المصاحف

 مصاحف روابط 9 مصاحف  // / //

ب اوه

نوشيرك بريد /الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟ /وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام  /المقحمات ا. /قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية /مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا/ المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر / /ُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما /ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

الأربعاء، 19 يناير 2022

كيف تُؤسس عملاً إيمانياً في أسرتك خالد بن علي الجريش / عوامل تربوية مؤثرة في البيوت*

من صيد الخاطر
كيف تُؤسس عملاً إيمانياً في أسرتك خالد بن علي الجريش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
مما لا شك فيه أن الجانب الإيماني هو من أهم الجوانب التي تتربى عليه الأسرة، وأيضاً كذلك تتلقى عن طريقه الأعمال الصالحة والأقوال الفاضلة، ويظهر عند كثير من الأولياء من الآباء والأمهات رغبتهم في وجود ذلك في أولادهم لما يحويه من السكينة والاطمئنان والهدوء والخير العظيم، وسأطرح ذلك الموضوع كيف تؤسس عملاً إيمانياً في أسرتك من خلال عدة همسات:

الهمسة الأولى:
أن التربية الإيمانية للأسرة هي الأصل في التربية، وكثير من الجوانب الأخرى قد يُستقى من الجانب الإيماني حيث إن الإنسان خلق لعبادة الله عز وجل، والإيمان هو أصل تلك العبادة وأساسها، وإذا كان الأمر كذلك فنعلم يقيناً الأهمية الكبرى للتنشئة الأسرية على الأعمال الإيمانية وتأسيسها ليصبحوا صالحين مصلحين بإذن الله تبارك وتعالى.

الهمسة الثانية:
إن تأسيس الأعمال الإيمانية في نفوس الأولاد هو امتداد لعمر الوالدين فهو من هذا الجانب صدقة جارية للوالدين حيث هما أو أحدهما من أسس هذا العمل وربما تسلسل أيضاً كذلك إلى الأحفاد وأحفادهم، وفضل الله تبارك وتعالى عظيم، فكونوا يا معاشر الآباء والأمهات بعيدي النظر، وإن هذا التأسيس هو من العمل المتعدي فابذلوا جهدكما فإن هذا الجهد هو على فلذات الأكباد، وهو أيضا كذلك من الرعاية التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

الهمسة الثالثة:
النماذج للأعمال الإيمانية التي يراد تأسيسها في الأولاد كثيرة جدًا، ذلك أن فضل الله تبارك وتعالى واسع، لكن من هذه الأعمال الإيمانية التي يراد تأسيسها عند الأولاد حفظ الأذكار اليومية الدورية، وأيضا كذلك صلوات التطوع في الضحى والوتر، والسنن الرواتب، وأيضا صيام الاثنين والخميس وغيرهما من صيام التطوع، وأيضا كذلك قيام شيء من آخر الليل، وأيضا حلقة ذكر في البيت، وكذلك تعويدهم على الصدقة وأيضا كذلك برمجة في تلاوة القرآن وحفظه، وغير ذلك من الأعمال الصالحة الواسعة.
فيا معاشر الآباء والأمهات ها هي سبل الخير أمامكم، وهؤلاء الأولاد بين أيديكم، وقد وعدكم ربكم خيراً عظيمًا، فأزيلا عنكما غشاء الكسل والخمول، واستنيرا بنصوص الوحيين حيث وعد الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهما أجراً عظيماً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم. فكل ما يفعله أولادك لك مثل أجره إذا دللتهم عليه فأولادكم تجارتكم الرابحة بإذن الله عز وجل.

الهمسة الرابعة:
كيف تؤسس هذا العمل الإيماني في الأولاد؟ لابد من خطوات يتبع بعضها بعضاً، وهذه الخطوات متمثلة في ست نقاط:

الأولى: خطط، والثانية: اطرح، والثالثة: تابع، والرابعة: شجع، والخامسة: كافئ، والسادسة: استمر.

