المصاحف

 مصاحف روابط 9 مصاحف  // / //

ب اوه

نوشيرك بريد /الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟ /وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام  /المقحمات ا. /قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية /مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا/ المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر / /ُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما /ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

تذكرة الحفاظ/الطبقة السابعة عشرة والثامنة عشرة

 

الطبقة 17. تذكرة

تذكرة الحفاظ/الطبقة السابعة عشرة
الطبقة السابعة عشرة
وعدتهم أربع وعشرون نفسًا:
1097- 117/17
ابن بشكوال
الحافظ الإمام المتقن، أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشْكُوال بن يوسف بن داحة الأنصاري الأندلسي محدث الأندلس ومؤرخها.
ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وسمع أباه وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب فأكثر، وأبا بحر بن العاص وأبا الوليد بن رشد الفقيه وأبا الوليد بن طريف وأبا القاسم بن بقي وشريح بن محمد والقاضي أبا بكر بن العربي وطبقتهم، وأجاز له أبو علي بن سكرة الصدفي وأبو القاسم بن منظور، ومن بغداد هبة الله بن أحمد الشبلي وآخرون، وصنف معجمًا لنفسه. قال أبو عبد الله الأبار: كان متسع الرواية شديد العناية بها عارفًا بوجوهها حجة مقدمًا على أهل وقته حافظًا حافلًا أخباريًّا تاريخيًّا ذاكرًا لأخبار الأندلس، سمع العالي والنازل وأسند عن شيوخه أزيد من أربعمائة كتاب بين صغير وكبير، ورحل إليه الناس وأخذوا عنه وحدثنا جماعة عنه ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الباطن وصحة التواضع وصدق الصبر للطلبة وطول احتمال، ألف خمسين تأليفًا في أنواع العلم، وولي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها نيابة لابن العربي وعقد الشروط ثم اقتصر على إسماع العلم وعلى هذه الصناعة وهي كانت بضاعته؛ والرواة عنه لا يحصون، منهم الحافظ أبو بكر بن خير وأبو القاسم القنطري وأبو بكر بن سمحون وأبو الحسن بن الضحاك وكلهم مات قبله.
قلت: ومنهم أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد وأحمد بن عبد المجيد المالقي وأحمد بن محمد بن الأصلع وأبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي وأحمد بن عياش المرسي وأحمد بن أبي حجة القيسي وثابت بن محمد الكلاعي ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد بن عبد الله بن الصفار وموسى بن عبد الرحمن الغرناطي وأبو الخطاب بن دحية وأخوه أبو عمرو؛ وممن روى عنه بالإجازة أبو الفضل الهمذاني وأبو القاسم سبط السلفي.
ذكر تصانيفه
"صلة تاريخ ابن الفرضي" في مجلدين، "غوامض الأسماء المبهمة" عشرة أجزاء، كتاب "معرفة العلماء الأفاضل" في مجلدين، "طرق حديث المغفر" ثلاثة أجزاء، كتاب "الحكايات المستغربة" مجلد، كتاب "القربة إلى الله بالصلاة على نبيه، ﷺ "، "ذكر من روى الموطأ عن مالك" في جزأين، "أخبار الأعمش" في ثلاثة أجزاء، "ترجمة النسائي" جزء، "أخبار المحاسبي" جزء، "أخبار إسماعيل القاضي" جزء، "أخبار ابن وهب" جزء، "أخبار أبي المطرف القنازعي" جزء، "قضاة قرطبة" ثلاثة أجزاء، "المسلسلات" جزء، "حديث من كذب عليّ بطرقه"، "أخبار ابن المبارك" جزءان، "أخبار ابن عيينة" جزء ضخم، وغير ذلك.
وقد استوعب ترجمته ابن الزبير ومنها: كان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.pngيؤثر الخمول والقنوع بالدون من العيش ولم يتدنس بخطة تحطّ من قدره حتى لم يجد أحد إلى كلام فيه من سبيل، إلى أن قال: وآخر من روى عنه بسماع شيخنا أبو الحسين بن السراج، وبإجازة مجردة أبو القاسم أحمد بن محمد البلوي. توفي في ثامن شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن بمقبرة الإمام يحيى بن يحيى الليثي.
وفيها: توفي زاهد العراق الشيخ أحمد بن علي بن الرفاعي بالبطائح عن تسع وسبعين سنة، والشيخ أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن طاوس بدمشق، ومسند الوقت خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي في شهر رمضان عن اثنتين وتسعين عامًا، وعالم دمشق قطب الدين مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري الشافعي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عطاء الله بن المظفر الإسكندراني بها أنا عبد الرحمن بن مكي سنة ست وأربعين وستمائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ أنا أبو بكر المعافري أنا أحمد بن علي الحلواني أنا طاهر بن عبد الله القاضي ثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو خليفة ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الهمداني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، ﷺ: "أكثروا الصلاة عليّ؛ فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشرًا". [1]
أخبرنا إسحاق ابن الوزير أنا الحافظ عبد العظيم أنا محمد بن الحسن بن أبي علي المالقي أنا خلف بن عبد الملك قال: قرأت على عبد الرحمن بن محمد بن عتاب أنا حاتم بن محمد التميمي أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنا إبراهيم بن رحمون السنجاري أنا محمد بن مسلمة أنا موسى الطويل ثنا مولاي أنس قال: قال رسول الله، ﷺ: "طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني". [2]
1098- 2/17
ابن الجوزي
الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي الواعظ المفسر صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم.
وعرف جدهم بالجوزي بجوزة كانت في داره بواسط لم يكن بواسط جوزة سواها. ولد تقريبًا سنة عشر وخمسمائة أو قبلها، وأول سماعه في سنة ست عشرة.
سمع أبا القاسم بن الحصين وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبا عبد الله الحسين بن محمد البارع وأبا السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن والفقيه أبا الحسن بن الزاغوني وهبة الله بن الطبر وأبا غالب بن البناء وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبا غالب محمد الحسن الماوردي وخطيب أصبهان أبا القاسم عبد الله بن محمد وابن السمرقندي وأبا الوقت السجزي وابن ناصر وعدة، جملتهم سبع وثمانون نفسًا، وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة ووعظ في حدود سنة عشرين وخمسمائة وإلى أن مات. حدث عنه ابنه الصاحب محيي الدين وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن فرغلي والحافظ عبد الغني وابن الدبيثي وابن النجار وابن خليل والتقي اليلداني وابن عبد الدائم والنجيب عبد اللطيف وخلق سواهم، وبالإجازة الشيخ شمس الدين بن أبي عمرو الفخر علي وأحمد بن سلامة الحداد والقطب أحمد بن عبد السلام العصروني والخضر بن حمويه الجويني ولي من خمستهم إجازة وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي.
ومن تصانيفه
كتاب "المغني" في علوم القرآن كبير جدًّا، وكتاب "زاد المسير" أربع مجلدات، و"تذكرة الأريب" في اللغة، و"الوجوه والنظائر" مجلد، و"فنون الأفنان" مجلد، "جامع المسانيد" سبع مجلدات، "الحدائق" مجلدان، "نقي النقل" مجلد كبير، "عيون الحكايات" مجلدان، "التحقيق في مسائل الخلاف" مجلدان، "مشكل الصحاح" أربع مجلدات، "الموضوعات" مجلدان، "الواهيات" ثلاث مجلدات، "الضعفاء" مجلد، "تلقيح فهوم أهل الأثر" مجلد، "المنتظم في التاريخ" عشر مجلدات كبار، "المذهب في المذهب" مجلد، "الانتصار في مسائل الخلاف" مجلدان، "الدلائل في مشهور المسائل" مجلدان، "المواقيت في الخطب الوعظية" مجلد، "نسيم السحر" مجلد، "المنتخب" مجلد، "المدهش في المحاضرة" مجلد، "صفوة الصفوة" أربع مجلدات، "أخبار الأخيار" مجلد، "أخبار النساء" مجلد، "مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن" مجلد، "المقعد المقيم" مجلد، "ذم الهوى" مجلد، "تلبيس إبليس" مجلد، "صيد الخاطر" ثلاث مجلدات، "الأذكياء" مجلد، "المغفلين" مجلد، "منافع الطب" مجلد، "صبا نجد" مجلد، "المزعج" مجلد، "المطرب" مجلد، "الملهب" مجلد، "منتهى المشتهى" مجلد، "فنون الألباب" مجلد، "الظرفاء" مجلد، "سلوة الأحزان" مجلد، "منهاج القاصدين" مجلدان، "الوفا بفضائل المصطفى" مجلدان، "مناقب الصديق" مجلد، "مناقب عمر" مجلد، "مناقب علي" مجلد، "مناقب عمر بن عبد العزيز" مجلد، "مناقب سعيد بن المسيب" مجلد، "مناقب الحسن" جزءان، "مناقب الثوري" مجلد، "مناقب أحمد" مجلد، "مناقب الشافعي" مجلد، "مناقب جماعة" في أجزاء، "موافق المرافق" مجلد، وأشياء كثيرة يطول شرحها كاختصاره فنون ابن عقيل في بضعة عشر مجلدًا وما علمت أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل، مات أبوه وله ثلاث سنين فربته عمته، وأقاربه تجار في النحاس وربما كتب اسمه في السماع عبد الرحمن بن علي الصفار لذلك.
ولما ترعرع حملته عمته إلى الحافظ ابن ناصر فاعتنى به وأسمعه الكثير، حصل له من الحظوة في الوعظ ما لم يحصل لأحد قط وحضر مجالسه ملوك ووزراء بل وخلفاء من وراء الستر، ويقال: في بعض المجالس حضره مائة ألف فيما قيل، والظاهر أنه كان يحضره نحو العشرة الآلاف مع أنه قد قال غير مرة: إن مجلسه حزر بمائة ألف، فلا ريب إن كان هذا قد وقع فإن أكثرهم لا يسمعون مقالته.
قال سبطه: سمعت جدي يقول على المنبر: كتبت بإصبعي ألفي مجلد وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألفًا. قال: وكان يختم في كل أسبوع ختمة ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس. ثم سرد سبطه مصنفاته فذكر منها "درة الإكليل" في التاريخ أربع مجلدات و"فضائل العرب" مجلد "شذور العقود" مجلد "الأمثال" مجلد "المنفعة في المذاهب الأربعة" مجلدان "المختار من الأشعار" عشر مجلدات "التبصرة" في الوعظ ثلاثة مجلدات "رءوس القوارير" مجلدان، إلى أن قال: ومجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتابًا.
ومن بدائع كلامه
عقارب المنايا تلسع، وخدران جسم الأمل يمنع الإحساس، وماء الحياة في إناء العمر يرشح بالأنفاس. وقال لوليّ أمر: اذكر عند القدرة عدل الله فيك وعند العقوبة قدرة الله عليك، وإياك أن تشفي غيظك بسقم دينك. وقال لصاحب له: أنت في أوسع العذر من التأخير عني لثقتي بك وفي أضيقه من شوقي إليك. وقال رجل: ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس قال: لأنك تريد الفرجة وإنما ينبغي الليلة ألا تنام. وقام إليه رجل فقال: يا سيدي تريد كلمة ننقلها عنك، أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: اقعد فقعد، ثم قام فأعاد مسألته فأقعده، ثم قام فقال: اقعد فأنت أفضل من كل رجل. وسأله آخر هذه المسألة وكان للشيعة ظهور فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته، فألقى هذا القول في أودية الاحتمال ورضي الفريقان بجوابه. وسأله آخر: أيما أفضل أُسبح أم أستغفر؟ فقال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور. وذكر في حديث: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين"؛ فقال: إنما طالت أعمار الأوائل لطول البادية، فلما شارف الركب بلدًا لإقامة قيل: حثوا المطيّ.
ومن كلامه: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه. وقال في وعظه: يا أمير المؤمنين، إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك، فأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك، أقول قول الناصح: اتق الله، خير من قول القائل: أنتم أهل بيت مغفور لكم. وقال: يفتخر فرعون بملك مصر بنهر ما أجراه، ما أجراه. وإليه المنتهى في النثر والنظم الوعظي.
وقد سقت كراسًا من أخباره في تاريخ الإسلام وقد نالته محنة في أواخر عمره؛ وشوا إلى الخليفة عنه بأمر اختلف في حقيقته فجاءه من شتمه وأهانه وختم على داره وشتت عياله ثم أخذ في سفينة إلى واسط فحبس بها في بيت وبقي يغسل ثوبه ويطبخ، ودام على ذلك خمس سنين وما دخل فيها حمامًا.
قام عليه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب الجيلي تجاه الوزير ابن القصاب وكان الركن سيئ النحلة أحرقت كتبه بإشارة ابن الجوزي وأعطي مدرسة الجيلي فعمل الركن عليه وقال لابن القصاب الشيعي: أين أنت من ابن الجوزي فإنه ناصبي ومن أولاد أبي بكر؛ فمكن الركن من الشيخ فجاء وسبه وأنزل معه في سفينة لا غير وعلى الشيخ غلالة بلا سراويل وعلى رأسه تجفيفة وكان ناظر واسط شيعيًّا فقال له الركن: مكني من عدوي هذا لأرميه في مطمورة فزجره وقال: يا زنديق أفعل هذا بمجرد قولك؟ هات خط الخليفة والله لو كان على مذهبي لبذلت نفسي في خدمته فرد الركن إلى بغداد ثم كان السبب في خلاص الشيخ أن ابنه يوسف نشأ واشتغل وعمل وتوصل فشفعت أم الخليفة في الشيخ فأطلق.
وقد قرأ بواسط وهو ابن ثمانين سنة بالعشر على ابن الباقلاني وتلا معه ولده يوسف، نقل ذلك ابن نقطة عن القاضي محمد بن أحمد بن الحسن.
قال الموفق عبد اللطيف: كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئًا يكتب في اليوم أربعة كراريس، وله في كل علم مشاركة، ولكنه كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كافٍ، وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية.
وله في الطب "كتاب اللقط" مجلدان وكان يراعي حفظ صحته وتلطيف مزاجه وما يفيد عقله قوة وذهنه حدة، جل غذائه الفراريج والمزاوير ويعتاض عن الفاكهة بالأشربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس الأبيض الناعم الطيب وله ذهن وقاد وجواب حاضر ومجون ومداعبات حلوة ولا ينفك من جارية حسناء. قرأت بخط الموقاني أن ابن الجوزي شرب البلاذر فسقطت لحيته فكانت قصيرة جدا وكان يخضبها بالسواد إلى أن مات.
وكان كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره. قلت: نعم، له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر ومن أن جُل علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي.
وكانت جنازته مشهودة شيّعه الخلائق يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان إلى مقبرة باب حرب سنة سبع وتسعين وخمسمائة وقد قارب التسعين.
وفيها مات مسند أصبهان القاضي المعمر أبو المكارم أحمد بن عيسى محمد بن محمد بن اللبان الأصبهاني وقد نيف على التسعين، ومفيد بغداد المحدث المكثر أبو القاسم تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجي ثم الأزجي عن اثنتين وخمسين سنة سمع من أبي الوقت، والمسند أبو محمد عبد الله بن المبارك بن هبة الله بن الطويل الدارقزّي، والمسند عبد الرحمن بن أبي الكرم محمد بن ملاح الشط عن بضع وتسعين سنة، والمسند الواعظ عمر بن علي بن عمر أبو علي الحربي عن أربع وثمانين سنة، والمسند الكبير أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني الأصبهاني الخباز وله مائة سنة كاملة، والعلامة الوزير البليغ عماد الدين محمد بن محمد بن حامد الكاتب بدمشق عن ثمان وسبعين سنة، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون الحلبي ويعرف بابن الكمال عن بضع وثمانين سنة، ومقرئ العراق أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون، وقد نيف على الثمانين.
أنبأني جماعة عن أبي الفرج الحافظ وأنا أبو بكر بن عباس أنا يوسف الواعظ أنا جدي لأمي أبو الفرج أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الأصبهاني سنة عشرين وخمسمائة أنا عبد الرزاق بن شمة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى وعبد الله بن محمد قالا: ثنا علي بن الجعد أنا شعبة وهشيم وحماد بن سلمة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". صحيح رواه مسلم وغيره.
1099- 3/17
السهيلي
الحافظ العلامة البارع أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن حسين بن سعدون، ويكنى أيضًا أبا الحسن.
ولد الخطيب أبي محمد ابن الإمام الخطيب أبي عمر الخثعمي الأندلسي المالقي الضرير صاحب التصانيف المؤنقة، مولده سنة بضع وخمسمائة.
أخذ القراءات عن أبي داود الصغير سليمان بن يحيى وأخذ بعضها عن أبي منصور بن الخير، وسمع من أبي عبد الله بن معمر والقاضي أبي بكر بن العربي وشريح بن محمد وأبي عبد الله بن مكي وأبي عبد الله بن نجاح الذهبي وطائفة، وأجاز له أبو عبد الله ابن أخت غانم وناظر في كتاب سيبويه على أبي الحسين بن الطراوة وسمع منه كثيرًا من كتب الأدب، عُمِي وهو ابن سبع عشرة سنة حمل الناس عنه، وصنف كتاب "الروض الأنف" كالشرح للسيرة النبوية فأجاد وأفاد وذكر أنه استخرجه من مائة وعشرين مصنفًا، وله كتاب "الإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام"، وله "كتاب الفرائض" وغير ذلك وكان إمامًا في لسان العرب يتوقد ذكاء وقد استدعي من مالقة إلى مراكش ليأخذوا عنه، سمع منه أبو الخطاب بن دحية وجماعة، قال ابن دحية: كان يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف حتى نما خبره إلى صاحب مراكش فطلبه وأحسن إليه وأقبل عليه وأقام بها نحوًا من ثلاثة أعوام.
وأما سهيل المنسوب إليها فقرية قريبة من بلد مالقة سميت بالكوكب سهيل؛ لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس إلا من جبل مطل على هذه القرية يرتفع نحو درجتين ويغيب، وبلغنا أن السهيلي ولي قضاء الجماعة فحمدت سيرته. كذا وجدت على ظهر كتاب فرائضه وأنه ولد بإشبيلية سنة ثمان وخمسمائة. توفي بمراكش في الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
قال أبو جعفر بن الزبير: كان السهيلي واسع المعرفة غزير العلم نحويا متقدما لغويا عالما بالتفسير وصناعة الحديث عارفا بالرجال والأنساب عارفا بعلم الكلام وأصول الفقه حافظا للتاريخ القديم والحديث ذكيا نبيها صاحب اختراعات واستنباطات مستغربة.
روى عنه أبو الحجاج ابن الشيخ والحافظ أبو محمد القرطبي وابنا حوط الله وأبو محمد بن غلبون وأبو عمرو بن عيشون وأبو الحسين بن السراج وأبو محمد بن عطية وأبو الحسن الشاري وأبو الخطاب بن خليل، وهو آخر من حدث عنه وله شعر كثير.
أخبرنا محمد بن جابر أنا يحيى بن إبراهيم المعافري بقراءتي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن السراج أنا الحافظ أبو القاسم السهيلي أنا الحافظ أبو بكر بن العربي ثنا سعيد بن عبد الله بن أبي الرجاء عن أبي نعيم الحافظ أنا أحمد بن يوسف العطار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد حدثني أبي أن رسول الله ﷺ أول ما أوحي إليه أتاه جبريل فعلمه الوضوء، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه. وبه قال السهيلي وحدثنا به أبو بكر محمد بن طاهر عن أبي علي الغساني عن أبي عمر النمري عن أحمد بن قاسم عن قاسم بن أصبغ عن الحارث بن أبي أسامة.
1100- 4/17
عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد
الحافظ العلامة الحجة أبو محمد الأزدي الإشبيلي، ويعرف أيضًا بابن الخراط.
روى عن شريح بن محمد وأبي الحكم بن برجان وعمر بن أيوب وأبي بكر بن مدير وأبي الحسن طارق بن يعيش وطاهر بن عطية وجماعة، كتب إليه بالإجازة الحافظ أبو بكر ابن عساكر وجماعة سكن بجاية وقت الفتنة التي زالت منها الدولة اللمتونية فنشر بها علمه، وصنف التصانيف واشتهر اسمه وبعُد صيته ولي خطابة بجاية.
ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال: كان فقيهًا حافظًا عالمًا بالحديث وعلله عارفًا بالرجال موصوفًا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة والتقلل من الدنيا مشاركًا في الأدب وقول الشعر، صنف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى، سبقه إلى مثل ذلك أبو العباس بن مروان الشهير بلبلة فحظي عبد الحق دونه، وله في الجمع بين الصحيحين مصنف، وله مصنف كبير جمع فيه بين الكتب الستة، وله كتاب "المعتل من الحديث" وكتاب في الرقائق، ومصنفات أخرى، إلى أن قال: وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به "كتاب الغريبين" للهروي حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، ولد سنة عشر وخمسمائة. وقال ابن الزبير: سنة أربع عشرة وخمسمائة وتوفي ببجاية بعد محنة نالته من قِبَل الدولة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. قلت: وممن روى عنه خطيب القدس أبو الحسن علي بن محمد المعافري وأبو الحجاج ابن الشيخ وأبو عبد الله بن يقيمش وآخرون.
أخبرنا محمد بن عبد الكريم المقرئ أنا علي بن محمد شيخنا في سنة خمس وثلاثين وستمائة أنا مجد الدين محمد بن أحمد بن غالب الأزدي سنة ست وثمانين وخمسمائة أنا أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد أنا أبو علي الصدفي أنا عبد الله بن طاهر التميمي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري المقرئ وغيره قالوا: أنا علي بن أحمد الخزاعي أنا الهيثم بن كليب ببخارى ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة، سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد قال: كان رسول الله ﷺ أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه.
