهشام بن حسان وحميد الطويل وجرير بن حازم وشيبان النحوي ويزيد بن إبراهيم التستري ومبارك بن فضالة والربيع بن صبيح وأبان بن يزيد العطار وقرة بن خالد وأمم سواهم قال بن سعد كان جامعا عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما إلى أن قال: وما أرسله فليس هو بحجة قلت وهو مدلس فلا يحتج بقوله عن في من لم يدركه وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم. ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن عديم النظير مليح التذكير بليغ الموعظة رأس في أنواع الخير وقد كنت أفردت ترجمته في جزء سميته "الزخرف القصري"، مات سنة عشر ومائة وله ثمان وثمانون سنة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
67-2/3ع
أبو الشعثاء جابر بن زيد
الأزدي البصري: أحد الأعلام وصاحب ابن عباس روى عنه قتادة وأيوب وعمرو بن دينار وطائفة، روى عطاء عن بن عباس قال: لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله، وروى عن بن عباس قال: تسألوني عن شيء وفيكم جابر بن زيد، وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا أعلم بالفتيا من جابر بن زيد. وعن ضحاك الضبي قال: لقي بن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال: يا جابر إنك من فقهاء البصرة وإنك تستفتي فلا تفتين إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية فإن لم تفعل هلكت وأهلكت وعن أبي الحباب قال لما دفن أبو الشعثاء قال قتادة اليوم دفن علم الأرض سمعه من أبي الحباب محمد بن سواء وعن إياس بن معاوية قال أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد قال حماد بن زيد سئل أيوب هل رأيت جابر بن زيد؟ قال نعم، كان لبيبا لبيبا-وجعل يعجب من فقهه قال أحمد والفلاس والبخاري مات سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدي وابن سعد مات سنة ثلاث ومائة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
68-3/3ع
أبو الخير مرثد بن عبد الله
اليزني المصري الفقيه مفتي أهل مصر ويزن من حمير: روى عن أبي أيوب الأنصاري وأبي بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني وتفقه عليه وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/be/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.pngوعدة وعنه عبد الرحمن بن شماسة وجعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم قال بن يونس كان مفتي أهل مصر في زمانه وتوفي سنة تسعين https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
69-4/3ع
إبراهيم التيمي
هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي:
[1] تيم الرباب الكوفي العالم العامل روى عن أبيه والحارث بن سويد وعمرو بن ميمون الأودي وطائفة وعنه بيان بن بشر ويونس بن عبيد والأعمش وجماعة وكان من الثقات. قتله الحجاج، وقيل: بل مات في حبسه ولم يبلغ الأربعين قال الأعمش سمعته يقول ربما أتى علي شهران لا أطعم فيها لا يسمعن هذا منك أحد قلت: ليس حديثه بكثير احتج به أهل الكتب يكنى أبا أسماء مات قبل أنس بن مالك وذلك في سنة اثنتين وتسعين https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
70-5/3ع
إبراهيم النخعي
فقيه العراق أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود الكوفي الفقيه: روى عن علقمة ومسروق والأسود وطائفة ودخل علي أم المؤمنين عائشة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/96/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7.pngوهو صبي أخذ عنه حماد بن أبي سليمان الفقيه وسماك بن حرب والحكم بن عتيبة وابن عون والأعمش ومنصور وخلق وكان من العلماء ذوي الإخلاص قال مغيرة كنا نهاب إبراهيم كما يهاب الأمير وقال الأعمش ربما رأيت إبراهيم يصلي ثم يأتينا فيبقى ساعة كأنه مريض وقال كان إبراهيم صيرفيا في الحديث وكان يتوقى الشهرة ولا يجلس الى الإسطوانة وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم ما خلف بعده مثله وقال بن عون كان إبراهيم يأتي الأمراء ويسألهم الجوائز وقال الحسن بن عمرو الفقيمي كان إبراهيم يشتري الوز ويسمنه ويهديه إلى الأمراء روى أبو حنيفة عن حماد قال بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد وبكى من الفرح وقال عبد الله بن أبي سليمان سمعت سعيد بن جبير يقول تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي وقالت هنيدة زوجة إبراهيم أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وجاء من وجوه عن إبراهيم أنه كان لا يتكلم في العلم ألا أن يسئل وروى بن عون عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن ما عنده مات إبراهيم في آخر سنة خمس وتسعين كهلا قبل الشيخوخة https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
71-6/3ع
علي بن الحسين
بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زين العابدين أبو الحسين الهاشمي المدني
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png: حضر كربلاء مريضا فقال عمر بن سعد لا تعرضوا لهذا وكان يومئد بن نيف
وعشرين سنة روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وأبي هريرة وابن عباس والمسور وابن عمر وعدة وعنه بنوه أبو جعفر محمد بن علي وزيد وعمر وعبد الله وزيد بن أسلم وعاصم بن عمر والزهري ويحيى بن سعيد وأبو الزناد وآخرون قال الزهري ما رأيت أحدا كان أفقه من علي بن الحسين لكنه قليل الحديث وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى عبد الملك وقال أبو حازم الأعرج ما رأيت هاشميا أفضل منه وعن بن المسيب قال ما رأيت أورع منه وقال مالك بلغني أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات قال وكان يسمي زين العابدين لعبادته وقال فضيل بن غزوان عنه: من ضحك ضحكة مج مجة من العلم وعن علي قال إن الجسد إذا لم يمرض أشر وجاء عن علي أنه كان كثير الصدق في السر
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngمات في ربيع الأول سنة أربع وتسعين.
72-7/3ع
يحيى بن يعمر
القاضي أبو سليمان ويقال أبو عدي العدواني البصري الفقيه قاضي مرو: روى عن أبي ذر وعمار وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وأبي الأسود الديلي وغيرهم وعنه عبد الله بن بريدة وقتادة ويحيى بن عقيل وعطاء الخراساني وسليمان التيمي وإسحاق بن سويد العدوي قال أبو داود لم يسمع من عائشة قلت فما الظن بالذين قبلها وقيل أنه أول من نقط المصحف وكان أحد الفصحاء الفقهاء أخذ العربية عن أبي الأسود وكان الحجاج قد نفاه فقبله قتيبة بن مسلم وولاه قضاء خراسان، وكان له عدة نواب ثم عزله قتيبة لما بلغه عنه شرب المنصف متفق على حديثه وثقته.
[2]
73-8/3ع
سعيد بن جبير
الوالبي مولاهم الكوفي المقرئ الفقيه: أحد الأعلام سمع ابن عباس وعدي بن حاتم وابن عمر وعبد الله بن مغفل وطائفة وعنه جعفر بن أبي المغيرة وأبو بشر جعفر بن إياس وأيوب والأعمش وعطاء بن السائب وخلق قتله الحجاج قاتله الله في شعبان سنة خمس وتسعين وله تسع وأربعون سنة على الأشهر وقيل بل عاش بضعا وخمسين سنة وقيل كان أسود اللون وكان بن عباس إذا حج أهل الكوفة وسألوه يقول أليس فيكم سعيد بن جبير وعن أشعث بن إسحاق قال كان يقال لسعيد بن جبير جهبذ العلماء كان قتل الحجاج له لكونه قاتله مع بن الأشعث وروى أصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب قال كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش وسمعته يردد هذه الآية {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه} بضعا وعشرين مرة. وقيل أنه قام ليلة في جوف الكعبة فقرأ القرآن في ركعة رواها حماد بن أبي سليمان عنه وقال عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد أنه كان يختم في كل ليلتين وروى الثوري عن عمر بن سعيد قال دعا سعيد بن جبير ولده لما قتل فجعل يبكي فقال ما يبكيك ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟
ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة قال لما أتى بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال أنت شقي بن كسير قال أنا سعيد بن جبير قال لأقتلنك قال أنا اذن كا سمتني أمي وقال دعوني أصلي ركعين قال وجهوه إلى قبلة النصارى، قال أينما تولوا فثم وجه الله ثم قال إني استعيذ منك بما عاذت به مريم {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}. وروى هشيم عن عقبة مولى الحجاج قال حضرت سعيد بن جبير فجعل الحجاج يقول له ألم أفعل بك ألم أفعل بك؟ فيقول بلى، قال فما حملك على ما صنعت قال بيعة كانت علي فغضب وصفق بيده وقال بيعة أمير المؤمنين كانت أولى واسبق وأمر به فقتل وعن سعيد بن جبير انه كان لا يدع أحدا يغتاب عنده.
إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت سعيد بن جبير يصلى في الطاق ولا يقنت في الصبح ويعتم ويرخيها شبرا من ورائه. قال ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل الا وهو يحتاج الى علمه وقال فطر بن خليفة رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية وروى أبو معشر عن سعيد بن جبير قال رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة فقال يا غلام لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام.
من الغيلانيات حدثنا محمد بن شداد أخبرنا أبو نعيم انا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال أوحى الله الى محمد ﷺ انى قتلت بيحيى سبعين ألفا وانى قاتل بابن ابنتك سبعين الفا وسبعين الفا غريب وعبد الله خرج له مسلم.
74-9/3ع
محمد بن سيرين
الإمام الرباني أبو بكر مولى أنس بن مالك: وأصل سيرين من جرجرايا. قال أنس بن سيرين ولد اخى لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدت بعده بسنة سمع محمد أبا هريرة وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر وطائفة وعنه أيوب وابن عون وقرة بن خالد وأبو هلال محمد بن سليم وعوف وهشام بن حسان ويونس ومهدي بن ميمون وجرير بن حازم وخلق كثير وكان فقيها إماما غزير العلم ثقة ثبتا علامة في التعبير رأسا في الورع وأمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngقال مورق العجلي ما رأيت أحدا افقه في ورعه ولا اورع في فقهه من بن سيرين وقال أبو قلابة من يطيق مثل ما يطيق محمد يركب مثل حد السنان وقال شعيب بن الحبحاب قال لي الشعبي عليك بذلك الأصم يعني بن سيرين وقال بن عون لم تر عيناي مثل بن سيرين والقاسم ورجاء بن حيوة وقال أبو عوانة رأيت بن سيرين فما رآه أحد الا ذكر الله تعالى وذكر الثوري عن زهير الأقطع قال بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه.
قال يونس: كان بن سيرين صاحب ضحك ومزاح. توفي محمد بعد الحسن بمائة يوم في شوال سنة عشر ومائة؟ وهو اثبت من الحسن رحمة الله عليهما.
75-10/3ع
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
الفقيه العلم أبو عبد الله الهذلى المدني الضرير أحد الفقهاء السبعة: أخذ عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وعدة وعنه عراك بن مالك رفيقه والزهري وصالح بن كيسان وأبو الزناد وكان مع إمامته في الفقه والحديث شاعرا محسنا وهو مؤدب عمر بن عبد العزيز
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngقال الزهري كان عبيد الله من بحور العلم وقال محمد بن الضحاك الحزامى قال مالك كان بن شهاب يأتى عبيد الله بن عبد الله وكان من العلماء فكان يحدثه ويستقى هو له الماء من البئر، وكان عبيد الله يطول الصلاة ولا يعجل عنها لأحد فبلغنى ان علي بن الحسين جاءه وهو يصلى فجلس ينتظره وطول عليه فعوتب في ذلك وقيل يأتيك بن بنت رسول الله ﷺ فتحبسه هذ الحبس فقال اللهم غفرا لا بد لمن طلب هذا الشأن ان يعني مات عبيد الله سنة ثمان وتسعين على الصحيح https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
76-11/3ع
الشعبي
علامة التابعين أبو عمرو عامر بن شراحيل الهمداني الكوفي من شعب همدان: مولده في أثناء خلافة عمر في ما قيل كان إماما حافظا فقيها متفننا ثبتا متقنا وكان يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء وروى عن علي فيقال مرسل وعن عمران بن حصين وجرير بن عبد الله وأبي هريرة وابن عباس وعائشة وعبد الله بن عمر وعدى بن حاتم والمغيرة بن شعبة وفاطمة بنت قيس وخلق وعنه إسماعيل بن أبي خالد وأشعث بن سوار وداود بن أبي هند وزكريا بن أبي زائدة ومجالد بن سعيد والأعمش وأبو حنيفة وهو أكبر شيخ لأبي حنيفة وابن عون ويونس بن أبي إسحاق والسرى بن يحيى وخلق قال أحمد العجلي مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل الا صحيحا.
قال الواقدي: الشعبي من حمير، وعداده في همدان فمن كان بالكوفة قيل لهم شعبيون ومن كان منهم بالشام قيل لهم شعبانيون ومن كان باليمن قيل لهم آل ذي شعبين ومن كان بالمغرب قيل لهم الأشعوب وكلهم ولد حسان بن عمرو بن شعبين فبنو علي بن حسان هم رهط الشعبي دخلوا في جمهور همدان باليمن وكان الشعبي ضئيلا ولد هو آخر في بطن فكان يقول انى زوحمت في الرحم ولد سنة جلولاء وأقام بالمدينة هاربا من المختار اشهرا فسمع من بن عمر وتعلم الحساب من الحارث الأعور وشهد وقعة الجماجم مع بن الأشعث ثم نجا من سيف الحجاج وعفى عنه وولي قضاء الكوفة.
قال بن سعد أنا عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني حدثني أشياخ من شعبان منهم محمد بن أبي أمية أن مطرا أصاب اليمن فجحف السيل موضعا فأبدى عن ازج عليه باب حجر فكسر الغلق ودخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب عليه رجل شبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا وعليه جباب من وشى منسوجة بالذهب وإلى جنبه محجن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء وإذا رجل أبيض الرأس واللحية له ضفيرتان والى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية باسمك اللهم رب حمير انا حسان بن عمرو القبيل إذ لا قيل الا الله عشت بأمل ومت بأجل أيام وخزهيد وما وخزهيد هلك فيه اثنا عشر ألف قيل فكنت آخرهم قيلا فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرنى من الموت فأخفرنى والى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية انا سيف قيل بي يدرك الثأر.
شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: أدركت خمسمائة من أصحاب النبي ﷺ.
سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال ما رأيت اعلم من الشعبي إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال ما مات لي قرابة وعليه دين الا قضيته عنه ولا ضربت مملوكا لي قط.
أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال: ما رأيت أحدا قط افقه من الشعبي.
زائدة عن مجالد قال كنت مع إبراهيم فاقبل الشعبي فقام اليه إبراهيم ثم جاء فجلس في موضع إبراهيم سليمان التيمى عن أبي مجلز قال ما رأيت أحدا افقه من الشعبي لا سعيد بن المسيب ولا طاوس ولا عطاء ولا الحسن ولا بن سيرين.
جرير بن أيوب قال سأل رجل الشعبي عن ولد الزنا شر الثلاثة هو فقال لو كان كذلك لرجمت أمه وهو في بطنها.
وعن الشعبي وقال له رجل من الكيسانية ان عثمان كان كلا على مواليه فقال ويحك فهل قتل عثمان الا صنيعه في مواليه.
وعن أبي بكر الهذلي قال قال لي بن سيرين: الزم الشعبي فلقد رأيته يستفتى والصحابة متوافرون.
وعن بن المديني قال قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟ قال بنفى الاعتماد والسير في البلاد وصبر كصبر الجماد وبكور كبكور الغراب.
قال بن عيينة العلماء ثلاثة بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه.
جعفر بن عون سمعت بن أبي ليلى يقول وذكر هذين فقال كان الشعبي صاحب آثار وكان إبراهيم صاحب قياس وعن عبد الملك بن عمير قال مر بن عمر بالشعبي وهو يحدث بالمغازى فقال شهدت القوم ولهذا احفظ لها واعلم بها منى وقال عيسى الحناط قال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من جمع النسك والعقل، فإن كان عاقلا بلا نسك قيل: هذا لا يناله، وان كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل هذا أمر لا يناله الا العقلاء، ثم قال فلقد رأيت اليوم يطلبه من لا عقل له ولا نسك.
قال حفص بن غياث عن الأعمش عن الشعبي قال لا بأس بذبيحة الليطة، فقلت يا أبا محمد ما منعك من اتيان الشعبي فقال: ويحك كيف آتيه وهو إذا رآني سخر بي ويقول: هذه هيئة عالم ما هيئتك إلا هيئة حائك وكنت إذا أتيت إبراهيم أكرمني وأدناني. خالد بن عبد الله عن حصين عن عامر قال: ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على علي
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png.
أشعث عن ابن سيرين قال قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة وأصحاب رسول الله ﷺ يومئذ كثير. عبيد الله بن موسى ثنا داود بن يزيد سمعت الشعبي يقول والله لو أصبت تسعا وتسعين مرة وأخطأت مرة لأعدلوا على تلك الواحدة. وعن الشعبي أنا مبغض لمن أبغض عثمان وعليا.
زكريا بن أبي زائدة قال كان الشعبي يمر بأبي صالح فأخذ بإذنه ويقول تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن؟
الهيثم ابن عدي أنا مجالد عن الشعبي قال: كره الصالحون الأولون الإكثار من الحديث، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدثت إلا بما أجمع عليه أهل الحديث.
قال الحاكم في ترجمة الشعبي: ثنا إبراهيم بن مضارب القمرى ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عبد الواحد بن نجدة الحوطى انا بقية انا سعيد بن عبد العزيز حدثني ربيعة بن يزيد قال قعدت الى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله ﷺ أنه قال: اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واطيعوا الأمراء فان كان خيرا فلكم وان كان شرا فعليهم وأنتم منه برآء فقال له الشعبي: كذبت.
شبابة بن سوار انا يزيد بن عياض وغير واحد عن مجالد عن الشعبي قال ما كنت اعرف فقهاء الكوفة الا أصحاب عبد الله فقال له قيس الأرقب أفلا تعرف أصحاب على فقال: نعم قال: فتعرف الحارث الأعور قال: نعم لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد فخشيت على نفسي منه الوسواس فلا أدري ممن تعلمه قال فهل تعرف بن صبوة قال نعم لم يكن بفقيه ولم يكن فيه خير قال فهل تعرف صعصعة بن صوحان قال كان رجلا خطيبا ولم يكن بفقيه قال: فهل تعرف رشيد الهجري قال الشعبي: نعم، بينما واقف في الهجريين إذ قال لي رجل هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين؟ قلت: نعم، فأدخلني على رشيد فلما رآني أشار بيده إلي وأنشأ يحدث، قال خرجت حاجا فلما قضيت نسكي قلت لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين، فمررت بالمدينة فأتيت باب على فقلت لإنسان استأذن لي على سيد المسلمين فقال هو نائم وهو يظن أني أعنى الحسن فقلت لست أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين قال أوليس قد مات فقلت أما والله انه ليتنفس الآن بنفس حي ويعرق من الدثار الثقيل فقال: أما إذا عرفت سر آل محمد فادخل وسلم عليه وأخرج فدخلت على أمير المؤمنين فأنبأنى بأشياء تكون فقلت لرشيد إن كنت كاذبا فلعنك الله، وقمت وبلغ الحديث زيادا فبعث الى رشيد فقطع لسانه وصلبه.
السري بن إسماعيل عن الشعبي: ولدت عام جلولاء يعني سنة سبع عشرة. عاصم الأحول عن الشعبي أنه كان أكثر حديثا من الحسن وأسن منه بسنتين. ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء الى يومى هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط الا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالما.
نوح بن قيس عن يونس بن مسلم عن وادع الراسبي عن الشعبي قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر ولو شئت لأنشدتكم شهرًا لا أعيد.
وفي نسخة: عن يونس ووادع، رواه بن أبي خيثمة في تاريخه داود بن أبي هند قال: ما جالست أحدا اعلم من الشعبي. وقال عاصم الأحول: ما رأيت أحدا اعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز من الشعبي.
الأعمش: قال الشعبي: ألا تعجبون من هذا الأعور يأتينى يسألني بالليل ويفتى بالنهار يعني إبراهيم. أبو شهاب الحناط عن الصلت بن بهرام قال: ما رأيت أحدا بلغ مبلغ الشعبي أكثر منه يقول: لا أدري. ابن عون: كان الشعبي إذا جاءه شيء اتقاه. وكان إبراهيم يقول ويقول وقال كان الشعبي منبسطا وكان إبراهيم منقبضا. فإذا وقعت الفتوى انقبض الشعبي وانبسط إبراهيم.
أبو نعيم: حدثنا أبو الجابية الفراء قال قال الشعبي انا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه الفقهاء من إذا علم عمل قال بن عائشة وجه عبد الملك الشعبي رسولا الى ملك الروم فلما رد قال يا شعبى تدرى ما كتب به الى ملك الروم كتب الى العجب لأهل دينك كيف لم يستخلفوا رسولك فقلت يا أمير المؤمنين لأنه رآني وما رآك ذكرها الأصمعي وزاد فيها إنما أراد ان يغرينى بقتلك فبلغ ذلك ملك الروم فقال ما أردت الا ذاك.
قال جابر بن نوح الحماني حدثنا مجالد عن الشعبي قال: قدم الحجاج وسألنى عن أشياء فوجدني بها عارفا فجعلني عريفا على قومي ومنكبا على جميع همدان وفرض لي فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان بن الأشعث فأتاني قراء أهل الكوفة فقالوا انك زعيم القراء فلم يزالوا حتى خرجت فقمت بين الصفين اعيب الحجاج فبلغنى أنه قال: ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث لئن أمكنني الله منه لأجعلن الدنيا عليه اضيق من مسك جمل فما لبثنا ان هزمنا فجئت وأغلقت بابي فمكثت تسعة أشهر فندب الناس لخراسان فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها فعقد له فنادى مناديه من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن فاشترى مولى لي حمارا وزودنى وخرجت فلم أزل مع قتيبة حتى أتينا فرغانة فجلس ذات يوم قد برز فنظرت اليه فقلت أيها الأمير عندي علم قال ومن أنت قلت اعيذك لا تسألني عن ذلك فعرف أني ممن يغفى نفسه فدعى بكتاب فقال: أكتب يعني مسودة قلت لست ممن يحتاج فجعلت أملى عليه وهو ينظر حتى فرغ من كتاب الفتح قال فحملنى على بغلة وأرسل الى بسرق حرير وكنت عنده في أحسن منزلة فانى أتعشى معه ليلة إذ انا برسول الحجاج بكتاب فيه إذا نظرت في كتابي هذا فان صاحب كتابك عامر الشعبي فان فاتك قطعت يدك ورجلك وعزلت قال فالتفت إلي وقال: ما عرفت قبل الساعة فاذهب حيث شئت فلأحلفن له بكل يمين فقلت:إن مثلي لا يخفى فقال: أنت أعلم فبعثنى إليه وإذا وصلت إلى قرب واسط أمرهم أني يقيدونى فلما قدمت استقبلنى بن أبي مسلم فقال: يا أبا عمرو إني لأضن بك عن القتل إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا فلما دخلت عليه قال لا مرحبا ولا أهلا جئتنى ولست في الشرف من قومك ففعلت وفعلت ثم خرجت على وانا ساكت فقال تكلم قلت أصلح الله الأمير كل ما قلته حق ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر وتحلسنا الخوف ولم نكن مع ذلك. بررة اتقياء ولا فجرة أقوياء فهذا أوان حقنت دمى واستقبلت بي التوبة قال: قد فعلت ذلك.
قال الأصمعي: لما أدخل الشعبي قال الحجاج: هيه يا شعبى، قال: احزن بنا المنزل واكتحلنا السهر واستحلسنا الخوف فلم نكن فيما فعلنا بررة اتقياء ولا فجرة أقوياء فالله. درك قال بن سعد اختفى زمانا وكان يكتب الى يزيد بن أبي مسلم ان يكلم فيه الحجاج مالك بن مغول عن الشعبي قال: ما بكيت من زمان الا بكيت عليه. مجالد وغيره أن رجلا لقى الشعبي وامرأة تمشي معه فقال: ايكما الشعبي؟ قال: هذه. وعن عامر بن يساف. قال لي الشعبي: امض بنا نفر من أصحاب الحديث، فخرجنا قال فمر بنا شيخ قال له الشعبي: ما صنعتك؟ قال رفاء، قال: عندنا دن مكسور ترفوه لنا؟ قال: إن وهبت لي سلوكا من رمل رفوته، فضحك الشعبي حتى استلقى. قال عطاء بن السائب عن الشعبي: ما اختلفت امة بعد نبيها الا ظهر أهل باطلها على أهل حقها. قال عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبد الرحمن قال رأيت الشعبي سلم على نصرانى فقال السلام عليكم ورحمة الله، فقيل له في ذلك فقال: أوليس في رحمة الله؟ لولا ذلك لهلك وروى مجالد عن الشعبي قال: لعن الله أرأيت.