فهذه الخطوات الست جديرة بإذن الله تبارك وتعالى أن تجد من خلالها الربح الواسع والفضل العظيم، ولا تنس أن تكللها جميعاً بدعوات صادقة، فهي سياج كبير وسبب للنجاح.

الخطوة الأولى/
خطط فلابد لكل مشروع من تخطيط وهو غاية في الأهمية لأنك به تدرك هدفك ووسيلتك لتحقيق هذا الهدف، أما البداية العشوائية بدون تخطيط وتحديد فهي سحابة صيف تنقشع عن قريب. فالتخطيط يدفعك للتحقيق والاهتمام بالموضوع، ويمكن أيضاً استشارة من تراه مناسباً في التخطيط، وهذا يستحق الجهد لأن العمل كبير وجبار، إذا كان الأب والأم بعيد النظر، فهو ينظر في تخطيطه إلى المستقبل القريب والبعيد.

الخطوة الثانية/
اطرح على الأولاد ما تم تخطيطه ومناقشته وبقوة وعزيمة مناسبة لهم، مصطحباً فيذلك الترغيب والزمان والمكان المناسبين، مبيناً أهمية الموضوع مرغباً فيه، وليكن الطرح بوضوح تام ليفهم الجميع، وليكن المطروح جرعة يسيرة تزداد مع مرور الوقت.

الخطوة الثالثة/
تابع لهذا البرنامج، فإذا خططت وطرحت فتابع بنشاط وهمة ذلك البرنامج حين تفعيله وتنفيذ فقراته.

الخطوة الرابعة/
شجع فإذا خططت وطرحت وتابعت فشجع على ما تراه من نشاط وتقدم ولو كان يسيراً فالتشجيع اللفظي لا تخسر به شيئاً، لكنه يفعل الكثير ويحفز على التقدم، وأيضا تغافل نسبياً عن بعض السلبيات.

الخطوة الخامسة/
كافئ، فإذا خططت وطرحت وتابعت وشجعت فكافئ على التنفيذ ولو باليسير، فمن الممكن أن يكون من التخطيط رصد ميزانية شهرية ولو كانت يسيرة للبرنامج لتكون مقام المكافأة المناسبة للتنفيذ.
========================
الخطوة السادسة/
استمر فإذا خططت وطرحت وتابعت وشجعت وكافأت، فاستمر على ذلك لتحقيق نجاحك الذي تريد فيا بشراك، وكلما حققت مرحلة ونجحت فيها فقم بدراستها سلباً وإيجاباً، لتستدرك ما فات.

معاشر الآباء والأمهات إن تلك الخطوات الست هي عمل صالح تقدمونه ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى وخدمة وتربية لفلذة كبدكم امتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام فجهودكم تلك هي بإذن الله تعالى من السياج المتين في حفظ هؤلاء الأولاد وسلامة قلوبهم وأعمالهم وأخلاقهم، فاجتهدوا يا رعاكم الله فأنتم مجموعة من مجموعات هذا المجتمع التي إذا صلحت صلح المجتمع كله، فخططوا واطرحوا وتابعوا وشجعوا وكافؤا واستمروا، تجدوا ربح ذلك واضحاً في سلوك أولادكم و أيضاً كذلك تسلمون كثيرا من الإشكاليات السلوكية السلبية، حيث بذلتم ما يضادها، وأختم بقاعدة مهمة في هذا الجانب وهي فكروا في المكاسب قبل أن تفكروا في المتاعب، فإن المتاعب تزول والمكاسب تبقى ولا تستكثروا أيضاً شيئاً تفعلوه وتقدموه لأولادكم فهم من كسبكم، وإن هدايتهم وصلاحهم هو غاية كبرى لكم ترجون برهم وذخرهم في الدنيا والآخرة، وإني لأرجو من إخواني وأخواتي الآباء والأمهات بعد هذا التطواف السريع الموجز حول التنشئة الصالحة والمصلحة أن نكون مبادرين لتفعيل ذلك في فلذات أكبادنا، فأنا وأنتَ وأنتِ جزء من هذا المجتمع فلابد من العمل الجاد والمؤسس في تنفيذ ما سمعناه وأمثاله.
اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا يا كريم إنك قريب مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
=================
عوامل تربوية مؤثرة في البيوت خالد بن علي الجريش
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد.
إن التربية الصالحة الناجحة هي توفيق من الله تبارك وتعالى، وفضل يتفضل الله عز وجل به على بعض عباده، ولكن ثمة أسباب تبذل وعوامل تكون على أرض الواقع لتكون سببًا لهذا الفضل العظيم والجزيل، ومما لا شك فيه أن الجميع يرجو تلك التربية الهادفة الطيبة الصالحة، ولكن الرجاء والتمني من دون بذل أسباب لتحصيله هو نوع من العجز والضعف، أما البحث عن الأسباب والعوامل المؤثرة إيجابيًا على تحصيل تلك التربية فهو من الكياسة والحصافة وبعد النظر، ودونكم أيها الكرام عدة عوامل وأسباب يمكن أن تساهم في تحصيل التربية الطيبة الصالحة، وهي كالتالي:

العامل الأول:
استشعار المسؤلية والرعاية تجاه الذرية دنياً وأخرى، فالله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) الآية. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته" متفق عليه. فهذان النصان العظيمان من القرآن والسنة يوضحان بجلاء عظم المسؤلية الملقاة على عواتق الأولياء في تقديم كل ما يمكن من شأنه صلاح الذرية. وإذا استقر ذلك في الأذهان، فإنه يتضح لنا ذلك المفهوم الخاطئ الذي يتعلق به بعض الأولياء بقولهم الهداية بيد الله، وإن كان هذا صحيحاً في الجملة، لكنه لا يعني الإهمال والاتكال، فالهداية نوعان: فهداية التوفيق هي بيد الله تبارك وتعالى، أما هداية الإرشاد فهي بيد المخلوق، فهل ذلك الولي الذي يتصف بهذا المفهوم الخاطئ قد استنفذ هداية الإرشاد؟! فالأمر معاشر الأولياء جدُّ خطير، فالبدار البدار ما دام في الأمر مهلة، وإذا بذل الولي جهده ولم يوفق أولاده للصلاح فقد حاز الأجر على عمله في دنياه، وحصل له العذر في أخراه.

العامل الثاني من العوامل المؤثرة في البيوت:
ذكر الله تعالى في البيوت، إن ذكر الله تبارك وتعالى في البيت سبب لطمأنة القلوب وشرح الصدور وطرد الشياطين وحصول البركة، وكفى بها ثمرات عظيمة في الصلاح والإصلاح، بل إن كلمة بسم الله عند دخول البيت لها الأثر الفعال والكبير، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء" الحديث رواه مسلم. وكما كان ذلك في الدخول فهو أيضا في الخروج، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لاحول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان" أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الألباني.
وكم هو جميل أن يقوم الوالدان بتحفيظ أولادهم الأذكار الدورية اليومية كأذكار الصباح والمساء والمأكل والمشرب والنوم والاستيقاظ وغيرها، فهي خير تُعمر به البيوت.

العامل الثالث من العوامل التربوية في البيوت:
الصلاة فيها، فكما تعمر المساجد بالصلوات المكتوبة فلتعمر البيوت بالنوافل ليتعلم الكبار، ويقتدي الصغار، ويتفقه أهل البيت، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا" رواه مسلم. ويقول عليه الصلاة والسلام: " فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" متفق عليه. ففي صلاة النوافل في البيوت ثمرات عديدة من الإخلاص والتربية وعمارة البيوت، وتعليم الجاهل، وتذكير الغافل، وجلب الملائكة، وطرد الشياطين وغيرها كثير، أما صلاة الزوجين جميعاً من الليل فحسبهما أن يكتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.