قال أبو العباس بن فرتون: ثنا أبو العباس العزفي بسبتة قال: أنبأنا عبد الحق ثنا عبد العزيز بن خلف بن مدير ثنا أبو العباس بن دلهاث العذري ثنا محمد بن نوح بمكة أنا أبو القاسم الطبراني، فذكره حديثًا ومن شعره:
إن في الموت والمعاد لشغلًا وادكارًا لذي النهى وبلاغا
فاغتنم خطتين قبل المنايا صحة الجسم يا أخي والفراغا
وله:
واهًا لدنيا ولمغرورها كم شابت الصفو بتكديرها
أي امرئ أمن في سربه ولم ينله سوء مقدورها
وكان في عافية جسمه من مس بلواها وتغييرها
وعنده بلغة يوم فقد حيزت إليه بحذافيرها
وقد سمع عبد الحق من أبي القاسم بن عطية صحيح مسلم، قال: أنا محمد بن بشر أنا أبو علي الصدفي أنا ابن دلهاث العذري عن الرازي، فالصدفي والمؤيد الطوسي سواء، فنحن في إسناد الصحيح أعلى من الحافظ عبد الحق بدرجة؛ وقد كتب إليّ بالأحكام الصغرى له من تونس أبو محمد بن هارون الطائي قال: أنا بها أبو الحسن بن أبي نصر بسماعه من المصنف. قال ابن الزبير: كان يزاحم فحول الشعراء ولم يطلق عنانه في نطقه.
1101- 5/17
ابن حبيش
القاضي الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن يوسف الأنصاري الأندلسي المربي نزيل مرسية وحُبَيْش هو خاله نسب إليه.
ولد بالمريّة سنة أربع وخمسمائة، وقرأ بالروايات على أحمد بن عبد الرحمن القصبي وأبي القاسم بن أبي رجاء البلوي والأصبغ بن أليسع، وتفقه بأبي القاسم بن وردان وأبي الحسن بن نافع، وسمع منهما ومن أبي عبد الله بن وضاح وعبد الحق بن غالب وعلي بن إبراهيم الأنصاري وأبي الحسن بن موهب، وارتحل إلى قرطبة فلحق بها يونس بن مغيث فسمع منه ومن جعفر بن محمد بن مكي وقاضي الجماعة محمد بن أصبغ والقاضي أبي بكر بن العربي، وأخذ الأدب عن محمد بن أبي زيد النحوي فبرع في النحو، ولما تغلبت الروم على المريّة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة خرج إلى مرسية ثم سكن جزيرة شقر وولي القضاء والخطابة بها ثنتي عشرة سنة ثم نقل إلى خطابة مرسية وولي القضاء بها عام خمسة وسبعين وخمسمائة فحمدت أحكامه مع ضيق في خلقه، وكان من أعلام الحديث بالأندلس بارعًا في معرفة غريبه، ولم يكن أحد يجاريه في معرفة الرجال قال الأبار: سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول: سمعت أبا القاسم بن حبيش يقول: إنه مر عليه وقت يذكر فيه تاريخ أحمد بن أبي خيثمة أو أكثره، ولهُ خطب حسان. وقال ابن الزبير: هو أعلم أهل طبقته بصناعة الحديث وأبرعهم في ذلك مع مشاركته في علوم، وكان من العلماء العاملين أمعن الناس في الأخذ عنه.
قال أبو عبد الله بن عباد: كان عالمًا بالقراءات إمامًا في علم الحديث عارفًا بعلله واقفًا على رجاله لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه، أقرّ له بذلك أهل عصره، مع تقدمه في اللغة والأدب واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون، قال: وكان له حظ من البلاغة والبيان صارمًا في أحكامه جزلا في أموره، تصدر للإقراء والتسميع والعربية، وكانت الرحلة إليه في زمانه، وطال عمره، وله "كتاب المغازي" في عدة مجلدات حمله عنه الناس.
قال الأبار: مات بمرسية في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن ثمانين سنة، وكاد يهلك أناس من الزحمة على نعشه. قلت: حمل عنه خلق كثير منهم أحمد بن محمد الطرسوسي وأبو سليمان بن حوط الله ومحمد بن وهب الفهري ومحمد بن الحسن اللخمي الداني ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد بن أحمد بن حيون المرسي ومحمد بن محمد بن أبي السداد ونذير بن وهب وعبد الله بن الحسن المالَقي بن القُرطبي وعمر بن دحية وأخوه وعلي بن يوسف بن الشريك وعلي بن أبي العافية القسطلي؛ وروى عنه بالإجازة الأستاذ أبو علي الشلوبين.
ومات معه في العام الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيرازي حامل لواء الأبطال وشاعر الشام عن سبع وتسعين سنة، والمحدث المفيد أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي وقد شاخ، والمعمر أبو القبائل عشير بن علي بن أحمد الجبلي ثم المصري عن مائة سنة وسنتين، وشيخ الحنفية ببخارى عماد الدين أبو جعفر عمر بن أبي بكر بن محمد الأنصاري الزَّرَنجري ولد العلامة شمس الأئمة وله سبعون عامًا، والإمام المحدث الجوال تاج الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي الخراساني الصوفي بدمشق عن اثنين وستين عامًا، وشاعر العراق أبو الفتح محمد بن عبيد الله بن التعاويذي، والمسند أبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحَرّاني التاجر، والمسند العالم أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني، رحمة الله عليهم.
أخبرنا ابن جابر أنا قاضي الجماعة أحمد بن محمد بن حسن الخزرجي حدثني أبو الربيع الكُلاعي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيش أنا يونس بن مغيث ومحمد بن الأصبغ القاضي قالا: قرأنا على محمد بن الفرج الفقيه "ح" وكتب إلينا عاليًا أبو محمد هارون بن يونس أنا أحمد بن يزيد أنا محمد بن عبد الحق ثنا محمد بن الفرج أنا يونس بن عبد الله عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى عن أبي مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقّلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت".
1102- 6/17
ابن الفخار
الحافظ الإمام الأوحد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خلف الأندلسي المالقي.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة، سمع أبا بكر بن العربي ولازمه واختص به وأبا جعفر البطروجي وأبا عبد الله بن الأحمر وشريح بن محمد وأبا مرود بن مسرّة ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي وطبقتهم، قال الأبار: كان صدرًا في الحفاظ مقدمًا معروفًا يسرد المتون والأسانيد مع معرفة بالرجال وحفظ للغريب، سمع منه جُلة وحدث عنه أئمة، سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول عن ابن الفخار: إنه حفظ في شبيبته سنن أبي داود فأما في مدة لقائي إياه فكان يذكر صحيح مسلم، وكان موصوفًا بالورع والفضل مسلمًا له في جلالة القدر ومتانة العدالة، استدعي إلى حضرة السلطان بمراكش ليسمع عليه بها فتوفي هناك في شعبان سنة تسعين وخمسمائة.
قلت: وفيها توفي الإمام أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني ثم القزويني الواعظ ببغداد عن ثمان وسبعين سنة، والمحدث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأنصاري البَلنسي الزاهد صاحب السلفي كتب شيئًا كثيرًا، وأبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الهمذاني الجوهري الواعظ، والمحدث المفيد أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن الحبقبق القرشي الزبيري الدمشقي الشروطي والد كريمة، وشيخ القراء الإمام أبو محمد القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي بمصر عن اثنتين وخمسين سنة، والفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الأصبهاني المعروف بالمصلح من أصحاب الحداد، رحمة الله عليهم أجمعين.
هؤلاء المغاربة لا يكاد يقع لنا حديثهم إلا بنزول ثم هم نازلون في الإسناد فيبقى نزول على نزول، وبالله الاستعانة.
1103- 7/17
الشيرازي
الإمام الحافظ الرحال أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصوفي مفيد بغداد وشيخ الصوفية بالرباط الأرجواني وصاحب الأربعين البلدية.
ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة ببغداد، وأسمعه أبوه من إسماعيل بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وأبي الحسن بن عبد السلام والحافظ أبي سعد بن البغدادي وطلب بنفسه فسمع من الكروجي وابن ناصر وطبقتهما، وبالكوفة من أبي الحسن بن غبرة، وبكرمان من أبي الوقت عبد الأول، وبالبصرة من عبد الله بن عمر بن سليخ، وبواسط من القاضي أحمد بن بختيار المندّائي، وبهراة من عبد الجليل بن أبي سعيد، وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي الطوسي، وببلخ من أبي شجاع البسطامي، وبأصبهان من المعمر إسماعيل بن علي الحمامي، وبهمذان من نصر بن المظفر البرمكي، وبدمشق من أبي المكارم بن هلال. أجاد تصنيف الأربعين وأبان عن حفظ، وله رحلة واسعة وكان صدوقًا موثقًا؛ كتب عنه أبو المواهب الحافظ ووثقه ابن الدبيثي؛ وكان ظريفًا حلو المحاضرة توصل إلى الدولة وذهب رسولا عن الخليفة إلى الأطراف وارتفعت رتبته وكثر ماله، روى شيئًا يسيرًا تقع لنا روايته بالإجازة. توفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة كهلا في مبدأ سن الشيخوخة.
وفيها توفي مسند أصبهان أبو العباس أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينال الترك شيخ الصوفية عن نيف وتسعين سنة، تفرد بالرواية عن أبي مطيع الصحاف، ومحدث دمشق أبو الحسين أحمد بن حمزة بن أبي الحسن علي الموازيني السلمي الدمشقي عن ثمانين سنة، والفقيه أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي الإسكندراني أخو القاضي محمد، وشيخ الإسلام قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي الموصلي الشافعي بدمشق. كتب إلينا محمد بن محمد بن مناقب أن محمد بن أبي جعفر أخبرهم قراءة عليه عن يوسف بن أحمد الحافظ أنا عبد الله بن عمر بن سليخ بمربد البصرة عند قبر الزبير
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngثنا جعفر بن محمد القرشي لفظًا أنا أبو عمر الهاشمي ثنا علي بن إسحاق ثنا علي بن حرب ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5f/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85%D8%A7.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85%D8%A7.pngقال: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}، قال النبي، ﷺ: "أعوذ بوجهك" {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك" {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال: "هذا أهون أو أيسر". هذا حديث صحيح هو عندي أعلى من هذا في الثقفيات وغيرها، أخرجه البخاري عن علي بن عبد الله عن ابن عيينة.
أنبأنا أبو اليمن ابن عساكر أنا محمد بن أبي جعفر أنا يوسف بن أحمد بمكة أنا إسماعيل بن أحمد الأشعثي وعلي بن هبة الله قالا: أنا أحمد بن محمد البزاز ثنا عبيد الله بن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي ﷺ عاد رجلا قد صار مثل الفرخ فقال له: "هل دعوت بشيء؟" قال: نعم، قلت: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله لي في الدنيا؛ فقال رسول الله، ﷺ: "سبحان الله، هلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". رواه مسلم.
1104- 8/17
أبو المواهب
محدث دمشق ومفيدها الحافظ الإمام الحسن بن أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن حسن بن محمد بن حسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى الربعي التغلبي البلدي الأصل، الدمشقي المعدل.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وكان اسمه نصر الله فغيره.
سمع جده أبا البركات ونصر الله بن محمد المصيصي وهو أعلى شيخ له وعبدان بن رزين وعلي بن حيدرة وأبا القاسم بن البن الأسدي ونصر بن أحمد السوسي وأبا يعلى حمزة بن الحبوبي وأبا يعلى حمزة بن كرّوس وأبا يعلى حمزة بن أسد التميمي وصحب الحافظ ابن عساكر وتخرّج به وأكثر عنه وعني بهذا الشأن وكتب العالي والنازل وجمع وصنف، وارتحل فسمع بحماة من ابن ظفر، وبحلب من أبي طالب بن العجمي، وبالموصل من الحسن بن علي الكعبي وسليمان بن محمد بن خميس، وببغداد هبة الله الدقاق وابن البطي، وبهمذان الحافظ أبا العلاء العطار، وبأصبهان محمد بن أحمد بن ماشاذة، وبتبريز محمد بن أسعد حفدة.
حدث عنه ولده أمين الدين سالم وآحاد الطلبة فقل ما روى لأنه لم يعمر، عمل معجمه في ستة عشر جزءًا، وصنف كتاب "فضائل الصحابة" و"فضائل بيت المقدس" و"عوالي ابن عيينة" و"رباعيات التابعين"، ولما وقع الحريق في الكلاسة احترقت له جملة كتب. وثقه أبو عبد الله الدبيثي وغيره، وكان حسن الطريقة لين الجانب سمحًا كريمًا نبيلًا مليح الخط عاش تسعًا وأربعين سنة، ارتحل ثاني مرة إلى بغداد بابنه سالم فأسمعه من ابن شاتيل وطبقته.
أنبئت عن أبي الغنائم سالم بن أبي المواهب أنا أبي أنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بحلب أنا علي بن أحمد العمري أنا طلحة بن علي ثنا أحمد بن سلمان ثنا أحمد بن ملاعب ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن الزبرقان عن الشيباني عن المغيرة بن عبد الله اليشكُري عن قزعة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله، ﷺ: "لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد بيت المقدس". [3] أنبأنا عاليًا أحمد بن سلامة عن عبد المنعم بن كليب أنا علي العمري إجازة إن لم يكن سماع، فذكره.
أخبرنا أبو محمد بن أبي بداس الحافظ أنا إسماعيل بن إسحاق بن الحسين أنا جدي أنا أخي أبو المواهب الحافظ أنا أبو الفتح المصيصي أنا محمد بن أحمد أنا محمد بن إبراهيم اليزدي ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله ﷺ أخي جويرية قال: والله ما ترك رسول الله ﷺ عند موته دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شيئًا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضًا جعلها صدقة. أخرجه "خ" عن إبراهيم بن الحارث.
توفي سنة ست وثمانين وخمسمائة.
وفيها مات العلامة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب الأنصاري القرطبي المقرئ بن الشراط عن خمس وسبعين سنة، والإمام المقرئ أبو الطيب عبد المنعم بن يحيى بن خلف الحميري الغرناطي المعروف بابن الخلوف، والمقرئ أبو عبد الله محمد بن جعفر بن أحمد بن حميد بن مأمون البلنسي، والمسند الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلي الملكي المعروف بابن زرقون عن أربع وثمانين سنة، والعلامة المعمر أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد الفهري الإشبيلي المقرئ، الفقيه الحافظ عن تسعين سنة وأشهر، والمحدث أبو الفضل مسعود بن علي بن النادر البغدادي عن سبعين سنة.
1105- 9/17
الزيدي
الإمام القدوة الحافظ العابد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن سالم بن عبيد الله بن الحسن العلوي الحسيني، من ولد زيد بن علي البغدادي الشافعي المحدث، أحد الأئمة الزهّاد.
قطع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب حتى مكن الله منزلته في القلوب وأحبه الخاص والعام حتى كان يقصده الكبار للزيارة والتبرك كان ربانيا متألها متواضعا حسن الخلق والخلق حلو العبارة جوادا مفضلا.
سمع الكثير وكتب وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من المصنفات والمسانيد والأجزاء شيء كثير فوقفه بمسجده الذي استجده وشاركه في وقفه رفيقُه صليح البصري وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة، سمع ابن ناصر وابن الزاغوني ونصر بن نصر العُكبري ومحمد بن عبيد الله الرطبي وأبا الوقت السجزي وخلائق حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين والقاضي أبي بكر حتى عن أقرانه وعمن هو دونه، وقل ما روى، سمع منه إبراهيم بن الشعار وأبو الخطاب العليمي وعمر بن أحمد بن بكرون وداود بن علي بن المسلمة.
وقال عبد الواحد بن مسعود بن الحصين: سمعت الشريف الزاهد علي بن أحمد الزيدي يقول: اجعل النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسم ومخالطة الناس كالنار والغذاء كالدواء.
وقال أبو البركات عمر بن أحمد: ولد أخي أبو الحسن سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وبخط أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: وممن مات في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذا الطاعون الشريفُ الزاهد وليّ الله أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وكان عالمًا حافظًا عارفًا له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة والأحوال والكرامات مما حدثني به الثقات وشاهدته فلو أثبته لقام من ذلك كراريس، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة، مات يوم الثلاثاء سادس عشر من الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه جوار مسجده. قال ابن الدبيثي: سمعت شيخنا ابن الأخضر يعظم شأنه ويثني عليه ويصف زهده ودينه، مات وأبواه حيان، وقيل: إن الوزير عضد الدين بن المسلمة لما عاد إلى الوزارة بعث إلى أبي الحسن الزيدي بألف دينار كان نذرها إن عاد إلى الوزارة، فلما سمع بذلك المستضىء الخليفة بعث إلى الشريف بألف دينار أخرى. وبعثت إليه بنفشا أم الخليفة بألف أخرى، فلم يتصرف في ذلك واشترى كتبًا كثيرة فوقفها وبنى مسجدًا.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ في كتابه عن محمد بن محمود الحافظ أنا داود بن علي بن المسلمة أنا علي بن الزيدي أنا أبو المظفر محمد بن أحمد العباسي ومحمد بن أحمد التميمي قالا: أنا أبو نصر الزينبي أنا محمد بن عمر ثنا عبد الله البغوي ثنا أحمد بن حنبل، وحدثنا زهير وسريج بن يونس وابن المقرئ قالوا: ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: مر رسول الله ﷺ برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي، ﷺ: "الحياء من الإيمان". متفق على صحته.
1106- 10/17
الحازمي
الإمام الحافظ البارع النسابة أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الهمذاني.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وسمع من أبي الوقت السجزي حضورًا ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة المقدسي والحافظ أبي العلاء الهمذاني ومعمر بن الفاخر، وقدم بغداد فسمع من أبي الحسين عبد الحق بن يوسف وعبد الله بن عبد الصمد العطار، وبالموصل من الخطيب أبي الفضل الطوسي، وبواسط من أبي طالب المحتسب، وبالبصرة محمد بن طلحة المالكي، وبأصبهان أبا الفتح الخرقي وأبا العباس الترك وأبا موسى الحافظ، وبالحرمين والشام والجزيرة، وكتب الكثير وصنف وجوده. قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقه بها في مذهب الشافعي وجالس العلماء وتميز وفهم وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله مع زهد وتعبّد ورياضة وذكر. صنف في الحديث عدة مصنفات، وأملى عدة مجالس وكان كثير المحفوظ حلو المذاكرة يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام، أملى طرق الأحاديث التي في "المهذب" وأسندها ولم يتمه. وذكره ابن النجار فقال: كان من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، ألف كتاب "الناسخ والمنسوخ" وكتاب "عجالة المبتدئ في الأنساب" و"المؤتلف والمختلف" في أسماء البلدان وأسند أحاديث "المهذب" لأبي إسحاق، وكان ثقة حجة نبيلًا زاهدًا عابدًا ورعًا ملازمًا للخلوة والتصنيف وبث العلم، أدركه أجله شابا، سمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضل أبا بكر الحازمي على عبد الغني المقدسي ويقول: ما رأيت شابا أحفظ منه.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة. قال ابن النجار: سمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب "الإكمال" في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة وكان يكرر عليه، وبخط أبي الخير القزويني يسأل الحازمي: ما يقول سيدنا الإمام الحافظ في كذا وكذا؟ وقد أجاب الحازمي بأحسن جواب.
قال ابن النجار: سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول، وكان صالحًا: كان الحازمي في رباط البديع وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع ويكتب إلى الفجر فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزرًا للسراج فلعله يستريح الليلة، فلما جنّ الليل اعتذر إليه الخادم لانقطاع البزر فدخل بيته وصف قدميه ولم يزل يصلي ويتلو إلى أن طلع الفجر وكان الشيخ خرج ليعلم خبره فوجده في الصلاة.
أخبرنا أبو الحمد الوراق أنا عبد الله بن الحسن الخطيب سنة اثنتين وأربعين وستمائة أنا محمد بن موسى الحافظ قرأت على محمد بن ذاكر أخبرك حسن بن أحمد القارئ أنا محمد بن أحمد الكاتب أنا علي بن عمر ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا العباس بن يزيد ثنا غسان بن مضر ثنا أبو سلمة سألت أنس بن مالك: أكان رسول الله ﷺ يستفتح بالحمد لله رب العالمين؟ فقال: إنك لتسألني عن شيء لم أحفظه، وما سألني عنه أحد قبلك. قلت: أكان رسول الله ﷺ يصلي في النعلين؟ قال: نعم.
1107- 11/17
أبو المحاسن القرشي
القاضي الإمام الحافظ عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي الزبيري الدمشقي محدث بغداد.
سمع بدمشق أبا الدر ياقوت بن عبد الله الرومي، وأبا القاسم بن البن، وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي بحلب، وأبا الوقت السجزي وأبا جعفر العباس وأبا المظفر بن التريكي وأبا محمد بن المادح وخلائق ببغداد، حتى نزل إلى أصحاب القاضي أبي بكر وابن السمرقندي، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وقاضي القضاة روح بن الحديثي واستنابه على قضاء الحريم الطاهري، ونفذ رسولا عن الديوان العزيز إلى صاحب الشام نور الدين وما كان له ثلاثون سنة؛ سمع منه القاضي أبو بكر الباقداري وأحمد بن أحمد البندنيجي وأبو الفتوح بن الحصري وابنه أبو بكر عبد الله بن عمر.