قال أبو بكر الهذلى قال الشعبي: أرأيتم لو قتل الأحنف وقتل معه صغير أكانت ديتهما سواء أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قلت: بل سواء قال: فليس القياس بشيء. مجالد عن الشعبي قال نعم الشيء الغوغاء يسدون السيل ويطفئون الحريق ويشغبون على ولاة السوء.
وعن الشعبي قال يا ليتني أنفلت من علمي كفافا، لا على ولا لي.
إسحاق الأزرق عن الأعمش قال أتى رجل الشعبي فقال: ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرس ما شهدته.
بن عيينة عن بن شبرمة سئل الشعبي عمن نذر أن يطلق امرأته فقال: ليس بشيء قال فنبهت الشعبي انا فقال: ردوا علي الرجل فقال: نذرك في عنقك الى يوم القيامة.
عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت الشعبي ينشد الشعر في المسجد ورأيت عليه ملحفة حمراء وإزرار أصفر.
بن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما سمعت منذ عشرين سنة من رجل يحدث بحديث الا وانا اعلم به منه قال: واستعمل بن هبيرة الشعبي على القضاء وكلفه أن يسامره فقال: لا أستطيع فأفردنى بأحدهما.
77-12/3ع
سالم بن عبد الله
بن عمر بن الخطاب أبو عمر ويقال أبو عبد الله العدوي العمرى المدني الفقيه الحجة: أحد من جمع بين العلم والعمل والزهد والشرف سمع أباه وعائشة وأبا هريرة ورافع بن خديج وسفينة وسعيد بن المسيب وعنه عمرو بن دينار والزهري وعبيد الله بن عمر وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة وحنظلة بن أبي سفيان وخلق كثير. وكان شديد الأدمة علج الخلق خشن العيش يلبس الصوف تواضعا ويهنأ بعيره، ومحاسنه كثيرة وكان أبوه معجبا به وكان يقول: يلومونني في سالم وألومهم
[3] وجلدة بين العين والأنف سالم قال مالك: لم يكن أحد في زمانه أشبه منه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل، وقال أحمد وإسحاق: أصح الطرق الزهري عن سالم عن أبيه وقيل كان سالم يشترى الثوب بدرهمين. وقال له سليمان بن عبد الملك أي شيء تأكل؟ قال الخبز والزيت فإذا وجدت اللحم أكلته. وعن ميمون بن مهران قال: كان سالم على سمت أبيه وعدم رفاهيته وقيل كان يشترى في السوق ويتجر وقيل انه دخل في ثياب رثة غليظة على سليمان فأجلسه معه على سرير الخلافة مات سنة ست ومائة [4] وقد شاخ https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
78-13/3ع
أبو صالح السمان
ذكوان المدني مولى جويرية الغطفانية: وكان يجلب الزيت والسمن الى الكوفة شهد الدار وحصار عثمان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngوسأل سعد بن أبي وقاص وسمع أبا هريرة وعائشة وابن عباس وعدة من الصحابة https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/be/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png. وعنه ابنه سهيل والأعمش وسمى وزيد بن اسلم وبكير بن الأشج ويحيى بن سعيد وطائفة ذكره أحمد فقال ثقة ثقة من أجل الناس واوثقهم قال الأعمش: سمعت من أبي صالح ألف حديث قلت: توفى سنة إحدى ومائة https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
79-14/3ع
طاوس بن كيسان
أبو عبد الرحمن اليماني الجندي من الأبناء: سمع زيد بن ثابت وعائشة وأبا هريرة وزيد بن أرقم وابن عباس وطائفة. حدث عنه ابنه عبد الله والزهري وإبراهيم بن ميسرة وأبو الزبير المكي وعبد الله بن أبي نجيح وحنظلة بن أبي سفيان وعدة وكان رأسا في العلم والعمل. قال عمرو بن دينار ما رأيت أحدا مثل طاوس، وقال قيس بن سعد كان طاوس فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة. الزبير الصنعاني: بعث أمير اليمن إلى طاوس بخمس مائة دينار فلم يقبلها. وقال إبراهيم بن ميسرة: ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاوسا.
قلت: طاوس كان شيخ أهل اليمن وبركتهم ومفتيهم له جلالة عظيمة وكان كثير الحج فاتفق موته بمكة قبل التروية بيوم سنة ست ومائة وصلى عليه هشام بن عبد الملك الخليفة، رحمة الله عليه.
80-15/3 ع
عطاء بن يسار
الإمام الرباني أبو محمد المدني مولى أم المؤمنين ميمونة الفقيه الواعظ أخو الفقيه سليمان وعبد الله وعبد الملك: روى عن زيد بن ثابت وأبي أيوب وعائشة وأسامة بن زيد وأبي هريرة وعدة، وعنه زيد بن أسلم وعمرو بن دينار وصفوان بن سليم وهلال بن أبي ميمونة وشريك بن أبي نمر، وكان ثقة جليلا من أوعية العلم يقال مات سنة ثلاث ومائة، وقيل بل توفي سنة بضع وتسعين. ذكر أبو داود أنه سمع من ابن مسعود وقال سعيد ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني محمد بن أبي حرملة عن عطاء ابن يسار أخبرني أبو الدرداء أن رسول الله ﷺ قرأ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "نعم". وذكر الحديث سمعناه في الحادي عشر من حديث ابن زياد القطان.
81-16/3ع
سليمان بن يسار
المدني الفقيه العلم: عن عائشة وأبي هريرة وزيد بن ثابت وابن عباس وميمونة وطائفة، وعنه عمرو بن دينار والزهري وسالم أبو النضر ويحيى بن سعيد وصالح بن كيسان وآخرون. وكان من أئمة الاجتهاد. قال الحسن بن محمد ابن الحنفية: هو أفهم عندنا من سعيد بن المسيب. وقيل كان المستفتي يأتي سعيد بن المسيب فيقول له: عليك بسليمان بن يسار. وقال مالك: كان سليمان من علماء الناس. وقال مصعب بن عثمان: كان سليمان من أحسن الشباب صورة فدخلت عليه امرأة فراودته فامتنع وهرب منها. قيل مات سنة سبع ومائة وقيل سنة أربع ومائة وقيل غير ذلك
[5] https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
82-17/3ع
خارجة بن زيد بن ثابت
الأنصاري المدني: أحد الفقهاء من كبار العلماء الا أنه قليل الحديث فلهذا لم أذكره في الحفاظ
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png. [6]
83-18/3ع
مجاهد بن جبر
الإمام أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي المقرى المفسر الحافظ: مولى السائب بن أبي السائب المخزومي سمع سعدا وعائشة وأبا هريرة وأم هانئ وعبد الله بن عمر وابن عباس ولزمه مدة وقرأ عليه القرآن وكان أحد أوعية العلم روى عنه قتادة والحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار ومنصور والأعمش وأيوب وابن عون وعمر بن ذر وخلق قال مجاهد عرضت القرآن علي بن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ قرأ على مجاهد بن كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال قتادة أعلم ممن بقى بالتفسير مجاهد. وقال بن جريج: لأن أكون سمعت من مجاهد أحب الى من أهلي ومالى. وقال خصيف: أعلمهم بالتفسير مجاهد. وروى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: ربما أخذ لي بن عمر
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5f/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85%D8%A7.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85%D8%A7.pngبالركاب. [7]
وقال الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته مبتذلا كأنه خربندج قد ضل حماره وهو مهتم لذلك فإذا انطق خرج من فيه اللؤلؤ. وقال حميد الأعرج كان مجاهد يكبر من: {وَالضُّحَى} قال غير واحد توفى سنة ثلاث ومائة. وروى الواقدي عن بن جريج قال: بلغ ثلاثا وثمانين سنة.
[8] ذكر محمد بن حميد أخبرنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب لينظر إليها. ذهب الى حضرموت ليرى بئر برهوت وذهب الى بابل وعليه وال فقال له مجاهد: تعرض على هاروت وماروت فدعا رجلا من السحرة فقال: اذهب به فقال اليهودي بشرط ألا تدعو الله عندهما قال فذهب به الى قلعة فقطع منها حجرا ثم قال خذ برجلى فهوى به حتى انتهى الى جوبة فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين فلما رأيتهما قلت سبحان الله خالقكما فاضطربا فكأن الجبال تدكدكت فغشي على وعلى اليهودي ثم أفاق قبلى فقال قد أهلكت نفسك وأهلكتنى.
84-19/3ع
خالد بن معدان
أبو عبد الله الكلاعي الحمصي: عالم أهل بلده في زمانه سمع ثوبان ومعاوية وأبا امامة والمقدام بن معدى كرب وجبير بن نفير وكثير بن مرة وخلقا كثيرا وأرسل عن معاذ بن جبل والكبار حدث عنه بحير بن سعد وثور بن يزيد وحريز بن عثمان وصفوان بن عمرو وعبدة ابنته وآخرون فقال صفوان سمعته يقول لقيت سبعين صحابيا وقال بحير ما رأيت أحدا الزم للعلم منه وكان علمه في مصحف له ازرار وعرى وقال صفوان كان إذا عظمت حلقته قام خوف الشهرة قال سفيان الثوري ما اقدم على خالد بن معدان أحدا ويروى انه كان يسبح في اليوم سبعين ألف مرة وعنه قال لو كان للموت غاية تعرف ما سبقنى أحد اليه الا بفضل قوة قال جماعة مات سنة أربع ومائة قال الهيثم والمدائنى وجماعة سنة ثلاث ومائة، وهو أحد الأثبات غير أنه يدلس ويرسل حديثه في الكتب الستة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
85-20/3ع
أبو قلابة
عبد الله بن زيد الجرمي البصري: أحد الأعلام روى عن سمرة بن جندب وثابت بن الضحاك وأنس بن مالك النجاري وأنس بن مالك الكعبي وزهدم بن مضرب وعمرو بن سلمة وخلق، وأرسل عن حذيفة وعائشة وطائفة وروايته عن عائشة مع هذا في صحيح مسلم حدث عنه أيوب وحميد ويحيى بن أبي كثير وخالد الحذاء وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وآخرون، طلب للقضاء فتغيب وتغرب عن وطنه فقدم الشام ونزل داريا وكان عظيم القدر. روى حماد بن زيد عن أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام فعاده عمر بن عبد العزيز وقال يا أبا قلابة: تشدد لا يشمت بنا المنافقون. قال حماد: مات أبو قلابة بالشام فاوصى بكتبه لأيوب السختياني فجىء بها في عدل راحلة. وقال ابن علية أخبرنا أيوب قال أوصى لي أبو قلابة بكتبه فأتيت بها من الشام فأديت كراءها بضعة عشرة درهما قال أبو عبيدة وشباب وأبو سعيد بن يونس: مات أبو قلابة سنة أربع ومائة. وقال الهيثم بن عدى وغيره سنة سبع ومائة وقال بن معين: سنة ست أو سبع
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
وأخبرني عبد المؤمن بن خالد الحافظ قال وأبو قلابة ممن ابتلى في بدنه ودينه أريد على القضاء بالبصرة فهرب الى الشام فمات بعريش مصر سنة أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.
86-21/3 ع
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري
الفقيه
[9] أحد الأئمة الأثبات. روى عن أبيه وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وحذيفة وابن سلام وأبي هريرة وغيرهم. وعنه ابنه بلال الأمير وحفيده بريد بن عبد الله وبكير بن الأشج وثابت البناني وقتادة وأبو إسحاق الشيباني وأمم كان علامة كثير الحديث، يقال اسمه عامر ولي قضاء الكوفة بعد شريح. قال الروياني في مسنده حدثنا أحمد بن اخى بن وهب حدثنا عمى نا عبد الله بن عياش القتباني عن أبيه ان يزيد بن المهلب ولي إمرة خراسان فقال: دلونى على رجل كامل في خصال الخير فدلوه على أبي بردة فلما رآه رأى رجلا فائقا فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته فقال انى وليتك كذا وكذا من عملى فاستعفاه فأبى فقال حدثني أبي أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: "من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل فليتبوأ مقعده من النار" قال أبو نعيم: مات أبو بردة سنة أربع ومائة وقال الواقدي: سنة ثلاث https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
87-22/3ع
عكرمة
الحبر العالم أبو عبد الله البربري ثم المدني الهاشمي مولى ابن عباس: روى عن مولاه وعائشة وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأبي سعيد وروايته عن علي بن أبي طالب في سنن النسائي وذلك ممكن لأن ابن عباس ملكه عند ما ولي البصرة لعلي حدث عنه خلائق منهم أيوب وأبو بشر وعاصم الأحول وثور بن يزيد وثور بن زيد وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعقيل بن خالد وعباد بن منصور وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وأفتى في حياة ابن عباس. قال عكرمة طلبت العلم أربعين سنة وكان بن عباس يضع الكبل في رجلي على تعليم القرآن والسنن. قال عمرو بن دينار سمعت أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى بن عباس، هذا اعلم الناس وروى مغيرة عن سعيد بن جبير وقيل له: تعلم أحدا أعلم منك قال: نعم عكرمة وعن الشعبي قال: ما بقى أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة قال أيوب قال عكرمة إني لأخرج الى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فيفتح لي خمسون بابا من العلم.
قلت: لا ريب إن هذا الإمام من بحور العلم وقد تكلم فيه بأنه على رأي الخوارج ومن ثم أعرض عنه مالك الإمام ومسلم. قال قرة بن خالد: كان الحسن إذا قدم عكرمة البصرة امسك عن التفسير والفتيا ما دام عكرمة بالبصرة، وقال طاوس لو أن مولى ابن عباس اتقى الله وكف عن بعض حديثه لشدت إليه المطايا، مات سنة سبع ومائة
[10] بالمدينة https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png.
88-23/3ع
القاسم بن محمد
بن أبي بكر الصديق عتيقِ بن عثمان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png، الإمامُ القدوة أبو عبد الرحمن القرشي التيمي المدني الفقيه. سمع عمته عائشة وابن عباس ومعاوية وفاطمة بنت قيس وابن عمر وطائفة، وعنه ابنه عبد الرحمن الزهري وابن المنكدر وابن عون وربيعة الرأي وأفلح بن حميد وحنظلة بن أبي سفيان وأيوب السختياني وخلق. قتل أبوه فربى يتيما في حجر عمته فتفقه بها. قال يحيى بن سعيد الأنصاري: ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم. وعن أبي الزياد قال: ما رأيت فقيها أعلم من القاسم، وما رأيت أحدا أعلم بالسنة منه وقال بن عيينة: كان القاسم اعلم أهل زمانه. وقال على بن المديني: له مائتا حديث. وقال بن سعد: كان إماما فقيها ثقة رفيعا ورعا كثير الحديث. قال أيوب السختياني: ما رأيت رجلا أفضل من القاسم. لقد ترك مائة ألف وهي له حلال. وعن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الأمر شيء لاستخلفت أعيمش بنى تيم يعني القاسم، وصدق فإن الخلافة من بعده كانت معهودة إلى يزيد بن عبد الملك من سليمان. قال خليفة بن خياط: مات في آخر سنة ست ومائة أو أول سنة سبع. وقال الهيثم بن عدى وابن بكير: مات سنة سبع ومائة [11] https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png.
89-24/3ع
الأعرج
الحافظ المقرئ أبو داود عبد الرحمن بن هرمز مولى ربيعة بن الحارث بن عبد الملك الهاشمي المدني كاتب المصاحف: سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري وعبد الله بن بحينة وجماعة حدث عنه الزهري وأبو الزناد وصالح بن كيسان ويحيى بن سعيد وعبد الله بن لهيعة وآخرون وكان ثقة ثبتا عالما مقرئا تحول في آخر عمره إلى ثغر الإسكندرية مرابطا فتوفى في سنة سبع عشرة ومائة.
[12]
90-25/3 ع
عطاء بن أبي رباح
مفتي أهل مكة ومحدثهم القدوة العلم أبو محمد بن أسلم القرشي مولاهم المكي الأسود: ولد في خلافة عثمان وقيل في خلافة عمر وهو أشبه، سمع عائشة وأبا هريرة وابن عباس وأبا سعيد وأم سلمة وطائفة وعنه أيوب وحسين المعلم وابن جريج وابن إسحاق والأوزاعي وأبو حنيفة وهمام بن يحيى وجرير بن حازم وخلق كثير كان أسود مفلفلا فصيحا كثير العلم من مولدي الجند. قال أبو حنيفة: ما رأيت أحدا أفضل من عطاء وقال ابن جريج: كان المسجد فراشه عشرين سنة. قال: وكان من أحسن الناس صلاة قال الأوزاعي: مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس وقال محمد بن عبد الله الديباج: ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر فإن سئل أحسن الجواب، وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم خيل إلينا أنه يؤيد. وقال عبد الله بن عباس: يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء؟ وروى الثوري عن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال تجتمعون لي المسائل وفيكم عطاء؟ وعن أبي جعفر الباقر قال: ما بقى على وجه الأرض أعلم بمناسك الحج من عطاء قلت: مناقب عطاء في العلم والزهد والتأله كثيرة. مات على الأصح في رمضان سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة خمس عشرة بمكة.
91-26/3ع
ميمون بن مهران
الإمام القدوة أبو أيوب الرقي: عالم أهل الجزيرة أعتقته امرأة بالكوفة فنشأ بها واستوطن الجزيرة. روى عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وطائفة، وأرسل عن عمر والزبير وغيرهما وحدث عنه أبو بشر وخصيف وجعفر بن برقان وحجاج بن أرطاة وسالم بن أبي المهاجر والأوزاعي وأبو المليح الرقى ومعقل بن عبيد الله وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة. وروى جعفر بن برقان عن ميمون قال: قمت من عند عمر بن عبد العزيز فقال: إذا ذهب هذا وضرباؤه صار الناس رجراجة. قال سليمان بن موسى الفقيه: كان هؤلاء علماء الناس في خلافة هشام الحسن، ومكحول، وميمون بن مهران والزهري. وقال أبو المليح: ما رأيت رجلا أفضل من ميمون.
قلت: استعمله عمر بن عبد العزيز على خراج الجزيرة وقضائها فقال ولده عمرو سمعت أبي يقول: وددت أن أصبعى قطعت من ههنا وأنى لم ألِ لا لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره. ويروى أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يومًا سبعة عشر ألف ركعة. قال النسائي: ثقة.
توفى ميمون سنة سبع عشرة ومائة وكان من أبناء الثمانين
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
92-27/3ع
نافع
الإمام العلم أبو عبد الله العدوي المدني: حدث عن مولاه ابن عمر وعن عائشة وأبي هريرة وأم سلمة ورافع بن خديج وأبي لبابة وطائفة، وعنه أيوب وعبيد الله بن عمر وابن عون وابن جريج والأوزاعي ومالك وعقيل بن خالد والليث وخلق قال البخاري وغيره أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر. قال عبيد الله بن عمر بعث عمر بن عبد العزيز نافعا إلى أهل مصر يعلمهم السنن. روى الأصمعي عن العمرى عن نافع قال: أعطى عبد الله بن جعفر بن عمر في اثني عشر ألفا فأبى وأعتقنى قال: أحمد بن حنبل إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما.
ابن وهب حدثني مالك قال: كنت آتى نافعا وأنا غلام حديث السن معي غلام فينزل ويحدثنى وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد فإذا طلعت الشمس قام وكان في حياة سالم لا يفتى وكان يلتف بكساء أسود يضعه على فيه ولا يكلم أحدا كان صغير النفس، أصبغ بن الفرج أخبرنا عبد الله بن رجاء عن يونس بن يزيد قال: قال نافع: من يعذرنى من زهريكم يأتينى فأحدثه عن ابن عمر ثم يذهب إلى سالم فيقول: سمعت هذا من أبيك فيقول: نعم فيحدث به عن سالم ويدعنى والسياق من عندي قال حماد بن زيد ومحمد بن سعد وجماعة: مات نافع سنة سبع عشرة ومائة.
[13] قال يحيى بن معين: نافع ديلمى فيه لكنة. مات سنة سبع عشرة. وعن نافع: قد خدمت بن عمر ثلاثين سنة فأعطاه بن عامر في ثلاثين ألفا فقال: إني أخاف أن تفتننى دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حر. وقيل كان لنافع جارية اسمها كوكب الصبح.
93-28/3 ع
وهب بن منبه
الحافظ أبو عبد الله الصنعاني عالم أهل اليمن: ولد سنة أربع وثلاثين روى عن أبي هريرة يسيرا وعن عبد الله بن عمر وابن عباس وأبي سعيد وجابر بن عبد الله وغيرهم، وعنده من علم أهل الكتاب شيء كثير فإنه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ وحديثه في الصحيحين عن أخيه همام. ولهمام عن أبي هريرة نسخة مشهورة أكثرها في الصحاح رواها عنه معمر. وطال عمر همام وعاش إلى سنة نيف وثلاثين ومائة. حدث عنه وهب ابن أخيه عبد الصمد وأقاربه وعمرو بن دينار وإسرائيل أبو موسى وسماك بن الفضل وعوف الأعرابي وآخرون. وكان ثقة واسع العلم ينظر بكعب الأحبار في زمانه. قال العجلي: كان ثقة تابعيا على قضاء صنعاء. وقيل: كان والده منبه من أهل هراة ممن بعثهم كسرى لأخذ اليمن فأسلم في حياة النبي ﷺ. وعن وهب قال: يقولون عبد الله بن سلام أعلم أهل زمانه، وكعب أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما؟ يعني نفسه. قال مثنى بن الصباح: لبث وهب عشرين سنة ولم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا. ولوهب ترجمة طويلة في تاريخ دمشق توفي سنة أربع عشرة ومائة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
94-29/3 ع
ابن أبي مليكة
الإمام شيخ الحرم أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمى المكي الأحول قاضى مكة زمن بن الزبير ومؤذن الحرم: روى عن جده وعائشة وأم سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وابن عمر وطائفة، وعنه عمرو بن دينار وأيوب وابن جريج ويزيد بن إبراهيم وجرير بن حازم ونافع بن عمر الجمحي وأبو عامر الخزاز وعبد الواحد بن أيمن والليث بن سعد وخلق سواهم وكان إماما فقيها حجة فصيحا مفوها متفقا على ثقته، روى عنه أيوب قال بعثني ابن الزبير على قضاء الطائف فكنت أسأل ابن عباس. توفي سنة سبع عشرة ومائة.
95-30/3ع
عبد الله بن بريدة بن الحصيب
الحافظ أبو سهل الأسلمى المروزي قاضي مرو وعالم خراسان: حدث عن أبيه وعائشة وسمرة بن جندب وعمران بن حصين وأبي موسى الأشعري وأبي الأسود ظالم الدؤلي والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن مغفل. وقيل إنه لقي ابن مسعود. مولده في خلافة عمر. حدث عنه الجريري وحسين المعلم ومقاتل ابن حيان وأجلح الكندي وكهمس بن الحسن ومعاوية بن عبد الكريم الثقفى ومالك بن مغول وقاضى مرو الحسين بن واقد وخلق كثير. وهو متفق على الاحتجاج به وقد عاش مائة سنة توفي خمس عشرة ومائة
[14] وقد نشر علما كثيرا ولله الحمد.