العامل الرابع من العوامل التربوية المؤثرة في البيوت:
تلاوة القرآن في البيت، فالقرآن هدى ونور وبصائر وشفاء، ومن أسس التربية في البيوت إشاعة تلاوة القرآن العزيز فيها، فكم هم مغبوطون أولئك الحفظة والقراء في بيوتهم، وهؤلاء النسوة اللاتي التحقن بالدور النسائية فتجهزن في بيوتهن في تلاوة القرآن، وهؤلاء الشبيبة الملتحقون بحلق القرآن، فالجميع مغبوطٌ في إشاعة التلاوة في بيته تعبدًا وطلباً واستعدادًا لضبط ذلك المنهج القرآني المقرر، فالجميع يقرأ ويتلو، ومما يؤكد عليه قراءة سورة البقرة في البيوت فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم. وكذلك آية الكرسي عند النوم، فمن قرأها عند منامه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح رواه البخاري. ومن الجميل جدًا أن يوضع في البيت حلقة قرآنية، ولو كانت يسيرة فهي خير عظيم.

العامل الخامس:
الأذكار الصباحية والمسائية في البيوت، فهذه الأذكار سياجٌ حافظ لأهل البيت بإذن الله، وتحصين لهممن شياطين الإنس والجن، وعلى الآباء والأمهات أن يتعلموا تلك الأذكار ويحافظوا عليها ويعلموها لأولادهم ويأمروهم بها، فهي من الضرورة بمكان. ومن هذه الأذكار الصباحية والمسائية ما يلي:
أولاً: قراءة آية الكرسي وهي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). إلى آخر الآية في سورة البقرة رقم مائتين وخمس وخمسين.
وكذلك آخر آيتين من سورة البقرة من قوله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون) إلى آخر السورة.
وكذلك السور الثلاث، الإخلاص والفلق والناس ثلاثاً في الصباح وثلاثًا في المساء، وكذلك أيضاً قول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاثاً في الصباح والمساء. وأيضاً قول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. وأيضاً كذلك قول: سبحان الله وبحمده مائة في الصباح ومائة في المساء. وكذلك أيضاً قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشراً أو مائة، ولكل منهما فضله الخاص به، فهذه الأذكار وأمثالها هي حصن حصين للمسلم، وهدى واقتداء وتقى وأجر وثواب وحسنات تتوالى، فلا تكن عنها متشاغلًا، ولا في خلالها ساهياً وغافلًا، بل قلها بحضور قلب ففيها الخير العظيم.

العامل السادس من العوامل التربوية المؤثرة في البيوت:
القدوة الحسنة في البيت. إن القدوة والاقتداء يختصر على المربين جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً فالأبوان والإخوة والأخوات الكبار هم موضع القدوة لأهل البيت في سلوكهم ودينهم وفي أخلاقهم وحركاتهم وسكناتهم، فالأبوان مرآة صادقة لأولادهم، ونقول هذا لأن الأولاد خصوصاً الصغار يجعلون ما يرونه ويسمعونه من والديهم هو الصحيح الذي يجب أن يمتثل، وإذا كان الأمر كذلك فليتق الله تعالى الأولياء فهم مرشدون من خلال كلامهم ومعاملتهم، ومما يكون سلبياً لدى الآباء والأمهات أن يوجه بشيء ويعمل شيئا آخر، فإذا كان المرء على دين خليله فكيف الأثر بالوالدين.

العامل السابع من العوامل التربوية المؤثرة في البيوت:
التفاهم بين الزوجين على أدوار التربية لأولادهما، فكل منهما مكمل للآخر، وكل منهما له مهمته وعمله الذي لا يتعارض مع الآخر، ومن التكامل أن الأم تعطف في جوانب يناسبها العاطفة، والأب يحزم في مواطن يناسبها الحزم، وأن يتفقا جميعاً على أسلوب التشجيع والتحفيز، وإياكما أن تظهر جهودكم مظهر التضاد والاختلاف فهذا مما يفرق الأولاد، وإياكم أن تظهرا خلافكما الذاتي للأولاد فتلك تؤثر سلباً عليهم.