ذكره ابن الدبيثي في تاريخه فقال: ثقة حافظ عني بطلب الحديث وبالسماع والكتابة وكتب ببلده، وبحلب وحرّان والموصل والحرمين وبغداد، ورزق الفهم في الحديث وأجاز لي مروياته؛ مولده بدمشق في سنة ست وعشرين وخمسمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
قلت: وفيها توفي أمير المؤمنين المستضىء بأمر الله حسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي العباسي، ومسندة بغداد أم عتب تجني الوهبانية، والمحدث أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي، والمسند الواعظ أبو المعالي بن خلدون بدمشق.
1108- 12/17
ابن خير
الإمام الحافظ شيخ القراء، أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الإشبيلي.
أتقن القراءات على شريح بن محمد واختص به حتى ساد أهل بلده وسمع منه ومن أبي مروان الباجي والقاضي أبي بكر بن العربي، وبقرطبة من أبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر وأبي القاسم بن بقي وابن مغيث وابن أبي الخصال وطائفة سواهم، قال الأبار: كان مكثرًا إلى الغاية بحيث إنه سمع من رفاقه وشيوخه أكثر من مائة نفس، لا نعلم أحدًا من طبقته مثله، وتصدر بإشبيلية للإقراء والإسماع وحمل الناس عنه كثيرًا وكان مقرئًا مجودًا ومحدثًا متقنًا وأديبًا نحويًّا لغويًّا واسع المعرفة رضيًّا مأمونًا، لما مات بِيعت كتبه بأغلى الأثمان لصحتها ولم يكن له نظير في هذا الشأن مع الحظ الأوفر من علم اللسان، توفي في ربيع الأول من سنة خمس وسبعين وخمسمائة وكانت جنازته مشهودة وعاش ثلاثًا وسبعين سنة.
1109- 13/17
أبو عمر بن عياد يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد
الأستاذ المحدث الحافظ أبو عمر الأندلسي الريي المقرئ أحد الأعلام.
أخذ القراءة عن أبي عبد الله بن أبي إسحاق وقدم بلنسية سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ولقي بها أعلام المقرئين أبا مروان بن الصيقل وأبا الحسن بن هذيل وأبا الحسن بن النعمة وسمع من أبي الوليد الدباغ وطارق بن نفيس وعدة.
وأجاز له أبو القاسم بن وردان وأبو محمد بن عطية وكان معنيًّا بصناعة الحديث جماعة للأجزاء والدواوين معدودًا في الأثبات المكثرين كتب العالي والنازل ولقي الكبار ولو اعتنى بهذا من أوائل عمره لبذ الأقران وفاق الأصحاب وكان يحفظ أخبار المشايخ وينقب عنهم ويضبط وفياتهم ويدون قصصهم أنفق عمره في ذلك.
وكان قد شرع في تذييل "صلة ابن بشكوال" وصنف "كتاب الكفاية في مراتب الرواية" و"كتاب المرتضى في شرح المنتقى" لابن الجارود وشرح "الشهاب" والأربعين في الحشر والأربعين في العبادات وغير ذلك، روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الحجاج بن عبدة وأبو محمد بن غلبون وغيرهم، وكان من أهل التواضع والخير والعلم، استشهد عند كبسة العدولرية يوم العيد سنة خمس وسبعين أيضًا وعاش سبعين سنة، ذكره الأبار.
1110- 14/17
القاسم
ابن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ المحدث الفاضل بهاء الدين أبو محمد ابن عساكر الدمشقي، مصنف "فضائل القدس".
ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وسمع أباه وعمه الضياء بن هبة الله وجد أبويه أبا الفضل يحيى بن علي القرشي وجمال الإسلام علي بن المسلم السلمي ويحيى بن بطريق الطرسوسي وأبا طالب علي بن عبد الرحمن الصوري وأحمد بن محمد الهاشمي صاحب السميساطي وهبة الله بن طاوس وأبا الدر ياقوت الرومي وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وخلقًا كثيرًا وأجاز له أبو عبد الله الفراوي والحسن بن عبد الملك الخلال وطبقتهما.
وكان محدثًا صدوقًا متوسط المعرفة مكرمًا للغرباء له أنسة بالحديث وخطه ضعيف رديء، قال الحافظ المنذري: قلت لشيخنا ابن المفضل أقول: ثنا القاسم بن علي الحافظ -بالكسر- صفة لأبيه؛ فقال: قل بالضم، اجتمعت به بالمدينة فأملى عليّ أحاديث من حفظه ثم بعث إلي أصوله فقابلتها فوجدتها سواء. وقيل: كان كيسًا ظريفًا مزاحًا.
قال العز النسابة: كان أحب ما إليه المزاح؛ وقال ابن نقطة: ثقة لكن خطه لا يشبه خط أهل الضبط. وقال الحافظ عبد الرحمن بن مقرن: حدثني المحدث بدي الحنفي قال: قرأت على القاسم ابن عساكر: ثنا ابن لهيعة؛ فردّ بالضم فراجعته فلم يرجع. قلت: من ضم مثل هذا ضمه إلى الشيوخ لا إلى الحفاظ ولكن بقيت الحافظ عليه لقبًا له، وقد نسخ بخطه تاريخ أبيه.
وصنف كتابًا في الجهاد، وأملى مجالس وخرج لنفسه الأبدال العالية نقاها من مصنف والده، وكان يبالغ في التعصب لمقالة أبي الحسن الأشعري من غير أن يحققها، ولي مشيخة الديار النورية بعد أبيه وإلى أن مات فما أخذ من الجامكية شيئًا بل جعله مرصدًا لمن يقدم عليه من الطلبة.
روى عنه أبو المواهب بن صصرى وأبو الحسن بن المفضل وأبو محمد الرّهاوي واليلداني وابن خليل والشيخ عز الدين عبد السلام والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء وعبد الغني بن بنين القتالي والقاضي عماد الدين بن عبد الكريم بن الحرستاني والحافظ زين الدين خالد وفراس العسقلاني ومجد الدين محمد ابن عساكر وتقي الدين بن أبي اليسر وأبو بكر بن النشبي والكمال عبد العزيز بن عبد وأجاز لأحمد بن سلامة والمسلم بن علان.
مات في تاسع صفر سنة ستمائة.
وفيها مات الإمام منتخب الدين أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي الأصبهاني الشافعي عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو المعمر بقاء بن عمر بن حند الأزجي الدقاق، والمسند أبو القاسم شجاع بن معالي بن شدفيني القصباني عن بضع وثمانين سنة، والعلامة المسند أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار النيسابوري الشافعي عن اثنتين وتسعين سنة، والحافظ الكبير عبد الغني المقدسي، والعلامة ركن الدين الطاوسي صاحب الطريقة واسمه العراقي بن محمد بن العراقي، مات بهمذان وكان يضرب به المثل في المناظرة، والمسندة أم عبد الكريم فاطمة بنت سعد الخير بن محمد الأنصارية بمصر، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش عن اثنتين وثمانين سنة، والمسند أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن فيدرة الحريمي الصوفي عن ثمان وثمانين سنة، عنده المسند كله عن ابن الحصين.
أخبرنا المسلم بن محمد وأحمد بن سلامة إذنًا عن القاسم ابن الحافظ أنا أبو القاسم يحيى بن بطريق أنا محمد بن مكي الأزدي أنا ميمون بن حمزة العلوي ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث العسالي ثنا عيسى بن حماد نا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أنا خالد بن كثير الهمداني حدثه أن السري بن إسماعيل الكوفي حدثه أن الشعبي حدثه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله، ﷺ: "إن من الحنطة خمرًا، ومن الشعير خمرًا، ومن الزبيب خمرًا، ومن العسل خمرًا، وأنا أنهى عن كل مسكر". غريب جدا، أخرجه ابن ماجه عن محمد بن رمح عن الليث، وهو مخرج في السنن الأربعة من طريق أخرى.... وإبراهيم بن مهاجر وغيرهما عن الشعبي كذلك، وقد رواه أيضًا جماعة عن الشعبي فقال: عن ابن عمر عن عمر قوله، وهذا هو المعروف.
1111- 15/17
ابن عبيد الله
الحافظ المتقن المقرئ شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله الحجري حجر ذي رعين الأندلسي المريي نزيل سبتة.
ولد سنة خمس وخمسمائة وسمع من أبي عبد الله بن زعينة صحيح مسلم وسمع من أبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن اللوان وأبي الحسن بن موهب الحداني، ولقي بقرطبة أبا القاسم بن بقي وأبا الحسن بن مغيث وابن مكي والحافظ أبا جعفر البطروجي وأبا بكر بن العربي، وأخذ بإشبيلية عن أبي الحسن شريح وأحمد بن عبد الله بن صالح المقرئ.
وقرأ الصحيح في سنة أربع وثلاثين على شريح فحضره ثلاثمائة نفر، عن أبيه وابن منظور عن أبي ذر الحافظ، وسمع أيضًا من محمد بن عبد العزيز الكلابي وجعفر بن محمد البرجي ويحيى بن خلف بن الخلوف وإبراهيم بن مروان ويوسف بن علي القضاعي، وعني بهذا الشأن، وكان غاية في الورع والصلاح والعدالة، قاله الأبار.
ثم قال: ولي الصلاة والخطبة بجامع المرسية وكان يعرف القراءات ودعي إلى القضاء فأبى وانتقل بعد تغلب العدو إلى مرسية ثم تحول إلى فاس واستقر في سبتة يقرئ فيها ويحدث حتى بعُد صيته وعلا ذكره وارتحلوا إليه، إلى أن قال: وكان له بصر بصناعة الحديث موصوفًا بجودة الفهم، استدعي إلى مراكش وسمع منه السلطان، ثنا عنه عالم بن الجلة.
قلت: روى عنه أبو عمر ومحمد بن محمد بن عيشون ومحمد بن أحمد الأندرشي بن اليتيم ومحمد بن محمد اليحصبي ومحمد بن عبد الله بن الصفار القرطبي والشرف محمد بن عبد الله المَرَسي ومحمد بن أحمد بن محرز وعبد الرحمن بن القاسم السراج وأبو الخطاب بن دحية وأخوه عثمان وعلي بن الفخار الشريشي ويوسف بن محمد الأندي وأبو الحسن علي بن محمد الشاري وإبراهيم بن عامر الطوسي ومحمد بن الجرج نزيل الثغر ومحمد بن عبد الله الأزدي، وهذا الأزدى بقي إلى سنة ستين وستمائة وأظنه آخر أصحابه.
قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرًا وابلًا وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل والطين.
قلت: كان قرأ بالسبع على شريح ويحيى بن الخلوف وأبي جعفر بن الباذش؛ تلا عليه بالروايات أبو الحسن الشاري. قال ابن فرتون: وظهرت له كرامات. قال غيره: مات في آخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
وفيها مات أبو العباس أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد بن الزبرقان الأصبهاني عن إحدى وتسعين سنة، والمسند أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف، ومقرئ مصر أبو الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي، ومقرئ العراق أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي صاحب أبي عبد الله البارع، والمسند أبو المحاسن محمد بن الحسن الأصبهاني التاجر المعروف بالأصفهبذ وقد قارب الثمانين، ومقرئ الغرب أبو الحسن نجبة بن يحيى الرعيني الإشبيلي صاحب شريح. أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنا محمد بن إبراهيم الأنصاري أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن بقي وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي قالا: ثنا محمد بن الفرج الفقيه ثنا يونس بن عبد الله القاضي أنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله أنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي ثنا أبي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله".
1112- 16/17
عبد الغني بن عبد الواحد
بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر الحافظ الإمام محدث الإسلام، تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف.
ولد في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة هو وابن خالته الشيخ الموفق بجماعيل، واصطحبا مدة في أول اشتغالهما ورحلتهما. سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق، وهبة الله بن هلال وابن البطي وطبقتهما ببغداد، وأبا طاهر السلفي بالثغر، وأقام عليه ثلاثة أعوام ولعله كتب عنه ألف جزء، وأبا الفضل الطوسي بالموصل، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني بهمذان، والحافظ أبا موسى المديني وأقرانه بأصبهان، وعلي بن هبة الله الكاملي بمصر؛ وكتب ما لا يوصف كثرة وما زال ينسخ ويصنف ويحدث ويعبد الله حتى أتاه اليقين.
روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى وعبد القادر الرّهاوي والشيخ موفق الدين والضياء وابن خليل والفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وعثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن حامد الأرتاحي وإسماعيل بن عزون وعبد الله بن علاق ومحمد بن مهلهل الجيتي، وهو آخر من سمع منه، بقي إلى سنة أربع وسبعين، وبقي بعده بالإجازة أحمد بن أبي الخير شيخنا.
قال ابن النجار: حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد قيمًا بجميع فنون الحديث، إلى أن قال: وكان كثير العبادة ورعًا متمسكًا بالسنة على قانون السلف، تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره أهل التأويل من الفقهاء وشنعوا عليه، فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق فأصر وأباحوا قتله فشفع فيه أمراء الأكراد على أن يبرح من دمشق فذهب إلى مصر وأقام بها خاملا إلى حين وفاته.
قرأت بخط الحافظ أبي موسى المديني: يقول أبو موسى، عفا الله عنه: قل من قدم علينا من الأصحاب من يفهم هذا الشأن كفهم الإمام ضياء الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي زاده الله توفيقًا وقد وفق لتبيين هذه الغلطات، يعني التي في كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم، إلى أن قال: ولو كان الدارقطني في الأحياء وأمثاله لصوبوا فعله، وقل من تفهم في زماننا لما فهمه.
قال الحافظ الضياء: ثم سافر الحافظ إلى أصبهان وكان خرج وليس معه إلا قليل فلوس فسهل الله تعالى من حمله وأنفق عليه فأقام بأصبهان مدة وحصل بها الكتب الجيدة، وكان ليس بالأبيض الأمهق يميل إلى سمرة حسن الثغر كث اللحية واسع الجبين عظيم الخلق تام القامة كأن النور يخرج من وجهه ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء.
وصنف "المصباح" في ثمانية وأربعين جزءًا، مشتملًا على أحاديث الصحيحين، وكتاب "نهاية المراد" في السنن نحو مائتي جزء لم يبيضه، كتاب "المواقيت" مجلد، كتاب "الجهاد" مجلد، "الروضة" أربعة أجزاء، "فضائل خير البرية" مجلد، "الذكر" جزءان، "الإسراء" جزءان، "التهجد" جزءان، "المحنة" ثلاثة أجزاء "صلات الأحياء إلى الأموات" جزءان، "الصفات" جزءان، "الفرح" جزءان، "فضل مكة" أربعة أجزاء وتصانيف كثيرة، جزء "غنية الحفاظ في مشكل الألفاظ" مجلدان، "الحكايات" أزيد من مائة جزء.
ومما ألفه بلا إسناد "العمدة" جزءان، "الأحكام" ستة أجزاء "درر الأثر" تسعة أجزاء، "الكمال" عشر مجلدات، إلى أن قال: وكان لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له وبيّنه، ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان ابن فلان، وبين نسبته، فأقول: كان أمير المؤمنين في الحديث، سمعته يقول: نازعني رجل في حديث بحضرة أبي موسى فقال: هو في البخاري؛ قلت: ليس هو فيه، فكتب الحديث في رقعة ورفعها إلى أبي موسى يسأله فناولني أبو موسى الرقعة وقال: ما تقول؟ فقلت: ما هو في البخاري؛ فخجل الرجل.
وقال الضياء: سمعت إسماعيل بن ظفر يقول: جاء رجل إلى الحافظ عبد الغني فقال: رجل حلف بالطلاق: إنك تحفظ مائة ألف حديث؛ فقال: لو قال أكثر لصدق. وشاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر يقول: اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء فيقرأ الأحاديث علينا بأسانيدها عن ظهر قلبه، وقيل له: لم لا تقرأ دائمًا من غير كتاب؟ فقال: أخاف العجب؛ وسمعت أبا محمد عبد العزيز الشيباني يقول: سمعت التاج الكندي يقول: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني المقدسي.
قال الفقيه محمود بن همام: سمعت الكندي يقول: لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه. وقال ربيعة اليمني: قد رأيت أبا موسى المديني، وهذا الحافظ عبد الغني أحفظ منه. وقال الضياء: كل من رأيت من المحدثين يقول: ما رأينا مثل عبد الغني؛ وهو الذي حرضني على السفر إلى مصر وبعث معنا ابنه عبد الرحمن وهو ابن عشر سنين وهو سفّر إسماعيل بن ظفر وأعطاه فسار إلى أصبهان وإلى خراسان، وحرض يوسف بن خليل على الرحلة؛ وكان يقرأ الحديث ليلة الخميس وبعد الجمعة بجامع دمشق ويجتمع خلق ويبكي الناس كثيرًا ثم يطوّل لهم الدعاء، سمعت الواعظ أبا الحسن بن نجا على المنبر بالقرافة يقول: قد جاء الحافظ وهو يريد أن يقرأ الحديث فاشتهى أن تحضروا مجلسه ثلاث مرات وبعدها أنتم تعرفونه وتحصل لكم الرغبة فيه؛ فجلس أول يوم بجامع القرافة وحضرت فقرأ أحاديث بأسانيدها حفظًا وقرأ أخرى ففرح الناس به، ثم سمعت ابن نجا يقول: حصل مرادي في أول مجلس، إلى أن قال: وكان لا يضيع شيئًا من زمانه، كان يصلي الفجر ويلقن القرآن وربما لقن الحديث ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبيل الظهر فينام نومة فيصلي الظهر ويشتغل بالتسميع أو النسخ إلى المغرب فيفطر إن كان صائمًا ويصلي إلى العشاء ثم ينام إلى نصف الليل أو بعده ثم يتوضأ ويصلي ثم يتوضأ ويصلي إلى قريب الفجر، وربما توضأ سبع مرات أو أكثر ويقول: تطيب لي الصلاة ما دامت أعضائي رطبة، ثم ينام نومة يسيرة قبل الفجر وهذا دأبه.
قال الشيخ الموفق: كان رفيقي وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا القليل، وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وقيامهم عليه ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها. قال الضياء: وكان لا يرى منكرًا إلا غيره بيده أو بلسانه، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم رأيته مرة يريق خمرًا فسل صاحبه السيف فلم يخف وكان قويًّا فأخذ السيف من يد الرجل وكان يكسر الشبابات والطنابير.
وشاهدت بخطه يقول: والملك العادل ما رأيت منه إلا الجميل أقبل عليّ وقام لي والتزمني ودعوت له فقلت: عندنا قصور يوجب التقصير؛ فقال: ما عندك تقصير ولا قصور، وذكر أمر السنة فقال: ما عندك شيء يعاب في أمر الدين والدنيا، ولا بد للناس من حاسد؛ وبلغني عنه بعد ذلك أنه ذكر عنده العلماء فقال: ما رأيت مثل فلان، دخل علي فخيل لي أنه أسد قد دخل علي.
قال الضياء: وكان المبتدعة قد أوغروا صدر العادل على الحافظ وتكلموا فيه عنده وكان بعضهم يقول: ربما يقتله إذا دخل عليه، فسمعت أن بعضهم بذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار. قال الضياء: سمعت أبا بكر بن أحمد الطحان يقول: جعلوا الملاهي عند درج جيرون فجاء الحافظ فكسر كثيرًا منها وصعد المنبر، فجاءه رسول القاضي يطلبه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك حرام ولا أمشي إليه إن كان له حاجة يجيء هو؛ قال: فعاد الرسول فقال: لا بد من مجيئك قد عطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان؛ فمضى الرسول فخفنا من فتنة فما أتى أحد بعد؛ سمعت محمود بن سلامة الحراني بأصبهان يقول: كان الحافظ بأصبهان يخرج فيصطف الناس في السوق ينظرون إليه؛ ولو أقام بأصبهان مدة وأراد أن يملكها لملكها، يعني: من حبهم له ورغبتهم فيه. قال الضياء: وكنا بمصر نخرج معه للجمعة فلا نقدر نمشي معه من زحمة الناس يتبركون به ويجتمعون حوله، وكان جوادًا كريمًا لا يدخر شيئًا ولا درهمًا، وقيل: كان يخرج في الليل بقفات الدقيق فإذا فتحوا ترك ما معه ومضى لئلا يعرف، وربما كان عليه ثوب مرقع.
سمعت بدر بن محمد الجذري يقول: ما رأيت أحدًا أكرم من الحافظ، لقد أوفى عني غير مرة. وسمعت سليمان الأشعري يقول: بعث الأفضل إلى الحافظ بنفقة وقمح كثير ففرق الجميع.
وحكى رجل أنه شاهد الحافظ في الفلاء بمصر ثلاث ليالٍ يؤثر بعشائه ويطوي. قال الضياء: فتح له بمصر أشياء كثيرة من الذهب وغيره. سمعت الرضى عبد الرحمن بن محمد أنه سمع الحافظ يقول: سألت الله أن يرزقني حال الإمام أحمد، فقد رزقني صلاته، قال: ثم ابتلي بعد ذلك وامتحن. سمعت الإمام أبا عبد الله بن أبي الحسن الجبائي يقول: أخذ الحافظ عبد الغني على أبي نعيم في مائتين وتسعين موضعًا فطلبه الصدر بن الخجندي وأراد هلاكه فاختفى الحافظ.
وسمعت محمود بن سلامة يقول: ما أخرجناه إلا في إزار. وسمعت الحافظ يقول: كنا نسمع بالموصل كتاب الضعفاء للعقيلي فأخذني أهل الموصل وحبسوني وأرادوا قتلي من أجل ذكر رجل فيه فجاءني رجل طويل بسيف فقلت: لعله يقتلني وأستريح، قال: فلم يصنع شيئًا ثم أطلقت. وكان يسمعه معه ابن البرني فأخذ الكراس الذي فيه ذكر الرجل ففتشوا الكتاب فلم يجدوا شيئًا فأطلق.