عدد من علماء التابعين
وكان في هذا الوقت من علماء التابعين عدد كثير في مملكة الإسلام منهم: الأغر أبو مسلم الكوفي وأصله مدني يروي عن أبي هريرة وغيره، وأنس بن سيرين من علماء البصرة، وأخته حفصة، وبسر بن سعيد المدني الرجل الصالح، وبسر بن عبد الله الحضرمي من ثقات الحمصيين، وبشير بن يسار المدني من موالي الأنصار، وبكر بن عبد الله المزني البصري يذكر مع الحسن ومات قبله، وأبو الصديق بكر بن عمرو الناجي أحد الثقات بالبصرة، وأبو الزاهرية حدير بن كريب شامي ثقة، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، وخارجة بن زيد بن ثابت أحد الفقهاء بالمدينة، وذر بن عبد الله الهمداني الكوفي، وراشد بن سعد من علماء الحمصيين، وسالم بن أبي الجعد الأشجعي من مواليهم وسالم أبو الغيث صاحب أبي هريرة، وسعد بن عبيدة الكوفي السلمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ووالده من علماء التابعين، وسعيد بن مرجانة المدني، وسعيد بن أبي هند المدني، وسعيد بن يسار أبو الحباب المدني، وسلمان مولى عزة أبو حازم الأشجعي الكوفي، وسليم بن عامر الخبائري حمصي، وشداد أبو عمار الدمشقي مولى معاوية، وشفي بن ماتع الأصبحي المصري، وشريح بن عبيد الحضرمي الحمصي، وشهر بن حوشب الأشعري، والضحاك بن شراحيل المشرقي الكوفي، والضحاك بن عرزب الأردني والضحاك بن مزاحم الخراساني المفسر، وضمرة بن حبيب الحمصي، وطريف أبو تميمة الهجيمي، وطلحة بن نافع أبو سفيان الكوفي، وطلق بن حبيب البصري، وعامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، وعامر بن سعد البجلي الكوفي، وعباد بن تميم المازني المدني، وعبادة بن نسي الكندي الأردني، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن خباب الأنصاري، وأبو رافع عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، وعبد الله بن شقيق العقيلي، وعبد الله بن عامر اليحصبي مقرئ الشام، وعبد الله بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر العدوي، وعبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وعبد الله بن مرة الخارفي الكوفي، وعبد الله بن معبد بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن معبد الزماني، وعبد الله بن نيار بن مكرم الأسلمي، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي الفقيه، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي، وعبد الرحمن بن البيلماني والد الضعيف محمد، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، وعبد الرحمن بن جبير المصري المؤذن، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي إفريقية، وعبد الرحمن بن سابط الجمحي وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وعبد الرحمن بن عائذ الثمالي الحمصي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وعمه عبد الرحمن بن كعب، وعبد الرحمن بن مطعم أبو المنهال البناني، وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي، وعبد الرحمن بن هلال العبسي، وعبد الرحمن بن، وعلة المصري، وعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي والد العلاء، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي، وعبيد الله بن مقسم بن جريج المدني، وعبيد بن جبير المدني، وعبيد بن السباق الثقفي، وعراك بن مالك الغفاري، وعروة بن المغيرة الثقفي، وعطاء بن ميناء المدني، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطية بن سعد العوفي، وعطية بن قيس الحمصي، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعلقمة بن وائل بن حجر الكندي، وعلي بن داود أبو المتوكل الناجي، وعلي بن رباح اللخمي، وعلي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، وعلي بن عبد الله البارقي، وعمارة بن عمير التيمي الكوفي، وعمر بن الحكم بن ثوبان المدني، وعمر بن الحكم بن رافع المدني، وعمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، وعمرو بن أوس الثقفي الطائفي، وعمرو بن سليم الزرقي من علماء المدينة، وعمرو بن الشريد بن سويد الطائفي، وعمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، وعمرو بن مالك أبو علي الجنبي بصري، وعمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي شامي، وعمير بن هاني العنسي الداراني، وعياض بن عبد الله بن سعد العامري، والعيزار بن حريث العبدي، والقاسم بن مخيمرة الفقيه أبو عروة الهمداني، وقزعة بن يحيى ويكنى أبا الغادية، وكريب أبو رشدين العباسي، ولقمان بن عامر الوصابي الحمصي، ومحمد بن جبير بن مطعم النوفلي، وأخوه نافع، ومحمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة، ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري وله أولاد علماء، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص الزهري، ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي من فقهاء مكة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني، ومحمد بن عمرو بن عطاء العامري المدني، ومحمد بن كعب القرظي من علماء المدينة، ومسلم بن صبيح أبو الضحى من علماء الكوفة، ومسلم بن يسار الفقيه أبو عبد الله، والمسيب بن رافع أبو العلاء الكوفي فقيه ضرير، ومصدع أبو يحيى المعرقب ومصعب بن سعد بن أبي وقاص، والمطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي المدني، ومعاوية بن قرة أبو إياس المزني من علماء البصرة، ومعبد بن سيرين أحد الأخوة، ومعبد بن كعب بن مالك السلمي أحد الأخوة، وممطور أبو سلام الحبشي الأسود من علماء الشام، والمنذر بن جرير بن عبد الله البجلي، والمنذر بن مالك أبو نضرة العبدي من علماء البصرة. ونافذ أبو معبد الفقيه مولى بن عباس ونصر بن عاصم الليثي النحوي بصري، والنضر بن أنس بن مالك من علماء البصرة والنعمان بن سالم أدركه شعبة، والنعمان بن أبي عياش الزرقي، ونعيم بن عبد الله المجمر المدني، وهلال بن يساف الأشجعي مولاهم الكوفي، وواسع بن حبان بن منقذ الأنصاري المدني، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي فقيه حمصي، وأبو مجلز لاحق بن حميد من علماء البصرة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب المدني، ويحيى بن عقيل الخزاعي الفقيه نزيل مرو، ويحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازني المدني ويحيى بن، وثاب الأسدي مقريء الكوفة، ويحيى بن يعمر نزيل مرو ويزيد بن الأصم الفقيه بن خالة بن عباس ويزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف أبو العلاء العامري ويزيد مولى المنبعث مدني حجة، ويوسف بن مالك من علماء مكة، ويونس بن جبير أبو غلاب البصري الفقيه، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي، والفقيه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قاضي المدينة، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري، وأبو الجوزاء الربعي، واسمه أوس بن عبد الله، وأبو حرب بن أبي الأسود الديلي البصري، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني المصري الفقيه، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة المدني، وأبو السفر الهمداني سعيد بن يحمد، وأبو سفيان مولى عبد الله بن أبي أحمد، وأبو ظبيان الجنبي حسين بن جندب، وأبو العالية البصري البراء اسمه زياد، ولقبه أذينة، وأبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروخ مكي، وأبو عبد الله الأغر اسمه سليمان، وأبو المليح بن أسامة الهذلي يقال: اسمه عامر ويقال: زيد وأبو الوداك الهمداني جبر بن نوف، وأبو الوضيء القيسي عباد بن نسيب، وأبو يونس مولى أبي هريرة سليم بن جبير، وأبو يونس مولى عائشة لم يسم، وزينب بنت كعب بن عجرة، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص، وعمرة بنت عبد الرحمن الفقيهة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/be/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png.
هامش
وقيل 105 أو 125.
===================
المقدمة
الطبقة الثالثة من الكتاب
وكنيته أبو أسماء.
توفي قبل 100 أو بعدها.
كذا في الأصل-وفي تاج العروس ولسان العرب في س ل م "يديرونني عن سالم وأريغه" وفي هامش ديوان زهير بن أبي سلمى ص341 "ورد في 87 م" "يديرونني عن سالم وأديرهم".
وقيل 107أو 108.
قيل 94، 100، 103، 109.
توفي عام 99أو 100.
وفي تهذيب التهذيب ج 10 ص43 "قال ربما أخذ لابن عمر بالركاب"
توفي عام 101أو 102 أو 103 أو 104
قيل اسمه الحارث وقيل عامر.
وقيل 108أو 109أو 110.
وقيل 101و102.
110 أو 127.
وقيل 120.==

4
الطبقة الرابعة
الطبقة الرابعة من الكتاب

وهي الثالثة من التابعين وفيها من تأخر منهم أو توفي معهم وكان في عصرهم من كبار الحفاظ رحمهم الله تعالى:
96-1/4 ع
مكحول
عالم أهل الشام أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذلي الفقيه الحافظ: مولى امرأة من هذيل وأصله من كابل وقيل هو من أولاد كسرى وداره بدمشق بطرف سوق الأحد يرسل كثيرا ويدلس عن أبي بن كعب وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار وروى عن أبي أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن غنم وأبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور وخلق وعنه أيوب بن موسى والعلاء بن الحارث، وزيد بن واقد وثور بن يزيد، وحجاج بن أرطاة، والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وآخرون كثيرون. قال ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول: طفت الأرض في طلب العلم. وروى أبو وهب عن مكحول قال عتقت بمصر فلم أدع بها علما إلا حويته في ما أرى ثم أتيت العراق ثم المدينة فلم أدع بهما علما إلا حويت عليه فيما أرى ثم أتيت الشام فغربلتها وقال الزهري العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول قال بن زرير سمعت مكحول يقول كنت عبدا لسعيد بن العاص فوهبني لامرأة من هذيل بمصر فما خرجت من مصر حتى ظننت أن ليس بها علم إلا وقد سمعته ولم أر مثل الشعبي قال سعيد بن عبد العزيز قال مكحول ما استودعت صدري شيئا إلا وجدته حين أريد ثم قال سعيد كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئا من القدر وقال سعيد بن عبد العزيز أعطى مكحول صرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين دينارا ثمن الفرس وقيل كان في لسانه لكنة يجعل القاف كافا قال أبو مسهر وجماعة توفي مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة وقال أبو نعيم ودحيم سنة اثنتي عشرة وقيل غير ذلك.
97-2/4ع
الزهري
أعلم الحفاظ أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني الإمام: ولد سنة خمسين، وحدث عن بن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار التابعين وعنه عقيل ويونس والزبيدي وصالح بن كيسان ومعمر وشعيب ابنأبي حمزة والأوزاعي والليث ومالك وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وأمم سواهم.
قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتان، النصف منها مسند. وقال معمر: سمع الزهري من بن عمر حديثين. قال الزهري: جالست ابن المسيب ثمان سنين. قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع. وروى أبو صالح عن الليث قال ما رأيت عالما قط أجمع من الزهري، يحدث في الترغيب فتقول لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن القرآن والسنة فكذلك. روى إسحاق المسيبي عن نافع أنه عرض القرآن على الزهري. قال الليث قال الزهري: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري، قال عمر بن عبد العزيز: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري وروى الليث عنه قال: ما استودعت قلبي علما فنسيته قال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير وقال أيوب السختياني: ما رأيت أعلم منه وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر. قال الليث: كان من أسخى الناس. وقال غيره: كان الزهري جنديا جليلا وكان يخضب بحناء وكتم.
قال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا وكان يؤدب ولده ويجالسه. قلت: وفد في حدود سنة ثمانين على الخليفة عبد الملك فأعجب بعلمه ووصله وقضى دينه قال هشام بن عمار أنا الوليد بن مسلم عن سعيد أن هشام بن عبد الملك سأل الزهري أن يملي على بعض ولده شيئا فأملي عليه أربعمائة حديث. وخرج الزهري فقال: أين أنتم يا أصحاب الحديث فحدثهم بتلك الأربعمائة ثم لقي هشاما بعد شهر أو نحوه فقال للزهري: أن ذلك الكتاب ضاع، فدعا بكاتب فأملاها عليه، ثم قابل بالكتاب الأول فما غادر حرفا واحدا.
ومن حفظ الزهري أنه حفظ القرآن في ثمانين ليلة. روى ذلك عنه ابن أخيه محمد بن عبد الله وعن الزهري قال: ما استعدت علما قط. قال بقية حدث شعيب بن أبي حمزة قال قيل لمكحول من أعلم من لقيت قال: ابن شهاب، ثم قال من؟ قال: ابن شهاب.
يحيى بن بكير حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن مالك قال قدم بن شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان فلما خرجا وقت العصر خرج بن شهاب وهو يقول: ما ظننت إن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة، يقول: ما ظننت أن أحدا بلغ من العلم ما بلغ بن شهاب. عقيل عن بن شهاب قال: من سنة الصلاة أن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم بسم الله الرحمن الرحيم ثم سورة وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص قال الليث: كان ابن شهاب يكثر شرب العسل ولا يأكل التفاح قال أنس بن عياض حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال رأيت ابن شهاب يؤتي بالكتاب وما يقرأ ولا يقرأ عليه فيقولون: نأخذ هذا عنك؟ فيقول: نعم، فيأخذونه وما يراه.
بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال ما استعدت حديثا قط وما شككت في حديث إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت. قال أبو قدامة السرخسي قال يحيى بن سعيد: مرسل الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمى سمي وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه.
أبو مسهر أخبرنا يزيد بن السمط أنا قرة بن حيوءيل قال: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب في نسب قومه. ابن وهب قال: مالك هلك ابن المسيب فلم يترك كتابا هو ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب. فقلت، لابن شهاب وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب؟ قال: لا قلت ولا تسأل أن تظاهر عليك الحديث؟ قال: لا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري قال جالست أربعة من قريش بحورا سعيدا وعروة وعبيد الله وأبا سلمة بن عبد الرحمن، قال ابن المديني: دار علم الثقات علي الزهري وعمرو بن دينار بالحجاز وقتادة ويحيى بن أبي كثير بالبصرة وأبي إسحاق والأعمش بالكوفة يعني أن غالب الأحاديث الصحاح لا تخرج عن هؤلاء الستة.
قال محمد بن عبد العزيز قلت للوليد بن محمد الموقري صف لي الزهري قال: كان قصيرا أعمش له جمة وفصاحة، قلت له يوما يا أبا بكر لا أعرف لك عيبا إلا الدين قال: وما علي من الدين علي أربعة آلاف دينار. ولي أربعة"؟" أعين كل عين خير من أربعين ألف دينار ولا يرثني إلا ابن ابن ووددت ألا يرثني أحد.
محمد بن عثمان التنوخي أخبرنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان الزهري يلعن من حدث بهذا "ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا" قلت لسعيد يرويه عمرو بن شعيب؟ قال: إياه كان يعني.
محمد بن ميمون المكي أخبرنا ابن عيينة، قال: مررت على الزهري وهو جالس على سارية عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال: يا صبي قرأت القرآن قلت: بلى قال: تعلمت الفرائض؟ قلت: بلى، كتبت الحديث؟ قلت: بلى، وذكرت له أبا إسحاق الهمداني، قال أبو إسحاق أستاذ، عن إسماعيل المكي عن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فيأكل الزبيب.
أيوب بن سويد حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال قال لي القاسم بن محمد: أراك تحرص علي العلم أفلا أدلك على وعائه؟ قلت: بلى. قال عليك بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزف. يروي عن الزهري قال: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة. قال عبد الرزاق سمعت معمرا يقول: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد بن يزيد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته من علم الزهري.
معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
مناقب الزهري وأخباره وتحتمل أربعين ورقة طول ذلك الحافظ ابن عساكر، وقد وقع لي من عواليه نحو سبعين حديثا. توفي في رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
98-3/4ع
عمرو بن دينار
الحافظ الإمام عالم الحرم أبو محمد الجمحي مولاهم المكي الأثرم: ولد سنة ست وأربعين أو نحوها وسمع ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وبجالة بن عبدة وأنس بن مالك وأبا الشعثاء وطاوسا وعدة. حدث عنه شعبة وابن جريج والحمادان والسفيانان وورقاء وخلق سواهم قال شعبة ما رأيت أحدا أثبت في الحديث من عمرو وقال ابن عيينة: كان لا يدع المسجد كان يحمل على حمار. وما رأيته إلا وهو مقعد، وكان فقيها وكان يحدث علي المعنى ويقول: أحرج على من يكتب عني، وكنت أتحفظ حديثه. وقال ابن مهدي: قال لي شعبة: لم أرَ مثل عمرو بن دينار. وقال يحيى القطان: وأحمد هو أثبت من قتادة. قال عبد الله بن أبي نجيح: ما رأيت أحدا قط أفقه من عمرو، لا عطاء ولا مجاهدا ولا طاوسا وذكره ابن عيينة، فقال: ثقة ثقة ثقة، كان قد جزء الليل فثلثا ينام وثلثا يدرس حديثه وثلثا يصلي. وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار قال الواقدي عاش ثمانين سنة.
قلت: توفي في أول سنة ست وعشرين ومائة. وهو أحد الأربعة الذين أثبتهم ابن المفضل الحافظ في الطبقة الأولى من الأربعين تأليفه وهم الزهري وعمرو بن دينار وقتادة وأبو إسحاق السبيعي.
حدثني أبو الفتح الحافظ إملاء أنه قرأ على أبي الحسن بن الجميزي عن أبي طاهر السلفي سماعا أنا أبو عبد الله الثقفي أنا علي بن محمد أنا إسماعيل الصفار أنا سعدان أنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: لما أنزل الله على النبي ﷺ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُم} قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض} قال: "هاتان أهون أو أيسر". أخرجه البخاري عن علي عن سفيان بن عيينة.
99-4/4ع
أبو إسحاق السبيعي
عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي الحافظ أحد الأعلام: رأى عليا وهو يخطب وروى عن زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو وعدي بن حاتم والبراء بن عازب ومسروق وخلق كثير. يقال حدث عن ثلاثمائة شيخ، وروى عنه الأعمش وشعبة والثوري وإسرائيل وزهير وأبو الأحوص وزائدة وشريك وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وخلائق. وكان قد قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي والأسود بن يزيد عرض عليه حمزة الزيات وقد غزا الروم في خلافة معاوية، وقال: سألني معاوية: كم عطاء أبيك؟ قلت: ثلاثمائة، ففرضها لي، وقيل: إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا، قال أبو حاتم: ثقة يشبه الزهري في الكثرة وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني، قال فضيل بن غزوان: كان أبو إسحاق يختم في كل ثلاث، وقيل: كان صواما قواما متبتلا من أوعية العلم ومناقبه غزيرة، قال أحمد بن عبدة: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: وجدنا الحديث عند أربعة: الزهري، وقتادة، وأبي إسحاق، والأعمش، فكان قتادة أعلمهم بالاختلاف، والزهري أعلمهم بالإسناد، وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلا الفين الفين.
قال يحيى القطان: توفي أبو إسحاق السبيعي سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخل الضحاك بن قيس الكوفة. وكذا أرخه جماعة، وشذ أبو نعيم فقال: سنة ثمان وعشرين. قال مغيرة: كنت إذا رأيت أبا إسحاق ذكرت به الضرب الأول. قال أحمد بن عمران الأخنسي أنا أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول: ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة. قال بن عيينة قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق ما بقي منك قال: أصلي فأقرأ البقرة في ركعة قال: ذهب شرك، وبقي خيرك. وقال أبو الأحوص عن أبي إسحاق: قد كبرت وضعفت، ما أصوم إلا ثلاثة أيام من الشهر والإثنين والخميس وشهور الحرم.
وقع لي عدة أحاديث من عوالي أبي إسحاق، منها أنبأنا أحمد بن سلامة وغيره عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا علي بن بيان أنا بن مخلد أنا إسماعيل الصفار أنا الحسن بن عرفة حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء قال خرج رسول الله ﷺ وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة، فقالوا قد احرمنا بالحج وكيف نجعلها عمرة؟ فقال: انظروا الذي آمركم به
فافعلوا فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت من أغضبك اغضبه الله، فقال ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع.
100-5/4ع
حبيب بن أبي ثابت
الكوفي الفقيه الحافظ: عن ابن عباس وابن عمر وأنس وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي وائل وسعيد بن جبير وطائفة، وعنه مسعر وشعبة وسفيان الثوري وأبو بكر بن عياش وآخرون. وذكر علي بن المديني أنه سمع من عائشة، وأما البخاري فقال: لم يسمع من عروة. وقال غيره: كان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي أهل الكوفة. قال أبو يحيى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف فكأنما قدم عليهم نبي. قال البخاري وجماعة: مات حبيب سنة تسع عشرة ومائة، وقيل توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.
101-6/4ع
سعيد بن أبي سعيد كيسان
الإمام المحدث الثقة أبو سعد[1] المقبري المدني مولى بني ليث: سمع أباه وأبا هريرة وأبا سعيد وسعد بن أبي وقاص وجبير بن مطعم وجابرا وأنسا وعائشة ومعاوية وأبا شريح الخزاعي وخلقا وينزل إلى شريك بن أبي نمر وعنه إسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى وزيد بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعمرو بن أبي عمرو والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وابن إسحاق وابن أبي ذئب وهشام بن سعد ومالك والليث ومحمد بن موسى الفطري وخلق كثير. قال أحمد وابن معين ليس به بأس. وقال علي وابن سعد وأبو زرعة وجماعة: ثقة. وبعضهم يقول: كبر واختلط قبل موته بأربع سنين. وحديثه في سائر الصحاح. قال أبو عبيد: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقيل ست: وقيل غير ذلك.
102-7/4 ع
الحكم بن عتيبة
الحافظ الفقيه أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي شيخ الكوفة: حدث عن أبي جحيفة السوائي والقاضي شريح وأبي وائل وإبراهيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وخلق وعنه مسعر والأوزاعي وحمزة الزيات وشعبة وأبو عوانة وآخرون قال عبدة بن أبي لبابة: ما بين لابتيها أفقه من الحكم. وقال أحمد بن حنبل: الحكم أثبت الناس في إبراهيم وقال الحكم: كنت في جنازة وأنا غلام فصلى عليها زيد بن أرقم. وقال ابن عيينة: ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد وقال العجلي: ثقة ثبت فقيه صاحب سنة واتباع وقال مغيرة: كان الحكم إذا قدم المدينة خلوا له سارية النبي ﷺ يصلي إليها. قال ليث بن أبي سليم: كان الحكم أفقه من الشعبي. وروى أبو إسرائيل الملائي عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد مني نظرت إليهم عيال عليه. مات في سنة خمس عشرة ومائة وقيل بل توفي سنة أربع عشرة ومائة.
103-8/4 ع
رجاء بن حيوة
الإمام أبو نصر وأبو المقدام الكندي الشامي: شيخ أهل الشام وكبير الدولة الأموية روى عن معاوية وعبد الله بن عمر وأبي أمامة وجابر بن عبد الله وقبيصة بن ذؤيب وعدة وعنه بن عون وثور بن يزيد وابن عجلان وطائفة. قال مطر الوراق: ما رأيت شاميا أفقه منه. وقال مكحول: رجاء سيد أهل الشام في أنفسهم. وقال مسلمة الأمير: برجاء وبأمثاله ننصر. قال ابن سعيد: كان رجاء فاضلا ثقة كثير العلم. وقال أبو أسامة: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة. وقال ابن عون: لم أَرَ مثل رجاء بالشام، ولا مثل ابن سيرين بالعراق ولا مثل القاسم بالحجاز. قلت: هو الذي أشار على سليمان باستخلاف عمر بن عبد العزيز مات في سنة اثنتي عشرة ومائة وقد شاخ.
104-9/4ع
عمر بن عبد العزيز
بن مروان بن الحكم الإمام أمير المؤمنين أبو حفص الأموي القرشي: مولده بالمدينة زمن يزيد ونشأ في مصر في ولاية أبيه عليها وحدث عن عبد الله بن جعفر وأنس بن مالك وأبي بكر بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وطائفة وكان إماما فقيها مجتهدا عارفا بالسنن كبير الشأن ثبتا حجة حافظا قنتا لله أواها منيبا حدث عنه ابناه عبد الله وعبد العزيز والزهري وأيوب وحميد وإبراهيم بن أبي عبلة وأبو بكر بن حزم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهما من شيوخه وأمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان مليحا أبيض جميل الشكل نحيفا حسن اللحية بجبهته أثر حافر فرس شجه في صغره ولذا كان يقال له أشج بني أمية وفي آخر أيامه وخطه الشيب عاش أربعين سنة وبعدله وزهده يضرب المثل .
قال الشافعي: الخلفاء الراشدون خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز. وقد ولي أولا إمرة المدينة في خلافة الوليد وبني المسجد وزخرفه وكان إذ ذاك لا يذكر بكثير عدل ولا زهد ولكن تجدد له لما استخلف وقلبه الله فصار يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمه عمر وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري، ولكن موته قرب من موت شيوخه فلم ينتشر علمه.
عن أبي جعفر الباقر قال: إن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال مجاهد: أتيناه لنعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه. وقال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلا تلامذة. وقال غيره: استخلف عمر بن عبد العزيز فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت معه الزهاد والفقهاء وقالوا: ما يسعنا فراقه حتى يخالف فعله قوله.
روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: خرجت من المدينة وما أحد أعلم مني فلما قدمت الشام نسيت.
ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن رياح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده فقلت إن هذا جاف فلما انصرف من الصلاة قلت: من هذا؟ قال: رأيته؟ قلت: نعم؟ قال: ما أحسبك إلا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر يبشرني أني سألي وأعدل. رواها يعقوب الفسوي في تاريخه عن محمد بن عبد العزيز عن ضمرة وإسناده جيد. قال فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو مكثت فيكم خمسين سنة ما استكملت العدل، إني لأريد الأمر فأخاف أن تأباه القلوب، فاخرج معه طمعا من طمع الدنيا.
معاوية بن صالح أنا سعيد بن سويد: أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة وجلس وعليه قميص مرقوع الجيب فقيل له: أن الله قد أعطاك فلو لبست. قال مالك بن دينار: يقولون: إني زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها. روى إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين. قال مغيرة بن حكيم قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز: يكون في الناس من هو أكثر صوما وصلاة من عمر وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في المسجد ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى يغلبه النوم ثم ينتبه فلا يزال يدعو رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عيناه يفعل ذلك ليله أجمع، وعن فاطمة قالت: ما اغتسل من جنابة منذ ولي روى هشام بن الغاز عن مكحول قال لو حلفت لصدقت إني ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز.