العامل الثامن من العوامل التربوية المؤثرة في البيوت:
الدعاء لأهل البيوت، فالدعاء عبادة عظيمة ولربما صلُحت الأحوال بسببه، وهو مطلب كبير في استصلاح الذرية، فليحرص الوالدان في الدعاء لهم والاستمرار عليه وتعليمه لأولادهم، فقوما من الليل وارفعا الأكف لاستصلاح ذريتكما، فليس هذا بكبير ولا كثير على ذلك، وليكن الدعاء بصلاح الدين والدنيا.
وهذا الفضيل بن عياض رحمه الله يقول: اللهم إني اجتهدت في تأديب ابني عليا فعجزت عنه، فأدبه أنت لي، فاستجاب الله دعاءه، فكان ابنه من كبار الأولياء كبير الشأن قانتاً لله تعالى كما ذكره الذهبي رحمه الله. وفي وقتنا المعاصر اشتكى عدد من المربين جنوح أبنائهم فأكثروا من الدعاء فأصلح الله تعالى لهم ذريتهم.

العامل التاسع من العوامل المؤثرة تربويا في البيوت:
السلام على أهل البيت، قال الله تبارك وتعالى: (فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة)، فوصفها الله تعالى بالبركة والطيب على أهل البيت، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة كلهم ضامن على الله، وذكر منهم: ورجل دخل بيته بسلام" حسنه الألباني. ومما يروى في حديث أنس قال عليه الصلاة والسلام: "إذا دخلت على أهل بيتك فسلم تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك". والسلام فيه ثلاث دعوات عظيمة السلامة والرحمة والبركة، وكلها معان عظيمة وصلاح وإصلاح.

العامل العاشر من العوامل المؤثرة تربويا في البيوت:
أشخاص مهمون في التربية ومشاركون في تفعيلها، ومن هؤلاء إمام المسجد، وخطيب الجمعة، ومعلم الحلقة، ومعلم المدرسة، ومرشدها، والصديق الصالح، والجار الصالح. فهؤلاء وأمثالهم يساهمون بطريق غير مباشر في التربية، بحيث يستعان بهم بعد الله تبارك وتعالى في استصلاح الأولاد كل فيما يخصه ويجيده، وقد يشتركون جميعاً في شأن تربوي واحد، وقد تختلف أساليبهم فيكمل بعضها بعضاً، وهذا من التعاون الذي أمر الله تعالى به. يقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى). وعلى كل واحد من هؤلاء وأمثالهم أن يجتهد في عون أخيه على استصلاح ذريته، فهذا من باب الإحسان الذي يجازى به إحساناً مثله لذريته، ولا يألو أحدنا جهداً في بذل وسعه، لعل الهداية أن تكون على يديه، فيكون ذلك الصالح صدقة جارية له.

معاشر الآباء والأمهات هذه عشرة عوامل تربوية مؤثرة في البيوت، يحسن بنا الاهتمام بها وتطبيقها وتفعيلها ونشرها، والمناقشة حولها في مجالسنا، لعل الله أن يجعلها سبلاً قويمة وأسباباً مستقيمة في صلاح وإصلاح ذرياتنا، فإن صلحوا فهو فلاح لنا ولهم، وقرة عين وارتياح واطمئنان وسكون وسلامة وإن كانت الأخرى لا قدر الله فقد أعذرنا أمام الله تبارك وتعالى وذكرناهم وأمرناهم ونهيناهم وأرشدناهم، وعزاؤنا أن أملنا بالله تعالى قريب وقوي أن يعودوا وينيبوا، أصلح الله تعالى لنا جميعاً نياتنا وذرياتنا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 

قصص الشامخات الفتيات الصالحات -1..