أخبرنا عبد الحميد بن أحمد، سمعت الضياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق ويجتمع الخلق عليه فحسد وشرعوا يعملون لهم وقتًا في الجامع ويقرأ عليهم الحديث فهذا ينام وهذا قلبه غير حاضر فلم تشتف قلوبهم فشرعوا في مكيدة فأمروا الناصح أن يعظ بعد الجمعة تحت قبة النسر وقت جلوس الحافظ، فأخر الحافظ معتاده إلى العصر، فلما كان في بعض الأيام والناصح قد فرغ فدسوا رجلا ناقض العقل من بني عساكر فقال للناصح ما معناه؟ إنك تقول الكذب على المنبر فضرب الرجل وهرب وخبئ في الكلاسة ومشوا إلى الوالي وقالوا: هؤلاء الحنابلة ما قصدهم إلا الفتنة، وهم، وهم، واعتقادهم، ثم جمعوا كبراءهم ومضوا إلى القلعة وقالوا للوالي: نشتهي أن يحضر عبد الغني. وسمع مشايخنا فانحدروا، خالي الموفق وأخي الشمس والفقهاء وقالوا: نحن نناظرهم، وقالوا للحافظ: اقعد لا تجئ فإنك حاد ونحن نكفيك، فاتفق أنهم أخذوا الحافظ ولم يعلم أصحابنا فناظروه وكان أجهلهم يغري به، فاحتد وكانوا قد كتبوا شيئًا من اعتقادهم وكتبوا فيه خطوطهم ثم قالوا له: اكتب خطك، فلم يفعل؛ فقالوا للوالي: قد اتفق الفقهاء كلهم وهذا يخالف؛ فبعث الأسارى فرفعوا منبره وخزانه ودرابزين وقالوا: نريد أن لا تجعل في الجامع صلاة إلا للشافعية وكسروا منبر الحافظ ومنعنا من صلاة الظهر، فجمع الناصح السوقة وغيرهم وقال: إن لم يخلونا نصلي صلينا بغير اختيارهم؛ فبلغ ذلك القاضي وكان صاحب الفتنة فأذن لهم وحمت الحنفية مقصورتهم بجماعة من الجند، ثم إن الحافظ ضاق صدره ومضى إلى بعلبك فأقام بها مدة وتوجه إلى مصر فبقي بنابلس مدة، إلى أن قال: وجاء الملك الأفضل وأخذ مصر ثم رد إلى دمشق فصادف الحافظ وأكرمه ونفذ يوصي به بمصر
فتلقى بالبشر والإكرام وكان بمصر كثير من المخالفين لكن رائحة السلطان كانت تمنعهم، ثم جاء العادل وأخذ مصر وأكثروا عنده على الحافظ فطلب ثم أكرمه العادل وبقي الحافظ بمصر وهم لا يتركون الكلام فيه، فلما أكثروا عزم الكامل على إخراجه ثم اعتقل في داره سبع ليالٍ، فسمعت التقي أحمد بن محمد بن عبد الغني يقول: حدثني الشجاع بن أبي ذكري الأمير قال: قال لي الكامل: هنا فقيه قالوا: إنه كافر؛ قلت: ما أعرفه؛ قال: بلى، هو محدث؛ فقلت: لعله الحافظ عبد الغني؟ فقال: هو هو؛ فقلت: أيها الملك، العلماء أحدهم يطلب الآخرة والآخر يطلب الدنيا، وأنت هنا باب الدنيا فهل جاء إليك؟ أو أرسل إليك ورقة؟ قال: لا؛ قلت: والله هؤلاء يحسدونه؛ فقال: جزاك الله خيرًا كما عرفتني. قال الضياء: بلغني أن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده فكتب: أقول كذا لقول الله كذا، وأقول كذا لقول النبي ﷺ كذا، حتى فرغ من المسائل؛ فلما وقف عليها الكامل قال: أيش أقول في هذا؟ يقول: بقول الله ورسوله؛ فخلى عنه.
وسمعت أحمد بن محمد بن عبد الغني يقول لي: رأيت أخاك الكمال عبد الرحيم في النوم فقلت: أين أنت؟ فقال: في جنة عدن، فقلت: أيما أفضل الحافظ عبد الغني أو الشيخ أبو عمر؟ فقال: ما أدري، أما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسي تحت العرش يقرأ عليه الحديث وينثر عليه الدر وهذا نصيبي منه؛ وأشار إلى كمه.
سمعت أبا موسى يقول: مرض والدي أيامًا ووضأته وقت الصباح فقال لي: يا عبد الله صل بنا وخفف؛ فصليت بالجماعة وصلى معنا جالسًا ثم قال: اقرأ عند رأسي يس فقرأتها وقلت: هنا دواء تشربه؛ فقال: ما بقي إلا الموت؛ فقلت: ما تشتهي شيئًا؟ قال: أشتهي النظر إلى وجه الله الكريم؛ فقلت: ما أنت عني راض؟ قال: بلى؛ وجاءوا يعودونه وجعلوا يتحدثون ففتح عينه وقال: ما هذا؟ اذكروا الله، قولوا: لا إله إلا الله ثم دخل درع النابلسي فقمت لأناوله كتابًا من جانب المسجد، فرجعت وقد توفي
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.pngيوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستمائة.
قلت: وفيها توفي المذكورون في ترجمة القاسم. وترجمه الحافظ الضياء أربع كراريس بسماعنا من ابن خولان عنه.
أنبأنا أحمد بن سلامة الدمشقي عن عبد الغني بن عبد الواحد في كتابه أنا حيدرة بن عمر بن إبراهيم العلوي أنا طراد بن محمد أنا أحمد بن محمد بن حسنون ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو إملاء ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو سنان حدثني حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله، إني أعمل العمل سرًّا فإذا اطلع عليه أعجبني؟ قال رسول الله، ﷺ: "لك أجران: أجر السر وأجر العلانية". رواه الأعمش عن حبيب وأرسله، أخرجه أبو عيسى في جامعه عن محمد بن المثنى عن أبي داود.
1113 - 17/17
الباقداري
الحافظ العالم المحدث أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق البغدادي الضرير.
قدم من باقدار في صباه وتلا على جماعة وسمع الحديث من أبي محمد سبط الخياط وأبي بكر بن الزاغوني وابن ناصر وطبقتهم فأكثر، قال ابن الدبيثي: انتهى إليه معرفة رجال الحديث وحفظه وكان المعتمد عليه فيه.
وقال أبو الفتوح بن الحصري: كان آخر من بقي من حفاظ الحديث من الأئمة. قال ابن الدبيثي: سمعت غير واحد من شيوخنا يذكرون أبا بكر الباقداري ويصفونه بالحفظ ومعرفة الرجال والمتون مع كونه ضريرًا مقصورًا إلا أنه كان حفظة حسن الفهم، بلغني أن ابن ناصر كان يراجعه في أشياء ويصير إلى قوله. وقال أبو محمد المنذري: كان أحد حفاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال والتقدم مع ضرره. قلت: توفي في آخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة كهلا، وقد انتهى علو الرواية إلى ابنته عجبيبة في وقتها.
أنبأنا أبو حامد بن الصابوني وعدة عن محمد بن سعيد الحافظ أنا عبد الله بن عمر الوكيل أنا أبو بكر محمد بن أبي غالب الحافظ أنا أبو بكر بن الزاغوني وسعيد بن البناء وابن المادح قالوا: أنا أبو نصر الزينبي أنا محمد بن عمر الوراق أنا عبد الله بن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد -وهو ابن الصلت- ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: توفيت زينب بنت رسول الله ﷺ فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه كئيبًا حزينًا ثم دخل قبرها فخرج ملتمع اللون، فسألناه عن ذلك فقال: "إنها كانت امرأة مسقامة، فذكرت شدة الموت وضغطة القبر فدعوت الله فخفف عنها". قرأته على أبي المعالي الزهري الزاهد عن أكمل بن أبي الأزهر سماعًا أنا سعيد بن البناء، مثله.
1114- 18/17
ابن الحضري
الإمام الحافظ المفيد شيخ القراء برهان الدين أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج محمد بن علي البغدادي الحنبلي، نزيل مكة وإمام الحطيم.
تلا بالروايات على ابن الشهرزوري ولعله آخر من قرأ عليه، وسمع من أبي الوقت وابن الزاغوني وأبي طالب العلوي وأبي محمد بن المادح وهبة الله بن السبل وابن البطي وأبي زرعة المقدسي وخلق كثير، وعني بالفن أتم عناية ونسخ الكثير، وكان يفهم ويفيد مع الثقة والدين.
قال ابن النجار: قرأ بالروايات على جماعة -وسماهم- وكان حافظًا حجة نبيلًا من أعلام الدين جم العلم كثير المحفوظ كثير التعبد والتهجد. وقال المنذري: حصل من الأدب طرفًا حسنًا، وكان يسمع ويقرأ ويفيد الغرباء وغيرهم، جاور عشرين سنة.
قال الدبيثي: كان ذا معرفة بهذا الشأن ونعم الشيخ كان عبادة وثقة. وقال ابن نقطة: حافظ ثقة مكثر متقن. قلت: روى عنه الثلاثة والبرزالي وابن خليل وتاج الدين علي بن القسطلاني وخلق والحافظ ضياء الدين، وقال: توفي شيخنا الحافظ الإمام -إمام الحرم- أبو الفتوح بالمهجم في المحرم سنة تسع عشرة وستمائة،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
قال ابن مسدي: قصد اليمن فأدركه الأجل بالمهجم في ربيع الآخر، كذا قال. وقال: وكان أحد الأئمة الأثبات مشارًا إليه بالحفظ. قلت: آخر من بقي من أصحابه شيخنا المقداد القيسي سمع منه سنن أبي داود وغير ذلك.
أخبرنا المقداد إجازة أنا نصر بن محمد الحافظ أنا أبو طالب العلوي أنا أبو علي التستري أنا أبو عمر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا همام عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة أن النبي ﷺ كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا يتسوك قبل أن يتوضأ.
1115- 19/17
ابن الأخضر
الإمام الحافظ المسند محدث العراق، أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة وسمع باعتناء والده من القاضي أبي بكر الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وعبد الوهاب الأنماطي، ثم طلب بنفسه وسمع من الأرموي وابن ناصر وأبي الوقت وابن البطي ومن بعدهم، ونسخ وحصل الأصول الثمينة، وصنف وجمع وأفاد ونفع وحدث نحوًا من ستين عامًا، وكان ذا حلقة بجامع القصر؛ وتواليفه تدل على معرفته وحفظه، وكان ثقة صالحًا عفيفًا دينًا. قال ابن الدبيثي: لم أر في شيوخنا أوفر شيوخًا منه ولا أغزر سماعًا، حدث بجامع القصر دهرًا.
قلت: وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة وحج سنة خمس وثلاثين وعمره أربعون سنة فعدم في الطريق. قال ابن نقطة: كان شيخنا ثقة ثبتًا مأمونًا كثير السماع واسع الرواية صحيح الأصول منه تعلمنا واستفدنا، ما رأينا مثله. قال ابن النجار: بالغ شيخنا أبو محمد حتى قرأ على شيوخنا وصنف في كل فن، وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ به كل جمعة بعد الصلاة، وكان أول سماعه في سنة ثلاثين بإفادة أبيه وأبي الحسن بن بكردوس، كتب لنفسه وتوريقًا للناس في شبابه، وكان له حانوت للبزبخان الخليفة، كنت أقرأ عليه به، حدث بجميع مروياته به، سمع منه عمر بن علي القرشي وكتب عنه في معجمه، كان ثقة حجة نبيلًا ما رأيت في شيوخنا سفرًا ولا حضرًا مثله في كثرة مسموعاته ومعرفته لمشايخه وحسن أصوله وحفظه وإتقانه وكان أمينًا ثخين الستر دينًا عفيفًا أريد على أن يشهد عند القضاة فامتنع، وكان من أحسن الناس خلقًا وألطفهم طبعًا من محاسن البغداديين وظرفائهم ما يمل جليسه منه.
قلت: حدث عنه ابن الدبيثي وابن نقطة وابن النجار والضياء والبرزالي وابن خليل والزين النابلسي وأحمد بن محمد بن بنيمان الهمذاني ومحمد بن نصر بن الجيلي وعلي بن مهران سبط العاقولي وعلي بن عدلان الموصلي وعلي بن زريق وأحمد بن الحسين الخليلي ومحمد بن سعيد النشف والفقيه يحيى بن الصيرفي والنجيب عبد اللطيف وأخوه العز والنجيب مقداد القيسي والعلم قاسم بن أحمد الأندلسي وولده علي بن الأخضر وآخرون، وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد الرحمن بن المكبر. توفي سادس شوال سنة إحدى عشرة وستمائة هو والحافظ ابن المفضل.
أخبرنا المقداد بن أبي القاسم المعدل كتابة أنا عبد العزيز بن محمود الحافظ سنة إحدى عشرة ببغداد أنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو إسحاق البرمكي حضورًا أنا أبو محمد بن ماسي أنا أبو مسلم الكجي ثنا الأنصاري وأبو عاصم قالا: أنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله، ﷺ: "ويل للذي يحدث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له، ويل له". هذا حديث صالح الإسناد من العوالي، أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي في كتبهم من حديث عبد الله بن المبارك وإسماعيل بن علية ويحيى بن سعيد القطان عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png. قال الترمذي: هذا حديث، هذا حسن قلت: وهو نص في تحريم الكذب، فإن حدث القوم مما يضحكهم من غير كذب فلا بأس بالقليل منه.
1116- 20/17
عبد الرزاق
ابن الشيخ القدوة أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الإمام المحدث الحافظ الزاهد، أبو بكر الحنبلي، محدث بغداد.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وسمع الكثير بإفادة أبيه، ثم طلب بنفسه وعني بهذا الشأن وحصل الأصول، سمع من محمد بن صرما وأبي الفضل الأرموي وأبي القاسم بن البناء والحافظ أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن الزغواني وأبي الكرم بن الشهرزوري وطبقتهم وكان يقال له: الحلبي، نسبه إلى الحلبة وهي محلة شرقي بغداد، ذكره الحافظ محمد بن عبد الواحد الحنبلي فقال: لم أر ببغداد أحدًا في تيقظه وتحريه مثله. وذكره الإمام شهاب الدين أبو شامة في تاريخه فقال: كان زاهدًا عابدًا ثقة مقتنعًا باليسير.
قلت: حدث عنه أبو عبد الله بن الدبيثي وأثنى عليه، ومجد الدين بن النجار والضياء المقدسي والنجيب عبد اللطيف والتقي اليلداني وابنه قاضي القضاة أبو صالح وآخرون. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمرو الفخر علي وابن شيبان وطائفة. مات في شوال سنة ثلاث وستمائة.
وفيها مات المسند أبو إسماعيل داود بن محمد بن ماشاذة الأصبهاني، والمسند أبو القاسم سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف المؤدب ببغداد، ومسند الوقت أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان عن أربع وتسعين سنة، والمسند مخلص الدين محمد بن معمر الفاخر القرشي بأصبهان، رحمهم الله تعالى.
قرأت على محمد بن إسحاق أخبركم أبو صالح نصر بن عبد الرزاق القاضي ببغداد قال: قرأت على والدي أبي بكر وأمة الكريم أخبركما جدي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح "ح" وأخبرنا أبو جعفر بن المقير وجماعة قالوا: أنا يحيى بن أبي السعود أخبرتنا شهدة بنت الأبري قالا: ثنا أبو غالب محمد بن الحسن ثنا الحسن بن أحمد ثنا عثمان بن السماك ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا ابن الأصبهاني أنا شريك عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن صعصعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: "أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن تمت قبل منه سائر عمله، وإن نقصت قال: انظروا هل له من تطوع فأكملوها به". [4] فهذا النقص في الصلاة يشتمل على نقص عدد الصلوات ونقص ذاتها وماهيتها، فيكمل الله هذا وهذا بالنوافل بلطفه وكرمه فله الحمد.
1117- 21/17
عبد القادر بن عبد الله
الحافظ الإمام الرحال أبو محمد الرهاوي الحنبلي محدث الجزيرة.
ولد بالرهاء سنة ست وثلاثين وخمسمائة ونشأ بالموصل وكان مملوكًا لبعض المواصلة السفارين فأعتقه فطلب العلم وأقبل على الحديث فسمع من مسعود بن الحسن الثقفي والحسن بن العباس الرستمي وأبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ورجاء بن حامد ومحمود فورجة وإسماعيل بن شهريار ومعمر بن الفاخر وعبد الرحيم بن أبي الوفاء وعلي بن عبد الصمد بن مردويه وأقرانهم بأصبهان، والحافظ أبي العلاء ومحمد بن بنيمان بهمذان، وأبي زرعة المقدسي، ولحق بهراة عبد الجليل بن أبي سعد خاتمة أصحاب بيبي الهرثمية، وبمرو من مسعود بن محمد المروزي، وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي بن محمد الطوسي وطبقته، وبسجستان من أبي عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله الزاهد، وببغداد من أبي علي أحمد بن محمد الرحبي وأبي محمد الخشاب وخلق، وبواسط من هبة الله بن مخلد الأزدي وأبي طالب المحتسب، وبالموصل من أبي الفضل الطوسي ويحيى بن سعدون القرطبي، وبدمشق من أبي القاسم الحافظ ومحمد بن بركة الصلحي، وبمصر من محمد بن علي الرحبي وابن بري، وبالإسكندرية من السلفي؛ وعمل الأربعين المتباينة الأسانيد في مجلد كبير يدل على تبحره وسعة علمه.
قال ابن نقطة: كان عالمًا ثقة مأمونًا صالحًا إلا أنه كان عسرًا في الرواية لا يكثر عنه إلا من أقام عنده. قال يوسف بن خليل: كان حافظًا ثبتًا كثير السماع كثير التصنيف متقنًا ختم به علم الحديث. قال أبو محمد المنذري: كان حافظًا ثقة راغبًا في الانفراد عن أرباب الدنيا. وقال أبو شامة: كان صالحًا مهيبًا زاهدًا ناسكًا خشن العيش ورعًا.
قلت: حدث عنه ابن نقطة والزكي البرزالي والضياء وابن خليل والصريفيني وإسماعيل بن ظفر والشهاب القوصي وعبد الرحمن بن سالم الأنباري وأبو العباس بن عبد الدائم وأبو زكريا بن الصيرفي وعامر القلعي وعبد العزيز بن الصيقل والفقيه أبو عبد الله بن حمدان وغيرهم، وله أوهام نبهت على مواضع منها في الأربعين له، ومع حفظه ومعرفته فغيره أتقن، وتكرر في تباين الأسانيد أربعة مواضع.
توفي الحافظ الرهاوي بحران في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وفيها توفي المسند أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب البغدادي السباك الصوفي في شوال فجأة، سمع عبد الوهاب الأنماطي، والمسند أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة بن الديبقي البغدادي البزاز، والمسند أبو الفضل سليمان بن محمد بن علي الموصلي، والمسند الرحلة أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا، والشريف أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن هبة الله الهاشمي المنصوري، وشيخ الصعيد القدوة أبو الحسن علي بن حميد بن الصباغ، والشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن موهوب بن البناء الصوفي، وكمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي بن المبارك بن الحلاحلي السفار، والمسند أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله بن الصيقل الهاشمي عنده إسماعيل بن السمرقندي، والمسند يحيى بن ياقوت بن الفراش المجاور.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه ثنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ أنا مسعود بن الحسن الأصبهاني بها أنا إبراهيم بن محمد الطيار ومحمد بن أحمد السمسار قالا: أنا إبراهيم بن عبد الله التاجر ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي مذعور ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال: أتيت أبا بكر أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني، فقلت: إما أن تبخل وإما أن تعطيني، فقال: أتبخلني وأي داء أدوأ من البخل؟ ما أتيتني من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك ألفًا، قال: فأعطاني ألفًا وألفًا وألفًا.
1118- 22/17
ابن عات
الحافظ الإمام الثقة، أبو عمر أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزي الشاطبي.
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة كان من حفاظ الأندلس، ذكره الأبار فقال: سمع العلامة أبا محمد وأبا الحسن بن هذيل وعلم بن عبد العزيز وطبقتهم، وبالإسكندرية من أبي طاهر السلفي وابن عوف الزهري. قال أبو محمد المنذري: سمع أيضًا محمد بن يوسف بن سعادة وعاشر بن محمد ومخلوف بن جارة، وكان شيخنا ابن المفضل يذكره بكثرة الحفظ والميل إلى تحصيل المعارف. قال الأبار: كان أحد الحفاظ يسرد المتون ويحفظ الأسانيد عن ظهر قلب لا يخل منها بشيء موصوفًا بالدراية والرواية، يغلب عليه الورع والزهد على منهاج السلف يأكل الخشن ويلبس الخشن وربما أذن في المساجد، له تواليف دالة على سعة حفظه مع حظ من النثر والنظم، حدثونا عنه وأجاز لي مروياته، توجه غازيًا فشهد وقعة العقاب التي أفضت إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها، فعدم
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.pngفي صفر سنة تسع وستمائة. قلت: وقع لي من مروياته نازلا.