قلت كان قد شدد على أقاربه وانتزع كثيرا مما في أيديهم فتبرموا به وسموه، فروى معروف بن مشكان عن مجاهد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون إنك مسحور، قال: ما أنا بمسحور، ثم دعا غلاما له فقال له ويحك ما حملك على ان سقيتني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وعلى أن أعتق، قال: هات الألف، فجاء بها فألقاها عمر في بيت المال. وقال اذهب حيث لا يراك أحد. روى هشام عن الحسن إنه قال لما بلغه موت عمر بن عبد العزيز: مات خير الناس. قلت: سيرته تحتمل مجلدا، ومات بدير سمعان وقبره هناك يزار مات في رجب سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة سوى ستة أشهر .
105-10/4 ع
عمرو بن مرة
الحافظ أبو عبد الله المرادي ثم الجملي الكوفي الضرير: سمع عبد الله بن أبي أوفى وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومرة الطيب وطبقتهم وعنه زيد بن أبي أنيسة ومسعر وشعبة وسفيان وقيس بن الربيع وكان ثقة ثبتا إماما له نحو مائتي حديث قال مسعر ما أدركت أحدًا أفضل منه وعن عبد الرحمن بن مهدي قال هو من حفاظ الكوفة قال قراد أبو نوح: سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة يصلي فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له، وقال عبد الملك بن ميسرة يوم دفنه: إني لأحسبه خير أهل الأرض، وقيل: إن عمرو بن مرة دخل في الأرجاء والله يغفر وثقه جماعة توفي سنة ست عشرة ومائة .
106-11/4م
القاسم بن مخيمرة
الأمام أبو عروة الهمداني الكوفي نزيل دمشق: حدث عن أبي سعيد الخدري وعلقمة بن قيس وشريح بن هانئ وطائفة وعنه حسان بن عطية وعمر بن أبي زائدة والأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن عبد العزيز وآخرون وثقه ابن معين وغيره ولم يخرج له البخاري وكان يؤذن وكان من العلماء العاملين وكان يتقنع بالقليل وقال: ما أغلقت بابي ولي خلفه هم. وروى عنه سعيد بن عبد العزيز أنه قال: دخلت علي عمر بن عبد العزيز فقضى عني سبعين دينارًا وحملني على بغلة وفرض لي خمسين، فقلت: اغنيتني عن التجارة، فسألني عن حديث فقلت: هنني يا أمير المؤمنين قال سعيد كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه. قال الهيثم بن عدي: مات سنة إحدى عشرة2 ومائة .
107-12/4 ع
قتادة بن دعامة
بن قتادة بن عزيز الحافظ العلامة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه المفسر: حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب ومعاذة وأبي الطفيل وخلق، وعنه مسعر وابن أبي عروبة وشيبان وشعبة ومعمر وأبان بن يزيد وأبو عوانة وحماد بن سلمة وأمم سواهم. قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام فقام له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني. قال قتادة: ما قلت نحدث قط: أعد علي وما سمعت أذناي قط شيئا إلا وعاه قلبي. قال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس. قال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا. قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاط العلماء ووصفه بالحفظ والفقه وأطنب في ذكره. وقال: قل من تجد أن يتقدمه. وقال همام سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيء من رأي منذ عشرين سنة. قال سفيان الثوري أو كان في الدنيا مثل قتادة وقال معمر قلت للزهري: أقتادة أعلم عندك أو مكحول؟ قال بل قتادة. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة لا يسمع شيئا إلا حفظه، قرئت عليه صحيفة جابر مرة فحفظها قال شعبة: قصصت على قتادة سبعين حديثا كلها يقول فيها: سمعت أنس بن مالك، إلا أربعة. قلت: وكان قتادة معروفا بالتدليس، قال بن معين: لم يسمع من سعيد بن جبير ولا من مجاهد. وقال شعبة: لا يعرف أنه سمع من أبي رافع قلت ومع حفظ قتادة وعلمه بالحديث كان رأسا في العربية واللغة وأيام العرب والنسب، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، قال أبو هلال عن غالب عن بكر بن عبد الله قال: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركناه فلينظر إلى قتادة. وقال الصعق بن حزن ثنا زيد أبو عبد الله الواحد سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتانا عراقي أحفظ من قتادة.
قلت مات بواسط في الطاعون سنة ثماني عشرة ومائة، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة، وله سبع وخمسون سنة، وكان يرى القدر، قال ضمرة عن ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر قال ابن أبي عروبة والدستوائي: قال قتادة: كل شيء بقدر إلا المعاصي قلت ومع هذا الاعتقاد الردي ما تأخر أحد عن الاحتجاج بحديثه سامحه الله.
108-13/4 ع
محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي المدني الإمام الثقة أبو عبد الله: روى عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وعلقمة بن وقاص وعيسى بن طلحة وغيرهم وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة ومحمد بن عمرو والأوزاعي ومحمد بن إسحاق وغيرهم وكان فقيها ثقة جليل القدر وهو صاحب حديث نية الأعمال مات سنة عشرين ومات وحديثه في الكتب الستة.
109-14/4 ع
أبو جعفر الباقر
محمد بن علي بن الحسين الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني أحد الأعلام: روى عن أبيه وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وابن عمر وعبد الله بن جعفر وعدة، وأرسل عن عائشة وأم سلمة وابن عباس، حدث عنه ابنه جعفر بن محمد وعمرو بن دينار والأعمش والأوزاعي وابن جريج وقرة بن خالد وخلق. مولده سنة ست وخمسين، وروايته في سنن النسائي عن جده لأمه الحسن، وكذا في روايته عن عائشة وكان سيد بني هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعني شقه فعلم أصله وخفيه وقيل: إنه كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة وعده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة.
110-15/4 ع
ثابت بن أسلم
الإمام الحجة القدوة أبو محمد البناني البصري: عن بن عمر وعبد الله بن مغفل المزني وابن الزبير وأنس بن مالك وعدة، وعنه شعبة وحماد بن سلمة وهمام بن يحيى وجعفر بن سليمان وحماد بن زيد وخلق قال بن المديني: له نحو مائتين وخمسين حديثا. قال سليمان بن المغيرة: رأيت ثابتا يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم. روى غالب القطان عن بكر بن عبد الله قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه، ومن أراد أن ينظر إلى أحفظ أهل زمانه فلينظر إلى قتادة. روى روح عن شعبة قال: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر. وقال حماد بن زيد رأيت ثابتا يبكي حتى تختلف أضلاعه. وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب، فكلم في ذلك فقال: ما خيرهما أن لم تبكيا وأبي أن يعالج. مات ثابت في سنة ثلاث وعشرين ومائة ويقال في سنة سبع وقد جاوز الثمانين.
111-16/4 ع
عبد الله بن دينار
الإمام الفقيه أبو عبد الرحمن العمري المدني: حدث عن مولاه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبي صالح السمان، وعنه "موسى بن عقبة" وشعبة ومالك والسفيانان وورقاء وإسماعيل بن جعفر وخلق سواهم وحديثه في الصحاح كلها توفي سنة سبع وعشرين ومائة.
112-17/4 ع
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد
بن أبي بكر بن أبي قحافة الفقيه الحجة أبو محمد القرشي التيمي المدني الإمام: سمع أباه وأسلم مولى عمر ومحمد بن جعفر بن الزبير وعنه شعبة وسفيان والأوزاعي ومالك وابن عيينة وكان ثقة إماما ورعا كبير القدر قال ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه وهو خال جعفر الصادق مولده في حياة عائشة ومات بحوران إذ وفد على الوليد بن يزيد ليستفتيه في سنة ست وعشرين ومائة.
113-18/4 ع
أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس
المكي الحافظ المكثر الصدوق مولى حكيم بن حزام القرشي الأسدي: حدث عن ابن عباس وابن عمر وجابر وأبي الطفيل وسعيد بن جبير وعائشة وعدة وعنه أيوب وشعبة وسفيان وحماد بن سلمة ومالك والليث وخلق خاتمتهم سفيان بن عيينة قال يعلى بن عطاء ثنا أبو الزبير وكان من أكمل الناس عقلا وأحفظهم قال عطاء بن أبي رباح كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا فكان أبو الزبير أحفظنا للحديث وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا يحتج به، وكان أيوب يقول: أخبرنا أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير قال أحمد بن حنبل: يعني يضعفه بذلك. وقال غير واحد هو مدلس فإذا صرح بالسماع فهو حجة. وأخرج له البخاري مقرونا بآخر وحديثه عن عائشة في صحيح مسلم وما أراه لقيها قال الفلاس وغيره مات في سنة ثمان وعشرين ومائة.
114-19/4 ع
محمد بن المنكدر
بن عبد الله بن الهدير الإمام شيخ الإسلام أبوعبد الله القرشي التيمي المدني أخو أبي بكر وعمر: سمع أبا هريرة وابن عباس وجابرا وأنسا وسعيد بن المسيب وطائفة سواهم وعنه ابنه المنكدر وشعبة ومعمر وروح بن القاسم والسفيانان ومالك وخلق. قال ابن عيينة: كان من معادن الصدق، يجتمع إليه الصالحون. وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ. وقال البخاري: سمع من عائشة. وقال مالك: كان سيد القراء. قلت مجمع على ثقته وتقدمه في العلم والعمل وهو من طبقة عطاء لكنه تأخر موته قيل: إنه تهجد ليلة فاشتد بكاؤه فسأله إخوانه فقال: تلوت هذه الآية: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون}.
وقيل: إنه لما احتضر جزع كثيرا وقال: أخشى هذه الآية أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. قال ابن عيينة: كان لابن المنكدر جار مبتلى فكان محمد إذا رفع جاره صوته بالبلاء رفع صوته بالحمد وعن ابن المنكدر قال كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت قرأت على أبي الفضل الأسدي عن ابن خليل قراءة أن أبا المكارم المعدل أخبره أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم أنا أبو علي الصواف أنا أبو إسماعيل الترمذي أنا عبد العزيز الأويسي أنا مالك قال: كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي قال الواقدي توفي سنة ثلاثين ومائة.
115-20/4 ع
يحيى بن أبي كثير
الإمام أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي أحد الأعلام: روايته عن أبي أمامة الباهلي في صحيح مسلم وروايته عن أنس في صحيح النسائي وذلك مرسل وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي قلابة وعمران بن حطان وهلال بن أبي ميمونة وطائفة وعنه ابنه عبد الله وعكرمة بن عمار ومعمر وهشام الدستوائي والأوزاعي وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد وأيوب بن عتبة وخلق كثير، قال شعبة: هو أحسن حديثا من الزهري. وقال أحمد بن حنبل: إذا خالفه الزهري فالقول قول يحيى. وقال أبو حاتم ثقة إمام لا يروي إلا عن ثقة وروى وهيب عن أيوب السختياني قال ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير وقد روى أن يحيى امتحن وضرب وحلق لكونه انتقص بني أمية قال جماعة: إنه توفي سنة تسع وعشرين ومائة. [2] أخبرنا أبو الحسن العلوي أخبرنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر المخلص أنا يحيى بن محمد أنا محمد بن عبد الرحمن المقرئ أنا أيوب بن النجار أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي- ﷺ -قال: "حاج آدم موسى فقال أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم فقال يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه تلومني على أمر كتبه الله علي أو قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة " قال رسول الله ﷺ: "فحج آدم موسى" [3]
116-21/4 ع
يزيد بن أبي حبيب
الإمام الكبير أبو رجاء الأزدي مولاهم المصري الفقيه: عن عبد الله بن الحارث الزبيدي وأبي الطفيل وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وخلق كثير من التابعين القدماء حدث عنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب ومحمد بن إسحاق والليث وخلق. قال أبو سعيد بن يونس كان مفتي أهل مصر وكان حليما عاقلا وهو أول من أظهر العلم بمصر والمسائل والحلال والحرام وقبل ذلك كانوا يحدثون في الترغيب والملاحم والفتن.
وقال الليث بن سعد يزيد عالمنا وسيدنا يقال إنه ولد في خلافة معاوية وقيل: إن يزيد أحد ثلاثة جعل عمر بن عبد العزيز الفتيا إليهم بمصر وعن ابن لهيعة قال: كان أسود نوبيا ولد سنة ثلاث وخمسين سمعته يقول: كان أبي من أهل دمقلة ونشأت بمصر وهم علوية يعني شيعة فقلبتهم عثمانية.
وقال الليث: أخبرنا بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا البلاد: كانت البيعة إذا جاءت الخليفة هما أول من يبايع. وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة. وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث أيهما أفضل؟ يزيد أو عبيد الله بن أبي جعفر؟ فقال: لو جعلا في ميزان ما رجح أحدهما. قال ابن لهيعة: مرض يزيد فعاده الحوثرة بن سهيل أمير مصر فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في الثوب وفيه دم البراغيث فحول وجهه ولم يكلمه، وقال: فنظر إليه يزيد وقال: تقتل كل يوم خلقا وتسألني عن دم البراغيث، روى الليث عن يزيد أنه سمع بن جزء يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة ".
وعن يزيد قال: لا أدع أخا لي يغضب علي مرتين، بل انظر الأمر الذي يكره فأدعه. سعيد بن عفير أبو خالد المرادي أن زبان بن عبد العزيز أرسل إلى يزيد ائتني لأسألك عن شيء من العلم فأرسل إليه: بل أنت فأتنى فإن مجيئك إلى زين لك ومجيئي إليك شين عليك. قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل على يزيد بن أبي حبيب لزم بيته. قلت كان حجة حافظًا للحديث مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
117-22/4 ع
أيوب بن أبي تميمة كيسان
الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الأعلام: كان من الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة وعنه شعبة ومعمر والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير. قال ابن المديني: له نحو ثمانمائة حديث. وقال شعبة: كان أيوب سيد العلماء.
وقال بن عيينة: لم ألق مثله وقال حماد بن زيد: هو أفضل من جالست وأشده اتباعا للسنة وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان أنه سمع الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة. قال بن عون: لما مات محمد بن سيرين قلنا: من ثم قلنا أيوب. قال بن سعد: كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا. وقال أبو حاتم ثقة لا يسأل عن مثله. وروى جرير الضبي عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء. وقال هشام بن عروة: لم أر بالبصرة مثل أيوب.
وقال إسحاق بن محمد الفروي سمعت مالكا يقول: كنا ندخل على أيوب فإذا ذكرنا له حديث النبي ﷺ بكى حتى نرحمه. وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة. قال وهيب سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل. وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة قال: اللهم أنسه ذكرى وكان يقول: ليتق الله رجل، وإن زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس. وكان أيوب يخفي زهده.
سعيد بن عامر الضبعي عن سلام قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله ويخفى ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. ابن مهدي أنا حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا؟ يعني الرأي قال: قيل للحمار: ألا تجتر؟ قال أكره مضغ الباطل.
وقال حماد: ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الناس من أيوب قال ابن عقيل في شمائل الزهاد: أنا محمد بن إبراهيم أنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول: كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش وخافوا فقال أيوب: تكتمون علي قالوا: نعم فدور دائرة ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال، ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا فقال حدثني عبد الواحد بن زياد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها.
عن النظر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال؛ تستر علي؟ فقلت: نعم فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي، مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة في الطاعون وله ثلاث وستون سنة.
118-23/4 ع
زيد بن أسلم
الإمام أبو عبد الله العمري المدني الفقيه: عن مولاه عبد الله بن عمر وسلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعطاء بن يسار وعلي بن الحسين وعدة وعنه مالك وهشام بن سعد والسفيانان وعبد العزيز الدراوردي وخلق.
وكان له حلقة للعلم بمسجد النبي ﷺ قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا. وكان أبو حازم يقول: لا أراني الله يوم زيد. إنه لم يبق أحد أرضى لديني ونفسي منه فأتاه نعي زيد فعقر فما شهده قال البخاري كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلم في ذلك فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه قلت ولزيد تفسير يرويه عنه ولده عبد الرحمن وكان من العلماء الأبرار قال مالك: قال ابن عجلان: ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم. وقال ابن معين: لم يسمع زيد من أبي هريرة ولا من جابر. مات زيد سنة ست وثلاثين ومائة.
119-24/4 ع
أبو حازم سلمة بن دينار
المخزومي مولاهم المدني الأعرج الأفزر التمار القاص الواعظ الزاهد عالم المدينة وقاصها أو شيخها: سمع سهل بن سعد الساعدي وسعيد بن المسيب والنعمان بن أبي عياش وأبا صالح السمان وعدة وعنه مالك والسفيانان والحمادان وأبو ضمرة وخلق قال ابن خزيمة: لم يكن في زمانه أحد مثله، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم، روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: كل عمل تركه الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت قال أبو غسان محمد بن مطرف أخبرنا أبو حازم قال لا يحسن عبد فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور ما بينه وبين الله إلا أعور الله في ما بينه وبين العباد لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها وقال الخليفة هشام لأبي حازم ما النجاة من هذا الأمر؟ يعني الملك قال: هين، لا تأخذن شيئًا إلا من حله ولا تضعه إلا في حقه قال هذا حسن لمن أيده الله بالسلامة من الهوى وكان فقيه النفس، مناقب أبي حازم كثيرة وكان ثقة فقيها ثبتا كثير العلم كبير القدر، وكان فارسيا وأمه رومية، أرخ جماعة موته في سنة أربعين ومائة
120-25/4 ع
صفوان بن سليم
الإمام أبو عبد الله وقيل أبو الحارث الزهري مولاهم المدني الفقيه: روى عن بن عمر وجابر بن عبد الله وأنس وسعيد بن المسيب ومولاه حميد بن عبد الرحمن وعدة، وعنه بن جريج ومالك والسفيانان وإبراهيم بن سعد وأبو ضمرة وخلق، وكان ثقة حجة من أعلام الهدى. قال أبو ضمرة رأيته ولو قيل له الساعة غدا ما كان عنده مزيد عمل، وقال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله تعالى يستنزل بذكره القطر وعن ابن عيينة قال: حلف صفوان ألا يضع جنبه على الأرض حتى يلقى الله، مكث على هذا ثلاثين عاما فمات، وإنه لجالس، وقيل: إن جبهته ثقبت من كثرة السجود، قال إسحاق الفروي عن مالك قال: كان صفوان يصلي في الشتاء على السطح وفي الصيف في البيت يتيقظ بالحر والبرد وإنه لترم رجلاه حتى يسقط ، اتفقوا على موت صفوان سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
121-26/4 ع
أبو الزناد
فقيه المدينة أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدني: سمع أنس بن مالك وأبا أمامة أسعد بن سهل بن حنيف وعبد الله بن جعفر وسعيد بن المسيب وهو رواية عبد الرحمن الأعرج. حدث عنه مالك وشعيب بن أبي حمزة والليث والسفيانان وابنه عبد الرحمن وخلق، قال الليث بن سعد: رأيت خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف قال: ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة الرأي، وقال: أبو حنيفة رأيت ربيعة وأبا الزناد، وأبو الزناد أفقه الرجلين، وقال أحمد: هو أعلم من ربيعة، قال: وكان سفيان يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، وقال مصعب الزبيري: هو كان فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتابة وحساب وفد على هشام بحساب ديوان المدينة وكان يعاند ربيعة، قال إبراهيم بن المنذر: هو كان سبب جلد ربيعة فولى بعد أمير فطين على أبي الزناد بيتا فشفع فيه ربيعة، قلت: وثقه جماعة، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين وقع لي أحاديث من عواليه .
122-27/4م
العلاء بن عبد الرحمن
مولى الحرقة: حافظ ذكر في الممتع.
123-28/4 ع
عبد الملك بن عمير
الإمام أبو عمرو اللخمي الكوفي: حدث عن جابر بن سمرة وجندب بن عبد الله وعدي بن حاتم وابن الزبير وربعي بن حراش وخلق، وعنه زائدة والسفيانان وإسرائيل وعبيدة بن حميد وزياد البكائي وآخرون ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الأعلام، قال النسائي وغيره: ليس به بأس، واحتج به الشيخان، وقال أبو حاتم: ليس بحافظ. وقال يحيى بن معين: هو مختلط، قلت: ما اختلط الرجل ولكنه تغير تغير الكبر، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه، عاش أزيد من مائة عام. مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بلا نزاع وقع لي من عواليه.
124-29/4 ع
سعد بن إبراهيم الزهري
[4]
125-30/4 ع
عبيد الله بن أبي جعفر
الإمام أبو بكر الليثي مولاهم المصري المغربي الأب الفقيه القدوة: سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر وعطاء بن أبي رباح وطائفة. قال بن يونس: كان عالما زاهدًا عابدًا ولد سنة ستين. وقال أبو حاتم: هو ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب. قلت: حدث عنه حيوة بن شريح وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وآخرون. وقال ابن سعد: كان ثقة في زمانه ومن كلام عبيد الله قال: إذا حدث المرء فأعجبه الحديث فليمسك، وإن كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدث. قال سليمان بن أبي داود: ما رأت عيني عالمًا زاهدًا إلا عبيد الله بن أبي جعفر.
مات سنة ست وقيل سنة اثنتين ومائة. [5]
126-31/4 ع
يزيد بن الهاد
يحفظ ذكر في الممتع. [6]
127-32/4 ع
عوف الأعرابي
كذلك.
128-33/م 4
سهيل بن أبي صالح
في عداد الحفاظ [7]
129-34/4 ع
أشعث الحمراني
كذلك. [8]
130-35/4 ع
يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو
الحافظ شيخ الإسلام أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني قاضي المدينة ثم قاضي القضاة للمنصور: حدث عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وخلق، وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن المبارك ويحيى القطان وأمم سواهم. قال أيوب السختياني: ما تركت بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: هو مقدم على الزهري، اختلف على الزهري ولم يختلف عليه. وقال الثوري: كان من الحفاظ. وقال أبو حاتم ثقة يوازي الزهري وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثمائة حديث وقال العجلي: ثقة فقيه رجل صالح وقال ابن المديني: كنيته أبو نصر.
قال إبراهيم الحزامي حدثني يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فجاء كتاب المنصور بالقضاء فوكلني بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا فلما قدم العراق كتب إلي أنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصا شيئا والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فاسأل ربيعة واكتب إلي بما يقول واكتم هذا قال سليمان: ولما سار خرجت أشيعه فاستقبلته جنارة فتغيرت فقال: يا أبا محمد كأنك تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك، قال: والله لئن صدق طيرك لينعشن أمري قال فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب خيرًا جعفر بن عون أخبرنا يحيى بن سعيد قال: رأيت ابن عمر رافعًا يديه إلى منكبيه عند القاص، وقال حماد بن زيد: انتسب يحيى بن سعيد فقال: أنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل، قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس، وقال على بن مسهر: سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري عارم، أخبرنا حماد عن هشام بن عروة قال: لم أسمعه من أبي ولكن حدثني عنه العدل الرضى الأمين يحيى بن سعيد.
قال وهيب: قدمت المدينة فلم ألقَ بها أحدًا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك. قال يحيى بن أيوب المقابري حدثني أبو عيسى وغيره أن قومًا كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد قاضي أبي جعفر فكتب إليه يحيى أن يحضر فأتوا المسيب بكتابه فانتهرهم وتمنع فأتوا يحيى فأخبروه فقام مغضبا يريد المسيب فوافقه وقد ركب بين يديه نحو المائتين من الخشابة، فلما رأوا يحيى أفرجوا له فأتي المسيب فأخذ بحمائل سيفه وروى به إلى الأرض ثم نزل عليه يحيى يخنقه قال فما خلص حمائل السيف من يده إلا أبو جعفر المنصور بنفسه.
قال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخًا أنبل من يحيى بن سعيد. وقال حماد بن زيد: كان يحيى بن سعيد يقول: في مجلسه اللهم سلم سلم. وقال يحيى كان عبيد الله بن عدي بن الخيار يقول في مجلسه: اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا. يحيى بن بكير أنا الليث عن يحيى بن سعيد قال: أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون فيحلل هذا ويحرم هذا فلا يعيب هذا على هذا ولا هذا على هذا وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل فإذا فتح له بابها قال: ما أهون هذه، قال يعقوب بن كاسب: حدثني بعض أهل العلم قال: سمعت صائحا يصيح بمكة في أيام مروان بن محمد: لا يفتي الحاج إلا يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمرو ومالك بن أنس.
قال سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول: ليس لأحد عندي كتاب ولو كان لسرني أن يكون ليحيى بن سعيد الأنصاري. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول: سمعت محمد بن أحمد بن المقدام يقول: سمعت أبا سعيد الحنفي سمعت يزيد بن هارون يقول: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثة آلاف حديث فمرضت فنسيت نصفها.