من صيد الخاطر

قصص الشامخات الفتيات الصالحات -1
أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت/33. كم هي السعادة التي تغمرك أيتها الأم... عندما تصلح ابنتك ويكون لها دور في صلاح من حولها ومجتمعها ويكون لها الأثر المبارك الطيب أينما حلت، ولن تكون كذلك إلا بتوفيق الله تعالى ثم ببذل الجهد في تعليمها أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حينئذ سنجد في مجتمعنا بنات صالحات مصلحات يعرفن أهمية دعوة الناس وخاصة بنات جنسها إلى الخير وحين تستشعر ان الدعوة إلى الخير لا تخص شخصاً بعينه وليست مهمة الدعوة ملقاة على أفراد معينين بل هي مسؤولية الجميع ولن يقوم بها إلا من في قلبه حرقة على هداية الناس.
ـ هذه فتاة تبلغ الحادية عشر أو الثانية عشرة من عمرها يفتح عندها جهاز الفيديو في المدرسة وإذا بها تسمع صوت الدفوف في شريط الفيديو فتنكر عليه ولكن لا يستجاب لها فعندئذ تستأذن من المعلمة للخروج إلى ساحة المدرسة فتقول لها المعلمة هذا صوت دفوف ولا بأس به، عندها تجيب الفتاة المعلمة بأن صوت الدفوف لا ينبغي إلا في أوقات الأعراس أو الأعياد وليس في كل وقت، فتستجيب المعلمة جزاها الله خيراً وتفهم أمر دينها بفضل الله ثم بهذه الدعوة غير المباشرة من طالبتها الصغيرة.
ـ وفتاة صغيرة تدرس في إحدى المدارس وكانت هذه الفتاة قد تربت على الحشمة والستر منذ نعومة أظفارها بفضل الله ثم بدور والدتها لكن هذه البنت كانت تواجه مشكلة في مدرستها، حيث كانت إحدى المعلمات تقف لها بالمرصاد وتنهاها عن لبس الطويل المحتشم وتطالبها بلبس الملابس القصيرة، فتضايقت هذه الفتاة وشكت الأمر إلى والدتها فقالت لها والدتها: يا ابنتي فكري، من تطيعين؟ أتطيعين الله الذي أطعمك وسقاك ورزقك وهداك وأعطاك أم تطيعين تلك المخلوقة الضعيفة التي لا تقدر على شيء إلا بحول الله وقوته؟ قالت البنت: بل أطيع الله.
ذهبت تلك الفتاة إلى المدرسة كعادتها بلباسها المحتشم فرأتها المعلمة فصرخت في وجهها قائلة ألم أقل لك لا تلبيس هذا اللباس!؟ فأجهشت البنت بالبكاء قائلة كلمة الحق: أنا لا أعلم هل أطيعك أنتِ أم أطيعه هو؟ فقالت المعلمة: ومن هو؟ فقالت الفتاة: الله الذي أحياني ورزقني وهداني، عندها أدركت المعلمة ما قالت هذه الطالبة وسرت فيها روح الإيمان وأخذت تراجع نفسها فما كان منها إلا أن اتصلت بوالدة هذه الفتاة لتشكرها ولتخبرها أن هدايتها كانت بسبب هذه البنت الصغيرة: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) آل عمران/ 38.
ـ ذكرت إحدى الأمهات أنها قد ربت بعون الله ابنتها على اللباس المحتشم الطويل الساتر ذي الأكمام الطويلة منذ صغرها فلما بلغت البنت الخامسة عشرة من عمرها تقريباً حدث أن أهدي إليها لباس قصير الأكمام فرفضت البنت لبسه والسبب تقول: أستحي أن يظهر ذراعي.
المصدر: كتاب التعامل مع البنات – نورة محمد السعيد
قصص الشامخات الفتيات الصالحات -1
قصص الشامخات الفتيات الصالحات -2
قصص الشامخات الفتيات الصالحات -3
قصص الشامخات الفتيات الصالحات -4
.

الطبقة 21. تذكرة وشيوخ صاحب التذكرة

  الطبقة 21. تذكرة  { ابن فرح         علي بن عبد الكافي         ابن جعوان         ابن الفوطي         الحارثي         ابن تيمية        ...