ومات بعده في العام شيخ القراء بالأندلس أبو جعفر أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الداني الحصار، والمحدث المفيد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هراة القفصي الشافعي وقفصة بلدة بقرب القيروان، والإمام المحدث الجوال أبو نزار ربيعة بن الحسن بن علي الحضرمي اليمني الذماري الشافعي عن أربع وثمانين سنة، والمقرئ المحدث المسند أبو شجاع زاهر بن رستم البغدادي الشافعي بمكة، ومسند همذان أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أبي زيد بن المعزم الهمذاني، وإمام العربية أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خروف الحضرمي الإشبيلي، والمحدث المسند أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس الحراني ثم البغدادي بن القبيطي.
1119- 23/17
علي الإسكندراني
بن المفضل بن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن بن جعفر الحافظ العلامة المفتي شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبي المكارم المقدسي، ثم الإسكندراني المالكي.
ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وتفقه بالثغر على الإمام الصالح ابن بنت معافى وأبي الطاهر بن عوف وعبد السلام بن عتيق السفاقسي وأبي طالب اللخمي وسمع منهم ومن الحافظ السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه وتخرج به وبطلبته، وسمع أيضًا من القاضي أبي عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري شيخ معمر حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي ثم السروي سمع منه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة صحيح البخاري سوى قطعة يسيرة من آخره، وسمع من بدر الخداداذي وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وعبد الله بن بري النحوي وعلي بن هبة الله الكاملي ومحمد بن علي الرحبي وخلق بالثغر والفسطاط والحرمين، وناب في الحكم بالإسكندرية مدة، ودرس بمدرسته ثم تحول إلى القاهرة ودرس بالمدرسة التي أنشأها الصاحب ابن شكر إلى أن مات، وكان من أئمة المذهب العارفين به ومن حفاظ الحديث.
له تصانيف مفيدة، رأيت له في سنة ست وثمانين وستمائة كتابًا في الصيام بأسانيده، وكان ذا ورع ودين مع أخلاق رضية ومشاركة في الفضائل.
روى عنه الزكيان المنذري والبرزالي والرشيد الآمدي والعلم عبد الحق بن الرصاص والشرف عبد الملك بن نصر الفهري اللغوي والمجد علي بن وهب القشيري المالكي وإسحاق بن بلكويه الصوفي والحسن بن عثمان القابسي محتسب الثغر والجمال محمد بن سليمان الواري ومحمد بن مرتضى بن حاتم والشهاب القوصي والقاضي الشرف أبو حفص السبكي والنجيب أحمد بن محمد السفاقسي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والمحيي عبد الرحيم بن الدميري وآخرون. ذكره الحافظ المنذري فقال: كان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.pngجامعًا لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر به على السرير ليدفن: رحمك الله يا أبا الحسن، قد كنت أسقطت عن الناس فروضًا. قال: وتوفي في مستهل شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة ودفن بسفح المقطم.
وفيها مات مسند الأندلس أبو القاسم أحمد بن محمد بن أبي المطرف بن جرج الفرضي عن اثنين وسبعين عامًا، عنده سنن النسائي بكماله سماعًا من البطروجي، وشيخ الحنابلة في زمانه ببغداد أبو بكر محمد بن معالي بن غنيمة بن الحلاوي عن ثمانين سنة وله سماع من الكروجي ونحوه.
أخبرنا العدل المعمر أبو المحاسن يوسف بن حسن بن القابسي أنا علي بن المفضل الحافظ إجازة وأبو القاسم الصفراوي سماعًا قالا: أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي ثنا محمد بن الفضل بمكة ثنا عبد الله بن جعفر بن محمد بمصر ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن أيوب بن موسى أن عبد الله بن عبيد بن عمير أخبره أن ثابتًا البناني أخبره أن أنس بن مالك قال: إن رسول الله ﷺ قال: "لبيك بحجة وعمرة معًا". هذا حديث غريب جدًّا من حديث هؤلاء بعضهم عن بعض، وقع لي عاليًا جدًّا في كتاب أحمد بن سلامة عن أحمد بن محمد التيمي: أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر بن خلاد نا محمد بن الفرج نا عبد الله بن بكر السهمي نا حميد عن أنس أن النبي ﷺ قال: "لبيك بحجة وعمرة".
1120- 24/17
ربيعة بن الحسن بن علي
الحافظ المحدث الرحال اللغوي، أبو نزار الحضرمي الصنعاني الذماري الشافعي.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتفقه باليمن وركب البحر إلى جزيرة كيش فسمع بأصبهان وهمذان وبغداد وأتقن الفقه بأصبهان، وسمع القاسم بن الفضل الصيدلاني وأبا الفضل محمد بن سهل المقرئ ورجاء بن حامد المعداني وعبد الله بن علي الطامذي وإسماعيل بن شهريار وعبد الجبار بن الصالحاني ومعمر بن الفاخر وأبا مسعود وعبد الرحيم الحاجي وعدة، وأخذ ببغداد عن ابن الخشاب وشهدة، وبالثغر عن أبي طاهر السلفي، وبدمشق ومصر والحرمين وكتب الكثير.
روى عنه الزكيان البرزالي والمنذري والضياء المقدسي وابن خليل الأدمي والتقي اليلداني والشهاب القوصي ومحمد بن النشبي وخلق، قال المنذري: كتبت عنه قطعة صالحة وكانت أصوله أكثرها باليمن، وهو أحد من لقيته ممن يفهم هذا الشأن، وكان عارفًا باللغة معرفة حسنة، كثير التلاوة والتعبد والانفراد. وقال عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه: كان ربيعة إمامًا عالمًا حافظًا ثقة أديبًا شاعرًا حسن الخط ذا دين وورع، ولد بشبام من قرى حضرموت. قال القوصي في معجمه: أنشدنا أبو نزار لنفسه:
ببيت لهيا بساتين مزخرفة كأنها سرقت من دار رضوان
أجرت جداولها ذوب اللجين على حصى من الدر مخلوط بعقيان
والطير تهتف وفي الأغصان صادحة كضاربات مزامير وعيدان
وبعد هذا لسان الحال قائلة ما أطيب العيش في أمن وإيمان
مات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة.
أخبرنا أحمد بن سلامة عن الحافظ أبي نزار إجازة بمروياته. وأخبرنا إسحاق الوزيري ثنا أبو محمد المنذري أنا أبو نزار الصنعاني أنا رجاء بن حامد بأصبهان ثنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود وعبد الرزاق بن عبد الكريم قالا: أنا محمد بن إببراهيم بن جعفر ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال ثنا يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ﷺ كان على جبل حراء فتحرك فقال: "اسكن حراء، فما عليك إلا نبيّ أو صديق أو شهيد". وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/be/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85.png. وفي هذه السنة معه توفي جماعة ذكروا مع ابن عات.
1121- 25/17
التجيبي
الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان المرسي، محدث تلمسان.
أخذ القراءات عن أبي أحمد بن معطي وأبي الحجاج الثغري وأبي عبد الله بن الفرس وسمع منهم ومن أبي محمد بن عبيد الله، ورحل وحج وأطال الغيبة فأكثر عن السلفي والناس، وذكر أن السلفي دعا له بطول العمر وقال له: تكون محدث المغرب إن شاء الله؛ وقد سمع بمكة من علي بن حميد الطرابلسي، وببجاية من الحافظ عبد الحق؛ وأخذوا عنه بسبتة في حياة شيوخه سنة أربع وسبعين، ثم استوطن تلمسان وخرج وصنف وعمل معجم شيوخه في مجلد ورحل إليه المحدثون.
قال الأبار في تاريخه: كان عدلًا خيرًا حافظًا للحديث ضابطًا، وغيره أضبط منه، روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلو سنده وعدالته، وأجاز لي من مروياته. ألف أربعين حديثًا في المواعظ، وأربعين حديثًا في القضاء وفضله، وأربعين حديثًا في الحب لله، وأربعين في الصلاة على رسول الله، ﷺ، وأشياء سوى ذلك.
مات في جمادى الأولى سنة عشر وستمائة عن سبعين سنة.
قلت: وفيها توفي تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن ابن عساكر والد العز النسابة عن ثمان وستين سنة وقد خرج لنفسه مشيخة حسنة، وشيخ الأندلس خطيب قرطبة أبو جعفر يحيى بن الحميري واسمه أحمد بن إبراهيم، لقي الكبار ونيف على الثمانين، وشيخ الحنابلة الفخر إسماعيل بن علي غلام ابن المنى ببغداد، والمعمر أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف الدارقزي عن خمس وثمانين سنة، والمسند عبد الجليل بن أبي غالب بن مندويه الأصبهاني نزيل دمشق، ومسند الموصل مهذب الدين علي بن أحمد بن علي بن هبل الطبيب، والمعمرة عين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثقفية الأصبهانية عن تسعين سنة، والمفيد محدث أصبهان أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي.
(تمت الطبقة السابعة عشرة.)
هامش
رواه الترمذي في المواقيت باب 188. والنسائي في الصلاة باب 9. وابن ماجه في الإقامة باب 202.
================
المقدمة
الطبقة السابعة عشرة
رواه النسائي في الأذان باب 27. وأحمد في مسنده: "2/ 168، 372".
رواه أحمد في مسنده "5/ 248، 257، 264".
رواه البخاري في الصلاة في مسجد مكة باب 1، 6. ومسلم في الحج 415، 511. والترمذي في الصلاة باب 126.==

الطبقة 18.

تذكرة الحفاظ/الطبقة الثامنة عشرة
الطبقة الثامنة عشرة
وعدتهم ستة وعشرون:
1122- 1/18
ابن القرطبي
الحافظ المفيد محدث مالقة وخطيبها أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد الأنصاري المالقي.
سمع أباه أبا علي وأبا بكر بن الجد وأبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهم، واختص بالسهيلي ولازمه وتخرج به، وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو مروان بن قزمان وعني بهذا الشأن وكتب العالي والنازل.
قال الأبار في ترجمته: كان من أهل المعرفة التامة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان والحفظ لا سيما الرجال والتقدم في ذلك مع المعرفة بالقراءات والمشاركة في العربية وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه، ورث براعة الحديث عن أبيه ولم يكن أحد يدانيه في الحفظ والجرح والتعديل إلا أفرادًا من عصره، وقال أبو محمد بن حوط الله: المحدثون بالأندلس ثلاثة: أبو محمد القرطبي، وأبو الربيع بن سالم، وسكت، فكأنه عنى نفسه؛ وكان ابن القرطبي كريم الخلال محببًا إلى الناس معظمًا في نفوس الخاصة والعامة أخذ الناس عنه وانتفعوا به. قال ابن الأبار: فاتني أن ألقاه، توفي بمالقة في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وستمائة. قلت: لم يبلغ ستين سنة ولا أعلم أن عندي شيئًا من طريقه إلا أن يكون بالإجازة. قال ابن الزبير: هو الحافظ أبو محمد القرطبي روى عن أبي القاسم بن دحمان والسهيلي وأبيه وعنهم أخذ القراءات والعربية وأخذ منه خلق يطول تعدادهم، وكان محدثًا حافلًا مفيدًا ضابطًا حافظًا إمامًا في وقته نحويًّا أديبًا لغويًّا كاتبًا شاعرًا متقنًا عارفًا بالقراءات وطرقها فقيهًا مدركًا زاهدًا ورعًا عابدًا عاملًا رحل الناس إليه واعتمدوا إمامته اخترمته المنية قبل التعمير، مولده في ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمسمائة، تصدر للإقراء بمالقة وله نحو من عشرين سنة ورحل إلى غرناطة وإشبيلية وسبتة ومرسية وولي خطابة مالقة، روى عنه المحدث أبو عبد الله بن الطراز وأبو القاسم بن الطيلسان وجماعة، صنف جزءًا في قراءة نافع. قال ابن الزبير: ومن شعر أبي محمد القرطبي:
سهرت أعين ونامت عيون لأمور تكون أو لا تكون
فاطرد الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون
إن ربًّا كفاك بالأمس ما كا ن سيكفيك في غد ما يكون
1123- 2/18
ابن حوط الله
الحافظ الإمام محدث الأندلس، أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأندلسي الأندي.
مولده بأندة سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتلا بالسبع على والده وبادر إلى بلنسية فسمع بعض حروف ورش من ابن هذيل.
وذلك نصف كتاب الإيجاز ولم يجز له وارتحل إلى مرسية فسمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وقيد اللغة والنحو عن ابن حميد وسمع بمالقة من أبي زيد السهيلي، وبغرناطة من عبد المنعم بن الفرس وأبي بكر بن أبي زمنين، وبإشبيلية من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون، وبقرطبة من خلف بن بشكوال، وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله، وبمراكش من أبي العباس أحمد بن مضاء، وأجاز له خلق منهم أبو الطاهر إسماعيل بن عوف الإسكندري وأبو طاهر الخشوعي وطائفة.
قال الأبار: اعتنى أبو محمد من صغره إلى كبره بالطلب، روى العالي والنازل وكان إمامًا في هذا الشأن بصيرًا به معروفًا بالإتقان حافظًا لأسماء الرجال، ألف كتابًا في ذكر شيوخ البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي نزع فيه منزع أبي نصر الكلاباذي لكن لم يكمله، وكان كثير الأسفار فتفرقت أصوله، ولو قعد للتصنيف لعظم النفع به، ولم يكن في زمانه أحد أكثر سماعًا منه ومن أخيه المحدث أبي سليمان، وكان له الشفوف على أخيه في العربية والتفنن في غير ذلك، والتميز بإنشاء الخطب وتحبير الرسائل وقرض الشعر.
أقرأ بقرطبة القرآن والنحو واستأدبه المنصور صاحب المغرب لبنيه فأقرأهم بمراكش ونال وجاهة متصلة ودنيا عريضة وولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية وكان حميد السيرة محببًا إلى الناس جزلًا مهيبًا في الحق على حدة فيه وربما أوقعته فيما يكره، أخذ الناس عنه.
توفي بغرناطة وهو يقصد مرسية متوليًا قضاءها ثانيًا، في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وأخوه الحافظ المفيد داود بن سليمان جال مع أخيه ببلاد الأندلس وبالغا في طلب العلم والأخذ عن الشيوخ حتى اجتمع لهما ما لم يجتمع لأحد من شيوخهما.
أبوهما أبو داود أخذ القراءات السبع عن سبعة شيوخ، وقرأ على محمد بن أحمد الشيباني صاحب خلف بن النحاس بقراءة الحرميين وأبي عمرو.
1124- 3/18
ابن الأثير
الإمام العلامة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري المحدث اللغوي صاحب "التاريخ" و"معرفة الصحابة" و"الأنساب" وغير ذلك، وأخو العلامة مجد الدين صاحب "جامع الأصول" والوزير ضياء الدين نصر الله صاحب كتاب "المثل السائر".
مولده بجزيرة ابن عمر سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وسمع من خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي ويحيى الثقفي وغيرهما بالموصل، ومن عبد المنعم بن كليب ويعيش بن صدقة وابن سكينة ببغداد، وأبي القاسم بن صصرى وزين الأمناء بدمشق، وروى عنهم في تصانيفه، وحدث بالموصل ودمشق وحلب، روى عنه ابن الدبيثي والقوصي ومجد الدين العقيلي وشرف الدين ابن عساكر وسنقر القضائي وآخرون.
وكانت داره مجمع الفضلاء، وكان مكملا في الفضائل علامة نسابة أخباريًّا عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم، قدم الشام رسولًا وقد شرع في تاريخ كبير للموصل ولم يتمه، ومدينته جزيرة ابن عمر هي منسوبة إلى الرئيس الأجل عبد العزيز بن عمر البرقعيدي الذي بناها، قاله ابن خلكان، وقيل: أنشأها أوس وكامل ابنا عمر بن أوس التغلبي، نقله ابن المستوفي مؤرخ إربل، وقيل: منسوبة إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي.
مات ابن الأثير في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وستمائة. وفيها توفي جماعة يأتون في ترجمة ابن الحاجب.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا علي بن أبي الكرم سنة خمس وعشرين وستمائة أنا عبد الله بن أبي نصر أنا جعفر بن محمد القارئ أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو عمرو بن السماك ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان -هو ابن عمر- ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أخبر الفضل بن العباس أن رسول الله ﷺ لبى حتى رمى جمرة العقبة. هذا حديث صحيح عالٍ.
1125- 4/18
ابن خلفون
الحافظ محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون الإمام المجود أبو بكر الأزدي الأندلسي الأونبي، نزيل إشبيلية.
ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال: ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر النيار وجماعة، وكان بصيرًا بصناعة الحديث حافظًا للرجال متقنًا، له كتاب سماه "المنتقى" في رجال الحديث في خمسة أسفار، وله كتاب "المفهم في شيوخ البخاري ومسلم" وكتاب في علوم الحديث، وغير ذلك. وولي القضاء ببعض النواحي فشكر في قضائه، أخذ عنه جماعة وكان أهلًا لذلك، مات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وستمائة،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
قال ابن الزبير: اعتنى بالرواية والنقل اعتناءً تامًّا، عكف على ذلك عمره وكان حافظًا للأسانيد والرجال عارفًا بهم سمع من خلق، روى عنه أبو جعفر بن الطباع.
1126- 5/18
العز
ابن الحافظ هو الإمام المحدث المفيد الحافظ عز الدين أبو الفتح محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي الصالحي الحنبلي.
ولد سنة ست وستين وخمسمائة في أحد الربيعين، ونشأ في صغره باعتناء أبيه في هذا الشأن فارتحل إلى بغداد وهو ابن أربع عشرة سنة فسمع من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وطبقتهما وتفقه على أبي الفتح بن المنى، وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر والخضر بن طاوس والفضل بن البانياسي ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر وأبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز، وبأصبهان من أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن الكاغذي ومسعود الجمال وأبي المكارم اللبان، وبمصر من أبي القاسم البوصيري وعدة. روى عنه ابناه تقي الدين أحمد وعز الدين عبد الرحمن والحافظ ضياء الدين والشهاب القوصي والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن محمد والشيخ فخر الدين علي وآخرون.
قال ابن النجار: كتب بخطه كثيرًا وسمعنا بقراءته الكثير واستنسخ وحصل الأصول وكان يعيرني ويفيدني عن الشيوخ ويفضل، وكان من أئمة المسلمين حافظًا للحديث متنًا وإسنادًا، عارفًا بمعانيه وغريبه، متقنًا لتراجم المحدثين مع ثقة وديانة وتودد ومروءة. قال الضياء المقدسي: كان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.pngفقيهًا حافظًا ذا فنون وكان أحسن الناس قراءة وأسرعهم ثقة متقنًا سمحًا جوادًا غزير الدمعة عند القراءة، وكان يتكلم في مسائل الخلاف كلامًا حسنًا ثم ساق له الضياء منامات حسنة دالة على أنه سعيد، https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png. مات في شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قال لنا رشيد بن كامل الفقيه: قرأت على أبي العرب القوصي أخبركم العز محمد ابن الحافظ سنة عشر وستمائة بجامع حبر فذكر حديثًا.
وتوفي معه في العام مسند الشام العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي المقرئ النحوي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة، والقاضي ثقة الملك أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي بن حسين الرملي المصري الشافعي خطيب جامع الحاكم، ومسند الأندلس أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن أحمد الزهري الإشبيلي راوي صحيح البخاري عن شريح.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا محمد بن عبد الغني الحافظ في كتابه أنا عبد الله بن صابر أنا أبو القاسم النسيب أنا سليم بن أيوب ثنا أبو أحمد الفرضي ثنا الصولي ثنا الغلابي عن عبيد الله ابن عائشة قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له: اتق الله؛ فإن التقوى هي التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ولا يثاب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل.
1127- 6/18
الملاحي
الحافظ الإمام المحدث أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الغافقي الأندلسي الغرناطي.
والملاحة من قرى غرناطة، ولد قبل سنة خمسين وخمسمائة وكان من كبار الحفاظ.
قال الأبار: سمع من والده ومن أبي الحسن بن كوثر وأبي خالد بن رفاعة وعبد الحق بن بونة وأبي القاسم بن سمحون وخلق، وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون وأبو زيد السهيلي وأبو طاهر الخشوعي وأبو الطاهر بن عوف الإسكندراني، وكتب عن الكبار والصغار وبالغ عمره في الاستكثار وكان حافظًا للرواة عارفًا بأخبارهم.
صنف تاريخًا في علماء إلبيرة، وألف كتاب أنساب الأمم والعرب والعجم وسماه "كتاب الشجرة"، و"الأربعين" حديثًا بلغ فيه الغاية من الاحتفال ويشهد له بحفظ أسماء الرجال، وزاد على من تقدمه، وله استدراك على الحافظ أبي عمر بن عبد البر في الصحابة وكان مكثرًا عن أبي محمد بن الفرس أخذ الناس عنه وكان أهلًا لذلك، توفي
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.pngفي شعبان سنة تسع عشرة وستمائة.
وفيها مات القاضي المحدث مكين الدين أبو طالب أحمد بن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني الإسكندراني، والمسند أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد الأزجي البناء، والمقرئ مسند القراء أبو محمد عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي اللبسي عن خمس وثمانين سنة، ومسند الموصل أبو بكر بن عمر بن العويش النيار المقرئ، وشيخ اليونسية الشيخ يونس بن يوسف بن صاعد الشيباني القني والقنية من حساب ماردين.
1128- 7/18
ابن الأنماطي
الحافظ البارع مفيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي المصري الشافعي.
مولده في حدود سنة سبعين وخمسمائة وسمع القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وأبا القاسم البوصيري وابن سكينة وأبا الفتح المندائي ومحمد بن عبد المولى اللبني وشجاعًا المدنجي وأبا طاهر الخشوعي وأبا محمد ابن عساكر وحنبل بن عبد الله وكتب بخطه المليح الرشيق ما لا يوصف كثرة.