مات بالهاشمية في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
131-36/4 ع
زيد بن أبي أنيسة
الحافظ الإمام أبو أسامة الرهاوي أحد الأثبات: روى عن سعيد المقبري وشهر بن حوشب والحكم وطلحة بن مصرف ونعيم المجمر وطائفة سمع أيضا من المنهال بن عمرو ونافع العمري وشرحبيل بن سعد وعطاء بن أبي رباح وينزل إلى ابن عجلان ومالك حدث عنه أبو حنيفة ومسعر ومالك وعبيد الله بن عمر وخالد بن أبي يزيد وطائفة مات شابا لم يكتهل ولو عاش لكان له شأن، حديثه في الكتب الستة مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائة بالجزيرة، وهو من طبقة الأوزاعي قدمته لتقدم وفاته .
132-37/4 ع
عبد الكريم بن مالك الجزري
الحافظ الفقيه أبو سعيد الحراني من موالي بني أمية: حدث عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاوس ومقسم وعدة، وعنه معمر وسفيان ومالك وسفيان بن عيينة وغيرهم وثقه النسائي وغيره ووصف بالحفظ مات سنة سبع وعشرين ومائة.
فأما عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية فشيخ بصري مؤدب ليس بقوي الحديث روى عن أنس بن مالك ومجاهد وسعيد بن جبير حدث عنه السفيانان وحماد بن سلمة ومالك وغيرهم وكان فقيهًا مرجئًا. وهو من طبقة سمية فذكرته معه للتمييز.
133-38/4 م 4
علي بن زيد بن جدعان
الإمام أبو الحسن التيمي القرشي البصري الأعمى عالم البصرة: عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي وعروة بن الزبير وخلق، وعنه قتادة وشعبة والسفيانان والحمادان وعبد الوارث وإسماعيل بن علية: ولد أعمى وهو من أوعية العلم وفيه تشيع. قال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي. وقال أحمد ويحيى: ضعيف وقال الترمذي: صدوق ربما رفع الموقوف. قال منصور بن زاذان قلنا لعلي بن زيد لما مات الحسن: اجلس موضعه. قلت: لم يحتج به الشيخان لكن قرنه مسلم بغيره ومات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل سنة إحدى وثلاثين ومائة .
134-39/4 ع
منصور بن زاذان
الثقفي مولاهم الواسطي الإمام أحد الأعلام: عن أنس بن مالك وأبي العالية الرياحي والحسن ومحمد وعطاء وخلق، وعنه شعبة وهشيم وأبو عوانة وخلف بن خليفة وآخرون وكان ثقة حجة صالحًا متعبدًا كبير الشأن. قال هشيم كان لو قيل له: ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب. قال يحيى بن أبي كثير: حدثنا شعبة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان في ما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن في الركعة الأولى وبلغ في الثانية إلى النحل.
وروى نحوها مخلد بن الحسين عن هشام فإسنادها صحيح وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات، والأشر والبطر يزيد في السيئات. قال عباد بن العوام شهدت جنازة منصور بن زاذان فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام قلت: كنيته أبو المغيرة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
135-40/4 ع
منصور بن المعتمر
الإمام الحافظ الحجة أبو عتاب منصور السلمي الكوفي أحد الأعلام: لا أحفظ له شيئا عن الصحابة. وحدث عن أبي وائل وربعي بن حراش وإبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي وأبي حازم الأشجعي وطبقتهم وعن شعبة وشيبان والسفيانان وشريك وفضيل بن عياض وخلق كثير. حكى عنه شعبة قال: ما كتبت حديثا قط. وقال ابن مهدي لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه قال: فتقول له أمه: أقتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت نفسي، أخذه يوسف بن عمر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيده ثم خلى عنه، قال أحمد البجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة، لا يختلف فيه أحد صالح متعبد، أكره على القضاء فقضى شهرين، قال: وفيه تشيع قليل وكان قد عمش من البكاء قالت فتاة يا أبت الإسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي الليل وقد مات قال الثوري: لو رأيت منصورا يصلي لقلت يموت الساعة قال ابن عيينة: رأيت منصورا فقلت ما فعل الله بك قال كدت أن ألقى الله بعمل نبي.
قلت: مات في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
136-41/4 ع
مغيرة بن مقسم
الفقيه الحافظ أبو هشام الضبي مولاهم الكوفي الأعمى: ولد أعمى وكان عجبًا في الذكاء حدث عن أبي وائل والشعبي وإبراهيم النخعي ومجاهد وعدة وعنه شعبة والثوري وزائدة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وابن فضيل وهشيم وخلق. قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان. وروى جرير عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته وضعف أحمد روايته عن إبراهيم فقط، وقال: ذكي حافظ صاحب سنة وقال أحمد العجلي: ثقة يرسل عن إبراهيم فإذا وقف ممن سمعه يخبرهم، وكان من فقهاء أصحاب إبراهيم وكان عثمانيا ويحمل على علي بعض الحمل. [9]
137-42/4 ع
حصين بن عبد الرحمن السلمي
الحافظ أبو الهذيل بن عم منصور بن المعتمر: حدث عن جابر بن سمرة وعمارة بن رويبة وابن أبي ليلى وأبي وائل وزيد بن وهب وعدة، وعنه شعبة والثوري وأبو عوانة وعبثر وعلي بن عاصم وآخرون وكان ثقة حجة حافظا عالي الإسناد قال أحمد: حصين ثقة مأمون من كبار أصحاب الحديث، عاش ثلاثا وتسعين سنة؟ مات سنة ست وثلاثين ومائة.
138-43/4 ع
هشام بن عروة
بن الزبير بن العوام الإمام الحافظ الحجة أبوالمنذر القرشي الزبيري المدني الفقيه.
حدث عن عمه ابن الزبير وأبيه وزوجته فاطمة بنت المنذر وأبي سلمة بن عبد الرحمن وطائفة. وعنه شعبة وأيوب ومالك والسفيانان والحمادان وابن نمير ويحيى القطان وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى وخلق. قال هشام: مسح ابن عمر برأسي ودعا لي. قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين. وقال ابن سعد: كان هشام ثقة ثبتًا كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام في الحديث.
أخبرنا محمود بن محمد الزاهد سنة خمس وتسعين أخبرنا يوسف بن خليل أنا مسعود بن أبي منصور ح وأنبأني ابن سلامة عن مسعود أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا فاروق بن عبد الكبير أنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية أنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت وأظن لو تكلمت تصدقت فهل لها من أجر أن تصدقت عنها قال: نعم، قال يعقوب بن شيبة: هشام بن عروة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية فأنكر عليه ذلك أهل بلده فإنه كان لا يحدث عن أبيه إلا ما سمعه منه ثم تسهل فكان يرسل عن أبيه، قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين هشام أحب إليك أو الزهري، فقال: كلاهما ولم يفضل.
قالوا: توفي هشام ببغداد في سنة ست وأربعين ومائة وله ثمانون سنة .
139-44/4 ع
يونس بن عبيد
الإمام القدوة الحجة أبو عبد الله العبدي مولاهم البصري الحافظ: رأى أنسا وسمع الحسن وابن سيرين وعطاء وإبراهيم التيمي وحميد بن هلال وزياد بن جبير ونافع العمرى وعدة؟ وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وعبد الوارث وبشر بن المفضل وهشيم وابن علية وكان أحد الأئمة الأعلام الورعين كان يقول ما كتبت شيئًا قط. قال أبو حاتم: هو أكبر من سليمان التيمي، ولا يبلغ التيمي منزلة يونس. وقال سعيد بن عامر: ما رأيت رجلا قط أفضل من يونس بن عبيد، وأهل البصرة على ذا. قال حماد بن زيد: مرض يونس بن عبيد فقال أيوب ما في العيش بعدك خير.
وقال أمية بن بسطام جاءت يونس امرأة بجبة خز فقال: بكم هي؟ قالت: بخمسائة، قال هو خير من ذاك، قالت: بست مائة، قال هي خير من ذاك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفا وقال النضر بن شميل: غلا الخز وكان يونس بن عبيد خزازًا فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفًا فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه: هل كنت علمت أن المتاع كان قد غلا بأرض كذا وكذا ولو علمت لبعت ثم قال هلم إلى مالي فرد عليه الثلاثين الألف. وعن هشام بن حسان قال: ما رأيت أحدا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر حدثنا محمد بن عبد الرحمن أنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ سنة ست وسبعين وثلاث مائة أنا أبو عروبة الحراني أنا محمد بن عباد بن آدم أنا عبد الوهاب عن يونس عن الحسن عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "لا يسترعي الله عبدًا رعية فيموت وهو لها غاش إلا حرم الله عليه الجنة" هذا حديث جيد الإسناد ولم يخرجه أرباب الكتب الستة ومحمد هذا من مشيخة ابن ماجه. قال معاذ بن معاذ: في سنة تسع وثلاثين ومائة صليت على يونس بن عبيد .
140-45/4م ع
داود بن أبي هند
الإمام الثبت أبو محمد البصري: رأى أنس بن مالك وروى عن أبي العالية وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي والشعبي وعكرمة. وعنه شعبة والحمادان وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وكان من حفاظ أهل البصرة ومفتيهم حديثه في الكتب الستة لكن في البخاري استشهادًا قال يزيد بن زريع: كان مفتي أهل البصرة.
يحيى بن الفضل الخرقي أنا سعيد بن عامر الضبعي قال: قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان القدري فقال: أريد أن أسألك عن مسائل. قلت: سل عن خمسين وأسألك عن ثنتين قال: سل. قلت: ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، فقلت: أخبرني عن العقل هو شيء مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء ترك أو هو شيء مقسوم بينهم؟ فمضى ولم يجبني. قلت: انقطع فكذلك قسم الله الإيمان والأديان ولا قوة إلا بالله.
وقال ابن عدي: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله كان خزازا كان يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا ويفطر معهم وقال لنا يوما يا فتيان أخبركم لعل الله أن ينفعكم كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى البيت حلفت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتى ذلك المكان فإذا بلغته حلفت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل قيل مولد داود سنة خمسين ومات في أول سنة أربعين ومائة راجعا من الحج وكان رأسا في العلم والعمل.
قرأت على إسحاق الأسدي أخبرنا بن خليل أنا بن اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا محمد بن أحمد بن الحسن وغيره قالوا أنا بشر بن موسى أنا هوذة أنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال: تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فتقتلها أولى الطائفتين بالحق.
رواه أيضا داود بن أبي هند عن أبي نضرة مثله وقرأت على طاهر بن عبد الله بن عمر العجمي بمصر أخبركم بن خليل أنا مسعود الجمال، وأنبأني أحمد بن سلامة عن الجمال أنا الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم أنا بن خلاد ومحمد بن مخلد قالا ثنا الحارث بن أبي أسلمة أنا يزيد أنا داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة قال قال رسول الله ﷺ: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا وإن أبعدكم مني مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون" 2. رواه وهيب وجماعة عن داود ورواته ثقات لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة.
141-46/4 ع
موسى بن عقبة
الأسدي المدني الحافظ مولى آل الزبير بن العوام: عن أم خالد بنت خالد الصحابية وعروة وسالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وطائفة وصنف المغازي حدث عنه ابن جريج ومالك وابن عيينة وحاتم بن إسماعيل وابن المبارك وأبو ضمرة ومحمد بن فليح وخلق. قال الواقدي كان موسى مفتيا فقيها. وقال أبو حاتم صالح وقال أحمد بن حنبل عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة قرأت مغازي موسى بالمزة على أبي نصر الفارسي وكان وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة .
142-47/4 ع
صالح بن كيسان
الحافظ: أحد علماء المدينة وكان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز رأى عبد الله بن عمر ولم يسمع منه وحدث عن عروة بن الزبير ونافع وسالم ونافع مولى أبي قتادة وعبيد الله بن عبد الله والزهري وجماعة وكان رفيق الزهري في طلب العلم وإنما طلب في الكهولة حدث عنه بن جريج ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد فأكثر وسفيان بن عيينة سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ ويقال إنه جاوز المائة. قال الواقدي: مات بعد أربعين ومائة .
143-48/4 ع
خالد الحذاء
هو الحافظ الثبت أبو المنازل خالد بن مهران البصري محدث البصرة ولم يكن حذاء بل كان يجلس عندهم حدث عن عبد الله بن شقيق وأبي عثمان النهدي وعكرمة وعبد الرحمن بن أبي بكرة وحفصة بنت سيرين وأخيها محمد وطائفة وعنه محمد بن سيرين شيخه وشعبة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق الفزاري وإسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة وخلق آخرهم وفاة عبد الوهاب بن عطاء وثقه أحمد بن حنبل وابن معين واحتج به أصحاب الصحاح وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: مات سنة إحدى أو سنة اثنتين وأربعين ومائة .
144-49/4 ع
عاصم بن سليمان
الحافظ أبو عبد الرحمن البصري الأحول قاضي المدائن: حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك والشعبي وأبي العالية ومعاذة العدوية وخلق وعنه قتادة وشعبة وابن المبارك وأبو معاوية ويزيد بن هارون وخلق سواهم. وثقه على بن المديني وغيره وكان حافظا مكثرا وفي حفظه شيء لا يضر وحديثه في كتب الأئمة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا بن البناء أنا على بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال دمعت عينا رسول الله ﷺ حين أتى بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن فقال له قيس بن عبادة تبكي وقد نهيت عن البكاء فقال "إنما هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة .
وقال سفيان الثوري: حفاظ الناس أربعة إسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الملك بن أبي سليمان وأبى أن يجعل الأعمش معهم رحمهم الله قال أبو الربيع الزهراني حدثنا محمد بن عباد أنا أبي قال ربما كان عاصم الأحول صائما فيفطر فإذا صلى العشاء تنحى فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر.
145-50/4 ع
سليمان التيمي
الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي: مولاهم البصري لم يكن تيميا بل نزل فيهم سمع أنس بن مالك وأبا عثمان النهدي وطاوسا والحسن وعدة وعنه شعبة والسفيانان وابن المبارك ويزيد بن هارون والأنصاري وهوذة بن خليفة وخلق قال شعبة ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي كان إذا حدث عن رسول الله ﷺ تغير لونه وقال معتمر مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء وعاش سبعا وتسعين سنة.
قلت: له نحو من مائتي حديث وكان عابد البصرة وعالمها. قال يحيى القطان: ما رأيت أخوف لله منه. وقال بن المبارك عن سفيان. قال حفاظ البصريين ثلاثة: سليمان التيمي، وعاصم الأحول وداود بن أبي هند، وعاصم أحفظهم. وقال جرير: لم ير سليمان التيمي ساعة قط إلا تصدق بشيء فإن لم يكن صلى ركعتين. وقال خالد بن الحارث: قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح الله في كل سجدة سبعين تسبيحة. وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا كنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: ثنا الأنصاري قال: كان عامة الدهر سليمان التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ويصوم الدهر.
قال يحيى القطان: كان سفيان لا يقدم على سليمان التيمي أحدا من البصريين. وذكر مردويه عبد الصمد عن فضيل بن عياض قال قيل لسليمان التيمي أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا ما أدري ما يبدو لي من ربي سمعت الله يقول: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} قال رقبة بن مصقلة: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي. وروى سعيد بن الكزبري عن سعيد بن عامر قال: مرض سليمان التيمي فبكى فقيل: ما يبكيك؟ قال: مررت على قدري، فسلمت عليه فأخاف الحساب عليه. أنبئت عن أبي المكارم الأصبهاني أنا أبو علي أنا أبو نعيم نا أبو الشيخ نا إسحاق بن أحمد نا سعيد بن عيسى سمعت مهدي بن هلال يقول أتيت سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وكان لا يحدث أحدا حتى يمتحنه فيقول له: الزنا بقدر؛ فإن قال: نعم استحلفه فإن حلف حدثه خمسة أحاديث.
مات التيمي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة .
146-51/4 ع
حميد الطويل
الحافظ المحدث الثقة أبو عبيدة بن أبي حميد تيرويه البصري أحد مشيخة الأثر: سمع أنس بن مالك وعبد الله بن شقيق والحسن وعكرمة وابن أبي مليكة وبكر بن عبد الله وجماعة وعنه شعبة ومالك وسفيان والحمادان وابن علية ويحيى القطان والأنصاري وخلق كثير. قال حماد بن سلمة: لم يدع حميد لثابت البناني علما إلا وعاه عنه وسمعه منه وعامة ما يرويه عن أنس سمعه من ثابت. قلت: قد صرح بالسماع من أنس بن مالك في شيء كثير. وقيل: بل سمع منه بضعة وعشرين حديثا، وباقي ذلك يدلسه عنه. قال الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل ولكن طويل اليدين. وقيل: بل كان في جيرانه رجل قصير اسمه حميد فقالوا: حميد الطويل؛ ليتميز من القصير. وكان قائما يصلي فمات فجأة في آخر سنة اثنين وأربعين ومائة وقع لي من عواليه بإجازة. قال معاذ بن معاذ: كان حميد الطويل قائما يصلي فمات فذكروه لابن عون وجعلوا يذكرون من فضله فقال: احتاج حميد إلى ما قدم وعن يونس قال: أكثر الله فينا مثل حميد.
147-52/4 ع
أبو إسحاق الشيباني
الإمام سليمان بن فيروز الكوفي الحافظ مولى بني شيبان: حدث عن عبد الله بن أبي أوفى وابن شداد وزر بن حبيش والشعبي والنخعي وعكرمة وطائفة، حدث عنه شعبة وسفيان وجرير بن عبد الحميد وعلي بن مسهر وابن عيينة وجعفر بن عون وآخرون. متفق على ثقته. وقد حدث عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي. قال الفلاس: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو معاوية: سنة تسع وثلاثين وقيل مات سنة إحدى وأربعين ومائة أو في التي بعدها .
148-53/4 ع
إسماعيل بن أبي خالد
الإمام الحافظ أبو عبد الله البجلي الأحمسي مولاهم الكوفي أحد الأعلام: سمع بن أبي أوفى وأبا جحيفة السوائي وطارق بن شهاب وقيس بن أبي حازم وعمرو بن حريث وزر بن حبيش وعدة، حدث عنه شعبة والسفيانان وأبو أسامة ويزيد بن هارون وابن نمير ويحيى القطان ويعلى بن عبيد وخلق. وكان حجة متقنا مكثرا عالما وكان طحانا. قال أبو إسحاق السبيعي: إسماعيل شرب العلم شربا. روى مجالد عن الشعبي قال: إسماعيل هذا يزدرد العلم ازدرادا. وعن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة فذكر منهم إسماعيل. قلت: وقع لنا من عواليه وكان من العلماء العاملين، مات في سنة خمس وأربعين ومائة وقيل سنة ست . عواليه من الغيلانيات وجزء محمد بن عاصم وجزء الجابري.
149-54/4 ع
الأعمش
الحافظ الثقة شيخ الإسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي: أصله من بلاد الري رأى أنس بن مالك وحفظ عنه وروى عن بن أبي أوفى وعكرمة وأبي وائل وزر وأبي عمرو الشيباني والمعرور بن سويد وإبراهيم النخعي وخلق كثير، وعنه شعبة والسفيانان وزائدة ووكيع وعبيد الله بن موسى ويعلى بن عبيد وأبو نعيم وخلائق. قال بن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض وقال الفلاس: كان الأعمش يسمى المصحف؛ من صدقه. وقال يحيى القطان: الأعمش علامة الإسلام. وقال الحربي: ما خلف الأعمش أعبد منه لله. وقال وكيع: بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، سيرة الأعمش يطول شرحها وهي مذكورة في تاريخي الكبير وفي طبقات القراء ويقع عواليه في صحيح البخاري وفي جزء بن عرفة؛ وابن الفرات والغيلانيات، وكان رأسا في العلم النافع والعلم الصالح، توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وله سبع وثمانون سنة .
150-55/4 ع
الجريري
الحافظ الحجة أبو مسعود سعيد بن إياس البصري.
حدث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة وعبد الله بن شقيق وعبد الله بن بريدة وغيرهم؛ وعنه شعبة والثوري والحمادان وابن المبارك وبشر بن المفضل وابن علية وأبو أسامة ويزيد بن هارون وآخرون. قال أحمد بن حنبل: هو محدث أهل البصرة. وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته وثقه جماعة. وقال أحمد بن حنبل: سألت بن علية أكان الجريري اختلط؛ فقال: لا كبر الشيخ فرق. وأما بن أبي عدي فقال: لا نكذب الله؛ سمعنا من الجريري وهو مختلط. وأما يزيد فقال: دخلت البصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة فسمعت من الجريري ولم ننكر منه شيئا. قلت: مات سنة أربع وأربعين ومائة .
151-56/4 ع
عبد الملك بن أبي سليمان
العرزمي الكوفي الحافظ الكبير: حدث عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وطائفة، وعنه جرير الضبي وإسحاق الأزرق وحفص بن غياث ويحيى القطان وابن نمير وعبد الرزاق وخلق، وكان من الحفاظ الأثبات. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك. وقال أحمد بن حنبل: ثقة وكذا وثقه النسائي. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. توفي سنة خمس وأربعين ومائة وقد شاخ .
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي أنا نصر بن جزء نا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو البقاء المعمر بن محمد أنا زيد بن جعفر العلوي أنا محمد بن علي الشيباني أنا أحمد بن حازم الغفاري أنا يعلى بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا فيها". [10]
152-57/4 ع
ابن عون
الإمام شيخ أهل البصرة أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري الحافظ: حدث عن سعيد بن جبير وأبي وائل وإبراهيم النخعي وعطاء ومجاهد والشعبي والحسن والقاسم بن محمد وخلق، وعنه حماد بن زيد وإسماعيل بن علية وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وأبو عاصم الأنصاري ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالعراق أعلم بالسنة من بن عون. وقال قرة: كنا نعجب من ورع بن سيرين فأنساناه ابن عون. وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس. وقال هشام بن حسان: لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون. وقال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره. وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس. وقال ابن معين: ثقة في كل شيء. وقال بكار السيريني: كان ابن عون يصوم يوما ويفطر يوما، وصحبته دهرا وكان طيب الريح لين الكسوة يختم كل أسبوع وكان يغزو ويركب الخيل. بارز مرة علجا فقتله، وكان إذا جاء إخوانه كأن على رءوسهم الطير لهم خضوع وخشوع.
قلت: لابن عون جلالة عجيبة ووقع في النفوس؛ لأنه كان إماما في العلم رأسا في التأله والعبادة حافظا لأنفاسه كبير الشأن. مات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة ؛ قاله جماعة ويقع حديثه عاليا لأصحاب ابن طبرزد والكندي.
153-58/4 ع
ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ
الإمام أبو عثمان التيمي المدني الفقيه مولى آل المنكدر: روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد، وعنه سفيان ومالك والأوزاعي وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وأبو ضمرة أنس بن عياض وخلق. وكان إماما حافظا فقيها مجتهدا بصيرا بالرأي ولذلك يقال له: ربيعة الراي. أخباره مستوفاة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد قال الخطيب: كان فقيها عالما حافظا للفقه والحديث. ابن وهب قال: حدثني بن زيد قال: مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار إلى أن جالس القوم فنطق بلب وعقل. وقال الليث: عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة. وقال معاذ بن معاذ: سمعت سواء بن عبد الله القاضي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي، قلت: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين. وعن ابن وهب أن ربيعة كان من الأجواد أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار. قال أحمد بن حنبل: ربيعة ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ وجماعة قالوا: أخبرنا بن اللتي أنا أبو الوقت أنا بيبي أنا بن أبي شريح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا يعيش بن الجهم قرأت على أبي ضمرة عن ربيعة عن أنس: توفي رسول الله ﷺ يوم توفي وقد أتى عليه ستون سنة وما في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. قال مصعب الزبيري: هو صاحب الفتوى بالمدينة كان يجلس إليه وجوه الناس. وبه تفقه مالك. وقال بن الماجشون: ما رأيت أحدا أحفظ لسنة من ربيعة. قال عبيد الله بن عمر: ربيعة هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. قال مالك: لما مات القاسم وسالم أفضى الأمر إلى ربيعة. ولما قدم السفاح أمر له بمال فلم يقبله. قال سفيان بن عيينة: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومِنَ الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة.