قال ابن النجار: اشتغل من صباه وتفقه وقرأ الأدب وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وستمائة فذهب إلى بغداد وكانت له عناية وافرة وحرص تام وجد واجتهاد مع معرفة كاملة وحفظ وحذق ونقد وفصاحة وسرعة قلم واقتدار على النظم والنثر، كان بعيد الشبيه معدوم النظير في وقته كتبت عنه وكتب عني، وقال لي: ولدت في ذي القعدة سنة سبعين.
وقال عمر بن الحاجب: كان إمامًا ثقة حافظًا مبرزًا فصيحًا حصل ما لم يحصله غيره وكان سهل العارية يعير إلى البلاد وعنده فقه وأدب، إلى أن قال: وكان نزه السر سألت عنه الحافظ الضياء فقال: حافظ ثقة مفيد إلا أنه كثير الدعابة مع المرد. قلت: روى عنه البرزالي والقوصي والمنذري والكمال الضرير والصدر البكري وولده أبو بكر محمد بن الأنماطي، وقلما روي أنه مات قبل رواج الرواية. قال الشيخ الضياء: بات في عافية وأصبح لا يقدر على الكلام أيامًا، ومات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة.
أخبرنا محمد بن مكي القرشي ثنا محمد بن هبة الله القاضي أنا إسماعيل بن عبد الله الحافظ بمدينة الرسول ﷺ أنا أبو القاسم البوصيري "ح" وأنا أحمد بن سلامة عن البوصيري أنا مرشد بن يحيى أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعد ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا إسماعيل بن يعقوب ثنا إسماعيل القاضي ثنا يحيى ثنا زيد بن الحباب أخبرني ابن لهيعة حدثني بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم الحضرمي عن أبي شريح حدثني رويفع الأنصاري أنه سمع النبي ﷺ يقول: "من قال: اللهم صلِّ على محمد وأنزله المقعد المقرب منك يوم القيامة، وجبت له الشفاعة".
1129- 8/18
الضياء
الإمام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الدمشقي، الصالحي الحنبلي، صاحب التصانيف النافعة.
ولد سنة تسع وستين وخمسمائة.
وأجاز له السلفي وشهدة وسمع من أبي المعالي بن صابر وأبي المجد البانياسي وأحمد بن الموازيني وعمر بن علي الجويني ويحيى الثقفي وطبقتهم بدمشق، وأبي القاسم البوصيري وطبقته بمصر، والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهما ببغداد، وأبي جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان، وعبد الباقي بن عثمان بهمذان والمؤيد الطوسي وطبقته بنيسابور، وعبد المعز بن محمد البزاز بهراة، وأبي المظفر بن السمعاني بمرو؛ ورحل مرتين إلى أصبهان وسمع بها ما لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة.
ونسخ وصنف وصحح ولين وجرح وعدل وكان المرجوع إليه في هذا الشأن، قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده علمًا وحفظًا وثقة ودينًا، من العلماء الربانيين وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي، كان شديد التحري في الرواية مجتهدًا في العبادة كثير الذكر منقطعًا متواضعًا سهل العارية.
رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد، سألت الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة جبل حافظ دين. قال ابن النجار: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقي ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته، وقال الشرف بن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء.
قلت: ثنا عنه القاضي تقي الدين وابن الموازيني وابن الفراء والنجم الشعراوي وابن الخباز والتقي بن مؤمن وعثمان النساج وابن الخلال والدشتي وأبو بكر بن عبد الدائم وعيسى السمسار وسالم القاضي وآخرون. وقد استوفيت سيرته وتواليفه في التاريخ الكبير، عاش أربعًا وسبعين سنة، وتوفي إلى رضوان الله في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
أخبرنا عثمان بن إبراهيم المقرئ أنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الواحد بن القاسم أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم أنا ابن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا محمود بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء قال: قال رسول الله، ﷺ: "من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينًا في ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد صبرًا جميلًا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء". هذا حديث غريب إسناده متصل لين. قال الطبراني: تفرد به البجلي.
1130- 9/18
ابن القطان
الحافظ العلامة الناقد قاضي الجماعة، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامي الفاسي، الشهير بابن القطان.
سمع أبا عبد الله محمد بن الفخار فأكثر عنه وأبا الحسن بن الفرات وأبا جعفر بن يحيى الخطيب وأبا ذر الخشني وطبقتهم.
قال الأبار في ترجمته: كان من أبصر الناس بصناعة الحديث وأحفظهم لأسماء رجاله وأشدهم عناية بالرواية رأس طلبة العلم بمراكش ونال بخدمة السلطان دنيا عظيمة، وله تواليف، حدث ودرس، إلى أن قال: ومات وهو على قضاء سجلماسة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمائة.
قال ابن مسدي: كان معروفًا بالحفظ والإتقان، ومن أئمة هذا الشأن مصري الأصل مراكشي الدار كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المؤمنة فتمكن من الكتب وبلغ غاية الأمنية، ولي قضاء الجماعة في أثناء تقلب الدولة فنقمت عليه أغراض انتهكت فيها أعراض، إلى أن قال: سمع أبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن الجد وعدة، عاقت الفتن المدلهمة عن لقائه وقد أجاز لي مروياته قلت: طالعت كتابه المسمى ب "الوهم والإيهام" الذي وضعه على الأحكام الكبرى لعبد الحق يدل على حفظه وقوة فهمه، لكنه تعنت في أحوال رجال فما أنصف بحيث إنه أخذ يلين هشام بن عروة ونحوه.
مات عام وفاته المسند أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي نصر أحمد بن هبة الله بن محمد النرسي البيع ببغداد، والمسند أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري الخفاف، وأبو الرضا محمد بن أبي الفتح المبارك بن عبد الرحمن بن عصية الكندي الجدي، وشيخ العربية زين الدين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي، والخطيب بدر الدين يونس بن محمد بن محمد الفارقي الدمشقي؛ رحمة الله عليهم.
1131- 10/18
أبو موسى
الفقيه الحافظ جمال الدين عبد الله ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي الصالحي الحنبلي.
ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي وإسماعيل الجنزوي وأبي طاهر الخشوعي ورحل به أخوه الحافظ عز الدين فسمع من عبد المنعم بن كليب والمبارك بن المعطوش ومسعود الجمال وخليل الراراني وأبي المكارم اللبان وخلق كثير، وبمصر من أبي عبد الله الأرتاحي وابنة سعد الخير، ثم ارتحل ثانيًا إلى العراق فسمع من أبي الفتح المندائي وذويه، ومن منصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور، وبالموصل وإربل والحرمين وكتب بخطه شيئًا كثيرًا، وصنف وأفاد وقرأ القرآن على عمه الشيخ العماد، والفقه على الشيخ الموفق والعربية على أبي البقاء الضرير.
قرأت بخط ابن الحاجب: سألت الحافظ ضياء الدين عن أبي موسى فقال: حافظ ثقة دين متقن وسألت زكي الدين البرزالي عنه فقال: حافظ دين متميز، وقال الضياء: كانت قراءته سريعة صحيحة مليحة. وقال ابن الحاجب: لم يكن في عصرنا أحد مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة، كان متواضعًا مهيبًا وقورًا جوادًا سمحًا وافر العقل له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة.
قرأت بخط الحافظ الضياء: اشتغل بالفقه والحديث وصار علمًا في وقته، رحل ثانيًا ومشى على رجليه كثيرًا وصار قدوة وانتفع الناس بمجالسه التي لم يسبق إلى مثلها. قلت: حدث عنه الضياء والشيخ شمس الدين والشيخ الفخر والشمس بن حازم والشمس بن الواسطي ونصر الله بن عياش ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي وعدة، وآخر من حدث عنه بالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي.
قال أبو الفتح بن الحاجب: لو اشتغل أبو موسى حق الاشتغال ما سبقه أحد ولكنه تارك، وسمعت أبا عبد الله الحافظ يصف ما قاسى أبو موسى من الشدائد -الجوع والعري- في رحلته بنيسابور وأصبهان. قال أبو المظفر بن الجوزي: كان الجمال ابن الحافظ أحواله مستقيمة حتى خالط الصالح إسماعيل فتغير ومرض في بستان الصالح وفيه مات
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
قرأت بخط محمد بن سلام: عقد أبو موسى مجلس التذكير ورغب الناس في حضوره وكان جمَّ الفوائد يطرز مجلسه بالبكاء والخشوع وإظهار الجزع، وسمعت أبا الفرج بن العلاء الفقيه الحنبلي يقول: كان أبو موسى كثير الميل إلى السلاطين. قال الضياء: مات يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة.
أخبرنا نصر الله بن محمد أبو الفتح الحداد نا عبد الله بن عبد الغني الحافظ في سنة ثمان وعشرين وستمائة أنا خليل بن بدر الراراني أنا الحسن بن أحمد الحداد أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن شعيب ثنا أبو المعافى محمد بن وهب الحراني ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "رحم الله عبدًا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال أو جاه فاستحله قبل أن يؤخذ وليس ثَمّ دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته، وإن لم تكن له حسنات وضع من سيئات صاحبه عليه". غريب صالح الإسناد فرد.
1132- 11/18
ابن خليل
الحافظ المفيد الإمام الرحال مسند الشام شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الأدمي محدث حلب.
مولده سنة خمس وخمسين وخمسمائة وتشاغل بالسبب وصار ابن ثلاثين سنة ثم حبب إليه طلب الحديث فانصبَّ إليه بكليته وكتب ما لا يوصف، فسمع بدمشق من يحيى الثقفي وطبقته وتخرج بالحافظ عبد الغني، وسمع ببغداد من يحيى بن يوش وذاكر بن كامل وأبي منصور بن عبد السلام وأبي الفرج بن كليب، وبأصبهان من خليل بن بدر ومسعود الجمال ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وأبي الفضائل عبد الرحيم الكاغذي وطبقتهم، وبمصر أبا القاسم البوصيري وطبقته؛ وشيوخه نحو خمسمائة نفس في ثلاثة أجزاء سمعتها من صاحبه أحمد بن محمد الحافظ، وحدثنا عنه أيضًا الحافظ شرف الدين عبد المؤمن ومحمد بن سليمان المعري وشرف الدين محمود التاذفي ومحمد بن جوهر المقرئ وأبو الحسن الغرافي وأيوب ومحمد وإسحاق بنو النحاس والقاضي تاج الدين صالح القوصي وأبو بكر الدشتي وإسماعيل وإبراهيم وعبد الرحمن بنو ابن العجمي والعفيف الآمدي وطاهر بن عبد الله بن العجمي وجماعة سواهم، وآخر من بقي من أصحابه إبراهيم بن العجمي.
سئل أبو إسحاق الصريفيني عنه فقال: حافظ ثقة عالم بما يقرأ عليه لا يكاد يفوته اسم رجل. وسئل الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ سمع وحصل الكثير وهو صاحب رحلة وتطواف. قال عمر بن الحاجب الحافظ: هو أحد الرحالين بل أوحدهم فضلًا وأوسعهم رحلة نقل بخطه المليح ما لا يدخل تحت الحصر وهو طيب الأخلاق مرضي الطريقة متقن ثقة حافظ. قلت: خرج لنفسه ثمانيات وعوالي وفوائد سمعناها وهو يدخل في شرط الصحيح وقد تفرد بشيء كثير لخراب أصبهان.
توفي في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وستمائة عن ثلاث وتسعين سنة.
وفيها توفي محدث الإسكندرية المسند أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح بن رواح الأزدي عن أربع وتسعين سنة، والمسند العدل فخر القضاة أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحباب التميمي السعدي المصري عن سبع وثمانين سنة، ومسند بغداد المحدث أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير الأزجي الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو القاسم علي بن سالم بن أبي بكر اليعقوبي الضرير، والفقيه المفتي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي السعادات الدباس الحنبلي سمعا من ابن شاتيل، والمسند أبو منصور مظفر بن عبد الملك بن عتيق الفهري بن القوي، وأخو صاحب الترجمة أبو محمد يونس بن خليل الأدمي في المحرم عن تسع وثمانين سنة، والمحدث العالم مجد الدين محمد بن محمد بن عمر الأسفراييني الصوفي بن الصفار بدمشق.
أخبرنا عبد الرحمن وإبراهيم وإسماعيل بنو صالح بن هاشم ومحمد بن سليمان بن معالي وأحمد بن محمد المؤدب وعبد المحسن والقاضي عز الدين عبد العزيز ثنا محمد بن أبي جرادة وإسحاق بن طارق سماعًا قالوا: ثنا يوسف بن خليل الحافظ ثنا خليل بن بدر بأصبهان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سليمان التيمي عن أنس قال: بلغني أن النبي ﷺ قال لمعاذ بن جبل: "من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة".
1133- 12/18
ابن نقطة
الحافظ الإمام المتقن محدث العراق معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي، ابن نقطة.
ولد سنة نيف وسبعين وخمسمائة وكان أبوه من صلحاء العراق فطلب أبو بكر الحديث وسمع من يحيى بن يوش، وفاته ابن كليب، ثم سمع سنة ستمائة من عبد الوهاب ابن سكينة وابن طبرزذ وأبي الفتح المندائي فمن بعدهم ببغداد، وعفيفة الفارقانية وزاهر بن أحمد وأبي الفخر أسعد بن روح ومحمود بن أحمد المضري وطبقتهم بأصبهان، ومنصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور، وعبد القادر الرهاوي بحران، والتاج الكندي وطبقته بدمشق، والافتخار الهاشمي بحلب، وعبد القوي بن الحباب بمصر، ومحمد بن عماد بالثغر، وخلائق.
ونسخ الكثير وحصل الأصول وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن؛ سئل الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ دين ثقة صاحب مروءة وكرم. وقال أبو عبد الله البرزالي: ثقة دين مفيد. وسئل ابن نقطة عن نقطة فقال: هي جارية ربت جد أبي.
قلت: روى عنه الزكي المنذري والسيف بن المجد وعبد الكريم بن منصور الأثري والشرف حسين بن إبراهيم الإربلي وعثمان بن الحاجب وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني وعز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي وابنه الليث ابن نقطة.
وهو مصنف كتاب "التقييد في رواة الكتب والمسانيد" وكتاب المستدرك على إكمال أبي نصر بن ماكولا ينبئ بإمامته وحفظه، وكان متقنًا محققًا مليح الخط له سمت ووقار وفيه دين وقناعة قفا أثر والده في الزهد والتقشف ولم ألق أحدًا يروي لي عنه.
مات في الثاني والعشرين من صفر سنة تسع وعشرين وستمائة.
وفيها توفي أبو القاسم أحمد بن أحمد بن أبي غالب البغدادي الأمير بن الشمذي عنده جزء أبي الجهم، وإمام النظامية أبو المعالي أحمد بن عمر بن أحمد بن بكرون النهرواني، والقاضي شرف الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشيباني بن الموصلي الحنفي بدمشق عن خمس وثمانين سنة، والإمام المسند أبو علي الحسن بن المبارك بن محمد بن الزبيدي البغدادي الحنفي، وأبو محمد عبد الصمد بن داود بن محمد المصري الغفاري، وأبو محمد عبد الغفار بن شجاع التركماني المحلي الشروطي، وأبو محمد عبد اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد الطبري البغدادي المؤذن، والعلامة موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الموصلي الأصل عن اثنتين وسبعين سنة، ومسند الوقت أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسين الدينوري البغدادي الحنبلي الحمامي وله تسعون سنة، ومقرئ الإسكندرية أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي عن تسع وسبعين سنة.
حدثني قاسم بن محمد الأندلسي الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم الواسطي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الغني ابن نقطة الحافظ سنة ثمان وعشرين ببغداد أخبرتنا عفيفة بنت أحمد أخبرتنا فاطمة أنا أبو بكر بن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا أحمد بن إبراهيم بن فيل ثنا أبو توبة ثنا الحسن بن أيوب عن عبد الله بن بسر قال: كان النبي ﷺ يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة. الحسن لم أعرفه بعد.
1134- 13/18
الدبيثي
الإمام الحافظ الثقة المقرئ، مؤرخ العراق أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدُّبَيثي ثم الواسطي الشافعي المعدل.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وسمع من أبي طالب الكتاني وهبة الله بن قسام وعدة بواسط، وتلا بالعشر على خطيب شافيا وابن الباقلاني وسمع ببغداد من ابن شاتيل والقزاز وأبي العلاء بن عقيل وعبد المنعم الفراوي وهذه الطبقة، وقرأ على جماعة وتفقه على أبي الحسن بن البوقي وقرأ الأصول والخلاف والنحو وعني بالحديث وكتب العالي والنازل وصنف تاريخًا كبيرًا لواسط، وتاريخًا لبغداد ذيل به على السمعاني وعمل معجمًا لشيوخه.
وكان مشرف الوقف العام ثم إنه استعفي من منصب العدالة وتركه ضجرًا ولزم الرواية والإقراء. قال ابن النجار: سكن بغداد وحدث بتصانيفه وقل أن جمع شيئًا إلا وأكثره على ذهنه، وله معرفة بالحديث والأدب والشعر وهو سخي بكتبه وأصوله صحبته عدة سنين فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png. قلت: روى عنه ابن النجار وابن نقطة وزكي الدين البرزالي وعلي بن محمد الكازروني والشيخ عز الدين الفاروثي والشيخ جمال الدين الشريشي وتاج الدين الغرافي وعدة، وبالإجازة القاضي تقي الدين المقدسي وقد سمع منه من شيوخه المحدث أحمد بن طارق الكركي وأبو طالب بن عبد السميع وكانت رحلته في سنة ست وسبعين وخمسمائة في ربيع الأول. قال ابن النجار: أضر بأخرة وتوفي ثامن ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة، قال: ولقد مات عديم النظير في فنه.
قلت: وفيها مات قاضي دمشق شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة الخوي الأصولي الشافعي، والرئيس صفي الدين أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي الدمشقي، وأبو البقاء إسماعيل بن محمد بن يحيى البغدادي المؤدب راوي مسند إسحاق، ومسند شيراز العلامة علاء الدين أبو سعد ثابت بن أحمد بن محمد الخُجندي الأصبهاني عن تسع وثمانين سنة حضر الصحيح على الوقت وبه ختم حديثه، والمسند أبو علي الحسين بن يوسف بن حسن الصنهاجي الشاطبي ثم الإسكندراني وهو أقدم شيخ للدمياطي، والعدل أمين الدين أبو الغنائم سالم ابن الحافظ أبي المواهب حسن بن هبة الله بن صصرى التغلبي الدمشقي عن ستين سنة، والقاضي عبد الحميد بن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان الهمذاني سبط الحافظ أبي العلاء، والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي ثم المصري، وإمام الربوة أبو محمد عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، وشيخ بغداد المقرئ الإمام عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب البغدادي الناسخ، والمفيد الإمام الأديب شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن عبد الكريم البغدادي الكاتب عن ثمان وخمسين سنة، والشيخ تقي الدين محمد بن طرخان بن أبي الحسن السلمي الدمشقي، والزاهد أبو طالب محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي الدمشقي، ومحتسب دمشق رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن شجاع القيسي بن الهادي، وفخر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن نصر النوقاني عن ست وثمانين سنة، ومحدث إربل ومؤرخها الأديب الإمام شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن المستوفي، والعلامة الصاحب ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري صاحب المثل السائر.
قرأت على علي بن أحمد الهاشمي أنا محمد بن سعيد بن يحيى الحافظ ببغداد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة أنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بقراءتي أنا المبارك بن عبد المبارك بن عبد الجبار الصيرفي نا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثني حمدون بن أحمد بن سلم ثنا عبيد الله ابن عائشة ثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png: يا أحنف من كثر صخبه قلت هيبته، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
1135- 14/18
الكلاعي
الإمام الحافظ العالم البارع محدث الأندلس وبليغها، أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي البلنسي.
ولد سنة خمس وستين وخمسمائة، قال أبو عبد الله الأبار: سمع ببلنسية أبا العطاء بن نذير وأبا الحجاج بن أيوب وارتحل فسمع أبا القاسم بن حبيش وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا عبد الله بن الفخار وأبا محمد بن عبيد الله وأبا محمد بن بونة وأبا الوليد بن رشد وأبا محمد بن الفرس وأبا عبد الله بن عروس وأبا محمد بن جهور ونجبة بن يحيى وخلقًا سواهم، وأجاز له أبو العباس بن مضا وأبو محمد عبد الحق الأزدي صاحب الأحكام وآخرون، وعني أتم عناية بالتقييد والرواية وكان إمامًا في صناعة الحديث بصيرًا به حافظًا حافلًا عارفًا بالجرح والتعديل ذاكرًا للمواليد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك وفي حفظ أسماء الرجال خصوصًا من تأخر زمانه وعاصره، كتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الإتقان والضبط مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة فردًا في إنشاء الرسائل مجيدًا في النظم خطيبًا فصيحًا مفوهًا مدركًا حسن السرد والمساق لما يقوله مع الشارة الأنيقة والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في زمانه في المجالس المبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل، ولي خطابة بلنسية في أوقات.
وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة، ألف كتاب "الاكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء" في أربع مجلدات، وله مؤلف حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله، وكتاب "مصباح الظلم" بشبه الشهاب، وكتاب "أخبار البخاري"، وكتاب "الأربعين" وغير ذلك، وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه، انتفعت به في الحديث كل الانتفاع، أخذت عنه كثيرًا.
قلت: حدث عنه أبو العباس أحمد بن الغماز قاضي تونس وطائفة. قال ابن مسدي: لم ألق مثله جلالة ونبلا ورئاسة وفضلا وكان إمامًا مبرزًا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون جامعًا للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد، أما الأدب فكان ابن بجدته وأبا نجدته، وهو ختام الحفاظ ندب لديوان الإنشاء فاستعفي، أخذ القراءات عن أصحاب ابن هذيل وارتحل واختص بأبي القاسم بن حبيش بمرسية، أكثرت عنه.
قال الأبار: كان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.pngأبدًا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها، وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد بكائنة أينشة على ثلاثة فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة، https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
قال الحافظ المنذري: توفي شهيدًا بيد العدو قال: وكان مولده بظاهر مرسية في مستهل رمضان سنة خمس وستين، سمع ببلنسية ومرسية وإشبيلية وغرناطة وشاطبة ومالقة وسبتة ودانية، وجمع المجاميع تدل على غزارة علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن، كتب إلينا بالإجازة سنة أربع عشرة.
قلت: توفي معه في العام المحدث العالم الملك المحسن يمين الدين أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب عن سبع وخمسين سنة، والزاهد أبو محمد إسحاق بن أحمد بن غانم العلثي القوال المعروف، ومحدث مصر وجيه الدين أبو اليمن بركات بن ظافر ابن عساكر الأنصاري المصري، والفقيه الموفق حمد بن أحمد بن محمد بن صديق الحراني، وأبو طاهر الخليل بن أحمد بن علي الجوسقي الصرصري، والمسند أبو منصور سعيد بن محمد بن ياسين السفار، والإمام ناصح الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الإمام الشيخ أبي الفرج بن الشيرازي الحنبلي الأنصاري، وفقيه حران ناصح الدين عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد المنعم الحنبلي، والفقيه شرف الدين بن عبد القادر بن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن البغدادي المصري الشافعي، وأبو القاسم عبد اللطيف ابن الأديب شاعر العراق محمد بن عبد الله التعاويذي، وخطيب بلنسية أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن خيرة المقرئ، والمسند أبو نزار عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد البغدادي الجمال في عشر التسعين، والمسند أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن معالي البغدادي بن كية، والمحدث المؤرخ مسند العراق أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين بن القطيعي عن ثمان وثمانين سنة، والمسند أبو الحسن مرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم الحارثي المصري عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو بكر هبة الله بن عمر بن حسن بن كمال الحلاج عنده هبة الله بن الشبلي، والمعمرة أم عبد الله ياسمين بنت سالم بن علي بن البيطار، سمعت أيضًا من ابن الشبلي.
أخبرنا محمد بن جابر أنا أحمد بن محمد بن حسن القاضي بتونس أنا العلامة أبو الربيع بن سالم الحافظ أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحجري أنا محمد بن عبد العزيز بن زغيبة الكلابي أنا أبو العباس أحمد بن عمر العذري أنا أحمد بن الحسن الرازي أنا محمد بن عيسى بن عمرويه أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت: طيبت رسول الله - ﷺ - بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت. وأنبأناه عاليًا أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر عن المؤيد الطوسي أنا محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد أنا ابن عمرويه المذكور.
1136- 15/18
ابن دحية الكلبي
الإمام العلامة الحافظ الكبير، أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن محمد، الملقب بالجميل -بتشديد الياء المفتوحة- ابن فرج بن خلف الأندلسي الداني الأصل السبتي.
وكان يكتب عن نفسه: ذو النسبين بين دِحية والحسين. قال الأبار: كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي وأنه سبط أبي البسام الحسيني، سمع بالأندلس أبا القاسم بن بشكوال وأبا عبد الله بن المجاهد وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن جعفر اللمتوني وأبا القاسم بن حبيش وطبقتهم، وكان بصيرًا بالحديث معنيًّا بتقييده مكبًّا على سماعه حسن الخط معروفًا بالضبط، له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها، ولي قضاء دانية ثم صرف لسيرة نقمت عليه فرحل عنها وحمل بتلمسان عن قاضيها ابن أبي حيون، وحدث بتونس في سنة خمس وتسعين وحج وكتب بالمشرق وبأصبهان وبالعراق ونيسابور. قلت: أدرك أبا جعفر الصيدلاني وأبا الفتح الفراوي والحافظ أبا الفرج بن الجوزي وعاد إلى مصر. قال الأبار: أدب الكامل فنال دنيا عريضة وصنف ودرس وله كتاب "النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين" وكتب إلي بالإجازة سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قلت: وسمع بمصر من البوصيري وطبقته وسمع مسند الإمام أحمد بواسط من الندائي وسمع معجم الطبراني كله من الصيدلاني وحدث في سنة ستمائة بالموطأ وسمعه منه أبو عمرو بن الصلاح وزعم -ولم تدخل في الأذن دعواه- أنه قرأ صحيح مسلم من حفظه على بعض شيوخه وكان معروفًا على كثرة علمه وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة.
قال الحافظ الضياء: لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئًا ولم يعجبني حاله، كان كثير الوقيعة في الأئمة، أخبرني إبراهيم السنهوري أنه دخل المغرب وأن مشايخ أهل المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. ثم قال الضياء: وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك.
وقال القاضي ابن واصل: كان أبو الخطاب مع فرط معرفته وحفظه متهمًا بالمجازفة في النقل فبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أن يعلق شيئًا على كتاب الشهاب فعلق كتابًا تكلم فيه على أسانيده وأراه الكامل، فقال له الكامل بعد أيام: ضاع مني الكتاب فعلق لي مثله، ففعل فجاء متنافيًا للأول فعلم السلطان صحة ما قيل عنه وعزله من دار الحديث، فولى مكانه أخاه الإمام أبا عمرو اللغوي.
قال ابن نقطة: كان أبو الخطاب موصوفًا بالمعرفة والفضل لم أره إلا أنه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها، فذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام -ثقة- قال: نزل عندي ابن دحية فجعل يقول: أحفظ صحيح مسلم وجامع الترمذي، فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات وجعلتها جزءًا وعرضتها عليه فلم يعرف منها شيئًا.
وقال ابن خلكان: قدم إربل فصنف لملكها كتاب المولد ومدحه بقصيدة مطلعها: لولا الوشاة وهم أعداؤنا وهموا، ثم ظهرت القصيدة أنها في ديوان الأسعد بن مماتي، قرأت بخط ابن مسدي: كان والد أبي الخطاب تاجرًا يعرف بالكلبي -بين الباء والفاء- وهو اسم موضع بدانية، كان أبو الخطاب يكتب أولا: الكلبي معًا، إشارة إلى الموضع وإلى النسب وكان علامة زمانه قلت: كان مدلسًا يستعمل "حدثنا" فيما هو إجازة، لم ألق من يحدثني عنه. وسمعنا بإجازته من الحافظ شرف الدين الحنبلي. قرأت موته في ليلة رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وعاش نيفًا وثمانين سنة.
وفيها مات الجمال أبو حمزة أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر المقدسي عن أربع وستين سنة، والفقيه الملك أبو العباس ابن الخطيب محمد بن أحمد اللخمي العزفي صاحب سبتة، والمسندة أم الحياء زهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر ببغداد، والمعمر أبو الربيع سليمان بن أحمد بن علي الشارعي المقرئ ابن المغربل تلميذ الكيزاني، والفقيه وجيه الدين عبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن التنيسي، والمسند الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن الدمشقي النساج، وخطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري، والشيخ عفيف الدين علي بن عبد الصمد بن محمد بن الرماح المصري النحوي، والمسند الكبير أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغدادي القلانسي، والمسند فخر الدين محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي، وأبو بكر محمد بن محمد بن أبي المفاخر المأموني المقرئ الضرير بمصر، والمسند أبو الفتح نصر الله بن عبد الرحمن بن مكارم الأنصاري الدمشقي، وقاضي القضاة عماد الدين نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي عن سبعين سنة، رحمة الله عليهم أجمعين.
1137- 16/18
البرزالي
الإمام المفيد الحافظ الرحال محدث الشام زكى الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي.
ولد تقريبًا في سنة سبع وسبعين وخمسمائة وقدم للحج سنة اثنتين وستمائة فألهم سماع العلم وكتابته، فسمع من الحافظ ابن المفضل وجماعة، وبمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي، وبدمشق من الكندي وطبقته، وبأصبهان من عين الشمس بنت الثقفي والموجودين، وبنيسابور من منصور والمؤيد وزينب، وبهراة من أبي روح عبد المعز البزاز، وبمرو وهمذان وبغداد وحران وإربل والموصل وكتب عمن دب ودرج ونسخ الكثير وعمل المعجم الكبير وخرج لخلق كثير، سكن دمشق وأعقب بها وأمَّ بمسجد فلوس مدة وكان كيسًا متواضعًا بسامًا مفيدًا سهل العارية.
قال زكي الدين المنذري: وفي ليلة الرابع عشر من شهر رمضان توفي الحافظ أبو عبد الله البرزالي بحماة وهو في سن الكهولة، وقال: وكتب الكثير وخرج لجماعة وكان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة، صحبنا مدة بالقاهرة عند شيخنا ابن المفضل وسمعت منه وسمع مني. قلت: روى عنه أبو حامد بن الصابوني وعمر بن يعقوب الإربلي وأبو المجد بن العديم وجمال الدين محمد بن واصل وأبو الفضل ابن عساكر ومحمد بن يوسف الذهبي وأبو علي بن الخلال وغيرهم، وبرزالة قبيلة قليلة.
توفي في رمضان المذكور سنة ست وثلاثين وستمائة.
وفيها مات الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن محمد القسطلاني ثم المصري عن سبع وسبعين سنة، وأبو المعالي سعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي، والمحدث الرحال أبو الخير بدل بن أبي المعمر التبريزي عن أربع وثمانين سنة، والمسند المقرئ أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني الإسكندراني بدمشق عن تسعين سنة، والطبيب أبو علي حسان بن أبي القاسم بن حسان المهدوي ثم الإسكندراني، وشيخ الإسكندرية الإمام الكبير جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إسماعيل الصفراوي المالكي عن اثنتين وتسعين سنة، ومحدث نصيبين الشيخ عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر العدوي، والمسند أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسن بن السباك، وشيخ الحنفية بدمشق العلامة جمال الدين محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري بن الحصري.
قرأت على محمد بن يوسف الإربلي حدثكم محمد بن يوسف الحافظ أنا محمد بن محمد بن أبي الرجاء بأصبهان أخبرتنا فاطمة بنت أبي سعد قالت: أنا سعيد بن أبي سعيد العيار، فذكر أحاديث. وأخبرنا أحمد بن هبة الله أنا محمد بن يوسف الحافظ أخبرتنا زينب الشعرية "ح" وأخبرنا أحمد عنها أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها أنا عمر بن مسرور ثنا محمد بن سليمان الصعلوكي ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو كريب ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأودي عن سويد بن غفلة عن علي
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngعن النبي ﷺ قال: "يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرّميّة، قتالهم حق على كل مسلم". [1]
1138- 17/18
ابن الرومية
الحافظ الناقد أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن عبد الله الأموي مولاهم، الأندلسي الإشبيلي الزهري النباتي العشاب، مصنف كتاب "الحافل" الذي ذيل به على كتاب "الكامل" لابن عدي، وكان فقيهًا ظاهريًّا.
ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة، وسمع من أبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر بن الجد وأحمد بن جمهور ومحمد بن علي التجيبي وأبي ذر الخشني ثم حج ورحل إلى العراق وسمع من أصحاب الفراوي وأبي الوقت.
قال الأبار: كان ظاهريًّا متعصبًا لابن حزم بعد أن كان مالكيًّا وكان بصيرًا بالحديث والرجال، له مجلد مفيد فيه استلحاق على الكامل، وكان له بالنبات والحشائش معرفة فاق بها أهل العصر وجلس في دكان يبيعها، سمع منه جل أصحابنا، قال الحافظ المنذري: لقيته بمصر بعد عوده وحدث بأحاديث من حفظه وجمع مجاميع لم يتفق لي السماع منه. قلت: وكتب عنه ابن نقطة وقال: كان ثقة حافظًا صالحًا. قلت: وله كتاب "التذكرة" في معرفة مشيخته وألف كتاب "المعلم بما زاد البخاري على مسلم".
قال ابن فرتون: أفرد بعض تلامذته له سيرة فذكر أنه مات فجأة في سلخ ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة ورثاه غير واحد. قلت: روى عنه أبو بكر الموميائي وأبو إسحاق البلفقي وطائفة.
ومات معه ابن الدبيثي وقد مضى، قال ابن الزبير: كان ظاهري المذهب إلا أنه على دين وورع ومعرفة وإيثار، متحرفًا بالصيدلة.
1139- 18/18
ابن الطيلسان
الحافظ الإمام محدث الأندلس، أبو القاسم القاسم بن أحمد بن محمد بن سليمان الأنصاري القرطبي.
ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة أو نحوها، ذكره الأبار فقال: روى عن جده لأمه أبي القاسم بن الشراط وأبي العباس بن مقدام وأبي محمد عبد الحق الخزرجي وأبي الحكم بن حجاج وجماعة من شيوخنا، وأجاز له عبد المنعم بن الفرس وأبو القاسم بن سمجون وشيوخه ينيفون على المائتين تصدَّر للإقراء والإسماع وكان له معرفة بالقراءات والعربية متقدمًا في صناعة الحديث متفننًا، له من المصنفات كتاب "ما ورد من الأمر في شربة الخمر"، وكتاب "بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن"، وكتاب "الجواهر المفصلات في الأحاديث المسلسلات"، وكتاب "غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين"، وكتاب "أخبار صلحاء الأندلس". أخذ عنه جماعة من أكابر أصحابنا وكان أهلا لذلك.
خرج من قرطبة وقت أخذ الفرنج لها فنزل بمالقة وولي خطابتها إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
كتب إلينا ابن هارون من أفريقية أنه سمع من ابن الطيلسان غير شيء من كتاب الوعد والإنجاز في عوالي الحديث وأجاز له ما يجوز له روايته وكتب له: سأل مني فلان أن أجيز له ما رويته وجمعته فأجبته أسمى الله قدره وأعلى ذكره اهتبالا لسؤاله وامتثالا للطاعة التي لا تجب إلا لمثاله فأجزت له ولابنه أحمد بارك الله فيه وأقر به عين أبيه في سنة إحدى وأربعين وستمائة.
قلت: وفيها توفي الصدر تاج الدين أحمد ابن القاضي شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق عن إحدى وسبعين سنة، والصدر نجم الدين الحسن بن سالم بن علي بن سلام الدمشقي عن سبع وسبعين سنة، والشيخ حاطب بن عبد الكريم بن أبي علي الحارثى المِزّي، والمحدث المقرئ أبو القاسم سليمان بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي، والمسند أبو المنصور ظافر بن طاهر بن شحم الإسكندراني المطرز، وشيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه الجويني بدمشق، والقاضي الرفيع الجيلي عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي بدمشق مقتولا، والشيخ قمر بن هلال بن بطاح القطيفي، والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي الضرير، والصدر جمال الدين أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن المحبلي الغساني الإسكندراني عن أربع وسبعين سنة.
1140- 19/18
ابن النجار
الحافظ الإمام البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النجار البغدادي
صاحب التصانيف: ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع يحيى بن يوش وعبد المنعم بن كليب وذاكر بن كامل والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهم.
وأول شيء سمع وله عشر سنين وأول عنايته بالطلب وهو ابن خمس عشرة سنة، وتلا بالروايات الكثيرة على أبي أحمد ابن سكينة وغيره، وسمع بأصبهان من عين الشمس الثقفية وجماعة، وبنيسابور من المؤيد وزينب، وبهراة من أبي روح، وبدمشق من الكندي، وبمصر من الحافظ ابن المفضل وخلائق، وجمع فأوعى وكتب العالي والنازل وخرج لغير واحد، وجمع تاريخ مدينة السلام وذيل به واستدرك على الخطيب وهو ثلاثمائة جزء، وكان من أعيان الحفاظ الثقات مع الدين والصيانة والنسك والفهم وسعة الرواية، حدث عنه أبو حامد بن الصابوني وأبو العباس الفاروثي وأبو بكر الشريشي وأبو الحسن الغرافي وأبو الحسن بن بلبان وأبو عبد الله بن القزاز الحداني وآخرون، وبالإجازة أبو العباس بن الظاهري وتقي الدين الحنبلي وأبو المعالي بن البالسي. قال ابن الساعي: كانت رحلة ابن النجار سبعًا وعشرين سنة واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، ألف "كتاب القمر المنير في المسند الكبير" ذكر كل صحابي وما له من الحديث، وكتاب "كنز الإمام في السنن والأحكام" وكتاب "المؤتلف والمختلف" ذيل به على ابن ماكولا، وكتاب "المتفق والمفترق" وكتاب "أنساب المحدثين إلى الآباء والبلدان" وكتاب "العوالي" وكتاب "المعجم" وكتاب "جنة الناظرين في معرفة التابعين" وكتاب "العقد الفائقي" وكتاب "الكمال" في الرجال، وقرأت عليه ذيل التاريخ عمله في ستة عشر مجلدًا وله كتاب "الدرر الثمينة في أخبار المدينة" وكتاب "روضة الأولياء في مسجد إيلياء" وكتاب "نزهة الورى في ذكر أم القرى" وكتاب "الأزهار في أنواع الأشعار" وكتاب "عيون الفوائد" ستة أسفار، وكتاب "مناقب الشافعي"، إلى أن قال: أوصى إليّ ووقف كتبه بالنظامية فنفذ إليّ الشرابي لتجهيز جنازته ورثاه جماعة وكان
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.pngمن محاسن الدنيا، توفي في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة، https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
أخبرنا علي بن أحمد الحسيني أنا محمد بن محمود الحافظ سنة ثلاث وثلاثين وستمائة أنا عبد المعز بن محمد بهراة "ح" وأنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز أن يوسف بن أيوب الزاهد أخبرهم أنا أحمد بن علي الحافظ أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا حبيب بن الحسن أنا عبد الله بن أيوب أنا أبو نصر التمار أنا حماد عن علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ea/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87.pngقال: قال رسول الله، ﷺ: "من كتم علمًا علمه الله، ألجمه الله تعالى بلجام من نار". [2]
1141- 20/18
ابن الصلاح
الإمام الحافظ المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن المفتي صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي، صاحب كتاب
علوم الحديث.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وتفقه على والده بشهرزور ثم اشتغل بالموصل مدة، قال القاضي شمس الدين: فبلغني أنه كرر عليه جميع المهذب ولم يطر شاربه، ثم صار معيدًا عند العلامة العماد بن يونس. قلت: وسمع من عبيد الله بن السمين ونصر الله بن سلامة ومحمود بن علي الموصلي وعبد المحسن بن الطوسي وارتحل إلى بغداد فسمع من أبي أحمد ابن سكينة وعمر بن طبرزذ، وبهمذان من أبي الفضل بن المعزم، وبنيسابور من منصور والمؤيد وزينب وطبقتهم، وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني وجماعة، وبدمشق من القاضي جمال الدين عبد الصمد بن الحرستاني والشيخ موفق الدين المقدسي والشيخ فخر الدين ابن عساكر، وبحلب من أبي محمد بن علوان، وبحران من الحافظ عبد القادر؛ ودرس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس فلما هدم المعظم سور البلد قدم دمشق ودرس بالرواحية، ثم ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، ثم تدريس الشامية الصغرى، وصنف وأفتى وتخرج به الأصحاب وكان من أعلام الدين.
قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وله مشاركة في عدة فنون وكانت فتاواه مسدودة وهو أحد شيوخي الذين انتفعتُ بهم، أقمتُ عنده مدة للاشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين، وله إشكالات على الوسيط. قال أبو حفص بن الحاجب في معجمه: إمام ورع وافر العقل حسن السمت متبحر في الأصول والفروع بارع في الطلب حتى صار يضرب به المثل واجتهد في نفسه في الطاعة والعبادة.
قلت: وكان سلفيًّا حسن الاعتقاد كافًّا عن تأويل المتكلمين مؤمنًا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق، وكان وافر الجلالة حسن البزة كثير الهيبة موقرًا عند السلطان والأمراء، تفقه به الأئمة: شمس الدين عبد الرحمن بن نوح وكمال الدين سلار وكمال الدين إسحاق وتقي الدين بن رزين والقاضي وغيرهم.
حدث عنه فخر الدين عمر الكرخي ومجد الدين بن المهتار والشيخ تاج الدين عبد الرحمن والشيخ زين الدين الفارقي والقاضي شهاب الدين الجوري والخطيب شرف الدين الفراوي والشهاب محمد بن شرف والصدر محمد بن حسن الأرموي والعماد بن البالسي والشرف محمد ابن الخطيب الآباري وناصر الدين محمد بن المهتار والقاضي أبو العباس أحمد بن علي الجيلي والشهاب أحمد بن العفيف وآخرون.
انتقل إلى الله في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وستمائة وكثر التأسف لفقده وحمل نعشه على الرءوس وكان على جنازته هيبة وخشوع فصلوا عليه بجامع دمشق وشيعوه عند باب الفرج ورجع الخلائق لمكان حصار الخوارزمية لدمشق فخرج عشرة من أصحابه مشمرون ودفنوه بمقابر الصوفية وقبره ظاهر يزار وعاش ستا وستين سنة، رحمة الله عليه.