وفي عصر هذه الطبقة
تحولت دولة الإسلام من بني أمية إلى بني العباس في عام اثنتين وثلاثين ومائة، فجرى بسبب ذلك التحول سيول من الدماء وذهب تحت السيف عالم لا يحصيهم إلا الله بخراسان والعراق والجزيرة والشام وفعلت العساكر الخراسانية الذين هم المسودة كل قبيح فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومات محارب بن دثار القاضي، وإياس بن معاوية بن قرة المزني القاضي، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن كثير أبو معبد الدارمي مقرئ الحرم، وعلقمة بن مرثد الكوفي الفقيه، وقيس بن مسلم الجدلي، ومحمد بن يحيى بن حبان المازني، وربيعة بن يزيد القصير من علماء الشام، ومحمد بن واسع الزاهد، ومالك بن دينار كاتب المصاحف، والقاسم بن أبي بزة المكي، وأبو بشر جعفر بن إياس الكوفي، وزياد بن علاقة أسند من لقيه ابن عيينة، وجبلة بن سحيم، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن ميسرة الطائفي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي المفسر، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، والأسود بن قيس الكوفي، وأشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، وإياد بن لقيط السدوسي، وأبو عمرو بن العلاء المازني مقرئ البصرة، وعاصم بن أبي النجود الأسدي مقرئ الكوفة، وأبو رويم نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة، وحمزة بن حبيب الزيات مقرئ الكوفة، ويحيى بن الحارث الذماري مقرئ دمشق، ودراج أبو السمح واعظ مصر، وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة، وأبو عمران الجوني محدث البصرة، وأبو حصين عثمان بن عاصم الكوفي، وبكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه، وأبو جمرة الضبعي نصر بن عمران البصري، وأبو التياح يزيد بن حميد عالم البصرة، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي نجيح المفسر، وعبد الله بن طاوس اليماني، وأيوب بن موسى الفقيه،
وفي هذا الزمان ظهر بالبصرة
عمرو بن عبيد العابد، وواصل بن عطاء الغزال، ودعوا الناس إلى الاعتزال والقول بالقدر، وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى تعطيل الرب عز وجل وخلق القرآن، وظهر بخراسان في قبالته مقاتل بن سليمان المفسر وبالغ في إثبات الصفات حتى جسم، وقام على هؤلاء علماء التابعين وأئمة السلف وحذروا من بدعهم وشرع الكبار في تدوين السنن وتأليف الفروع وتصنيف العربية ثم كثر ذلك في أيام الرشيد وكثرت التصانيف وألفوا في اللغات وأخذ حفظ العلماء ينقص ودونت الكتب واتكلوا عليها وإنما كان قبل ذلك علم الصحابة والتابعين في الصدور؛ فهي كانت خزائن العلم لهم .
هامش
رواه أبو داود في كتاب المناسك باب 96 ابن ماجه في كتاب الإقامة باب 186 أحمد في مسنده "2/367".
====================
المقدمة
الطبقة الرابعة من الكتاب
وفي عصر هذه الطبقة
في النسخة أبو سعيد والتصحيح من سير الأعلام
وقيل 132.
رواه البخاري في كتاب تفسير سورة 20 باب 1، 3. وكتاب القدر باب 11. ومسلم في كتاب القدر حديث 13-15.
توفي 125 أو 126أو 127.
؟؟ وقيل 132، 135، 136.
هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
ويقال سهيل بن ذكوان وهو أبو زيد السمان وقيل المدني وقيل الزيات. توفي عام 138.
هو أبو هانئ أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري مولى حمران: توفي عام 142 وقيل 146.
توفي عام 133 وقيل 136.

1.                      


انتقل إلى المحتوى
تبديل الشريط الجانبي ويكي مصدر
إنشاء حساب
أدوات شخصية
[أغلق]
* اقرأ * * نزّل * استشهد * شارك في ويكي مصدر *
Contents
تذكرة الحفاظ/الطبقة الرابعة
الصفحة
نقاش
اقرأ
عدّل
تاريخ
< تذكرة الحفاظ
الطبقة الثالثة تذكرة الحفاظ
الطبقة الرابعة
الذهبي الطبقة الخامسة

الطبقة الرابعة من الكتاب
وهي الثالثة من التابعين وفيها من تأخر منهم أو توفي معهم وكان في عصرهم من كبار الحفاظ رحمهم الله تعالى:
96-1/4 ع
مكحول
عالم أهل الشام أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذلي الفقيه الحافظ: مولى امرأة من هذيل وأصله من كابل وقيل هو من أولاد كسرى وداره بدمشق بطرف سوق الأحد يرسل كثيرا ويدلس عن أبي بن كعب وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار وروى عن أبي أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن غنم وأبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور وخلق وعنه أيوب بن موسى والعلاء بن الحارث، وزيد بن واقد وثور بن يزيد، وحجاج بن أرطاة، والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وآخرون كثيرون. قال ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول: طفت الأرض في طلب العلم. وروى أبو وهب عن مكحول قال عتقت بمصر فلم أدع بها علما إلا حويته في ما أرى ثم أتيت العراق ثم المدينة فلم أدع بهما علما إلا حويت عليه فيما أرى ثم أتيت الشام فغربلتها وقال الزهري العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول قال بن زرير سمعت مكحول يقول كنت عبدا لسعيد بن العاص فوهبني لامرأة من هذيل بمصر فما خرجت من مصر حتى ظننت أن ليس بها علم إلا وقد سمعته ولم أر مثل الشعبي قال سعيد بن عبد العزيز قال مكحول ما استودعت صدري شيئا إلا وجدته حين أريد ثم قال سعيد كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئا من القدر وقال سعيد بن عبد العزيز أعطى مكحول صرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين دينارا ثمن الفرس وقيل كان في لسانه لكنة يجعل القاف كافا قال أبو مسهر وجماعة توفي مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة وقال أبو نعيم ودحيم سنة اثنتي عشرة وقيل غير ذلك.
97-2/4ع
الزهري
أعلم الحفاظ أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني الإمام: ولد سنة خمسين، وحدث عن بن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار التابعين وعنه عقيل ويونس والزبيدي وصالح بن كيسان ومعمر وشعيب ابنأبي حمزة والأوزاعي والليث ومالك وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وأمم سواهم.
قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتان، النصف منها مسند. وقال معمر: سمع الزهري من بن عمر حديثين. قال الزهري: جالست ابن المسيب ثمان سنين. قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع. وروى أبو صالح عن الليث قال ما رأيت عالما قط أجمع من الزهري، يحدث في الترغيب فتقول لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن القرآن والسنة فكذلك. روى إسحاق المسيبي عن نافع أنه عرض القرآن على الزهري. قال الليث قال الزهري: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري، قال عمر بن عبد العزيز: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري وروى الليث عنه قال: ما استودعت قلبي علما فنسيته قال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير وقال أيوب السختياني: ما رأيت أعلم منه وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر. قال الليث: كان من أسخى الناس. وقال غيره: كان الزهري جنديا جليلا وكان يخضب بحناء وكتم.
قال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا وكان يؤدب ولده ويجالسه. قلت: وفد في حدود سنة ثمانين على الخليفة عبد الملك فأعجب بعلمه ووصله وقضى دينه قال هشام بن عمار أنا الوليد بن مسلم عن سعيد أن هشام بن عبد الملك سأل الزهري أن يملي على بعض ولده شيئا فأملي عليه أربعمائة حديث. وخرج الزهري فقال: أين أنتم يا أصحاب الحديث فحدثهم بتلك الأربعمائة ثم لقي هشاما بعد شهر أو نحوه فقال للزهري: أن ذلك الكتاب ضاع، فدعا بكاتب فأملاها عليه، ثم قابل بالكتاب الأول فما غادر حرفا واحدا.
ومن حفظ الزهري أنه حفظ القرآن في ثمانين ليلة. روى ذلك عنه ابن أخيه محمد بن عبد الله وعن الزهري قال: ما استعدت علما قط. قال بقية حدث شعيب بن أبي حمزة قال قيل لمكحول من أعلم من لقيت قال: ابن شهاب، ثم قال من؟ قال: ابن شهاب.
يحيى بن بكير حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن مالك قال قدم بن شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان فلما خرجا وقت العصر خرج بن شهاب وهو يقول: ما ظننت إن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة، يقول: ما ظننت أن أحدا بلغ من العلم ما بلغ بن شهاب. عقيل عن بن شهاب قال: من سنة الصلاة أن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم بسم الله الرحمن الرحيم ثم سورة وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص قال الليث: كان ابن شهاب يكثر شرب العسل ولا يأكل التفاح قال أنس بن عياض حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال رأيت ابن شهاب يؤتي بالكتاب وما يقرأ ولا يقرأ عليه فيقولون: نأخذ هذا عنك؟ فيقول: نعم، فيأخذونه وما يراه.
بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال ما استعدت حديثا قط وما شككت في حديث إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت. قال أبو قدامة السرخسي قال يحيى بن سعيد: مرسل الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمى سمي وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه.
أبو مسهر أخبرنا يزيد بن السمط أنا قرة بن حيوءيل قال: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب في نسب قومه. ابن وهب قال: مالك هلك ابن المسيب فلم يترك كتابا هو ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب. فقلت، لابن شهاب وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب؟ قال: لا قلت ولا تسأل أن تظاهر عليك الحديث؟ قال: لا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري قال جالست أربعة من قريش بحورا سعيدا وعروة وعبيد الله وأبا سلمة بن عبد الرحمن، قال ابن المديني: دار علم الثقات علي الزهري وعمرو بن دينار بالحجاز وقتادة ويحيى بن أبي كثير بالبصرة وأبي إسحاق والأعمش بالكوفة يعني أن غالب الأحاديث الصحاح لا تخرج عن هؤلاء الستة.
قال محمد بن عبد العزيز قلت للوليد بن محمد الموقري صف لي الزهري قال: كان قصيرا أعمش له جمة وفصاحة، قلت له يوما يا أبا بكر لا أعرف لك عيبا إلا الدين قال: وما علي من الدين علي أربعة آلاف دينار. ولي أربعة"؟" أعين كل عين خير من أربعين ألف دينار ولا يرثني إلا ابن ابن ووددت ألا يرثني أحد.
محمد بن عثمان التنوخي أخبرنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان الزهري يلعن من حدث بهذا "ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا" قلت لسعيد يرويه عمرو بن شعيب؟ قال: إياه كان يعني.
محمد بن ميمون المكي أخبرنا ابن عيينة، قال: مررت على الزهري وهو جالس على سارية عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال: يا صبي قرأت القرآن قلت: بلى قال: تعلمت الفرائض؟ قلت: بلى، كتبت الحديث؟ قلت: بلى، وذكرت له أبا إسحاق الهمداني، قال أبو إسحاق أستاذ، عن إسماعيل المكي عن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فيأكل الزبيب.
أيوب بن سويد حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال قال لي القاسم بن محمد: أراك تحرص علي العلم أفلا أدلك على وعائه؟ قلت: بلى. قال عليك بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزف. يروي عن الزهري قال: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة. قال عبد الرزاق سمعت معمرا يقول: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد بن يزيد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته من علم الزهري.
معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
مناقب الزهري وأخباره وتحتمل أربعين ورقة طول ذلك الحافظ ابن عساكر، وقد وقع لي من عواليه نحو سبعين حديثا. توفي في رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
98-3/4ع
عمرو بن دينار
الحافظ الإمام عالم الحرم أبو محمد الجمحي مولاهم المكي الأثرم: ولد سنة ست وأربعين أو نحوها وسمع ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وبجالة بن عبدة وأنس بن مالك وأبا الشعثاء وطاوسا وعدة. حدث عنه شعبة وابن جريج والحمادان والسفيانان وورقاء وخلق سواهم قال شعبة ما رأيت أحدا أثبت في الحديث من عمرو وقال ابن عيينة: كان لا يدع المسجد كان يحمل على حمار. وما رأيته إلا وهو مقعد، وكان فقيها وكان يحدث علي المعنى ويقول: أحرج على من يكتب عني، وكنت أتحفظ حديثه. وقال ابن مهدي: قال لي شعبة: لم أرَ مثل عمرو بن دينار. وقال يحيى القطان: وأحمد هو أثبت من قتادة. قال عبد الله بن أبي نجيح: ما رأيت أحدا قط أفقه من عمرو، لا عطاء ولا مجاهدا ولا طاوسا وذكره ابن عيينة، فقال: ثقة ثقة ثقة، كان قد جزء الليل فثلثا ينام وثلثا يدرس حديثه وثلثا يصلي. وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار قال الواقدي عاش ثمانين سنة.
قلت: توفي في أول سنة ست وعشرين ومائة. وهو أحد الأربعة الذين أثبتهم ابن المفضل الحافظ في الطبقة الأولى من الأربعين تأليفه وهم الزهري وعمرو بن دينار وقتادة وأبو إسحاق السبيعي.
حدثني أبو الفتح الحافظ إملاء أنه قرأ على أبي الحسن بن الجميزي عن أبي طاهر السلفي سماعا أنا أبو عبد الله الثقفي أنا علي بن محمد أنا إسماعيل الصفار أنا سعدان أنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: لما أنزل الله على النبي ﷺ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُم} قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض} قال: "هاتان أهون أو أيسر". أخرجه البخاري عن علي عن سفيان بن عيينة.
99-4/4ع
أبو إسحاق السبيعي
عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي الحافظ أحد الأعلام: رأى عليا وهو يخطب وروى عن زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو وعدي بن حاتم والبراء بن عازب ومسروق وخلق كثير. يقال حدث عن ثلاثمائة شيخ، وروى عنه الأعمش وشعبة والثوري وإسرائيل وزهير وأبو الأحوص وزائدة وشريك وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وخلائق. وكان قد قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي والأسود بن يزيد عرض عليه حمزة الزيات وقد غزا الروم في خلافة معاوية، وقال: سألني معاوية: كم عطاء أبيك؟ قلت: ثلاثمائة، ففرضها لي، وقيل: إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا، قال أبو حاتم: ثقة يشبه الزهري في الكثرة وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني، قال فضيل بن غزوان: كان أبو إسحاق يختم في كل ثلاث، وقيل: كان صواما قواما متبتلا من أوعية العلم ومناقبه غزيرة، قال أحمد بن عبدة: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: وجدنا الحديث عند أربعة: الزهري، وقتادة، وأبي إسحاق، والأعمش، فكان قتادة أعلمهم بالاختلاف، والزهري أعلمهم بالإسناد، وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلا الفين الفين.
قال يحيى القطان: توفي أبو إسحاق السبيعي سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخل الضحاك بن قيس الكوفة. وكذا أرخه جماعة، وشذ أبو نعيم فقال: سنة ثمان وعشرين. قال مغيرة: كنت إذا رأيت أبا إسحاق ذكرت به الضرب الأول. قال أحمد بن عمران الأخنسي أنا أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول: ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة. قال بن عيينة قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق ما بقي منك قال: أصلي فأقرأ البقرة في ركعة قال: ذهب شرك، وبقي خيرك. وقال أبو الأحوص عن أبي إسحاق: قد كبرت وضعفت، ما أصوم إلا ثلاثة أيام من الشهر والإثنين والخميس وشهور الحرم.
وقع لي عدة أحاديث من عوالي أبي إسحاق، منها أنبأنا أحمد بن سلامة وغيره عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا علي بن بيان أنا بن مخلد أنا إسماعيل الصفار أنا الحسن بن عرفة حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء قال خرج رسول الله ﷺ وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة، فقالوا قد احرمنا بالحج وكيف نجعلها عمرة؟ فقال: انظروا الذي آمركم به
فافعلوا فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت من أغضبك اغضبه الله، فقال ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع.
100-5/4ع
حبيب بن أبي ثابت
الكوفي الفقيه الحافظ: عن ابن عباس وابن عمر وأنس وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي وائل وسعيد بن جبير وطائفة، وعنه مسعر وشعبة وسفيان الثوري وأبو بكر بن عياش وآخرون. وذكر علي بن المديني أنه سمع من عائشة، وأما البخاري فقال: لم يسمع من عروة. وقال غيره: كان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي أهل الكوفة. قال أبو يحيى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف فكأنما قدم عليهم نبي. قال البخاري وجماعة: مات حبيب سنة تسع عشرة ومائة، وقيل توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.
101-6/4ع
سعيد بن أبي سعيد كيسان
الإمام المحدث الثقة أبو سعد[1] المقبري المدني مولى بني ليث: سمع أباه وأبا هريرة وأبا سعيد وسعد بن أبي وقاص وجبير بن مطعم وجابرا وأنسا وعائشة ومعاوية وأبا شريح الخزاعي وخلقا وينزل إلى شريك بن أبي نمر وعنه إسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى وزيد بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعمرو بن أبي عمرو والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وابن إسحاق وابن أبي ذئب وهشام بن سعد ومالك والليث ومحمد بن موسى الفطري وخلق كثير. قال أحمد وابن معين ليس به بأس. وقال علي وابن سعد وأبو زرعة وجماعة: ثقة. وبعضهم يقول: كبر واختلط قبل موته بأربع سنين. وحديثه في سائر الصحاح. قال أبو عبيد: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقيل ست: وقيل غير ذلك.
102-7/4 ع
الحكم بن عتيبة
الحافظ الفقيه أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي شيخ الكوفة: حدث عن أبي جحيفة السوائي والقاضي شريح وأبي وائل وإبراهيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وخلق وعنه مسعر والأوزاعي وحمزة الزيات وشعبة وأبو عوانة وآخرون قال عبدة بن أبي لبابة: ما بين لابتيها أفقه من الحكم. وقال أحمد بن حنبل: الحكم أثبت الناس في إبراهيم وقال الحكم: كنت في جنازة وأنا غلام فصلى عليها زيد بن أرقم. وقال ابن عيينة: ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد وقال العجلي: ثقة ثبت فقيه صاحب سنة واتباع وقال مغيرة: كان الحكم إذا قدم المدينة خلوا له سارية النبي ﷺ يصلي إليها. قال ليث بن أبي سليم: كان الحكم أفقه من الشعبي. وروى أبو إسرائيل الملائي عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد مني نظرت إليهم عيال عليه. مات في سنة خمس عشرة ومائة وقيل بل توفي سنة أربع عشرة ومائة.
103-8/4 ع
رجاء بن حيوة
الإمام أبو نصر وأبو المقدام الكندي الشامي: شيخ أهل الشام وكبير الدولة الأموية روى عن معاوية وعبد الله بن عمر وأبي أمامة وجابر بن عبد الله وقبيصة بن ذؤيب وعدة وعنه بن عون وثور بن يزيد وابن عجلان وطائفة. قال مطر الوراق: ما رأيت شاميا أفقه منه. وقال مكحول: رجاء سيد أهل الشام في أنفسهم. وقال مسلمة الأمير: برجاء وبأمثاله ننصر. قال ابن سعيد: كان رجاء فاضلا ثقة كثير العلم. وقال أبو أسامة: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة. وقال ابن عون: لم أَرَ مثل رجاء بالشام، ولا مثل ابن سيرين بالعراق ولا مثل القاسم بالحجاز. قلت: هو الذي أشار على سليمان باستخلاف عمر بن عبد العزيز مات في سنة اثنتي عشرة ومائة وقد شاخ.
104-9/4ع
عمر بن عبد العزيز
بن مروان بن الحكم الإمام أمير المؤمنين أبو حفص الأموي القرشي: مولده بالمدينة زمن يزيد ونشأ في مصر في ولاية أبيه عليها وحدث عن عبد الله بن جعفر وأنس بن مالك وأبي بكر بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وطائفة وكان إماما فقيها مجتهدا عارفا بالسنن كبير الشأن ثبتا حجة حافظا قنتا لله أواها منيبا حدث عنه ابناه عبد الله وعبد العزيز والزهري وأيوب وحميد وإبراهيم بن أبي عبلة وأبو بكر بن حزم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهما من شيوخه وأمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان مليحا أبيض جميل الشكل نحيفا حسن اللحية بجبهته أثر حافر فرس شجه في صغره ولذا كان يقال له أشج بني أمية وفي آخر أيامه وخطه الشيب عاش أربعين سنة وبعدله وزهده يضرب المثل .
قال الشافعي: الخلفاء الراشدون خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز. وقد ولي أولا إمرة المدينة في خلافة الوليد وبني المسجد وزخرفه وكان إذ ذاك لا يذكر بكثير عدل ولا زهد ولكن تجدد له لما استخلف وقلبه الله فصار يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمه عمر وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري، ولكن موته قرب من موت شيوخه فلم ينتشر علمه.
عن أبي جعفر الباقر قال: إن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال مجاهد: أتيناه لنعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه. وقال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلا تلامذة. وقال غيره: استخلف عمر بن عبد العزيز فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت معه الزهاد والفقهاء وقالوا: ما يسعنا فراقه حتى يخالف فعله قوله.
روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: خرجت من المدينة وما أحد أعلم مني فلما قدمت الشام نسيت.
ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن رياح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده فقلت إن هذا جاف فلما انصرف من الصلاة قلت: من هذا؟ قال: رأيته؟ قلت: نعم؟ قال: ما أحسبك إلا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر يبشرني أني سألي وأعدل. رواها يعقوب الفسوي في تاريخه عن محمد بن عبد العزيز عن ضمرة وإسناده جيد. قال فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو مكثت فيكم خمسين سنة ما استكملت العدل، إني لأريد الأمر فأخاف أن تأباه القلوب، فاخرج معه طمعا من طمع الدنيا.
معاوية بن صالح أنا سعيد بن سويد: أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة وجلس وعليه قميص مرقوع الجيب فقيل له: أن الله قد أعطاك فلو لبست. قال مالك بن دينار: يقولون: إني زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها. روى إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين. قال مغيرة بن حكيم قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز: يكون في الناس من هو أكثر صوما وصلاة من عمر وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في المسجد ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى يغلبه النوم ثم ينتبه فلا يزال يدعو رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عيناه يفعل ذلك ليله أجمع، وعن فاطمة قالت: ما اغتسل من جنابة منذ ولي روى هشام بن الغاز عن مكحول قال لو حلفت لصدقت إني ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز.
قلت كان قد شدد على أقاربه وانتزع كثيرا مما في أيديهم فتبرموا به وسموه، فروى معروف بن مشكان عن مجاهد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون إنك مسحور، قال: ما أنا بمسحور، ثم دعا غلاما له فقال له ويحك ما حملك على ان سقيتني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وعلى أن أعتق، قال: هات الألف، فجاء بها فألقاها عمر في بيت المال. وقال اذهب حيث لا يراك أحد. روى هشام عن الحسن إنه قال لما بلغه موت عمر بن عبد العزيز: مات خير الناس. قلت: سيرته تحتمل مجلدا، ومات بدير سمعان وقبره هناك يزار مات في رجب سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة سوى ستة أشهر .
105-10/4 ع
عمرو بن مرة
الحافظ أبو عبد الله المرادي ثم الجملي الكوفي الضرير: سمع عبد الله بن أبي أوفى وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومرة الطيب وطبقتهم وعنه زيد بن أبي أنيسة ومسعر وشعبة وسفيان وقيس بن الربيع وكان ثقة ثبتا إماما له نحو مائتي حديث قال مسعر ما أدركت أحدًا أفضل منه وعن عبد الرحمن بن مهدي قال هو من حفاظ الكوفة قال قراد أبو نوح: سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة يصلي فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له، وقال عبد الملك بن ميسرة يوم دفنه: إني لأحسبه خير أهل الأرض، وقيل: إن عمرو بن مرة دخل في الأرجاء والله يغفر وثقه جماعة توفي سنة ست عشرة ومائة .
106-11/4م
القاسم بن مخيمرة
الأمام أبو عروة الهمداني الكوفي نزيل دمشق: حدث عن أبي سعيد الخدري وعلقمة بن قيس وشريح بن هانئ وطائفة وعنه حسان بن عطية وعمر بن أبي زائدة والأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن عبد العزيز وآخرون وثقه ابن معين وغيره ولم يخرج له البخاري وكان يؤذن وكان من العلماء العاملين وكان يتقنع بالقليل وقال: ما أغلقت بابي ولي خلفه هم. وروى عنه سعيد بن عبد العزيز أنه قال: دخلت علي عمر بن عبد العزيز فقضى عني سبعين دينارًا وحملني على بغلة وفرض لي خمسين، فقلت: اغنيتني عن التجارة، فسألني عن حديث فقلت: هنني يا أمير المؤمنين قال سعيد كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه. قال الهيثم بن عدي: مات سنة إحدى عشرة2 ومائة .
107-12/4 ع
قتادة بن دعامة
بن قتادة بن عزيز الحافظ العلامة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه المفسر: حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب ومعاذة وأبي الطفيل وخلق، وعنه مسعر وابن أبي عروبة وشيبان وشعبة ومعمر وأبان بن يزيد وأبو عوانة وحماد بن سلمة وأمم سواهم. قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام فقام له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني. قال قتادة: ما قلت نحدث قط: أعد علي وما سمعت أذناي قط شيئا إلا وعاه قلبي. قال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس. قال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا. قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاط العلماء ووصفه بالحفظ والفقه وأطنب في ذكره. وقال: قل من تجد أن يتقدمه. وقال همام سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيء من رأي منذ عشرين سنة. قال سفيان الثوري أو كان في الدنيا مثل قتادة وقال معمر قلت للزهري: أقتادة أعلم عندك أو مكحول؟ قال بل قتادة. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة لا يسمع شيئا إلا حفظه، قرئت عليه صحيفة جابر مرة فحفظها قال شعبة: قصصت على قتادة سبعين حديثا كلها يقول فيها: سمعت أنس بن مالك، إلا أربعة. قلت: وكان قتادة معروفا بالتدليس، قال بن معين: لم يسمع من سعيد بن جبير ولا من مجاهد. وقال شعبة: لا يعرف أنه سمع من أبي رافع قلت ومع حفظ قتادة وعلمه بالحديث كان رأسا في العربية واللغة وأيام العرب والنسب، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، قال أبو هلال عن غالب عن بكر بن عبد الله قال: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركناه فلينظر إلى قتادة. وقال الصعق بن حزن ثنا زيد أبو عبد الله الواحد سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتانا عراقي أحفظ من قتادة.
قلت مات بواسط في الطاعون سنة ثماني عشرة ومائة، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة، وله سبع وخمسون سنة، وكان يرى القدر، قال ضمرة عن ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر قال ابن أبي عروبة والدستوائي: قال قتادة: كل شيء بقدر إلا المعاصي قلت ومع هذا الاعتقاد الردي ما تأخر أحد عن الاحتجاج بحديثه سامحه الله.
108-13/4 ع
محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي المدني الإمام الثقة أبو عبد الله: روى عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وعلقمة بن وقاص وعيسى بن طلحة وغيرهم وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة ومحمد بن عمرو والأوزاعي ومحمد بن إسحاق وغيرهم وكان فقيها ثقة جليل القدر وهو صاحب حديث نية الأعمال مات سنة عشرين ومات وحديثه في الكتب الستة.
109-14/4 ع
أبو جعفر الباقر
محمد بن علي بن الحسين الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني أحد الأعلام: روى عن أبيه وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وابن عمر وعبد الله بن جعفر وعدة، وأرسل عن عائشة وأم سلمة وابن عباس، حدث عنه ابنه جعفر بن محمد وعمرو بن دينار والأعمش والأوزاعي وابن جريج وقرة بن خالد وخلق. مولده سنة ست وخمسين، وروايته في سنن النسائي عن جده لأمه الحسن، وكذا في روايته عن عائشة وكان سيد بني هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعني شقه فعلم أصله وخفيه وقيل: إنه كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة وعده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة.
110-15/4 ع
ثابت بن أسلم
الإمام الحجة القدوة أبو محمد البناني البصري: عن بن عمر وعبد الله بن مغفل المزني وابن الزبير وأنس بن مالك وعدة، وعنه شعبة وحماد بن سلمة وهمام بن يحيى وجعفر بن سليمان وحماد بن زيد وخلق قال بن المديني: له نحو مائتين وخمسين حديثا. قال سليمان بن المغيرة: رأيت ثابتا يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم. روى غالب القطان عن بكر بن عبد الله قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه، ومن أراد أن ينظر إلى أحفظ أهل زمانه فلينظر إلى قتادة. روى روح عن شعبة قال: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر. وقال حماد بن زيد رأيت ثابتا يبكي حتى تختلف أضلاعه. وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب، فكلم في ذلك فقال: ما خيرهما أن لم تبكيا وأبي أن يعالج. مات ثابت في سنة ثلاث وعشرين ومائة ويقال في سنة سبع وقد جاوز الثمانين.
111-16/4 ع
عبد الله بن دينار
الإمام الفقيه أبو عبد الرحمن العمري المدني: حدث عن مولاه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبي صالح السمان، وعنه "موسى بن عقبة" وشعبة ومالك والسفيانان وورقاء وإسماعيل بن جعفر وخلق سواهم وحديثه في الصحاح كلها توفي سنة سبع وعشرين ومائة.
112-17/4 ع
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد
بن أبي بكر بن أبي قحافة الفقيه الحجة أبو محمد القرشي التيمي المدني الإمام: سمع أباه وأسلم مولى عمر ومحمد بن جعفر بن الزبير وعنه شعبة وسفيان والأوزاعي ومالك وابن عيينة وكان ثقة إماما ورعا كبير القدر قال ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه وهو خال جعفر الصادق مولده في حياة عائشة ومات بحوران إذ وفد على الوليد بن يزيد ليستفتيه في سنة ست وعشرين ومائة.
113-18/4 ع
أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس
المكي الحافظ المكثر الصدوق مولى حكيم بن حزام القرشي الأسدي: حدث عن ابن عباس وابن عمر وجابر وأبي الطفيل وسعيد بن جبير وعائشة وعدة وعنه أيوب وشعبة وسفيان وحماد بن سلمة ومالك والليث وخلق خاتمتهم سفيان بن عيينة قال يعلى بن عطاء ثنا أبو الزبير وكان من أكمل الناس عقلا وأحفظهم قال عطاء بن أبي رباح كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا فكان أبو الزبير أحفظنا للحديث وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا يحتج به، وكان أيوب يقول: أخبرنا أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير قال أحمد بن حنبل: يعني يضعفه بذلك. وقال غير واحد هو مدلس فإذا صرح بالسماع فهو حجة. وأخرج له البخاري مقرونا بآخر وحديثه عن عائشة في صحيح مسلم وما أراه لقيها قال الفلاس وغيره مات في سنة ثمان وعشرين ومائة.
114-19/4 ع
محمد بن المنكدر
بن عبد الله بن الهدير الإمام شيخ الإسلام أبوعبد الله القرشي التيمي المدني أخو أبي بكر وعمر: سمع أبا هريرة وابن عباس وجابرا وأنسا وسعيد بن المسيب وطائفة سواهم وعنه ابنه المنكدر وشعبة ومعمر وروح بن القاسم والسفيانان ومالك وخلق. قال ابن عيينة: كان من معادن الصدق، يجتمع إليه الصالحون. وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ. وقال البخاري: سمع من عائشة. وقال مالك: كان سيد القراء. قلت مجمع على ثقته وتقدمه في العلم والعمل وهو من طبقة عطاء لكنه تأخر موته قيل: إنه تهجد ليلة فاشتد بكاؤه فسأله إخوانه فقال: تلوت هذه الآية: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون}.
وقيل: إنه لما احتضر جزع كثيرا وقال: أخشى هذه الآية أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. قال ابن عيينة: كان لابن المنكدر جار مبتلى فكان محمد إذا رفع جاره صوته بالبلاء رفع صوته بالحمد وعن ابن المنكدر قال كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت قرأت على أبي الفضل الأسدي عن ابن خليل قراءة أن أبا المكارم المعدل أخبره أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم أنا أبو علي الصواف أنا أبو إسماعيل الترمذي أنا عبد العزيز الأويسي أنا مالك قال: كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي قال الواقدي توفي سنة ثلاثين ومائة.
115-20/4 ع
يحيى بن أبي كثير
الإمام أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي أحد الأعلام: روايته عن أبي أمامة الباهلي في صحيح مسلم وروايته عن أنس في صحيح النسائي وذلك مرسل وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي قلابة وعمران بن حطان وهلال بن أبي ميمونة وطائفة وعنه ابنه عبد الله وعكرمة بن عمار ومعمر وهشام الدستوائي والأوزاعي وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد وأيوب بن عتبة وخلق كثير، قال شعبة: هو أحسن حديثا من الزهري. وقال أحمد بن حنبل: إذا خالفه الزهري فالقول قول يحيى. وقال أبو حاتم ثقة إمام لا يروي إلا عن ثقة وروى وهيب عن أيوب السختياني قال ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير وقد روى أن يحيى امتحن وضرب وحلق لكونه انتقص بني أمية قال جماعة: إنه توفي سنة تسع وعشرين ومائة. [2] أخبرنا أبو الحسن العلوي أخبرنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر المخلص أنا يحيى بن محمد أنا محمد بن عبد الرحمن المقرئ أنا أيوب بن النجار أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي- ﷺ -قال: "حاج آدم موسى فقال أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم فقال يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه تلومني على أمر كتبه الله علي أو قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة " قال رسول الله ﷺ: "فحج آدم موسى" [3]
116-21/4 ع
يزيد بن أبي حبيب
الإمام الكبير أبو رجاء الأزدي مولاهم المصري الفقيه: عن عبد الله بن الحارث الزبيدي وأبي الطفيل وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وخلق كثير من التابعين القدماء حدث عنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب ومحمد بن إسحاق والليث وخلق. قال أبو سعيد بن يونس كان مفتي أهل مصر وكان حليما عاقلا وهو أول من أظهر العلم بمصر والمسائل والحلال والحرام وقبل ذلك كانوا يحدثون في الترغيب والملاحم والفتن.
وقال الليث بن سعد يزيد عالمنا وسيدنا يقال إنه ولد في خلافة معاوية وقيل: إن يزيد أحد ثلاثة جعل عمر بن عبد العزيز الفتيا إليهم بمصر وعن ابن لهيعة قال: كان أسود نوبيا ولد سنة ثلاث وخمسين سمعته يقول: كان أبي من أهل دمقلة ونشأت بمصر وهم علوية يعني شيعة فقلبتهم عثمانية.
وقال الليث: أخبرنا بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا البلاد: كانت البيعة إذا جاءت الخليفة هما أول من يبايع. وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة. وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث أيهما أفضل؟ يزيد أو عبيد الله بن أبي جعفر؟ فقال: لو جعلا في ميزان ما رجح أحدهما. قال ابن لهيعة: مرض يزيد فعاده الحوثرة بن سهيل أمير مصر فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في الثوب وفيه دم البراغيث فحول وجهه ولم يكلمه، وقال: فنظر إليه يزيد وقال: تقتل كل يوم خلقا وتسألني عن دم البراغيث، روى الليث عن يزيد أنه سمع بن جزء يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة ".
وعن يزيد قال: لا أدع أخا لي يغضب علي مرتين، بل انظر الأمر الذي يكره فأدعه. سعيد بن عفير أبو خالد المرادي أن زبان بن عبد العزيز أرسل إلى يزيد ائتني لأسألك عن شيء من العلم فأرسل إليه: بل أنت فأتنى فإن مجيئك إلى زين لك ومجيئي إليك شين عليك. قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل على يزيد بن أبي حبيب لزم بيته. قلت كان حجة حافظًا للحديث مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
117-22/4 ع
أيوب بن أبي تميمة كيسان
الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الأعلام: كان من الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة وعنه شعبة ومعمر والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير. قال ابن المديني: له نحو ثمانمائة حديث. وقال شعبة: كان أيوب سيد العلماء.
وقال بن عيينة: لم ألق مثله وقال حماد بن زيد: هو أفضل من جالست وأشده اتباعا للسنة وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان أنه سمع الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة. قال بن عون: لما مات محمد بن سيرين قلنا: من ثم قلنا أيوب. قال بن سعد: كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا. وقال أبو حاتم ثقة لا يسأل عن مثله. وروى جرير الضبي عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء. وقال هشام بن عروة: لم أر بالبصرة مثل أيوب.
وقال إسحاق بن محمد الفروي سمعت مالكا يقول: كنا ندخل على أيوب فإذا ذكرنا له حديث النبي ﷺ بكى حتى نرحمه. وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة. قال وهيب سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل. وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة قال: اللهم أنسه ذكرى وكان يقول: ليتق الله رجل، وإن زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس. وكان أيوب يخفي زهده.
سعيد بن عامر الضبعي عن سلام قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله ويخفى ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. ابن مهدي أنا حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا؟ يعني الرأي قال: قيل للحمار: ألا تجتر؟ قال أكره مضغ الباطل.
وقال حماد: ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الناس من أيوب قال ابن عقيل في شمائل الزهاد: أنا محمد بن إبراهيم أنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول: كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش وخافوا فقال أيوب: تكتمون علي قالوا: نعم فدور دائرة ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال، ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا فقال حدثني عبد الواحد بن زياد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها.
عن النظر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال؛ تستر علي؟ فقلت: نعم فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي، مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة في الطاعون وله ثلاث وستون سنة.
118-23/4 ع
زيد بن أسلم
الإمام أبو عبد الله العمري المدني الفقيه: عن مولاه عبد الله بن عمر وسلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعطاء بن يسار وعلي بن الحسين وعدة وعنه مالك وهشام بن سعد والسفيانان وعبد العزيز الدراوردي وخلق.
وكان له حلقة للعلم بمسجد النبي ﷺ قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا. وكان أبو حازم يقول: لا أراني الله يوم زيد. إنه لم يبق أحد أرضى لديني ونفسي منه فأتاه نعي زيد فعقر فما شهده قال البخاري كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلم في ذلك فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه قلت ولزيد تفسير يرويه عنه ولده عبد الرحمن وكان من العلماء الأبرار قال مالك: قال ابن عجلان: ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم. وقال ابن معين: لم يسمع زيد من أبي هريرة ولا من جابر. مات زيد سنة ست وثلاثين ومائة.
119-24/4 ع
أبو حازم سلمة بن دينار
المخزومي مولاهم المدني الأعرج الأفزر التمار القاص الواعظ الزاهد عالم المدينة وقاصها أو شيخها: سمع سهل بن سعد الساعدي وسعيد بن المسيب والنعمان بن أبي عياش وأبا صالح السمان وعدة وعنه مالك والسفيانان والحمادان وأبو ضمرة وخلق قال ابن خزيمة: لم يكن في زمانه أحد مثله، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم، روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: كل عمل تركه الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت قال أبو غسان محمد بن مطرف أخبرنا أبو حازم قال لا يحسن عبد فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور ما بينه وبين الله إلا أعور الله في ما بينه وبين العباد لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها وقال الخليفة هشام لأبي حازم ما النجاة من هذا الأمر؟ يعني الملك قال: هين، لا تأخذن شيئًا إلا من حله ولا تضعه إلا في حقه قال هذا حسن لمن أيده الله بالسلامة من الهوى وكان فقيه النفس، مناقب أبي حازم كثيرة وكان ثقة فقيها ثبتا كثير العلم كبير القدر، وكان فارسيا وأمه رومية، أرخ جماعة موته في سنة أربعين ومائة
120-25/4 ع
صفوان بن سليم
الإمام أبو عبد الله وقيل أبو الحارث الزهري مولاهم المدني الفقيه: روى عن بن عمر وجابر بن عبد الله وأنس وسعيد بن المسيب ومولاه حميد بن عبد الرحمن وعدة، وعنه بن جريج ومالك والسفيانان وإبراهيم بن سعد وأبو ضمرة وخلق، وكان ثقة حجة من أعلام الهدى. قال أبو ضمرة رأيته ولو قيل له الساعة غدا ما كان عنده مزيد عمل، وقال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله تعالى يستنزل بذكره القطر وعن ابن عيينة قال: حلف صفوان ألا يضع جنبه على الأرض حتى يلقى الله، مكث على هذا ثلاثين عاما فمات، وإنه لجالس، وقيل: إن جبهته ثقبت من كثرة السجود، قال إسحاق الفروي عن مالك قال: كان صفوان يصلي في الشتاء على السطح وفي الصيف في البيت يتيقظ بالحر والبرد وإنه لترم رجلاه حتى يسقط ، اتفقوا على موت صفوان سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
121-26/4 ع
أبو الزناد
فقيه المدينة أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدني: سمع أنس بن مالك وأبا أمامة أسعد بن سهل بن حنيف وعبد الله بن جعفر وسعيد بن المسيب وهو رواية عبد الرحمن الأعرج. حدث عنه مالك وشعيب بن أبي حمزة والليث والسفيانان وابنه عبد الرحمن وخلق، قال الليث بن سعد: رأيت خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف قال: ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة الرأي، وقال: أبو حنيفة رأيت ربيعة وأبا الزناد، وأبو الزناد أفقه الرجلين، وقال أحمد: هو أعلم من ربيعة، قال: وكان سفيان يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، وقال مصعب الزبيري: هو كان فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتابة وحساب وفد على هشام بحساب ديوان المدينة وكان يعاند ربيعة، قال إبراهيم بن المنذر: هو كان سبب جلد ربيعة فولى بعد أمير فطين على أبي الزناد بيتا فشفع فيه ربيعة، قلت: وثقه جماعة، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين وقع لي أحاديث من عواليه .
122-27/4م
العلاء بن عبد الرحمن
مولى الحرقة: حافظ ذكر في الممتع.
123-28/4 ع
عبد الملك بن عمير
الإمام أبو عمرو اللخمي الكوفي: حدث عن جابر بن سمرة وجندب بن عبد الله وعدي بن حاتم وابن الزبير وربعي بن حراش وخلق، وعنه زائدة والسفيانان وإسرائيل وعبيدة بن حميد وزياد البكائي وآخرون ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الأعلام، قال النسائي وغيره: ليس به بأس، واحتج به الشيخان، وقال أبو حاتم: ليس بحافظ. وقال يحيى بن معين: هو مختلط، قلت: ما اختلط الرجل ولكنه تغير تغير الكبر، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه، عاش أزيد من مائة عام. مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بلا نزاع وقع لي من عواليه.
124-29/4 ع
سعد بن إبراهيم الزهري
[4]
125-30/4 ع
عبيد الله بن أبي جعفر
الإمام أبو بكر الليثي مولاهم المصري المغربي الأب الفقيه القدوة: سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر وعطاء بن أبي رباح وطائفة. قال بن يونس: كان عالما زاهدًا عابدًا ولد سنة ستين. وقال أبو حاتم: هو ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب. قلت: حدث عنه حيوة بن شريح وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وآخرون. وقال ابن سعد: كان ثقة في زمانه ومن كلام عبيد الله قال: إذا حدث المرء فأعجبه الحديث فليمسك، وإن كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدث. قال سليمان بن أبي داود: ما رأت عيني عالمًا زاهدًا إلا عبيد الله بن أبي جعفر.
مات سنة ست وقيل سنة اثنتين ومائة. [5]
126-31/4 ع
يزيد بن الهاد
يحفظ ذكر في الممتع. [6]
127-32/4 ع
عوف الأعرابي
كذلك.
128-33/م 4
سهيل بن أبي صالح
في عداد الحفاظ [7]
129-34/4 ع
أشعث الحمراني
كذلك. [8]
130-35/4 ع
يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو
الحافظ شيخ الإسلام أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني قاضي المدينة ثم قاضي القضاة للمنصور: حدث عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وخلق، وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن المبارك ويحيى القطان وأمم سواهم. قال أيوب السختياني: ما تركت بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: هو مقدم على الزهري، اختلف على الزهري ولم يختلف عليه. وقال الثوري: كان من الحفاظ. وقال أبو حاتم ثقة يوازي الزهري وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثمائة حديث وقال العجلي: ثقة فقيه رجل صالح وقال ابن المديني: كنيته أبو نصر.
قال إبراهيم الحزامي حدثني يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فجاء كتاب المنصور بالقضاء فوكلني بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا فلما قدم العراق كتب إلي أنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصا شيئا والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فاسأل ربيعة واكتب إلي بما يقول واكتم هذا قال سليمان: ولما سار خرجت أشيعه فاستقبلته جنارة فتغيرت فقال: يا أبا محمد كأنك تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك، قال: والله لئن صدق طيرك لينعشن أمري قال فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب خيرًا جعفر بن عون أخبرنا يحيى بن سعيد قال: رأيت ابن عمر رافعًا يديه إلى منكبيه عند القاص، وقال حماد بن زيد: انتسب يحيى بن سعيد فقال: أنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل، قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس، وقال على بن مسهر: سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري عارم، أخبرنا حماد عن هشام بن عروة قال: لم أسمعه من أبي ولكن حدثني عنه العدل الرضى الأمين يحيى بن سعيد.
قال وهيب: قدمت المدينة فلم ألقَ بها أحدًا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك. قال يحيى بن أيوب المقابري حدثني أبو عيسى وغيره أن قومًا كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد قاضي أبي جعفر فكتب إليه يحيى أن يحضر فأتوا المسيب بكتابه فانتهرهم وتمنع فأتوا يحيى فأخبروه فقام مغضبا يريد المسيب فوافقه وقد ركب بين يديه نحو المائتين من الخشابة، فلما رأوا يحيى أفرجوا له فأتي المسيب فأخذ بحمائل سيفه وروى به إلى الأرض ثم نزل عليه يحيى يخنقه قال فما خلص حمائل السيف من يده إلا أبو جعفر المنصور بنفسه.
قال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخًا أنبل من يحيى بن سعيد. وقال حماد بن زيد: كان يحيى بن سعيد يقول: في مجلسه اللهم سلم سلم. وقال يحيى كان عبيد الله بن عدي بن الخيار يقول في مجلسه: اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا. يحيى بن بكير أنا الليث عن يحيى بن سعيد قال: أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون فيحلل هذا ويحرم هذا فلا يعيب هذا على هذا ولا هذا على هذا وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل فإذا فتح له بابها قال: ما أهون هذه، قال يعقوب بن كاسب: حدثني بعض أهل العلم قال: سمعت صائحا يصيح بمكة في أيام مروان بن محمد: لا يفتي الحاج إلا يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمرو ومالك بن أنس.
قال سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول: ليس لأحد عندي كتاب ولو كان لسرني أن يكون ليحيى بن سعيد الأنصاري. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول: سمعت محمد بن أحمد بن المقدام يقول: سمعت أبا سعيد الحنفي سمعت يزيد بن هارون يقول: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثة آلاف حديث فمرضت فنسيت نصفها.
مات بالهاشمية في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
131-36/4 ع
زيد بن أبي أنيسة
الحافظ الإمام أبو أسامة الرهاوي أحد الأثبات: روى عن سعيد المقبري وشهر بن حوشب والحكم وطلحة بن مصرف ونعيم المجمر وطائفة سمع أيضا من المنهال بن عمرو ونافع العمري وشرحبيل بن سعد وعطاء بن أبي رباح وينزل إلى ابن عجلان ومالك حدث عنه أبو حنيفة ومسعر ومالك وعبيد الله بن عمر وخالد بن أبي يزيد وطائفة مات شابا لم يكتهل ولو عاش لكان له شأن، حديثه في الكتب الستة مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائة بالجزيرة، وهو من طبقة الأوزاعي قدمته لتقدم وفاته .
132-37/4 ع
عبد الكريم بن مالك الجزري
الحافظ الفقيه أبو سعيد الحراني من موالي بني أمية: حدث عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاوس ومقسم وعدة، وعنه معمر وسفيان ومالك وسفيان بن عيينة وغيرهم وثقه النسائي وغيره ووصف بالحفظ مات سنة سبع وعشرين ومائة.
فأما عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية فشيخ بصري مؤدب ليس بقوي الحديث روى عن أنس بن مالك ومجاهد وسعيد بن جبير حدث عنه السفيانان وحماد بن سلمة ومالك وغيرهم وكان فقيهًا مرجئًا. وهو من طبقة سمية فذكرته معه للتمييز.
133-38/4 م 4
علي بن زيد بن جدعان
الإمام أبو الحسن التيمي القرشي البصري الأعمى عالم البصرة: عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي وعروة بن الزبير وخلق، وعنه قتادة وشعبة والسفيانان والحمادان وعبد الوارث وإسماعيل بن علية: ولد أعمى وهو من أوعية العلم وفيه تشيع. قال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي. وقال أحمد ويحيى: ضعيف وقال الترمذي: صدوق ربما رفع الموقوف. قال منصور بن زاذان قلنا لعلي بن زيد لما مات الحسن: اجلس موضعه. قلت: لم يحتج به الشيخان لكن قرنه مسلم بغيره ومات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل سنة إحدى وثلاثين ومائة .
134-39/4 ع
منصور بن زاذان
الثقفي مولاهم الواسطي الإمام أحد الأعلام: عن أنس بن مالك وأبي العالية الرياحي والحسن ومحمد وعطاء وخلق، وعنه شعبة وهشيم وأبو عوانة وخلف بن خليفة وآخرون وكان ثقة حجة صالحًا متعبدًا كبير الشأن. قال هشيم كان لو قيل له: ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب. قال يحيى بن أبي كثير: حدثنا شعبة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان في ما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن في الركعة الأولى وبلغ في الثانية إلى النحل.