وفيها توفي مفتي الحنابلة الإمام تقي الدين أحمد بن محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي عن اثنتين وخمسين سنة، والمسند أبو بكر عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن النحال البغدادي، وخطيب المقادسة شرف الدين عبد الله بن أبي عمر بن قدامة الحنبلي، والمحدث مفيد بغداد أبو منصور عبد الله بن محمد بن أبي محمد بن الوليد البغدادي، والفقيه أبو سليمان عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، ومحدث حران المفيد سراج الدين عبد الرحمن بن عمر بن شحانة الحراني، ومحدث الإسكندرية المفيد المتقن أسد الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرب الكندي، والأديب البارع أمين الدين عبد المحسن بن حمود بن المحسن التنوخي الكاتب، والعدل عبد المنعم بن محمد بن محمد بن حمزة بن أبي المضاء بحماة، دمشقي، والعدل ضياء الدين عتيق بن أبي الفضل السلماني، ومسند الوقت أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن منصور بن المقير الأزجي النجار بمصر عن سبع وتسعين سنة، والعلامة علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي شيخ القراء بدمشق، والصدر عز الدين النسابة محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن ابن عساكر، والإمام المحدث تاج الدين أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أبي جعفر القرطبي، ومسند بغداد أبو بكر محمد بن سعيد بن أبي البقاء موفق الدين بن الخازن الصوفي، وظهير الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحباب أبو إبراهيم السعدي المالكي، والإمام فخر الدين محمد بن عمر بن عبد الكريم الحميري بن المالكي الدمشقي، ومفتى الحنابلة الضياء محاسن بن عبد الملك بن علي التنوخي الحموي، والمحدث المفيد أبو العز مفضل بن علي بن عبد الواحد القرشي الشافعي، والعلامة منتخب الدين منتخب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني النحوي بدمشق، وأبو غالب منصور بن أحمد بن محمد بن محمد المرانبي بن المعوج، والصاحب شهاب الدين يعقوب بن محمد بن علي الشيباني بن المجاور، وشيخ العربية موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي، وخلق كثير وهي سنة الخوارزمية.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفزاري المقرئ الخطيب المحدث النحوي ثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الحافظ أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم الشعرية، وسمعته من زينب الكندية وابن أبي عصرون عنها أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها أنا عبد الغافر بن محمد ثنا بشر بن أحمد ثنا داود بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنا عبد الله بن محمد بن أبي فروة عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: "أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة".
وقد أخرجه مسلم بإسناد آخر عن بكير بن الأشج عن بسر فقال: عن زينب الثقفية، بدل أبي هريرة.
في الحديث دليل على تحريم إتيان المرأة المسجد متطيبة ولو كانت عجوزًا، وقد قال ﷺ: "طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه". رواه النسائي
[3] ولكن إذا أرادت المرأة أن تطيب بالمسك والعنبر فلتلزم بيتها إلى أن يذهب ريح الطيب.
1142- 21/18
الصريفيني
الحافظ المتقن العالم تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن العراقي الصَّريفيني الحنبلي، نزيل دمشق.
مولده سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وعني بهذا الشأن ورحل فيه إلى خراسان وأصبهان والشام والجزيرة، وصحب الحافظ عبد القادر الرهاوي وتخرج به. وسمع من المؤيد الطوسي وعبد المعز الهروي وعلي بن منصور الثقفي وحنبل بن عبد الله الرصافي وعمر بن طبرزذ وأبي اليمن الكندي وأبي محمد بن الأخضر وطبقتهم؛ روى عنه الحافظ ضياء الدين المقدسي وابن الحلوانية، وأبو المجد بن العديم، والشيخ تاج الدين الفزاري وأخوه، والشيخ زين الدين الفارقي، وأبو علي بن الخلال، والفخر ابن عساكر، وآخرون.
قال الحافظ المنذري: كان ثقة حافظًا صالحًا له جموع حسنة لم يتمها. وقال الحافظ عز الدين بن الحاجب: إمام ثبت صدوق واسع الرواية سخي النفس مع القلة سافر الكثير وكتب وأفاد، وكان يرجع إلى فقه وورع، ولي مشيخة دار الحديث بمنبج ثم تركها وسكن حلب فولي مشيخة دار الحديث الشدادية، سألت الشيخ الضياء عنه فقال: إمام حافظ ثقة حسن الصحبة له معرفة بالفقه. قال ابن الحاجب: قرأ القرآن على والده وعلى الشيخ عوض الصريفيني وتفقه على الشيخ عبد الله بن أحمد التواريخي وقرأ علم الأدب على هبة الله بن عمرو الدوري.
مات بدمشق في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وستمائة وله ستون عامًا.
وفيها مات مسند العراق أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي شيخ المستنصرية، ومسندة الشام أم الفضل كريمة بنت المحدث عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشية الزبيرية عن خمس وتسعين سنة، والمسند أبو محمد أغر بن كرم الحربي ويعرف بابن الإسكاف عن ست وثمانين سنة، والمسند أبو القاسم حمزة بن عمر بن عتيق بن أوس الأنصاري الغزال بالإسكندرية، والشيخ ضياء الدين عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الدمشقي الحنبلي، والعدل مخلص الدين أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن ابن المسند عبد الواحد بن هلال الأزدي الدمشقي، وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق بن الحنبلي الدمشقي، وأبو الرضا علي بن زيد بن علي بن مفرج الجذامي التسارسي الإسكندراني الخياط، والمعمر المسند أبو التمام علي بن أبي الفخار هبة الله بن محمد الهاشمي وقد جاوز التسعين، والقاضي شمس الدين أبو الفتح عمر بن أسعد بن المنجا التنوخي عن أربع وثمانين سنة، والمحدث الإمام الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن محارب القيسي الغرناطي ثم الإسكندراني بها عن بضع وثمانين سنة، رحمة الله عليهم.
أخبرنا محمد بن داود سنة سبعمائة ببيت الآبار ثم بكفر بطنا أنا إبراهيم بن محمد بن الأزهر وعثمان بن عبد الرحمن والحسن بن محمد ويحيى بن علي ومحمد بن محمد بن عمر ومفضل بن علي ومحمد بن حميد وعلي بن يوسف قالوا: أنا المؤيد ابن محمد الطوسي "ح" وأخبرنا ابن داود أنا عتيق بن سلامة أنا أبو القاسم الحافظ "ح" وأنا ابن داود أنا محمد بن أبي جعفر وأحمد بن مميل قالا: أنا محمد بن صدقة "ح" وأنا ابن داود أنا محمد بن علي العسقلاني أنا منصور بن عبد المنعم "ح" وأنبأنا القاسم بن غنيمة أنا المؤيد قالوا: أنا محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد "ح" وأخبرنا ابن داود أنا أبو الحسن السخاوي أنا أبو القاسم الشاطبي ثنا علي بن هذيل أنا سليمان بن نجاح أنا أبو العباس العذري أنا أحمد بن الحسن الرازي قالوا: ثنا ابن عمرويه أنا إبراهيم بن محمد ثنا مسلم بن الحجاج ثنا قتيبة ثنا ليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله ﷺ واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله، ﷺ: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله" فذكر الحديث.
1143- 22/18
اللاردي
الإمام الحافظ العلامة أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي المعروف باللاردي، صاحب التصانيف.
روى عن أبيه الإمام أبي بكر وأبي عبد الله بن حميد، مولده سنة ثلاث وستين وخمسمائة، قال أبو عبد الله الأبار: ولي القضاء وصنف، فمن تواليفه كتاب "أنوار المصباح في الجمع بين الكتب الستة الصحاح" وكتاب "مطالع الأنوار في شمائل المختار" وكتاب "النكت الكافية" في الاستدلال على مسائل الخلاف الحديث وكتاب "منهاج العمل في صناعة الجدل" وكتاب "المسالك النورية في المقامات الصوفية"، توفي في حدود سنة ست وأربعين وستمائة،
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e8/%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png/24px-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89.png.
1144- 23/18
المنذري
عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد الحافظ الكبير الإمام الثبت شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد المنذري، الشامي ثم المصري.
مولده في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وقرأ القرآن وتأدب وتفقه ثم طلب هذا الشأن وبرع فيه، سمع أبا عبد الله الأرتاحي وعبد المجيب بن زهير وإبراهيم بن البتيت وأبا الجود غياث بن فارس والحافظ أبا الحسن المقدسي وتخرج به وصحبه، وسمع بالمدينة النبوية من الحافظ جعفر بن أمورسان، وبدمشق من عمر بن طبرزذ ومحمد بن الرتف والتاج الكندي وطبقتهم، وبحران والإسكندرية والرها وبيت المقدس، وعمل معجمه في مجلد واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داود وصنف في المذهب.
حدث عنه شيوخنا الدمياطي وابن الظاهري وأبو الحسين اليونيني وأبو عبد الله بن القزاز وإسماعيل بن نصر الله وعلم الدين سنجر الدواداري وقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد والعماد محمد بن الجرائدي وإسحاق بن الوزيري وخلق سواهم.
درس بالجامع الظافري بالقاهرة ثم ولي مشيخه الدار الكاملية وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة. قال الشريف عز الدين الحافظ: كان شيخنا زكي الدين عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه عالمًا بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه متبحرًا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله قيمًا بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه إمامًا حجة ثبتًا ورعًا متحريًا فيما يقوله متثبتًا فيما يرويه قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه وانتفعت به انتفاعًا كثيرًا. قلت: وقد قرأ بالسبع على شيخ من أصحاب أبي الجود في حياة أبي الجود، وأول سماعه كان في سنة إحدى وتسعين وكان ذا نسك وتزهد. قال شيخنا عبد المؤمن الحافظ: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئًا وفارقته معيدًا له في الحديث.
قال: وتوفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة.
قلت: وفيها توفي تحت السيف أمم لا يحصون ببغداد، منهم خليفة الوقت المستعصم بالله، وتوفي بالإسكندرية العلامة المحدث أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي عن ثمان وسبعين سنة، والمحدث المفيد الرحال صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري التيمي الصوفي، والعلامة شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الإربلي اللغوي بدمشق، وخطيب بيت الآبار عماد الدين داود بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي، والملك الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل، والصاحب البهاء زهير محمد بن علي المهلبي الشاعر، وأبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان الكفرطابي الدمشقي الرام الزاهد، والمسند أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الفرسي ابن خطيب القرافة الناسخ، والشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي، والمحدث المفيد شمس الدين علي بن المظفر بن القاسم الربعي النشبي الدمشقي، وأبو حفص عمر بن أبي نصر بن عوة الخزرجي التاجر، والأديب البليغ موفق الدين أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد أبي الحديد المدائني، والمقرئ العلامة شعلة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي عن ثلاث وثلاثين سنة، والمحدث أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الجرج التلمساني بالإسكندرية، والمسند خطيب مرو الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي الحنبلي، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي بحلب، والمقرئ المسند المعمر عفيف الدين المرجا بن الحسن بن علي بن هبة الله بن سقير الواسطي التاجر عن خمس وتسعين سنة، والمحدث الفاضل نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن الشقشقة الشيباني الدمشقي الصفار، والعلامة الأديب الزاهد جمال الدين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الحنبلي الضرير سيد الشعراء، والعلامة الصاحب محيي الدين يوسف ابن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ أنا عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن حمد سماعًا في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة أنا علي بن الحسين الموصلي إذنا أنا علي بن الحسن بن قاسم أنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق القاضي ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/96/%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7.png/24px-%D8%B1%D8%B6%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%A7.pngأن النبي ﷺ كان إذا اعتكف يدني إليّ رأسه فأرجّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان.
1145- 24/18
اليونيني
الشيخ الفقيه الحافظ الإمام القدوة، تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي البعلبكي الحنبلي.
مولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بيونين ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي صاحب الشيخ عبد القادر، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني، وتفقه بالشيخ الموفق وبرع في الخط المنسوب، وسمع من أبي طاهر الخشوعي وأبي التمام القلانسي وحنبل الرصافي والحافظ عبد الغني وأبي اليمن الكندي وغيرهم.
روى عنه ابناه الحافظ أبو الحسين والمؤرخ قطب الدين، وأبو عبد الله بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز الأدمي وإبراهيم بن حاتم الزاهد ومحمد بن المحب وعلي بن الشاطبي وأبو عبد الله بن الزراد وعبد الرحيم بن الحبال وأبو إسحاق بن القرشية وخلق سواهم، وكان والده مرخمًا ببعلبك ثم بدمشق فمات ونشأ الفقيه يتيمًا بالكشك مع والدته فأسلمته نشابيا ثم حفظ القرآن وجود الكتابة ثم حفظ الجمع بين الصحيحين للحميدي بكماله، ذكره الحافظ عمر بن الحاجب فأطنب في وصفه فأسهب وأغرب وأعرب فقال: اشتغل بالفقه والحديث إلى أن صار إمامًا حافظًا، إلى أن قال: لم ير في زمانه مثل نفسه في كماله وبراعته. جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وكان حسن الخلق والخلق نفاعًا للخلق مطرحًا للتكلف، من جملة محفوظه "الجمع بين الصحيحين للحميدي" وحدثني أنه حفظ صحيح مسلم جميعه وكرر عليه في أربعة أشهر وكان يكرر علي أكثر مسند أحمد من حفظه وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثًا، وقال ولده قطب الدين: حفظ الجمع بين الصحيحين وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم، وكان الأشرف يحترمه ويعظمه وكذلك أخوه الصالح وقدم في أواخر عمره دمشق فخرج الملك الناصر يوسف إلى زيارته بزاوية الفرنثي وتأدب معه.
قلت: كان الشيخ الفقيه كبير القدر يذكر بالكرامات والأحوال، وكان أهل بعلبك يسمعون بقراءته على المشايخ الواردين عليهم كالقزويني والبهاء المقدسي وابن رواحة الحموي، وقد سقت أخباره وأوراده في تاريخ الإسلام، توفي في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة.
وفيها مات قاضي القضاة صدر الدين أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين يحيى بن هبة الله بن سني الدولة التغلبي الدمشقي الشافعي ببعلبك، والمسند أبو إسحاق إبراهيم بن خليل الأدمي أخو الحافظ شمس الدين شهيدًا تحت السيف بكائنة حلب، والمسند أبو طالب تمام بن أبي بكر بن السروري الدمشقي، والمعظم أبو المفاخر توران شاه ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، والمحدث الحافظ مفيد أهل الصلاحية محب الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر المقدسي كهلا، والمسند أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم بن الخشوعي، والمسند عماد الدين عبد المجيد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الصالحي، والفقيه المسند أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي طالب بن العجمي الحلبي، والمسند الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف أخو العماد استشهد بساوة، والمحدث المفيد فخر الدين محمد بن يوسف الكنجي قتل بجامع دمشق لدبره وفضوله، وضياء الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد القزويني ثم الحلبي بحلب بعد الكائنة بشهرين، والمسند أبو الكرم بن عبد المنعم بن قاسم الأنصاري الأرتاحي بمصر، رحمة الله عليهم.
أخبرنا محمد بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز ببعلبك سنة ثلاث وتسعين وستمائة قالا: أنا محمد بن أبي الحسين الفقيه قال: قرأت على بركات بن إبراهيم بدمشق أنا عبد الكريم بن حمزة "ح" وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل في سنة اثنتين وتسعين وستمائة أنا البهاء عبد الرحمن أنا إسماعيل بن علي بقراءتي أنا هبة الله بن أحمد وعبد الكريم قالا: أنا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي أنا أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب أنا أبو القاسم البغوي ثنا شيبان ثنا عمارة ثنا أبو غالب عن أبي أمامة قال: كان رسول الله ﷺ يوتر بتسع، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما: {إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.
1146- 25/18
الرشيد
الإمام الحافظ الثقة المجود رشيد الدين، أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري العطار المالكي.
ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة، سمع أباه وعمه عبد الرحمن وأبا القاسم البوصيري وإسماعيل بن ياسين وأبا طاهر بن بنان وعلي بن حمزة الكاتب وعبد اللطيف بن أبي سعد والشهاب محمد بن يوسف الغزنوي وابن نجا الواعظ وفاطمة بنت سعد الخير وخلقًا، وبدمشق الكندي وابن الحرستاني وعدة، وبمكة والمدينة والثغر وتخرج بالحافظ ابن المفضل، وألف معجم شيوخه وانتخب وأفاد وتقدم في فن الحديث، وكان ثقة مأمونًا متقنًا حافظًا حسن التخريج، ذكره الشريف عز الدين فقال: كان حافظًا ثبتًا انتهت إليه رياسة الحديث بالديار المصرية ووقف كتبه، صحبته مدة.
قلت: روى عنه الدمياطي وابن الظاهري وابن اليونيني وشعبان الإربلي وأبو العباس بن صصرى والقاضي الزين عبد الرحيم الساعاتي وعبد القادر الصعبي وعبد الرحمن بن يعيش السبتي وداود بن يحيى الحريري وخلق سواهم، وقد ولي مشيخة الكاملية ستة أعوام.
وتوفي بمصر في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وستمائة.
وفيها توفي المحدث الرحال المتقن ضياء الدين أبو جعفر أحمد بن محمد بن صابر القيسي المالكي عن سبع وثلاثين سنة، وأبو الطاهر إسماعيل بن صارم بن علي الكناني الحناط بمصر شنق نفسه، وشيخ الشيوخ الإمام شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الحموي الشافعي، وقاضي القضاة عماد الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني خطيب دمشق، ومحدث دمشق ضياء الدين علي بن محمد بن محمد بن علي بن البالسي غريبًا بمصر وله سبع وخمسون سنة، والمسند أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري البزاز البابشرقي، والمحدث الإمام العالم محيي الدين يحيى بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن سراقة الأنصاري الشاطبي بمصر عن سبعين سنة، وأبو المظفر يوسف بن يعقوب الإربلي الذهبي في عشر الثمانين، والقدوة العارف شيخ الإسكندرية أبو القاسم بن منصور القباري، رحمة الله عليهم.
أخبرنا محمد بن محمد بن عبد المنعم الطائي بمنين سنة ست وتسعين وستمائة أنا يحيى بن علي الحافظ بمصر أنا إسماعيل بن صالح أنا محمد بن أحمد الرازي أنا محمد بن الحسين الطفال أنا محمد بن حيوية أنا محمد بن جعفر بن أعين ثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور، أو قول الزور". أخرجاه عن محمد بن الوليد عن غندر عن شعبة، وفي هذا الوقت كان عدد كثير من المحدثين والطلبة لهم اعتناء بهذا الشأن وفيهم من يكتب له: الحافظ والإمام، لم أر إيرادهم هنا لقلة بضاعتهم من علم الحديث، فمن أحب الوقوف على أخبارهم فلينظر في تاريخي الكبير.
1147- 26/18
البكري
المحدث العالم المفيد الرحال المصنف صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك القرشي التيمي البكري النيسابوري ثم الدمشقي، المحتسب الصوفي سفير الدولة ابن أبي عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبي الفتوح.
مولده بدمشق سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وسمع بمكة قديمًا من جده لأمه أبي حفص الميانشي، وبدمشق من حنبل وابن طبرزذ، وبنيسابور من المؤيد ابن محمد وزينب الشعرية، وبهراة من أبي روح عبد المعز بن محمد، وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني، وبأصبهان من أبي الفتوح محمد بن الجنيد وعين الشمس الثقفية وحفصة بنت حمكا، وببغداد من عبد العزيز بن الأخضر، وبمصر والموصل وهمذان وإربل، وعني بهذا الشأن وعمل أربعي البلدان، وطرق: "من كذب عليّ"، وشرع في عمل تاريخ ذيل لدمشق وغير ذلك.
وحدث بالكتب الطوال، سمع منه الشيخ تقي الدين بن الصلاح، وروى عنه الدمياطي والعماد بن البالسي والبدر بن التوزي وأبو الفتح القرشي وأبو عبد الله بن الزراد وتاج الدين أحمد بن مزين والزين أبو بكر المري وخلق سواهم، ولي حسبة دمشق ومشيخة الشيوخ وعظم في دولة المعظم وليس هو بالقوي، ضعفه عمر بن الحاجب فقال: كان إمامًا عالمًا لسنًا فصيحًا مليح الشكل أحد الرحالين إلا أنه كان كثير الدعاوى عنده مداعبة ومجون، داخل الأمراء وجدد مظالم، سألت الحافظ ابن عبد الواحد عنه فقال: بلغني أنه كان يقرأ على الشيوخ، فإذا أتى على كلمة مشكلة تركها ولم يبينها وسألت الزكي البرزالي عنه فقال: كان كثير التخليط. قلت: ثم في الآخر صلح حاله وابتلي بالفالج قبل موته بسنوات ثم تحول في آخر عمره إلى مصر فمات بها في ذي الحجة سنة ست وخمسين وستمائة.
أخبرنا أبو بكر بن يوسف المقرئ أنا الحسن بن محمد التيمي أنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير، سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "إن أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل" رواه البخاري من طريق غندر عن شعبة.
(تمت الطبقة الثامنة عشرة.)
هامش
في كتاب الزينة باب 32. وأبو داود في النكاح باب 49. وأحمد في مسنده "2/ 541".
================
المقدمة
الطبقة الثامنة عشرة
رواه البخاري في المناقب باب 25. ومسلم في المسافرين حديث 275. وأبو داود في السنة باب 28.
رواه ابن ماجه في المقدمة باب 24. وأحمد في مسنده "2/ 499، 508".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة 21. تذكرة وشيوخ صاحب التذكرة

  الطبقة 21. تذكرة  { ابن فرح         علي بن عبد الكافي         ابن جعوان         ابن الفوطي         الحارثي         ابن تيمية        ...