وروى نحوها مخلد بن الحسين عن هشام فإسنادها صحيح وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات، والأشر والبطر يزيد في السيئات. قال عباد بن العوام شهدت جنازة منصور بن زاذان فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام قلت: كنيته أبو المغيرة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
135-40/4 ع
منصور بن المعتمر
الإمام الحافظ الحجة أبو عتاب منصور السلمي الكوفي أحد الأعلام: لا أحفظ له شيئا عن الصحابة. وحدث عن أبي وائل وربعي بن حراش وإبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي وأبي حازم الأشجعي وطبقتهم وعن شعبة وشيبان والسفيانان وشريك وفضيل بن عياض وخلق كثير. حكى عنه شعبة قال: ما كتبت حديثا قط. وقال ابن مهدي لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه قال: فتقول له أمه: أقتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت نفسي، أخذه يوسف بن عمر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيده ثم خلى عنه، قال أحمد البجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة، لا يختلف فيه أحد صالح متعبد، أكره على القضاء فقضى شهرين، قال: وفيه تشيع قليل وكان قد عمش من البكاء قالت فتاة يا أبت الإسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي الليل وقد مات قال الثوري: لو رأيت منصورا يصلي لقلت يموت الساعة قال ابن عيينة: رأيت منصورا فقلت ما فعل الله بك قال كدت أن ألقى الله بعمل نبي.
قلت: مات في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
136-41/4 ع
مغيرة بن مقسم
الفقيه الحافظ أبو هشام الضبي مولاهم الكوفي الأعمى: ولد أعمى وكان عجبًا في الذكاء حدث عن أبي وائل والشعبي وإبراهيم النخعي ومجاهد وعدة وعنه شعبة والثوري وزائدة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وابن فضيل وهشيم وخلق. قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان. وروى جرير عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته وضعف أحمد روايته عن إبراهيم فقط، وقال: ذكي حافظ صاحب سنة وقال أحمد العجلي: ثقة يرسل عن إبراهيم فإذا وقف ممن سمعه يخبرهم، وكان من فقهاء أصحاب إبراهيم وكان عثمانيا ويحمل على علي بعض الحمل. [9]
137-42/4 ع
حصين بن عبد الرحمن السلمي
الحافظ أبو الهذيل بن عم منصور بن المعتمر: حدث عن جابر بن سمرة وعمارة بن رويبة وابن أبي ليلى وأبي وائل وزيد بن وهب وعدة، وعنه شعبة والثوري وأبو عوانة وعبثر وعلي بن عاصم وآخرون وكان ثقة حجة حافظا عالي الإسناد قال أحمد: حصين ثقة مأمون من كبار أصحاب الحديث، عاش ثلاثا وتسعين سنة؟ مات سنة ست وثلاثين ومائة.
138-43/4 ع
هشام بن عروة
بن الزبير بن العوام الإمام الحافظ الحجة أبوالمنذر القرشي الزبيري المدني الفقيه.
حدث عن عمه ابن الزبير وأبيه وزوجته فاطمة بنت المنذر وأبي سلمة بن عبد الرحمن وطائفة. وعنه شعبة وأيوب ومالك والسفيانان والحمادان وابن نمير ويحيى القطان وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى وخلق. قال هشام: مسح ابن عمر برأسي ودعا لي. قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين. وقال ابن سعد: كان هشام ثقة ثبتًا كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام في الحديث.
أخبرنا محمود بن محمد الزاهد سنة خمس وتسعين أخبرنا يوسف بن خليل أنا مسعود بن أبي منصور ح وأنبأني ابن سلامة عن مسعود أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا فاروق بن عبد الكبير أنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية أنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت وأظن لو تكلمت تصدقت فهل لها من أجر أن تصدقت عنها قال: نعم، قال يعقوب بن شيبة: هشام بن عروة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية فأنكر عليه ذلك أهل بلده فإنه كان لا يحدث عن أبيه إلا ما سمعه منه ثم تسهل فكان يرسل عن أبيه، قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين هشام أحب إليك أو الزهري، فقال: كلاهما ولم يفضل.
قالوا: توفي هشام ببغداد في سنة ست وأربعين ومائة وله ثمانون سنة .
139-44/4 ع
يونس بن عبيد
الإمام القدوة الحجة أبو عبد الله العبدي مولاهم البصري الحافظ: رأى أنسا وسمع الحسن وابن سيرين وعطاء وإبراهيم التيمي وحميد بن هلال وزياد بن جبير ونافع العمرى وعدة؟ وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وعبد الوارث وبشر بن المفضل وهشيم وابن علية وكان أحد الأئمة الأعلام الورعين كان يقول ما كتبت شيئًا قط. قال أبو حاتم: هو أكبر من سليمان التيمي، ولا يبلغ التيمي منزلة يونس. وقال سعيد بن عامر: ما رأيت رجلا قط أفضل من يونس بن عبيد، وأهل البصرة على ذا. قال حماد بن زيد: مرض يونس بن عبيد فقال أيوب ما في العيش بعدك خير.
وقال أمية بن بسطام جاءت يونس امرأة بجبة خز فقال: بكم هي؟ قالت: بخمسائة، قال هو خير من ذاك، قالت: بست مائة، قال هي خير من ذاك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفا وقال النضر بن شميل: غلا الخز وكان يونس بن عبيد خزازًا فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفًا فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه: هل كنت علمت أن المتاع كان قد غلا بأرض كذا وكذا ولو علمت لبعت ثم قال هلم إلى مالي فرد عليه الثلاثين الألف. وعن هشام بن حسان قال: ما رأيت أحدا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر حدثنا محمد بن عبد الرحمن أنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ سنة ست وسبعين وثلاث مائة أنا أبو عروبة الحراني أنا محمد بن عباد بن آدم أنا عبد الوهاب عن يونس عن الحسن عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "لا يسترعي الله عبدًا رعية فيموت وهو لها غاش إلا حرم الله عليه الجنة" هذا حديث جيد الإسناد ولم يخرجه أرباب الكتب الستة ومحمد هذا من مشيخة ابن ماجه. قال معاذ بن معاذ: في سنة تسع وثلاثين ومائة صليت على يونس بن عبيد .
140-45/4م ع
داود بن أبي هند
الإمام الثبت أبو محمد البصري: رأى أنس بن مالك وروى عن أبي العالية وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي والشعبي وعكرمة. وعنه شعبة والحمادان وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وكان من حفاظ أهل البصرة ومفتيهم حديثه في الكتب الستة لكن في البخاري استشهادًا قال يزيد بن زريع: كان مفتي أهل البصرة.
يحيى بن الفضل الخرقي أنا سعيد بن عامر الضبعي قال: قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان القدري فقال: أريد أن أسألك عن مسائل. قلت: سل عن خمسين وأسألك عن ثنتين قال: سل. قلت: ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، فقلت: أخبرني عن العقل هو شيء مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء ترك أو هو شيء مقسوم بينهم؟ فمضى ولم يجبني. قلت: انقطع فكذلك قسم الله الإيمان والأديان ولا قوة إلا بالله.
وقال ابن عدي: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله كان خزازا كان يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا ويفطر معهم وقال لنا يوما يا فتيان أخبركم لعل الله أن ينفعكم كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى البيت حلفت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتى ذلك المكان فإذا بلغته حلفت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل قيل مولد داود سنة خمسين ومات في أول سنة أربعين ومائة راجعا من الحج وكان رأسا في العلم والعمل.
قرأت على إسحاق الأسدي أخبرنا بن خليل أنا بن اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا محمد بن أحمد بن الحسن وغيره قالوا أنا بشر بن موسى أنا هوذة أنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال: تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فتقتلها أولى الطائفتين بالحق.
رواه أيضا داود بن أبي هند عن أبي نضرة مثله وقرأت على طاهر بن عبد الله بن عمر العجمي بمصر أخبركم بن خليل أنا مسعود الجمال، وأنبأني أحمد بن سلامة عن الجمال أنا الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم أنا بن خلاد ومحمد بن مخلد قالا ثنا الحارث بن أبي أسلمة أنا يزيد أنا داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة قال قال رسول الله ﷺ: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا وإن أبعدكم مني مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون" 2. رواه وهيب وجماعة عن داود ورواته ثقات لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة.
141-46/4 ع
موسى بن عقبة
الأسدي المدني الحافظ مولى آل الزبير بن العوام: عن أم خالد بنت خالد الصحابية وعروة وسالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وطائفة وصنف المغازي حدث عنه ابن جريج ومالك وابن عيينة وحاتم بن إسماعيل وابن المبارك وأبو ضمرة ومحمد بن فليح وخلق. قال الواقدي كان موسى مفتيا فقيها. وقال أبو حاتم صالح وقال أحمد بن حنبل عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة قرأت مغازي موسى بالمزة على أبي نصر الفارسي وكان وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة .
142-47/4 ع
صالح بن كيسان
الحافظ: أحد علماء المدينة وكان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز رأى عبد الله بن عمر ولم يسمع منه وحدث عن عروة بن الزبير ونافع وسالم ونافع مولى أبي قتادة وعبيد الله بن عبد الله والزهري وجماعة وكان رفيق الزهري في طلب العلم وإنما طلب في الكهولة حدث عنه بن جريج ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد فأكثر وسفيان بن عيينة سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ ويقال إنه جاوز المائة. قال الواقدي: مات بعد أربعين ومائة .
143-48/4 ع
خالد الحذاء
هو الحافظ الثبت أبو المنازل خالد بن مهران البصري محدث البصرة ولم يكن حذاء بل كان يجلس عندهم حدث عن عبد الله بن شقيق وأبي عثمان النهدي وعكرمة وعبد الرحمن بن أبي بكرة وحفصة بنت سيرين وأخيها محمد وطائفة وعنه محمد بن سيرين شيخه وشعبة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق الفزاري وإسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة وخلق آخرهم وفاة عبد الوهاب بن عطاء وثقه أحمد بن حنبل وابن معين واحتج به أصحاب الصحاح وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: مات سنة إحدى أو سنة اثنتين وأربعين ومائة .
144-49/4 ع
عاصم بن سليمان
الحافظ أبو عبد الرحمن البصري الأحول قاضي المدائن: حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك والشعبي وأبي العالية ومعاذة العدوية وخلق وعنه قتادة وشعبة وابن المبارك وأبو معاوية ويزيد بن هارون وخلق سواهم. وثقه على بن المديني وغيره وكان حافظا مكثرا وفي حفظه شيء لا يضر وحديثه في كتب الأئمة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا بن البناء أنا على بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال دمعت عينا رسول الله ﷺ حين أتى بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن فقال له قيس بن عبادة تبكي وقد نهيت عن البكاء فقال "إنما هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة .
وقال سفيان الثوري: حفاظ الناس أربعة إسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الملك بن أبي سليمان وأبى أن يجعل الأعمش معهم رحمهم الله قال أبو الربيع الزهراني حدثنا محمد بن عباد أنا أبي قال ربما كان عاصم الأحول صائما فيفطر فإذا صلى العشاء تنحى فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر.
145-50/4 ع
سليمان التيمي
الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي: مولاهم البصري لم يكن تيميا بل نزل فيهم سمع أنس بن مالك وأبا عثمان النهدي وطاوسا والحسن وعدة وعنه شعبة والسفيانان وابن المبارك ويزيد بن هارون والأنصاري وهوذة بن خليفة وخلق قال شعبة ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي كان إذا حدث عن رسول الله ﷺ تغير لونه وقال معتمر مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء وعاش سبعا وتسعين سنة.
قلت: له نحو من مائتي حديث وكان عابد البصرة وعالمها. قال يحيى القطان: ما رأيت أخوف لله منه. وقال بن المبارك عن سفيان. قال حفاظ البصريين ثلاثة: سليمان التيمي، وعاصم الأحول وداود بن أبي هند، وعاصم أحفظهم. وقال جرير: لم ير سليمان التيمي ساعة قط إلا تصدق بشيء فإن لم يكن صلى ركعتين. وقال خالد بن الحارث: قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح الله في كل سجدة سبعين تسبيحة. وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا كنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: ثنا الأنصاري قال: كان عامة الدهر سليمان التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ويصوم الدهر.
قال يحيى القطان: كان سفيان لا يقدم على سليمان التيمي أحدا من البصريين. وذكر مردويه عبد الصمد عن فضيل بن عياض قال قيل لسليمان التيمي أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا ما أدري ما يبدو لي من ربي سمعت الله يقول: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} قال رقبة بن مصقلة: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي. وروى سعيد بن الكزبري عن سعيد بن عامر قال: مرض سليمان التيمي فبكى فقيل: ما يبكيك؟ قال: مررت على قدري، فسلمت عليه فأخاف الحساب عليه. أنبئت عن أبي المكارم الأصبهاني أنا أبو علي أنا أبو نعيم نا أبو الشيخ نا إسحاق بن أحمد نا سعيد بن عيسى سمعت مهدي بن هلال يقول أتيت سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وكان لا يحدث أحدا حتى يمتحنه فيقول له: الزنا بقدر؛ فإن قال: نعم استحلفه فإن حلف حدثه خمسة أحاديث.
مات التيمي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة .
146-51/4 ع
حميد الطويل
الحافظ المحدث الثقة أبو عبيدة بن أبي حميد تيرويه البصري أحد مشيخة الأثر: سمع أنس بن مالك وعبد الله بن شقيق والحسن وعكرمة وابن أبي مليكة وبكر بن عبد الله وجماعة وعنه شعبة ومالك وسفيان والحمادان وابن علية ويحيى القطان والأنصاري وخلق كثير. قال حماد بن سلمة: لم يدع حميد لثابت البناني علما إلا وعاه عنه وسمعه منه وعامة ما يرويه عن أنس سمعه من ثابت. قلت: قد صرح بالسماع من أنس بن مالك في شيء كثير. وقيل: بل سمع منه بضعة وعشرين حديثا، وباقي ذلك يدلسه عنه. قال الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل ولكن طويل اليدين. وقيل: بل كان في جيرانه رجل قصير اسمه حميد فقالوا: حميد الطويل؛ ليتميز من القصير. وكان قائما يصلي فمات فجأة في آخر سنة اثنين وأربعين ومائة وقع لي من عواليه بإجازة. قال معاذ بن معاذ: كان حميد الطويل قائما يصلي فمات فذكروه لابن عون وجعلوا يذكرون من فضله فقال: احتاج حميد إلى ما قدم وعن يونس قال: أكثر الله فينا مثل حميد.
147-52/4 ع
أبو إسحاق الشيباني
الإمام سليمان بن فيروز الكوفي الحافظ مولى بني شيبان: حدث عن عبد الله بن أبي أوفى وابن شداد وزر بن حبيش والشعبي والنخعي وعكرمة وطائفة، حدث عنه شعبة وسفيان وجرير بن عبد الحميد وعلي بن مسهر وابن عيينة وجعفر بن عون وآخرون. متفق على ثقته. وقد حدث عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي. قال الفلاس: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو معاوية: سنة تسع وثلاثين وقيل مات سنة إحدى وأربعين ومائة أو في التي بعدها .
148-53/4 ع
إسماعيل بن أبي خالد
الإمام الحافظ أبو عبد الله البجلي الأحمسي مولاهم الكوفي أحد الأعلام: سمع بن أبي أوفى وأبا جحيفة السوائي وطارق بن شهاب وقيس بن أبي حازم وعمرو بن حريث وزر بن حبيش وعدة، حدث عنه شعبة والسفيانان وأبو أسامة ويزيد بن هارون وابن نمير ويحيى القطان ويعلى بن عبيد وخلق. وكان حجة متقنا مكثرا عالما وكان طحانا. قال أبو إسحاق السبيعي: إسماعيل شرب العلم شربا. روى مجالد عن الشعبي قال: إسماعيل هذا يزدرد العلم ازدرادا. وعن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة فذكر منهم إسماعيل. قلت: وقع لنا من عواليه وكان من العلماء العاملين، مات في سنة خمس وأربعين ومائة وقيل سنة ست . عواليه من الغيلانيات وجزء محمد بن عاصم وجزء الجابري.
149-54/4 ع
الأعمش
الحافظ الثقة شيخ الإسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي: أصله من بلاد الري رأى أنس بن مالك وحفظ عنه وروى عن بن أبي أوفى وعكرمة وأبي وائل وزر وأبي عمرو الشيباني والمعرور بن سويد وإبراهيم النخعي وخلق كثير، وعنه شعبة والسفيانان وزائدة ووكيع وعبيد الله بن موسى ويعلى بن عبيد وأبو نعيم وخلائق. قال بن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض وقال الفلاس: كان الأعمش يسمى المصحف؛ من صدقه. وقال يحيى القطان: الأعمش علامة الإسلام. وقال الحربي: ما خلف الأعمش أعبد منه لله. وقال وكيع: بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، سيرة الأعمش يطول شرحها وهي مذكورة في تاريخي الكبير وفي طبقات القراء ويقع عواليه في صحيح البخاري وفي جزء بن عرفة؛ وابن الفرات والغيلانيات، وكان رأسا في العلم النافع والعلم الصالح، توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وله سبع وثمانون سنة .
150-55/4 ع
الجريري
الحافظ الحجة أبو مسعود سعيد بن إياس البصري.
حدث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة وعبد الله بن شقيق وعبد الله بن بريدة وغيرهم؛ وعنه شعبة والثوري والحمادان وابن المبارك وبشر بن المفضل وابن علية وأبو أسامة ويزيد بن هارون وآخرون. قال أحمد بن حنبل: هو محدث أهل البصرة. وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته وثقه جماعة. وقال أحمد بن حنبل: سألت بن علية أكان الجريري اختلط؛ فقال: لا كبر الشيخ فرق. وأما بن أبي عدي فقال: لا نكذب الله؛ سمعنا من الجريري وهو مختلط. وأما يزيد فقال: دخلت البصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة فسمعت من الجريري ولم ننكر منه شيئا. قلت: مات سنة أربع وأربعين ومائة .
151-56/4 ع
عبد الملك بن أبي سليمان
العرزمي الكوفي الحافظ الكبير: حدث عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وطائفة، وعنه جرير الضبي وإسحاق الأزرق وحفص بن غياث ويحيى القطان وابن نمير وعبد الرزاق وخلق، وكان من الحفاظ الأثبات. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك. وقال أحمد بن حنبل: ثقة وكذا وثقه النسائي. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. توفي سنة خمس وأربعين ومائة وقد شاخ .
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي أنا نصر بن جزء نا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو البقاء المعمر بن محمد أنا زيد بن جعفر العلوي أنا محمد بن علي الشيباني أنا أحمد بن حازم الغفاري أنا يعلى بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا فيها". [10]
152-57/4 ع
ابن عون
الإمام شيخ أهل البصرة أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري الحافظ: حدث عن سعيد بن جبير وأبي وائل وإبراهيم النخعي وعطاء ومجاهد والشعبي والحسن والقاسم بن محمد وخلق، وعنه حماد بن زيد وإسماعيل بن علية وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وأبو عاصم الأنصاري ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالعراق أعلم بالسنة من بن عون. وقال قرة: كنا نعجب من ورع بن سيرين فأنساناه ابن عون. وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس. وقال هشام بن حسان: لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون. وقال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره. وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس. وقال ابن معين: ثقة في كل شيء. وقال بكار السيريني: كان ابن عون يصوم يوما ويفطر يوما، وصحبته دهرا وكان طيب الريح لين الكسوة يختم كل أسبوع وكان يغزو ويركب الخيل. بارز مرة علجا فقتله، وكان إذا جاء إخوانه كأن على رءوسهم الطير لهم خضوع وخشوع.
قلت: لابن عون جلالة عجيبة ووقع في النفوس؛ لأنه كان إماما في العلم رأسا في التأله والعبادة حافظا لأنفاسه كبير الشأن. مات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة ؛ قاله جماعة ويقع حديثه عاليا لأصحاب ابن طبرزد والكندي.
153-58/4 ع
ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ
الإمام أبو عثمان التيمي المدني الفقيه مولى آل المنكدر: روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد، وعنه سفيان ومالك والأوزاعي وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وأبو ضمرة أنس بن عياض وخلق. وكان إماما حافظا فقيها مجتهدا بصيرا بالرأي ولذلك يقال له: ربيعة الراي. أخباره مستوفاة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد قال الخطيب: كان فقيها عالما حافظا للفقه والحديث. ابن وهب قال: حدثني بن زيد قال: مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار إلى أن جالس القوم فنطق بلب وعقل. وقال الليث: عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة. وقال معاذ بن معاذ: سمعت سواء بن عبد الله القاضي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي، قلت: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين. وعن ابن وهب أن ربيعة كان من الأجواد أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار. قال أحمد بن حنبل: ربيعة ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ وجماعة قالوا: أخبرنا بن اللتي أنا أبو الوقت أنا بيبي أنا بن أبي شريح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا يعيش بن الجهم قرأت على أبي ضمرة عن ربيعة عن أنس: توفي رسول الله ﷺ يوم توفي وقد أتى عليه ستون سنة وما في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. قال مصعب الزبيري: هو صاحب الفتوى بالمدينة كان يجلس إليه وجوه الناس. وبه تفقه مالك. وقال بن الماجشون: ما رأيت أحدا أحفظ لسنة من ربيعة. قال عبيد الله بن عمر: ربيعة هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. قال مالك: لما مات القاسم وسالم أفضى الأمر إلى ربيعة. ولما قدم السفاح أمر له بمال فلم يقبله. قال سفيان بن عيينة: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومِنَ الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة.
وفي عصر هذه الطبقة
تحولت دولة الإسلام من بني أمية إلى بني العباس في عام اثنتين وثلاثين ومائة، فجرى بسبب ذلك التحول سيول من الدماء وذهب تحت السيف عالم لا يحصيهم إلا الله بخراسان والعراق والجزيرة والشام وفعلت العساكر الخراسانية الذين هم المسودة كل قبيح فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومات محارب بن دثار القاضي، وإياس بن معاوية بن قرة المزني القاضي، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن كثير أبو معبد الدارمي مقرئ الحرم، وعلقمة بن مرثد الكوفي الفقيه، وقيس بن مسلم الجدلي، ومحمد بن يحيى بن حبان المازني، وربيعة بن يزيد القصير من علماء الشام، ومحمد بن واسع الزاهد، ومالك بن دينار كاتب المصاحف، والقاسم بن أبي بزة المكي، وأبو بشر جعفر بن إياس الكوفي، وزياد بن علاقة أسند من لقيه ابن عيينة، وجبلة بن سحيم، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن ميسرة الطائفي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي المفسر، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، والأسود بن قيس الكوفي، وأشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، وإياد بن لقيط السدوسي، وأبو عمرو بن العلاء المازني مقرئ البصرة، وعاصم بن أبي النجود الأسدي مقرئ الكوفة، وأبو رويم نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة، وحمزة بن حبيب الزيات مقرئ الكوفة، ويحيى بن الحارث الذماري مقرئ دمشق، ودراج أبو السمح واعظ مصر، وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة، وأبو عمران الجوني محدث البصرة، وأبو حصين عثمان بن عاصم الكوفي، وبكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه، وأبو جمرة الضبعي نصر بن عمران البصري، وأبو التياح يزيد بن حميد عالم البصرة، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي نجيح المفسر، وعبد الله بن طاوس اليماني، وأيوب بن موسى الفقيه،
وفي هذا الزمان ظهر بالبصرة
عمرو بن عبيد العابد، وواصل بن عطاء الغزال، ودعوا الناس إلى الاعتزال والقول بالقدر، وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى تعطيل الرب عز وجل وخلق القرآن، وظهر بخراسان في قبالته مقاتل بن سليمان المفسر وبالغ في إثبات الصفات حتى جسم، وقام على هؤلاء علماء التابعين وأئمة السلف وحذروا من بدعهم وشرع الكبار في تدوين السنن وتأليف الفروع وتصنيف العربية ثم كثر ذلك في أيام الرشيد وكثرت التصانيف وألفوا في اللغات وأخذ حفظ العلماء ينقص ودونت الكتب واتكلوا عليها وإنما كان قبل ذلك علم الصحابة والتابعين في الصدور؛ فهي كانت خزائن العلم لهم .
هامش
رواه أبو داود في كتاب المناسك باب 96 ابن ماجه في كتاب الإقامة باب 186 أحمد في مسنده "2/367".
====================
المقدمة
الطبقة الرابعة من الكتاب
وفي عصر هذه الطبقة
في النسخة أبو سعيد والتصحيح من سير الأعلام
وقيل 132.
رواه البخاري في كتاب تفسير سورة 20 باب 1، 3. وكتاب القدر باب 11. ومسلم في كتاب القدر حديث 13-15.
توفي 125 أو 126أو 127.
؟؟ وقيل 132، 135، 136.
هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
ويقال سهيل بن ذكوان وهو أبو زيد السمان وقيل المدني وقيل الزيات. توفي عام 138.
هو أبو هانئ أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري مولى حمران: توفي عام 142 وقيل 146.
توفي عام 133 وقيل 136

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة 21. تذكرة وشيوخ صاحب التذكرة

  الطبقة 21. تذكرة  { ابن فرح         علي بن عبد الكافي         ابن جعوان         ابن الفوطي         الحارثي         ابن تيمية        ...